نجيب ميقاتي حزين على انتهاك سيادة لبنان

• رأي
• Rachid Hatoum
• 09:51 am - سبتمبر 18 , 2021

عندما تصبح السيادة حديثا يوميا يتناقله الساسة من كل الاتجاهات وبمعان تتوافق مع طموحاتهم وأطماعهم ومصالحهم وتمتين العلاقة مع مرجعياتهم خارج حدود الوطن يًصبح الوطن حمّالة حطب .
عندما تصبح السيادة سباقا من أجل الاستفادة  يصبح الوطن مضمارا .
نراهم ينظرون الى السيادة من منظور الموقف ضد الآخر أي كان هذا الآخر .ينظرون الى السيادة على أنها سلعة في سوق الحسبة ، ينادون عليها عند كل صباح وينتظرون الشاري الدسم الذي ينتظرهم على أحرّ من الجمر لأنهم حجارة رقعة شطرنجه .
غريب أمرك أيها البهيج الحزين  على انتهاك السيادة .
ألم تجد في طيران العدو الذي يعبر الحدود دون إذن ويقف فوق مدينة طرابلس وبقصف حمص وحماه ودمشق خرقا للسيادة  وتحزن .
ألم تجد في قانون قيصر الذي حرّم علينا تبادل قطرات الماء مع دمشق خرقا للسيادة 
ألم تجد في زيارة الرئيس الفرنسي الى لبنان وتوبيخه للساسة اللبنانيين دون استثناء خرقا للسيادة وتحزن .
ألم تجد في زيارات السفيرة الأميركية وزارة الدفاع ووزارة الخارجية ، واجتماعاتها المشبوهة مع قيادات لبنانية مشبوهة خرقا للسيادة وتحزن .
 ألم تجد التدخل الأميركي والفرنسي والأقليمي خرقا للسيادة في كيفية تشكيل الحكومة اللبنانية 
يا دولة الرئيس إذا لم يكن احتجاز رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية ، وتأديبه على طريقتهم وإهانته على طريقتهم، ولولا التدخل الفرنسي لا ندري ماذا كان سيحصل له ، فقد يكون جمال خاشقجي آخرخرقا للسيادة يجب أن يحزنك ،فأخبرني ما هي السيادة  .
يكون خرق السيادة يا دولة الرئيس عندما نجمع ثرواتنا الكبيرة من حساب الوطن وعندما يحتاجنا لا نقدم له بحصة تسند خابيته ، ونتجه للإستدانة كي نزيد مصائبه .
يكون خرق السيادة عندما تلتقي مع سفراء الدول الأقليمية والغربية وتطلب منهم مساعدتك على تشكيل حكومة ، أو السماح لك بإتخاذ قرارا .
يكون خرق السيادة عندما تتقاتلون على الحصص الوزارية من خلفيات طائفية وليس من خلفيات وطنية .
يكون خرق السيادة عندما تشاركون بالفساد وتسرقون أموال الناس .
يكون خرق السيادة عندما تضعون أموالكم في المصارف الأجنبية ولبنان ينزلل الى قعر الهاوية ولا تتحرك قشة من مكانها ،وتبقى حالكم صامدة تمارسون لعبة الوصول الى السلطة .
لن أقول سامحك الله ، فالله يدري بما تفعل يمينكم بأبناء البلد ، ولن أقول حماك البعل من شرّاعمالك فللبعل معك حساب يعرف كيف يُصفيه.
ليتك تخبرني لماذا عبور صهاريج المازوت والبنزين وغدا قد تعبر شاحنات الأدوية والمواد الغذائية والمواد الأولية للتصنيع خرق للسيادة يُحزنك .
بربك يا دولة الرئيس أخبرنا عن أميركا ومساهماتها في وقف تدهور البلد ، أخبرنا عن فرنسا وكرمها في إعادة إعمار البلد بما يتناسب مع مصلحة البلد . أخبرنا عن مساهمات دول الخليج في تنشيط الحياة الصناعية والتجارية في البلد إلا بما يتناسب مع أهوائهم وترضى عنه الولايات المتحدة الأميركية .
إن كرم دول الخليج لم يكن قرارا حرا من ذواتهم بل كان تلبية لأمر أميركي ، وكانت أميركا لا تريد سقوط لبنان، ليس لأنها تحب لبنان لكنها تخاف على سقوط دولة العدو إذا سقط لبنان .
نحن لا نعتب عليك ، لأنه من شروط اللعبة السياسية في البلد أن تقول ما تقوله ، ومن شروط اللعبة أن تبكي وتحزن وأخاف أن يكون حزنك وبكاؤك على فراق أحبة كانوا لك عونا وتدفعه بحزنك أن تبقيهم الى جانبك .
ليت إنسانيتك كانت في طرابلس يوم كانت طرابلس مدينة محاور وأشباح .
نحن كنا نعرف أنك ستبدي انزعاجك أمام السفراء ، والملحقين وصغار الموظفين ، لكننا لم نكن نعلم أنك ستعبّر لهم عن حزنك .
نقول لك يا دولة الرئيس .
مبارك خرق السيادة على طريقة الصهاريج والشاحنات .
مبارك خرق السيادة الذي يؤمن للمواطن حفظ الكرامة وعزة النفس ، والشعور بالاكتفاء .
مبارك خرق السيادة من الذين حموا حدود الوطن بحرا وبرا .
إذا كانت صهاريج سدّ الحاجة خرقا للسيادة فمرحبا بهذا الخرق ، وألف شتيمة لأولئك الذين يتحدثون عن السيادة ويمارسون الزحفطة على أبواب الموظفين في السفارات .
يا دولة الرئيس نبارك لك حزنك ، ونبارك لخرق السيادة على أمل أن نراه عملا يوميا وليس حدثا يتيما .
سامي سماحة 

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي : الواتساب التلغرام