افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 8 تشرين الاول 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 8 تشرين الاول  2021

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء:

العبد اللهيان: عرض إيراني بمعامل كهرباء وإعادة إعمار المرفأ… فهل من يتعامل بجدية؟ قانون الانتخاب: الموعد 27 آذار … ولا مقاعد للاغتراب… ولا كوتا نسائية بيطار يسرّب نفياً لما سرّب عنه… وتسريبات عن نوايا بمذكرات بحقّ النواب

 

على الرغم من الاهتمام الذي حظيت به مناقشات اللجان النيابية حول قانون الانتخابات، سواء لجهة التفاهم على موعد 27 آذار وتأجيل اعتماد مقاعد مخصصة للاغتراب وتجاوز الكوتا النسائية أو لجهة الحاجة لتثبيت هذه التفاهمات عبر الهيئة العامة لمجلس النواب للتصويت عليها، وعلى الرغم أيضاً مما شغلته من اهتمام تسريبات منسوبة للمحقق العدلي طارق بيطار، سواء لجهة نفي تسريبات سابقة نسبت إليه حول استعداده لاستدعاء رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وما تضمنه التسريب الجديد من اتهام للتسريب السابق بالسعي لإحداث فتنة، أو لجهة ما تضمنت من تسريبات جديدة حول إصدار مذكرات إحضار بحق النواب الملاحقين، بقي الحدث الأبرز هو ما تضمنته زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
وزير خارجية إيران الذي يختتم زيارته للبنان اليوم التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، كما التقى قادة الفصائل الفلسطينية ويلتقي قادة الأحزاب الوطنية، ويتوج زيارته بلقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي رجح أن يكون قد التقاه منتصف ليل أمس.
على الصعيد السياسي استحوذت على لقاءات الوزير الإيراني اهتمامات المسؤولين اللبنانيين بالسعي لمعرفة التفاصيل حول نسبة التقدم الذي حققته الحوارات الإيرانية- السعودية كما ورد في كلام عبد اللهيان، وتأكيد المسؤولين اللبنانيين على الاهتمام بنجاح هذه الحوارات، وموقعها في تسهيل وضع لبنان في مواجهة الأزمات التي تحيط به، وسمع المسؤولون تطمينات الوزير الإيراني بإيجابية المناخ المحيط بالعلاقات السعودية- الإيرانية، والتفاؤل ببلوغها مراحل الإيجابية العلنية في الفترة القريبة المقبلة.
على الصعيد السياسي أيضاً بقيت المفاوضات حول الملف النووي الإيراني وفقاً لكلام عبد اللهيان محاطة بأسئلة إيرانية لا تجيب عليها الإشارات الشفهية والرسائل التي يحملها الوسطاء، بانتظار رؤية أفعال تنتظرها إيران وترهن بظهورها العودة إلى المفاوضات في فيينا.
في الشق الاقتصادي حمل الوزير عبد اللهيان عروضاً إيرانية محددة بالاستعداد لمساعدة لبنان بتجاوز الأزمة الراهنة، كاشفاً عن استعداد الشركات الإيرانية لإنشاء معملين لإنتاج الكهرباء خلال ثمانية عشر شهراً، في بيروت والجنوب، إضافة للاستعداد لإعادة إعمار مرفأ بيروت، والعروض الإيرانية الجديدة هي إعادة تأكيد لعروض سابقة، لكن هذه المرة من منبر رسمي لوزارة الخارجية، لكن التعامل الرسمي اللبناني معها كان بارداً لجهة عدم الدخول في أي تفاصيل، أو طلب حضور الشركات الإيرانية للقاء الوزارات المعنية، أو الاستفسار عن كيفية التمويل وصيغ التعاقد المقترحة، سواء لمعامل الكهرباء أو للمرفأ، حيث تحدثت مصادر متابعة عن تضمن العرض الإيراني الاستعداد للتعاقد وفقاً لصيغة الـBOT ، التي تتضمن الإنشاء والإدارة والاستثمار، واستيفاء الكلفة من العائدات ثم إعادة المنشآت للدولة بنهاية الفترة التعاقدية، وتقول المصادر إن العرض الإيراني لكلفة التشغيل وكيفية التعاقد منفتحة على العرض الإيراني الأصلي بتأمين المحروقات بالليرة اللبنانية، وهو ما يشكل جواباً على سؤال يواجهه المسؤولون اللبنانيون حول كيفية الحؤول دون تأثير تأمين الكهرباء والمحروقات على سعر صرف الدولار صعوداً وما سيترتب على ذلك من تسريع للانهيار بدلاً من تفاديه.
وخطفت زيارة الوزير عبد اللهيان إلى بيروت الأضواء وتصدرت واجهة المشهد السياسي، لما تضمّنته من مواقف سياسية وعروض نفطية وكهربائية واقتصادية هامة، يمكنها إخراج لبنان من مستنقع أزماته وكسر الحصار الاميركي ومن دون ثمن سياسي ومنة أميركية. جولة عبد اللهيان على المقار الرئاسية ومواقفه وعروضه السخية الأولى من نوعها، استفزت السفيرة الأميركية في بيروت دورثي شيا التي جمعت مجموعات من المجتمع المدني وبقايا فريق 14 آذار وقدمت أمامهم مطالعة سياسية أشبه بـ"توجيهات انتخابية" اختتمت بانتقادات لاذعة للمجتمعين لهزالة أعداد المتظاهرين المعترضين على زيارة وزير الخارجية الإيراني.
وتعكس الزيارة الإيرانية بحسب مصادر سياسية لـ"البناء ترجمة واقعية لموازين القوى والمعادلات الجديدة في الإقليم ومؤشراً اضافياً على التراجع والإنكفاء الأميركي، لا سيما وأن الزيارة المرفقة بعروض هامة، جاءت بعد عبور قافلة بواخر النفط الإيراني عبر المضائق الإقليمية - الدولية إلى لبنان وكسر الحصار على مرمى أعين الأميركيين من دون أن يحركوا ساكناً.
واستهل عبد اللهيان جولته من بعبدا، حيث أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ضيفه، "دعم لبنان للجهود التي تبذلها الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتعزيز التقارب بينها وبين دول المنطقة، لا سيما العلاقات مع الدول العربية، من خلال الحوار القائم لهذه الغاية"، ونوه عون بـ"التضامن الذي تبديه إيران مع لبنان في مواجهة أزماته، وبالمساعدات التي قدمتها بعد انفجار مرفأ بيروت"، محملاً الوزير عبد اللهيان تحياته إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والشعب الإيراني الصديق. ونقل عبد اللهيان إلى عون تحيات الرئيس الإيراني، مجدداً "دعم بلاده الثابت للبنان، واستعداد الحكومة الإيرانية لتقديم كل المؤازرة في المجالات التي يحتاجها، خصوصاً في الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها".
وانتقل الدبلوماسي الإيراني إلى عين التينة، مؤكداً أن اللقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري هدفه تعزيز التعاون الثنائي بين لبنان وإيران في مختلف المجالات ومساعدة لبنان للتخلص من المشكلات والأعباء التي يعاني منها".
وحط الوزير الإيراني في السراي الحكومي حيث رحب ميقاتي باسم الحكومة اللبنانية بـ"المناخات والأجواء الإيجابية التي سادت جولات الحوار بين إيران والمملكة العربية السعودية والتي استضافتها دولة العراق الشقيق". وتمنى ميقاتي أن "تثمر لقاءات الحوار والتفاوض بين الجوار العربي والإيراني توافقاً كاملاً حول مختلف العناوين والقضايا التي من شأن التفاهم حولها أن يسهم في إرساء دعائم الأمن والتقدم والاستقرار، وهذا ما سيلقي بظلاله الإيجابية وفوائده على لبنان واللبنانيين".
ومن وزارة الخارجية أعلن عبد اللهيان "الاستعداد لتقديم كل الدعم والمؤازرة للبنان الشقيق في ظل ما يمر به، والشركات الإيرانية المتخصصة مستعدة لبناء معملي كهرباء بقوة ألف ميغاوات في بيروت والجنوب، ونحن على استعداد كامل للمبادرة من خلال الخبرات الفنية والهندسية الإيرانية للمساهمة فوراً في إعادة ترميم وبناء مرفأ بيروت الذي دمر من خلال الانفجار الهائل الذي استهدفه، والقيام في حال طلب الجانب اللبناني هذا الأمر".
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني، قال وزير الخارجية عبدالله بو حبيب: نتمنى نجاح كل المفاوضات التي تقوم بها إيران لأن نجاحها ينعكس كثيراً على لبنان".
ولخصت مصادر مطلعة على الزيارة لـ"البناء" أهداف وأبعاد الزيارة:
-التهنئة بتأليف الحكومة الجديدة ونقل تحيات القيادة الإيرانية إلى الرؤساء الثلاثة
-التأكيد على دور إيران المحوري في المنطقة ومساعدة دول وشعوب وحكومات الدول المحاصرة من الأميركيين، لا سيما لبنان ومد اليد لإنقاذه من أزماته كمهمة إيرانية إنسانية على غرار تحركهم في دول المنطقة كالعراق الذي انتفض شعبه على الحصار والعقوبات الأميركية وطلب العون من إيران التي مدته بالطاقة والكهرباء وأنشأت محطات إنتاج الكهرباء في البصرة وصلت الآن إلى إنتاج 1000 ميغاوات.
-إبلاغ رئيسي الجمهورية والحكومة بالعروض الجدية والمضمونة، لا سيما إنشاء معملي إنتاج في بيروت والجنوب وبدائل أخرى عبارة عن محطات صغيرة بمناطق عدة بقدرة إنتاجية 25 ميغاوات
وتشير المصادر إلى أن "الكرة في ملعب الحكومة لتلقف هذه العروض وعدم تضييع هذه الفرصة خوفاً من الأميركيين الذين يقدمون عروضاً لا تثمن ولا تغني من جوع، لا سيما أن العرض الأميركي بنقل الغاز المصري والكهرباء الأردنية لا يقدم سوى 6 ساعات تغذية بينما العروض الإيرانية تصل إلى 24 ساعة في مختلف المناطق اللبنانية". وتضرب المصادر مثالاً على رضوخ الأميركيين إزاء خيار البواخر الإيرانية الذي دفعهم لفك الحصار عن الخط العربي إلى لبنان وغض الطرف عن تواصل لبنان مع سورية.
ولم يرقَ هذا المشهد الذي يخفي موازين قوى جديدة، السفيرة الأميركية في بيروت، والتي جزمت في لقاء جمعها مع عدد من الشخصيات المستقلة اللبنانية، إلى أن إدارة بلادها لن تترك لبنان ساحة لإيران، محددة الموقف الأميركي من عدد من الملفات الأساسية ما يعكس التدخل الفاضح في الشؤون الداخلية.
وينقل أحد المشاركين في اللقاء بحسب مصادر إعلامية تنويه السفيرة الأميركية بتشكيل الحكومة في لبنان، التي تضم "شخصيات جيدة"، على حد تعبيرها.
رفضت شيا ما يروج لجهة أن واشنطن تقيم حصاراً على لبنان، حيث الفساد المستشري أدى إلى هذا الانهيار، قائلة: على العكس إننا نبحث في سبل مساعدة البلد وكيفية الوقوف إلى جانبه، وخير دليل التغاضي عن العقوبات على سورية من أجل مصلحة لبنان، في إشارة إلى ملف استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر الأراضي السورية.
وينقل عن السفيرة الأميركية تلميحها إلى أن الخسائر المالية الحاصلة في لبنان سببها أداء الدولة، بمعنى أن المصارف وضعت أموالها عند مصرف لبنان، والدولة التي استدانت من المصرف المركزي، أوصلت البلد إلى هذا الخراب. وإذا كان المطلوب شن الهجوم على المصارف، فإن في ذلك نية مبطنة لاستمرار الانهيار الاقتصادي.
ويؤكد أحد المشاركين في اللقاء اهتمام الولايات المتحدة بإعادة إعمار مرفأ بيروت، حيث اعتبرت شيا أن العمل على هذا الملف أكثر من ضروري، لافتة إلى أنه لا يمكن للدولة اللبنانية أن تقوم بهذه العملية لأنه لا يوجد أي قطاع عام في لبنان يمكن أن يسير ضد "المحصاصة" السائدة. حيث مرفأ بيروت كمعظم مرافئ العالم يمكن أن يدار وفق نظام الـ B.O.T ، حيث القطاع الخاص خاضع للرقابة والمحاسبة، يمكن للدولة أن تحصّل الضرائب والرسوم التي تصل سنوياً إلى أكثر من نصف مليار دولار، مشددة في هذا الاطار على أن "لا شيكات على بياض".
في المقابل أوضحت مصادر في فريق المقاومة لـ"البناء أن "التظاهرات الهزيلة ضد الزيارة الإيرانية لا تقدم ولا تؤخر في تغيير الموازين الجديدة"، مشيرة إلى أن "هؤلاء مضللون ووقود في المحرقة الأميركية وسيتم التخلي عنهم بعد الانتخابات كما حصل في أفغانستان"، ولفتت إلى أن "هؤلاء تحركوا بناء على أوامر أميركية للتشويش على زيارة عبد اللهيان وللقول للإيرانيين بأن الساحة ليست خالية لكم وما زلنا الأقوى"، مشيرة إلى أن "إيران ليست بحاجة إلى نفوذ في لبنان، بل نفوذها يعم ويمتد إلى المنطقة والإقليم والخليج وعلى الساحة الدولية، بل أن لبنان يحتاج إلى الدعم الإيراني في كافة المجالات"، وأبدت المصادر استغرابها حيال انتفاضة هؤلاء المشاغبين على الزيارة الإيرانية، فيما لم ينطقوا ببنت شفا حيال عشرات الدبلوماسيين الأجانب الذين زاروا لبنان خلال الأسبوعين الماضيين ما يفضح تبعيتهم للأميركيين".
على صعيد أزمة المحروقات لم يصدر جدول تركيب أسعار المشتقات النفطية على رغم عودة وزير الطاقة والمياه وليد فياض من الأردن، ملوّحاً بمقاضاة محطات المحروقات التي رفعت خراطيمها في وجه المواطنين انتظاراً للتسعيرة الجديدة، على أن يصدر الجدول صباح اليوم. وأوضح عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس أن "المحطات تحت وصاية وزارة الطاقة وتتقيّد بجدول تركيب الأسعار الصادر عنها"، لافتاً إلى أن "المحطات التي لديها مخزون من البنزين تبيع المادة وفق الجدول الحالي، لكن الشركات لم تسلم المحروقات للمحطات".
ونفّذت دورية من أمن الدولة أمس جولة ميدانية على محطات الوقود للكشف على خزاناتها ومحتوياتها، وعثرت على حوالي 1500 ليتر من المحروقات في إحدى المحطات في منطقة ساحل المتن وألزمت صاحبها فتح المحطة وبيع المخزون.
على صعيد خط الغاز العربي إلى لبنان، زار سفير سورياة علي عبد الكريم علي، وزير الطاقة والمياه وليد فياض. وذكر بيان للسفارة "أن الحديث دار حول التعاون في ملف استجرار الغاز والكهرباء إلى لبنان عبر سورية، والتطورات الإيجابية والمتسارعة في التنسيق بين سورية ولبنان والأردن ومصر في هذا الإطار، ونتائج زيارة الوزير فياض الأخيرة إلى جمهورية مصر العربية، والاجتماع الوزاري الثلاثي الذي عقد يوم أول من أمس في المملكة الأردنية الهاشمية بمشاركة وزير الكهرباء السوري المهندس غسان الزامل".
وأشار البيان، إلى "أن فياض عرض للمزايا الإيجابية للتعاون بين سورية ولبنان في هذا المجال وغيره من المجالات الحيوية كركيزة أساسية تمهد لفضاء أوسع من التعاون العربي والإقليمي". وأوضح "أن علي وفياض، ثمنا العلاقات الأخوية بين البلدين، مؤكدين أهمية التكامل والتعاون في الكثير من القطاعات والملفات التي تعود بالفائدة على لبنان وسورية".
في سياق متصل أملت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية هالة زواتي في تصريح "بتوصيل الكهرباء إلى لبنان بحلول نهاية العام الحالي". وتابعت "لبنان يسعى لتمويل خطة نقل الكهرباء من البنك الدولي".
على صعيد قانون الانتخاب، عقدت اللجان النيابية جلسة مشتركة في المجلس النيابي، برئاسة نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي وحضور وزيري الخارجية والمغتربين والداخلية والبلديات وعدد كبير من النواب، لدرس اقتراحات القوانين المتعلقة بالانتخابات النيابية المدرجة على جدول الأعمال. ووافقت اللجان على تقريب موعد الانتخابات إلى 27 آذار مع تحفظ لبنان القوي.
وانسحبت النائبة عناية عز الدين من الجلسة بسبب اعتراضها على عدم تخصيص "كوتا" نسائية في المجلس.
وأكد الفرزلي، بعد الجلسة أن "حق المغتربين في التصويت في الانتخابات النيابية لا يزال قائماً، والقانون الانتخابي بمواده الحالية ثبّت مسألة النواب الـ6 الممثلين للقارات وستتم مناقشة هذه المسالة في الجلسة العامة". ولفت إلى أن "التعديل في قانون الانتخاب سيفتح الباب أمام الذهاب نحو تعديلات أخرى وإرادة المجلس النيابي منصبة على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها الذي يحدد، والذي جرت التوصية بأن يكون في 27 آذار". وأشار إلى أنه "في أول نهار ثلاثاء يلي الـ15 من تشرين الأول ستصوت الهيئة العامة على القانون والتعديلات التقنية".
وأشارت مصادر في كتلة التنمية والتحرير لـ"البناء" إلى أن "قانون الانتخاب الحالي من أسوأ القوانين. ويزيد الشرخ ويرفع من نبرة الخطاب الطائفي والمذهبي ويزيد تأثير المال السياسي والرشى الانتخابية، ومعه نرى التحريض والإثارة الطائفية، بالتالي يجب تعديل القانون لجهة اعتماد المحافظات الأوسع".
من جهته كشف عضو كتلة القوات اللبنانية النائب جورج عدوان أن "النقطة التي يدور حولها النقاش والتي لم نتفاهم عليها، هي هل يصوت غير المقيمين كما حصل في المرة السابقة للـ 128 مقعداً أم نخصص لهم 6 مقاعد؟ وبعكس موقف التيار الوطني الحر أشار عدوان إلى أننا "مع إلغاء المقاعد الستة على الأقل في هذه الظروف، لأننا نعتبر أن غير المقيم يجب أن ينتخب للـ 128 نائباً، وللضيع والمناطق والأقضية التي يعرفها".
وفيما يصل الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود الجنوبية أموس هوغشتاين إلى بيروت منتصف الشهر الجاري لتحريك المفاوضات، لم يعرف موقف رئيس الجمهورية من المرسوم 6433 وما إذا كان سيعرض على مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب، فيما أحيل رئيس الوفد اللبناني المفاوض في الملف العميد بسام ياسين إلى التقاعد أمس، وسط مطالبة أحد الأطراف السياسة بتغيير الوفد، لكن المعلومات توضح بأن الإحالة لا تؤثر في استمرار ترؤسه الوفد باعتبار أن رئاسته هذه غير مرتبطة فقط بموقعه في المؤسسة العسكرية.
وشددت أوساط مطلعة لـ"البناء" على تمسك لبنان بحقوقه في ثرواته وبالخط 29. ودعت الحكومة إلى حزم أمرها بتعديل المرسوم وإبلاغ الأمم المتحدة للتأكيد على حق لبنان. ولفتت إلى أن الرئيس بري سلم الأمانة إلى رئيس الجمهورية والحكومة في مؤتمر صحافي قدم فيه مطالعة حول إنجازاته في هذا الملف وشددت على أن لا موقف خاص للرئيس بري بهذا الملف بل سيقف مع أي قرار تتخذه الحكومة وسيدافع عنه.
على صعيد آخر، أعلنت النيابة العامة العدلية موقفها من طلب المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، منها الادّعاء على المدير العام لأمن الدولة اللواء أنطوان صليبا. وأفادت مصادر قضائية بأن المحامي العام العدلي القاضي عماد قبلان اعتبر أن هذه الصلاحية تعود إلى المجلس الأعلى للدفاع فقط.

***************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

البخاري يعود إلى بيروت "عَ السكت" لنسج تحالف انتخابي بين القوات والـ NGOs الرياض: ميقاتي كالحريري... ولن نساعد الجيش

 

لا تغيير في الموقف السعودي حيال لبنان. نجيب ميقاتي، بالنسبة إلى الرياض، كسعد الحريري. وعليه، لا نيّات سعودية بمساعدة الحكومة الجديدة، وهذا "الحرم" ينسحب على المؤسسة العسكرية. النيّات السعودية محصورة بحضّ حزب القوات، الحليف "الوحيد" للمملكة، على خوض الانتخابات المقبلة بلوائح مشتركة مع شخصيات من "المجتمع المدني" الذي تعلّق عليه الرياض الآمال لـ"تغيير الطبقة السياسية"
اتجهَت أنظار جهات لبنانية عدة، في الأيام الماضية، نحو الرياض أملاً بأخبار إيجابية تخرج عن اللقاء الذي جمع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، والذي كانت المبادرة الفرنسية في لبنان على جدول أعماله. من هم على تواصل مع المملكة استنفروا أصدقاءهم من المسؤولين السعوديين للاستفسار عما إذا كانت هناك تعديلات على سياسة الرياض تجاه لبنان، فسمعوا جواباً واضحاً: "السعودية لا تزال على الموقف نفسه منذ انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية".
تفاصيل هذا الموقف حملها سفير المملكة وليد البخاري الذي عاد أخيراً إلى بيروت، "عَ السكت"، بعد مغادرته منتصف الشهر الماضي بشكل عاجل ومفاجئ. البخاري المعروف عنه حبّه للظهور في لقاءات ومناسبات، حصر لقاءاته بعد عودته بعدد محدود جداً من "الأصدقاء"، وطلب منهم عدم الإعلان عن وجوده في بيروت. وهو قطع الطريق على أي تفاؤل بتغير في الموقف السعودي، بعدما نقل من التقوه بأن "المملكة تعتبر نفسها غير مضطرة للإعلان عن أي موقف في ما يتعلق بلبنان لأنها تعتبر نفسها غير معنية بما يجري فيه".
أما زبدة الكلام مع الضيوف المحدودين فتمحورت حول نقاط أربع:
- أولاها أن الوساطات الغربية، وتحديداً الفرنسية، مع المملكة لتعود جزءاً من المشهد، "لم تنجح، وجواب الرياض لا يزال نفسه منذ استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري"
- النقطة الثانية التي فاجأت هؤلاء فكانت تأكيدهم أن موقف الرياض من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "لا يقلّ سلبية عن موقفها من الحريري، والمملكة تعتبر أن رئيس تيار العزم "دخلَ في تسوية تشبه تلك التي أبرمها الحريري عام 2017".


- لا تميّز الرياض المؤسسات الأمنية في تعاملها مع لبنان. قد أكد البخاري بوضوح أن بلاده لن تقدِم على أي "خطوة استثنائية" في ما يتعلق بالمساعدات، لافتاً إلى أن "زمن الحنفية ولّى"، وليس ذلك محصوراً بالأحزاب فحسب (باستثناء القوات اللبنانية)، بل ينسحب على المؤسسات الأخرى ومنها الأمنية، في إشارة إلى المطالبات الأميركية والفرنسية للرياض لتقديم مساعدات للجيش اللبناني للحفاظ عليه من الانهيار في ظل الأزمة.
- الأوضح والأهم في ما أسرّ به الدبلوماسي السعودي أمام زواره هو أن لبلاده "رهاناً كاملاً على الانتخابات النيابية لتغيير الطبقة السياسية". وينقل هؤلاء عن البخاري أن السعوديين، شأنهم شأن الأميركيين والفرنسيين، يعلّقون آمالهم "على مجموعات المجتمع المدني التي يموّلونها، لتكوين كتلة مرجحة داخل البرلمان" كما أن الرياض تعمل بشكل حثيث مع حزب القوات اللبنانية، الوحيد الذي لا يزال يتلقّى دعماً مالياً سعودياً، على تأليف لوائح لخوض الانتخابات مع شخصيات من المجتمع المدني في عدد من المناطق، على رغم أن هناك صعوبات لا تزال تعترض التوفيق بينهما. وهو ما لم تنفه مصادر في القوات أوضحت لـ"الأخبار" أن "اجتماعات تنسيقية تُعقد بينَ القوات وشخصيات من المجتمع المدني برزت بعدَ انتفاضة 17 تشرين"، رافضة الإفصاح عن أسمائها. وأكدت أن "التواصل مستمر، لكن عنوان أي تحالف يجب أن ينطلق من الموقف السياسي. فالتحالف الانتخابي بالنسبة إلى معراب لن يكون بمعزل عن العنوان السياسي الذي سنرفعه في الانتخابات"، أي أن "الانسجام في التوجه السياسي هو ما سيحدد مصير التحالف مع جهات في المجتمع المدني".

******************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار  

عبد اللهيان من بيروت: عروض “النفوذ الاقتصادي”

لم يكن مستغرباً أن تتحول زيارة وزير الخارجية ال#إيراني #حسين أمير عبد اللهيان لبيروت إلى استعراض إضافي للتباهي الإيراني بنفوذ طهران في #لبنان عبر “حزب الله” وبعض حلفائه اولاً، ولكن أيضاً عبر السياسات الرسمية الأشبه بالمستسلمة تماماً لكل استعراضات النفوذ الإيراني التي تعاظمت في الفترة الأخيرة قبيل تشكيل الحكومة وبعدها. ذلك انه على غرار سياسات طمر الرؤوس “المسؤولة” في الرمال التي اتبعت منذ بدأ “حزب الله” تنظيم ادخال شحنات المازوت الإيراني إلى لبنان وتوزيعه في مختلف المناطق بمعزل تماماً عن أي اخذ الدولة في الاعتبار، تجاهل “لبنان الرئاسي” برؤسائه الثلاثة في محادثاتهم مع الزائر الإيراني أي اثارة أو لفت نظر إلى الازدواجية الفاقعة التي تمارسها ايران في الزعم بأنها تدعم سيادة لبنان، فيما هي تمعن في تغذية جموح الحزب الحليف لها وحلفائه على انتهاك هذه السيادة إلى درجة ان كثيرين رددوا مقولة ان عبد اللهيان بدا كمفوض سام يتفقد منطقة نفوذه. بل ان المفارقة الساخرة برزت في الخطاب الخشبي الذي استقبل عبره الرؤساء والمسؤولون الضيف اذ هربوا من موجبات اثارة مسائل تتصل بصلب سياسات إيران في انتهاك السيادة إلى حدود التباهي علناً بأن جيشاً من جيوشها اقامته في لبنان، إلى إطلاق أنشودة الحفاوة بالاتصالات الأولية بين إيران والمملكة العربية السعودية، علما ان التضخيم الإيراني لهذه الاتصالات الأولية لم يصمد طويلاً امام الوقائع التي أدرجته في بداية مسار شاق ومشكوك فيه. في كل الأحوال ما يعني لبنان من هذا الامر، لم يكن ليحول دون مقاربة صريحة مع وزير الخارجية الإيراني الذي أقيم له بعد منتصف ليل الأربعاء في مطار رفيق الحريري الدولي استقبال فئوي حزبي بكل المعايير برّر بطبيعة الحال بعنوان “ممانع ” يزعم الانتصار على الحصار الأميركي على لبنان من دون ان يفهم أحد بعد عن أي حصار يتحدثون! ولكن اللقاءات الرسمية أمس سرّعت في اعلان الأهداف المضمرة الحقيقية وراء رغبة وزير الخارجية الإيراني في زيارة بيروت وسط عودة الاهتمامات الغربية بمساعدة لبنان منعاً لانهياره اذ بسط “الوزير الضيف” أوجه الطموحات الإيرانية في توسيع نفوذها نحو المجالات الاقتصادية “الثقيلة” كالكهرباء وإعادة تأهيل مرفأ بيروت وما إلى ذلك بما يكمل توظيف الاقتحام إلى الأسواق اللبنانية عبر بوابة المحروقات.

 

وفي جولته على المسؤولين سمع عبد اللهيان من رئيس الجمهورية ميشال عون “دعم لبنان للجهود التي تبذلها الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتعزيز التقارب بينها وبين دول المنطقة، لاسيما العلاقات مع الدول العربية، من خلال الحوار القائم لهذه الغاية”. وفي عين التينة، أكد عبد اللهيان أن اللقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري “هدفه تعزيز التعاون الثنائي بين لبنان وإيران في مختلف المجالات ومساعدة لبنان للتخلص من المشكلات والاعباء التي يعاني منها. وقال “إن وجود القوى الغريبة في ربوع هذه المنطقة يشكّل العامل الأساسي الذي يعمل على زعزعة الأمن والاستقرار”. وأضاف: “هناك تشاطر في وجهات النظر على أن كل المشكلات والملفات الإقليمية يجب أن تُحل على يد أهل المنطقة بأنفسهم.”


 
 

وفي السرايا أبرز رئيس الحكومة #نجيب ميقاتي “ترحيب لبنان بأي جهد من الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي طالما يندرج في سياق مساعدته في الحفاظ على منطق الدولة ومؤسساتها الدستورية ودورها في الحماية والرعاية وتقوية قواها الشرعية الأمنية والعسكرية”. ورحّب “باسم الحكومة اللبنانية بالمناخات والاجواء الايجابية التي سادت جولات الحوار بين إيران والمملكة العربية السعودية”.


 
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب أكد عبد اللهيان أن “الجمهورية الاسلامية الايرانية تعتبر ان لبنان بلد شقيق وصديق وشريك في هذه المنطقة، ونحن على اتم الاستعداد لتقديم كل اوجه الدعم والمساندة والمؤازرة الاخوية إلى لبنان الشقيق لمساعدته على تجاوز المرحلة الصعبة الذي يعاني منه في الوقت الراهن”. وقال: “إن الشركات الايرانية المتخصصة على اتم الاستعداد في فترة زمنية لا تتجاوز الـ 18 شهرا لبناء معملين لانتاج الطاقة الكهربائية بقوة ألف ميغاوات. الاول في بيروت وآخر في الجنوب، ونحن لدينا الاستعداد الكامل لانجاز هذا المشروع الطموح من خلال الخبرات الفنية والتقنية والهندسية الموجودة لدى إيران وبالاستفادة من الاستثمارات الايرانية اللبنانية المشتركة”. واعتبر ان”من ابسط مفاهيم الحقوق الدولية، ان باستطاعة بلدين صديقين وشقيقين كإيران ولبنان أن يمضيا قدما في توقيع اتفاقيات تفاهم ثنائي في هذا المجال، لكن بطبيعة الحال، شرط ان ينال ذلك موافقة من الجانب اللبناني. ونحن على استعداد كامل للمبادرة من خلال الخبرات الفنية والهندسية الايرانية للمساهمة فورا في اعادة ترميم وبناء مرفأ بيروت الذي دمر من خلال الانفجار الهائل الذي استهدفه في حال طلب الجانب اللبناني هذا الأمر”.

 

 

دوكان والمؤتمر الدولي

 

في المقابل، اجتمع الرئيس ميقاتي أمس مع منسق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير بيار دوكان في حضور السفيرة الفرنسية لدى لبنان آن غريو. وشدد دوكان على” ضرورة الإسراع في إطلاق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وضرورة التوصل إلى اتفاق قبل نهاية السنة وعلى أن “في حال تم التوصل إلى هذا الاتفاق وتم تنفيذه فقد تسعى فرنسا إلى تنظيم مؤتمر دولي لتقديم مساعدة مباشرة لميزانية الدولة”. كما شدد على “المباشرة بتنفيذ الاصلاحات، وتوحيد الموقف اللبناني خلال المفاوضات”.

 

 

27 آذار

 

في غضون ذلك بات في حكم المؤكد ان الانتخابات النيابية المقبلة ستجرى وفق قانون الانتخاب النافذ بلا أي تعديلات وجرى توفير أكثرية نيابية لتقريب موعدها إلى 27 اذار فيما عارضت ذلك “كتلة لبنان القوي”.

 

وقد أعلن نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي عقب جلسة للجان النيابية المشتركة أنه “تم التصويت في اللجان المشتركة بأكثرية كاملة على ألا يصار إلى مناقشة أي تعديل نتيجة الاصرار على إجراء الانتخابات في موعدها، واقتصر البحث في قانون الانتخاب المعمول به حاليا ورقمه وهذا القانون اقر بقاؤه كما هو”. وأوضح أن النواب أصدروا توصية بالأكثرية إلى وزير الداخلية الذي له حق الاقتراح لانتاج المرسوم بتعيين موعد اجراء الانتخاب. واتفقت الاكثرية على ان يكون تاريخ الانتخاب في 27 آذار. هذا يرتب تقصيرا للمهل بالنسبة إلى لوائح الشطب وقيودها، هيئة الاشراف على الانتخابات، وايضا مسائل “الميغا سنتر” والبطاقة الممغنطة احتاجت ايضا إلى الموافقة، نظرا إلى ان وزارة الداخلية اعلنت عدم قدرتها على توفير هذه الامور في هذه المدة القصيرة”.

 
 

 

وفي قضية تصويت المغتربين قال الفرزلي إنه كان هناك إجماع لإزالة كل اللغط الذي دار سابقا عن ارادة النواب فردا فردا، ولا استثني احداً، على ضرورة ان يكون للمغتربين رأيهم في العملية الانتخابية وبدء المسيرة الحقيقية لمشاركتهم في الحياة البرلمانية. النقاش ركز على السؤال: هل يجب التركيز على 6 نواب في القارات او يجب تعديل هذه المادة؟ لماذا؟ لان النقاش في الموضوع عام 2017 ألغى حق المغترب في الانتخاب لمصلحة دائرته الانتخابية الضيقة، وهي لم تعد موجودة في النص الذي يركز بوضوح على 6 نواب يمثلون القارات ويأخذون في الاعتبار المناصفة.”.


 
 

وفي هذا السياق طالب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أمس “وبشكل سريع جدا ان يصدر مجلس الوزراء مرسوم استكمال مجلس القضاء الأعلى ليقوم هذا الأخير بعدها باقتراح ثلاثة أسماء لقضاة متقاعدين على مجلس الوزراء ليستطيع بدوره تشكيل الهيئة العليا للإشراف على الانتخابات”.

**********************************************

اقتتاحية صحيفة نداء الوطن

“معركة” الصوت الاغترابي… إلى الهيئة العامة!

“رسائل” قائد الجيش: “اليرزة” ضمانة “الأرزة”

 

لم يكن خافياً أمس أنّ معركة الاستحقاق الانتخابي انطلقت عملياً تحت قبة البرلمان، حيث ظهّرت جلسة “العصف النيابي” على طاولة اللجان المشتركة معالم خريطة تموضعات سياسية متقابلة، إزاء عملية اقتراع المغتربين في دورة 2022، ليتبين إثر احتدام النقاش على تطبيقات البند الاغترابي من قانون الانتخاب، وجود انقسام عمودي في الموقف، بين كتلتي “القوات اللبنانية” و”التقدمي الاشتراكي” من جهة، وكتلتي “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” من جهة أخرى، على خلفية تأييد الفريق الأول توسيع رقعة تصويت المغتربين ليشمل جميع الدوائر الانتخابية كما حصل في دورة الـ2018، مقابل إصرار الفريق الثاني على حصر مفاعيل أصوات الاغتراب بـ”المقاعد الستة”، وفق ما نقلت مصادر نيابية، مشيرةً إلى أنه “أمام حماوة المعركة بين الفريقين وبرودة الموقف من جانب كتلتي “حركة أمل” و”تيار المستقبل”، تقرر إحالة البت في هذا البند إلى الهيئة العامة”.

 

وكما في المجلس النيابي حيث بدأ “الثنائي الحاكم” المعركة “على المكشوف” لتطويق ثقل أصوات المغتربين في ميزان الأكثرية النيابية المقبلة، كذلك على مستوى البلد لم تعد خافية على الملأ محاولة فرض أجندة استتباع الدولة وإلحاقها بالدويلة التي زرع “حزب الله” بذورها عميقاً في أرض الشرعية، بعد أن أنهكها حرثاً وغرساً على امتداد عقود. ليبدو جلياً من أداء “الحزب” في الآونة الأخيرة أنّ موسم “قطافه” السلطة حان ولم يعد مضطراً للحكم من خلف “حجاب” بعد اليوم، سيما مع التصاعد الملحوظ في الآونة الأخيرة لمنسوب “رسائل” التهديد والوعيد في كل اتجاه وصوب، مستهدفاً بـ”صليات” مركزة تحديداً “القضاء والأجهزة الأمنية”، بغية تطويعها وتطويق آخر معاقل الشرعية المتمردة على خيار التسليم والخضوع لسطوة “الحزب الحاكم” رئاسياً ومجلسياً وحكومياً.


 
 

فبعدما اندرجت خلال الفترة الأخيرة جملة مؤشرات بارزة في خانة تكريس هذه السطوة على مختلف مفاصل الدولة، من “رسالة” التهديد الفجّة للمحقق العدلي في جريمة المرفأ القاضي طارق البيطار على لسان وفيق صفا، إلى رسالة “الترهيب والترغيب” الواضحة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي في ملف التطبيع مع سوريا على لسان الشيخ نعيم قاسم، مروراً بالرسالة الأخطر التي توعد من خلالها السيد هاشم صفي الدين بحرب قادمة سيحدد “حزب الله” توقيتها الملائم لاجتثاث “الأميركيين” من “الأجهزة”… توقف المراقبون باهتمام بالغ عند مضامين “رسائل” اليرزة أمس والتي حملت في طياتها تأكيداً صريحاً على كون الأجهزة الشرعية هي الوحيدة ضمانة بقاء “الأرزة”، بجيشها وشعبها ومؤسساتها منعاً لسقوطها في قبضة “الميليشيات المسلحة”.


 
 

وبهذا المعنى، قرأت المصادر المراقبة بين سطور كلام قائد الجيش العماد جوزيف عون خلال اجتماعه مع أركان القيادة العسكرية وقادة الوحدات والأفواج، تشديداً متجدداً على مركزية الجيش في مهمة الدفاع عن لبنان باعتبارها “مهمة مقدّسة وعقيدة ثابتة”، مؤكداً أنّ “لبنان بحاجة أكثر من أي مضى” إلى مؤسسته العسكرية لكونها “الأمان والضمانة” له ولشعبه في مواجهة سيطرة “الميليشيات”، متوجهاً في الوقت عينه إلى العسكريين بالقول: “لا تكترثوا للشائعات وحملات التحريض والمقالات المسيئة الساعية الى أهداف بتنا نعرف خلفياتها”.

 

كذلك بدت لافتة رسالة العماد عون إلى السلطة السياسية بوجوب تحمّل مسؤولياتها الوطنية والسيادية في ملف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل لترسيم الحدود البحرية. فهو في مقابل تنويهه بـ”احترافية ومناقبية الوفد العسكري في جلسات التفاوض التقنية”، نأى في الوقت عينه بالجيش عن تقديم أي تنازلات حدودية في ملف الترسيم، معيداً رمي الكرة إلى ملعب “القرار السياسي للبت في هذا الملف واتخاذ القرار المناسب”.


 
 

وفي الغضون، تسلطت الأضواء على زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بيروت، حيث جال أمس على المقرات الرئاسية واعداً بالاتجاه نحو مزيد من “تشبيك المصالح” بين إيران ولبنان، إلى أن كانت “ذروة” تعبيره عن هذا الاتجاه من على منبر وزارة الخارجية، مؤكداً العمل على تفعيل اللجان والعلاقات المشتركة في كافة الميادين والمجالات والقطاعات، بالاستناد إلى اعتبار “الجمهورية الاسلامية الايرانية لبنان بلداً شريكاً في المنطقة”.

 

وإذ تعمد الوزير الإيراني زجَّ حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في صلب ثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة” بقوله: “نحن نعتبر أن لدى لبنان بشعبه وجيشه وحكومته وبمقاومته قدرة كبيرة على الصمود”، استحضر من قصر بسترس في سياق التنويه بانتصار محور المقاومة “أرواح الشهداء عماد مغنية والفريق قاسم سليماني وقائد الحشد الشعبي في العراق ابو مهدي المهندس”، بوصفهم “القادة الذين خطّوا طريق المقاومة وصنعوا انتصاراتها من لبنان والعراق وايران”.

 

**********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

عبد اللهيان يعرض مساعدة لبنان على حل مشكلاته و«مواجهة الأعداء»

ميقاتي: نرحّب بأي جهد للحفاظ على الدولة ومؤسساتها

كارولين عاكوم

أبدى وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان أمام المسؤولين اللبنانيين استعداد بلاده لـ«مساعدة لبنان للتخلص من المشكلات التي يعاني منها وفي بناء معامل للكهرباء»، وكان رد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على العرض الإيراني بالترحيب «بأي جهد من الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي ما دام يندرج في سياق مساعدته في الحفاظ على منطق الدولة ومؤسساتها الدستورية».

ووصل عبد اللهيان ليل أول من أمس، إلى لبنان آتياً من العاصمة الروسية موسكو، واستهلّ لقاءاته اللبنانية مع رئيس الجمهورية ميشال عون، ثم التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس البرلمان نبيه بري قبل أن يعقد مؤتمراً صحافياً مع نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب.

وفيما كانت في استقباله مديرة المراسم في وزارة الخارجية عبير العلي، وسفير إيران محمد جلال فيروزنيا، كان لافتاً حضور وفد من حركة «أمل» يضم النائب أيوب حميد ممثلاً لرئيس البرلمان نبيه بري، وعضو المكتب السياسي في الحركة طلال حاطوم ممثلاً القيادة، ووفد من «حزب الله» يمثل الأمين العام للحزب يضم النائبين إبراهيم الموسوي وحسن عز الدين والوزير السابق محمود قماطي، إضافةً إلى وفد من علماء الدين.

وما قاله عبد اللهيان في مؤتمره الصحافي في وزارة الخارجية لجهة استعداد بلاده لمساعدة لبنان كان قد أكده إثر لقاءاته مع المسؤولين، فيما كانت الكلمة المقتضبة التي أدلى بها وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، لافتة.

وخلال لقاء الوزير الإيراني مع الرئيس عون أكد الأخير «دعم لبنان للجهود التي تبذلها طهران لتعزيز التقارب بينها وبين دول المنطقة، لا سيما العلاقات مع الدول العربية، من خلال الحوار القائم لهذه الغاية»، معتبرا أن «مثل هذا الحوار يمكن أن يقرب وجهات النظر حيال القضايا المختلف عليها». ونوه عون بـ«التضامن الذي تبديه إيران مع لبنان في مواجهة أزماته، وبالمساعدات التي قدمتها بعد انفجار مرفأ بيروت».

وأكد الوزير عبد اللهيان للرئيس عون دعم بلاده الثابت للبنان، واستعداد الحكومة الإيرانية لتقديم كل المؤازرة في المجالات التي يحتاج إليها لبنان «خصوصاً في الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها».

وقدم الوزير الإيراني للرئيس عون عرضاً لموقف بلاده من التطورات الإقليمية والدولية ولأجواء المفاوضات التي تجريها طهران مع عدد من الدول العربية والأجنبية والاقتراحات المتداولة لتحسينها وتطويرها، وكذلك ما يتعلق منها بالملف النووي.

وبعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري قال عبد اللهيان إنه كان هناك «تأكيد مشترك على ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات وعلى أهمية الدور الذي تقوم به المقاومة اللبنانية الباسلة في التصدي لإسرائيل، وأكدت الاستعداد الدائم والثابت للجمهورية الإيرانية للوقوف إلى جانب لبنان داعمةً ومؤازرة له في مقابل كل الصعوبات والمشكلات التي تواجهه في هذه المرحلة».

وأضاف: «أيضاً كان هناك تشاطر في وجهات النظر مع دولته على أن الملفات الإقليمية كافة ينبغي أن تُحلّ على أيدي أهل المنطقة بأنفسهم، وقد قيّمنا إيجابياً استمرار وتيرة المفاوضات الإيرانية – السعودية، ونحن نرى أن وجود القوى الغريبة في المنطقة هو العامل الأساسي الذي يعمل على زعزعة الأمن والاستقرار وإيجاد المشكلات في ربوع المنطقة، وأيضاً تحدثنا مع دولته في آخر تطورات الملف الأفغاني». وأكد أن إيران «ستقف دائماً داعمةً ومؤازرةً للبنان الشقيق في مجال مساعدته على التغلب على الأعداء والتخلص من المشكلات والأعباء التي يعاني منها في المجالات كافة».

وخلال لقائه عبد اللهيان أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أن «لبنان في أمسّ الحاجة اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، إلى تعزيز ثقة اللبنانيين بالدولة ومؤسساتها، من خلال علاقات طبيعية بين الدول تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة فيما بينها بما يخدم تطلعات شعوبها».

وشدد ميقاتي على «ترحيب لبنان بأي جهد من الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي ما دام يندرج في سياق مساعدته في الحفاظ على منطق الدولة ومؤسساتها الدستورية ودورها في الحماية والرعاية وتقوية قواها الشرعية الأمنية والعسكرية».

ورحب «باسم الحكومة اللبنانية بالمناخات والأجواء الإيجابية التي سادت جولات الحوار بين إيران والمملكة العربية السعودية والتي استضافتها دولة العراق الشقيق»، مؤكداً «أن التلاقي والحوار بين دول الجوار العربي والإسلامي هو قدر شعوب هذه المنطقة الطامحة إلى العيش بسلام وأخوة»، مشدداً «على وجوب الاستثمار على النيات الصادقة التي تُبديها الأطراف المتحاورة للوصول إلى طي صفحات الخلاف كافة وتبديد كل الهواجس وإحلال مناخات الثقة والطمأنينة، وبالتالي التأسيس لفتح صفحة جديدة من علاقات التفاهم والصداقة القائمة على الاحترام المتبادل لسيادة الدول وعدم التدخل بشؤونها الداخلية والمحافظة على أمنها واستقرارها وطموحات شعوبها».

وفي المؤتمر الصحافي المشترك بين وزيري الخارجية الإيراني واللبناني تمنى الأخير نجاح كل المفاوضات التي تقوم بها إيران لأن نجاحها ينعكس كثيراً على لبنان، فيما جدد عبد اللهيان تأكيد الاستعداد لتقديم كل الدعم والمؤازرة للبنان الشقيق في ظل ما يمر به والشركات الإيرانية المتخصصة مستعدة لبناء معملَي كهرباء بقوة ألف ميغاوات في بيروت والجنوب. مضيفاً: «نؤمن بمبدأ الحوار واعتماد هذا الخيار من شأنه أن يحلّ المشكلات الدولية والإقليمية وقطعنا مسافة جيدة في المحادثات مع السعودية».

من جهة أخرى استمرت في لبنان المواقف الرافضة لزيارة عبد اللهيان، ورفضت مصادر مطلعة على موقف رئاسة الجمهورية الرد على ذلك مكتفية بالقول لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة عبد اللهيان مثلها مثل زيارات وزراء الخارجية الذين يأتون إلى لبنان بعد تأليف الحكومة، مؤكدة أنه لم يفرض على المسؤولين اللبنانيين أي شيء ولم يكن أكثر من عرض للمساعدة لا سيما أنه تربط لبنان وإيران علاقات دبلوماسية وساعدت طهران بيروت في عدة ظروف وهناك تعاون تجاري واقتصادي بين البلدين.

في المقابل، يرى مدير معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر، أن زيارة عبد اللهيان بيروت تأتي «في إطار تشكيل الحكومة والتسوية الإيرانية – الفرنسية تحديداً رغم هشاشتها بحيث إن كل فريق يحاول أن يحصد ثمار الدبلوماسية»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط»: «فرنسا التي زارها ميقاتي كأول دولة بعد تأليف الحكومة وهي التي دخلت في السباق الانتخابي، تحاول حصد هذه الثمار لا سيما بعد فشل متكرر في مبادرتها لتأليف الحكومة وصولاً إلى الخاتمة نصف السعيدة، كذلك الطرف الإيراني يحاول كسر الحصار المفروض عليه بفعل العقوبات الأميركية على طهران ولو جزئياً»، ويرى نادر في الحراك الإيراني: «كما دخلت أوروبا وفرنسا إلى لبنان ترى طهران نفسها أيضاً في مصافّ القوى الإقليمية والشريك الأساسي خصوصاً أن بيروت هي ورقة بالنسبة إليهم بل لهم الجزء الوازن فيها كي لا نقول إنهم يمتلكونها، ولبنان يعد في دائرة النفوذ الإيراني».

وفي إطار المواقف الرافضة لزيارة عبد اللهيان، علّق الوزير السابق في «حزب القوات» ريشار قيومجيان، كاتباً عبر «توتير»: «تكريس احتلال، وصاية، هيمنة، تدخل، ممانعة، مقاومة، محور… التسمية لا تهّم. الأهم ألا نستسلم لحلف الأقليات ومحور الذميّة في عهد الذل».

وفي الإطار نفسه كتب الوزير السابق أشرف ريفي في تغريدة على حسابه عبر «تويتر»: «على وزير خارجية إيران أن يعلم أن حلم السيطرة على لبنان سيسقط كما سقطت سابقاً أوهام الطغاة والمحتلين». وأشار إلى أن «لبنان ليس مقاطعة إيرانية ولن يكون، ولبنان ليس ورقة توضَع على طاولة المفاوضات، وليس جبهة أمامية للنفوذ الفارسي». وختم ريفي بالقول: «اتعظوا من التاريخ، فهو يخبركم كم من احتلالٍ أسقطه الشعب اللبناني».

كذلك كتب النائب السابق فارس سعيد في تغريدة على حسابه عبر «تويتر»: «يحاول الجانب الإيراني عرقلة الاستحقاقات الداخلية بهدف تحسين شروط مفاوضاته مع أميركا: تحدّي استقدام نفط إيراني ومحاولة عرقلة الانتخابات النيابية بحجة تعديل القانون وعرقلة المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية»… وختم سعيد تغريدته بالقول: «توقعوا الأسوأ، على أمل ألا ندخل في مرحلة أمنيّة».

 

**********************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 “الجمهورية”: دفعٌ لاتفاقٍ مع «الصندوق» قبل نهاية السنة.. ووعــود بمساعدات مواكِبة

يتلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وغيره من المسؤولين الكبار بنحوٍ شبه يومي منذ تأليف الحكومة رسائل ودعوات محلية واقليمية ودولية ملحّة تستعجل إنجاز المفاوضات مع صندوق النقد الدولي من الآن وحتى نهاية السنة، مشفوعةً بتحذيرات من ان الاوضاع في لبنان «ستسوء أكثر فأكثر في حال تأخر هذا الامر عن هذه المدة». وعلمت «الجمهورية» أنه بناء على هذه الرسائل والتحذيرات تقرر عملياً التوجّه الى إنجاز المفاوضات مع الصندوق ضمن هذه المهلة المحددة، وقبل الدخول في الانتخابات النيابية التي أوصَت اللجان النيابية امس بإجرائها في 27 آذار المقبل. وقالت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية» ان هذا التوجه يحظى بدعم خارجي كبير، خصوصاً ان المسؤولين المعنيين تبلغوا مواقف دولية جازمة بأن لبنان سيحصل على مساعدات مباشرة تمكّنه من تجاوز المرحلة الراهنة في انتظار حصوله على المليارات الموعودة من صندوق النقد بعد إنجاز المفاوضات معه.

وفي معلومات لـ«الجمهورية» ان احد المسؤولين الدوليين الكبار أبلغ الى المسؤولين اللبنانيين ان «لبنان اذا أظهَرَ تجاوباً ملموساً مع صندوق النقد الدولي، فإنه سيعطي بذلك اشارة ايجابية الى المجتمع الدولي بما يحرّك عجلة العمل لوضع لبنان على سكة التعافي».

 

وفي هذا السياق شدد منسق المساعدات الدولية للبنان السفير بيار دوكان امام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال لقائهما امس على «ضرورة الاسراع في اطلاق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وضرورة التوصل الى اتفاق قبل نهاية السنة»، وقال: «في حال تم التوصل الى هذا الاتفاق وتم تنفيذه فقد تسعى فرنسا الى تنظيم مؤتمر دولي لتقديم مساعدة مباشرة لموازنة الدولة». كذلك شدد على «المباشرة بتنفيذ الاصلاحات، وتوحيد الموقف اللبناني خلال المفاوضات».

 

عبد اللهيان

في هذه الاثناء أكد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان، بعد محادثاته مع المسؤولين الكبار أمس، أن «ايران مستعدة لتقديم كل اوجه الدعم الى لبنان لمساعدته على تجاوز المرحلة العصبة التي يعانيها راهناً»، مُذكراً بأن «الشركات الايرانية مستعدة خلال 18 شهرا لبناء معملين لانتاج الطاقة الكهربائية بقوة 1000 ميغاوات في بيروت والجنوب».

 

وأوضح: «توافقنا حول انعقاد اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين وملف العلاقات السياحية والاقتصادية ما زال مفتوحا امام الجانبين». واضاف: «في ما يتعلق بملف المفاوضات الايرانية السعودية، هناك مسافة جيدة قطعت حتى الآن. أما في ما يتعلق بالملف النووي السلمي لايران، فإننا نعتمد المفاوضات بشكل اساسي (…) ونعتبر انّ الذي يحفظ الحقوق المشروعة والعادلة للشعب الايراني،  يتمَثّل في المفاوضات التي تطمح اليها الحكومة الايرانية، واذا كانت هناك نية جدية صادقة وحقيقية لدى الطرف المقابل في مجال العودة الى هذه الاتفاقية وتطبيق كل الالتزامات والتعهدات التي كانت قد أخذتها على عاتقها، في هذه الحالة فإنّ لدى الجمهورية الاسلامية الاستعداد للعودة الى مندرجات هذا الاتفاق، ولكن لا نعتمد الاشارات والمؤشرات الشفهية التي تصدر من الاميركيين في هذا المجال ولا نعتمد الوعود الواهية التي تصدر عن الدول الاوروبية في هذا المجال، بل ان المعيار الاساسي المعتمد من قبلنا هو رفع العقوبات وعودة كل الاطراف الى الاتفاق النووي، واذا تم هذا الامر، فإيران كانت ولا تزال الدولة الأكثر التزاما بمندرجات هذا الاتفاق».

 

المفاوضات السعودية ـ الايرانية

وأكد ميقاتي خلال لقائه عبداللهيان «ترحيب لبنان بأي جهد من الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي طالما يندرج في سياق مساعدته في الحفاظ على منطق الدولة ومؤسساتها الدستورية ودورها في الحماية والرعاية وتقوية قواها الشرعية الامنية والعسكرية».

 

ورحّب «باسم الحكومة اللبنانية بالمناخات والاجواء الايجابية التي سادت جولات الحوار بين ايران والمملكة العربية السعودية، والتي استضافتها دولة العراق الشقيق»، مؤكداً «أن التلاقي والحوار بين دول الجوار العربي والاسلامي هو قدر شعوب هذه المنطقة الطامحة الى العيش بسلام واخوّة». وقال: «إنّ الخدمة الفضلى التي يمكن ان تقدم للمنطقة بشكل عام، وللبنان بشكل خاص في هذه المرحلة الحرجة، هي ان تُثمر لقاءات الحوار والتفاوض بين الجوار العربي والايراني توافقا كاملا حول مختلف العناوين والقضايا التي من شأن التفاهم حولها ان يسهم في ارساء دعائم الامن والتقدم والاستقرار، وهذا ما سيُلقي بظلاله الايجابية وفوائده على لبنان واللبنانيين».

وبدوره، قال وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع عبداللهيان: «نحن نعلم ان العلاقة الاقليمية مهمة بالنسبة الى لبلدنا الصغير، لذلك نتمنى كل النجاح للمفاوضات التي تقوم بها ايران، ان كانت مع المملكة العربية السعودية أم مع دول الخمس زائداً واحداً في فيينا، لأن نجاحها ينعكس ايجابا على لبنان وعلى امكانية ان يتحرك بحرية اكثر في هذه المنطقة».

 

السفيرة الأميركية

الى ذلك جزمت السفيرة الاميركية دوروثي شيّا، في لقاء جمعها مع عدد من الشخصيات المستقلة اللبنانية، ان الإدارة الاميركية «لن تترك لبنان ساحة لايران، محددة الموقف الاميركي من عدد من الملفات الاساسية».

ونوّهت شيا خلال اللقاء بتشكيل الحكومة التي تضم «شخصيات جيدة»، على حد تعبيرها.

 

وفي سياق ردها على الاتهامات التي يوجهها «فريق الممانعة» الى بلادها، رفضت ما يروّج لجهة ان واشنطن تقيم حصاراً على لبنان «حيث الفساد المستشري ادى الى هذا الانهيار»، قائلة: «على العكس اننا نبحث في سبل مساعدة البلد والوقوف الى جانبه، وخير دليل التغاضي عن العقوبات على سوريا من أجل مصلحة لبنان»، وذلك في اشارة الى ملف استجرار الغاز المصري والكهرباء الاردنية الى لبنان عبر الاراضي السورية.

 

وشددت شيا على «ان الوضع المالي صعب جدا»، واكدت «ان لا حل للبنان دون التفاهم مع صندوق النقد الدولي في اسرع وقت»، ملمّحة الى «ان الخسائر المالية الحاصلة في لبنان سببها اداء الدولة، بمعنى ان المصارف وضعت اموالها عند مصرف لبنان المركزي، والدولة التي استدانت منه اوصلت البلد الى هذا الخراب». وقالت: «لا يمكن للاقتصاد ان يستعيد الروح من دون قطاع اقتصادي فاعل. وإذا كان المطلوب شن الهجوم على المصارف، فإنّ في ذلك نية مبطّنة لاستمرار الانهيار الاقتصاد».

 

الى ذلك، اكد احد المشاركين في اللقاء اهتمام الولايات المتحدة بإعادة اعمار مرفأ بيروت، حيث اعتبرت شيّا «ان العمل على هذا الملف اكثر من ضروري»، لافتة الى انه «لا يمكن للدولة اللبنانية ان تقوم بهذه العملية لانه لا يوجد اي قطاع عام في لبنان يمكن ان يسير ضد «المحاصصة» السائدة. فمرفأ بيروت كمعظم مرافئ العالم يمكن ان يُدار وفق نظام الـ«B.O.T.» حيث القطاع الخاص خاضع للرقابة والمحاسبة،و يمكن للدولة ان تحصّل الضرائب والرسوم التي تصل سنويا الى أكثر من نصف مليار دولار… مشددة في هذا الاطار على ان «لا شيكات على بياض».

 

من جهة اخرى، اكدت السفيرة الاميركية الاصرار على «ان تكون الانتخابات النيابية في موعدها الى جانب مشاركة المغتربين في هذا الاستحقاق، مع العلم انّ حقهم في هذا المجال مكتسب، خصوصا بعدما أمّن القطاع الخاص البرامج الالكترونية اللازمة التي تخوّل المغتربين التسجيل للاقتراع». وخلصت الى القول ان بلادها «لا تتدخل في صياغة القانون الذي يبقى شأنا داخليا».

 

الانتخابات

وكانت اللجان النيابية المشتركة، التي اجتمعت أمس برئاسة نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، قد درست اقتراحات القوانين المتعلّقة بالانتخابات النيابية المدرجة في جدول الاعمال. ووافقت بالأكثرية على تقريب موعد الانتخابات النيابية وإجرائها في 27 آذار 2022 فيما تحفّظ تكتل «لبنان القوي» عن ذلك. وكان إجماع على مشاركة المغتربين في الإقتراع من دون حسم طريقة هذه المشاركة. ورفضت اللجان البحث في «الكوتا» النسائية.

 

السياسات الفاشلة

وشدّدت كتلة «الوفاء للمقاومة» إثر اجتماعها الدوري برئاسة النائب محمد رعد «على الحكومة أن تُسارع لإنجاز كلّ التحضيرات والترتيبات اللازمة لإجراء الانتخابات النيابية بنجاح وفي موعدها المحدد قانوناً».

 

واعتبرت أنّ «التردي الكارثي الذي بلغته مالية الدولة هو نتاج سياسات حكومية فاشلة لم تحظَ يوماً بتوافق وطني حولها، ومع ذلك فإنّ الحلول التي تشكّل مخرجاً ملائماً الآن لن تنجح في إنهاء الأزمة إلّا إذا حظيت بالتفاهم المطلوب». واشارت الى انها «تراقب وتتابع بكثيرٍ من الاهتمام والعناية عزم الحكومة على تفعيل وتطوير خطّة الحكومة السابقة للتعافي المالي والاقتصادي وتدقيق وتحديث أرقامها».

 

الدولار يخطف المكاسب

اقتصاديا وماليا، وفيما الحكومة منكبّة على اشاعة اجواء ايجابية تتعلق بتحضيرات جدية ماضية على قدم وساق لبدء التفاوض مع صندوق النقد، فاجأ سوق الصرف المواطنين بالاتجاه الصعودي الذي سلكه الدولار الذي لامس امس عتبة الـ19 الف ليرة، وكأنه قضى على كل المكاسب المعنوية التي سجلتها ولادة الحكومة قبل نحو شهر. ومن البديهي ان هذا الارتفاع سيتسبّب بأزمة اضافية للحكومة، التي كانت تنام على امجاد تراجع الدولار الى ما دون الـ14 الف ليرة في الفترة الاولى، قبل ان يبدأ السوق مسيرة التصحيح. لكن لماذا يسجل الدولار هذا الارتفاع في هذه الفترة؟

 

في الواقع، وبحسب القراءة الاقتصادية لهذا الوضع، هناك مجموعة عوامل تجمعت وتساهم في انهيار اضافي في الليرة، من أهمها:

 

اولا- إنحسار مفعول الدولارات التي دخلت الى السوق في موسم الصيف نتيجة قدوم السياح واللبنانيين من الخارج، والتي قُدرت بنحو ملياري دولار.

ثانيا- انحسار تأثير التهافت على بيع الدولار الذي ساد مع ولادة الحكومة.

ثالثا- بدء تطبيق التعميم 158 بما يعني سحب اضافي لليرة من المصارف وتحويل قسم من هذه الاموال الى الدولار.

رابعا- قرار مصرف لبنان المركزي السماح لشركات التحويل شراء الدولارات من الزبون الراغب وفق سعر صرف السوق، بما يعني ان المركزي بات يأخذ الدولارات من أحد مصادرها وبالتالي بات السوق يحتاج الى دولارات بما يزيد الطلب على العملة الخضراء.

خامسا- تسعير المازوت بالدولار بعد رفع الدعم بما يدفع التجار الى السوق الحرة لشراء الدولار لتأمين المازوت.

 

وهذه العوامل مجتمعة أوصلت الدولار الى عتبة الـ19 الف ليرة، وزادت الضغوط على المواطن، وعلى الحكومة التي باتت مترددة اكثر في الانتقال الى الخطة الأخيرة في مسيرة تحرير سعر البنزين. كما ان الحملة التي بدأتها الحكومة لخفض اسعار السلع بالتماهي مع انخفاض الدولار في الايام الاولى التي تلت الولادة، تلاشت مفاعيلها تماما، وعادت الى نقطة الصفر.

 

المحروقات تحلّق

وشهدت البلاد أمس اولى المواجهات السلبية بين وزارة الطاقة من جهة والشركات المستوردة للمشتقات النفطية من جهة ثانية، بعدما أصرّت الاخيرة على عدم تسليم بضائعها لأصحاب المحطات التي واصل البعض منها تقديم البنزين مُقنناً، الى المواطنين وحرصت اخرى على الاحتفاظ بكميات منها لبيعها وفق السعر الجديد.

 

وعلى وقع بعض الإجراءات التي باشرتها وزارتا الطاقة والاقتصاد والاجهزة الأمنية المختصة لملاحقة اصحاب المحطات المخالفين وفرض فتح المحطات التي تحتفظ بمخزونها، تحدثت مصادر نفطية مطلعة عن ارتفاع كبير سيسجله الجدول الجديد الذي من المتوقع ان يصدر صباح اليوم بحيث سيكون سعر صفيحة البنزين ٢٣٣٠٠٠ ليرة، اي بزيادة ٢٦٠٠٠ ليرة، وسيرتفع طن المازوت الى ٥٩٤ دولارا بارتفاع 13 دولارا اميركيا.

 

في وزارة الطاقة

وبعد 48 ساعة على عودة وزير الطاقة الدكتور وليد فياض من القاهرة وعمان حيث تواصلت الاستعدادات لإيصال الغاز المصري الى لبنان والطاقة الكهربائية من الأردن، تشهد وزارة الطاقة اليوم لقاءات ديبلوماسية، حيث ستستقبل كل من سفير بريطانيا إيان كولارد، فالسفيرة الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا التي تزور وزير الطاقة للمرة الثانية في اقل من اسبوع وتترأس وفدا إداريا وديبلوماسيا.

 

وعلمت «الجمهورية» ان اللقاء مع السفيرة الاميركية كان متفقا عليه قبل زيارة فياض الى القاهرة وعمان لاستكمال البحث في الاستعدادات الاميركية لمساعدة لبنان في مفاوضاته مع البنك الدولي من أجل تمويل استقدام الغاز المصري والكهرباء الاردنية بقروض ميسرة، وقد وضعت قدرات بلادها في تصرف العملية التمويلية أياً كانت كلفتها.

وكان فياض قد التقى أمس منسّق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير بيار دوكان، وتطرق البحث الى أهداف زيارة الأخير الى بيروت وسبل مساعدة لبنان في إطار الدعم الفرنسي على كافة الأصعدة. كذلك التقى السفيرة الايطالية نيكوليتا بومباردييه وتناول البحث عدداً من المشاريع التي تدعم فيها إيطاليا لبنان في مجال الطاقة والمياه.

 

وما بينهما التقى الوزير فياض السفير السوري علي عبد الكريم علي الذي ناقش معه مضمون المحادثات في القاهرة وعمان بمشاركة نظيره السوري، والترتيبات المتخذة لترميم شبكة الكهرباء في الأراضي السورية ـ الاردنية التي لحقت بها أضرار كبيرة والإجراءات المتخذة التي يرعاها المجتمع الدولي والبنك الدولي وعملية «السواب» بين الجانبين المصري والسوري لتوفير الغاز الى لبنان.

 

في غضون ذلك أعلن وزير الكهرباء السوري غسان الزامل أن عمليات تأهيل الربط الكهربائي بين بلاده والأردن ولبنان قد تنتهي قبل نهاية السنة الحالية. وأشار الوزير السوري في تصريحات له الى أن اللجان الفنية الممثلة للدول الثلاث في حال اجتماع وتنسيق مستمر، وذلك لحل المشكلات الفنية والتعاون على تأهيل خط نقل الكهرباء وإعداد الدراسات الفنية اللازمة لتنفيذ أعمال الربط الشبكي بشكل تزامني.

 

وقال الزامل ان اللقاء الذي عقدته أمس الاول وزارات الطاقة في البلدان الثلاثة، تناول الطابع الفني لإنجاز الربط الكهربائي، وأوضح أن من أبرز النقاط التي تم التركيز عليها، البرنامج الزمني لإعادة تأهيل الربط الكهربائي بين تلك الدول.

 

**********************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

مفاوضات الصندوق في الواجهة: تباطؤ لبناني وإغراءات فرنسية

ترحيب لبناني بالتقارب الإيراني – الخليجي وانتقاد أميركي لبواخر المازوت وحليب كويتي لأطفال لبنان

السؤال المثير للاهتمام: هل باتت طريق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي سالكة، وتحظى بأمان سياسي من سائر مكونات الحكومة والكتل النيابية والقوى السياسية؟

 

ويكتسب هذا السؤال اثارته والاهتمام به من كونه يأتي في سياق «هجمة دبلوماسية إقليمية ودولية باتجاهه، بعد تأليف الحكومة الجديدة التي ما تزال تحبو لالتماس طريقها إلى المعالجات، في المجالات التي حدّد اولوياتها الرئيس نجيب ميقاتي في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء: أمن، كهرباء، مال، تفاوض مع صندوق النقد..

 

وإذا كانت الطبقة السياسية منهمكة في إعادة تلميع قانون الانتخابات النافذ، مع توجه، حاز فيه التيار الوطني الحر، باجراء الانتخابات في 27 آذار الجاري، أي بعد 19 يوما وخمسة أشهر، تمهيداً لبدء مرحلة سياسية جديدة، تبدأ بقلب صفحة الانهيار، وربما فتح صفحة التعافي، وبنشل البلد من قعر الأزمة المعيشية والمالية والاقتصادية الحادّة.. فإن القوى الدولية، التي تجابه مد النفوذ الإيراني إلى المشرق العربي، بدءا من لبنان، والتي عبر عنها، بما لا يقبل الشك، وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي جدد استعداد إيران لتقديم كل المؤازرة للبنان، وسط ترحيب لبناني بالتقارب بين إيران وجيرانها، دول الخليج العربي.

 

دوكان: المسارات والاتفاق

 

في الوقت اللبناني، المفترض الا يكون ضائعاً، مضى مُنسّق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير بيار دوكان، في مهمته، غير الاستطلاعية، واضعاً خارطة طريق امام المسؤولين اللبنانيين.

 

فهو استقبله أمس في السراي الكبير الرئيس ميقاتي برفقة السفيرة آن غريو، ومستشارين لرئيس الحكومة..

 

طرح دوكان عدّة نقاط:

 

1 – ضرورة التوصّل إلى اتفاق قبل نهاية السنة مع صندوق النقد. هنا يعني عدم التأخر بإطلاق المفاوضات.

 

2 – يحتاج الأمر إلى توحيد الموقف من الأرقام بين المصرف المركزي والمصارف والدولة اللبنانية ممثلة بوزارة المال، لأنه لا يمكن للبنان ان يكرر تجربة المفاوضات السابقة لجهة التباين في الأرقام.

 

3 – بالتزامن يبقى ان تحسم الحكومة موضوع الاصلاحات: في المصارف، في التدقيق الجنائي، في الكهرباء، في القطاع العام، والنظام الضريبي.


 

وتجاهلت كتلة الوفاء للمقاومة، مسألة المفاوضات مع الصندوق، وقالت بعد اجتماعها أمس ان الكتلة  بعد مناقشتها المواضيع والقضايا المدرجة على جدول أعمال جلستها، أن «على الحكومة واجب التصدي أولا لوقف الانهيار الاقتصادي، وتعهد إصلاح الكهرباء ورفع منسوب التغذية في مختلف المناطق، وتحقيق الاستقرار النقدي وضبط السوق السوداء ومنعها من التحكم بأسعار العملة، وإلزام المصارف باعتماد إجراءات تنصف المودعين ولا تلحق غبنا بسحوباتهم. كما أن على الحكومة أن تسارع لإنجاز كل التحضيرات والترتيبات اللازمة لإجراء الانتخابات النيابية بنجاح وفي موعدها المحدد قانونا».

 

4- من شأن التوقيع على الاتفاق مع الصندوق، فإن فرنسا ستعمل على تنظيم مؤتمر دولي لتقديم مساعدة مباشرة لميزانية الدولة..

 

واشارت مصادر وزارية الى ان الموفد الفرنسي السفير بيير دوكان، أمضى بالامس، معظم وقته مع وزير الطاقة، واطلع منه على رؤيته والخطة التي تعد للنهوض فيها، لاسيما موضوع الكهرباء، مستفسرا، عن كافة النقاط الاساسية فيها، وكيفية تنفيذها. واضافت المصادر ان الموفد الفرنسي، ركز بشكل تفصيلي على الاصلاحات المقترحة، وما اذا كانت، تتلاقى مع شروط ومطالب، الجهات المانحة، والتعديلات المقترحة عليها.

 

عبد اللهيان

 

في سياق الزيارات الدبلوماسية، استهل وزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان جولته الداخلية من بعبدا، حيث نقل الى الرئيس ميشال عون تحيات الرئيس الإيراني، مجددا «دعم بلاده الثابت للبنان، واستعداد الحكومة الإيرانية لتقديم كل المؤازرة في المجالات التي يحتاجها خصوصا في الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها».

 

وقدم عرضاً لموقف بلاده من التطورات الإقليمية والدولية، ولأجواء المفاوضات التي تجريها طهران مع عدد من الدول العربية والأجنبية والاقتراحات المتداولة لتحسينها وتطويرها، وكذلك ما يتعلق منها بالملف النووي.

 

وابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ضيفه، «دعم لبنان للجهود التي تبذلها الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتعزيز التقارب بينها وبين دول المنطقة، لاسيما العلاقات مع الدول العربية، من خلال الحوار القائم لهذه الغاية، معتبرا ان مثل هذا الحوار يمكن ان يقرب وجهات النظر حيال القضايا المختلف عليها».

 

وانتقل الوزير الايراني الى عين التينة، مؤكدا أن اللقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري «هدفه تعزيز التعاون الثنائي بين لبنان وإيران في مختلف المجالات، ومساعدة لبنان للتخلص من المشكلات والاعباء التي يعاني منها.

 

وقال عبد اللهيان «إن وجود القوى الغريبة في ربوع هذه المنطقة يشكّل العامل الأساسي الذي يعمل على زعزعة الأمن والإستقرار، وهناك تشاطر مع الرئيس بري في وجهات النظر على أن كافة المشكلات والملفات الإقليمية يجب أن تُحل على يد أهل المنطقة بأنفسهم.»

 

وزار عبد اللهيان السرايا الحكومية والتقى الرئيس نجيب ميقاتي، الذي هنأ الوزير عبد اللهيان بتوليه مهامه، وقال «إن لبنان  بأمس الحاجة اليوم، وأكثر من اي وقت مضى، الى تعزيز ثقة اللبنانيين بالدولة ومؤسساتها،من خلال علاقات طبيعية بين الدول تقوم  على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة في ما بينها بما يخدم تطلعات شعوبها».

 

ورحب ميقاتي «بأي جهد من الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع  الدولي طالما يندرج في سياق مساعدته في الحفاظ على منطق الدولة ومؤسساتها  الدستورية ودورها في الحماية والرعاية وتقوية  قواها الشرعية الامنية والعسكرية».

 

ورحّب «باسم  الحكومة اللبنانية بالمناخات والاجواء الايجابية التي سادت جولات الحوار بين  ايران والمملكة العربية السعودية والتي استضافتها دولة العراق الشقيق»، مؤكدا «أن  التلاقي والحوار بين دول الجوار العربي والاسلامي هو قدر شعوب هذه المنطقة الطامحة الى العيش بسلام واخوة» مشددين «على وجوب الاستثمار على النوايا الصادقة التي تبديها الاطراف المتحاورة للوصول الى طي كافة صفحات الخلاف وتبديد كل الهواجس وإحلال مناخات الثقة والطمأنينة، وبالتالي التأسيس لفتح صفحة جديدة من علاقات التفاهم والصداقة القائمة على الاحترام المتبادل لسيادة الدول وعدم التدخل بشؤونها الداخلية والمحافظة على أمنها وإستقرارها وطموحات شعوبها».

 

وانتقل عبد اللهيان الى وزارة الخارجية. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب: الشعبان لديهما أتمّ الاستعداد لاستئناف الرحلات بين لبنان وإيران للتعرف على البلدين وحضارتيهما.

 

واضاف «نحن على أتم الاستعداد لتقديم كل الدعم والمؤازرة للبنان الشقيق في ظل ما يمر به. والشركات الإيرانية المتخصصة مستعدة لبناء معملي كهرباء بقوة ألف ميغاوات في بيروت والجنوب.

 

وتابع : نؤمن بمبدأ الحوار واعتماد هذا الخيار من شأنه أن يحلّ المشاكل الدولية والإقليمية. وقطعنا مسافة جيدة في المحادثات مع السعودية.

 

وقال بو حبيب: نحن نعلم ان العلاقة الاقليمية مهمة بالنسبة لبلدنا الصغير، لذلك نتمنى كل النجاح للمفاوضات التي تقوم بها ايران، ان كانت مع المملكة العربية السعودية أم مع دول الخمس زائد واحد في فيينا، لأن نجاحها ينعكس ايجابا على لبنان وعلى امكانية ان يتحرك بحرية اكثر في هذه المنطقة.

 

وجددت الولايات المتحدة موقفها من توريد النفط الإيراني إلى لبنان.

 

وذكر المتحدث باسم ​الخارجية الأميركية​ ​نيد برايس​، أن «استقدام وقود من دولة خاضعة للعقوبات، كإيران​، ليس حلًا مستدامًا لأزمة لبنان».

 

وأعلن، في تصريح صحافي، «أننا لا نبحث في العلن، عن خيارات أخرى، بدلًا عن ​الاتفاق النووي​، لأننا نعتقد أنه يوفر ما نريد تحقيقه مع ​المجتمع الدولي»,​ مشيرًا إلى أن «العقوبات ستبقى على إيران، إلى حين عودتها إلى الاتفاق النووي».

 

ولفت برايس، إلى أن «وزير الخارجية الأميركي ​أنتوني بلينكن​ بحث مع نظيره الروسي ​سيرغي لافروف​، مسألة استئناف محادثات فيينا في أقرب وقت ممكن، وهو أمر نتفق بشأنه مع الروس»، معبرًا عن «أننا سنكون سعداء بإجراء محادثات مباشرة مع الإيرانيين».

 

جلسة اللجان

 

إلى ذلك، درست اللجان النيابية المشتركة أمس اقتراحات القوانين المتعلقة بالانتخابات النيابية. وأوضح نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي الذي ترأس الجلسة ان البحث اقتصر على قانون الانتخاب المعمول به حاليا حيث أقرّ بقاؤه كما هو وقد أصدر النواب توجيهاً بالاكثرية إلى وزير الداخلية على ان يكون تاريخ الانتخاب في 27 آذار، وهذا يرتب تقصيرا للمهل بالنسبة إلى لوائح الشطب وقيودها.

 

وأوضح ان البحث تركز على قضية المغتربين، وقد أبدى النواب رغبة في ان يدلوا برأيهم في الهيئة العامة.

 

ووصف النائب أنور الخليل ما جرى في الجلسة بأنه يوم أسود في تاريخ التشريع «لاننا لم نتجرأ ان نخرج من مستنقع المذهبية والطائفية إلى انتخاب مجلس خارج القيد الطائفي، ولم نتجرأ على خفض سن الاقتراع إلى 18 سنة».

 

وقال مصدر نيابي: ان هناك تعديلات شكلية حصلت على قانون الانتخاب الحالي منها، الاتفاق على موعد الانتخابات في 27 آذار 2022،وتعديل بعض المهل المتعلقة بنشر وتصحيح القوائم الانتخابية، و زيادة رسم الترشح من 8 ملايين ليرة الى نحو 30 مليون ليرة. وزيادة الانفاق الانتخابي الى حدود 750 مليون ليرة تقريبا.ولكن لم يتم اقرار موضوع الكوتا النسائية لأن حق الترشيح مفتوح للسيدات وغير مقيّد، وجرى تعليق المادة المتعلقة بالبطاقة الممغنطة والميغا سنتر الى الانتخابات التي تلي إنتخابات 2022.

 

وأعربت النائبة عناية عز الدين، في تصريح إثر انسحابها من جلسة اللجان المشتركة، عن أسفها لعدم إقرار الكوتا النسائية، وقالت: اقول لكل سيدات لبنان ولرجال لبنان المؤمنين بحق المرأة في المشاركة بالقرار السياسي وفي صنع السياسات الوطنية، انه الى الان هذه السياسات فيها «نيترات» وسوء ادارة.

 

واضافت: على مدى عقود والمرأة اللبنانية، التي تشكل اكثر من 50 بالمئة من هذا المجتمع اللبناني، وتمتلك من القدرات ما تملك، ويُطلب منها كل التضحيات، وحافظت على الوطن بكل الميادين، لم تكلف الكتل النيابية نفسها ان تناقش تفاصيل الكوتا.

 

لا تصدقوا الكلام عن فرار آلاف العسكريين

 

وفي سياق متصل، وصف قائد الجيش العماد جوزاف عون ان الواقع السياسي الجديد بمحطة إيجابية تدعو إلى التفاؤل، آملاً ان تكون المؤسسات العسكرية وباقي المؤسسات الأمنية في صلب اهتمامات الحكومة، لأن الاستقرار السياسي والأمني شرط للاستثمار ولتشجيع الدول على المساعدة..

 

وفي ما خص المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل لترسيم الحدود البحرية، قال: الملف ينتظر القرار السياسي للبت فيه والجيش يخضع للسلطة السياسية والموضوع وطني بامتياز.

 

وفي ما خص الكلام عن فرار آلاف العسكريين، خاطب العماد عون أركان القيادة وقادة الوحدات والافواج والضباط بحضور أعضاء المجلس العسكري، خلال اجتماعهم في اليرزة بالقول: لا تصدقوا ما يقال عن فرار آلاف العسكريين، فالعدد  لا يزال مقبولاً بالنسبة إلى الوضع وعديد الجيش، وجزء لا بأس به من هؤلاء عاد إلى المؤسسة.

 

وكشف وزير الداخلية القاضي بسّام المولوي ان هناك فرار 289 عنصرا، و4 ضباط من قوى الأمن الداخلي بسبب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، لأن أوضاع الخدمة صعبة.

 

وفي إطار المساعدات العربية للبنان، حطت، طائرة تابعة للقوة الجوية الكويتية في مطار بيروت ناقلة 3 أطنان من حليب الأطفال هدية من الشعب الكويتي، وتم تسليم شحنة الإغاثة إلى جمعية الهيئة النسائية للرعاية والتواصل الاجتماعي اللبنانية بإشراف سفارة الكويت لدى لبنان ممثلة بالسكرتير الأول ياسين الماجد».

 

وقال العقيد الركن الطيار ركان الزمانان: «إن الحمولة عبارة عن شحنة من حليب الأطفال وهي إغاثة عاجلة للبنان مقدمة من جمعية قوافل للإغاثة والتنمية، بالتعاون مع وزارة الدفاع الكويتية». واعتبر أن «هذه الإغاثة هي جزء مما يقوم به الجيش الكويتي لمساندة الأشقاء في لبنان، في ظل هذه الظروف».

 

من جهتها، قالت رئيسة جمعية «الهيئة النسائية للرعاية والتواصل الاجتماعي» في لبنان أمل حسن لـ«كونا»: «بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان من أوضاع صحية واقتصادية دقيقة وانقطاع الأدوية وحليب الأطفال، قمنا بمناشدة جهات عدة من أجل المساعدة في هذا المجال فكانت التلبية من جمعية قوافل للإغاثة والتنمية في الكويت». وشكرت لـ«أهل الكويت تلبية النداء سريعا».

 

وأشارت «كونا» إلى أن «الكويت كانت أولى الدول المسارعة لإغاثة لبنان عبر الجسر الجوي التي بادرت إلى إنشائه فور وقوع الانفجار، والذي نقل عبر 18 طائرة تابعة للقوة الجوية الكويتية ما يفوق الـ820 طنا من الحاجات إلى لبنان».

 

الكهرباء بين التقنين والاستجرار

 

الى ذلك، قالت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الاردنية هالة زواتي في حديث لـ «سكاي نيوز عربية»: انه جرى بحث الجدول الزمني لإعادة تشغيل خط الربط الكهربائي بين الأردن وسوريا لتوصيل الكهرباء للبنان. ونأمل بتوصيل الكهرباء إلى لبنان بحلول نهاية العام الجاري.

 

وتابعت «لبنان يسعى لتمويل خطة نقل الكهرباء من البنك الدولي». وأي شركة ستعمل على ملف نقل الكهرباء للبنان لن تخترق قانون قيصر».

 

وعلى مقلب آخر، استمرت ازمة نقص البنزين مع استمرار تمنع المحطات عن تزويد المادة للمواطنين، بسبب عدم صدور جدول تركيب أسعار المشتقات النفطية، على رغم عودة وزير الطاقة والمياه وليد فياض من الأردن، ملوّحاً بمقاضاة محطات المحروقات التي رفعت خراطيمها في وجه المواطنين انتظاراً للتسعيرة الجديدة، على أن يصدر الجدول صباح اليوم الجمعة.

 

في السياق، أوضح عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس أن «المحطات تحت وصاية وزارة الطاقة وتتقيّد بجدول تركيب الاسعار الصادر عنها، والمحطات التي لديها مخزون من البنزين تبيع المادة وفق الجدول الحالي، لكن الشركات لم تسلم المحروقات للمحطات.

 

وفي قرار يفتقر الى ادوات التنفيذ، ألزم وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام، في قرار حمل الرقم 40، أصحاب المولدات الكهربائية الخاصة، تركيب عدادات على نفقتهم للمشتركين خلال شهر واحد.

 

التوظيف ما يزال قائما

 

واثار الخبر الذي نشرته «اللواء» حول عزم توظيف 700 شخص، عشية موسم الانتخابات ضجة في مختلف الأوساط، لذا نفت مؤسسة كهرباء لبنان،  وأصدرت بياناً أشارت فيه إلى انه «عطفاً على ما تناولته بعض وسائل الاعلام وعبر وسائل التواصل الاجتماعي حول أن «كهرباء لبنان» تقترح التوظيف لديها، تنفي مؤسسة كهرباء لبنان المعلومات المتداولة حول طلبها هذا التوظيف، وتؤكد أنها، كما هو مبين في عدة كتب أرسلتها الى مجلس الخدمة المدنية كان آخرها كتابا المؤسسة رقم 4585 تاريخ 10/9/2021  ورقم 4659 تاريخ 15/9/2021، بأنها تطلب إفادتها برأي مجلس الخدمة المدنية وتوجيهاته بشأن الوضع الإداري الدقيق للجهاز البشري العامل في المؤسسة.

 

وأكدت «التزامها التام بالقوانين والأنظمة المرعية الاجراء وتوجيهات الحكومة، وبالتالي على ضوء الأجوبة التي سترد من مجلس الخدمة المدنية على كتب المؤسسة المشار اليها أعلاه، ستقوم المؤسسة باتخاذ الاجراءات المناسبة وفقاً للأصول بالتنسيق مع مجلس الخدمة المدنية والجهات الرسمية المعنية»، مما يعني ان مشروع التوظيف ما يزال قائماً.

 

628247 إصابة

 

صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل 519 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 628241، كما تم تسجيل 5 حالات وفاة.

**********************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

 

ميقاتي «ينأى بنفسه» عن طروحات عبداللهيان «لكسر الحصار»: انشالله خير!

اسرائيل حائرة ازاء السياسة الاميركية: تساعد حزب الله على تعزيز قوته

دوكان يحدد شروط المساعدة و«ينعى» تمويل البنك الدولي للغاز المصري؟ – ابراهيم ناصرالدين

 

الزحمة الديبلوماسية على الساحة اللبنانية لا تزال «حركة دون بركة» حتى الان، فدخول الاميركيين، والفرنسيين، والالمان، والاردنيين، وقبلهم الروس، وبالامس طهران، لم يسفر عن «خارطة طريق» واضحة تخرج البلاد من ازمتها الاقتصادية العميقة، واذا كانت العروض الايرانية مشروطة برفع الحصار الاميركي عن طهران وتقدم الاتصالات الثنائية مع الرياض، فالاصلاحات الجدية تبقى الشرط الاول والاخير لانطلاق المساعدات الدولية، وهذا الامر دونه عقبات كثيرة في ظل اقتراب الاستحقاق الانتخابي الذي بات محسوما حصوله في 27 آذار المقبل. وتزامنا مع زيارة المسؤول الايراني الى بيروت، خرجت اسرائيل عن «صمتها» من خلال تقرير لمعهد الدراسات الاستراتيجية انتقد فيه عدم الشفافية الاميركية في التعامل مع ملفات المنطقة ومنها لبنان حيث بات حزب الله الخطر الاستراتيجي الاول في ظل تطور قدراته العسكرية، حيث كشفت صحيفة وول ستريت الاميركية انه نجح في تزويد ايران بمكونات طائرة مسيّرة اسرائيلية وساهم في تطوير هذا السلاح الذي قلب موازين القوى في المنطقة، وهذا ما يفرض على اسرائيل حسم خياراتها سريعا، اما بحرب استبقاية او الرضوخ للامر الواقع.

 

في هذا الوقت غاب المازوت الايراني عن «السمع» خلال المحادثات الرسمية مع وزير الخارجية الايرانية حسين اميرعبداللهيان الى بيروت، واختار المسؤولون اللبنانيون وضع «رؤوسهم في الرمال»، وعدم المجاهرة علنا بشكر طهران على مساهمتها بمساعدة الشعب اللبناني، ومن اراد الشكر قام بالامر همسا، ومواربة، اما الاعلان عن العروض الكهربائية الايرانية، والاستعداد لاعادة اعمار المرفأ، فمرت مرور الكرام ولم يأخذ الديبلوماسي الايراني من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جوابا شافيا واختار «النأي بالنفس» مكتفيا بترداد كلمة «انشالله خير»؟!

«لا حق ولا باطل»

 

وكان واضحا ان «طيف» العقوبات الاميركية رافق زيارة رئيس الديبلوماسية الايرانية في زيارته الى القصر الحكومي، ما انعكس حذرا واضحا لدى رئيس الحكومة من تقديم اي التزامات بالتعاون المشترك، ووفقا لاوساط قريبة من السفارة الايرانية في بيروت، فان عبداللهيان «لم يأخذ لا حق ولا باطل» من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي اكتفى بالقول «انشا الله خير» على كل العروض الايرانية بالمساعدة والتعاون مع لبنان، ولم يتطرق الى كيفية دخول المازوت الايراني الى لبنان، وفي المقابل لم يعاتبه الدبلوماسي الايراني على «حزنه»… وبدا ميقاتي مهتما بتشجيع طهران على المضي قدما في مفاوضاتها مع الرياض وهو ابلغ الوزير الايراني الحاجة إلى تعزيز ثقة اللبنانيين بالدولة ومؤسساتها ، مشيرا «إلى أن لبنان يرحب بأي جهد يحافظ على منطق الدولة ومؤسساتها الدستورية. وذلك من خلال علاقات طبيعية بين الدول تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة في ما بينها بما يخدم تطلعات شعوبها». وشدد ميقاتي على ترحيب لبنان بأي جهد من الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي طالما يندرج في سياق مساعدته في الحفاظ على منطق الدولة ومؤسساتها الدستورية ودورها في الحماية والرعاية وتقوية قواها الشرعية الأمنية والعسكرية.

ميقاتي: انشالله خير

 

وفي هذا السياق تلقف عبداللهيان الخطوط العريضة التي وضعها رئيس الحكومة للتعاون وابلغه ان طهران مستعدة للعمل مع الحكومة اللبنانية على نحو رسمي للمساعدة في كافة المجالات الاقتصادية والعسكرية وابلغه جهوزية الشركات الايرانية لبناء محطتي كهرباء بقوة ألف ميغاوات في بيروت والجنوب خلال 18 شهرا، والمساعدة في اعادة ترميم وبناء مرفأ بيروت، وكذلك تقديم مساعدات عسكرية للجيش اللبناني، فكان جواب ميقاتي «مبهما» لجهة الاستعداد لدراسة الموضوع دون الولوج في التفاصيل، مختتما كلامه بانه «انشالله خير»…!

الخشية من العقوبات

 

ووفقا لتلك الاوساط، كان واضحا، عدم قدرة رئيس الحكومة على حسم ملف التعاون في ظل القلق من العقوبات الاميركية، ولذلك ربط ميقاتي الانفتاح الرسمي على طهران بنجاح الحوار مع السعودية، كما لم ينس ايضا الاطمئنان على سير المفاوضات النووية في فيينا، وهو حرص على التاكيد باسم الحكومة اللبنانية ترحيبه بالمناخات والأجواء الإيجابية التي سادت جولات الحوار بين إيران والمملكة.

الشكر «بخجل»؟

 

من جهته، أبلغ رئيس الجمهورية ميشال عون ضيفه «دعم لبنان للجهود التي تبذلها الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتعزيز التقارب بينها وبين دول المنطقة»، ودون ان يتحدث عن شحنات المازوت نوه عون بـالتضامن الذي تبديه ايران مع لبنان في مواجهة أزماته، وبالمساعدات التي قدمتها بعد انفجار مرفأ بيروت… ومن عين التينة، اكد عبد اللهيان بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري ان هناك تشاطرا في وجهات النظر مع دولته على أن كافة الملفات الإقليمية ينبغي أن تحل على أيدي أهل المنطقة بأنفسهم وقد قيّمنا إيجابياً استمرار وتيرة المفاوضات الإيرانية السعودية.

 قلق اسرائيلي من واشنطن؟

 

تزامنت زيارة عبداللهيان الى بيروت مع نشر تقرير معهد السياسة والاستراتيجية الذي يديره اللواء احتياط عاموس جلعاد في اسرائيل تحدث فيه عن تحديات الأمن القومي التي تتعاظم، واشار الى وجود عدم فهم للسياسات الاميركية خصوصا في لبنان، فوفقا للتقرير، سمحت واشنطن لمصر والأردن بمد أنبوب الغاز إلى لبنان عبر سوريا، ولكنها غير مستعدة لتقليص العقوبات ضد نظام الأسد. في المقابل حصل اتصال بين الملك عبد الله مع الأسد أعرب فيه الملك عن تأييده التقارب بين الدولتين وبالاعتراف بشرعية النظام من جهتها لم تفرض الولايات المتحدة عقوبات على الاردن، وبعدم ردها تسمح باستمرار الاتصالات والخطوات بين الدولتين؟

تجاهل لبناء قوة حزب الله!

 

ولا تقف المخاوف عند هذا الحد، ففي تعليقها على الجهود الدولية في الأسابيع الأخيرة بقيادة فرنسا والولايات المتحدة لاستقرار الساحة السياسية في لبنان، يقول التقرير ان هذه الخطوات تحصل في ظل تجاهل استمرار بناء إيران وحزب الله للقوة ودخول الحزب في الحكومة اللبنانية الجديدة. فيما يواصل حزب الله ترسيخ قوته السياسية والعسكرية دون عراقيل، ولا تملك حكومة نجيب ميقاتي، الذي وصفه التقرير بانه، صديق بشار الأسد، لا الرغبة ولا القدرة للتضييق على خطوات «المنظمة». والخلاصة ان مشكلة حزب الله تتعاظم وتتفاقم مع تواصل تزود المنظمة بصواريخ دقيقة وقدرات متطورة أخرى.

الخيارات الاسرائيلية؟

 

اما المعاني الذي يجب استخلاصها من هذه الوقائع حيال لبنان، هو إن تعاظم قدرات حزب الله برعاية الحكومة اللبنانية وبدفع إيراني، يشكل تهديداً استراتيجياً «أول في مستواه». وبقدر ما تفشل الأدوات الدبلوماسية وخطوات منع نقل الوسائل القتالية من سوريا إلى لبنان، يتطلب هذا من إسرائيل أن تتخذ قراراً استراتيجياً حول ما إذا كانت ستبادر إلى ضربة استباقية والمخاطرة بالتدهور إلى حرب، أم تسلم بقدرات نار دقيقة في لبنان يملكها حزب الله؟.

 حزب الله وايران وتطوير المسيّرات

 

وفي سياق متصل، نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية تقريرا اشارت فيه الى ان قوة المسيرات الإيرانية تقوم بإعادة تشكيل الشرق الأوسط، واللافت في التقرير كلام اسرائيلي عن نجاح حزب الله بتزويد طهران بنموذج اسرائيلي للطائرات المسيرة تم انزاله في لبنان. ونقلت الصحيفة الاميركية عن مسؤولين عسكريين أميركيين وأوروبيين وإسرائيليين تاكيدهم إن إيران تقوم وبشكل متزايد ببناء ونشر الطائرات بدون طيار بشكل يغير من المعادلة في المنطقة التي تقف على حافة النزاع… وفي تقرير سري أعده مركز أبحاث «سي4 إي دي أس» بواشنطن للحكومة الأميركية كشف ان لدى إيران نسخ من القطع الحساسة للتكنولوجيا التي طورت في إسرائيل والولايات المتحدة، فالمسيرات التي ضربت السعودية تحتوي على نسخ مماثلة من محرك قوي طورته الوحدة البريطانية من شركة أنظمة دفاعية إسرائيلية هي «إليبت». اما النموذج الاهم من المسيرات الإيرانية فقد استخدم في الحرب السورية ويقوم على النموذج الإسرائيلي «هيرمس 450». ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون إن إيران حصلت على هذا النموذج من حزب الله الذي سبق واسقط طائرات مماثلة في لبنان.

 دوكان يحدد شروط المساعدة

 

في هذا الوقت، استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي منسق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير بيار دوكان في حضور السفيرة الفرنسية لدى لبنان وخلال اللقاء شدد دوكان على» ضرورة الاسراع في اطلاق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وضرورة التوصل الى اتفاق قبل نهاية السنة ووعد أنه في حال تم التوصل الى هذا الاتفاق وتم تنفيذه فقد تسعى فرنسا الى تنظيم مؤتمر دولي لتقديم مساعدة مباشرة لميزانية الدولة». كما شدد على «المباشرة بتنفيذ الاصلاحات، وتوحيد الموقف اللبناني خلال المفاوضات».

كهرباء الاردن والنعي الفرنسي!

 

وفيما اعربت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الاردنية هالة زواتي عن الامل بتوصيل الكهرباء إلى لبنان بحلول نهاية العام الجاري، واشارت الى ان لبنان يسعى لتمويل خطة نقل الكهرباء من البنك الدولي مشددة ان أي شركة ستعمل على ملف نقل الكهرباء للبنان لن تخترق قانون قيصر، كان لدوكان راي آخر خلال لقائه وزير الطاقة وليد فياض وعلمت «الديار» انه اعرب عن تشاؤمه حيال اقدام البنك الدولي على تمويل ثمن الغاز، واشار الى انه سمع شروطا قاسية لن يستطيع لبنان تامينها للحصول على القرض… في المقابل لا يزال الامل كبيرا لدى فياض باقناع المؤسسة الدولية بالتمويل، وكذلك بالتسهيلات المصرية المرتقبة. وفي السياق عرض فياض امس مع السفير السوري علي عبد الكريم علي، التعاون في ملف استجرار الغاز والكهرباء إلى لبنان عبر سوريا.

لا عودة «للطوابير»؟

 

وفي ملف المحروقات علمت «الديار» ان وزير الطاقة اتفق مع مصرف لبنان على تمويل بواخر البنزين حتى نهاية الشهر الحالي، فيما سيصدر اليوم جدول تركيب أسعار المشتقات النفطية، وهذا يفترض ان يؤدي الى عدم عودة «طوابير الذل» على المحطات.

تحقيقات المرفأ وعدم الاختصاص

 

على خط التحقيقات في جريمة المرفأ،ابلغت النيابة العامة العدلية المحقق العدلي عبر القاضي عماد قبلن القاضي طارق البيطار ان طلبه منها الادّعاء على المدير العام لأمن الدولة اللواء انطوان صليبا ليس من اختصاصها والصلاحية تعود الى المجلس الأعلى للدفاع. تجدر الاشارة إلى أنّ القاضي البيطار عاد وكرّر الطلب نفسه بعد تشكيل الحكومة من المجلس الأعلى للدفاع ولم يتسلّم القضاء الجواب عليه بعد، والأمر نفسه ينطبق على الطلب اليها لإعطاء الإذن لملاحقة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.

 الترسيم بانتظار القرار السياسي؟ 

 

قبل ايام من ووصول الوسيط الاميركي الجديد الى بيروت قبل نهاية الشهر، وفيما احيل رئيس الوفد اللبناني المفاوض في ملف ترسيم الحدود البحرية العميد بسام ياسين الى التقاعد، تتجه الانظار الى قرارالسلطة السياسية حيال استمرار ترؤسه الوفد باعتبار ان رئاسته هذه غير مرتبطة فقط بموقعه في المؤسسة العسكرية، مع العلم ان التوجه لابقائه في مركزه بات شبه محسوم بطلب من القيادة العسكرية. وفي موقف لافت، تطرق قائد الجيش العماد جوزاف عون الى ملف المفاوضات غير المباشرة مع العدو الإسرائيلي فاكد انه بتكليف من رئيس الجمهورية، قام الجيش بواجبه الوطني بالمطالبة بحقوق مياهه البحرية، واليوم، هذا الملف ينتظر القرار السياسي للبت فيه واتخاذ القرار المناسب. نحن نخضع للسلطة السياسية، لأن الموضوع وطني بامتياز ويعني الجميع».

الانتخابات الى جلسة «التسويات»

 

في هذ الوقت، رحلت الكتل النيابية كل المسائل العالقة في قانون الانتخابات الى جلسة «التسويات» العامة، ولم تتوافق اللجان المشتركة بالامس الا على تقريب موعد الانتخابات النيابية إلى 27 آذار، مع تحفّظ كتلة «لبنان القوي»، ولانه تم تجاهل البحث في اقتراحات القوانين الانتخابية ووصف النائب انور الخليل مقررات جلسة اللجان النيابية المشتركة بانه يوم أسود في تاريخ تشريع قوانين الإنتخاب، وتخلل الجلسة انسحاب النائبة عن كتلة «التنمية والتحرير»، عناية عز الدين، بعد رفض كل الكتل النيابية النقاش الجدّي في اقتراح «الكوتا» النسائية، كما صرّحت بعد خروجها من الاجتماع.

 

**********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

العماد جوزيف عون: الجيش… أو الميليشيات المسلحة

 

عقد قائد الجيش العماد جوزاف عون اجتماعا في اليرزة، مع أركان القيادة وقادة الوحدات والأفواج والضباط القادة والعامين، في حضور أعضاء المجلس العسكري. وألقى كلمة نوه  فيها بأداء العسكريين «المنضبط والمسؤول رغم التحديات التي يعيشونها (…)». وقال: «تعيشون ظروفا اقتصادية صعبة، ربما هي الأسوأ في تاريخ لبنان، لكنكم ماضون بتنفيذ المهمات الموكلة إليكم بمهنية واحتراف وانضباط للمحافظة على الأمن والاستقرار في لبنان. هذه هي المهمة المقدسة المطلوبة منا، خصوصا في هذه المرحلة، ما يتيح للسياسيين التفتيش عن الحلول اللازمة للخروج من هذه الأزمة. قمتم خلال العامين الماضيين بجهود استثنائية في ظل ظروف سياسية دقيقة ومعقدة، حميتم خلالها الكيان اللبناني وصنتم السلم الأهلي ومنعتم الفتنة من التسلل مجددا».

 

أضاف: «لبنان بحاجة إلينا اليوم أكثر من أي وقت مضى، ومهمتنا في الدفاع عن الوطن مقدسة، عقيدتنا ثابتة والتضحية في صلب شعارنا. الجيش تضحية وليس وظيفة، ونحن نتعاطى بمسؤولية ونقف على مسافة واحدة من الجميع، لكننا لن نسمح بزعزعة الوضع الأمني ولا بإيقاظ الفتنة. الجيش هو الأمان والضمانة للبنان وشعبه، والا فالميليشيات المسلحة ستستعيد سيطرتها».

 

وتطرق قائد الجيش الى الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي يعاني منها لبنان وتحديدا المؤسسة العسكرية، وقال: «لا شك في أن المؤسسة العسكرية تأثرت الى حد بعيد بالأزمة الاقتصادية التي قد تطول بانتظار الحلول المرجوة، ما انعكس على الأوضاع الاجتماعية لعسكريينا وعائلاتهم، بسبب تدني قيمة رواتبهم وغلاء المعيشة والمحروقات، في وقت يطلب منهم القيام بمهمات كثيرة والانتقال الى مراكز خدمتهم البعيدة عن منازلهم. علينا كعسكريين في مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء الثبات في وجه هذه العاصفة التي ستزول حتما، فالخيار الوحيد هو الجيش والحفاظ عليه واجب الجميع بمن فيهم المسؤولون”.

 

وتابع:»لا تكترثوا للشائعات وحملات التحريض والمقالات المسيئة الساعية الى أهداف بتنا نعرف خلفياتها، نحن ماضون في القيام بواجباتنا باقتناع ومسؤولية، لا تصدقوا ما يقال عن فرار آلاف العسكريين، فالعدد لا يزال مقبولا نسبة إلى الوضع وعديد الجيش، كما أن جزءا لا بأس به من هؤلاء عاد إلى المؤسسة، قناعة منهم بأن الجيش هو الضمانة والخلاص والباقي معهم والوفي لهم طوال حياتهم (…)».

 

وتطرق الى ملف المفاوضات غير المباشرة مع العدو الإسرائيلي لترسيم الحدود البحرية، فقال: «الجيش، وبتكليف من رئيس الجمهورية، قد قام بواجبه الوطني بالمطالبة بحقوق مياهه البحرية، وأظهر احترافا ومناقبية عالية خلال جلسات التفاوض التقنية، استنادا إلى أحكام القانون الدولي ووفق مبدأ المطالبة بالحد الأقصى القانوني لتأمين أقوى وضعية تفاوضية. اليوم، هذا الملف ينتظر القرار السياسي للبت فيه واتخاذ القرار المناسب. نحن نخضع للسلطة السياسية، لأن الموضوع وطني بامتياز ويعني الجميع (…)».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram