افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الأثنين 11 تشرين الاول 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الأثنين 11 تشرين الاول  2021

Whats up

Telegram

 افتتاحية صحيفة البناء :

الانتخابات العراقية تعيد إنتاج المجلس ‏النيابي القديم… والمقداد ينصح أميركا ‏بانسحاب بلا خسائر / مثلث الكهرباء ‏والمحروقات وسعر الصرف يحاصر ‏الحكومة … ويسابق مفاوضات صندوق ‏النقد "القومي" ينتخب مجلسه الأعلى… ‏والحسنية شكر لسورية مساعيها: نقطة ‏انطلاق لوحدة القوميين‎ /‎

 

جاءت الانتخابات النيابية المبكرة في العراق مفصلاً لرسم اتجاه التوازنات التي ستحكم الحياة ‏السياسية في دول المنطقة بعد عاصفة الثورات التشرينية ورهان المجتمع المدني، وترد ‏الاعتبار للعناصر الأصلية التي ترسم معادلات المنطقة، في الصراع المفتوح بين المشروع ‏الأميركي الداعم لكيان الاحتلال من جهة ومحور المقاومة المتحالف مع الصعود الروسي- ‏الصيني في العالم، فعلى ضفة الانتخابات العراقية التي ستعلن نتائجها اليوم أكدت ‏المعلومات المتوافرة تراجع نسبة المشاركة عن الانتخابات الأخيرة ومقاطعة جمعيات ‏المجتمع المدني، بالتالي حدوث تغييرات طفيفة في المشهد النيابي الجديد عن المجلس ‏النيابي السابق لجهة هيمنة الكتل الكبرى على التوازنات النيابية، التي ستولد من رحمها ‏الحكومة الجديدة‎.‎
تزامنت تقليدية المشهد الانتخابي العراقي مع عودة العناصر الحاكمة للمشهد الإقليمي ‏بالظهور بقوة، فمن جهة أعلنت إيران بلوغها إنتاج 120 كلغ من اليورانيوم المخصب على ‏درجة 20 في المئة، ومن جهة مقابلة ظهر الارتباك غربي و"إسرائيلي" الذي عبر عنه اجتماع ‏المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع رئيس حكومة كيان الاحتلال نفتالي بينيت اللذين توافقا ‏على اعتبار بلوغ إيران العتبة النووية يستدعي منح الأولوية لمنع بلوغها امتلاك سلاح نووي، ‏وفق ميركل التي رجحت الخيار السياسي، الذي رأى فيه بينيت عاراً على العالم الغربي‎.‎
الوجود الأميركي في المنطقة كان موضوع مواقف وازنة لكل من إيران وسورية، فهو ‏الاستحقاق الداهم، وقد تلاقى كلام وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي دعا واشنطن ‏لسحب قواتها من سورية من دون خسائر، مشيراً إلى أن المقاومة التي قد تستهدف هذه ‏القوات ستجبرها على الانسحاب لكن مع تكبد الخسائر، مع كلام وزير الخارجية الإيراني حسين ‏أمير عبد اللهيان عن أنّ زمن الوجود الأميركي في المنطقة قد انتهى، وأنّ التسريع بهذا ‏الانسحاب هو الأفضل لأميركا‎.‎
في قلب هذا المناخ المحكوم بالتجاذب، تواجه الحكومة اللبنانية مساراً صعباً، حيث الحصول ‏على الرضا الأميركي أملاً بالوصول لتفاهم مريح مع صندوق النقد الدولي يبعدها عن ‏التفاعل إيجاباً مع عروض جدية وواقعية حملتها زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى بيروت، ‏خصوصاً مع قابلية جعلها بالليرة اللبنانية، ما يجنّب لبنان الدخول في استنزاف سوق العملات ‏الصعبة وانعكاسها على سعر الصرف من جهة، ولتلبيتها أوضاع القطاعين المحوريين في ‏الحياة الاقتصادية وحياة الناس اليومية، وهما المحروقات والكهرباء، وقد بدت الحكومة خلال ‏اليومين الماضيين محاصرة في قلب هذا الثلاثي الضاغط، سعر صرف عاد ليسجل الارتفاع ‏في أسعار الدولار الذي قارب سعر الـ 20 ألف ليرة مجدّداً، وسوق محروقات تتحرك بين ‏الأزمات وشح توافر المواد وبين ارتفاع أسعارها عندما توجد، بصورة تفقدها قيمتها كسلعة ‏حيوية متوافرة ولا تستطيع الناس شراءها كما هي الحال مع صفيحة البنزين التي توقعت ‏مصادر مالية بلوغها الـ 300 ألف ليرة مع ارتفاع سعر النفط عالمياً وعودة الدولار للارتفاع في ‏سوق بيروت، بينما سجلت الكهرباء انقطاعاً شاملاً بفعل غياب الوقود، ولم تحله العودة ‏الموقتة بمعونة وقود مقدم من الجيش يكفي لثلاثة أيام، وطرحت الضغوط المتزايدة في ‏مثلث سوق الصرف والمحروقات والكهرباء تحديات لا تستطيع الحكومة تجاهلها بانتظار ‏مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي التي لن تظهر نتائجها قبل نهاية العام، بينما الطابع ‏الانفجاري لعناصر التأزم الثلاثة بات بين يوم ويوم‎.‎
وسط هذه التحديات أكمل الحزب السوري القومي الاجتماعي مهام مؤتمره بانتخاب مجلس ‏أعلى جديد، تأسيساً لمرحلة جديدة أكد رئيس الحزب وائل الحسنية أنّ توحيد القوميين يقع ‏في طليعة أهدافها، شاكراً للقيادة السورية مساعيها الصادقة لمساعدة القوميين على ‏تجاوز الانقسام‎.‎
أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية أنّ إنجاز الاستحقاق الحزبي ‏الديمقراطي (انتخاب أعضاء المجلس الأعلى وهيئة منح رتبة الأمانة) وبعد انعقاد المؤتمر ‏العام، سيضع حداً لكلّ الإشاعات المغرضة والمحاولات التي تقف حجر عثرة في وجه وحدة ‏القوميين، وسيشكل نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة، الأولوية فيها هي المبادئ والثوابت، ‏والعمل لتعاضد القوميين ووحدتهم ووحدة حزبهم، حيث أنّ المرشحين لعضوية المجلس ‏الأعلى تعهّدوا جميعاً ترجمة توصيات المؤتمر العام وبذل كلّ جهد ممكن لتحقيق هذا الهدف‎.‎
وقال رئيس الحزب إنّ قيادة الحزب فعلت كل ما في وسعها وآلت على نفسها عدم تفويت ‏أيّ فرصة من أجل إنهاء حالة التصدّع التي أصابت حزبنا على أثر انتخابات 13 أيلول 2020، ‏وقدّمت المبادرة تلو المبادرة في هذا الخصوص، والتي لم تلقَ أيّ تجاوب، بل قوبلت ‏بالرفض والتعنّت واللامبالاة، في حين أنّ من يقفون على الضفاف يكثرون من الكلام ويقلون ‏من الفعل ولا يبالون إنْ مسّ حزبهم سوء، لا بل أنّ هؤلاء حاولوا ويحاولون عرقلة مسار الحزب ‏الذي يتجه بإرادة صادقة وعزيمة قوية لإنهاء حال التصدّع‎.‎
وأعلن رئيس الحزب أنّ الذين يروّجون على وسائل التواصل الاجتماعي تقديم المبادرات، لم ‏يقدّموا حرفاً واحداً ولا أيّ فكرة إلى الإدارة الحزبية، وهم يتذرّعون بذلك لعرقلة الاستحقاق ‏الحزبي، بغية إبقاء الحزب في دوامة الانقسام‎.‎
وأكد رئيس الحزب أنّ إنجاز الاستحقاق الدستوري اليوم المتمثل بالانتخابات، يضع الحزب على ‏سكة الخروج من التصدّع، وإني باسمكم أوجه تحية إلى القيادة السورية التي بذلت جهوداً ‏جبارة من أجل وحدة الحزب والقوميين، مع التأكيد بأنّ ما سعت إليه القيادة السورية ‏مشكورة والجهود التي بذلها سعادة السفير علي عبد الكريم علي، سيشكل محور اهتمام ‏القيادة الحزبية الجديدة، وستعمل على تحقيقه‎.‎
وكان فاز لعضوية المجلس الأعلى كلّ من: أسعد حردان، كمال نادر، سمير رفعت، سماح ‏مهدي، حنا الناشف، فارس سعد، سمير الملحم، وائل الحسنية، جورج ديب، سمير حجار، قاسم ‏صالح، حسن كمال الدين، قيصر عبيد، عبد الباسط عباس، بطرس سعادة، جورج جريج ‏وعاطف مداح. والردفاء: قاسم الزعبي، سمير نصير، أحمد سيف الدين، سمير عون وربيع ‏الأعور. أما الفائزون لعضوية هيئة منح رتبة الأمانة: أميرة المولى، شوقي باز، الياس عشي، ‏فايز أبو عباس، سليمان الغريب، فداء حمية، حسان عرار، فخري طه، فاتح اليازجي، عباس ‏فاخوري والرديفان الياس خليفة والياس الخوري. وفاز بالتزكية عاطف بزي رئيساً للمجلس ‏القومي، وليد الشيخ نائباً للرئيس، وصالح الحسين ومريم مصطفى وأمية مرداس نواميس‎.‎
وعلى خط المواقف العربية الداعمة لبنان، جدّد ملك الأردن عبدالله الثاني التأكيد على وقوف ‏الأردن المستمر إلى جانب لبنان وشعبه "الشقيق"، وذلك خلال استقباله رئيس الحكومة ‏نجيب ميقاتي في قصر الحسينية في العاصمة الأردنية عمّان. وتناول اللقاء العلاقات الأخوية ‏‏"المتميّزة" التي تجمع البلدين والشعبين، وآليات توسيع التعاون في شتى المجالات، إضافة ‏إلى بحثً في الأزمات التي تشهدها المنطقة ومساعي التوصل إلى حلول سياسية لها‎.‎
وسيضع الرئيس ميقاتي مجلس الوزراء الذي يجتمع غداً في بعبدا في تفاصيل لقائه ملك ‏الأردن لجهة التعاون بين البلدين، مع الإشارة إلى أن الجلسة ستكون مخصصة لعرض رؤية ‏كل من وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية والوزراء المتعلقة بوزاراتهم وخطة عملهم‎.‎
إلى ذلك سيوقع وزير العدل هنري خوري اليوم مرسوم استكمال أعضاء مجلس القضاء ‏الأعلى، بعد فترة شغور استمرّت أشهراً. والقضاة هم ماجد مزيحم وجانيت حنا عن رؤساء ‏محاكم التمييز، وحبيب مزهر وداني شبلي عن رؤساء محاكم الاستئناف، والياس ريشا عن ‏رؤساء الغرف الابتدائية، إضافة إلى تعيين القاضي ميراي الحداد بعد استبعاد القاضي جويل ‏فواز تلافياً لإحراج زوجها وزير العدل. وترددت معلومات أن اتصالات تجري لتعيين رئيس جديد ‏لمجلس القضاء الأعلى ومدعٍ عام جديد للتمييز في مرحلة مقبلة ليست ببعيدة‎.‎
وعوّل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على الحكومة الحالية، "لا ‏سيما على رئيسها الذي أكد عزمه على العمل، لكي تتخطى المعوقات الكثيرة الناشئة أمامها ‏من الأقربين قبل الأبعدين، وتنطلق في ورشة الإصلاح فوراً التي من دونها لا نجاح ولا ‏مساعدات ولا تضامن عربياً ودولياً". وأضاف: "بقدر ما يحتاج لبنان، في أزمته الكبيرة، إلى ‏مساعدة أصدقائه والمؤسسات النقدية الدولية، يجب أن تحافظ الدولة على استقلال البلاد ‏وسيادتها وعلاقاتها الطبيعية، فلا يكون بعض المساعدات العينية غطاء للهيمنة على لبنان ‏والنيل من هويته ودوره المسالم في هذا الشرق‎".‎
وعن الانتخابات النيابية المقبلة، قال: "نحرص مع الحريصين على إجراء الانتخابات النيابية ‏بمواعيدها الدستورية لئلا يصبح تغيير المواعيد، وتعديل القانون القائم، والالتفاف على ‏مشاركة المغتربين ذرائع تهدد إجراء الانتخابات خلافاً لإرادة الشعب والمجتمع الدولي‎.‎
وشددت مصادر مطلعة لـ"البناء" على أن بوادر شبه معالجة الأزمة المالية والاقتصادية عبر ‏الهبات والقروض تنتظر الإصلاحات الجدية، بخاصة أن الدول المعنية بدعم لبنان عبر القروض ‏أو الهبات تؤكد أنها لن تكرر الأخطاء التي ارتكبتها في السنوات الماضية عندما دعمت لبنان ‏بالأموال في مؤتمرات دعم خصصت لمساعدته بيد أن هذه الأموال أنفقت في غير محلها ‏وهدرت في غير وجهتها. إلى ذلك من المرتقب أن يصل مسؤول بارز من صندوق النقد إلى ‏لبنان في الأيام المقبلة، من أجل مواصلة النقاش مع المعنيين في الحكومة تمهيداً ‏للمفاوضات التي ستجري بين وفد من صندوق النقد واللجنة الوزارية المختصة التي يرجح أن ‏تبدأ قبل نهاية العام، بحسب ما أشارت المصادر نفسها، مع تأكيدها أن الأجواء التي تحيط ‏بعمل اللجنة إيجابية ويمكن البناء عليها لكون اللجنة تعمل على إتمام المفاوضات بأسرع ‏وقت ممكن بعيداً من التسرع. وفي سياق متصل تظن المصادر أن أي حلحلة في العلاقات ‏السعودية - الإيرانية قد تنعكس إيجاباً على لبنان، لكن على المعنيين في الوقت عينه أن ‏يدركوا أن البلد لا يحتمل انتظار نضوج تسويات المنطقة‎.‎
ودعا بنك الدولي السلطات اللبنانية "إلى تسجيل المستفيدين من البطاقة التمويلية ‏والمشروع الطارئ لدعم شبكة الأمان الاجتماعي والتحقق منهم عبر منصة‎ impact ‎وتحت ‏إشراف مباشر من التفتيش المركزي. فما من بديل نظراً لوضع البلد‎.‎
إلى ذلك، يلقي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كلمة في الثامنة والنصف من ‏مساء اليوم الاثنين، يركز خلالها على تطورات تحقيقات ملف مرفأ بيروت ربطاً بالتدخلات ‏الخارجية في عمل القضاء وزيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الأخيرة والتي ‏ترافقت مع عرض قدمه الزائر الإيراني لبناء محطات الكهرباء ومساعدة لبنان، ربطاً ببواخر ‏الوقود الإيرانية التي وصلت لبنان وكيفية توزيعها، فضلاً عن الوضع الاقتصادي والنقاشات ‏الدائرة حول قانون الانتخاب‎.‎
وفيما أفيد أن جدول أسعار جديداً للغاز والمازوت سيصدر اليوم كما أبلغت وزارة الطاقة ‏والمياه الشركات المستوردة للمشتقات النفطية‎.‎
في غضون ذلك، وافق المصرف المركزي على 100 مليون دولار، لاستيراد الفيول لتوليد ‏الكهرباء. وطمأن وزير الطاقة والمياه وليد فياض المواطنين إلى أن الشبكة قد عادت إلى ‏عملها الطبيعي وفقاً لما كانت عليه قبل نفاد مادة الغاز أويل في معملي دير عمار ‏والزهراني. وأعلن في بيان "أنه تم ربط معمل المحركات العكسية في الجية بالشبكة بقوة 50 ‏ميغاوات ومعمل دير عمار بقوة 210 ميغاوات ومعمل المحركات العكسية في الذوق بقوة ‏‏120 ميغاوات، كما تم ربط المجموعة الغازية في الزهراني بالشبكة أيضاً‎.‎
أما على خط التواصل مع سورية كشف وزير الأشغال العامة علي حمية عن اجتماعٍ سيعقد ‏مع المجلس الأعلى اللبناني السوري في سورية لدرس كل ما يتعلق بإطار النقل بين البلدين ‏وإيجاد الحلول اللازمة

*********************************

افتتاحية صحيفة الأخبار :

‎ "‎استعمال" الشمس ممنوع‎!‎

كما في كل شيء، تسود الفوضى سوق تركيب ألواح الطاقة الشمسية التي ‏تشهد إقبالاً هائلاً في ظل انقطاع الكهرباء. و"الدولة"، كالعادة، تتدخّل ‏متأخّرة لـ"التنظيم". قوى الأمن بدأت منع "مخالفات" تركيب هذه الألواح ‏بحجة الحاجة إلى ترخيص من وزارة الداخلية، فيما تغيب بقية الوزارات ‏عن تنظيم هذه العملية وغربلة الشركات العاملة في هذا المجال من الدخلاء ‏على هذه "المصلحة‎"‎
‎"‎استعمال الشمس" ممنوع. قائد الدرك العميد مروان سليلاتي أصدر، قبل أيام، تعميماً طلب فيه من قادة المناطق ‏الإقليمية في قوى الأمن الداخلي التشدّد في قمع مخالفات تركيب ألواح الطاقة الشمسية. التعميم تضمّن ما حرفيته: "يرد ‏إلى القيادة العديد من المخالفات لجهة تركيب لوازم الطاقة الشمسية وتشييد خيم حديدية لهذه الغاية من دون موافقة ‏وزارة الداخلية والبلديات أو المديرية العامة للتنظيم المدني"، وذلك بناءً على كتاب وجّهته وزارة الطاقة والمياه في ‏آذار ???? إلى وزارة الداخلية والبلديات "حول تركيب ألواح طاقة شمسية لتوليد الكهرباء للاستخدامات المنزلية ‏والخاصة"، وأشار الى أن الصلاحية في هذا الأمر تعود إلى "المركز اللبناني لحفظ الطاقة" الذي "يُبدي رأيه ‏بالموافقة على اعتماد الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية"، فيما "يعود للأجهزة المختصّة النظر في الموافقة الفنية ‏والهندسية‎".‎
ورغم أن المعايير "الفنية والهندسية" المتعلقة بتركيب "خيم حديدية" ليست من صلاحيات قوى الأمن الداخلي، ‏طلب تعميم قائد الدرك "التقيّد بكتاب وزارة الداخلية والبلديات رقم 20603 تاريخ 25/10/2019 بشأن تنفيذ ‏الهيكل الحديدي لوضع المعدات اللازمة لتوليد الطاقة الشمسية". وبالفعل، بدأت القوى الأمنية وبعض البلديات تنفيذ ‏التعميم بمنع تركيب ألواح الطاقة الشمسية حتى ولو لم تكن هناك خيمة حديدية من أساسه. وباشر عناصر قوى ‏الأمن برفع كتب معلومات إلى الفصائل للإبلاغ عن "مخالفات" مواطنين والتدخّل لمنعهم من عملية تركيب ألواح ‏الطاقة الشمسية، في ظل انقطاع شبه تام للكهرباء، وسعي كثيرين إلى البحث عن مصادر بديلة للطاقة‎.
وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي أوضح لـ"الأخبار" أن شكاوى عديدة سُجّلت عن شجارات بين جيران على ‏أفضلية تركيب ألواح الطاقة على أسطح المباني، مشيراً الى أنّ وزارة الداخلية تمنح تراخيص لتركيب ألواح ‏الطاقة، "وأمس فقط وقّعت 33 طلب ترخيص". وأشار إلى "أننا نسعى إلى تنظيم الأمر حرصاً على السلامة ‏العامة، وهناك تنسيق في هذا الشأن مع وزارة الطاقة لوضع آلية لتنظيم عملية تركيب ألواح الطاقة بطريقة ‏سليمة‎".‎

مصادر مطّلعة ربطت حظر تركيب الألواح بمسألتين: الأولى تتعلق بالسلامة العامة لجهة تثبيت الألواح على ‏الأسطح مع مراعاة شروط السلامة، والثانية الضرر الذي يمكن أن يلحق بشبكة شركة كهرباء لبنان خصوصاً أنّ ‏القانون يمنع أياً كان من إنتاج الطاقة على الشبكة سوى الدولة اللبنانية. وتوضح المصادر أن الهجمة على تركيب ‏ألواح الطاقة شجّعت كثيرين من غير الخبراء على دخول هذا الـ"بيزنس" من دون مراعاة شروط السلامة العامة. ‏فعلى سبيل المثال، هناك على من يرغب بتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية تركيب "عدّاد ذكي‎" (smart ‎meter) ‎ومحوّل طاقة‎ (invertor) ‎ضمن مواصفات محددة حتى لا تتسبّب الطاقة المولّدة من المنازل عشوائياً ‏بالإضرار بشبكة الكهرباء، بسبب الذبذبات التي تنتج عن الكم الكبير من محوّلات الطاقة المستحدثة. كما ينبغي ‏مراعاة تركيب عدّادات ذات جودة عالية للحرص على فصل كهرباء الطاقة الشمسية المولَّدة عن شبكة كهرباء ‏الدولة في الوقت المناسب، ناهيك عن "الخطر المتمثّل ببطاريات الليثيوم التي تحتاج إلى عناية خاصة حتى لا ‏تتحوّل إلى قنابل موقوتة في البيوت يمكن أن تنفجر في أي لحظة". وبالتالي، فإن غياب آلية تنظيمية لتركيب ألواح ‏الطاقة "قد يتسبّب بكارثة إن لم تراعَ شروط الجودة حرصاً على السلامة العامة". وهذا يفرض على الدولة ‏إحصاء كميات ألواح الطاقة الموزّعة على الأراضي اللبنانية خصوصاً أنّ "هذه الألواح الموزّعة في أماكن عدة ‏تماثل بمجموعها محطة كهرباء ضخمة". إلا أن هذا يطرح، من جهة أخرى، ضرورة أن تعمل الوزارات ‏المختصّة سريعاً على غربلة الشركات العاملة في هذا المجال، والحرص على حصر العمل بشركات مرخّصة ‏وبإشراف مهندسين وخبراء، أولاً لأن هناك حاجة ماسّة إلى هذه "الخدمة" في ظل الظروف الحالية، وثانياً لأن ‏استخدام الطاقة المتجدّدة أمر يجب أن تشجع عليه الدولة في ظل إفلاسها وعدم قدرتها على توفير الكهرباء‎.‎

************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار  

 

الحكومة تتهادى بين “سكتة كهربائية ” وإطلالة أميركية

لم تكن “السكتة الكهربائية” الأخيرة التي قطعت “شبكة كهرباء الدولة” عن كل لبنان الأولى، ولن تكون الأخيرة حتما، ليس لان فتح اعتماد المئة مليون دولار في مصرف لبنان لمصلحة مؤسسة #كهرباء لبنان تأخر الى يوم الجمعة الماضي كما اوحت المؤسسة فقط، بل لان التخبط و”التخبيص” في الإدارة المربكة لملف الكارثة الكهربائية لا يزالان يهيمنان على قطاع أودت مديونيته الخيالية بلبنان كله الى الانهيار العميم. ولئن كان اللبنانيون يأملون ويلحون في رؤية مسلك حكومي مختلف عما كان قبل تشكيل الحكومة، فان خيبتهم في الأيام الأخيرة ربما تجاوزت الخيبات السابقة لانهم عاينوا أنماطاً مستعادة في تقاذف كرة المسؤوليات عن التعتيم الشامل فضلا عن ان وزير الطاقة والمياه، وبخفة لامتناهية، لم يتوان عن تقليل أهمية وخطورة هذا التطور بقوله عبر احدى ابرز المحطات التلفزيونية الأميركية “سي ان ان”، التي جذبها مع الإعلام العالمي تكراراً غرق لبنان في العتمة، ان الوضع الحالي ليس أسوأ مما كان عليه قبل توقف معملي دير عمار والزهراني .

في أي حال سيفرض الملف الكهربائي نفسه من خارج جدول الاعمال على جلسة مجلس الوزراء عصر غد في قصر بعبدا، علما انها مخصصة لعرض خطط الوزراء في وزاراتهم. وأفادت معلومات ان وزير العدل هنري خوري سيوقع اليوم مرسوم استكمال أعضاء مجلس القضاء الأعلى وان القضاة الذين سيعنون هم: ميراي الحداد، ماجد مزيحم، جانيت حنا عن رؤساء محاكم التمييز، حبيب مزهر، داني شبلي عن رؤساء محاكم الاستئناف، الياس ريشا عن رؤساء الغرف الابتدائية.


 
الى ذلك فان الحكومة ستعد العدّة لمحطة ديبلوماسية بارزة تتمثل في “الإطلالة الأميركية” الأولى على لبنان بعد تشكيل الحكومة الجديدة من خلال زيارة وفد ديبلوماسي بارز برئاسة نائبة وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند التي ستبدأ جولة تشمل لبنان وروسيا، وبريطانيا. وبحسب المعلومات فإنّ محادثات المسؤولة الأميركيّة في لبنان ستتم بين الأربعاء والخميس، على أن يضمّ الوفد المرافق لها نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط والتواصل مع سوريا ايثان غولدريتش. وأفاد مصدر مطلع في السفارة الاميركية في بيروت بأنّ نائب مساعد وزير الخزانة للشؤون الدولية ايريك ماير، والمستشار الاول في وزارة الخارجية لشؤون الطاقة اموس هوكشتاين لن يكونا في عداد الوفد كما تردّد سابقاً. وكانت السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا زارت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الاثنين الماضي، في اطار متابعة البحث في العديد من ملفات التعاون بين البلدين، خصوصاً مع انطلاق عمل الحكومة. وذكرت معلومات رسمية ان الوفد الأميركي برئاسة نولاند سيجري مباحثات مع ممثلين لمجموعات في المجتمع المدني، كما ستكون له محادثات مع السلطات اللبنانية تتركز على الإصلاحات والتشديد على اجراء الانتخابات النيابية في موعدها كما ان ملف الكهرباء سيكون في صلب المواضيع المطروحة.

 

الملك وميقاتي

في غضون ذلك إستقبل امس ملك الاردن عبدالله الثاني رئيس الوزراء نجيب ميقاتي في قصر الحسينية في العاصمة الاردنية عمّان . وأفاد الديوان الملكي الهاشمي ان “اللقاء تناول العلاقات الأخوية المتميزة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، وآليات توسيع التعاون في شتى المجالات. وجدد الملك التأكيد، خلال اللقاء، على وقوف الأردن المستمر إلى جانب لبنان وشعبه الشقيق. كما جرى بحث الأزمات التي تشهدها المنطقة ومساعي التوصل إلى حلول سياسية لها”.

 

وحضر اللقاء رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، ومدير مكتب الملك الدكتور جعفر حسان.

 

رقابة دولية

في أي حال فان ملف الانتخابات النيابية بدأ يزاحم أولويات الحكومة بشكل لافت اذ يطغى على الخطاب السياسي الداخلي، كما يتصدر أي موقف خارجي من لبنان. والأبرز الذي سجل في المواقف الداخلية امس تمثل في مطالبة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بمراقبة اممية دولية على الانتخابات. وجاء ذلك في معرض تناول الراعي في عظته واقع شبيبة لبنان فقال : “إن أخطر ما يؤلم شبيبتنا هو شعورهم بالتهميش وبعدم اكتراث الحكومات المتعاقبة لحاجاتهم ومعاناتهم ومشاكلهم. وما يضاعف حسرتهم هو دفعهم إلى الهجرة، وإبعادهم عن المشاركة في الحياة الوطنية العامة، واعتبارهم خطرا على الجماعة السياسية المتحكمة بالشأن العام وتديره كشأن خاص. وأكبر دليل على إهمال الدولة هموم الشبيبة هو تخطيها مطالب الانتفاضة الشعبية منذ 17 تشرين الأول 2019 إلى اليوم. يستحيل على شبيبة لبنان أن يثقوا بدولتهم إذا كانت الدولة تعرقل مستقبلهم. دعوا شباب لبنان يحكمونه. دعوا شباب لبنان يصلحونه… وفيما شعب لبنان وأصدقاؤه يريدون له مستقبلا أفضل، فإنا نحرص مع الحريصين على إجراء الإنتخابات النيابية بمواعيدها الدستورية لئلا يصبح تغيير المواعيد، وتعديل القانون القائم، والالتفاف على مشاركة المغتربين ذرائع تهدد إجراء الانتخابات خلافا لإرادة الشعب والمجتمع الدولي. إن اللعب بموضوع الانتخابات من شأنه هذه المرة أن يؤدي إلى أخطار لا أحد يعرف مضاعفاتها. الشعب يريد الانتخابات فرصة لتغيير واقعه الأليم، ومنطلقا لحياة وطنية جديدة. الشعب يريد انتخابات شفافة ونزيهة وبعيدة عن المال السياسي الذي يراهن على فقر الناس لشراء أصواتهم وضمائرهم. لذلك ندعو، منذ الآن، إلى مراقبة لبنانية وأممية للعملية الانتخابية”.

من جهة أخرى وفي ملف الانتخابات ايضا رات الهيئة السياسية في “التيّار الوطنيّ الحرّ” أن إقتراح إجراء الإنتحابات النيابية في آذار بدل أيار 2022، “مستغرب ويصعب تنفيذه نظراً لمجموعة ظروف وأسباب، في طليعتها إستحالة التحرك في المناطق الجبلية بسبب الأمطار والثلوج والبرد في ظل إرتفاع أسعار المحروقات مع صعوبة تنظيم اليوم الإنتخابي وما يمكن أن يتخلّله من عيوب، وهذا يحدّ من الحملات الإنتخابية ومن مشاركة المقترعين، ويقلّص الوقت المطلوب لتأمين مستلزمات إنتخاب المغتربين ناهيك عن عدم دستورية تقصير المهل المتعلقة بلوائح الشطب وإلغاء حق الآلاف من المستحقين للإقتراع، الاّ إذا كانت نية البعض خفض نسبة المشاركة عمداً. أضف الى ذلك حلول الصوم لدى المسيحيين والمسلمين في شهريّ آذار ونيسان “.


 
الى ذلك، اعلن نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم انه “أثيرت في الفترة الأخيرة مسألة تصويت المغتربين، وناقشنا هذا الأمر في حزب الله بدقة، وعلى الرغم من عدم تكافؤ الفرص في الدعاية الانتخابية في الخارج بسبب وضع حزب الله على لائحة الإرهاب في عدد من الدول، وصعوبة أن نتواصل مع الناخبين، وصعوبة أن يكون لمرشحينا جولات إنتخابية، مع ذلك ولأننا نريد للمغتربين أن يعبروا عن آرائهم وأن يشاركوا، قررنا أن نسير في مسألة تصويت المغتربين، وأن لا مشكلة لدينا في هذا الأمر على قاعدة أننا لا نريد أن نحرمهم رغبة ومشاركة يمكن أن يكون لها الفائدة الكبرى لهم وللبنان”.

 

عودة الشبكة

وبالعودة إلى أزمة انفصال الشبكة الكهربائية يومي الجمعة والسبت الماضيين فان خطورة الازمة دفعت بوزارة الطاقة الى اللجوء الجيش اللبناني وعقد اتفاق بين وزير الطاقة وليد فياض وقائد الجيش العماد جوزف عون على تأمين الفيول لمعملي دير عمار والزهراني من احتياط مخزون الجيش ريثما تفرغ شحنة الفيول . وأصدرت مؤسسة كهرباء لبنان بيانا اكدت فيه ان قيادة الجيش أبدت كامل الاستعداد لتسليم كمية اجمالية تبلغ ستة الاف كيلوليتر مناصفة بين معملي الزهراني ودير عمار لاعادة تشغيل المعملين تباعا منذ منتصف الليل الفائت وان هذه الكمية تكفي لفترة ثلاثة أيام.

وامس اصدر وزير الطاقة بيانا جدد فيه شكره لرئيس الحكومة و لوزير الدفاع الوطني ولقائد الجيش ولمؤسسة كهرباء لبنان ورئيس مجلس ادارتها مديرها العام “على تجاوبهم السريع من أجل اعادة ربط الشبكة الكهربائية من خلال تسليم قيادة الجيش كمية اجمالية تبلغ 6000 كيلوليتر من مادة الغاز اويل مناصفة بين كل من معملي دير عمار والزهراني، وذلك من احتياطي الجيش اللبناني”. “وطمأن” الوزير فياض المواطنين الى “ان الشبكة عادت الى عملها الطبيعي وفقا لما كانت عليه قبل نفاد مادة الغاز اويل في معملي دير عمار والزهراني” واعلن “انه تم ربط معمل المحركات العكسية في الجية بالشبكة ومعمل دير عمار ومعمل المحركات العكسية في الذوق بقوة وستصبح هذه المعامل بطاقتها القصوى المتوفرة على الشبكة”. واكد انه تم اول من امس الحصول على موافقة المصرف المركزي للحصول على 100 مليون دولار وارسلت الى دائرة المناقصات لاجراء إستدراج العروض لاستيراد الفيول ، ويساعد هذا الامر في رفع ساعات التغذية الكهربائية بحلول اواخر الشهر الحالي.

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

بري لـ«الشرق الأوسط»: أمام حكومة ميقاتي 45 يوماً للنجاح… أو الفشل

انتقد «التلهي بـ «التعيينات والتشكيلات»… وأكد أن لا تمديد لولاية البرلمان

  ثائر عباس

أعطى رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، حكومة الرئيس نجيب ميقاتي مهلة شهر ونصف الشهر للنجاح أو الفشل، منتقداً بشدة «التلهي بالتعيينات، ورغبات بعضهم بالسيطرة على هذا الموقع أو ذاك». وجزم بري بأن الانتخابات البرلمانية سوف تحصل في الربيع المقبل، مهما كانت الظروف، وبالتالي فإن «تمديد ولاية البرلمان الحالي غير مطروح».

وكشف بري، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه أبلغ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بضرورة الاستعجال في العمل، معتبراً أن الفرصة أمام حكومة ميقاتي «لا تتعدى شهراً ونصف الشهر». فمع بداية ديسمبر (كانون الأول) «يصبح البرلمان شبه معطل؛ أولاً بسبب الأعياد، وثانياً بسبب قرب موعد الانتخابات، واتجاه النواب نحو حملاتهم الانتخابية». وقال بري: «خلال هذه الفترة، لا بد للحكومة من أن تكون قد أنهت النقاش مع صندوق النقد الدولي، أو على الأقل خطت خطوات عملية في هذا الاتجاه، وثانياً حل مشكلة الكهرباء، وإلا فإنها ستكون قد فشلت».


 
وانتقد بري ما سماه «التلهي بالتعيينات والتشكيلات»، معتبراً أن هذا «ليس مطلباً أساسياً الآن، فالمطلب هو الكهرباء التي انقطعت عن الناس، وسببت لهم ما تسببه من مشكلات ومعاناة، ولولا الجيش اللبناني الذي تبرع بمخزونه الاستراتيجي لكنا اليوم في العتمة الشاملة»، وختم قائلاً: «هذا ليس وقت التعيينات، وليس وقت هذا أو ذاك لينهش من هذا الطبق».

وفيما خص الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتباين حول موعدها، وقضية انتخاب المغتربين، قال بري: «نحن في كتلة (التنمية والتحرير) مع ما تقرره الهيئة العامة لمجلس النواب في نهاية المطاف؛ انتخاب المغتربين حق منصوص عنه في القانون الساري، وبالتالي من حقهم التصويت، لكن يبدو أن ثمة خلافاً بين (القوات) و(التيار الوطني الحر) حول ما إذا كان هؤلاء سيصوتون لستة نواب يمثلونهم أم يصوتون للنواب الـ128؛ نحن نرى أن من حقهم التصويت، والتفصيل يتحدد في الهيئة العامة».


 
ورأى بري أن تقريب موعد الانتخابات «أمر طبيعي»، فـ«الدستور يعطينا الحق بإجراء الانتخابات في أي موعد خلال فترة الشهرين التي تسبق نهاية ولاية المجلس، ونحن فضلنا موعد 27 مارس (آذار) من أجل تفادي إجراء الانتخابات والحملات الانتخابية خلال شهر رمضان المبارك. فإذا قررنا إجراء الانتخابات في موعد 8 مايو (أيار)، فستكون هناك صعوبة أمام المرشحين للقيام بجولات انتخابية، وإلقاء خطابات وزيارات، وغيرها من متطلبات الانتخابات».

واستغرب بري اعتراض «التيار الوطني الحر» (المؤيد لرئيس الجمهورية ميشال عون) على تقريب موعد الانتخابات، مشيراً إلى أنهم «كانوا يطالبون أساساً باختصار ولاية المجلس، وإجراء الانتخابات مبكراً»، وأضاف: «في نهاية المطاف، فإن ما تقرره الهيئة العامة للمجلس سينفذ، وعلى الجميع التقيد به طوعاً أو كراهية».


 
وأكد بري أن الانتخابات ستجري من دون شك، جازماً بأنه لن يكون هناك تمديد لولاية المجلس، معتبراً أن ما يتم الحديث عنه من ذرائع قد تؤدي إلى التأجيل، كـ«فقدان القرطاسية والأدوات اللوجيستية الأخرى، كما انقطاع الكهرباء، هي أمور يمكن تأمينها بسهولة، وكلها لا تساوي قيمة نصف حمولة باخرة وقود».

وكان نواب من كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها بري قد تناوبوا، أمس، على انتقاد «تباطؤ» حكومة ميقاتي في التعامل مع الأزمات. ورأى النائب محمد خواجة أن حكومة ميقاتي «تعمل بوتيرة عادية في ظروف استثنائية»، وسأل: «ألم تكن العتمة الشاملة تستأهل دعوة مجلس الوزراء للانعقاد الفوري؟ يجب على الحكومة إبقاء جلساتها مفتوحة للبحث عن حلول لأزمات الكهرباء، والقطاعات الخدماتية، وانهيار سعر العملة الوطنية، وغيرها، فمن هنا تبدأ مسيرة استعادة الثقة».


 
وشدد عضو الكتلة نفسها، النائب قاسم هاشم، على ضرورة «إيلاء الحكومة قضايا الناس الحياتية، من كهرباء وغلاء وكل التفاصيل اليومية، أولوية في حركتها التي يجب أن تحولها إلى مادة نقاش محورية في كل الاتجاهات للوصول إلى الحلول والمعالجات، ليستطيع اللبنانيون أن يثقوا بدولتهم، وبحرص حكومتهم على بذل كل جهد من أجل حياة كريمة لأبناء الوطن، في ظل تعاظم الأزمة الاقتصادية والمالية بعد انهيار العملة الوطنية، وفقدان اللبناني لمقدراته، حتى بات يشعر بأنه متروك لقدره». ورأى أن «المطلوب من الحكومة قرارات استثنائية لظروف أكثر من استثنائية، واجتماعات الحكومة يجب أن تبقى مفتوحة لمناقشة كل الحلول آنية ومستدامة للتخفيف من آثار الأزمة».

******************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

البنك الدولي يستعجل “البطاقة التمويلية”: لا بديل

بكركي تتوجّس من “الطروادة” الإيرانية وتحذّر من “الشيطنة” الانتخابية

 

أنهى الضيف الإيراني جولة “تسجيل النقاط وتثبيت النفوذ” في بيروت، مخلّفاً وراءه “قاطرة” من الوعود الإنمائية والرسائل السياسية برسم الداخل والخارج، سرعان ما قسمت السكة اللبنانية بين ضفتين متقابلتين، الأولى تشدّ الرحال في اتجاه “الحظوة” الإيرانية، والثانية تشد الحبال في مواجهة “الهيمنة” الإيرانية على البلد.


 
 

وإذ يتقدم “حزب الله” الصفوف على الضفة الأولى ومن خلفه العهد وسائر الحلفاء، برز على الضفة المقابلة تصدّر بكركي المشهد السيادي متوجسة من انسياق البلد خلف “طروادة” المساعدات العينية، التي تخفي وراءها نوايا بالسيطرة و”الهيمنة على لبنان والنيل من هويته ودوره”، كما جاء في تنبيه البطريرك الماروني بشارة الراعي أمس، في سياق فهم منه المراقبون تعقيباً غير مباشر على أحقية الهواجس الوطنية من خطر إلحاق البلد بالأجندة الإيرانية تحت ستار مساعدته نفطياً وكهربائياً وإنمائياً، محمّلاً في المقابل الحكومة اللبنانية مسؤولية إبقاء عملية إعادة الإعمار ضمن “إطار وطني”. كما كان للراعي تحذير مباشر من “شيطنات” أهل السلطة في سبيل تطويق الاستحقاق الانتخابي، راسماً خطاً أحمر عريضاً إزاء أي محاولة هادفة إلى “اللعب بموضوع الانتخابات”، باعتبارها ستشرع الأبواب أمام “أخطار لا أحد يعرف مضاعفاتها”، مع التشديد في الوقت نفسه على وجوب إخضاع العملية الانتخابية إلى “مراقبة لبنانية وأممية”.

 

ومساء اليوم، من المرتقب أن تبلغ زيارة وزير الخارجية الإيراني مداها لبنانياً، على مستوى تجسيد دلالاتها السياسية وأبعادها الاستراتيجية، من خلال إطلالة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، الذي لا شكّ في كونه سيقارب الزيارة من زاوية العرفان والامتنان لطهران على “وقفتها مع لبنان ووفائها للحلفاء”، ليشكل بذلك مدخلاً يلج من خلاله نحو رفع منسوب الضغط على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، لدفعها إلى الإقدام على خطوة التنسيق مع الحكومة الإيرانية و”قوننة” العلاقة الثنائية، ضمن إطار قالب من التفاهمات الهادفة إلى تحقيق الانصهار الرسمي بين الجمهوريتين اللبنانية والإسلامية في مواجهة “الحصار الأميركي”.

 

أما في ملف تحقيقات المرفأ، فيسود ترقب لما سيقوله نصرالله بخصوص مستجدات هذا الملف لا سيما بعد شيوع رسالة التهديد التي تلقاها المحقق العدلي القاضي طارق البيطار على لسان وفيق صفا، من دون استبعاد إمكانية تجاهله الموضوع وتهميش وقائعه المستجدة، بغية ترك مفاعيل “الرسالة” تسلك مسارها القانوني ووسائلها القضائية باتجاه تحقيق الغاية المنشودة منها و”قبع” البيطار. على أنّه برز في هذا السياق ارتقاء “حزب الله” في مواجهة المحقق العدلي إلى مستوى الربط بين تحقيقاته وبين العمل على تحقيق أهداف الولايات المتحدة الأميركية، وفق ما جاء على لسان عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن عز الدين لاعتباره أنّ “الأميركي” يتعامل مع التحقيق في إنفجار المرفأ، بوصفه “واحداً من الأدوات التي يمكن أن يبقيها مفتوحة ليستثمرها ويوظفها في الانتخابات ضد خصومه، محاولاً تغيير المعادلة النيابية القائمة في المجلس النيابي لمصلحة حلفائه ومن يدعمهم ممن يسمى بالمجتمع المدني أو الجمعيات وغيرها”، متوعداً بالكشف إعلامياً عن “رواية كاملة حول باخرة نيترات الأمونيوم التي دخلت إلى مرفأ بيروت لكي يطلع الناس جميعاً على مجريات ما حصل (…) من لحظة دخول الباخرة إلى المياه الإقليمية وصولاً إلى تفريغ حمولتها”، وسط تلميحه صراحةً إلى اتهام قوات “اليونيفيل” بلعب دور في هذه القضية.

 

تزامناً، وأمام ما بدا واضحاً من عجز وتباطؤ على سكة العمل الحكومي في تنفيذ مقتضيات الإصلاح والإنقاذ، بالتوازي مع محاولات التفافية “انتخابية” على مسألة البطاقة التمويلية لدعم شبكة الأمان الاجتماعي، برزت دعوة البنك الدولي السلطات اللبنانية إلى تسريع عجلة إطلاق هذه البطاقة و”تسجيل المستفيدين” منها، والتحقق من البيانات عبر “منصة impact تحت إشراف مباشر من التفتيش المركزي”، مشدداً على أنه بالنظر إلى وضع البلد “ما من بديل أفضل”.

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

أسبوع حكومي ديبلوماسي وإقتصادي وقضائي.. وميقاتي: لا صفقات ولا تفريط بالصلاحيات

 

تكبر التحدّيات أمام حكومة الرئيس نجيب ميقاتي مع عودة سعر صرف الدولار الاميركي إلى مستوياته المرتفعة السابقة، ودخول البلاد في العتمة، وارتفاع أسعار المحروقات عشيّة فصل الشتاء وحاجة الناس إلى التدفئة، مع الصعود الجنوني لكل أسعار السلع، ما يعني انّ اللبنانيين بأمسّ الحاجة إلى خطوات عملية تقوم بها الحكومة وسريعة. فلا حركة الموفدين الدوليين الكثيفة تروي غليلاً، ولا المساعدات الجزئية تُشكِّل حلاً، إنما المطلوب اعتماد نهج جديد يؤدي إلى حلول ثابتة ودائمة، تؤدي بدورها إلى تحسُّن الأوضاع. وبعد زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبداللهيان، يزور وفد اميركي رفيع المستوى بيروت هذا الاسبوع، في إطار متابعة البحث في عدد من ملفات التعاون بين البلدين، خصوصاً مع انطلاق عمل الحكومة. فيما الحركة الدولية في اتجاه لبنان لا تهدأ. ولكن الناس تريد نتائج فورية، على الرغم من انّ المجتمع الدولي يعمل وفق توقيته والأجندة التي يضعها ولا يتأثر بحسابات واعتبارات.

وفي موازاة الزيارة الأميركية التي ستبحث في مواضيع المتابعة بين البلدين، خصوصاً على صعيد إيصال الغاز المصري الى لبنان عبر سوريا والاردن لحلّ مشكلة الكهرباء، فإنّ الأجندة اللبنانية ستكون حافلة هذا الأسبوع، بدءاً من كلمة للأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله مساء اليوم، التي تأتي بعد أيام قليلة على زيارة عبداللهيان، مروراً بجلسة لمجلس الوزراء غداً الثلثاء في بعبدا، وصولاً إلى التحقيقات في قضية انفجار مرفأ بيروت، التي يبدو انّها ستُعلّق مجدداً فور تبلّغ المحقق العدلي طارق بيطار دعوى كف يده عن القضية والمقدّمة من النائبين علي حسن خليل وغازي زعيتر، ومن دون إغفال ترسيم الحدود والذهاب بخطة موحّدة الى صندوق النقد الدولي.

 

وقد اتجهت الأنظار أمس إلى الانتخابات التشريعية العراقية المبكرة، ترجمة لأحد المطالب الشعبية الأساسية. حيث تقاطع الجميع على وصف هذه الانتخابات باليوم التاريخي والإنجاز الذي يُسجَّل في خانة حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، فيما الاستعدادات اللبنانية للانتخابات تُستكمل على قدم وساق، في ظل توجّه الأنظار إلى جلسة الهيئة العامة للمجلس النيابي في 19 الجاري، التي يُنتظر ان تحسم نهائياً مجموعة بنود تبدأ من موعد إجراء الانتخابات، إلى «الميغاسنتر» واقتراع المغتربين لـ6 نواب فقط أم لجميع اعضاء المجلس النيابي، فيما دخل لبنان عملياً في أجواء الانتخابات، مع تحوّل هذا الاستحقاق أولوية الأولويات.

 

وعلى رغم زحمة حركة الموفدين وكثرة الملفات السياسية والانتخابية والقضائية، فإنّ الهمّ الأساسي للناس ينحصر في معالجة ملفاتهم الحياتية، حيث لا يزال اللبنانيون بلا محروقات ولا دواء ولا مياه ولا كهرباء، وقد بدأ الهمّ المعيشي يتعاظم، خصوصاً انّ صدمة التأليف الإيجابية بدأت تتلاشى. وعلى الرغم من انّ الحكومة ما زالت ضمن فترة السماح، إلّا انّ ضغوط الأوضاع الحياتية تزيد من قلق الناس وغضبهم، وتتطلب من الحكومة ان تبدأ بوضع الحلول على سكة التحقيق والإنجاز.

 

ملك الاردن وميقاتي

في هذه الأثناء، عاد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من زيارته للأردن، والتي على رغم طابعها الخاص، التقى خلالها ملك الاردن عبدالله الثاني الذي أستقبله بعد ظهر امس في قصر الحسينية في حضور رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة ومدير مكتب الملك الدكتور جعفر حسان.

 

وأفاد الديوان الملكي الاردني في بيان، انّ اللقاء «تناول العلاقات الأخوية المتميزة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، وآليات توسيع التعاون في شتى المجالات. وجدّد جلالة الملك خلال اللقاء، تأكيد وقوف الأردن المستمر إلى جانب لبنان وشعبه الشقيق. كما جرى بحث في الأزمات التي تشهدها المنطقة ومساعي التوصل إلى حلول سياسية لها».

 

واكّدت مصادر حكومية لـ»الجمهورية»، ارتياح ميقاتي الى نتائج محادثاته مع العاهل الاردني الذي تربطه به صداقة متينة. واوضحت انّ هذه الزيارة كانت استكمالاً لزيارة رئيس الوزراء الأردني الاخيرة للبنان، وعبّر خلالها الجانب الأردني عن دعم للبنان ودوره على كل المستويات السياسية والاقتصادية. وقالت انّ العاهل الاردني أعطى تعليماته المباشرة لإنجاز الملفات المشتركة بين البلدين ودفع العلاقات قدماً الى مزيد من التقدّم. ووصفت المصادر الزيارة بأنّها مهمة بالنسبة الى مستقبل الاوضاع في لبنان، خصوصاً لما لملك الاردن من اتصالات ودور على المستويين الاقليمي والدولي في دفع الأزمة اللبنانية قدماً الى المعالجة.

 

ميقاتي لا يفرّط

وعلّقت مصادر مطلعة على بعض ما بدأ يُنشر ويُحكى عن تفريط ميقاتي بصلاحيات رئاسة الحكومة، وأنّه يعقد صفقات جانبية مع هذا الطرف او ذاك، فاستغربت هذا الكلام، معتبرة انّه «يندرج في إطار المحاولات المسبقة للتصويب على عمل الحكومة ولزرع الشقاق بين مكوناتها». وقالت لـ»الجمهورية»، انّ «الرئيس ميقاتي ليس مشهوراً بعقد مثل هذه الصفقات الجانبية، وهو آخر شخص يمكن ان يُحكى عنه في موضوع صلاحيات رئاسة الحكومة والتفريط بها، إذ كان دائماً اول المدافعين والسبّاق الى المناداة بعدم التفريط بهذه الصلاحيات خصوصاً ايام كانت الصفقات الجانبية تدور هنا وهناك. وإن كل مزايدة عليه في هذا الاطار لا جدوى منها ولن تقدّم ولن تؤخّر في دفع العمل الحكومي الى الأمام».

 

واضافت المصادر: «اذا كان البعض يعتقد انّ التصويب على رئيس الحكومة من شأنه ان يحبط عزيمته او يحبط حكومته، عبر تكرار التجارب السابقة في التصويب على رئيس الحكومة، فهذه المسألة تخطّتها الوقائع التي تؤكّد انّ الحكومة عقدت العزم على العمل ولن تتراجع، وانّ الرئيس ميقاتي مستمر في تحمّل مسؤولياته، ويعتبر انّ الاولوية هي إنقاذ البلد ودفع العمل الحكومي قدماً الى الامام».

أسبوع اميركي بعد الإيراني

في غضون ذلك، وبعد الاسبوع الايراني الذي عاشه لبنان خلال زيارة وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبد اللهيان، يستعد المسؤولون اللبنانيون لأسبوع اميركي، بوصول وفد رفيع المستوى من وزارة الخارجية الاميركية منتصف الاسبوع الى بيروت على ان يغادرها بعد ايام الى لندن.

 

ويرأس هذا الوفد نائبة وزير الخارجية الاميركية السيدة فيكتوريا نولاند، ويضمّ عدداً من مساعديها والخبراء في اختصاصات مختلفة، قادمين من موسكو التي يزورها الوفد الاميركي اليوم لثلاثة ايام، يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين الروس الكبار، بهدف مناقشة مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية.

 

هوكشتاين يعود وحيداً

وفي تطور مفاجئ، كشفت مصادر ديبلوماسية مطلعة على الترتيبات الخاصة بالزيارة لـ «الجمهورية»، انّ المستشار الاول في وزارة الخارجية لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين سيغيب عن الوفد بقرار اتُخذ قبل ساعات قليلة على مغادرة الوفد واشنطن متوجّها الى موسكو، على ان تكون له زيارة منفردة لبيروت في منتصف الأسبوع المقبل. ومعروف انّ هوكشتاين هو من سيُكّلف رئاسة الوفد الاميركي الذي يشارك في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل في مقرّ قيادة قوات «اليونيفيل» في الناقورة. ولذلك سيقتصر الوفد المرافق لنولاند على كل من نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط والتواصل مع سوريا ايثان غولدريتش ونائب مساعد وزير الخزانة للشؤون الدولية ايريك ماير وعدد من الإداريين.

برنامج الزيارة

وعن برنامج الزيارة قالت المصادر لـ«الجمهورية»، انّها ستبدأ صباح الخميس المقبل بلقاء مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ثم يجول الوفد على رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعدد من الوزراء من بينهم وزيرا الخارجية عبدالله بوحبيب والدفاع العميد موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزف عون.

 

وسيطلّع الوفد على الجديد الطارئ على اكثر من مستوى بعد تشكيل الحكومة الجديدة، وسبل مواجهة الاستحقاقات المقبلة، وخصوصاً تلك التي تساهم الإدارة الاميركية في تسهيل الوصول اليها، إن على مستوى توفير الغاز المصري والكهرباء الاردنية عبر قرض البنك الدولي، او على مستوى الإصلاحات الاخرى على اكثر من صعيد مالي ونقدي واداري. كما ستركّز المحادثات على التحضيرات الجارية للانتخابات النيابية المقبلة واستئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

 

مع القوى التغييرية

وفي معلومات «الجمهورية»، انّ الوفد سيلتقي في مقر السفارة الأميركية ممثلين عن القوى «التغييرية» ومنظمات «المجتمع المدني»، لمناقشة وجهة نظرهم في الإصلاحات الاقتصادية والانتخابات المقبلة.

 

وفد صندوق النقد

على صعيد آخر، يصل الى بيروت بعد غد الأربعاء موفد من صندوق النقد الدولي هو مديره التنفيذي وممثل المجموعة العربية فيه محمود محيي الدين، في مهمة استطلاعية للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان وحاجاته على المستويات كافة، كما بالنسبة الى استعدادات الحكومة الجارية لإستئناف المفاوضات مع الصندوق، من دون ان يكون له اي علاقة بمجريات المفاوضات التي يتولاها وفد آخر.

 

وقالت مصادر حكومية، انّ على صعيد التفاوض مع صندوق النقد الدولي، فإنّ اللجنة الوزارية المكلّفة التفاوض مع الصندوق مستمرة في عملها وتحضيراتها، وانّ رئيس الحكومة يركّز في هذه المرحلة على ان يتمّ توفير الحلول الأساسية للملفات الآنية، على ان يتمّ التركيز على الحلول المستدامة من خلال المفاوضات مع الصندوق.

 

مجلس الوزراء

وفي اطار التحضيرات الجارية للمباشرة بعدد من الخطوات الحكومية، يعقد مجلس الوزراء جلسة عمل عند الرابعة بعد ظهر غد في القصر الجمهوري من دون جدول أعمال، على ان تُوجّه الدعوة لاحقاً الى جلسة للمجلس بجدول أعمال عادي.

 

وفي خطوة اعتبرت إيذاناً ببدء مسلسل جلسات العمل الحكومية بلا جدول اعمال، قال الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية في دعوته الموجّهة الى الوزراء، انّ الجلسة مخصّصة لـ «عرض رؤية كل من السيدة وزيرة الدولة لشؤون التنمية الوزارية والسادة الوزراء المتعلقة بوزاراتهم وخطة عملهم».

 

ملف الكهرباء

وعلمت «الجمهورية»، انّ ملف الكهرباء سيكون بنداً أساسياً على جدول اعمال هذه الجلسة، في ضوء الأزمة التي يشهدها قطاع الكهرباء التي وصلت الى حدّ توقف معامل توليد الطاقة عن العمل خلال الايام المنصرمة، قبل ان يُستدرك الأمر بالاستعانة باحتياط الغاز اويل الموجود لدى الجيش.

 

وعلمت «الجمهورية»، انّ ميقاتي سيمهّد لهذا الامر باجتماع سيرأسه اليوم في السرايا الحكومية، ويضمّه الى وزير الطاقة وليد فياض وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة والمدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك، وسيُخصّص للبحث في اسباب انفصال شبكات الكهرباء عن العمل، ومنع تكرار هذا الامر.

 

تعيينات محتملة

ومن المحتمل ان تُعرض خلال الجلسة دفعة من التعيينات الديبلوماسية والقضائية، اذا اكتملت اللمسات الأخيرة عليها، حيث أبلغت اوساط مطلعة الى «الجمهورية»، انّ هناك إمكانية لتعيين اعضاء مجلس القضاء الأعلى، وعدد من السفراء، بعدما أصبح هناك توافق على معظم الاسماء في هذين المجالين.

 

مجلس القضاء يكتمل اليوم

وتوقعت مصادر مطلعة، انّ يوقّع وزير العدل هنري خوري اليوم مرسوم استكمال هيكلية أعضاء مجلس القضاء الاعلى، بعد فترة شغور استمرت أشهراً. وعُلم انّ القضاة الذين سيكملون هيكلية المجلس هم: ميراي الحداد، ماجد مزيحم وجانيت حنا، عن رؤساء محاكم التمييز، وحبيب مزهر وداني شبلي عن رؤساء محاكم الاستئناف، والياس ريشا عن رؤساء الغرف الابتدائيّة.

 

رئيس الجامعة

والى ذلك، عُلم انّ رئيس مجلس النواب نبيه بري متحمس لتعيين عميد كلية العلوم في الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران في رئاسة الجامعة خلفاً للدكتور فؤاد ايوب، ولكن يبدو أنّ «التيار الوطني الحر» يربط تعيينه بالتوافق على سلة عمداء لكليات الجامعة.

 

وتوازياً، وضمن الاستعدادات للانتخابات النيابية، عيّن بري اللجان الحركية التي ستتولّى إدارة الماكينة الانتخابية لـ»أمل» في مناطق وجودها.

 

مواقف

وفي جديد المواقف، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد من بكركي: «اننا نعوّل على الحكومة الحالية وخصوصاً على رئيسها نجيب ميقاتي، الذي أكّد لنا عزمه على العمل لكي تتخطّى الحكومة المعوقات الكثيرة الماثلة أمامها من الأقربين قبل الأبعدين، وتنطلق في ورشة الاصلاحات فوراً، والتي من دونها لا نجاح ولا مساعدات ولا تضامن عربياً ودولياً، ولبنان بمقدار ما يحتاج إلى مساندة أصدقائه، يجب ان تحافظ الدولة على استقلال البلاد وسيادتها وعلاقتها الطبيعية، فلا تكون بعض المساعدات العينية غطاء للهيمنة على لبنان والنيل من هويته ودوره المسالم في هذا الشرق». واضاف: «يجب الحرص على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، لكي لا يصبح تغيير المواعيد، وتعديل القانون والالتفاف على مشاركة المغتربين ذرائع تهدّد إجراء الانتخابات، لأنّ اللعب بموضوع الانتخابات من شأنه هذه المرة ان يؤدي إلى أخطار لا أحد يعرف مضاعفاتها»، لافتاً إلى انّ «الشعب يريد الانتخابات فرصة لتغيير واقعه الأليم ومنطلقاً لحياة وطنية جديدة، الشعب يريد انتخابات شفافة نزيهة بعيدة عن المال السياسي الذي يراهن على فقر الناس، لذلك نحن ندعو الى مراقبة دولية وأممية للعملية الانتخابية».

 

من جهته، متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده تحدث في قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس عن اهل بيروت «الذين فُجعوا بتفجير أودى بأحبائهم من أطفال وشباب وشيب»، وقال: «مع هول الحدث، وعوض تعزيتهم والوقوف إلى جانبهم، إستغلّ البعض الحدث الجلل ليطلقوا مواقف وخطابات بعضها لا يمتّ إلى الواقع ولا المحبة أو الرحمة أو التعزية، وبعضها الآخر مملوء حقداً ورسائل سياسية كان أهل الضحايا، ولا يزالون، في غنى عنها». وأضاف: «كان الأولى بالمسؤولين لو نزلوا من عليائهم ووقفوا بصمت وخشوع إلى جانب المواطنين المتألمين، وكانوا الكتف التي يُستَند إليها. يا ليتهم تحننوا مثلما فعل الرب مع أرملة نايين، لكن بعضهم يمعنون في لمس الجرح العميق، جاعلين إيّاه ينزف أكثر، إما بعدم مثولهم أمام القضاء، أو من خلال تعطيل مسار التحقيق، متعللين بعلّل الخطايا، وإما من خلال إخفاء الدلائل والحقائق لغايات في نفوسهم».

 

«حزب الله»

واعتبر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» وأحد نواب «حزب الله» النائب حسن عز الدين، أنّ «هناك رواية كاملة وموجودة حول باخرة نيترات الأمونيوم التي دخلت إلى مرفأ بيروت، وممكن في أي لحظة أن تُنشر في الإعلام، كي يطلع الناس جميعاً على مجريات ما حصل». وقال: «هناك تقارير لأجهزة أمنية دولية ومحلية حول حادثة انفجار مرفأ بيروت، تبدأ من لحظة دخول الباخرة المحمّلة بالنيترات إلى المياه الإقليمية وصولاً إلى تفريغ حمولتها». وتساءل، عن «دور قوات الطوارئ متعددة الجنسيات ووظيفتها، فليقولوا لنا كيف دخلت هذه الباخرة إلى لبنان؟ وكيف قاموا بتفتيشها، وهم موجودون على مدار الساعة في البحر؟ وأين توقفت لحظة دخولها؟ وأين أنزلت حمولتها؟ ولمصلحة من؟ ومن أين أتت وإلى أين أتت؟ وهناك أسئلة كثيرة وكثيرة».

 

وشدّد عز الدين، على «أننا حريصون على الحقيقة والعدالة والإنصاف، ولكننا نرفض أي محاولة للفبركة أو تسييس للعدالة، أو نقل الاتهام من جهة إلى أخرى»، مشيراً إلى أنّ «الأميركي ما زال يعتبر أنّ التحقيق في إنفجار المرفأ واحد من الأدوات التي يمكن أن يبقيها مفتوحة ليستثمرها ويوظفها في الانتخابات ضد خصومه، محاولاً بذلك تغيير المعادلة النيابية القائمة والموجودة في المجلس النيابي لمصلحة حلفائه ومن يدعمهم ممن يسمّى بالمجتمع المدني أو الجمعيات وغيرها، وكل ما فعله الأميركي منذ سنوات من حصار وغيره، هو من أجل الوصول إلى هذا الهدف».

 

واعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان، أنّ «الحكومة ضرورة ماسة لوقف دوامة انهيار البلد، ولكن البلد يحتاج قوة سياسية تتحسس أزمة جوع الناس ونهبها، لتمنع ذئاب الأزمة المالية المعيشية من النهش المجنون، والأهم تأمين الأساسيات من محروقات وحاجات غذائية وسيطرة مقبولة على الأسواق والأسعار، وسط مافيا تتحكّم بالفاتورة الصحية الدوائية المعيشية والسلع الرئيسية دون حدّ. ما يفترض سياسياً تنفيذ الحكومة سلسلة إجراءات نفوذ، بخاصة بالأسواق، وكسر مشهد الانتظار والإسراع في تشبيك الاقتصاد اللبناني- السوري، خصوصاً أنّ عزل دمشق صار في أرشيف البيت الأبيض المنسي».

 

وتوجّه قبلان الى القضاء قائلاً: «مهمتك إصطياد الأفاعي لا حمايتها، والحياد الأعور لا نريده، والعتمة يجب أن تبدأ بمن نهب لا بالشعب المنهوب، وإنقاذ البلد يبدأ بسلطة نافذة بوجه ميليشيات المال والأسواق لا بإغراق البلد بالعتمة، والمعادلة الوطنية تمر بتعزيز الشعب لا بالتعامل معه كفيتامين انتخابي»، وقال: «التفاوض مع الصندوق الدولي يحتاج عرض قوة داخلية وخيارات خارجية وليس استسلاماً للقدر، والثقة بالحكومة تبدأ بكسر يد مقاولي الصفقات لا بترك الناس وسط غابة وحوش، والأولويات تبدأ بأسعار محروقات وحاجات معيشية تليق بالشعب المنهوب وليس بالتبن والشعير، وما نريده ليس سفينة نوح بل شجاعة نوح».

 

ومن جهته، رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط شدّد في تصريح على مواقع التواصل الاجتماعي على انّ «المهم ان تُؤمّن الكهرباء فوق كل اعتبار، لانني لا اريد ان يُساء فهمي». وكان جنبلاط قد علّق على اعلان إيران استعدادها لبناء معمل للطاقة في لبنان، بتغريدة حذفها لاحقاً، بالقول: «في إيران يحترمون الطبيعة والحدائق الخضراء ويحتفلون منذ آلاف السنين بعيد الربيع النوروز في 21 مارس». وأضاف: «أما الممانعة، تصرّ على تزويدنا بمحطة إنتاج كهرباء. فهل من الضروري مصادرة الـ Gulf Club لبنائها، وهو مساحة خضراء مميزة في غابة الباطون لمدينة بيروت وضواحيها لبنان».

 

******************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

الكهرباء والدولار يهزان الثقة.. ومسار تحقيقات المرفأ تحسمه المواجهة القضائية – النيابية

النفوذ الإيراني في حقيبة مُساعِدة بلينكن.. وحزب الله لقبول عروض اللهيان

يواجه لبنان، بدءاً من هذا الأسبوع جملة استحقاقات أبرزها كيفية مواجهة الخطر الداهم الذي يُهدّد الكهرباء في البلد، في ضوء انفصال الشبكة السبت الماضي، والاستعانة بالمازوت الاحتياطي للجيش اللبناني لإعادة ربطها، وحيث سيجري مراجعة المشكلات الفعلية التي تواجهها مؤسسة كهرباء لبنان، ادارياً ومالياً، والوضع المهترئ الذي آل إليه هذا الوضع خلال السنوات الماضية، إذ سجّل تاريخ تداعي الكهرباء تراجعاً كاد ان يصل إلى 24/24 عتمة، بدل الكلام الانتخابي عام 2005 من إعطاء كهرباء 24/24.

 

ومع عودة الرئيس نجيب ميقاتي، من الأردن بعدما استقبله الملك الأردني عبد الله الثاني بعد ظهر أمس في قصر الحسينية في عمان، من المتوقع ان يتركز البحث ايضا على الجهود المبذولة من أجل الاستجرار الكهربائي، بالإضافة إلى مرور الغاز المصري عبر الأردن وسوريا إلى دير عمار في لبنان.

 

وكان الديوان الملكي الهاشمي قال في بيان ان الملك عبدالله الثاني استقبل الرئيس ميقاتي.

 

وتناول اللقاء العلاقات الأخوية المتميزة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، وآليات توسيع التعاون في شتى المجالات.

 

وجدد الملك عبد الله التأكيد، خلال اللقاء، على وقوف الأردن المستمر إلى جانب لبنان وشعبه الشقيق.

 

كما جرى البحث في الأزمات التي تشهدها المنطقة ومساعي التوصل إلى حلول سياسية لها.

 

وحضر اللقاء رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، ومدير مكتب الملك، الدكتور جعفر حسان».

 

مجلس الوزراء

 

وكشفت مصادر وزارية ان جلسة مجلس الوزراء يوم غد مخصصة، لعرض الأوضاع العامة، والخطوات والتدابير التي يحضر لها، كل وزير لاتخاذ ها، كل حسب اختصاصه، لمعالجة المشاكل والملفات المتعلقة به. واشارت المصادر، الى ان الأولويات، ستتناول مناقشة الأوضاع المالية والاقتصادية، واستمرار إرتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة، وانعكاساته على إرتفاع أسعار السلع والتدابير التي يمكن اتخاذها ،للجم سعر الصرف، ومنع استغلال رفع أسعار السلع عشوائيا، كما يحدث حاليا. ويتناول النقاش ايضا، ملف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والعناوين الاساسية التي، ستتضمنها خطة الحكومة للتفاوض على اساسها. كما سيتناول البحث، ملف البطاقة التمويلية، والمراحل التي قطعتها للمباشرة بتنفيذها، والعقبات المتبقية أمامها وكيفية حلها. كما يبحث المجلس بملف الكهرباء، ويطلع من وزير الطاقة على نتائج زيارتيه للاردن ومصر،والمراحل التي قطعتها المفاوضات،لتزويد لبنان بالغاز المصري، والربط الكهربائي العربي. كما سيستمع المجلس الى السياسة التي تتبعها وزارة الطاقة، لتأمين البنزين والمازوت والغاز بالمرحلة المقبلة، واقتراح الحلول المطلوبة لتفادي اي مشاكل أو ازمات على صعيد استيراد المشتقات النفطية. ولم تستبعد المصادر ان يتناول البحث، اذا سمح الوقت، ملف التفاوض، بخصوص، ترسيم الحدود البحرية، وكيفية تعاطي الحكومة، مع هذا الملف الحيوي المهم، لاسيما مع اقتراب وصول الموفد الاميركي المعني بهذا الملف قريبا الى لبنان، للاطلاع وحث الحكومة على استئناف المفاوضات مع إسرائيل بسرعة، تمهيدا للتوصل الى اتفاق نهائي بينهما.

 

مساعدة بلينكن

 

وتصل في الـ48 ساعة المقبلة الى بيروت نائبة وزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن فيكتوريا نولاند في إطار جولة تشمل لبنان وروسيا وبريطانيا، على ان تجري في بيروت محادثات مع المسؤولين اللبنانيين الخميس المقبل، ويرافقها نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط والتواصل مع سوريا ايثان غولدريتش.

 

ومهدت السفيرة الأميركية في بيروت دورثي شيا للزيارة الإثنين المقبل في السراي الكبير بلقاء مع رئيس الحكومة.

 

ووصفت مصادر ديبلوماسية بارزة، مهمة فيكتوريا نولاند، الى لبنان في هذا الظرف بالذات بالمهمة، لاسيما وانها، تأتي بعد زيارتها لموسكو مباشرة. وتوقعت المصادر ان تتناول نولاند في زيارتها الى بيروت، مسألة تشكيل الحكومة الجديدة، والاهمية التي تعلقها الادارة الاميركية على الخطوات التي ستتخذها الحكومة العتيدة، للقيام بالاصلاحات الهيكلية المطلوبة، مقابل تسهيل حصولها على القروض والمساعدات المالية والاقتصادية الدولية لاعادة النهوض بالوضع المالي والاقتصادي.

 

وتؤكد نولاند على دعم بلادها لكل الخطوات الاصلاحية المرتقبة، والتزامها باستمرار دعم الجيش اللبناني، ليتمكن  من القيام بالمهمات المطلوبة  منه في حفظ الامن والاستقرار على كافة الاراضي اللبنانية. وتشدد بالمناسبة، على ضرورة التزام الحكومة بتنظيم انتخابات نزيهة في موعدها الدستوري. وختمت المصادر،ان موضوع استئناف التفاوض على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، سيكون حاضرا خلال الزيارة، وتوقعت المصادر ان تكرر نولاند، استعداد حكومتها، للعب دور الوسيط وتقريب وجهات النظر بين لبنان وإسرائيل، للوصول إلى اتفاق بينهما، وتشير إلى الزيارة التي سيقوم بها الموفد الاميركي قريبا الى لبنان في إطار المهمة المكلف بها، لدفع مفاوضات الترسيم المتوقفة قدما إلى الأمام.

 

محلياً، يتطرق الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله إلى مسألة المازوت الإيراني وزيارة وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت الأسبوع الماضي، والتركيز على ضرورة التعامل بضرورة إيجابية مع العروض لبناء معامل الكهرباء في بيروت والجنوب والبقاع مع الاضاءة على الباخرة الإيرانية الثالثة التي تحمل المازوت، حيث من الممكن توزيع قسم منه على المدارس.

 


وشدّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على اجراء الانتخابات بمواعيدها الدستورية.. لئلا يصبح تغيير المواعيد وتعديل القانون الدائم، والالتفاف على مشاركة المغتربين ذرائع تُهدّد اجراء الانتخبات خلافاً لإرادة الشعب والمجتمع الدولي، داعياً إلى مراقبة لبنانية واممية للعملية الانتخابية.

 

مسار التحقيقات

 

في الموازاة، تتجه الانظار الى تحقيقات المرفأ التي ستعلّق من جديد فور تبلغ المحقق العدلي طارق بيطار دعوى رده عن القضية والمقدمة من النائبين علي حسن خليل وغازي زعيتر. وبحسب المعطيات، مماطلة المستدعين ستستمر حتى 19 تشرين الحالي، موعد فتح دورة جديدة لمجلس النواب، تتيح لهم التمتّع من جديد بحصانة نيابية، هي اليوم معلّقة. كما ان العيون ترصد القرار الذي قد يتخذه وزير الداخلية في شأن اذونات ملاحقة الامنيين للاستماع اليهم من قِبل بيطار.

 

وفي ظل السباق، بين قرار التمييز في دعاوى المشنوق وخليل وزعيتر بكف يد البيطار عن التحقيق، وموعد استجواب خليل غداً، تتجه الأنظار إلى ما بعد 12 و13 موعد استجرار المشنوق وزعيتر أي غد وبعد غد، لمعرفة قرار البيطار فهل سيسطر احضار وان فعل هل سيتصدر وزير الداخلية بسّام المولوي عل امرا باحضار النواب بالقوة.

 

وكشف النائب نهاد المشنوق إلى استشارة الجانب الفرنسي حول مرجعية المحاكمة. فإذا حسم القضاء الفرنسي سأذهب إلى القضاء العدلي، بتهم الإخلال الوظيفي.

 

وقال: ان المحقق العدلي طارق البيطار قال انه حان وقت التغيير السياسي. وهو ليس المرجع الصالح لمحاكمة النواب والوزراء، الذين يخضعون للمادة 70 من الدستور.

 

نور الكهرباء

 

كهربائياً، لم ينطفئ نور الكهرباء كلياً، بفضل التجاوب «الوطني» لقيادة الجيش اللبناني، التي سلمت كمية تبلغ 6000 كيلوليتر مناصفة بين كل من معملي الزهراني ودير عمار، وفي حسب المؤسسة ستؤمن طاقة إضافية بحوالي 300 ميغاواط لفترة ثلاثة أيام مما رفع الطاقة الانتاجية إلى 500 ميغاواط على الشبكة لتأمين حدّ أدنى من الثبات والاستقرار.

 

وفي إطار المحروقات أيضاً، تبلغت الشركات المستوردة للمشتقات النفطية انها ستصدر اليوم جدول أسعار جديد للغاز والمحروقات مما يعني عملياً حلا لمشكلة التوزيع.

 

وطمأن وزير الطاقة وليد فياض إلى ان الشبكة الكهربائية عادت إلى العمل، وفقا لما كانت عليه قبل ظهر السبت الماضي.

 

وقال: تمّ أمس ربط معمل المحركات العسكية في الجية بالشبكة بقوة 50 ميغاوات، ومعمل دير عمار بقوة 210 ميغاوات، ومعمل المحركات العسكية في الذوق بقوة 120 ميغاوات كما تمّ ربط المجموعة الغازية في الزهراني بالشبكة أيضاً.

 

مجلس القضاء الأعلى

 

ومن المنتظر ان يكتمل عدد أعضاء مجلس القضاء الأعلى، بعد شغور استمر لاشهر، فوزير العدل هنري خوري يوقع اليوم مرسوم هؤلاء القضاء، وهم: عن رؤساء محاكم بالتمييز القضاة، ماجد مزيحم وجانيت حنا، وعن رؤساء محاكم الاستئناف حبيب مزهر وداني شبلي.

 

وعن رؤساء الغرف الابتدائية الياس رئيساً.

 

السحوبات من المصارف

 

مالياً، رفعت المصارف النافذة سقف السحوبات من حساب (external acont) إلى ما بين 2000 و2500 دولار أميركي عن كل عملية سحب، على ان تتقاضى عمولة لا تقل عن 7 دولارات عن كل عملية، بعدما كان السحب المسموح به 1000 دولار.

 

وفي ما خص السحوبات بالليرة اللبنانية، فإن المصارف عينها سمحت بسحب نحو 2500،000 ليرة كحد أقصى يومياً.

 

630180 إصابة

 

صحياً، أعلنت ​وزارة ​الصحة​ العامة​، في تقريرها اليومي، عن «تسجيل 619 حالة جديدة مُصابة بفيروس «كورونا» المستجد (​كوفيد 19​) عن يوم أمس، ليرتفع العدد التراكمي للإصابات منذ 21 شباط 2020، إلى 630180».

 

وأوضحت أنّه «تمّ تسجيل 572 إصابة بين المقيمين و47 حالة بين الوافدين»، مشيرةً إلى أنّه «تمّ تسجيل 3 وفيّات جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية».

 

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

المفاوضات مع صندوق النقد الأسبوع المقبل… خشبة خلاص أم شر لا بد منه ؟

عدة برامج يطرحها صندوق النقد الدولي للدول الأعضاء… فأي برنامج للبنان ؟

 «دوكان» للحكومة اللبنانية : تنفيذ الإصلاحات بالتوازي مع المفاوضات – جاسم عجاقة

 

مع إقتراب موعد قدوم فريق التفاوض الصندوقي إلى بيروت، يظهر إلى العلن توجهان لدى القوى السياسية فيما يخص التفاوض مع صندوق النقد الدولي. التوجّه الأول يرى في صندوق النقد الدولي فرصة للخروج من الأزمة التي تعصف بلبنان ولو كان مقابل تضّحيات يتوجّب تحملها؛ وبالتالي يرى هؤلاء أن التفاوض مع صندوق النقد الدولي يُمكن أن يتمّ في وقت قصير نظرًا إلى أن الإطار الإقتصادي المحلّي والضغط الدولي سيلعبان دورًا أساسيًا في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة.

 

في المقلب الآخر، هناك توجّه آخر لدى بعض القوى السياسية يتوجّس خفية من هذه المفاوضات نظرًا إلى إحتمال أن تكون هذه المفاوضات واجهة لتطويق لبنان سياسياً لذا يُكثر أصحاب هذا التوجّه الحديث عن الشروط القاسية التي سيفرضها الصندوق على لبنان وما يواكب ذلك من ضرر على المواطنين في محاولة لحجب النظر عن السبب الحقيقي لهذا التوجس.

ثلاثة مبادئ يجب إحترامها

 

عمليًا وكما ذكرنا في مقالنا السابق “المفاوضات مع صندوق النـــقـــد فــي غـضـــون أيام… وهذه هــي الآليــة” – نُشر في جريدة “الديار” بتاريخ 7 تشرين الأول 2021 – هناك ثلاثة مبادئ ترعى أي مفاوضات لصندوق النقد الدولي مع دولة عضو في هذا الصندوق:

 

المبدأ الأول – وينص على الإنفتاح على التجارة العالمية بأبعادها الإستثمارية والتجارية؛

 

المبدأ الثاني – ترك حرية تحديد سعر الفائدة للسوق من خلال آلية العرض والطلب وعدم التدخل إلا ضمن إطار السياسات النقدية المتعارف عليها أي الفائدة على المدى القصير؛

 

المبدأ الثالث – خروج الحكومات من المجال الإقتصادي بالكامل وتركه للقطاع الخاص مع الإحتفاظ بدور الرقابة والتشريع والتنظيم التي تنص عليها النظرية الإقتصادية.

 

فكل برنامج إصلاحي يجب أن يلتزم هذه المبادئ الثلاثة على أن يكون البرنامج الحكومي المعتمد يؤدي حقيقة للإصلاح وليس فقط مطية للحصول على أموال الصندوق!.

 

في لبنان، النهج المُعتمد إلى الآن في إدارة الشؤون المالية والإقتصادية للدولة هو نهج أثبت فشله وأبرز معالم هذا الفشل الوضع الذي أوصلنا إليه. وبالتالي النتائج السلبية لهذا النهج إنعكست على كل الأصعدة، إقتصاديًا وماليًا ونقديًا وإجتماعيًا وصحيًا وتربويًا وبيئيًا. عمليًا البرنامج الحكومي يجب أن يركز بالتحديد على إصلاح النتائج السلبية وتعديل سلوك الدولة المالي والإقتصادي والإجتماعي والبيئي باتباع حوكمة رشيدة كما هو الحال في العالم المتحضر.

 

فإذا كان لبنان قادرًا حقيقة على القيام بهذه الإصلاحات من دون صندوق النقد الدولي، فلماذا لم يتمّ القيام بها سابقًا أو حتى حاليًا؟

 

في الواقع الحوكمة الإقتصادية والإجتماعية في لبنان خاضعة للحسابات السياسية بشكل حصري، حيث إن الصراع السياسي بين القوى السياسية أدى إلى تعطيل أو تجميد تنفيذ ألاف المشاريع التي كانت لتعود بالخير على الإقتصاد خاصة وعلى المواطن عامة.

أسباب الأزمات

 

وغالبا ما تأتي الأزمات الإقتصادية والمالية والنقدية التي تعصف بالبلدان من عوامل يُمكن تقسيمها إلى فئتين:

 

الفئة الأولى – العوامل الداخلية : مثل سياسة مالية و/أو نقدية غير ملاءمة، نظام مالي ضعيف، عدم ثبات سياسي و/أو ضعف مؤسسات الدولة؛

 

الفئة الثانية – العوامل الخارجية: صدمات آتية من كوارث طبيعية ترفع من أسعار المواد الأولية، إنسحاب مفاجئ لرؤوس الأموال، أزمة إقتصادية في بلد أخر تنعكس ظلالها على السوق المحلي

 

على كلِ الأحوال، الوضع المعيشي اللبناني الناتج عن النقص في الدولارات، فرض وسيفرض دخول الدولة في مفاوضات مع صندوق النقد الدولي. وهي بضعة أيام قبل أن يلتقي الوفد اللبناني مع وفد صندوق النقد الدولي في إطار تحضير برنامج حكومي يكون من نتائجه لائحة إصلاحات مع جدول زمني بالإضافة إلى طلب قرض من صندوق النقد الدولي. لكن ما هو نوع هذا القرض وما هي القيمة التي سيتمّ طلبها؟ الجواب على هذا السؤال يفرض عددًا من الإيضاحات نطرحها فيما يلي.

برامج صندوق النقد

 

يعرض صندوق النقد الدولي العديد من القروض (Arrangements) واحد منها قرض مُيسّر والباقي قروض غير مُيسّرة:

 

القرض المُيسّر: الدعم المُيسّر من خلال الحد من الفقر والنمو (Poverty Reduction & Growth Trust PRGT)، وهو قرض يستهدف البلدان ذات الدخل المنخفض مع فائدة تبلغ 0.5% (حاليًا خالٍ من أية فوائد) وفترة تتراوح بين 5.5 و10 سنوات. الجدير ذكره أن هذا القرض يفرض على البلد طالب القرض تقديم ورقة إستراتيجية للحد من الفقر كشرط أساسي لقبول الطلب.

 

القروض غير الميسرة:

 

1- القرض الإحتياطي (SBA): وتوصيفه في صندوق النقد الدولي بأنه العمود الفقري، ويستهدف هذا القرض اقتصادات السوق الناشئة والمتقدمة لمعالجة مشاكل ميزان المدفوعات قصيرة الأجل أو المحتملة التي تشمل عادةً فترة تتراوح بين 12 إلى 24 شهرًا على ألا تتعدى الـ 36 شهرًا، وتستحق السداد في غضون ثلاث إلى خمس سنوات.

 

2- التسهيلات الائتمانية الاحتياطية (SCF): هي مماثلة من حيث الغرض للقرض الإحتياطي، وتُستخدم هذه الأداة لمعالجة مشاكل ميزان المدفوعات قصيرة الأجل أو المحتملة، ولكنها مخصصة للبلدان منخفضة الدخل. وتتمتع هذه التسهيلات بفترة سماح سداد مدتها أربع سنوات واستحقاق نهائي لمدة ثماني سنوات.

 

3- تسهيلات الصندوق الموسعة (EFF): تم تصميم هذه التسهيلات لاقتصاديات السوق الناشئة والمتقدمة التي تعاني من مشاكل طويلة الأجل في ميزان المدفوعات، حيث تعتبر معوقات النمو هيكلية. تتم الموافقة على هذه التسهيلات عادةً لمدة ثلاث سنوات ولكن يمكن تمديدها إلا أن المدفوعات تكون مستحقة في غضون أربع إلى عشر سنوات.

 

4- التسهيلات الائتمانية الموسعة (ECF): تُعتبر هذه التسهيلات موازية للـ EFF لكنها تطال البلدان منخفضة الدخل التي تقبع في الفقر (خاضعة لـبرنامج PRGT). وهي مصممة لمعالجة القضايا الهيكلية على المدى المتوسط إلى الطويل، ويتمّ عادة الموافقة على مدة ثلاث سنوات ولكن يمكن تمديدها حتى خمس سنوات وتشمل فترة سماح مدتها خمس سنوات، مع استحقاق عشر سنوات.

 

5- أداة التمويل السريع (RFI): توفر هذه الأداة مساعدة مالية سريعة للبلدان التي لديها احتياجات عاجلة في ميزان المدفوعات، ويمكن استخدامها في مجموعة من الاحتياجات العاجلة، مثل الكوارث الطبيعية والصراعات وصدمات أسعار السلع الأساسية، ويجب سداد القرض في غضون ثلاث سنوات وربع إلى خمس سنوات.

 

7- التسهيلات الائتمانية السريعة (RCF): تم تصميم هذه التسهيلات لتقديم المساعدة المالية السريعة أثناء الأزمات، ولكنه يخدم البلدان منخفضة الدخل في إطار برنامج “الدعم الميسر من خلال الحد من الفقر والنمو (PRGT)”. وتحمل هذه التسهيلات فترة سماح مدتها خمس سنوات وإستحقاق قدره عشر سنوات. وعلى عكس التسهيلات الأخرى ، فإن هذه التسهيلات توفر الصرف المباشر للقرض في دفعة واحدة مما يعني أنه لا توجد شروط تقليدية يجب الوفاء بها خلال البرنامج قبل الصرف. ومع ذلك ، نظرًا لأنه لا يزال يتعين على البلدان تقديم خطاب نوايا إلى صندوق النقد الدولي يوضح بالتفصيل استجابتها الاقتصادية المخطط لها للأزمة، والتي يجب أن يوافق عليها صندوق النقد الدولي، فقد تم اعتبار هذه التسهيلات مشروطة حكمًا. وإستجابة لـوباء كورنا، ضاعف صندوق النقد الدولي المبلغ الذي يمكن أن تقترضه البلدان بموجب هذه التهسيلات (RCF و RFI).

 

8- خط الائتمان المرن (FCL): تم تصميم خط الائتمان المرن للبلدان التي يرى صندوق النقد الدولي أن لديها أطرا سياسات قوية وسجلات تتبع في الأداء الاقتصادي التي تمر بأزمة نقدية فورية ولكنها تريد تجنب صدمة وردة فعل السوق العكسية، ويرتبط هذا الخط بشروط صندوق النقد الدولي العادية. فترة السداد تمتد على مدة ثلاث إلى خمس سنوات.

 

9- خط التحوط والسيولة (PLL): تم تصميم خط التحوط والسيولة (PLL) لتلبية احتياجات السيولة للبلدان ذات الأطر الاقتصادية التي يراها صندوق النقد الدولي سليمة ولكن مع بعض المشكلات المتبقية التي تمنعها من استخدام خط الائتمان المرن (FCL).

 

10- صندوق احتواء الكوارث وتخفيفها (CCRT): يختلف هذا الصندوق عن الأدوات المذكورة أعلاه لأنه يسمح لصندوق النقد الدولي بتقديم المنح بدلاً من القروض إلى أفقر البلدان في شكل تخفيف عبء الديون. تم تصميمه في عام 2015 أثناء تفشي فيروس إيبولا لتوفير الإغاثة أثناء الكوارث الطبيعية أو الكوارث الصحية العامة الكارثية وتحرير الموارد لتلبية الاحتياجات الاستثنائية لميزان المدفوعات. في عام 2020، تم تخفيف معايير التأهيل الخاصة للإستفادة من الصندوق وذلك استجابةً لجائحة كورونا.

 

11- أداة دعم السياسات (PSI): أخيرًا ، يقدم صندوق النقد الدولي أداة للبلدان منخفضة الدخل في إطار برنامج “الدعم الميسر من خلال الحد من الفقر والنمو (PRGT)” ولا تتضمن هذه الأداة أي تمويل على الإطلاق. فقد صُممت هذه المبادرة لمنح البلدان منخفضة الدخل “أداة” تمكنها من الحصول على مشورة صندوق النقد الدولي دون مساعدة مالية بقصد إبداء الثقة للمانحين والدائنين وعامة الجمهور بأنهم مدعومون من صندوق النقد الدولي. وتتراوح فترة هذه الأداة بين سنة وخمس سنوات.

أي برنامج للبنان؟

 

في إطار طبيعي أي قبل الأزمة ووقف الدفع العشوائي لسندات اليوروبوندز، كان حصول لبنان على برنامج مساعدة مالية من قبل الصندوق لا يتطلّب “وصولا إستثنائيًا” إلى الأموال (كانت الحاجة إلى 5 مليارات دولار أميركي في ظل برنامج إصلاحي)، لكن وبعد مضي أكثر من عام ونصف على التخلّف العشوائي أصبحت الحاجة إلى تمويل إستثنائي حاجة ملحّة.

 

في الواقع التقييم السابق لصندوق النقد الدولي – والذي وجد فيه سعر الصرف غير مؤاتي، والديون الخارجية غير مستدامة، ودين الحكومة “إنفجاري” – يفرض حصول لبنان على تمويل إستثنائي نظرًا إلى متطلبات التمويل الخارجية. وهذا يعني أن البرنامج الحكومي للدولة اللبنانية سيحوي دون أدنى شك تخفيضًا لسعر العملة، ولكن أيضًا إعادة هيكلة الديون وخفض الإنفاق العام بشكل ملحوظ.

 

البرامج المطروحة وفي ظل نظام الكوتا الموجود في صندوق النقد الدولي والذي على أساسه يتمّ التمويل، يفرض حصول لبنان على مبالغ إستثنائية (بالإضافة إلى مصادر أخرى) وهو ما قد يتم ترجمته نظرًا إلى أهمية لبنان الجيوسياسية بشرط أن تكون الحكومة قادرة على القيام بإصلاحات ويساندها في ذلك دعم شعبي وتمويل إقليمي. لذا بتوقعاتنا سيكون برنامج “تسهيلات الصندوق الموسع (EFF)” هو الأكثر إحتمالا مع إستثناءات تطال لبنان نظرًا إلى العوامل الجيوسياسية، بالإضافة إلى برنامج “الدعم الميسر من خلال الحد من الفقر والنمو (PRGT)”.

الإقتطاع من القيمة الإسمية للسندات

 

عمليًا توقعات بنك أوف أميركا – ميريل لينش التي رافقت بداية الأزمة قدرت أنذاك نسبة الإسترداد (Recovery Rate) على سندات الخزينة هو بحدود الـ 20 إلى 30% من قيمة السندات الإسمية وذلك في ظل إعادة هيكلة غير منظّمة، و50% في ظل برنامج مع صندوق النقد الدولي. اليوم وبعد مرور عامين على بدء الأزمة وسنة وسبعة أشهر على إعلان وقف دفع سندات اليوروبوندز في ظل عدم التفاوض مع المقرضين ولا مع صندوق النقد يوحي بأن النسب ستكون أقلّ! الجدير ذكره أن مُعدّل نسبة الإسترداد العملية هي 40% وهي مستخدمة في كل المعادلات الحسابية المالية.

 

مما لا شك فيه أن الإقتطاع من القيمة الإسمية لسندات الخزينة سيؤثر على الودائع (المحمية بالدستور) والتي تمّ إستثمارها في سندات الخزينة. من هنا تأتي أهمية سرعة الموافقة على برنامج صندوق النقد الدولي وتنفيذه وهو ما سيؤدّي إلى دخول دولارات إلى القطاع المصرفي تسمح للمصارف بإعادة الأموال إلى المودعين (بالعملة الصعبة). أيضًا بعض العوامل الأخرى تؤثر إيجابًا على إسترداد الودائع نذكر منها خفض حجم متطلبات التمويل الحكومي بالعملة الصعبة، ولكن أيضًا حجم القرض من صندوق النقد الدولي، وتوافر تمويل خارجي أخر سواء كان من دول أو من جهات أخرى.

 

في خضم جميع ما ذكر، هناك حاجة ملحة بأن تقوم الحكومة اللبنانية بتسريع هذه المفاوضات مع حفظ حقوق اللبنانيين في كل مراحل التفاوض، ويبقى الأهم تنفيذ ما ستتوصّل اليه في هذه المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

رسائل لحكومة ميقاتي

 

بالتوازي، فقد نُقل عن منسق المساعدات الدولية من اجل لبنان السّفير «بيار دوكان» خلال لقائه شخصيات لبنانية «لا مساعدات حقيقية ولا نجدة دولية قبل القيام بالإصلاحات المطلوبة، لاستعادة الحدّ الأدنى من الثقتين الداخلية والخارجية». هذا الكلام هو رسالة واضحة لحكومة ميقاتي على ضرورة القيام بإصلاحات بالتوازي مع عملية التفاوض خصوصًا فيما يخص ملف الكهرباء الذي إحتلت فيه الإصلاحات جزءًا كبيرًا من اللقاء الذي حصل بين دوكان ووزير الطاقة. على كل الأحوال هذه الرسالة تطال العديد من الملفات التي يُمكن إصلاحها بغضّ النظر عن صندوق النقد ومسار التفاوض معه.

 

يبقى القول أن المرحلة التي تفصلنا عن التوقيع مع الصندوق على برنامج، هي مرحلة دقيقة سيحتاج لبنان فيها إلى تمويل إستيراده من دولارات تقل يومًا بعد يوم. وهذا تحدٍ أخر لحكومة الرئيس ميقاتي التي يجب عليها تفعيل ديبلوماسيتها بشكل كبير نظرًا إلى أن هذه الأداة هي جوهرية في حل الأزمة الحالية.

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق  

الجيش ينقذ الكهرباء.. فمن ينقذنا من حكومة العتمة؟  

 

بين الهجمة الايرانية نحو لبنان نفطيا فحكوميا فديبلوماسيا فـ»إنمائيا»، والهجمة المرتدّة التي ستنفّذها الولايات المتحدة الاميركية الاسبوع المقبل مع ايفادها وفدا رفيع المستوى الى بيروت، يبدو ان وضعية لبنان – الملعب، ستتثبّت أكثر في ظل تراخي الدولة وتخاذلها وتخلّيها عن سيادتها، من جهة، ورفضها اعتناق «الحياد» الايجابي والذكي، من جهة ثانية، والكفيل بنقلها من «ساحة» الى واحة، شبيهة بدبي مثلا او بالعراق الذي يسير قدما نحو تكريس مبدأ ابتعاده عن المحاور. وفيما الخشية كبيرة من ان يعطّل الاشتباك الاميركي – الايراني على الاراضي اللبنانية، عجلات الحكومة الوليدة باكرا، فـ»يُكربجها» من الداخل، كون مكوناتها ليست من «لون» استراتيجي واحد، ويمنعها من اي انجاز فيما البلاد وعملتها تنهاران وقد دخل اللبنانيون يوم السبت الماضي مرحلةَ عتمةٍ شاملة، فإن هذا القلق يتعاظم ويكبر أكثر، اذا ما التفتنا الى قلّة انتاجيتها حتى الساعة من جهة، والى الملفات الساخنة التي يتعيّن عليها مواجهتها من جهة ثانية، كالتحقيقات في انفجار المرفأ، وترسيم الحدود والذهاب بخطة موحّدة الى صندوق النقد الدولي الذي يزور وفد منه لبنان ايضا مطلع الاسبوع.

 

بعد ايران.. اميركا!

 

ساعات بعيد مغادرة وزير خارجية ايران حسين امير عبداللهيان بيروت متوجّها الى دمشق، مواصلا جولته التفقّدية على عواصم «محور الممانعة والمقاومة»، وفيما ستكون للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كلمة اليوم ،  أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن نائبة الوزير أنتوني بلينكن فيكتوريا نولاند ستبدأ جولة دولية تشمل لبنان وروسيا، وبريطانيا. وكانت السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا زارت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الموجود حاليا في الاردن في زيارة خاصة، الاثنين الماضي في اطار متابعة البحث في العديد من ملفات التعاون بين البلدين، خصوصاً مع انطلاق عمل الحكومة.

 

وقد استقبل ملك الاردن عبدالله الثاني نجيب ميقاتي امس في قصر الحسينية في العاصمة الاردنية عمان.

 

وتناول اللقاء العلاقات الأخوية المتميزة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، وآليات توسيع التعاون في شتى المجالات.

 

وجدد جلالة الملك التأكيد، خلال اللقاء، على وقوف الأردن المستمر إلى جانب لبنان وشعبه الشقيق.

 

كما جرى البحث في الأزمات التي تشهدها المنطقة ومساعي التوصل إلى حلول سياسية لها.

 

كهرباء واصلاحات

 

ووفق ما تقول مصادر ديبلوماسية ، فإن الزيارة الاميركية هذه تُبرز أهمية لبنان بالنسبة الى الادارة الاميركية التي لن تقبل بأن يسقط في الحضن الايراني، وستقدّم التسهيلات السريعة لاحباط «عروض» طهران ومشاريعها، خاصة على صعيد ايصال الغاز المصري اليه عبر سوريا والاردن لحلّ مشكلة الكهرباء. كما ان المسؤولة الاميركية ستشدد على اولوية الاصلاحات فيهبّ المجتمع الدولي لمساعدة الحكومة، وستطلب من الاخيرة الاسراع في الاتفاق على خطة تحملها الى صندوق النقد، وايضا التفاهم على وجهة نظر واحدة تنقيبيا، بما يتيح احياء مفاوضات الناقورة، من دون ان تغفل ضرورة ضبط الحدود ومنع التهريب على انواعه، واوّله ذلك الذي يسمح بتعزيز قدرات حزب الله عسكريا وماليا.

 

الجيش يتدخل

 

وبينما المشاريع والعروض الخارجية كثيرة، وتنهال على لبنان من كل حدب وصوب، لا يزال اللبنانيون بلا محروقات او دواء او مياه  او غاز منزلي.. والأهمّ بلا كهرباء، حيث غرقت البلاد خلال عطلة نهاية الاسبوع في ظلمة شاملة ستمتد اياما بسبب توقف معملي الزهراني ودير عمار نتيجة نفاد المازوت وتدني انتاج الطاقة الى ما دون الـ ٢٠٠ ميغاواط.

 

و تردد ان باخرة عراقية ستصل في20 الشهر الجاري الى ‎لبنان محمّلة بـ36 الف طن لتزويد المعملين، واوضحت مصادر في وزارة الطاقة ان «حجز الاعتماد في مصرف لبنان لاستيراد الفيول حصل اول أمس، وأحيل الملف إلى إدارة المناقصات»، مضيفة «أخذت عينة من الفيول المستبدل عن النفط العراقي إلى الإمارات العربية ليتم فحصها، وستأتي الموافقة في اليومين المقبلين». ثم أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أنها استطاعت تأمين ٦٠٠٠ كيلو ليتر من المازوت من احتياطي الجيش من اجل اعادة تشغيل المعملين واعادة التيار الكهربائي الى ما كان عليه يوم الجمعة الماضي.

 

مصيرالانتخابات

 

ووسط هذا الانهيار المعيشي – الاقتصادي المترافق مع تحليق لسعر صرف الدولار، مصير الانتخابات النيابية التي يعوّل عليها شعبيا ودوليا للتغيير والانقاذ، لا يزال ضبابيا. فرأت الهيئة السياسية في التيّار الوطنيّ الحرّ أن إقتراح إجراء الإنتحابات النيابية في آذار بدل أيار 2022، مستغرب ويصعب تنفيذه نظراً لمجموعة ظروف وأسباب،وذكر بالدائرة السادسة عشرة الخاصة بالمنتشرين نعتبرا إن التيّار سيقوم بكل ما يلزم لمنع المصالح الظرفية وحسابات كسب الأصوات التي يتوخاها البعض من التفريط بهذا الحق ‏القانوني والدستوري والإستراتيجي للمنتشرين والذي كلّف الحصول عليه سنين من النضال المشترك الذي قام به المنتشرون مع المقيمين.

 

ومن جهته اكد البطريرك الماروني بشارة الراعي اهمية اجراء الانتخابات ودعا الى تأمين رقابة لبنانية واممية عليها.

 

التحقيقات نحو التعليق؟

 

في الموازاة، تتجه الانظار الى تحقيقات المرفأ التي ستعلّق من جديد فور تبلغ المحقق العدلي طارق بيطار دعوى رده عن القضية والمقدمة من النائبين علي حسن خليل وغازي زعيتر. وبحسب المعطيات، فان التحقيقات ستعلق من جديد بانتظار بت محكمة التمييز طلبات الارتياب المشروع والرد الجديدة.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram