افتتافتتاحيات الصحف المحلية ليوم الأربعاء 12 كانون الثاني 2022

افتتافتتاحيات الصحف المحلية ليوم الأربعاء 12 كانون الثاني 2022

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء:

حوارات بعبدا: رعد: للحوار لا للمزايدات أرسلان: أزمة نظام فرنجية: نؤيّد ولا نشارك
الكتلة القوميّة نحو الحوار: لأولويّة الشأن الماليّ… واللامركزيّة مشروطة بقانون انتخاب لا طائفيّ
جعجع: انتخبونا وسينخفض الدولار… والدولار يقفز عن الـ 33 ألفاً… و"المركزي" يبدأ البيع

 

 

 فاجأ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اللبنانيين وربما حلفاءه قبل خصومه، والخارج قبل الداخل، بربط أزمة سعر الصرف بالانتخابات النيابية، كاشفاً أن سعر الصرف سياسي لا اقتصادي، وأن السبب السياسي يتصل بهوية الأغلبية والثقة التي توحي بها، وكان واضحاً أن الجهة المستهدفة بنيل الثقة وفقاً لخطاب جعجع هي الجهة المعادية للمقاومة، وعلى رأسها الثنائي الأميركي السعودي الذي يطلب رأس المقاومة في لبنان كشرط لوقف سياسات الحصار والعقوبات، ويجاهر بربط رفع الحظر عن لبنان بإضعاف المقاومة وتأليب اللبنانيين عليها، ولا يخفي جعجع قيادته لهذه الحملة، من دون أن يجيب عن مصير ثروات النفط والغاز التي تشكل أهم ثروة يمكن لها مساعدة لبنان على الخروج من أزماته، إذا تمّ إضعاف المقاومة التي بسببها اضطر الاحتلال لدخول التفاوض واضطر الأميركي للعب دور الوسيط والبحث عن المبادرات، والتي سيكون مصيرها النهب بلا رادع اذا ضعفت المقاومة. وكما كشفت سفن كسر الحصار بأن توازن الردع الذي أقامته المقاومة وحده يمكن أن يحدث خرقاً في جدار الحصار والعقوبات، بينما السير بإضعاف المقاومة سيفتح شهية "إسرائيل" ومن معها دولياً وإقليمياً على المزيد، وصولاً لفرض ضم لبنان الى مشروع صفقة القرن وما فيه من تطبيع على حساب موقعه ودوره الاقتصادي ومصارفه ومرافئه، وصولاً لفرض توطين اللاجئين الفلسطينيين كترجمة لدور لبنان المفترض في صفقة القرن.
الدولار من جهته واصل الصعود خارقاً السقوف المتوقعة مسجلاً 33 الف ليرة للدولار الواحد في تأكيد لسريان خطة من يمثلهم جعجع بعرض المقايضة، انتخبوا القوات وحلفاءها في المجتمع المدني للبرلمان ولاحقاً جعجع للرئاسة، وشكلوا حكومة معادية للمقاومة وتورّطوا في الحرب الأهلية تحت شعار نزع سلاح المقاومة، وحققوا للاحتلال ومن خلفه ما عجزوا عن تحقيقه بحروبهم، ويريدونكم وقوداً لبدائلها، كما قالت أحداث الطيّونة، وإلا سيبقى سعر الدولار ينهش لحم الليرة وصولاً لإفقار جميع اللبنانيين، الذين بقيت قياداتهم الداعمة لخيار المقاومة عاجزة عن تحقيق وحدتها ورسم سياسات مالية بديلة، بينما كل ما حولهم يقول إن وحدتهم تملك القدرة على صناعة الحلول، كما تحدثت سفن كسر الحصار. وبغياب هذه الوحدة وهذه الرؤية بقي حاكم مصرف لبنان حاكماً بأمر البلد، وبعد سلسلة تعاميم مصمّمة لتخديم القطاع المصرفي وتصفية الودائع، اعلن مصرف لبنان رداً على الارتفاع الجديد لسعر الصرف بإعلان جديد سيستهلك بضع مئات من ملايين الدولارات تشتريها المصارف بسعر منخفض، هو سعر منصة صيرفة، ولا تفعل شيئاً سوى تهدئة مؤقتة سرعان ما تتبخر ويقفز الدولار بعدها نحو سقف جديد.
الأزمة المالية كانت الحاضر الأول في المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تحت عنوان التمهيد للحوار الذي أعلن عزمه الدعوة إليه تحت عناوين، اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، والاستراتيجية الدفاعية، وخطة التعافي المالي، وأعلنت قوى وتيارات كالمستقبل والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي مقاطعتها، فاستقبل عون رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي أعلن دعم الحوار ودعا الأطراف المعنية للتجاوب مع الدعوة، بعيداً عن المزايدات السياسيّة والانتخابيّة، ثم استقبل عون رئيس الحزب الديمقراطي اللبنانيّ النائب طلال إرسلان الذي أكد تلبيته لدعوة رئيس الجمهورية للحوار، مشدداً على أن الحاجة ملحّة لمناقشة أزمة النظام التي تتسبب بالانهيار المالي والانسداد السياسيّ، وكان رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية آخر مَن التقاهم رئيس الجمهورية في مشاورات أمس، وفرنجية الذي أعلن عدم مشاركته في الحوار بغياب الفريق الآخر، أعلن دعم ما يتوصل إليه الحلفاء في الحوار اذا جرى، طالما ان الذين سيشاركون هم من الفريق ذاته؛ بينما يواصل عون لقاءاته اليوم فيستقبل رئيس الكتلة القومية النائب أسعد حردان، ورئيس حزب الطاشناق آغوب بقرادونيان، ويختم مشاوراته قبل أن يقرر مصير دعوته للحوار بلقائه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.
الكتلة القومية التي اجتمعت لبحث موقفها من دعوة الحوار، رحبت بكل مسعى للحوار، داعية لجعل الأولوية لمواجهة الأزمة الاقتصادية والمالية، والوضع المعيشي الضاغط على اللبنانيين، وأكدت قناعتها بأن باب كل إصلاح يبدأ بقانون إنتخابات نيابية عصري لا طائفي، وحذرت من كل تهديد لوحدة لبنان واللبنانيين بمشاريع فدراليات طائفية، لتربط على هذا الأساس أي دعوة للامركزية باعتماد قانون انتخاب وطني لا طائفي.
اجتمعت الكتلة القومية الاجتماعية بحضور أعضائها، النواب: رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان وألبير منصور وسليم سعادة. واستعرضت الكتلة الأوضاع العامة والتطورات السياسيّة، ورأت ضرورة قصوى بتكثيف الجهود لوقف تدهور الوضع الاقتصادي وتدني سعر صرف الليرة وفقدانها القيمة الشرائيّة ولوضع حد لارتفاع الأسعار، بحيث إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإنّ اللبنانيين مهدّدون بمزيد من الفقر ولبنان مهدّد بأمنه الاجتماعي.
وحذرت الكتلة من استمرار تمترس بعض القوى خلف مشاريع خارجية، ما يزيد الوضع تعقيداً وتأزيماً ويسرّع انهياراً تتوسّله القوى الخارجية بهدف إنهاك لبنان وإضعافه والنيل من عناصر قوته والمسّ بسيادته وكرامة مواطنيه.
وشدّدت الكتلة على أنّ الدولة بكلّ مؤسساتها، والقوى السياسية ـ كافة، مطالبون بتحمّل مسؤولياتهم ولعب أدوار إيجابية تسهم في خلق بيئة صالحة لنقاش هادف وحوار بناء حول مجمل المشاكل والأزمات التي تثقل كاهل اللبنانيين في معيشتهم وأمنهم الغذائي والدوائي والصحي.
وأعربت الكتلة عن ارتياحها لكلّ أشكال التواصل والتلاقي، وأن تنخرط كلّ القوى في أي حوار لتحصين البلد وتحقيق مصالح أبنائه. فالحوار أمر حيويّ وضروري، شرط أن يلتزم الثوابت الوطنية التي نص عليها اتفاق الطائف، مع التأكيد على ضرورة تطبيق الإصلاحات بدءاً بوضع قانون عصريّ للانتخابات النيابيّة على أساس الدائرة الواحدة وخارج القيد الطائفي، إلى تشكيل الهيئة الوطنيّة لإلغاء الطائفيّة وإنشاء مجلس الشيوخ، وتدرّجاً باتجاه تطبيق كل الإصلاحات، مع التأكيد على ضرورة الابتعاد عن كلّ ما يهدّد وحدة اللبنانيين ويحوّل البلد إلى فدراليات طوائف ومذاهب.
وأكدت بأنّ الإنماء المتوازن والمتساوي بين المناطق، يجب أن يسلك طريقه نحو التطبيق، وأنّ اللامركزية الإدارية خطوة أساسية وملحّة، لكن تطبيقها مرتبط بقانون انتخابات لا طائفي، وبتثبيت دعائم الدولة الواحدة الراعية لكل مواطنيها، على قاعدة ترسيخ وحدة لبنان واللبنانيين.
وعلى وقع تحليق سعر صرف الدولار في السوق السوداء الى معدلات قياسيّة في تاريخ لبنان بعد بلوغه عتبة 33 ألف ليرة للدولار الواحد صباح أمس، أطلق رئيس الجمهورية ميشال عون جولة الحوارات الثنائية مع رؤساء الكتل النيابية لاستمزاج آرائهم من مسألة عقد طاولة الحوار الوطني في بعبدا.
وإذ رحب حزب الله والنائب طلال ارسلان بالدعوة الى الحوار أعلن رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية رفض المشاركة بالحوار، معلناً استعداده للتعاون مع رئيس الجمهورية ولا مشكلة شخصية معه.
وعلمت "البناء" أن رئيس الجمهورية سيستكمل لقاءاته ومشاوراته اليوم مع رؤساء الكتل النيابية الأخرى ويستقبل على التوالي رئيس كتلة الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، ورئيس حزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان، ورئيس كتلة اللقاء التشاوري النائب عبد الرحيم مراد، ورئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل. وأشارت المعلومات الى أن عون سيُجري في نهاية اللقاءات تقييمه للمواقف وعلى ضوئها سيحدّد موقفه من الاستمرار بعقد الحوار بمن حضر أو تأجيله او صرف النظر عنه وتحميل الأطراف الرافضة للحوار مسؤولية بقاء الخلافات السياسية وتردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وانعكاس ذلك على المواطنين.
وكان عون استقبل رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الذي أيّد الحوار وقال "موقفنا كان مؤيداً لدعوة الحوار وموافقاً على مشاركتنا في هذا الحوار الوطني المقترح وأكدنا ان البلد في زمن الشدة والضيق هو أحوج الى عدم الانقطاع من الحوار". أضاف: "ندعو شركاءنا في الوطن الى التحلي بالعقل والحكمة والتخلي عن المزايدات والتفكير بأن هذا البلد هو بلدنا وبأننا معنيّون الى عدم أخذه الى الهاوية وبأن ما يبنيه بعد الهاوية هو نحن وليس غيرنا، وكل غيرنا سيبقى خارج البلد ونحن أسياد البلد، نحن المواطنون اللبنانيون".
ثم التقى عون رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان الذي اعتبر أن "الاستمرار السوداوي الذي يحصل في البلد يهدد أمن البلد الاجتماعي، والحوار يجب أن يكون دائماً معقوداً وغير مبرر لأحد رفض مبدأ الحوار، يمكن أن نجلس كل يوم وكل ساعة وقد نختلف على بعض النقاط، ونمشي بديمقراطية الأكثرية، ولا يجوز تعطيل هذا الحوار لأننا قد نذهب إلى مزيد من الانهيارات".
وبعدها استقبل رئيس الجمهورية رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي قال بعد اللقاء "إننا جاهزون في أي يوم يستدعينا الرئيس عون ولا مشكلة شخصية معه، بالعكس نلتقي معه استراتيجيًّا". واشار الى اننا "لا نؤيد حواراً للصورة وأي قرار يأخذه الفريق الذي سيجتمع، والذي سيكون فريقنا، سنوافق عليه ولن نحضر الى الحوار من أجل الصورة أي أنّنا لن نشارك". وأضاف "حزب الله لا يعمل إلا للخير بيننا وبين "الوطني الحرّ" و"بدكن تشوفوا إذا باسيل بيقبل بالتحالف مع الفاسدين" لأنه يعتبرنا كذلك". وتابع فرنجية: "لو أتيت إلى القصر لأعبّد طريقي إلى رئاسة الجمهورية كنت براضي الرئيس عون وبعمل غير هيك".
وأشارت مصادر مطلعة على لقاءات بعبدا لـ"البناء" الى أن "الرئيس عون توجّه بمجموعة من الأسئلة الى زواره رؤساء الكتل تركزت حول ما اذا كانوا يرغبون بالحوار الوطني، كما شرح لماذا وضع هذه العناوين الثلاثة للحوار واستوضحهم ما اذا كانت لديهم افكار أو عناوين يريدون اضافتها على جدول أعمال الحوار لأخذها بعين الاعتبار". كما سألهم عن "رؤيتهم حيال كيفية وسبل تحريك الجمود على مختلف مؤسسات الدولة من مجلس الوزراء ومجلس النواب والسلطة القضائية". في المقابل عرض الزوار، بحسب المصادر، "وجهة نظرهم للرئيس عون من الملفات المطروحة وأعطى بعضهم اقتراحات منها ضرورة تفعيل مجلس الوزراء كالنائب طلال أرسلان، فيما أعطى النائب رعد وجهة نظر الحزب المعروفة من هذا الملف، وأسرّ لعون عن ملاحظات حزب الله حول عمل مجلس الوزراء في ظل الاعتراض على تحقيقات المرفأ وتمنى أن تذلل العقبات أمام انعقاد مجلس الوزراء".
أما في موضوع اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، بحسب المصادر، فشرح رئيس الجمهورية بإسهاب وخصوصاً المالية، وأكد "انها لا تعني إطلاقاً الابتعاد عن القرار المركزي للدولة اللبنانية ولكن هذا يساعد على توفير الامكانات للإدارات المحلية والارتباط المالي المركزي يبقى اساساً من ضمن السياسة العامة مثل البلديات التي تجبي وتصرف أموالها عبر أعمالها". وأضاف عون: "اللامركزية لها بعد إنمائيّ لا سياسيّ".
وأشارت مصادر بعبدا عن إمكان تراجع عون عن عقد الحوار: "هذا موضع تقييم من قبل رئيس الجمهورية وفي ضوء لقاءات الغد (اليوم) يحدّد قريباً موقفه من الدعوة للحوار أو عدمها". وأشارت الى ان "رئيس الجمهورية لا يحاول أن ينقذ الأشهر المتبقية من العهد بطاولة الحوار إنما يريد إنقاذ البلد من خلال هذا الحوار ويرفض القول إنه تعويم لعهده".
وأعلنت سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو تأييدها للحوار الذي دعا اليه عون، وذلك بعد زيارتها بعبدا حيث أطلعت رئيس الجمهورية على نتائج لقاءاتها في باريس، واهتمام الرئيس ايمانويل ماكرون بالوضع في لبنان. وأكدت غريو على "ضرورة عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد وعلى تقدّم المفاوضات المالية والتحضيرات للانتخابات".
وشددت غريو بحسب ما علمت "البناء" على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها بشفافية بمشاركة أجهزة الرقابة والإشراف على الانتخابات، وانجاز خطة التعافي وبدء التفاوض مع صندوق النقد وتفعيل مجلس الوزراء تفادياً للشلل القائم.
في غضون ذلك، سجلت الأزمات الحياتية المزيد من التأزم مع ارتفاع سعر الصرف وتهاوي العملة الوطنية، ما خلّف تداعيات كبيرة على الأسواق، حيث أفادت مصادر المواطنين لـ"البناء" عن ارتفاع كبير بأسعار السلع الغذائية في المحال التجارية والسوبرماركات وصل الى 30 في المئة، حيث يستغلّ عدد كبير من التجار ارتفاع سعر الصرف لزيادة الأسعار بنسبة أعلى من نسبة ارتفاع الدولار، فيما عادت أزمات المحروقات والخبز الى الواجهة، حيث عمد أصحاب المحطات الى اقفالها طمعاً بمزيد من الأرباح بعد صدور الجدول الجديد. وسجلت اسعار المحروقات ارتفاعاً ملحوظاً. صفيحة البنزين ????? ليرة والمازوت ?? الف ليرة والغاز ????? ليرة.
وأكدت نقابة مالكي ومستثمري معامل تعبئة الغاز المنزليّ أن "أصحاب هذه المعامل يتكبّدون خسائر لا يستطيعون الاستمرار بها أسبوعياً".
على صعيد أزمة الخبز أكّد نقيب أصحاب الأفران في جبل لبنان أنطوان سيف أنّ "الرغيف متوفّر، ولكن قد يكون بشكل غير كافٍ في السوق والسبب يعود لقلّة وجود القمح في المخازن، والمطاحن لا تملك المخزون الكافي". من جهته، لفت نقيب أصحاب الأفران السابق علي إبراهيم الى ان "ربطة الخبز ارتفعت من 8000 ليرة الى 9500 ليرة في الأفران، و10000 ليرة في السوبر ماركت ولكن بحسب سعر صرف 30 ألف ليرة".
وانعكس غضب المواطنين حيال ارتفاع سعر الصرف وتردي الأوضاع المعيشية في الشارع في أكثر من منطقة لا سيما في صيدا وطرابلس، حيث أقدم المتظاهرون على قطع طريق عام المنكوبين في طرابلس وساحة النجمة في صيدا بالإطارات المشتعلة.
 وعادت أجواء التوتر والأحداث الأمنية في الشارع والخلاف بين قطاع الطرق والمارة، حيث انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو متداول لأحد الأشخاص في جب جنين وهو يقتحم صفوف المحتجين على خلفية انقطاع الكهرباء بعد منعه من العبور بسيارته.
على صعيد آخر، أصدرت المدّعية العامّة الاستئنافّية في جبل لبنان القاضية غادة عون مذكرة منع سفر بحراً وبراً وجواً بحق رياض سلامة، بناءً للشكوى المقدمة من الدائرة القانونية لمجموعة "الشعب يريد إصلاح النظام" ممثلة بالمحاميين هيثم عزو وبيار الجميل وآخرين.
وأوضحت المعلومات أنّ "الشّكوى المقدَّمة بحق سلامة تتعلّق بجرائم تبييض الأموال والإثراء غير المشروع، بالإضافة إلى أمور أخرى. وأفيد أنّ "عون عقدت جلسةً مع مدير الشّؤون القانونيّة في مصرف لبنان بيار كنعان، بحضور المحاميين عزو والجميل.
وأشارت مصادر مطلعة على الملف لـ"البناء" إلى أن المعلومات التي قدّمتها مجموعة "الشعب يريد إصلاح النظام" الى القاضية عون معزّزة بوثاق ومستندات منها مستقاة من إحدى الدول الأوروبيّة ومصارف كبرى تمّ التعاون معها خلال الفترة الماضية، تؤكد جرائم واضحة ارتكبها سلامة منصوص عليها بقانون العقوبات كالإثراء غير المشروع وتحويل الأموال الى الخارج بطرق غير شرعيّة ومشروعة، وقد تسلّمت النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان هذه المستندات أمس وقررت فتح تحقيق فوريّ وارتأت المحكمة بعد اطلاعها على المستندات إصدار المذكرة لكون المعلومات خطيرة جداً ولا لبس فيها". وتوقعت المصادر أن تعين القاضية عون جلسة لاستجواب الحاكم سلامة حول هذه الملفات خلال الأسبوع المقبل. كاشفة أيضاً أن عون تسلمت 80 مستنداً مؤلفاً من 6 آلاف صفحة لا يمكن إنكارها وتتركز الجرائم على التلاعب بأرقام الموازنات وتضليل الحكومات ومخالفة قرارات المجلس المركزي ومفوض الحكومة لدى مصرف لبنان وتغيير أرقام الخسائر المالية واحتياطات مصرف لبنان وكيفية التصرّف حيال المصارف".
الى ذلك أعلنت وحدة الإعلام والعلاقات العامة في مصرف لبنان، أنّ "رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ترأّس اجتماعًا ضمّ وزير المال يوسف الخليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة".
وأشار في بيان، إلى أنّ "بعد الاجتماع، أعلن حاكم المركزي، استنادًا إلى التّعميم 161 المتعلّق بإجراءات استثنائيّة للسّحوبات النّقديّة الصّادر عن المجلس المركزي في مصرف لبنان، ما يأتي: إضافةً إلى المفاعيل الأساسيّة للتّعميم 161، يحقّ للمصارف زيادة عن الكوتا الّتي يحقّ لها شهريًّا سحبها بالليرة اللبنانية وأصبحت تأخذها بالدولار الأميركي على منصّة صيرفة، أن تشتري الدولار الأميركي الورقي من مصرف لبنان مقابل الليرات اللبنانية الّتي بحوزتها أو لدى عملائها، على سعر منصة صيرفة من دون سقف محدَّد".
وعلى مقلب آخر أعلنت متحدّثة باسم "صندوق النقد الدولي"، أنّ "فريقًا من صندوق النّقد سيبدأ مهمّةً افتراضيّةً في الأسبوع الأخير من شهر كانون الثّاني الحالي، فيما استُكملت المناقشات مع السّلطات اللّبنانيّة حول العديد من التحدّيات الّتي تواجهها، بما في ذلك الوضع الماكرواقتصاديّ والوضع المالي". وأشارت إلى أنّ "الإصلاحات المطلوبة يجب أن تعيد استقرار الاقتصاد بشكل عام، والقدرة على تحمّل الدّيون وسيولة القطاع المالي، والعودة إلى نمو مرتفع وأكثر شمولًا".

***************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

“الغضب” في الشارع… قبل الخميس وبعده  

لم تنتظر البلاد على ما يبدو “خميس الغضب” ولن تقف عند ما بعده، لان ما يجري على جبهة التجويع والافقار لم يعد يحتمل بكل المقاييس والمعايير المنطقية، فكيف واللبنانيون ينظرون إلى المشهد الباهت اليائس للقاءات السياسية الخشبية في بعبدا وغير بعبدا، وحتى الاجتماعات المتواصلة في السرايا من دون جدوى، فيما يحلق الدولار ساخراً ومهتاجاً ومجتاحاً اخضر بقايا عافية الناس ويباسهم. الاشتعال في الشارع لم يعد احتمالا فالغضب المعتمل بدأ يتدحرج من البارحة بتقطيع أوصال الطرق العامة والأوتوسترادات الرئيسية في عدد من المناطق، وهو غضب مرشح للتصعيد الواسع اليوم كما غدا في الموعد المحدد للإضراب الكبير لاتحادات النقل البري والاتحاد العام العام. فمع #سعر صرف الدولار الذي تخطى امس سقف الـ33 ألف و500 ليرة فيما التهبت أسعار المحروقات بارتفاع كبير ناهز معه سعر صفيحة البنزين او المازوت الـ400 الف ليرة، وربطة الخبز العشرة الاف ليرة، تهاوت تماما كل “فلول” التحركات او العناوين السياسية التي بدت هامشية وخارج الزمان والمكان والظرف لا سيما لجهة عنوان “الحوار” الذي انكشف بانه حوار “جحا واهل بيته” من فريق 8 آذار، وتلقى ضربة تعرية قاسية على يد رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الذي رفض المشاركة في “حوار الصورة” بين الفريق الواحد.

 

بذلك بدأ الحدث الداخلي عودته إلى الشارع مع معالم عودة الطوابير إلى الأفران ومحطات الوقود وبدء قطع الطرق مع ساعات الصباح الأولى في عدد من المناطق كان ابرزها في مدينة بعلبك حيث أقفل محتجون السوق التجارية في المدينة بالاطارات المشتعلة احتجاجا على ارتفاع سعر صرف الدولار والغلاء المعيشي. كما ‏قطع السير في محلة ‎جديتا العالي، وأوتوستراد التبانة ومستديرة عبد الحميد كرامي في طرابلس. كما أقدم عدد من الأشخاص مساء على قطع المسلك الغربي لأوتوستراد زوق مصبح عند مفرق جسر يسوع الملك، واقفل عدد من المحتجين طريق ساحة النجمة في مدينة صيدا بالاطارات المشتعلة.

 

 

حوار أهل البيت

 

على وقع احتدام الغضب الشعبي وملامح سخونة الشارع المنذرة بتصعيد متواصل في الساعات والأيام المقبلة خصوصا إذا تمادى تحليق الدولار وخرقه المتواصل للأرقام القياسية التاريخية وارتفاع اسعار المحروقات في شكل دراماتيكي، اتسم مشهد اللقاءات التي باشر رئيس الجمهورية ميشال عون بإجرائها امس بالكثير من القتامة من الناحية السياسية حيث بدا واضحا ان عون الذي أحرجته مقاطعة قوى أساسية لم يشأ التراجع، لكن حركته كشفت انه يجري “مونولوغ” سياسي لاستمزاج آراء كتل “أهل بيت 8 آذار” في شأن عقد طاولة الحوار التي كان دعا اليها منذ اسابيع على ان يستكمل المشاورات اليوم. وفيما رحب “حزب الله” والنائب طلال ارسلان بالدعوة، برز رفض “المردة” تلبيتها.

 

وبدا لافتا ان رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد تحدث عن موافقة “حزب الله” على الحوار بصيغة الماضي كأنه يضمر معرفة واقتناعا بان عون لن يمضي في هذه الحركة فقال “موقفنا كان” مؤيداً لدعوة الحوار وموافقاً على مشاركتنا في هذا الحوار الوطني المقترح، واكدنا ان البلد في زمن الشدة والضيق هو احوج إلى عدم الانقطاع من الحوار”. وبكثير من روح “الطرافة” قال “ندعو شركاءنا في الوطن إلى التحلي بالعقل والحكمة والتخلي عن المزايدات والتفكير بان هذا البلد هو بلدنا وباننا معنيون في عدم اخذه إلى الهاوية”.


 
 

وتساءلت أوساط معارضة للحكم وحلفائه في هذا السياق عمن يعطل الحكومة ومجلس الوزراء في ظروف كارثية، ومن الأدعى إلى الاتعاظ بكلام رعد من حزبه الذي يجهض الفرص تلو الفرص لوقف انزلاق لبنان نحو اخر متاهات الانهيار. ولفتت هذه الأوساط إلى ان رئيس كتلة “حزب الله” لم يسمع في بعبدا حتما سؤالا عما يعتزم الحزب القيام به اليوم في الضاحية الجنوبية تحت شعار تنظيم ندوة لما يسمى المعارضة السعودية، وأين يندرج المخطط المكشوف للامعان في تدمير علاقات لبنان بدول الخليج العربي ولا سيما منها السعودية ذلك في “النصيحة” التي تبرع بها رعد للآخرين من قصر بعبدا الساكت عن السياسات المدمرة لحليفه.


 
اما رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية فاعلن بعدما لبى دعوة رئيس الجمهورية إلى لقائه “اننا جاهزون في أي يوم يستدعينا الرئيس عون ولا مشكلة شخصية معه، بالعكس نلتقي معه استراتيجيًّا”. واشار إلى ان “لا نؤيد حواراً للصورة وأي قرار يأخذه الفريق الذي سيجتمع، والذي سيكون فريقنا، سنوافق عليه ولن نحضر إلى الحوار من أجل الصورة أي أنّنا لن نشارك”. وأضاف “حزب الله لا يعمل إلا للخير بيننا وبين “الوطني الحرّ” و”بدكن تشوفوا إذا باسيل بيقبل بالتحالف مع الفاسدين لأنه يعتبرنا كذلك”. وتابع فرنجية “لو أتيت إلى القصر لأعبّد طريقي إلى رئاسة الجمهورية كنت براضي الرئيس عون وبعمل غير هيك”.


 
 

وأفادت معلومات ان الرئيس عون سيحدد موقفه من الدعوة إلى الحوار او عدمها في ضوء لقاءات اليوم. ونقل عن مصادر بعبدا ان إمكان تراجع الرئيس عن عقد الحوار هو موضع تقويم من عون وفي ضوء لقاءات اليوم يحدد موقفه من الدعوة للحوار أو عدمها. وأشارت إلى ان رئيس الجمهورية “لا يحاول أن ينقذ الأشهر المتبقية من العهد بطاولة الحوار إنما يريد إنقاذ البلد من خلال هذا الحوار ويرفض القول إنه تعويم لعهده”، مشيرة إلى “ان عون طرح على الحاضرين امس مسألة تعطيل السلطتين التنفيذية والقضائية وإرسلان أجابه أن اجتماع مجلس الوزراء ضروري فيما قال رعد لعون إن لدى “حزب الله” ملاحظات بشأن عمل مجلس الوزراء و”نتمنى أن تذلل العقبات أمام انعقاده”.

 

 

فرنسا

 

يشار في هذا السياق إلى ان السفيرة الفرنسية آن غريو عرضت مع عون امس وبعد عودتها من باريس السبل التي يمكن لبلادها ان تساعد من خلالها لبنان في الازمة التي يمر فيها والشعب اللبناني على تخطي المصاعب التي يواجهها. وأفادت معلومات رسمية ان السفيرة غريو “نقلت رسالة دعم من فرنسا رئيسا وحكومة وشعبا إلى لبنان وشعبه، بأن باريس تقف إلى جانبهما واشارت إلى ضرورة عودة مجلس الوزراء إلى الانعقاد وإلى اهمية تقدم المفاوضات المالية والاقتصادية لما فيه مصلحة لبنان، اضافة إلى وجوب استمرار التحضيرات لاجراء الانتخابات النيابية في اجواء سليمة . ورحبت بالدعوة إلى الحوار التي وجهها الرئيس عون، وتمنت ان يتمكن لبنان من العمل على تخطي كل الازمات التي يواجهها، من خلال تضامن اللبنانيين ووحدتهم”.

 

 

مذكرة غادة عون

 

وسط الأجواء الداخلية المحتدمة برز مساء تطور قضائي اكتسب دلالات خطيرة اذ أفادت معلومات ان النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون اصدرت مذكرة طلبت فيها، انفاذ قرار منع السفر في حق حاكم مصرف لبنان رياض توفيق سلامة، عبر كل الحدود والمعابر البرية والبحرية والجوية “لمقتضيات قضائية، وذلك بالنظر لما ورد من معطيات مهمة في ملف التحقيق الاولي من قرائن وادلة”، لاسيما الشكوى المقدمة من محامي الدائرة القانونية لـ”مجموعة الشعب يريد اصلاح النظام” ممثلة بالمحاميين هيثم عزو وبيار الجميل.

 

وفي معلومات مؤكدة ان أصداء سلبية ترددت حيال هذا الاجراء لدى جهات غربية لجهة التخوف من ارتداداتها السلبية ماليا واقتصاديا في الوقت الحاضر على لبنان وان هذه الجهات نصحت بضرورة معالجة الامر بأقصى سرعة.

******************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

عون تطارد سلامة… وطنوس يلاحق شقيقه

“خرطوشة” الحوار “الطائشة”: العهد كرّس عزلته!

 

وسط غابة الأزمات اللبنانية وتشعباتها المتشابكة اقتصادياً ومالياً واجتماعياً وصحياً وحياتياً، يواصل صندوق النقد مهمته الشاقة والشائكة في محاورة سلطة الانهيار وأركان التفليسة، في مشهدية سريالية تحاكي مفاوضة “القرصان” على إصلاح الثقوب التي أحدثها خلال عملية الاستيلاء على “السفينة”… وعلى الرغم من إدراك “التحديات الكثيرة التي تواجهها المناقشات مع السلطات اللبنانية”، أكدت المتحدثة باسم الصندوق أمس أنّ “بعثة افتراضية” ستبدأ نهاية الشهر مهمة استكمال النقاش مع الجانب اللبناني انطلاقاً من نية “الانخراط الوثيق في صياغة استراتيجية إصلاحية شاملة تعالج التحديات الاقتصادية العميقة التي يشهدها لبنان”، لكن شرط “أن يتوفر التأييد السياسي على نطاق واسع للتنفيذ، بما في ذلك (ضمان) تأييد أي حكومة تتولى زمام السلطة في المستقبل لهذه الاستراتيجية”.

 

وبانتظار ما ستفضي إليه جولة “الحوار الافتراضي” مع صندوق النقد، بدت السلطة أمس أعجز عن محاورة نفسها بنفسها، بعدما “ارتدت خرطوشة الحوار الطائشة عكسياً على قصر بعبدا”، وفق ما بدا لمصادر معارضة من وقائع المشاورات الثنائية التي أجراها رئيس الجمهورية ميشال عون، معتبرةً أنّ “العهد كرّس عزلته بنفسه وعكس مستوى التشرذم الفاضح في صفوف أكثريته الحاكمة” سواءً عبر المقاطعة الجارفة لدعوته من جانب معظم المكونات اللبنانية، أو حتى من خلال تمنّع بعض حلفائه “الاستراتيجيين” في خط الممانعة عن الاستجابة لهذه الدعوة.


 
 

وإذ عبّر كل من رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي بوضوح أنّ مشاركة كل منهما في طاولة الحوار في حال انعقادها تنطلق من “الموقع الرئاسي وليس السياسي”، في إشارة إلى أنها مشاركة على مضض لا عن قناعة بجدوى أي حوار يخوضه العهد في آخر أيامه، لم يتوان على المقلب نفسه رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية في تسديد ضربة قاصمة للحوار العوني من “عقر داره”، مجاهراً على منبر القصر الجمهوري بموقفه الرافض للمشاركة في حوار “الفريق الواحد”، لأنه سيكون مجرد “حوار للصورة” لا أكثر، مع أخذه في عين الاعتبار ضرورة حفظ ماء وجه رئيس الجمهورية بالتأكيد على “الالتقاء معه في الموضوع الاستراتيجي”، مقابل الحرص على إبراز التمايز والتباين في التوجهات مع رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل من خلال رسالة تهكمية ردّ فيها على استفسارات الصحافيين بشأن المسعى الذي يقوده “حزب الله” لتأمين تحالف انتخابي بين “المردة” و”التيار الوطني”، متسائلاً: “هل باسيل يرضى بأن يتحالف مع الفاسدين كما يعتبرنا”.


 
 

ومن بين القوى الوازنة، وحده “حزب الله” وقف على خاطر رئيس الجمهورية فأوفد له رئيس كتلته البرلمانية النائب محمد رعد لكيل المديح والإشادة بالدعوة العونية للحوار، بوصفها “ضرورية في زمن الضيق والضغط والمزايدات”، على أن يتوّج باسيل جولة المشاورات الثنائية اليوم في قصر بعبدا بلقاء يعقده مع رئيس الجمهورية على رأس تكتل “لبنان القوي” لتظهير الموقف المؤيد للحوار والمندد بالرافضين له، وسط ترقب في هذا الصدد أن يتضمن كلامه “رسالة جوابية” رداً على “رسالة” فرنجية.

 

تزامناً، أعادت القاضية غادة عون إدارة محركاتها في مطاردة حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، فسطرت مذكرة منع سفر بحقه “عبر كافة الحدود والمعابر البرية والبحرية والجوية لمقتضيات قضائية”، بالاستناد إلى الشكوى المقدمة ضده من الدائرة القانونية لمجموعة “الشعب يريد إصلاح النظام” على خلفية اتهامه بملف تهريب أموال إلى الخارج وتبييضها والتزوير والإثراء غير المشروع والتهرب الضريبي، والتي أكدت المجموعة أنها شكوى معززة “بعشرات المستندات والأدلة”.


 
 

على خط موازٍ، وبعدما ردت الهيئة العامة لمحكمة التمييز دعوى مخاصمة القضاة المرفوعة ضد المحامي العام التمييزي القاضي جان طنوس، من قبل الوزير السابق رشيد درباس بوكالته عن أحد المصارف رفضاً لطلب تجميد حسابات شقيق حاكم المصرف المركزي، استأنف طنوس أمس تحقيقاته الأولية في ملف سلامة ومساعدته ماريان حويك وشقيقه رجا حول التهم نفسها، فشنّ بمؤازرة قوة من جهاز أمن الدولة، عمليات دهم قضائية لعدد من المصارف، طالباً تزويده بحسابات رجا سلامة المصرفية لديها، غير أنه قوبل بالتمنع تماشياً مع موجبات “السرية المصرفية”، الأمر الذي رجحت مصادر قضائية أن يفتح الباب أمام اتخاذ طنوس إجراءات قضائية ضد المصارف المتمنعة واللجوء إلى خطوة الادعاء على رؤساء مجالس إدارتها بجرم “عرقلة سير العدالة”.

 

 

******************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

الحوار بين الإلغاء والتأجيل.. والموازنة دونها الإتفاق على سعر الصرف

دلّت المعطيات والمواقف أمس الى انّ مبادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الحوارية متجهة الى الطي في حال لم يتوافر الاجماع على قبولها، وحتى الآن يبدو الانقسام حولها ملحوظاً خصوصا ان الرافضين او المستنكفين عن المشاركة فيها ينطلقون في مواقفهم من خلفيات داخلية تتصل بالنزاع السياسي السائد بينهم وبين رئيس الجمهورية والقوى الحليفة له، وكذلك ينطلقون من خلفيات تتصل بالموضوع الاقليمي، وكذلك بالعلاقة غير السوية السائدة في هذه المرحلة بين لبنان وبعض دول الخليج العربي التي لم يُعَد تطبيعها بعد رغم التواصل الذي حصل بين لبنان والرياض بفعل الوساطة الفرنسية الشهيرة.


 
 

انطلقت أمس المشاورات الثنائية التي يجريها رئيس الجمهورية ميشال عون لاستطلاع رأي الافرقاء الذين يفترض مشاركتهم في طاولة الحوار من رؤساء كتل نيابية وقيادات سياسية في حال قرر في ختامها توجيه هذه الدعوة الى هذه الطاولة…

 

وأكدت مصادر متابعة لـ»الجمهورية» ان قرار الحوار او اللاحوار سيتخذ في ضوء هذه المشاورات. وقالت هذه المصادر ان عون يعتقد انه يقوم بما عليه في محاولة أخيرة له خلال العهد لعقد مؤتمر حوار للاتفاق حول نقاط مفصلية شديدة الاهمية تحدد مصير البلد، فإذا لم يتمكن من ذلك يكون قد أدى قسطه الى العلى، خصوصا ان البلد على ابواب انتخابات نيابية ستترافَق مع توترات وتشنجات سياسية ربما تساهم طاولة الحوار في التخفيف من حدتها.

ولحظت المصادر ان الاجواء لا تبدو مشجعة حتى الآن، فمن لبّوا الدعوة الى المشاورات الثنائية وابدوا رغبتهم بالمشاركة في الحوار يُعدّون من لون واحد، حتى ان اعتذار رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية عن المشاركة في الحوار شكل نكسة للفريق الواحد أولاً، وللتمثيل المسيحي ثانياً، بحيث ستصبح الطائفة المسيحية ممثلة على طاولة الحوار فقط بـ»التيار الوطني الحر» وحزب «الطاشناق» والحزب السوري القومي الاجتماعي بعد رفض «القوات اللبنانية» المشاركة واعتذار تيار «المردة». تماماً كما سيكون عليه التمثيل الدرزي في حال ابلغ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط رسميا الى رئيس الجمهورية اعتذاره عن المشاركة في طاولة الحوار سواء هو شخصيا او نجله رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط (وهذا الاعتذار الجنبلاطي مرجّح). كذلك فإن التمثيل السني سيكون ضعيفا جدا بعد اعتذار الرئيس سعد الحريري وتيار «المستقبل» عن المشاركة، فيما سيحضر ميقاتي الحوار بصفته رئيسا للحكومة وليس رئيس كتلة «الوسط» النيابية او كممثل لنادي رؤساء الحكومات السابقين… ثم ان هناك بين الذين يتم التشاور معهم من يرى ان الاولوية الان هي للوضع المعيشي والمالي والاقتصادي الكارثي وان اللبنانيين لا يأبهون بالبنود المطروحة على طاولة الحوار حيث تنصَبّ اهتماماتهم على تأمين ربطة الخبز ومقومات الصمود اليومية… وعليه فإن القرار النهائي بانعقاد طاولة الحوار من عدمه سيتخذه عون اليوم بعد اجرائه تقييماً لنتائج المشاورات يأخذ في الاعتبار كل هذه العوامل، بحسب معلومات «الجمهورية».

 

عون يقرر اليوم او غداً

وعلى رغم المفاجأة التي تسبب بها موقف فرنجية عقب زيارته عون وتكريسه معادلة «نؤيّد طاولة الحوار ولا نحضرها»، فقد كانت اوساط قصر بعبدا ترصد جملة من المعطيات التي يمكن ان تؤدي الى تأجيل فكرة طاولة الحوار الى موعد آخر ما لم يقدم رئيس الجمهورية على إلغائها نهائيا.

وعليه فقد اكدت هذه المصادر لـ»الجمهورية» ان عون يرغب من خلال لقاءات الأمس واليوم الاستماع الى القيادات السياسية على خلفية رفضه معادلة «اسمع مني ولا تسمع عني»، وقد أنهى يومه الاول من المشاورات ويستكملها اليوم. وقالت انه سينتهي مساء اليوم او نهار غد الى الاعلان عن الخطوات اللاحقة، وربما سيعلن صرف النظر عن الفكرة نهائيا او تأجيلها الى موعد لاحق في حال طرأت معطيات جديدة قد تقود الى هذه المحطة الجديدة.

وكان عون قد التقى في اطار مشاوراته في شأن طاولة الحوار رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد الذي اعلن بعد اللقاء تأييده الدعوة الى الحوار والموافقة على المشاركة فيه، وقال «ان البلد في زمن الشدة والضيق، هو أحوَج الى عدم الانقطاع عن الحوار. اما في زمن الرخاء، فالدعوة الى الحوار تكون دعوة عادية وضرورية، وفي زمن الضيق والشدة والضغط والمزايدات، عدم الانقطاع عن الحوار هو اكثر من ضرورة. لذلك اكدنا تلبيتنا للدعوة ومشاركتنا فيها، وندعو شركاءنا في الوطن الى التحلي بالعقل والحكمة والتخلي عن المزايدات، لأن هذا البلد هو بلدنا ونحن معنيون بالحفاظ عليه وعدم أخذه الى الهاوية، ومن يعمّره بعد الهاوية هو نحن وليس احد غيرنا، وكل غيرنا سيبقى خارج البلد ونبقى نحن، لأنّ المواطنين اللبنانيون فقط اسياد هذا البلد».

 

 

بدوره أيّد رئيس «كتلة ضمانة الجبل» النائب طلال ارسلان الدعوة الى الحوار، قائلاً: «نحن سنشارك اذا تمت الدعوة اليه، واتمنى على الجميع ترك المواقف السياسية خارج اطار الطاولة، والحديث جديا لإيجاد حلول للمشكلات المالية والاجتماعية التي يعانيها المواطن». واضاف: «انني لا ابرر لأي شخصية لبنانية الاستقالة من دورها الفاعل لضرورة ايجاد الحلول وتفعيل الحوار الوطني المستدام وغير المحصور بنقطة او نقطتين، في ظل الانهيار الاجتماعي والمالي الحاصل. ان الميثاقية اللبنانية والدستور والوضع اللبناني تحتّم مبدأ الحوار الدائم بين اللبنانيين».

 

 

فرنجية

اما رئيس تيار المرده سليمان فرنجية فقال بعد اللقاء: «لبّينا دعوة فخامة الرئيس الشخصية للقاء، ومنذ اليوم الاول لانتخابه سبق ان قلنا انه عندما يدعونا فخامة الرئيس للقاء فنحن جاهزون، وابلغته بأننا سنبقى على هذا المبدأ حتى اليوم الاخير من عهده كي نعطي رأينا واذا اراد الاخذ به او سماعه فهذا يعود اليه. لكن ليس هناك من موقف شخصي مع فخامته، لا بل نلتقي معا في الموضوع الاستراتيجي». وأضاف: «اما في موضوع الحوار، فهو يجب ان يكون بين فريقين برأيين مختلفين، اما ان يكون ضمن فريق واحد، فلا فائدة من الحوار للشكل فقط. لذلك، تمنينا لهم التوفيق، واي قرار يتخذه هذا الفريق الذي ندعمه، سنؤيده من دون تردّد لعلمنا انهم لن يتفقوا على امر نعارضه، لكن ان نحضر من اجل الحضور فقط فلا فائدة من ذلك. وبالتالي لن نشارك في الحوار». واشار الى ان «حزب الله» لا يعمل الا للخير بيننا وبين التيار الوطني الحر، لكن لكل رأيه. ويجب معرفة ما اذا كان الوزير جبران باسيل يرضى بأن يتحالف مع الفاسدين».

 

غريو تواصل جولتها

وما بين لقاءات التحضير لطاولة الحوار زارت السفير ة الفرنسية آن غريو قصر بعبدا حاملة رسالة فرنسية الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد عودتها مطلع الأسبوع الماضي من باريس حيث أمضت عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، والتقت نهاية الأسبوع الماضي كلّاً من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي حيث اطلعتهما على نتائج لقاءاتها في باريس مؤكدة اهتمام الرئيس ايمانويل ماكرون بالوضع في لبنان.

وقالت معلومات رسمية ان غريو عرضت مع عون العلاقات الثنائية بين البلدين، والسبل التي يمكن لفرنسا ان تساعد من خلالها لبنان في الازمة التي يمرّ فيها، وتمكين الشعب اللبناني من تخطي المصاعب التي يواجهها. واضافت انها نقلت «رسالة دعم من فرنسا رئيساً وحكومة وشعباً الى لبنان وشعبه مفادها أن باريس تقف إلى جانبهما». وأشارت الى ضرورة عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد، والى اهمية تقدم المفاوضات المالية والاقتصادية لما فيه مصلحة لبنان، اضافة الى وجوب استمرار التحضيرات لإجراء الانتخابات النيابية في أجواء سليمة. كذلك رحّبت السفيرة الفرنسية بالدعوة الى الحوار التي وجهها عون، وتمنت ان يتمكن لبنان من العمل على تخطي كل الازمات التي يواجهها، من خلال تضامن اللبنانيين ووحدتهم.

 

 

مجلس الوزراء

وفي ما خص جلسة مجلس الوزراء التي اعلن الرئيس ميقاتي عزمه الدعوة اليها من قصر بعبدا في زيارته الاخيرة منذ ايام لمناقشة الموازنة، فقد كشفت مصادر الثنائي انه لم يجر معها اي اتصال بهذا الشأن وقالت لـ»الجمهورية»: لا رئيس الحكومة ولا اي طرف آخر تحدث معنا او سألنا عن موقفنا وما اذا كنا سنشارك، وما أثير لم يكن سوى زوبعة اعلامية». ولدى سؤالها اذا كان ميقاتي ينتظر الانتهاء من انجاز مشروع قانون الموازنة قبل توجيه الدعوة الى مجلس الوزراء؟ قالت المصادر: «حتى بهذه النية لم يتحدث ميقاتي لا مع «حزب الله» ولا مع حركة «أمل». ثم انه مَن قال ان مشروع قانون الموازنة أنجز، فهناك امورا كثيرة فيه تحتاج الى اجوبة عن اسئلة ابرزها على اي سعر للدولار يتم احتساب الارقام في الواردات والنفقات وهل السعر الرسمي سيبقى 1500 ليرة ام ان هناك نية لرفعه؟ وهل هناك توجه الى توحيد سعر الصرف؟. هذه عيّنة من اسئلة كثيرة وكبيرة تحتاج الى اجوبة وهذا برسم الحكومة، كما ان هناك لجانا لكل شيء، فأين لجنة مناقشة مشروع الموازنة؟ اما مجلس الوزراء فمعلوم انه فقط يناقش الصيغة النهائية للمشروع ويقرّه و»لنوصل إليها منصلّي عليها».

 

 

صندوق النقد

على خط المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، اعلن المتحدث باسم الصندوق امس ان فريقا من الصندوق سيعقد اجتماعات عمل عن بُعد، مع السلطات اللبنانية في الاسبوع الاخير من كانون الثاني الجاري. وستركّز المناقشات، وفق المتحدث، على التحديات المتعددة التي تواجه لبنان، بما فيها تحديات الاقتصاد الكلي (macroeconomic) والمالية العامة والوضع المالي.

 

واكد المتحدث التزام الصندوق الحازم بمساعدة السلطات اللبنانية على انجاز استراتيجية اصلاحات يمكن من خلالها التصدي للتحديات الاقتصادية العميقة التي تواجه لبنان، مشددا على ضرورة توفر دعم سياسي كامل لهذه الخطة الاستراتيجية، على ان يكون متوفرا من قبل اي حكومة مقبلة.

وركّز المتحدث باسم صندوق النقد على ان الاصلاحات المطلوبة ينبغي ان تعيد هيكلة الاقتصاد الكلي وتؤمّن ثباته، واستمرارية (sustainability) ادارة الدين، وملاءة القطاع المالي، والعودة الى نمو مرتفع واكثر شمولاً.

 

 

ضخ دولارات اضافية

في اطار الاجراءات الاستثنائية التي يتم اتخاذها في محاولة يائسة للجم انهيار الليرة، وبعد اجتماع ترأسه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وضمّ الى وزير المال يوسف الخليل، حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، قرر المجلس المركزي في مصرف لبنان، واستنادا الى التعميم 161، السماح للمصارف، وبالاضافة الى الكوتا المخصصة لكل مصرف، بشراء الدولارات الورقية من مصرف لبنان على سعر منصة «صيرفة»، بما يعني عملياً ان مصرف لبنان قرّر ضَخ مزيد من الدولارات في السوق في محاولة لإبطاء ارتفاع سعر العملة الخضراء. لكن مثل هذا التدبير يعني عمليا ان المركزي سيخسر المزيد من دولاراته، سواء التي يشتريها من السوق، او من الاحتياطي الموجود لديه. ومثل هذا التدبير هو ظرفي، ولا يمكن ان يستمر لوقت طويل لأن المركزي لا يستطيع ان يتحمّل استمرار النزف والخسائر لفترة طويلة.

 

 

بلبلة مالية وضريبية

وعلى وقع الارتفاع غير المسبوق لسعر الدولار الذي تجاوز الـ 33000 ليرة لبنانية في اوقات متفاوتة من نهار امس، سادت الأوساط المالية بلبلة كبيرة اثارت حالة من التخبط الرسمي الحكومي والنقدي عبرت عنه قرارات مالية وضريبية عشوائية رافقها صدور مجموعة جديدة من التعديلات على تعاميم مصرف لبنان.

 

 

تجميد احتساب الضرائب

وصدر مساء عن المكتب الإعلامي لوزير المال يوسف الخليل بيان جمّد فيه قراراً لمدير الواردات لؤي الحاج شحادة كان قد طلبَ فيه احتساب الرسوم لدى كتاب العدل نسبة الرسوم الضريبية على اي معاملة قياساً على سعر الدولار الأميركي وفق منصة صيرفة ابتداء من صباح أمس، قال فيه انه «وتأميناً للمصلحة العامة، وحرصاً منه على الأوضاع المعيشية للمواطنين اللبنانيين، يعلن وزير المالية يوسف الخليل تعليق العمل مؤقتاً بالمذكرة التي حملت الرقم 2/ص 2 الصادرة بتاريخ أمس 10 كانون الثاني 2022 الصادرة عن مدير الواردات، على أن يتم البحث بها ضمن خطة اقتصادية وضريبية متكاملة تلاقي تطلعات اللبنانيين وتخرجهم من أزمتهم الحالية».

 

 

عون تمنع سلامة من السفر

الى ذلك تسربت أمس المذكرة التي أصدرتها مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون التي منعت بموجبها السفر بحرا وبرا وجوا بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وذلك بناءً على شكوى مقدمة من الدائرة القانونية لمجموعة «الشعب يريد إصلاح النظام»، ممثلة بالمحاميين هيثم عزو وبيار الجميل.

 

 

شيا تستنجد ببري

وعلمت «الجمهورية» ان السفيرة الأميركية دوروثي شيا أبلغت الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال زيارتها له امس، أنه نما اليها امس الأول ان اجراء قانونيا سيتخذ في حق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة «ونحن نعوّل على حكمتك وحزمك دولة الرئيس للحؤول دون التصرف بتهور ضد سلامة، خصوصاً ان المحافظة عليه ضرورية في هذه المرحلة الدقيقة».

 

 

كورونا

على الصعيد الصحي أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي امس حول مستجدات فيروس كورونا تسجيل 6665 إصابة جديدة (6441 محلية و224 وافدة) ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات منذ تفشي الوباء في شباط 2020 الى 787498. كذلك سجل التقرير 13 حالة وفاة جديدة، ليصبح العدد الإجمالي للوفيات 9311.

 

******************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

«يونيفيل» بين ضغوط سكان الجنوب… ومخاوف حرمانها من «الحركة»

اعتداءات متكررة على جنودها… ومخاوف محلية من فقدان «مظلة دولية»

نذير رضا

يتبادل جنديان من «يونيفيل» من داخل آليتهما العسكرية، أطراف الحديث مع شابين على طريق بلاط – جديدة مرجعيون في جنوب لبنان. بدا أن المعرفة قديمة بينهم. ويلوِّح الجنديان التابعان للكتيبة الإسبانية بأيديهما لصديقيهما اللبنانيين أثناء المغادرة. «لا تعكر صفو العلاقة أي حادثة عرضيَّة»، قالها الشاب اللبناني تعقيباً على حادثتين وقعتا في الأسبوعين الأخيرين في الجنوب، تعرض فيهما «الأهالي» للجنود الدوليين؛ جازماً بأن هؤلاء الجنود «باتوا أصدقاء لنا وجزءاً منا».

والجنود التابعون لقوة حفظ السلام الدولية المؤقتة العاملة في الجنوب، على احتكاك يومي مع السكان. «هم ليسوا غرباء»، حسبما يقول السكان هنا، وكانوا يلتقون في عشرات الأمكنة العامة، في المتاجر والمطاعم والحقول والعيادات والبلديات والمناسبات العامة، قبل أن تفرض التطورات الأخيرة إجراءات جديدة. يقول السكان إن الجنود الدوليين «يحصرون حركتهم الآن بالمرور في الطرقات العامة، ويلتزمون آلياتهم، ونادراً ما نراهم في المطاعم أو المتاجر».

والحال أن عناصر البعثة الدولية باتوا يتحاشون الاختلاط بالسكان والتفاعل معهم، منذ تعرض اثنتين من دورياتها لاعتداءات في الأسبوعين الأخيرين. انكفأ الجنود إلى الآليات، ويفسر السكان هذا الأمر بأنه يعود إلى «تجنب الإشكالات، ومنع استغلال أي حدث، أو زجّ ذريعة تصوير المواقع في أي رسالة تحاول قوى سياسية توجيهها إلى البعثة الدولية»، في إشارة إلى «حزب الله».

ويؤكد مصدر ميداني في قرية جنوبية، أن الذين يهاجمون «يونيفيل» لا يمثلون أكثر من 3 في المائة من أبناء القرى. يقول: «هم معروفون بالاسم، وينفذون توجهات لتقييد حركة البعثة الدولية»، مضيفاً أنه في المقابل «هناك استياء من التعرض للجنود الدوليين الذين لا يتعاطى معهم السكان كغرباء، وتربطهم بأغلبية السكان علاقات مميزة، ويوفرون فرص عمل وتنمية لم توفرها الدولة اللبنانية لهم».

 

 

تقييد للحركة

تعرضت «يونيفيل» لحادثتين أخيراً، تعرض خلالهما بعض السكان لقواتها أثناء تأدية مهامها. الأولى في بلدة شقرا في 22 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، على خلفية اتهام الجنود بالتقاط صور، والثاني وقع في بنت جبيل الأسبوع الماضي؛ حيث أقدم أشخاص على مهاجمة دورية للقوات الدولية. وتُضاف إلى سجل من الأحداث خلال الأشهر الماضية.

لم تمنع تلك الحوادث قيادة «يونيفيل» من التحرك. يقول المتحدث باسمها أندريا تيننتي لـ«الشرق الأوسط»، إن «(يونيفيل) تواصل العمل في منطقة العمليات، بالتنسيق الوثيق مع الجيش اللبناني، استكمالاً لما نفعله دائماً»، وذلك توضيحاً لحديث السكان عن إجراءات جديدة حول تجنب التفاعل معهم في الأماكن العامة. وشدد على أنه «لم تتغير قواعدنا وسياساتنا»، متعهداً: «سنواصل العمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701». وقال تيننتي: «إننا في تنفيذ أنشطتنا ومساعدة السكان المحليين، نحتاج أيضاً إلى مراعاة وتنفيذ قواعد فيروس (كورونا) الصارمة التي تهدف إلى منع انتشار الفيروس»؛ مشيراً إلى أن «(يونيفيل) تقدِّر العلاقة الطويلة والمثمرة مع المجتمعات والسلطات المحلية»؛ حيث ينفذ جنودها كل يوم «أكثر من 400 دورية وعملية في جميع مناطق العمليات، بما في ذلك القرى والخط الأزرق، بالتنسيق الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية». وإذ أكد أن «مهمتنا هي تنفيذ ولايتنا»، شدد تيننتي على أن «يونيفيل» لا تزال ملتزمة بلبنان، وملتزمة تجاه شعب الجنوب، مضيفاً: «سنواصل عمل ما في وسعنا، لتهيئة الظروف لسلام دائم هنا».

 

 

رسائل سياسية

أثارت حادثتا الاعتداء الأخيرتان جملة أسئلة عن الدوافع والرسائل السياسية الموجهة للبعثة الدولية، وردت على الاعتداءين بدعوة السلطات اللبنانية للتحقيق فيهما، وتقديم المرتكبين للعدالة. كان البيانان لافتين بمضمونهما التصعيدي لجهة رفض «حرمان (يونيفيل) من حرية الحركة»، كما جاء في بيان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، وهو يعني مواجهة دبلوماسية لمساعي تقييد الحركة، فضلاً عن تأكيد نائبة مدير المكتب الإعلامي لـ«يونيفيل» كانديس آرديل، أن «(يونيفيل) تدين الجهات الفاعلة التي تتلاعب بسكان المنطقة لخدمة أغراضها»، كما جاء في بيانها في الأسبوع الماضي.

ويشرح الباحث السياسي اللبناني الدكتور نسيب حطيط، أن المشكلات بين الأهالي و«يونيفيل»: «ظاهرها بشكل أساسي هو شك الأهالي في بعض الأدوار الأمنية لبعض الأفراد في القوات الدولية، وليس البعثة كلها»؛ لكنه يشير إلى أن «الأهالي» هو «مصطلح؛ جزء منه الأهالي بالفعل، بينما الجزء الآخر هو المقاومة الشعبية غير المنظمة، وبعضها موجه بطبيعة الحال تحت عنوان المراقبة الشاملة لأي تحرك»؛ حيث يتم توجيه الاتهام من قبل بعض القوى السياسية إلى «حزب الله» بالوقوف وراءه.

ويقول حطيط لـ«الشرق الأوسط»: «كانت الإشكالات تحدث؛ لكنها تبدو الآن أكثر كثافة، ويعود ذلك إلى أن البعض يتهم البعثة الدولية بالخروج عن مسارها المرسوم دون التنسيق مع الجيش اللبناني»، لافتاً إلى أن هذا الاتهام «مرده إلى التوتر الأمني في الجنوب؛ حيث بات الناس يعيشون مرحلة توتر عالٍ، ويتحركون حتى لو كانت الدورية سلكت مساراً خاطئاً غير مقصود»، لافتاً إلى أن الناس «ارتفعت مخاوفها في ظل الأزمات والتصعيد الدولي تجاه لبنان».

ويحذر حطيط من أن «المشكلات ستزيد وتتضخم إذا اتُّخذ أي قرار دولي بسحب (يونيفيل) من الجنوب، ضمن مسار يتخوف منه اللبنانيون بالكامل؛ لأنه سيعني نزع الشرعية الدولية عن الجغرافيا اللبنانية»، مشدداً على أن قوة «يونيفيل»: «هي عامل استقرار مهم في البلاد، وتمثل رمزاً أساسياً من رموز الحضور الدولي، وتؤمِّن اعترافاً دولياً بلبنان»، فضلاً عن المساعدات الإنسانية والصحية والتربوية وفرص العمل التي توفرها للسكان.

 

 

مخاوف لبنانية

رغم «ثقل» الرسالة وتبادل الاتهامات والمخاوف، لا ينظر السكان في الجنوب إلى هذه الحوادث على أنها حاسمة، وتغيِّر في مسار الأحداث، إذ يعتبرها البعض «عرَضية» و«لا تمثل الجنوبيين»، بينما تتحدث مصادر لبنانية مواكبة لعمل «يونيفيل» عن أن الحدثين «لا يتخطيان كونهما سوء تفاهم»، نافية أن تكون «مؤشراً للتصعيد».

وتقول المصادر إن القوات الدولية «تنفذ يومياً أكثر من 400 دورية، يواكبها الجيش اللبناني بـ35 دورية في الحد الأقصى»، قائلة إن الحدثين «هما من الأحداث النادرة، وتجري معالجتهما عبر الجيش اللبناني».

غير أن ذلك لا يعني انتفاء الهواجس. ويشير حطيط الذي يتحدر من الجنوب، إلى مخاوف كبيرة من أي خطوة لسحب القوة الدولية «لأنه سيترتب عليها فقدان المظلة الدولية الحامية للاستقرار، وتعني أن المواجهة الدولية ستبدأ، ويفقد الجنوب مظلة استقرار ضد الاعتداءات الإسرائيلية، بالتزامن مع توترات معيشية داخلية متصلة بارتفاع الدولار، والانقسامات السياسية، وتصاعد الخطاب المذهبي»، فضلاً عن أن وجود القوة الدولية «يوفر مظلة اجتماع لتخفيف التوتر في الناقورة عبر اللجنة الثلاثية (تستضيفها «يونيفيل» ويشارك فيها ممثلون عن الجيشين اللبناني والإسرائيلي) كما يوفر آلية استمرار للتفاوض غير المباشر مع تل أبيب على ترسيم الحدود البحرية والبرية والخط الأزرق، واستخراج الغاز من البحر المتوسط»، مؤكداً أن المخاوف «تتصاعد في الجنوب الآن»، بالنظر إلى أن أي خطوة لسحب «يونيفيل»: «تعني أن مسار الضغوط القصوى على لبنان سيبدأ، ويُفقده الغطاء الدولي بعد فقدانه الغطاء الرسمي -أي الحكومة- وتدهور قدرات القوى الأمنية المحلية، ما يجعله مفتوحاً على أي هزة أمنية».

 

 

تقديمات بالملايين

ولا تلغي التطورات الأمنية مسار التقارب بين البعثة الدولية والسكان. في بلدة معركة في قضاء صور، دُعيت الكتيبة الماليزية إلى مجلس عزاء أقامته البلدية، في أرواح ضحايا الفيضانات في ماليزيا، وهي واقعة ينظر إليها البعض على أنها «جزء من العلاقة المميزة»، بينما يستفيد الجنوبيون بشكل كبير من تقديمات «يونيفيل» التي تتم عبر 3 مصادر تمويل مباشرة، ومصدر رابع غير مباشر، يرفع قيمة التقديمات السنوية للسكان إلى ما يتخطى السبعة ملايين دولار سنوياً.

وقد أعلن قائد البعثة الجنرال ستيفانو ديل كول، في الأسبوع الماضي، أنه في عام 2021، نفذ جنود «يونيفيل» أكثر من 180 ألف نشاط عملياتي، وأكثر من 400 مشروع وهِبة، كما قامت «يونيفيل» بتقديم الدعم للجيش اللبناني «الذي يعتبر الأساس للوصول إلى هدفنا في توفير سلام مستدام في جنوب لبنان».

ويتحدث أهالي منطقة صور عن مشروعات تنموية مهمة، مثل شبكة الصرف الصحي في بلدة الناقورة، ومحطة التكرير الخاصة بها، فضلاً عن التقديمات الصحية والزراعية والطب البيطري. أما أهالي مرجعيون فيتحدثون عن مشروعات تمديد مياه الشفة، وإنارة الشوارع بالطاقة الشمسية.

وتبلغ موازنة قسم الشؤون المدنية نحو نصف مليون دولار سنوياً، تُنفَق على مشروعات بحد أقصى يصل إلى 25 ألف دولار لكل مشروع، يستفيد منه أكبر عدد من السكان، وتكون مدة التنفيذ 3 أشهر.

أما المصدر الثاني لتمويل المشروعات التنموية، فهو الكتائب العسكرية المشاركة في البعثة، وخصوصاً كتائب أوروبية، مثل الفرنسية والإسبانية والإيطالية والآيرلندية والفنلندية، إضافة إلى الكورية الجنوبية، وتقرر تنفيذ المشروعات التنموية بموازنة تتراوح بين مليون و1.25 مليون يورو سنوياً لكل منها.

أما مصدر التمويل الثالث، فيقوم على تزكية «يونيفيل» لمطالب البلديات والمؤسسات لدى الصناديق الدولية المانحة.

أما الدعم غير المباشر، فهو العائد من حركة أكثر من 10 آلاف جندي على 1800 كيلومتر مربع يشترون المحروقات والطعام والاحتياجات من السوق المحلية، ويعمل معهم 630 موظفاً لبنانياً يتقاضون رواتب من البعثة الدولية، فضلاً عن وجود 300 موظف مدني أجنبي يقيمون مع عائلاتهم في لبنان، وينفقون على الإيجارات والاحتياجات اليومية.

على طريق بلاط – جديدة مرجعيون، يبدي الشابان تمسكاً ببقاء القوة الدولية. «انظر إلى مصابيح الشارع المضاءة بالطاقة الشمسية. كان من المستحيل أن تُنفذ من دون مبادرة (يونيفيل)». يوافقه زميله الذي يشير إلى تأمين «يونيفيل» فرص العمل لعشرات الشبان من المنطقة؛ مشدداً على أن المس بهؤلاء الجنود «الذين تركوا عائلاتهم ليوفروا لنا الراحة والاستقرار، مرفوض بالمطلق».

 

 

******************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

معادلة المشهد الانتخابي: مَن يَرحل أولاً الفاسدون أم اللبنانيون؟

فرنجية لن يُغطّي حوار بعبدا.. وبورصة الأسعار تتخطّى بورصة الدولار

 

من يضع لبنان أمام المصير المرير؟

 

عيشة ذل في لبنان للمواطنين، وحتى للمقيمين أو النازحين، تذكر بأكثر من جهنم مع الهجوم الذي لا يرحم للدولار الأميركي، حيث التهم حتى تاريخه 95% من قيمة الليرة اللبنانية (اكثر من 33 ألف ليرة لكل دولار) أو هجرة غير قانونية، أم رحيل يشبه الهروب من نار جهنم، أو تهريب على نحو ما كان يفعل اللاجئ الفلسطيني أو النازح السوري باتجاه قبرص، إلى أوروبا، باعتبارها دولة قريبة وعضو في الاتحاد الأوروبي.

 

هو الدولار «العملة الخضراء» التي تروج سياسات الدول، تذهب باتجاه خطر في لبنان تدمير كل مقومات الحياة، حتى تصبح الحياة غير ممكنة إلا لمن توفرت له مساعدات أو دعم، أما أولئك المتروكون لقدرهم، فيختارون «المخيم» في أي بلد يستقبل لاجئين، على بلد «نيال من له مرقد عنزة في لبنان!».

 


حسب محترفي مهنة تهريب اللبنانيين إلى الخارج عبر البحر، فإن المهنة الرابحة التي راجت منذ العام 2019، تحوّلت إلى مهنة رابحة.

 

وبصرف النظر عن انعدام الحماس للحوار في بعبدا، وضعف التغطية المسيحية له مع اعلان النائب السابق سليمان فرنجية اعتذاره عن المشاركة، والحماس الفرنسي لاستئناف جلسات مجلس الوزراء، وهو الأمر الذي ابلغته السفيرة آن غريو للرئيس عون، فإن معادلة الافتراق اللبناني تتوضح، لدرجة تطرح الافتراق بين عموم الشعب الآخذ بالفقر في غالبيته، وطبقة «الموت الأسود» الموصومة بالفساد، في مشهد سباق بدأ وبانتظار آذار بين شعب يرحل عن أرضه أو طبقة قائدة يجب أن ترحل عن السلطة إلى غير رجعة.

 

في عصر الدولة الغائبة أو عهد المماحكات واضاعة الوقت والفرص، لم يبق أمام اللبنانيين الا البحر.

 

فكثر يودون المغادرة.. ومستعدون لبيع بيوتهم وسياراتهم. يبيعون كل شيء، المهم أن يرحلوا».

 

ويبدو لبنان الذي يقطنه حالياً قرابة ستة ملايين شخص بمثابة سفينة غارقة تصارع تبعات انهيار اقتصادي صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي.

 

وأدّت الأزمة الى خسارة الليرة أكثر من 95 في المئة من قيمتها أمام الدولار. وانعكس ذلك تدهوراً غير مسبوق في قدرة السكان الشرائية بعدما بات الحدّ الأدنى للأجور يعادل أقل من 23 دولارا، في بلد يعتمد على الاستيراد إلى حدّ كبير. وجراء ذلك، تراجعت قدرة السلطات على توفير الخدمات الأساسية ودعم سلع حيوية خصوصاً المحروقات والأدوية حسب فرانس برس.

 

وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن 1570 شخصاً على الأقل، بينهم 186 لبنانياً، شرعوا أو حاولوا المغادرة في رحلات بحرية غير قانونية من لبنان خلال الفترة الممتدة بين كانون الثاني وتشرين الثاني من العام الماضي، غالبيتهم باتجاه قبرص.

 

وأوضحت المتحدثة باسم المفوضية ليزا أبو خالد لفرانس برس إن العدد الإجمالي كان 270 بينهم 40 لبنانياً عام 2019.

 

وتعمل الأجهزة الأمنية والجيش على وقف هذه المحاولات.

 

وفي رد على أسئلة لفرانس برس، أكّد الجيش أن عمليات المراقبة والرصد «تنفَّذ من خلال وحدات الكشف المتقدم المتمثلة بشبكة رادارات منتشرة على طول الشاطئ، ومن خلال دوريات متواصلة» في المياه الإقليمية، بالإضافة الى جهود مديرية المخابرات لملاحقة المهربين.

 

في عام 2020، نجحت القوات البحرية، وفق الجيش، «في ضبط نحو 20 مركباً وتوقيف 596 شخصاً وتسليمهم إلى السلطات المختصة». وكثفت دورياتها مع ارتفاع عدد عمليات التهريب.

 

ويقول الجيش إن «عصابات التهريب» تضمّ غالباً أشخاصاً من جنسيات مختلفة، لكنّ رؤساءها «يكونون عادة من اللبنانيين لمعرفتهم بتفاصيل الشواطئ والمناطق اللبنانية».

 

ونسّق ابراهيم حتى الآن عشر رحلات تهريب، كان أولها عام 2019 لأسرة من خمسة أشخاص تقيم حالياً في ألمانيا، وآخرها في أيلول الماضي وضمّت 25 راكباً وصلوا إيطاليا، على حدّ قوله.

 

وتتراوح كلفة سفر الفرد بين 2500 دولار لبلوغ قبرص وسبعة آلاف دولار للوصول إلى شواطئ إيطاليا، وفق ابراهيم الذي قد يجني قرابة خمسة آلاف دولار كربح صاف مقابل كل رحلة تضم عشرين شخصاً.

 

ويوضح «في السابق، كنا ننشر الخبر، أما حالياً فالناس هم من يأتون إلينا».

 

سياسياً، وعلى وقع انهيار الليرة، وغول الغلاء والدولار الساعر، أفادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن رئيس الجمهورية ميشال عون الذي باشر امس لقاءاته مع رؤساء الكتل النيابية بشأن دعوته للحوار توجه بسؤال موحد إلى كل من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان ورئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية حول رغبتهم في المشاركة في الحوار، شارحاً أمامهم الأسباب التي املت عليه حصر الحوار بعناوين معينة تتصل بخطة التعافي الاقتصادي واللامركزية الإدارية والمالية الموسعة والاستراتيجية الدفاعية.

 

وقالت المصادر إن الرئيس عون استوضحهم بشأن ما إذا كانت لديهم أفكار معينة يودون إضافتها وعلمت «اللواء» أن بعضهم تحدث عن كيفية لجم الارتفاع الجنوني لسعر الدولار. وأشارت إلى أنه سأله عن كيفية تحريك الجمود الحاصل في مختلف المؤسسات. وتحدث وفق المصادر عن تعطيل السلطة التنفيذية لجهة عدم انعقاد مجلس الوزراء وما تتعرض له السلطة القضائية.

 

وعلم أن كلاً من رعد وارسلان وفرنجيه عرضوا مقترحاتهم وأفكارهم وأكد النائب أرسلان أن انعقاد مجلس الوزراء هو ما قد يؤدي حكما إلى تفعيل السلطة التنفيذية، في حين أن فرنجية لم يتحدث عن الموضوع مكتفيا بالإشارة إلى أن الحوار يجب أن يقوم بين فريقين متناقضين وليس للصورة فحسب، أما رعد فكرر وجهة نظر حزب الله بشأن مجلس الوزراء وإن لم يشر صراحة إلى قضية التحقيق في انفجار مرفأ بيروت مشيرا إلى ملاحظات الحزب حول موضوع مجلس الوزراء ومتمنيا أن تذلل العقبات أمام عودة انعقاده.

 

وفي المعلومات أن رئيس الجمهورية اسهب في شرح الموقف من اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة والتي تعني وفق النقاط المعروفة توافر البعد الإنمائي وليس السياسي، مشيرا إلى صلاحيات السلطة المركزية بشأن الأمور التربوية والمالية والثقافية وأورد مثال البلديات.

 

واليوم عصراً يلتقي رئيس الجمهورية وفد اللقاء التشاوري وكذلك رئيس الحزب القومي السوري الاجتماعي النائب أسعد حردان ورئيس حزب الطاشناق النائب اغوب بقرادونيان ورئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل.

 

وعُلم أنه في نتيجة لقاءاته سيجري تقييما لما سمعه. وفُهم من المصادر أنه لا يمكن استباق أي أمر بشأن إجراء الحوار أو عدمه قبل هذا التقييم.

 

كذلك عُلم أن رئيس الحزب الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط لم يتواصل مجددا مع بعبدا بعدما تردد أنه اعتذر عن الحضور إلى قصر بعبدا لأسباب صحية.

 

وأشارت مصادر سياسية الى انه كما كان متوقعا،لم تلاقِ دعوة الرئيس عون للحوار الحد الادنى من التأييد، حتى من الحلفاء الأساسيين لحزب الله، مثل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ،الذي اعلن من بعبدا امس، رفضه المشاركة بالحوار، في حين لوحظ عدم زيارة الرئيس نبيه بري الى بعبدا،ما اثار تساؤلات واستفسارات عن الاسباب، اكانت تتعلق برفضه المشاركة بالحوار، أم بسبب الاشتباك السياسي مع العهد،  على خلفية  مضمون مرسوم فتح الدورة الاستثنائية الاستفزازي ، وما قبله من مسلسل الخلافات المتواصل، في حين كان لموقف زعيم تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري الرافض للمشاركة بالحوار التاثير الاساس، في افشاله،  واستكمل بموقف مماثل لحزب القوات اللبنانية، ما يعني استحالة عقد طاولة الحوار الوطني، والحاق نكسة جديدة، برئيس الجمهورية الذي يتجه، استنادا الى مصادر قريبة الى الاعلان عن تعليق او الغاء الحوار الذي كان مزمعا اجراؤه في بعبدا، وبالطبع سيتضمن الاعلان عن الرغبة القوية لدى رئيس الجمهورية من خلال الحوار لانقاذ لبنان من الازمة، ويحمِل مسؤولية فشل الدعوة، للاطراف السياسيين الرافضين لتلبيتها، من دون تسميتهم.

 

وكشفت المصادر عن فحوى موقف رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الرافض للمشاركة بالحوار، وما سبقه من محاولات بذلها نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم شخصيا في لقاء ضمه مع النائب طوني فرنجية،  تناول  ضرورة اجراء مصالحة بين فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل،  تشمل طي صفحة الخلافات السابقة، والمباشرة بتحالف  بالانتخابات النيابية المقبلة، معللا اصرار الحزب على اجراء هذه المصالحة، لانها تصب في النهاية بمصلحة التحالف الذي ينتمون اليه، ويقطع الطريق على خصومه، ولاسيما من المنافسين له بالانتخابات النيابية المقبلة. كما شدد قاسم على ضرورة التجاوب مع دعوة رئيس الجمهورية للمشاركة بالحوار الذي يسعى لعقده في بعبدا،واهميته في تعزيز موقع رئيس الجمهورية في هذا الظرف بالذات.

 

ونقلت المصادر عن متابعين للقاء، الى ان النائب فرنجية، ابلغ قاسم بأن باسيل هو الذي كان يفتعل الخلافات ويؤجهها باستمرار  مع تيار المردة، وليس العكس طوال السنوات الماضية، ولم يلاق دعوات طي الخلافات اي اهتمام، وقبلها عقد  صفقة مع القوات اللبنانية لتاييد وصول عون للرئاسة مقابل قطع الطريق على ترشيح رئيس تيار المردة لرئاسة الجمهورية، بل اكثر من ذلك، كان يتهمنا باسيل شخصيا بالفساد.

 

وسأل فرنجية،كيف تطلبون منا التحالف مع باسيل بالانتخابات، في  حين ان حليفكم الأساس الرئيس نبيه بري، على خلاف مستحكم مع العهد وهناك استحالة للتحالف بين الطرفين في ظل الاجواء المتشنجة والمتدهورة منذ بداية العهد وحتى اليوم.

 

اما في مسألة المشاركة بالحوار،فابلغ النائب فرنجية الشيخ قاسم بان الجواب عليه، هو عند والدي.

 

وفي إطار دبلوماسي، أبلغت

 

السفيرة الفرنسية في لبنان آنغريو الرئيس عون دعم بلادها عقد جلسات مجلس الوزراء، بأسرع وقت ممكن.

 

إذا، وسط تفاقم الازمة المعيشية بعدما تجاوز سعر صرف الدولار في السوق السوق السوداء 33 الف ليرة، وسعر صفيحة البنزين او المازوت قارب 400 الف ليرة، وربطة الخبز العشرة الاف ليرة، ما اشعل الشارع مجددا بحركات احتجاجة وقطع طرقات من الشمال الى الجنوب الى البقاع، لم تهز شعرة من عين مسؤول. بدأ رئيس الجمهورية ميشال عون امس مشاوراته مع رؤساء الكتل النيابية بهدف استخلاص موقفها من عقد طاولة للحوار الوطني حول المواضيع الثلاثة التي حددها: الاستراتيجية الدفاعية، والتعافي الاقتصادي، واللامركزية الادراية والمالية، فالتقى كلاً من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ورئيس الحزب الديموقراطي وكتلة تضامن الجبل النائب طلال ارسلان اللذين وافقا على عقد طاولة الحوار، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي قال: يجب ان يكون الحوار بين فريقين برأيين مختلفين، اما ان يكون ضمن فريق واحد، فلا فائدة من الحوار للشكل فقط. لذلك، تمنينا لهم التوفيق، وأي قرار يتخذه هذا الفريق الذي ندعمه، سنؤيده من دون تردد لعلمنا انهم لن يتفقوا على امر نعارضه، لكن ان نحضر من اجل الحضور فقط فلا فائدة من ذلك. وبالتالي لن نشارك في الحوار.

 

وقال النائب رعد بعد لقاء عون: «موقفنا كان مؤيداً لدعوة الحوار وموافقاً على مشاركتنا في هذا الحوار الوطني المقترح، واكدنا ان البلد في زمن الشدة والضيق هو احوج الى عدم الانقطاع من الحوار».

 

وأضاف: «ندعو شركاءنا في الوطن الى التحلي بالعقل والحكمة والتخلي عن المزايدات والتفكير، بأن هذا البلد هو بلدنا وبأننا معنيون الى عدم اخذه الى الهاوية وبأن ما يبنيه بعد الهاوية هو نحن ليس غيرنا وكل غيرنا سيبقى خارج البلد، ونحن اسياد البلد نحن المواطنون اللبنانيون».

 

وقال ارسلان: «بهذا الاستمرار السوداوي الذي يحصل في البلد نهدد أمن البلد الإجتماعي، والحوار يجب أن يكون دائما معقودا وغير مبرر لأحد رفض مبدأ الحوار، يمكن أن نجلس كل يوم وكل ساعة وقد نختلف على بعض النقاط، ونمشي بديمقراطية الأكثرية، ولا يجوز تعطيل هذا الحوار لأننا قد نذهب إلى مزيد من الإنهيارات».

 

اما فرنجية فقال بعد اللقاء «اننا جاهزون في أي يوم يستدعينا الرئيس عون ولا مشكلة شخصية معه، بالعكس نلتقي معه استراتيجياً، لكننا لا نؤيد حواراً للصورة وأي قرار يأخذه الفريق الذي سيجتمع، والذي سيكون فريقنا، سنوافق عليه ولن نحضر الى الحوار من أجل الصورة أي أنّنا لن نشارك».

 

وأضاف رداعلى سؤال: «حزب الله لا يعمل إلا للخير بيننا وبين «التيار الوطني الحرّ». و»بدكن تشوفوا إذا باسيل بيقبل بالتحالف مع الفاسدين» لأنه يعتبرنا كذلك».

 

وتابع فرنجية «لو أتيت إلى القصر لأعبّد طريقي إلى رئاسة الجمهورية كنت براضي الرئيس عون وبعمل غير هيك».

 

وسيتابع الرئيس عون لقاءاته اليوم مع الكتل الاخرى: اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين، والحزب القومي، وكتلة الارمن والتيار الوطني الحر، التي ستؤيد دعوة الحوار، ولكن سيحدد عون في ضوء نتائج اللقاءات موقفه من دعوة الجميع الى عقد طاولة الحوار.

 

ونقل عن مصادر قصر بعبدا «ان عون طرح على رؤساء الكتل مسألة تعطيل السلطتين التنفيذية والقضائية، وابلغه إرسلان أن اجتماع مجلس الوزراء ضروري»، فيما قال رعد لعون إن لدى «حزب الله» ملاحظات بشأن عمل مجلس الوزراء ونتمنى أن تذلل العقبات أمام انعقاده.

 

واستقبل رئيس الجمهورية ايضا امس، سفيرة فرنسا في لبنان آن غرييو التي أطلعته على نتائج لقاءاتها في باريس واهتمام الرئيس ايمانويل ماكرون بالوضع في لبنان. وحسب بعض المعلومات، تم عرض للعلاقات الثنائية بين البلدين والسبل التي يمكن لفرنسا ان تساعد من خلالها لبنان في الازمة التي يمر فيها والشعب اللبناني على تخطي المصاعب التي يواجهها. ونقلت السفيرة غريو رسالة دعم من فرنسا رئيسا وحكومة وشعبا الى لبنان وشعبه، وأن باريس تقف الى جانبهما، واشارت الى «ضرورة عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد والى اهمية تقدم المفاوضات المالية والاقتصادية لما فيه مصلحة لبنان، اضافة الى وجوب استمرار التحضيرات لاجراء الانتخابات النيابية في اجواء سليمة».

 

ورحبت غريو بالدعوة الى الحوار التي وجهها الرئيس عون، وتمنت ان «يتمكن لبنان من العمل على تخطي كل الازمات التي يواجهها، من خلال تضامن اللبنانيين ووحدتهم».

 

وزارت غريو ايضاً مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وجرى البحث في أوضاع لبنان والمنطقة، وتعزيز التعاون بين لبنان وفرنسا.

 

الانتخابات

 

على صعيد الانتخابات النيابية، لم يتقدم اي مرشح بطلب ترشيح رسمي في مديرية لشؤون السياسية واللاجئين في اليوم الثاني من فتح باب تقديم الترشيحات. وردت مصادر المديرية ذلك الى عدم تحضير المرشحين لكل المستندات اللازمة، ولكن المهلة مفتوحة حتى شهر آذار المقبل، وهناك متسع من الوقت، باستثناء ادكار بولس من بلدة كفرعقا في الكورة.

 

وقالت المصادر لـ»اللواء»: «ان تحضيرات الوزارة تسير بشكل طبيعي حتى الان، لكنها اوضحت انه من الشهر المقبل سوف نحتاج الى تأمين الاعتمادات المالية اللازمة لاستكمال العمل وتوفير كل الاحتياجات اللوجستية والادارية للعملية الانتخابية».

 

واجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي وبحث معه التحضيرات الجارية لإجراء الانتخابات النيابية.

 

والتقى مولوي ايضاً ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا والممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان سيلين مويرو، بحضور المدير العام للأحوال الشخصية في وزارة الداخلية العميد الياس الخوري والمديرة العامة للشؤون السياسية واللاجئين فاتن يونس، وتم البحث في استكمال التحضيرات للانتخابات النيابية التي حددت في 15 أيار 2022.

 

وأعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ترشيح نائب رئيس الحكومة السابق غسان حاصباني عن المقعد الأرثوذكسي في دائرة بيروت الأولى، داعياً القواتيّين في هذه الدائرة «الى تشغيل ماكيناتهم والمباشرة بالعمل فوراً لأنّ الطريق نحو التغيير المرجوّ ليس سهلاً، والمسؤولية تقع علينا لقيادة المواجهة وشقّ الطريق نحو التغيير».

 

وذكّر جعجع الحضور كيف أن المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ القاضي طارق بيطار وقف وحيدًا وواجههم على مدى 6 أشهر فلم يتمكنوا من إزاحته؛ وقال: «عطّلوا حكومتهم ولم يستطيعوا إزاحته، فكيف بالحري لو كان لدينا رئيس يواجه، وحكومة تواجه، ووزير يواجه وأكثرية تواجه. فما عسى أن يفعل حزب الله في هذه الحال؟ هل يعتدي على اللبنانيين جميعهم؟».

 

صندوق النقد والاصلاحات

 

على صعيد المعالجات والاصلاحية المالية، أعلنت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي أنّ «فريقاً من صندوق النقد الدولي سيبدأ مهمة إلكترونية في الأسبوع الأخير من كانون الثاني، فيما استكملت المناقشات مع السلطات اللبنانية حول العديد من التحديات التي تواجهها، بما في ذلك التحديات الماكرو إقتصادية والوضع المالي».

 

وأضافت: «نعتزم متابعة إنخراطنا بشكل وثيق في الأسابيع المقبلة لمساعدة السلطات في صياغة استراتيجية إصلاحية شاملة تُعالج التحديات الاقتصادية البالغة الشدة في لبنان. ومن المهم أن يكون هناك دعم سياسي واسع لتنفيذ هذه الاستراتيجية، من قبل أي حكومة في المستقبل، ويجب أن تعيد الإصلاحات المطلوبة استقرار الاقتصاد بشكل عام والقدرة على تحمل الديون وسيولة القطاع المالي والعودة إلى نمو مرتفع وأكثر شمولاً».

 

وفي الإطار نفسه، ترأس الرئيس نجيب ميقاتي اجتماعاً امس في السرايا الحكومية، خصص للبحث في مشاريع البنك الدولي في لبنان.

 

شارك في الاجتماع وزير المال يوسف خليل، المدير الاقليمي للبنك الدولي في الشرق الاوسط ساروج كومار جاه على رأس وفد ومستشار الرئيس ميقاتي النائب نقولا نحاس.

 

ثم ترأس ميقاتي اجتماعاً حضره خليل وحاكم مصرف لبنان، حيث جرى التطرق الى ما يجري في السوق السوداء وفلتان الدولار.

 

وبعد الاجتماع اصدر المصرف بياناً اعلن فيه انه استنادا الى التعميم 161 المتعلق باجراءات استثنائية للسحوبات النقدية، اصبحت المصارف يمكن أن تأخذ الدولار الأميركي الورقي على منصة صيرفة، مقابل الليرات اللبنانية التي في حوزتها.

 

منع سفر الحاكم

 

وفي تطور جديد يتعلق بملفات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، اصدرت النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون مذكرة طلبت فيها انفاذ قرار منع السفر في حق حاكم مصرف لبنان رياض توفيق سلامة، عبر كافة الحدود والمعابر البرية والبحرية والجوية لمقتضيات قضائية، وذلك بالنظر لما ورد من معطيات هامة في ملف التحقيق الاولي من قرائن وأدلة، ولا سيما الشكوى المقدمة من محامي الدائرة القانونية لـ»مجموعة الشعب يريد اصلاح النظام» ممثلة بالمحاميين هيثم عزو وبيار الجميل.

 

ولاحظ مرجع قضائي ان قرار المنع من السفير غير قانوني.

 

787498 إصابة

 

صحياً أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل 6665 اصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 787498، كما تم تسجيل 13 حالة وفاة منذ 21 شباط 2020.

 

******************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

لا سقف للدولار بعد تجاوزه الـ 32 ألفا واسعار المحروقات تحلق

 مواقف الاقطاب من الحوار الوطني تُحرج بعبدا: عون محاصر

غادة عون تمنع سلامة من السفر وسط رفض أمني وقضائي لقرارها – بولا مراد

 

لا صوت يعلو فوق صوت أنين اللبنانيين ووجعهم وقد باتت الغالبية الساحقة منهم غير قادرة على تأمين قوتها اليومي وتعبئة خزان سيارتها لتأمين وصولها الى عملها بعدما بات مازوت وغاز التدفئة حلما بعيد المنال. يوم أسود جديد شهده لبنان يوم أمس مع تسجيل انهيار تاريخي غير مسبوق لسعر الصرف بتجاوز الدولار الواحد عتبة الـ ٣٣ ألف ليرة وملامسة صفيحة البنزين والمازوت كما قارورة الغاز عتبة الـ ٤٠٠ ألف ليرة. كل ذلك في وقت انشغلت الاروقة السياسية يوم امس بدعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للحوار، ففيما اعتبر قسم من القوى انه السبيل الوحيد للخروج من عنق الزجاجة، رأى القسم الآخر انه يندرج في اطار تضييع الوقت بانتظار وصول موعد الانتخابات النيابية، ما يشكل مهزلة لا يجب المشاركة فيها.

عون محاصر

 

وكان عون قد بدأ يوم أمس بمحادثات ثنائية لتبيان ما اذا كان سيوجه دعوة رسمية للاقطاب للحوار في بعبدا… الا انه وكما كان متوقعا توالت المواقف الرافضة للمشاركة وآخرها من رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية في ظل ترقب موقف مماثل لرئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط بعد ان كان قد سبقهما الى «المقاطعة» رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري ورئيس حزب «القوات» سمير جعجع.

 

وقالت مصادر قريبة من الرئيس عون لـ «الديار» انه سيتخذ قراره بالدعوة الى الحوار من عدمه مساء اليوم او على ابعد تقدير صباح يوم غد بعد ان يجري جوجلة لنتائج محادثاته الثنائية مع الاقطاب، مؤكدة انه حتى الساعة لا قرار نهائي بهذا الشأن.

 

من جهتها، اعتبرت مصادر سياسية مطلعة ان «عون وبدعوته الى الحوار في هذه الظروف أخطأ كثيرا باعتباره وكمن حاصر نفسه في الزاوية لانه كان يعي ان القسم الاكبر من خصومه لن يلبوا دعوته بهدف احراجه، وها هو اليوم غير قادر على اتخاذ قراره بسهولة، فالدعوة لحوار بمن حضر ستكون اضحوكة وغير مجدية، كما ان القرار بعدم الدعوة للحوار سيفسر على انه تراجع من قبله وسقطة جديدة للعهد المترنح».

 

اما ابرز اللقاءات التي عقدها عون امس فكانت مع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد الذي اكد تأييد الحزب الدعوة للحوار معتبرا ان «البلد في زمن الشدة والضيق هو احوج الى عدم الانقطاع من الحوار». وأضاف  «ندعو شركاءنا في الوطن الى التحلي بالعقل والحكمة والتخلي عن المزايدات والتفكير بان هذا البلد هو بلدنا وباننا معنيون بعدم اخذه الى الهاوية وبأن ما يبنيه بعد الهاوية هو نحن ليس غيرنا لان غيرنا سيبقى خارج البلد ونحن اسياد البلد نحن المواطنون اللبنانيون».

 

اما رئيس تيار المردة سليمان فرنجية فقال بعد لقائه عون: «جاهزون في أي يوم يستدعينا الرئيس عون ولا مشكلة شخصية معه ، بالعكس نلتقي معه استراتيجيًّا»، لكنه اضاف: «نحن لا نؤيد حواراً للصورة وأي قرار يأخذه الفريق الذي سيجتمع، والذي سيكون فريقنا، سنوافق عليه ولن نحضر الى الحوار من أجل الصورة أي أنّنا لن نشارك».

لا سقف للدولار

 

وعلى وقع لقاءات بعبدا كان الدولار يقفز لعتبة الـ ٣٣ الفا والمحروقات الى مستويات غير مسبوقة مع وصول صفيحة البنزين لعتبة الـ ٣٧٥ الف ليرة، المازوت ٣٩٥ الف ليرة وقارورة الغاز لـ ٣٤٦ الفا، ما انعكس تلقائيا ارتفاعا اضافيا بأسعار السلع الغذائية والمواد الاستهلاكية كافة.

 

ونبهت مصادر مالية الى ان لا سقف لسعر الصرف الذي بات واضحا انه تتحكم به اجندات سياسية الارجح خارجية، وقالت لـ «الديار:» «وحدها تسوية سياسية قادرة على لجم الارتفاع المتواصل بسعر الصرف… اما عودته الى مستويات منخفضة فمرتبطة بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي التي لا يبدو انها ستصل الى نتائج عملية قبل الانتخابات النيابية المقبلة».

 

وبالامس وقف المواطنون بالطوابير امام الافران في ظل مخاوف من انقطاع الخبز، ما دفع نقيب أصحاب الأفران في جبل لبنان أنطوان سيف الى التأكيد ان «الرغيف متوافر، ولكن قد يكون بشكل غير كافٍ اليوم في السوق والسبب يعود لقلّة وجود القمح في المخازن والمطاحن لا تملك المخزون الكافي». وكشف سيف انّ «آلاف ربطات الخبز تهرّب إلى سوريا وكذلك الطحين وعلى الدولة ضبط هذا الأمر».

 

من جهتها، أكدت نقابة مالكي ومستثمري معامل تعبئة الغاز المنزلي برئاسة النقيب انطوان يمين في بيان أن «أصحاب هذه المعامل يتكبدون خسائر لا يستطيعون الاستمرار فيها أسبوعيا»، متسائلة «أين جعالة صاحب المعمل ومصاريف تشغيل المؤسسة من عمال ومازوت وكهرباء ومالية وضرائب»؟

سلامة ممنوع من السفر ؟

 

في هذا الوقت، أصدرت النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون مذكرة منع سفر بحراً وجواً وبرا بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بناء على الشكوى المقدمة من الدائرة القانونية لمجموعة الشعب يريد اصلاح النظام ممثلة بالمحاميين هيثم عزو وبيار الجميل. وذكرت قناة الجديد نقلاً عن القاضية عون أنَّها تواصلَت في هذا الشأنِ معَ المدّعي العامِّ التمييزي غسان عوديات والمديرِ العامِّ للأمنِ العامّ اللواء عباس ابراهيم لكن من دون ان توضحَ موقفَ كلٍ من الجهازين القضائي والامني ومدى موافقتهما على قرارها، لا سيما انها اعترفت ان اللواء طوني صليبا رئيس جهاز امن الدولة رفض التجاوب معها وكشفت أنّها سوف تَستدعي سلامة إلى جلسةٍ يومَ الخميس وإذا لم يحضُرْ فستكرّرُ الدعوةَ مرةً واثنتينِ قبلَ أن تُصدِرَ بلاغَ بحثٍ وتحرٍّ بحقِّه. وكشفت عون أنّها اتَّخذت قرارَها هذا بعدَ عَشَرةِ أيامٍ من الاستجواباتِ شَمِلت عدداً مِن مديري المصارف «ووصَلَت الى قناعة انو حرام ما يتوقف».

 

وردت النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون على ما ورد في نشرة اخبار «الجديد»، وقالت في بيان: «تصويبا لما ورد في نشرة اخبار المساء على «الجديد»، ورد في هذه النشرة اني قلت عن رياض سلامة «حرام ما يتوقف» هذا غير صحيح بتاتا. انا لم اقل هذا الكلام على الاطلاق، ونحن كنيابة عامة نطبق دائما المبدأ القائل: ان كل انسان بريء حتى تثبت ادانته، إنما حفاظا على الادلة اصدرت قرارا بمنع السفر».

 

******************************************​

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

سلامة يسحب الليرات المخزّنة في المنازل

 

بهدف سحب الليرات المخزنة في المنازل أصدر المصرف المركزي البيان الآتي: ترأس رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي اجتماعاً ضمّ وزير المال يوسف الخليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

 

وبعد الاجتماع أعلن سلامة واستناداً إلى التعميم 161، المتعلّق بإجراءات استثنائية للسحوبات النقدية، الصادر عن المجلس المركزي في مصرف لبنان ما يأتي:

 

إضافة إلى المفاعيل الأساسية للتعميم 161 يحق للمصارف زيادة عن الكوتا التي يحق لها شهرياً سحبها بالليرة اللبنانية وأصبحت تأخذها بالدولار الأميركي على منصة صيرفة أن تشتري الدولار الورقي من مصرف لبنان مقابل الليرات اللبنانية التي بحوزتها أو لدى عملائها على سعر منصة صيرفة من دون سقف محدد.​

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram