افتتاحيات الصحف ليوم الثلاثاء 17 أيار 2022

افتتاحيات الصحف ليوم الثلاثاء 17 أيار 2022

Whats up

Telegram

افتتاحية جريدة الأخبار


التيار يعود... ويتقدّم على «القوات»: تصويت طائفي يهدّد لبنان


مهما قال الفائزون أو الخاسرون في انتخابات 15 أيار، فإن السمة الأساسية لانتخابات الأحد الماضي أنها ثبّتت النزعة الطائفية لدى الغالبية الكبرى من المقترعين، حتى إن قسماً لا بأس به ممن امتنعوا عن التصويت فعلوا ذلك تعبيراً عن إحباط قام على خلفية طائفية. أما الخروقات الجدية لشخصيات معارضة من خارج الاصطفاف الطائفي فلا يمكن اعتبارها، على أهميتها، فوزاً ناجماً عن قوّة مستقلة كاملة، لكنها قوة تتيح المجال للقول إن لخيار التيارات غير الطائفية مكانه في لبنان، لكن قيامه يحتاج الى برامج خارج الانقسام القائم حالياً. ويبقى أن يحفظ اللبنانيون ذاكرتهم الطرية لمراجعة الفائزين أو الخاسرين في كل ما قالوه وأدلوا به خلال الشهرين الماضيين.

 

-----------------------------------------------------------------------------

التيار يتقدّم مسيحياً وضربة لجعجع في بشرّي وإحباط لدى «سنّة السفارة»: التصويت الطائفي يسيطر على الانتخابات

 

مهما قال الفائزون أو الخاسرون في انتخابات 15 أيار، فإن السمة الأساسية لانتخابات الأحد الماضي أنها ثبّتت النزعة الطائفية لدى الغالبية الكبرى من المقترعين، حتى إن قسماً لا بأس به ممن امتنعوا عن التصويت فعلوا ذلك تعبيراً عن إحباط قام على خلفية طائفية. أما الخروقات الجدية لشخصيات معارضة من خارج الاصطفاف الطائفي فلا يمكن اعتبارها، على أهميتها، فوزاً ناجماً عن قوّة مستقلة كاملة، لكنها قوة تتيح المجال للقول إن لخيار التيارات غير الطائفية مكانه في لبنان، لكن قيامه يحتاج الى برامج خارج الانقسام القائم حالياً. ويبقى أن يحفظ اللبنانيون ذاكرتهم الطرية لمراجعة الفائزين أو الخاسرين في كل ما قالوه وأدلوا به خلال الشهرين الماضيين.

 

 

24 ساعة كانت كافية لقلب صورة النتائج التي أُريد لخصوم حزب الله والتيار الوطني الحر تعميمها مساء الأحد. وإذا كان حزب الله قد أمسك بقوة (مع حليفه الرئيس نبيه بري) بكامل الكتلة النيابية الشيعية على مساحة كل لبنان، فإن ما برز من تطورات في الوسط المسيحي انتهى الى غياب لصورة الانتصار التي أشاعتها القوات اللبنانية مساء الأحد، وأظهرت النتائج الرسمية وغير الرسمية أن التيار الوطني الحر حصل على كتلة نيابية تتفوّق على كتلة القوات. وإذا كانت خسارة التيار في قضاء جزين قد مثّلت ضربة كبيرة، إلا أن خسارة القوات أحد مقعدَي بشري مثّل ضربة كبيرة وغير مسبوقة، علماً بأن التدقيق في نسب الأصوات يبقى مرتبطاً بالاطلاع على كامل النتائج. وقراءة سريعة لأسماء الفائزين من أعضاء الفريقين أو المتحالفين معهما تظهر تقدم التيار على القوات بمقعد على الأقل.


---------------------------------------------------------


مفاجآت «التغييريّين»: دعم الاغتراب وغياب الحريري و«هندسات» جنبلاط!


في أوّل انتخاباتٍ بعد «انتفاضة 17 تشرين»، وبعد مرحلة عبورٍ غير سهلة، حجزت «قوى الاعتراض» 12 مقعداً، كاسرة احتكار القوى التقليدية للحياة السياسية. نتيجة أثبتت تمرّد الناخبين على رغبات الزعماء الممعنين في تعميق الأزمات السياسية والاقتصادية.

 

 

الفوز جاء نتيجة تضافر عوامل عدة، في مقدّمها خوض الأحزاب الاستحقاق الانتخابي بمعزلٍ عن التدهور المعيشي الحاصل، متعاملة مع الناخبين كأنهم في «الجيبة» وتستطيع تحدّيهم بتسمية المصرفي مروان خير الدين الذي يعدّ سقوطه الخرق الأبرز. شكّل الصوت الاغترابي رافعة أساسية، وساهم المقاطعون في خفض الحواصل وتسهيل الاختراق، في بعض الدوائر، وفي أخرى استفادت «لوائح الاعتراض» من غياب تيار «المستقبل» عن الحلبة لترث بعضاً من تركته. ولا شك بأن لوليد جنبلاط مصلحة في إزاحة طلال إرسلان ووئام وهاب من المشهد السياسي في الجبل لمصلحة وجوه شبابية جديدة قد لا تشكّل نسبة الخطر نفسها على زعامة نجله تيمور.

 

-------------------------------------------------------------------


افتتاحية صحيفة النهار

“التسونامي” يقلب الأكثرية… والمفاجآت متواصلة!

على رغم البطء الذي تتسم به عمليات استكمال فرز النتائج الرسمية للانتخابات النيابية واعلانها، بما سيستلزم مرور ثلاثة أيام قبل إعلانها نهائيا، فان المعالم والتداعيات الكبيرة لهذه الانتخابات باتت شبه مثبتة بحيث نقلت البلاد في اقل من اربع وعشرين ساعة بعد اقفال صناديق الاقتراع مساء الاحد، من مقلب الى مقلب آخر. والواقع ان #لبنان بدا غداة اليوم الانتخابي امام واقع صاعق رسمته الوقائع الانتخابية الجديدة ولو طرأت مع عمليات الفرز المتواصلة عوامل من شأنها تغيير البعض فيه، وهو الامر الذي جعل الجهات التي منيت بتراجعات وخسائر، لم تكن في حساباتها ولا في التقديرات المسبقة، تلزم امس الصمت المعبر وتترقب اكتمال الصورة الشاملة لخريطة توزع القوى والتكتلات الجديدة والقديمة في مجلس النواب المنتخب الجديد. ويمكن القول ان الساعات الأربع والعشرين التي أعقبت الانتخابات ثبتت التحول “الاستراتيجي” الأكبر الذي يشكله انقلاب الأكثرية الجديدة في مجلس النواب من قوى “الممانعة” أي تحالف 8 اذار الذي يعد تحالف العهد العوني وتياره مع “حزب الله” عموده الفقري الى تجمع “سيادي – تغييري” يمثله التكتل النيابي الأكبر الذي حصدته “القوات اللبنانية ” في ما سمي “تسونامي” والذي كاد يربو على 20 نائبا والحزب التقدمي الاشتراكي وقوى وتكتلات أخرى من قوى 14 اذار سابقا كحزب الكتائب وحزب الاحرار ونواب مستقيلين سابقين ومستقلين اعيد انتخابهم، بالإضافة الى تكتل جديد وافد منبثق من انتفاضة المجتمع المدني الذي سيضم اكثر من 12 نائبا جديدا على الاقل. ومع ان التكتل الجديد لا يندرج ضمن تحالف محتمل مع القوى والشخصيات الحزبية والسياسية التقليدية، فان لوحة الأكثرية والأقلية المتبدلة وفي انتظار انتهاء النتائج الرسمية يرجح ان تتجاوز نصف عدد أعضاء المجلس للقوى السيادية والتغييرية فيما لا تتجاوز قوى 8 اذار الـ 61 نائبا. ولذا رسمت المفاجأت التي سجلت في بعض عمليات الفرز امس علامات استفهام وشكوك واتجاهات نحو تقديم طعون. وابرز هذه التطورات ما تردد مساء امس عن سقوط النائب القواتي في بشري جوزف اسحق لمصلحة المرشح الخصم وليم طوق.

 

وفي سياق اخر أظهرت عمليات الفرز في حاصبيا – مرجعيون فوز المرشح فراس حمدان من المجتمع المدني على حساب مروان خير الدين وهو المرشح الثاني الذي يسقط على لائحة رئيس مجلس النواب نبيه بري في هذه الدائرة بعد اسعد حردان لمصلحة مرشحي المجتمع المدني. كما افيد ليلا عن فوز المرشحة عن لائحة “لوطني” في بيروت الأولى سينتيا زرازير بمقعد الأقليات.

ولعل اللافت في هذا السياق ان “حزب الله” وخلافا لـ”تقاليده” في انكار وتجاهل الاعتراف بالخسائر السياسية، أقر امس بالخسارة البرلمانية، اذ كشفت مصادر متحالفة مع “حزب الله” أن “من المرجح أن يخسر “الحزب” وحلفاؤه الأغلبية البرلمانية، بحسب ما أفادت “رويترز”. كما نقلت عن المصادر أن “حزب الله” وحلفاءه لن يحصلوا على على أكثر من 64 مقعدا من أصل 128″.


 ولكن رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد سرعان ما استعاد استعانته بنبرة التهويل والتخوين في ما عكس الموقف العصبي الانفعالي الذي يعيشه الحزب حيال نتائج الانتخابات. وقال خلال حفل استقبال في النبطية إحتفالاً بفوزه بالإنتخابات مخاطبا الفريق الآخر: “إذا لا تريدون حكومة وطنية فأنتم تقودون لبنان إلى الهاوية وإياكم أن تكونوا وقود حرب أهلية، فنحن نرتضيكم أن تكونوا خصومًا لنا في المجلس النيابي لكن لا نرتضيكم أن تكونوا دروعًا لـ إسرائيل”. واضاف رعد : “عليكم التعاون معنا وإلا فإن مصيركم العزلة”، مشدّدًا على أننا ” نحرص على العيش المشترك وإياكم أن تكونوا أعداءً لنا فالسلم الأهلي خط أحمر”. وأضاف: “سنسعى الى معالجة الأزمة الإقتصادية التي أغرقنا بها أعداء لبنان وإياكم أن تخطئوا الحساب معنا” .

 

سقوط “رموز”

وربما ساهم في هذه العصبية ما واكب كشف النتائج المتتابعة للانتخابات من سقوط لافت ذي دلالات بارزة ومعبرة لرموز سياسيين ونقابيين وحزبيين من حلفاء للحزب معروفين بالتصاقهم وعلاقاتهم الوثيقة مع نظام بشار الأسد من ابرزهم طلال ارسلان ووئام وهاب واسعد حردان وأخيرا ايلي الفرزلي. حتى ان معالم تشظي تداعيات “التسونامي” الجديد اصابت رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي دخل التنافس الحاد مع “القوات” والمجتمع المدني على الأصوات الى عقر نفوذه في زغرتا، ولم يتجاوز عدد نوابه العائدين الى المجلس الاثنين فقط، علما ان النائب المستقيل ميشال معوض سجل تقدما في عدد الأصوات التي نالها على النائب طوني فرنجية وقد احتدمت المعركة على المقعد الثالث في زغرتا وانتهت الى مصلحة المرشح عن المجتمع المدني ميشال الدويهي . كما ان السباق حسم بين النائب جبران باسيل والمرشح مجد حرب لمصلحة باسيل بعدما كان حسم فوز المرشح القواتي غياث يزبك.

 

وان كانت ماكينة “التيار الوطني الحر” تدرج عددا يفوق العشرين لما حققه مع احتساب نواب الطاشناق الى جانبهم، فان تراجع حجمه الحقيقي عكس التداعيات السلبية حيال ادائه وممارسات العهد وكان معبرا أيضا سقوط مرشحي التيار في جزين مثلا حيث احتفظ لسنوات خلت بمواقع متقدمة.

 

النتائج بالتقسيط !

وقد اعلن وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي بعد ظهر امس نتائج #الانتخابات النيابية التي تصدر تباعا في سبع دوائر انتخابية واعتبر انه “رغم كل الصعوبات والتشكيك استطعنا إنجاز الإستحقاق الإنتخابي بطريقة جيدة، وكل حملات التشكيك التي تترافق مع فرز النتائج لا تؤثر على عملنا ولا على الموظفين والقضاة الذين وصلوا الليل بالنهار للقيام بواجبهم الوطني للمساهمة بخلاص البلد وإصدار النتائج، ونسب الإقتراع ليست منخفضة بل جيدة، وهي تقريبا مثل أو أقل قليلا من النسب بالإنتخابات السابقة”واشار مولوي الى ان ” الشوائب قليلة جداً نسبةً لعدد الدوائر والإشكالات التي حصلت خلال اليوم الانتخابي لا تُذكر ولا تنال من صدقية هذه الانتخابات وتمّت معالجتها في حينها وتمكّنا من تأمين الكهرباء بشكل ممتاز والأجهزة الأمنية كانت في جهوزية تامّة”. ثم اعلن ليلا نتائج الانتخابات في دوائر الشوف – عاليه والمتن وبيروت الأولى .

 

موسكو وطهران

وفي الاصداء الخارجية للانتخابات أعربت وزارة الخارجية الروسية عن ترحيبها بإجراء الانتخابات النيابية اللبنانية، معيدة تاكيد موقفها الداعم لسيادة هذا البلد وسلامة أراضيه والتزامها تطوير العلاقات الودية معه. وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا في بيان لها، إننا “نرحب بالانتخابات النيابية في الجمهورية اللبنانية، ونعتبرها حدثاً سياسياً محلياً مهما لضمان الأداء المستقر والفعال لمؤسسات سلطة الدولة في هذا البلد”. وأضافت، “نتوقع أن تواصل القوى الاجتماعية والسياسية اللبنانية الرائدة عملها لحل القضايا الصعبة على المستوى الوطنية على أساس الحوار البناء والاحترام المتبادل وتوازن المصالح المشروعة”.

 

وأشارت إلى أن مراقبين أجانب بمن فيهم وفد روسي تابعوا هذه الانتخابات، لافتة إلى أنه لم تكن هناك انتهاكات وحوادث خطيرة خلال التصويت.

 

الى ذلك، اعلنت إيران، في أول تعليق على نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية، أنها تحترم أصوات الناخبين في هذه الانتخابات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة في مؤتمر صحافي أسبوعي: “تحترم إيران تصويت الشعب اللبناني. إيران لم تحاول أبدا التدخل في الشؤون الداخلية للبنان” .

********************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

بري يترقّب “حاصل” الولاية السابعة… وباسيل “شريك مضارب”

مجلس 2022: “السلاح” على الطاولة

 

انتهت المعركة الانتخابية ولن تنتهي القراءات في خلاصاتها الوطنية وتداعياتها المزلزلة تحت أقدام المنظومة وأركان السلطة، بعدما أثبت الشعب اللبناني أنه شعب يرفض الخنوع والخضوع، عصيّ بتكوينه على التدجين والترهيب والاستسلام… كـ”البحار يعتمد على ذكائه وحركيّته ليضبط أمواج البحر المتلاطمة” كما غرّد السفير السعودي وليد بخاري أمس، مقتبساً من وصف الفيلسوف الألماني هيغل للمكوّن اللبناني.

 

تفاصيل دقيقة برزت تحت المجهر الانتخابي لتشكّل بمجملها “نواة تغيير” غير تفصيلية، استرعت انتباه المراقبين في الداخل والخارج فانكبوا على رصد مفاعيلها وتأثيراتها على عموم المشهد اللبناني، وسط تهيّب ملحوظ لردة فعل محور الممانعة على سحب أحزاب المعارضة والقوى التغييرية البساط من تحت أقدامه في المجلس النيابي، الذي أسقط في دورة العام 2022 رموزاً بارزة من حقبة الوصاية السورية وحجّم الغطاء المسيحي لسلاح “حزب الله”، فانتقل في مساحة عريضة من مقاعده، من “بيئة حاضنة” للسلاح إلى “بيئة حاضنة” لمطلب وضع هذا السلاح على طاولة البحث، تحت مبدأ استعادة سيادة الدولة وحصر السلاح وقرار الحرب والسلم بيدها.


 فبنتيجة التمحيص الأفقي والعمودي في خارطة المجلس الجديد، تبرز جملة مؤشرات واضحة في دلالاتها ومعانيها لا سيما مع تراجع منسوب المشاركة الانتخابية في بيئة الثنائي الشيعي، بموازاة سقوط حلفاء تاريخيين له على مختلف الساحات الوطنية، مقابل صحوة مسيحية عارمة من سكرة “تسونامي” العام 2005، فجاءت النتائج لتنزع عباءة الزعامة عن كتف العهد وتياره وتضعها فوق أكتاف الفريق المسيحي المناوئ لسلاح “حزب الله” بقيادة “القوات اللبنانية”، الأمر الذي سينعكس تقليصاً لحجم مظلة “تفاهم مار مخايل” الذي لطالما استظل “الحزب” تحتها لإضفاء الشرعية المسيحية على مسألة بقاء سلاحه خارج كنف الدولة.


 ومع انقلاب المشهد، أصبح “التيار الوطني” اليوم واحداً من حلفاء “حزب الله” الذين يستظلون عباءته على الساحة المسيحية خصوصاً بعدما عانى رئيس “التيار” جبران باسيل الأمرّين للحفاظ على ماء وجهه في مسقط رأسه لينجو بمقعده النيابي في البترون، بينما طوت جزين الحقبة العونية وأنهت العهد قبل نهايته عبر إسقاطها مرشحَيّ “التيار” بضربة مزدوجة منعت أي منهما من تأمين حاصل انتخابي، بالتوازي مع إسقاط مرشح “الثنائي” ابراهيم عازار.

 

وكذلك في سائر الدوائر لم يكن طعم صناديق الاقتراع أقلّ مرارةً على الأحزاب والقوى والشخصيات الملحقة بالثنائي، فكان السقوط مدوياً في الجبل لكل من مرشحي “حزب الله” الدرزيين طلال أرسلان ووئام وهاب، في حين ردّ الثوار على محاولة دهسهم تحت عجلات سيارة نائب رئيس المجلس إيلي الفرزلي قبالة ساحة النجمة بأن أسقطوه في البقاع الغربي رغم كل المحاولات و”الخزعبلات” التي جرت خلال ساعات نهار الأمس لإعادة “تعليب” فوزه داخل “الصندوق السوري”. وكذلك في مرجعيون وحاصبيا وجّهت قوى المعارضة صفعة مدوية للائحة “أمل”ـ “حزب الله” بعدما نجحت في إيصال “طبيب الفقراء” الياس جرادي إلى الندوة البرلمانية وإسقاط مرشح الحزب “السوري القومي” أسعد حردان مع بلوغ عتبة الحاصل الثاني الذي أطاح بمرشح “الثنائي الشيعي” المصرفي مروان خير الدين لصالح المرشح فراس حمدان.

 

ومع انتهاء عمليات الفرز، ينطلق العد العكسي عملياً لتصدي المجلس النيابي الجديد للتحدي الأول المدرج على جدول أعماله من خلاله انتخاب رئيس المجلس ونائبه، الأمر الذي يضع إعادة انتخاب الرئيس نبيه بري لولاية سابعة على المحك في ظل كرة المجاهرة المتدحرجة تأكيداً على عدم نية أحزاب وقوى المعارضة والتغيير الفائزة في الانتخابات بالتجديد لبري.

وفي المعطيات الأولية، فإنّ طريق رئاسة المجلس لن تكون معبّدة ليمرّ عليها بري “مرور الكرام” كما درجت العادة في الدورات المتتالية على مدى العقود الثلاثة الأخيرة، رغم عدم وجود مرشح شيعي ينافس قبضته على “المطرقة” النيابية، الأمر الذي سيشرع الأبواب أمام مشاورات ومفاوضات بينية في مختلف الاتجاهات على نية موضوع رئاسة المجلس خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، ربطاً بكون الدستور وضع مهلة 15 يوماً أمام المجلس الجديد ليدعو رئيس السن فيه إلى جلسة إنتخاب رئيسه ونائبه.


 
وإذ صودف أنّ بري هو “رئيس السنّ” الحالي في تركيبة المجلس المنتخب، توقع مراقبون أن يستخدم هذه الورقة للتحكم في الدعوة إلى جلسة إعادة انتخابه، بانتظار ما ستفسر عنه الاتصالات التي سيجريها لتأمين “الحاصل” الانتخابي لولايته السابعة، حيث ستتجه الأنظار إلى الجهود التي سيبذلها “حزب الله” مع رئيس “التيار الوطني” لدفعه إلى التصويت مع كتلته لصالح بري مقابل إدخال باسيل “شريكاً مضارباً” في صفقة مقايضة تفضي إلى تأمينه الميثاقية المسيحية لإعادة انتخاب بري مقابل منحه حق تسمية وترشيح نائب رئيس المجلس خلفاً للفرزلي.

 

********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

أولى نتائج انتخابات لبنان: «حزب الله» يخسر أكثريته… وحلفاءه

وزير الداخلية أعلن عن الفائزين في 7 دوائر

 

أظهرت نتائج نحو نصف الدوائر الانتخابية في لبنان، التي أعلن عنها وزير الداخلية بسام مولوي، أمس (الاثنين)، خسارة مدوية لحلفاء «حزب الله»، وعلى رأسهم «التيار الوطني الحر» بقيادة النائب جبران باسيل، وهو الأمر الذي ينسحب على نتائج الدوائر المتبقية بحسب ما كشفته نتائج الماكينات الانتخابية التابعة للأحزاب، ما سينعكس على الأكثرية في البرلمان التي كان يملكها هذا الفريق، والتي باتت مهددة بشكل جدي بالذهاب إلى خصوم الحزب والتيار.

 

وأعلن وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي نتائج 49 مقعداً، موزعة على 7 دوائر انتخابية، لافتاً إلى بعض التأخير في عملية الفرز، ما سيؤدي إلى الإعلان عن الدوائر المتبقية تباعاً، في وقت تحدثت فيه معلومات عن تلاعب ومحاولة تزوير في عدد من الدوائر، ولا سيما تلك التي يوجد فيها لوائح لـ«حزب الله» وحركة «أمل».

 

وقال مولوي في مؤتمر صحافي: «استطعنا إنجاز الاستحقاق الانتخابي بطريقة جيدة، وكل حملات التشكيك التي تترافق مع فرز النتائج لا تؤثر على عملنا ولا على عمل الموظفين والقضاة».

 

وفيما أعلن عن نتائج 7 دوائر، لفت إلى أن «النتائج الأخرى قد تتأخر، وحرصاً على الشفافية سنعلنها تباعاً»، نافياً وجود أي تلاعب في عمليات الفرز. وأكد: «الداخلية تعلن النتائج، ولا تقررها، وواجبنا ضمان أمن الانتخابات، ولا نتدخل في عمل القضاء».

 

ولم تختلف النتائج عن تلك التي سبق أن أعلنتها ماكينات الأحزاب الانتخابية، وهي دائرة الجنوب الثانية (صور – الزهراني) حيث سجلت نسبة اقتراع 48.8 في المائة، وفازت فيها لائحة «حزب الله» و«حركة أمل»، والنواب هم نبيه بري (حركة أمل)، حسن عز الدين (حزب لله)، حسين جشي (حزب الله)، علي خريس (حركة أمل)، عناية عز الدين (حركة أمل)، علي عسيران وميشال موسى (حركة أمل).

 

 

وفي جبل لبنان الأولى (كسروان جبيل) بلغت نسبة الاقتراع 63.3 في المائة والنواب هم، زياد الحواط (قوات لبنانية)، رائد برو (حزب الله)، ندى البستاني (التيار الوطني الحر)، نعمة أفرام (مستقل)، شوقي الدكاش (القوات اللبنانية)، فريد الخازن (مستقل)، سيمون أبي رميا (التيار الوطني الحر)، سليم الصايغ (الكتائب اللبنانية).

 

وفي دائرة البقاع الثالثة (بعلبك الهرمل) فازت لائحة «حزب الله» و«حركة أمل»، فيما تمكّن مرشح حزب «القوات اللبنانية» أنطوان حبشي من الخرق، وأسماء النواب الفائزة بحسب ما أعلنها مولوي هي، إضافة إلى حبشي، حسين الحج حسن، إيهاب حمادة، علي المقداد، إبراهيم الموسوي (حزب الله)، غازي زعيتر (حركة أمل)، جميل السيد، سامر التوم، ينال الصلح، ملحم الحجيري (مستقلون متحالفون مع «حزب الله»).

 

وفي دائرة الجنوب الأولى (صيدا جزين)، حيث سجلت نسبة الاقتراع 46.6 في المائة، فقد تلقى التيار الوطني الحر ضربة تمثلت بخسارة مرشحيه، أمل أبو زيد وزياد أسود، ومرشح «حركة أمل» إبراهيم عازار، فيما فاز كل من عبد الرحمن البزري (مستقل)، وأسامة سعد (التنظيم الشعبي الناصري)، وشربل مسعد (مستقل على لائحة البزري – أسامة سعد)، سعيد الأسمر، وغادة أيوب (القوات اللبنانية).

 

أما في البقاع الأولى (زحلة) حيث سجلت نسبة الاقتراع 49.5 في المائة، فقد فاز كل من رامي أبو حمدان (حزب الله)، جورج عقيص (قوات لبنانية)، ميشال ضاهر (مستقل)، إلياس إسطفان (القوات اللبنانية)، سليم عون (تيار وطني حر)، بلال الحشيمي (لائحة القوات)، وجورج بوشكيان (تيار وطني حر).

 

وفي دائرة البقاع الثانية (البقاع الغربي – راشيا) كانت المفاجأة خسارة نائب رئيس البرلمان إيلي الفرزلي، الذي كان يخوض المعركة ضمن لائحة تحالف «التيار» و«أمل» و«حزب الله»، فيما فاز مرشح من مجموعات المعارضة، وهو ياسين ياسين، إضافة إلى قبلان قبلان (حركة أمل)، وائل أبو فاعور (الحزب التقدمي الاشتراكي)، حسن مراد (حزب الاتحاد)، ياسين ياسين شربل مارون (التيار الوطني الحر)، غسان السكاف (لائحة التقدمي الاشتراكي).

 

وفي دائرة جبل لبنان الثالثة (بعبدا) توزعت المقاعد بين تحالف «التيار و«حزب الله» و«حركة أمل») وبين تحالف «القوات والاشتراكي»، والنواب هم علي عمار (حزب الله)، بيار بو عاصي (القوات اللبنانية)، هادي أبو الحسن (الحزب التقدمي الاشتراكي)، آلان عون (التيار الوطني الحر)، فادي علامة (حركة أمل)، كميل شمعون (حزب الوطنيين الأحرار).

 

وبانتظار الإعلان النهائي والرسمي عن كل الدوائر، أظهرت ماكينات الأحزاب عن فشل نواب سابقين مقربين من «حزب الله» في الاحتفاظ بمقاعدهم على غرار نائب الحزب القومي السوري الاجتماعي أسعد حردان عن المقعد الأرثوذكسي في إحدى دوائر الجنوب، الذي يشغله منذ عام 1992، والنائب الدرزي طلال أرسلان في دائرة عاليه في محافظة جبل لبنان، إضافة إلى نائب رئيس البرلمان إيلي الفرزلي.

 

في المقابل، ضمن حزب القوات اللبنانية فوزه بأكثر من 20 مقعداً، وفق نتائج أولية لماكينته الانتخابية، فيما سيبلغ عدد نواب حليف «حزب الله»، التيار الوطني الحر، نحو 15 نائباً.

 

من جهة أخرى، رافقت عملية فرز صناديق الاقتراع معلومات من جهات سياسية ومرشحين من «القوات» ومجموعات معارضة عن محاولة تزوير حصلت في عدد من الدوائر لصالح حلفاء «حزب الله»، إضافة إلى اختفاء صناديق تحمل أصوات المغتربين من عدد من الدول. وقبل إعلان مولوي عن النتائج في البقاع الغربي، لفتت معلومات صحافية إلى ضغوطات من مرجعيات عليا على لجان القيد للتلاعب بالنتائج من أجل تأمين فوز إيلي الفرزلي، قبل أن يعود وزير الداخلية ويعلن خسارته.

 

وفي دائرة مرجعيون حاصبيا، تمكنت مجموعات المعارضة من الفوز بمقعد مسيحي. كما حصل إشكال خلال فرز صناديق الاغتراب في سرايا مرجعيون من قبل لجان القيد، بعد إلغاء قلم من فرنسا، ومحاولة إبطال صندوق آخر من قطر، وهو ما اعترض عليه ممثلو المجموعات متحدثين عن محاولات لمنعهم من الحصول على مقعد ثانٍ، عبر المرشح فراس حمدان عن المقعد الدرزي الذي يتنافس عليه مع الصيرفي مروان خير الدين، مرشح تحالف «حزب الله» – «أمل».

 

********************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

 الانتخابات تفرض خريطة مجلسية جديدة: “الاكثرية المقرِّرة” تحدّدها التحالفات

اذا كان ثمة إجماع على انّ اجراء الانتخابات النيابية في مناخ هادىء امنيا، واجواء تنافس ديموقراطي لم تؤثر فيها بعض الخروقات في بعض الدوائر، يعدّ إنجازاً للسلطة ولكل المعنيين بهذا الاستحقاق، إلا ان ما يثير الاستغراب والريبة والتساؤلات في آن معاً، هو التخفيف من وهج الإستحقاق بالتأخير غير المبرّر، او ربما بالتباطؤ في الاعلان الرسمي للنتائج النهائية لهذا الاستحقاق.

وقد برّر وزير الداخلية القاضي بسام مولوي التأخير بقوله خلال مؤتمر صحافي عقده في وزارة الداخلية امس: «رغم كل الصعوبات والتشكيك، استطعنا إنجاز الإستحقاق الإنتخابي بطريقة جيدة، وكل حملات التشكيك التي تترافَق مع فرز النتائج لا تؤثر على عملنا ولا على عمل الموظفين والقضاة الذين وصلوا الليل بالنهار للقيام بواجبهم الوطني للمساهمة بخلاص البلد وإصدار النتائج، ونسَب الإقتراع ليست منخفضة بل جيدة، وهي تقريباً مثل أو أقل قليلاً من النسَب في الإنتخابات السابقة».

 

نتائج غير كاملة

 

على ان اللافت للانتباه هو انّ هذا الاعلان جاء بصورة متقطعة، عكست النتائج التي تم الاعلان عنها وفق ما قدرته الماكينات الانتخابية لكل الاطراف التي تنافست في هذا الاستحقاق بصورة شبه نهائية، فور انتهاء عمليات الفرز في الدوائر، حيث حسمت رسمياً نتائج مجموعة من الدوائر، اعلن عنها وزير الداخلية على النحو الآتي:

 

– دائرة الجنوب الثانية (صور – الزهراني)، الفائزون: نبيه بري، حسن عز الدين، حسين جشي، علي خريس، عناية عزالدين، علي عسيران، وميشال موسى.

– دائرة الجنوب الأولى (صيدا – جزين)، الفائزون: عبد الرحمن البزري، أسامة سعد، سعيد الأسمر، شربل مسعد وغادة أيوب.

– دائرة جبل لبنان الاولى (كسروان – جبيل)، الفائزون: زياد الحواط، رائد برو، ندى البستاني، نعمة افرام، شوقي الدكاش، فريد الخازن، سيمون أبي رميا وسليم الصايغ.

 

– دائرة البقاع الاولى (زحلة)، الفائزون: رامي ابو حمدان، جورج عقيص، ميشال ضاهر، الياس اسطفان، سليم عون، بلال الحشيمي وجورج بوشكيان.

– دائرة البقاع الثانية (البقاع الغربي – راشيا)، الفائزون: قبلان قبلان، وائل ابو فاعور، حسن مراد، ياسين ياسين، شربل مارون وغسان السكاف.

– دائرة جبل لبنان الثالثة (بعبدا)، الفائزون: علي عمار، بيار بو عاصي، هادي ابو الحسن، الان عون، فادي علامة وكميل شمعون.

 

– دائرة البقاع الثالثة (بعلبك – الهرمل)، الفائزون: حسين الحج حسن، غازي زعيتر، ايهاب حمادة، علي المقداد، ابراهيم الموسوي، انطوان حبشي، جميل السيد، سامر التوم، ينال محمد صلح وملحم محمد الحجيري.

– جبل لبنان الرابعة (الشوف – عاليه): تيمور جنبلاط، مروان حمادة، بلال عبدالله، جورج عدوان، نجاة خطار عون، حليمة القعقور، فريد البستاني، جورج عطالله، أكرم شهيب، مارك ضو، راجي السعد، نزيه متى وسيزار أبي خليل وراجي السعد.

– جبل لبنان الثانية (المتن): سامي الجميّل والياس حنكش وابراهيم كنعان وميشال المر وهاغوب بقرادونيان والياس بو صعب وملحم الرياشي ورازي الحاج.

 

– بيروت الأولى: غسان حاصباني ونديم الجميّل ونقولا الصحناوي وهاغوب ترزيان وجان طالوزيان وبولا يعقوبيان وسينتيا زرازير وجهاد بقرادوني.

– دائرة الشمال الثالثة: ستريدا جعجع ووليم طوق وميشال معوض وطوني فرنجية وغياث يزبك وجبران باسيل وأديب عبد المسيح وجورج عطالله وميشال الدويهي.

– الجنوب الثالثة: حسن فضل الله ومحمد رعد وعلي فياض وهاني قبيسي وعلي حسن خليل والياس جرادي وأيوب حميد وقاسم هاشم وفراس حمدان وأشرف بيضون وناصر جابر.

 

الاستحقاق العاجل

 

وعلى الرغم من انّ اعلان النتائج الرسمية يتّسِم بصفة الاستعجال لحسم هذه النتائج ووَقف مسلسل التكهنات التي اغرقت البلد في تشنجات وارباك في صفوف المرشحين، خصوصاً ان ساعات طويلة قد مرّت بعد إقفال صناديق الإقتراع، فإنه يُفترض الا يكون هناك اي مبرر تقني لتأخير اعلانها، الا ان الانظار باتت مشدودة ليس الى هذه النتائج بقدر ما هي مشدودة الى مرحلة ما بعد الانتخابات واستحقاقاتها العاجلة أو الآجلة.

 

ولعل الاستحقاق الاول مع ولادة المجلس النيابي الجديد، الذي سيدخل في الخدمة النيابية بعد اقل من اسبوع، اي اعتباراً من 22 ايار الجاري، هو انتخاب رئيس المجلس، والمرشح الوحيد لهذه المسؤولية هو رئيس مجلس النواب نبيه بري. وكذلك انتخاب نائب الرئيس وسائر اعضاء هيئة مكتب النواب. ومن الطبيعي ان تفرض فترة الاسبوع هذه حركة مشاورات عاجلة بين الكتل النيابية الجديدة لتحديد الوجهة التي سيسلكها هذا الاستحقاق. سواء أكان بالنسبة الى رئاسة المجلس المحسومة للرئيس بري او بالنسبة الى نائب الرئيس الاورثوذكسي، الذي تؤشّر الوقائع السابقة لهذا الاستحقاق الى انه قد يشهد سباقا محموما بين الكتل الكبرى للظفر بهذا المنصب، خصوصا بين حزب «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر».

 

الاستحقاق الحكومي

 

امّا الاستحقاق التالي، فهو تشكيل الحكومة الجديدة، حيث ان حكومة الرئيس نجيب ميقاتي القائمة ستُعتبر مستقيلة حتماً مع بدء ولاية المجلس النيابي الجديد. وعليه، فإنّ رئيس الجمهورية سيُبادر فورَ ذلك الى الدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية تشكيل حكومة ما بعد الانتخابات.

 

على انّ السائد قبل ايام من الاستحقاق الحكومي، تبعاً لمواقف الاطراف، لا يَشي بتمرير الاستحقاق الحكومي بطريقة انسيابية وسلسة. حيث ان الفرضية الاقرب الى التمني هي ان تسلك الامور مسارا طبيعيا هادئا في هذا الاستحقاق يُصار من خلالها الى تسمية الرئيس المكلف (مع ترجيح اسم الرئيس نجيب ميقاتي)، يليه خلال فترة سريعة تشكيل حكومة شراكة تولي نفسها مهمة إكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي واكمال كلّ المتطلبات التي تسرّع في وضع برنامج التعاون مع الصندوق.

 

الا ان الفرضية الاكثر واقعية هي ان يخضع هذا الاستحقاق لتجاذبات من شأنها ان تصعّب الوصول الى حكومة شراكة، ما قد يفتح الباب امام احتمالات اخرى، تكون فيها كلمة الفصل الحكومية للأكثرية النيابية التي قد تفرضها تحالفات جديدة لتوليد حكومة ما بعد الانتخابات، بحيث تضم خليطاً من القوى السياسية، وتُبقي خارجها من يختار البقاء خارجها.

 

الخريطة الجديدة

 

وتبعاً لنتائج العملية الانتخابية، فإنّ صورة المجلس النيابي الجديد قد باتت شبه واضحة ومؤكّدة وفق تقديرات ماكينات الأطراف المشاركة بهذا الإستحقاق، بحيث ان الانتخابات افرزت، وكما بات معلوماً خريطة مجلسية جديدة، تتبدّى فيها الوقائع التالية:

 

أولاً، ان الانتخابات تبدو حتى الآن أحدثت انقلابا نوعيا على صعيد التمثيل المسيحي في مجلس النواب، بحيث انها رفعت من حجم تمثيل بعض القوى السياسية في المجلس ولا سيما حزب «القوات اللبنانية» الذي أكد أنه احتل صدارة التمثيل المسيحي لنيله العدد الاكبر من المقاعد، وقَزّمت تمثيل قوى اخرى مثل «التيار الوطني الحر» وأنزلته الى المرتبة الثانية بعد «القوات».

 

ثانيا، أدخلت الى المجلس مجموعة من النوّاب المستقلين من خارج دائرة الاحزاب، وطَعّمته بوجوه شابّة، مثل ميشال الياس المر، تشكل امتدادا لتمثيل تاريخي لمنطقة المتن في مجلس النواب.

 

ثالثا، طَعّمت المجلس الجديد بنكهة تغييرية، لم تكن معهودة في كل المجالس الينابية السابقة.

 

رابعا، عكست محافظة ثنائي حركة «أمل» و»حزب الله» على نسبة تمثيلهما كما كانت في المجلس السابق، مع زيادة طفيفة بعدد المقاعد.

 

خامسا، احدثت انقلاباً على المستوى الدرزي، بحيث أبقَت وليد جنبلاط في موقع صدارة تمثيل الطائفة وإن بكتلة نيابية اقل عددا مما كانت عليه في مجلس النواب السابق، وأخرجت طلال ارسلان من المعادلة المجلسية، ومنعت وئام وهاب من اختراق تمثيل الحزب التقدمي الاشتراكي.

 

سادسا، أبقت بعض الاحزاب ضمن حجم تمثيلها التقليدي في المجلس مثل حزب الكتائب.

 

سابعا، عدّلت في وجهة التمثيل السني خارج اطار تيار المستقبل، بحيث توزّع هذا التمثيل بين من كانوا حلفاء التيار وخصومه، وبنسَب متفاوتة.

 

ثامنا، اخرجت من المجلس وجوهاً نيابية لمصلحة قوى التغيير، على ما حصل مع خسارة نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي لمقعده في دائرة البقاع الغربي.

 

أين الاكثرية؟

 

وسط هذه الصورة يتبدّى الآتي:

 

اولا، انّ الخريطة الجديدة تؤكد نظرياً ان الاكثرية في مجلس النواب مجهولة الموقع حتى الآن، ذلك ان المجلس الجديد هو كناية عن مربعات نيابية لا يملك اي من الاطراف الفائزة في الانتخابات الاكثرية المقررة فيه، ما يعني ان هذه الاكثرية هي رهن بالتحالفات والتفاهمات بين القوى السياسية التي يمكن ان تفرضها مرحلة ما بعد الانتخابات.

 

ثانيا، انّ بلوغ هذه الأكثرية التي من شأنها التحكّم بالمسارَين الحكومي والمجلسي المقبل، مثلما هو مسهّل وميَسّر امام قوى سياسية معيّنة، هو صعب ويقارب الاستحالة لدى قوى اخرى.

 

وتبعاً لذلك، فإنّ بلوغ هذه الاكثرية ممكن اذا ما حكمت الضرورات التحالف بين ثنائي حركة «امل» و»حزب الله» مع التيار الوطني الحر وحلفائهم التقليديين، بما يمكنهم من تجميع اكثرية تزيد عن النصف زائدا واحدا في مجلس النواب وتقارب السبعين نائبا. تُضاف الى ذلك مقاعد اللقاء الديموقراطي اذا ما فرضت ظروف ما بعد الانتخابات صياغة تسويات حكومية وغير حكومية على ما هو معهود في السياسة اللبنانية.

 

وفي المقابل، لا يبدو بلوغ الاكثرية ممكناً في المقلب الآخر، الذي تتصدره «القوات» رغم كتلتها الكبيرة، ذلك انها تحتاج اضافة الى عدد اعضاء كتلتها الجديدة الى ما يزيد عن 45 نائباً لتبلغ تلك الاكثرية. وهذه النسبة ليست متاحة، لجملة اسباب:

 

اولها، انّ أياً من الاطراف المذكورة تُناصِب «القوات» خصومة تاريخية ويستحيل ان تدخل بتحالف معها تحت اي عنوان.

 

ثانيها، ان عدد المعارضين للسلطة سواء من يدرجون في خانة «السياديين» او «التغييرين»، لَو تَجمّعوا جميعهم في كتلة واحدة، لا يشكلون نصف العدد الذي تتوخّاه القوات لبلوغ الأكثرية المقررة مجلسيا وحكوميا.

 

ثالثها، ان التغييريين قد يتقاطعون مع القوات في النظرة الى السلطة القائمة حاليا، الّا ان لكل منهم هويّته السياسية والمدنية، وليسوا من لون واحد، بل هم ينتمون الى توجّهات مختلفة لا تلتقي مع نهج «القوات» وسياستها، بل تقف معها خلف متراس الخصومة الشديدة.

 

الحريري: منعطف جديد

 

وكانت لافتة للانتباه في السياق الانتخابي تغريدة للرئيس سعد الحريري قال فيها: «إنتهت الانتخابات ولبنان أمام منعطف جديد. الانتصار الحقيقي لدخول دم جديد الى الحياة السياسية. قرارنا بالانسحاب كان صائباً. هزّ هياكل الخلل السياسي وهو لا يعني التخلي عن مسؤولياتنا. سنبقى حيث نحن نحمل حلم رفيق الحريري ونفتح قلوبنا وبيوتنا للناس. نسأل الله ان يحمي لبنان».

 

قائد الجيش

 

الى ذلك، توجّه قائد الجيش العماد جوزف عون، في بيان أمس، بالتهنئة الى العسكريين «على الإنجاز الذي حقّقتمونه بتوفير الأمن والنظام لإتمام العملية الانتخابية والجهود التي بذلتموها، والمسؤولية التي تَحلّيتم بها هي التي وفّرت الأجواء الآمنة لإنجاز هذا الاستحقاق وفضّ بعض الإشكالات بشكل سريع ومحترف».

 

وقال: «على الرغم من الأزمة التي نمر بها، كنتم على أتمّ الاستعداد لتحمّل المسؤولية ومواكبة اليوم الانتخابي الطويل بوعي وحكمة وانضباط. بفضلكم، اكتملت الصورة الديمقراطية لهذا اليوم. لقد أثبَتمّ مجدّداً، كما في كلّ استحقاق، أنكم جديرون بالثقة والاحترام والتقدير، بفضل إرادتكم وصمودكم وثقتكم بمؤسستكم ووطنكم. مسؤوليتنا تجاه شعبنا ووطننا ستبقى الحافز لنا للاستمرار في القيام بالمهمات الموكلة إلينا».

 

ترحيب أممي

 

وفي السياق، كتبت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا في تغريدة عبر حسابها على تويتر: أبارك للبنان إجراء الانتخابات النيابية في موعدها كاستجابة أولى لتطلعات اللبنانيين. العديد من التحديات لا زالت ماثلة وفي مقدمتها استعادة ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة. لبنان يستحق مستقبلا أفضل وستبقى الأمم المتحدة على استعداد للمساعدة».

 

هوكستين ولبنان

 

من جهة ثانية، كتب الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل آموس هوكستين عبر حسابه على تويتر: «بينما يتجه لبنان إلى صناديق الاقتراع، أظل ملتزماً بدعم جميع الجهود لتأمين إمدادات الطاقة، وجذب الاستثمارات الأجنبية للجهود المبذولة في الإنتاج المحلي وإزالة الكربون. وأخيراً البدء في التعافي الاقتصادي الذي يدعم حقاً الشعب اللبناني».

 

 

********************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

صقور المجلس الجُدد: لن ننتخب برّي للرئاسة ورعد يُحذّر!

شنكر يكشف عن أوقات عصيبة للتيار العوني.. وطهران تعترف بخسارة حلفاء حزب الله

 

بانتظار 21 أيّار تاريخ بداية المجلس النيابي الجديد المنتخب، بدا لبنان امام تحولات متهاوية، وتحولات ناشئة، من شأنها ان تعطي لحركة الانهيار والاعتراضات الواسعة بعد 17 (ت1) 2019 أبعاداً، تقترب من نقاط الفصل أو الحسم أو الانزياحات السياسية، باتجاه اما تسوية جديدة يرعاها النظامان الإقليمي والدولي، أو الانزلاق إلى مواجهات سياسية أو غير سياسية، تفتح الباب لمفاوضات نظام سياسي معدّل في البلد..

انتهى غبار المعارك الانتخابية.. واستراح المحاربون، بين رابح وخاسر، مع مفاجآت ما تزال ترسم الأسئلة تلو الأسئلة.. من دون الانكفاء عن مواجهة المستقبل الآتي..

ومع ذلك، أشارت مصادر وزارية لـ«اللواء» أن سلسلة ملفات يتم تحضيرها من أجل الجلسة الأخيرة للحكومة التي تعقد الخميس المقبل الأرجح في قصر بعبدا، ولفتت إلى أنه يفترض ان يوزع جدول الأعمال اليوم على الوزراء. واعتبرت المصادر أن مجلس الوزراء بدوره سيتوقف عند إنجاز الاستحقاق الانتخابي على ان هناك قضايا لا بد للحكومة أن تبتها قبل أن تتحول إلى حكومة تصريف أعمال. وعلم أن من بينها ملفات كهرباء في حين ليس واضحا ملف الجامعة اللبنانية اذا كان سيبت بدوره، في حين أن تعيين مجلس إدارة تلفزيون لبنان قيد البحث مع العلم أن معلومات تحدثت عن ترحيله إلى الحكومة الجديدة.

الانتخابات بين الأزمة والصدمة

ولوقت طويل، ستبقى الانتخابات النيابية بنتائجها في واجهة التقييم بين الأزمة والصدمة، إذ عبرت النتائج المتمثلة بفوز مرشحي حراك 17 (ت1) 2019 عن دلالات قوية تتعلق بتبدل المزاج الشعبي بالاعراض عن مزاج الأحزاب، وانتخاب مرشحين باتوا نواباً مثل: مارك ضو، وحليمة حجار ونجاة عون (من لائحة توحدنا للتغيير) في قضاء الشوف – عاليه، امتداداً إلى زغرتا مع وصول مشيال شوقي الدويهي في زغرتا (عن لائحة شمالنا).

فضلاً عن نجاح مرشّح اليسار، على لائحة معاً للتغيير، الياس جرادي في حاصبيا (من ضمن دائرة الجنوب الثالثة) مع رهان على نجاح المرشح عن المقعد الدرزي فراس حمدان، مكان المرشح على لائحة الأمل والوحدة المصرفي مروان خير الدين..

اذاً، بدل المزاج الشعبي التغييري الهوى الانتخابي، فتقدمت «القوات اللبنانية» إلى حدود يمكن ان يتجاوز الـ22 نائباً مع خسارة أحد مقعدي بشري، عبر وصول وليم طوق المدعوم من تيّار «المردة» وتراجع التيار الوطني الحر، وامتداد نواب «القوات» إلى معظم الأقضية من الشمال إلى الجنوب، إذ كسبت لوائح جزّين على حساب التيار الوطني الحر والنائب المنتهية ولايته إبراهيم عازار.

وحسم في وقت متأخر موضوع المقعد الماروني الرابع في المتن بين المرشحين رازي الحاج وجاد غصن.

لكن ما لفت متابعين هو أن الموجودين في قصر العدل في جديدة المتن داخل حرم المحكمة حيث لجان القيد الابتدائية أن اكثريتهم من دون وكالات عن المرشحين أو اللوائح، مع الإشارة إلى أن لجنة القيد الابتدائية الثالثة تطلع على نتائج الاقلام، قبل ان يحسم الجدل القانوني ويعلن فوز الحاج.


فائزون

وفاز في بيروت الاولى: غسّان حاصبابي (قوات لبنانية) نديم الجميل (كتائب) ونقولا الصحناوي (تيّار وطني حر) وهاغوب ترزيان (أرمن) وجان طالوزيان (أرمن) وبولا يعقوبيان (أرمن) وسنتيا زازن وجهاد بقرادوني (مقرّب من القوات)..

المرشحون الفائزون، التابعون للتيار الوطني الحر، حسب الدوائر:

1- عكار: أسعد درغام، جيمي جبور.

2- الكورة: جورج عطا الله.

3- زغرتا

4- جبيل: سيمون أبي رميا.

5- كسروان: ندى بستاني.

 

6- المتن: الياس بو صعب، إبراهيم كنعان.

7- بعبدا: آلان عون.

8- عاليه: سيزار أبي خليل.

9- الشوف: غسّان عطا الله.

10- بيروت الاولى: نقولا الصحناوي.

11- جزّين: لا أحد

12- زحلة: سليم عون

13- البقاع الغربي: شربل مارون

14- البقاع الشمالي: سامر التوم.

15- البترون: جبران باسيل

ومع ذلك، يستعد النائب باسيل لتنظيم ما يسميه مهرجان الانتصار الذي يقيمه التيار الوطني الحر السبت، وسيكون فيه كلمة لباسيل.

وفاز في دائرة زغرتا – الزاوية – بشري – الكورة عن الموارنة:

– ميشال شوقي الدويهي (من لائحة شمالنا.

Philip Morris Lebanon
جولة إفتراضية في مختبرات فيليب موريس
SPONSORED BY PHILIP MORRIS LEBANON
اقرأ أكثر

– ميشال معوض (شمال المواجهة)

– طوني فرنجية (المردة)

– ستريدا جعجع (قوات)

– غياث يزبك (قوات)

– جبران باسيل (تيّار وطني حر)

– أديب عبد المسيح (شمالنا)

– فادي كرم (قوات لبنانية)

– جورج عطا الله (تيّار وطني حر)

وفي دائرة الشوف – عاليه:

– مارك ضو (توحنا للتغيير)

– اكرم شهيب (الشراكة والارادة)

– نزيه متى (قوات)

راجي السعد (ماروني مقرّب من الاشتراكي)

– تيمور جنبلاط (تقدمي اشتراكي)

– جورج عدوان (ماروني قوات)

– مروان حمادة (درزي)

– نجاة عون (توحدنا للتغيير)

– سيزار أبي خليل (تيّار وطني حر)

 

– بلال عبد الله (اشتراكي مقعد سني)

– غسّان عطا الله (تيّار وطني حر)

– حليمة قعقور (توحدنا للتغيير)

– فريد البستاني (ماروني لائحة الشراكة والارادة)

مواجهات

واستبق رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب المنتخب محمّد رعد بدء ولاية مجلس النواب الجديد بمخاطبة الخصوم بلهجة فيها دعوة للتعاون، وتحذير من المواجهة.

قال رعد: نقبلكم خصوماً في المجلس النيابي، ولكن لن نقبلكم دروعاً للاسرائيلي وما وراء الإسرائيلي، مؤكداً: لا تكونوا وقوداً لحرب أهلية.

وأشار إلى ان لغة الكراهية والحقد ضد المقاومة هي لغة لا تصنع وطناً، مضيفاً: ان كنتم لا تريدون التعاون معنا في تشكيل حكومة وطنية فإنكم تريدون العزلة.

واعتبر النائب المنتخب حسن فضل الله ان «كل الذين رفعوا شعار نزع سلاح المقاومة، اذهبوا، قبضتم ثمن هذه المواقف، ضعوا خطاباتكم في كوب ماء، بللوها، واشربوا ماءها، هذا الموضوع ليس للكلام معكم اصلاً، وكل كلامكم بالنسبة لنا بعيدون عنه آلاف الكيلومترات».

وقال رئيس حزب الكتائب سامي الجميل: لن ننتخب أي مرشّح لرئاسة المجلس النيابي أو الجمهورية أو الحكومة لا يؤمن بحصرية السلاح.

ودعا للانتظار في ما خص وضع النواب الشيعة، مشدداً على حكومة اختصاصيين من خارج مجلس النواب مؤكداً على عدم الخضوع لإرادة حزب الله، كاشفاً عن توقعه باشتباك سياسي كبير مع الحزب.

وأعلن النائب الطرابلسي المنتخب اشرف ريفي انه لن يسمي الرئيس نجيب ميقاتي لترؤس حكومة جديدة.. معرباً عن قبوله لترؤس حكومة إذا سماه النواب.. وأعلن انه لن يصوت للرئيس برّي لرئاسة مجلس النواب، انطلاقاً من انه «تغييري وتجديدي»، مشدداً على ان يكون سلاح حزب الله موضوعاً اساسياً على جدول الممارسة النيابية.

وأكد رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض انه لن يصوت للرئيس برّي لرئاسة مجلس النواب، وانه سيعمل للحؤول دون وصول رئيس للجمهورية من 8 آذار.

واشنطن لتنفيذ الإصلاحات

وفي أوّل موقف أميركي، رحّبت وزارة الخارجية الأميركية، باجراء الانتخابات اللبنانية في موعدها بلا حوادث أمنية كبيرة، مضيفة: «نشجع القادة السياسيين اللبنانيين على الالتزام بتنفيذ الإصلاحات لإنقاذ الاقتصاد».

وأعلن مساعد وزير الخارجية الأميركية السابق ديفيد شنكر انه اعرب عن قلقه من انقسام المعارضة، وان هناك العديد من الجماعات التي انتشرت وتنافس بعضها البعض.

وقال: جبران باسيل كان أحد حلفاء حزب الله الرئيسيين، وكان من المسؤولين عن الانهيار المالي في لبنان من خلال عدم اتخاذ أي قرارات بشكل واضح لمساعدة لبنان.. وان الولايات المتحدة حملت التيار الوطني الحر مسؤولية افعاله التي اعتبرها فاسدة.

ولاحظ ان التيار الوطني الحر مر بوقت عصيب للغاية في الانتخابات، مشيراً إلى ان حكومة الولايات المتحدة لم تكن مسؤولة بأية شكل من الاشكال عن خفض تصنيف «موديز» للبنان، فموديز مؤسسة مستقلة، والولايات المتحدة ليس لها دور في خفض التصنيف.

 

بدوره قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة في مؤتمر صحفي اسبوعي بثه التلفزيون «تحترم إيران تصويت الشعب اللبناني.. إيران لم تحاول ابداً التدخل في الشؤون الداخلية للبنان».

إذ أظهرت نتائج غير رسمية ان بعض حلفاء حزب الله تكبدوا خسائر، وحصل خصومهم على مزيد من المقاعد.

وعلى الصعيد الدبلوماسي غرّد السفير السعودي في لبنان وليد بخاري عبر حسابه على «تويتر» عن النصر قائلاً: «وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم».

كما قالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا عبر حسابها على «تويتر»: أبارك للبنان إجراء الانتخابات النيابية في موعدها كاستجابة أولى لتطلعات اللبنانيين. العديد من التحديات ما زالت ماثلة وفي مقدمتها استعادة ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة. لبنان يستحق مستقبلا أفضل وستبقى الأمم المتحدة على استعداد للمساعدة.

تأخر نتائج بيروت الثانية

وحول تأخر نتائج انتخابات بيروت الثانية، كشف النائب أمين شري (حزب الله) ان هناك إرباكاً ما، ومحاولة لإلغاء أقلام في دائرة بيروت 2 مما يؤثر على الحواصل، والمحامون يتابعون الموضوع في قصر العدل، فيما توجه إلى هناك النائب عدنان طرابلسي للعمل على عدم إلقاء أحد الصناديق الذي يضم اوراقاً مرمزة، فلائحة الاحباش تحتاج إلى حاصل 14300، فيما لديها 14200، واحتساب الصندوق يؤمن الحاصل، والا ستخرج بلا حاصل، وبلا تمثيل نيابي.

وفي طرابلس، أعلن عن فوز النائب فيصل كرامي، وان احتفالات بدأت ليلاً في دارته.

وكانت نتائج الانتخابات النيابية العامة حملت مفاجآت كبيرة تمثلت بوصول عدد لابأس به من مرشحي المجتمع المدني وقوى التغيير في عدد من الدوائر الاساسية، مثل بيروت الاولى(2) والثانية(2) والمتن(1) والشوف -عاليه (3)، وطرابلس (2) والبقاع الغربي – راشيا (1)، والجنوب الثالثة (1) والشمال الثالثة (1). فيما كانت المفاجأة الثانية خسارة نواب كبار مقاعدهم مثل ايلي الفرزلي وطلال ارسلان واسعد حردان ومحمد القرعاوي، وزياد اسود الذي رسب مع زميله مرشح التيار الوطني الحر في جزين امل ابو زيد، كما خسر مرشحا لائحة حركة امل في جزين ابراهيم عازار، وتحدثت المعلومات عن احتمال خسارة المرشح المقعد الدرزي في دائرة الجنوب الثالثة في قضاء حاصبيا مروان خير الدين ليفوز مكانه عن قوى التغيير فراس حمدان، وافادت «الوكالة الوطنية للاعلام» انه انتهت مساءً، في دائرة الجنوب الثالثة، عملية فرز قلم قطر، الذي كان قد وضع جانباً وكان الإتجاه لإبطاله، وجاءت النتيجة على الشكل التالي:

114صوتاً للائحة «معا نحو التغيير» من أصل 132، (52 صوتا تفضيليا للمرشح فراس حمدان) 13 صوتاً للائحة «الأمل والوفاء.

وسجلت مندوبة اللائحة عملية إبطال أصوات صندوق فرنسا، دائرة سوران رقم 55، والذي يضم 36 صوتا، وذلك لعدم وجود محضر.

وهذه النتائج ستترك تأثيرها لا شك على تركيبة المجلس الجديد وطريقة ادائه. فيما فاز كل مرشحي ثنائي امل وحزب الله حاجزين كل المقاعد الشيعية في المجلس (27) بزيادة نائبين من السنة في بعلبك الهرمل.

وفاز المعارض الاكبر لحزب الله الوزير الاسبق اللواء اشرف ريفي بأغلبية نواب طرابلس- المنية – الضنية وحل اولاً بنسبة اصوات عالية، وكانت المفارقة فوز مرشح القوات اللبنانية على لائحته في طرابلس ايلي الخوري بالمقعد الماروني برغم الموقف الطرابلسي التاريخي من القوات على خلفية اغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي. بينما عانى النائب فيصل كرامي من النتائج ولو ان زميليه على اللائحة النائب جهاد الصمد ومرشح الاحباش طه ناجي فازا بالمقعدين.

وبناء على النتائج، تشكلت توازنات جديدة في المجلس النيابي الجديد، بدخول كتلة من قوى التغيير وقوى سياسية معارضة للاكثرية النيابية السابقة ستترك تأثيرها على شكل واداء المجلس وتوجهاته.وستترك ايضاً تأثيرها على انتخاب رئيس المجلس ونائبه وتكليف رئيس للحكومة ومن ثم تشكيل الحكومة، والاهم على الانتخابات الرئاسية اواخر تشرين الاول المقبل.

 

النتائج الرسمية

وأعلن وزير الداخلية بسام مولوي تباعاً نتائج الدوائر الانتخابية المثبتة رسمياً، وجاءت على الشكل التالي:

– دائرة الجنوب الثانية (الزهراني – صور): نبيه بري، حسين جشي، علي خريس، حسن عزالدين، عناية عزالدين، علي عسيران، ميشال موسى.

– دائرة الجنوب الأولى (صيدا -جزين): غادة أيوب وعبد الرحمن البزري وأسامة سعد وسعيد الأسمر وشربل مسعد.

– دائرة جبل لبنان الأولى (كسروان-جبيل): زياد الحواط، رائد برو، ندى البستاني، نعمة افرام، شوقي الدكاش، فريد الخازن، سيمون أبي رميا، سليم الصايغ.

– دائرة البقاع الأولى (زحلة): جورج عقيص، الياس اسطفان، بلال الحشيمي، رامي أبو حمدان، سليم عون، جورج بوشكيان، ميشال ضاهر

– دائرة البقاع الثالثة (بعلبك- الهرمل): حسين الحاج حسن، غازي زعيتر، إيهاب حمادة، إبراهيم الموسوي، أنطوان حبشي، جميل السيد، محمد الحجيري.

– دائرة البقاع الثانية (البقاع الغربي- راشيا): قبلان قبلان، وائل أبو فاعور، حسن مراد، ياسين ياسين، شربل مارون وغسان السكاف.

– دائرة جبل لبنان الثالثة (بعبدا): علي عمار، بيار بو عاصي، هادي أبو الحسن، آلان عون، فادي علامة، كميل دوري شمعون.

اما بقية الدوائر فتأخر الفرزفيها نتيجة اشكالات في صناديق بعض دوائر الداخل والمغتربين، حيث اضطر قضاة لجان القيد الى الغاء نتائج كاملة لبعض الاقلام كماحصل في احد صناديق بسكنتا في المتن وبيروت الاولى واحد صناديق فرنسا. ويُفترض حسب ما تردد ان تكون نتيجة الغاء قلم بسكنتا خسارة مرشح القوات الماروني في المتن رازي الحاج ليفوز مكانه مرشح لائحة التغيير الاعلامي جاد غصن، وان حاصل القوات ادى الى فوز مرشحها الارمني في المتن على حساب رئيس حزب الطاشناق هاغوب بقرادونيان.

اول الطعون

وفي اول مؤشرات الطعون بنتائج الانتخابات،أعلن عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب شوقي الدكاش أنه «بعد معركة انتخابية نظيفة خاضتها «القوات اللبنانية» في كل المناطق تحديدا في كسروان وجبيل، كثُر في الدقائق الاخيرة الحديث عن تلاعب في النتائج، وظهر ذلك في إعلان فوز النائب فريد الخازن بعد ان كان التنافس محصورا بمرشحين: شادي فياض وجوزفين زغيب. وما يعزز الريبة ان بعض الصناديق، وهي من لون طائفي معين، وصلت متأخرة جدا في صباح اليوم التالي.

وقال في بيان: ان القوات اللبنانية التي خاضت معركتها دفاعا عن الدولة والمؤسسات وفي طليعتها القضاء المستقل، النزيه والشفاف، سوف تتقدم بطعن احتراما لأصوات الناخبين الكسروانيين والجبليين التي اودعوها للقوات اللبنانية.

وأعلنت الجمعية اللبنانية لديموقراطية الانتخابات «لادي» في مؤتمر صحافي أن «تقريرها الأول حول الانتخابات يظهر مخالفات فاضحة مع انتهاء المرحلة الأخيرة من الانتخابات التي راقبتها الجمعية في مختلف مراحلها منذ بدء الحملات الانتخابية ويمكن الحديث عن شوائب بالجملة».

وسجلت الجمعية «تراخيا لوزارة الداخلية في تطبيق القانون، فضلا عن الاعتداءات على المرشحين والناخبين والمندوبين خصوصا في الحالات التي تطورت فيها الامور إلى الإشكالات

وأكدت أن «ما تم رصده طيلة اليوم الانتخابي جاء مخيبا للآمال، وإذا كانت السلطة اعتبرت أن مجرد حصول الانتخابات هو إنجاز، إلا أن حجم الانتهاكات لا يعكس على الأرض صفة الإنجاز».

 

وأشارت إلى أنها «سجلت المئات من حالات المرافقة إلى العوازل، وخروق فاضحة للصمت الانتخابي، والمناخ العام المرافق للعملية الانتخابية رافقته شوائب سجلته الجمعية كما سجلت الجمعية ضعفا في تنظيم العملية الانتخابية عموماً».

مواقف

في المواقف، أبدى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ارتياحه الى مسار اليوم الانتخابي الطويل. وقال: لقد نجحت الحكومة في انجاز هذا الاستحقاق بجدارة رغم حدة الانقسام السياسي الحاد والتشنج الذي كان سائدا.ً وأن بعض الشوائب والتجاوزات التي حصلت خلال اليوم الانتخابي أمكن معالجتها بالقانون وبالسياسة أيضا، لأن الحكمة كانت تتطلب الكثير من الدراية حتى لا يؤثر اي امر على مسار الانتخابات او يعطلها.

وشدد على «ان العمل مطلوب منذ الان من كل القوى السياسية التي ستتمثل في المجلس النيابي الجديد لاستكمال الخطوات الدستورية في أسرع وقت ممكن نيابيا وحكوميا، لأن الواقع الذي نعيشه لا يتحمل الاستمرار في التجاذبات على حساب الاولويات».

وغرّد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عبر «تويتر» كاتباً: انتهت الانتخابات ولبنان أمام منعطف جديد. الانتصار الحقيقي لدخول دم جديد الى الحياة السياسية. قرارنا بالانسحاب كان صائباً. هز هياكل الخلل السياسي، وهو لا يعني التخلي عن مسؤولياتنا. سنبقى حيث نحن نحمل حلم رفيق الحريري ونفتح قلوبنا وبيوتنا للناس. نسأل الله ان يحمي لبنان.

وقال رئيس حزب القوات اللبنانية سميرجعجع: الأمور لن تعود وتسير كما كانت تسير في الـ17 عامًا الأخيرة، وعلى كل محطة سنكمل المواجهة بكل الطرق السلمية والديمقراطية التي لدينا. أن هذه الانتخابات لها أهمية كبرى بإعطائنا العدد اللازم من النواب لإكمال المواجهة كما يجب داخل المجلس النيابي.

وقرّر وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي اقفال المدارس والثانويات والمدارس والمعاهد الفنية الرسمية والخاصة في طرابلس والضنية والمنية وعكار بانتظار جلاء نتائج الانتخابات النيابية وانعكاساتها على الأرض، مع الإشارة إلى ان الرصاص الطائش أدى إلى إصابة ما لا تقل عن 7 أشخاص بعضهم في حالة حرجة.

 

********************************************

افتتاحية صحيفة الديار المجلس النيابي الجديد امام خطر التعطيل المتبادل والتغيريين «بيضة قبان» اذا توحدوا؟

 توازن نيابي بين «القوات» و «التيار».. وحزب الله يحذر «خصومه» من حسابات خاطئة

«الطريق» غير «معبدة» امام الحكومة والاستحقاق الرئاسي بانتظار «التسوية» الاقليمية – ابراهيم ناصرالدين

 

انتهى الاستحقاق الانتخابي، وبدأت الاسئلة الصعبة والمقلقة، الاكثرية الحالية في المجلس النيابي فقدت الاغلبية الموصوفة، لاسباب كثيرة تحتاج الى مراجعة جادة وعميقة للكثير من الاخطاء التكتيكية انتخابيا، وابرز الدلائل دائرة جزين-صيدا، دون ان تغيب الاخطاء السياسية المتراكمة والتي تحتاج ايضا الى اعادة نظر باتت اكثر من ضرورية. في المقابل لم يتبدل المشهد مسيحيا كما كانت القوات اللبنانية تسعى اليه، فتقدمها لم يوازيه بالارقام نيابيا تراجعا دراماتيكيا للتيار الوطني الحر، الذي حافظ على كتلة موازية «للقوات»، وعلى الاقل لن تستطيع «معراب» على رفع شعارالحزب المسيحي الاقوى، كونها لم تصل الى مرحلة «احتكار» هذا التمثيل، «فالبرتقالي» اهتز بقوة لكنه لم يقع، لكن النتائج تحتاج الى اقرار بالاخطاء، وليس «انكارا» للوقائع. «الثنائي الشيعي» نجح في حماية كتلته النيابية من الاختراق، لكن سقوط العديد من الحلفاء ليس بالامر العابر، واذا كان النائب وليد جنبلاط قد نجح في حماية «قلعته» الدرزية من الاختراق، الا ان سطوته على دوائر كان مغلقة في الماضي سقطت الى غير رجعة، وخرق قوى «التغيير» في مناطقه له الكثير من الدلالات العميقة.اما الرئيس «المعتكف» سعد الحريري فسقط في امتحان مقاطعة بيروت، ونجح في معاقبة «المتمردين» شمالا. وفي الخلاصة سنكون امام مجلس نواب دون قيادة سنية وازنة، ودون اغلبية لاصطفاف لقوى 14 و8 آذار التي عادت الى الواجهة من جديد، نواب قوى التغيير لن يكونوا بيضة «قبان» اذا ما انتقلت خلافاتهم الى داخل المجلس، والخوف بات قائما من «تعطيل» متبادل يعطل كل شيء في بلد يقبع في «جهنم» ويتجه الى القعر بسرعة قياسية حيث لامس الدولار بالامس ال30 الفا.

الاستحقاقات الكبرى 

 

اما الاستحقاقات الكبرى من تشكيل حكومة جديدة وانتخابات رئاسية فلا تبدو الطريق معبدة امامها خاصة اذا ما استمر»الكباش» الاقليمي على حاله ما يزيد من بواعث القلق وربما الخوف على المستقبل خصوصا ان الدور الخارجي في الانتخابات لم يكن سرا، وتغريدات السفير السعودي الوليد البخاري بعد النتائج وتحركاته قبلها، تقدم دليلا لا يحتاج الى الكثير من التمحيص، والدخول الاميركي على الخط لاضعاف حزب الله وحلفائه ليس خافيا على احد، يبقى انتظار الايام القليلة المقبلة لمعرفة كيفية تعامل الخارج مع الواقع الجديد، لان الاصرار على اعتماد الخطاب المتطرف، ورفض العيش المشترك، او التمسك بطرح شعارات مثيرة للفتنة كـ «سلاح» حزب الله، فهو امر سيؤدي حكما الى مخاطر لا تحمد عقباها، نبه منه حزب الله دون «قفازات» عبر التحذير من مخاطر الذهاب الى «حرب اهلية».

حزب الله يحذر

 

ففي اول تعليق علني على النتائج، حذر النائب محمد رعد، من سقوط لبنان في الهاوية واندلاع حرب أهلية في حال رفض الفريق الآخر تشكيل حكومة توافقية، داعياً إياه للتعاون والحرص على العيش المشترك. توجه رعد للفريق الآخر، بالقول: «إذا لم تريدوا حكومة وطنية فأنتم تقودون لبنان إلى الهاوية وإياكم أن تكونوا وقود حرب أهلية، فنحن نرتضيكم أن تكونوا خصوماً لنا في المجلس النيابي، لكن لا نرتضيكم أن تكونوا دروعاً لإسرائيل. وأضاف: «عليكم التعاون معنا وإلّا فإن مصيركم العزلة، نحن نحرص على العيش المشترك وإياكم أن تكونوا أعداءً لنا فالسلم الأهلي خط أحمر،وإياكم أن تخطئوا الحساب معنا. معتبراً أن لغة الكراهية والحقد التي لا تزال على ألسنة خصوم المقاومة وأهلها لا تصنع وطناً.».

لماذا رفع «الصوت»؟ 

 

وفي هذا السياق، تشير اوساط مقربة من «الثنائي» بان كلام رعد ليس تهديدا لاحد، بل تحذير من مغبة الدخول في رهانات خاطئة عبر قراءة متهورة للنتائج التي أفرزتها الانتخابات، وهي دعوة الى الواقعية كي لا يعتقد احد بان خسارة حزب الله لعدد من مقاعد الحلفاء في الشارع المسيحي أو السني أو الدرزي،او لصالح قوى تغييرية في الجنوب، تشكل نكسة سياسية يمكن استغلالها لتحقيق تنازلات في ملفات كبرى لن يسمح حزب الله لاحد بان يمسها، لانها لا ترتبط بعدد المقاعد النيابية وانما بتوازنات قوى يدرك الجميع انها لا تزيد او تنقص بخسارة نائب من هنا او خسارة نائب من هناك، ثمة اخطاء حكما ستتم مراجعتها، لكنها تحت سقف «الخصومة» السياسية المحلية غير المرتبطة بالخيارات الاستراتيجية.

لمن «الرسالة»؟

 

وفي هذا السياق، تلفت تلك الاوساط، الى ان «الرسالة» ليست محلية للقوى اللبنانية فقط، وانما ذات ابعاد اقليمية ودولية للولايات المتحدة، وخاصة للمملكة العربية السعودية التي تشعر»بنشوة» انتصار واهم قد يدفعها الى مغامرة جديدة سيكون وقودها حلفاءها، لكن سيدفع لبنان ثمنها غاليا هذه المرة، ولهذا اختار حزب الله رفع السقف دون مراعاة احد، لان البلاد ستكون امام منعطف خطير للغاية اذا ما واصل «خصومه» خطابهم التحريضي وفق اجندات خارجية باتت مكشوفة امام الجميع، وقد اختصر النائب حسن فضل الله المعادلة مساء امس بالقول»عليهم ان يبلوا شعار نزح سلاح المقاومة ويشربوه، بعدما قبضوا ثمن رفعه». والخلاصة التي يجب ان يدركها هؤلاء ان القاعدة الشعبية للمقاومة عند الشيعة لم تخترق ، فيما حافظ الحزب على حضور لدى السُنة، كما لم يتلاش التيار الوطني الحرّ، والخسارة التي اصابته لا تعني تحويله الى قوة هامشية  وهو لا يزال يمثل قوة مسيحية مركزية.

  «تنفيسة» سياسية

 

هذه الاجواء المتشنجة التي تسود في البلاد، تحتاج الى «تنفيسة» سياسية سيكون مسرحها المجلس النيابي مع طرح اعادة انتخاب الرئيس نبيه بري لولاية جديدة، وبحسب مصادر مطلعة، بدات الاتصالات الجدية مع التيار الوطني الحر لعدم الاقدام على خطوة مقاطعة هذا الاستحقاق وعدم «بيع» القوات اللبنانية «ورقة» ابتزاز ميثاقي «للثنائي الشيعي» الذي سيتعامل مع هذه الخطوة بالكثير من الحساسية التي ستنعكس على الاستحقاقات المتتالية. وفي موقف تصعيدي واضح اكد رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ان ثمة لائحة شروط على بري الالتزام بها قبل التفكير بانتخابه، واشار الى ان الامور لن تعود وتسير كما كانت في الـ17 عامًا الأخيرة،واضاف»نحن حكوميا ضد الحكومات التي تسمى بالوحدة الوطنية فنحن مع الوحدة الوطنية ولكننا ضد حكومات الوحدة الوطنية لأن حكومات لا تؤدي إلى أي نتيجة وأكد جعجع أن «المجلس النيابي القادم سيكون أفضل بدرجات من المجلس النيابي الحالي ومن الممكن أن نتمكن من إحداث التغيير المطلوب ولكن بطبيعة الأحوال لن يكون بهذه البساطة..!

«بيضة القبان»؟ 

 

واذا كانت «القوى التغييرية» قد خرقت حاجز القوى التقليدية في المجلس، الا ان السؤال الرئيسي يبقى حول موقفها من الملفات الاستراتيجية في البلاد، وكذلك مدى استعدادها لتكون كتلة واحدة في «ساحة النجمة»، عندها ستشكل «بيضة القبان» بين فريقين سياسيين تتجاذبهما صراعات كبرى. لكن يبقى المشهد الاكثر تشرذما الواقع السني في المجلس حيث خرج من «مظلة» سعد الحريري واتّجه إلى شخصيات جديدة تعمل على وراثة تيار المستقبل الذي فشل في ادارة ملف «الاعتكاف» بعدما دخلت السعودية بقوة على «الخط» ونجحت عمليا في اظهاره غير قادر على التحكم بكتلته الناخبة التي عانت من «التشرذم» ويبدو من الصعب «لملمتها» بعدما اخفق «المتمردون» على قراره في مقارعة الشخصيات المتطرقة التي كانت على «يمين» رئيس تيار المستقبل حيث لم تستجب عكار وطرابلس، وكانت المشاركة أكثر من 2018 في صيدا واكثر من جيدة في بيروت!.

 

وفي أوّل تعليق له على الانتخابات النيابية، رأى رئيس تيار المستقبل، سعد الحريري، أنّ قراره بالانسحاب كان «صائباً وهزّ هياكل الخلل السياسي» !و قال في تغريدة له: انتهت الانتخابات ولبنان أمام منعطف جديد. الانتصار الحقيقي لدخول دم جديد الى الحياة السياسية. قرارنا بالانسحاب كان صائباً. هز هياكل الخلل السياسي وهو لا يعني التخلي عن مسؤولياتنا. سنبقى حيث نحن نحمل حلم رفيق الحريري ونفتح قلوبنا وبيوتنا للناس. نسأل الله أن يحمي لبنان.

  مفاجآت واخطاء 

 

واذا كان كثير من المفاجآت حملتها صناديق اقتراع انتخابات الـ2022 ، لعل ابرزها سقوط بعض الرموز كالنائب اسعد حردان، والنائب طلال ارسلان، والوزير السابق وئام وهاب، والمرشح مروان خيرالدين، وغيرهم، الان مصادر هذا التحالف، تشير الى ان الاكثرية الشعبية لا تزال عند حزب الله وحلفائه والارقام واضحة في هذا السياق، الا ان سقوط هؤلاء له ما يبرره موضوعيا، لا سيما بعض الحسابات الانتخابية الخاطئة، والقرارات المتسرعة في تسمية شخصيات مرفوضة «شعبيا»، وهذا يحتاج الى مراجعة جدية، ولعل ابرز ما يمكن التوقف عنده من اخفاقات تكتيكية فاضحة ما حصل في جزين-صيدا فاذا كان حزب القوات اللبنانية يتغنى بانجاز فوزه بمقعدين مسيحيين في جزين للمرة الاولى في تاريخه، فان الامر يعود الى فشل خصومه في ادارة المعركة، فاخفاق امل ابو زيد وزياد اسود، ومرشح الرئيس بري ابرهيم عازار، سببها المباشر الصراع العلني بين مرشحي التيار وانحياز باسيل لابو زيد، وكذلك فشل التفاهم على تشكيل لائحة موحدة مع «الثنائي الشيعي» فكان الثمن خسارة مدوية للجميع، فضلا عن الادارة الخاطئة للماكينات الانتخابية.

نتائج وارقام ودلالات؟

 

ووفقا للارقام، لم يتفرد حزب القوات اللبنانية بالتمثيل المسيحي، فالتيار الوطني الحر حصل ايضا على كتلة وازنة لن تقل عن 21 نائبا حزبيا وحليفا، لكن النقاش سيبدا بالارقام حول الاكثر تمثيلا في الساحة المسيحية، اما «المجتمع المدني» فحقق خروقات هامة خصوصاً في دائرة الشوف عاليه وبيروت الثانية وطرابلس والجنوب الثالثة، ففشل الامير طلال ارسلان في الاحتفاظ بمقعده الدرزي الذي ربحه مارك ضو إضافة إلى فوز المرشحة عن المقعد الماروني في الشوف نجاة عون صليبا والمرشحة عن المقعد السني حليمة قعقور. وتمكّن المجتمع المدني من تحقيق خرق في دائرة الجنوب الثالثة مع فوز المرشح الياس جرادي على مرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب اسعد حردان، وسجل ايضا خرق ثان في المقعد الدرزي لصالح فراس حمدان وسط معلومات عن «تسرب» اصوات جنبلاطية خلافاً للتوافق على خير الدين في حاصبيا.؟!

  صيدا-جزين 

 

وفي دائرة صيدا جزين أظهرت النتائج الرسمية فوز النائب أسامة سعد والمرشح عبد الرحمن البزري وخسارة مرشحي التيار الوطني الحر أمل ابو زيد وزياد أسود وكذلك مرشح الرئيس نبيه بري النائب ابراهيم عازار مقابل فوز مرشحين للقوات اللبنانية هما غادة أيوب وسعيد الاسمر. وفي بعبدا نجح مرشحا حزب الله وحركة أمل علي عمار وفادي علامة ومرشح للتيار الوطني الحر هو آلان عون ولم يستطع التيار الاحتفاظ بالمقعد الماروني الثاني الذي ذهب إلى رئيس حزب الوطنيين الاحرار كميل دوري شمعون الذي تحالف مع مرشح القوات بيار بو عاصي ومرشح الحزب الاشتراكي هادي أبو الحسن.

زحلة 

 

وفي زحلة فاز مرشحان للقوات هما جورج عقيص والياس اسطفان وبلال الحشيمي في مقابل فوز مرشح حزب الله رامي حمدان ومرشح التيار العوني سليم عون وفوز النائب ميشال ضاهر وخسارة الكتلة الشعبية. وفي بعلبك الهرمل نالت لائحة»الوفاء والامل» 9 حواصل بينها 6 مقاعد شيعية ومقعدان سنّيان ومقعد كاثوليكي للتيار العوني فيما تمكّن مرشح القوات النائب انطوان حبشي من الاحتفاظ بمقعده .

المتن الشمالي 

 

وفي المتن توزّعت النتائج على حاصلين لعدد من اللوائح وسجّلت الارقام فوزاً لمرشحي القوات ملحم رياشي ورازي الحاج وخسارة المرشح الكاثوليكي للتيار العوني النائب إدغار معلوف المدعوم بشكل كبير من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس تياره في مقابل عودة النائبين ابراهيم كنعان والياس بو صعب إلى البرلمان، وعودة مرشحي الكتائب سامي الجميل والياس حنكش وفوز ميشال الياس المر الذي تحالف مع أمين عام حزب الطاشناق أغوب بقرادونيان.

  بيروت الاولى 

 

وفي بيروت الاولى نالت لائحة القوات ثلاثة حواصل لكل من غسان حاصباني وجهاد بقرادوني وايلي شربشي وفاز مرشح الكتائب نديم الجميل مع النائب جان طالوزيان فيما تمكّن مرشح التيار نقولا الصحناوي من الاحتفاظ بمقعده وكذلك فعلت بولا يعقوبيان وهاغوب ترزيان.

بيروت الثانية 

 

اما في بيروت الثانية احتفظ الثنائي الشيعي بمقعديهما وهما أمين شري من حزب الله، ومحمد خواجه من حركة أمل، وخرق المجتمع المدني بمقعدي ابراهيم منيمنة وملحم خلف ونيل حاصل لكل من لائحتي النائب فؤاد مخزومي والرئيس فؤاد السنيورة ونبيل بدر.

البقاع الغربي راشيا 

 

وفي دائرة البقاع الغربي وراشيا وبعد بلبلة في فرز النتائج سجلت لائحة المجتمع المدني «سهلنا والجبل»خرقاً لمصلحة ياسين ياسين عن المقعد السني في المقابل خسر نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي عن المقعد الاورثوذكسي وفاز الدكتورغسان سكاف ونجح النائب وائل ابو فاعور عن المقعد الدرزي.

كسروان-جبيل 

 

وفي كسروان جبيل نجح التحالف بين حزب الله والتيار الوطني الحر في إيصال ثلاثة مرشحين هم ندى البستاني وسيمون ابي رميا للتيار ورائد برو للحزب، وتمكنت القوات من استعادة مقعدين لشوقي دكاش وزياد حواط مع احتمال الفوز بمقعد ثالث والنائب فريد هيكل الخازن وتصدّر المرشح نعمة افرام الارقام في كسروان بعد تحالفه مع الكتائب التي نجح مرشحها الصايغ سليم الصايغ.

الشمال الثالثة 

 

في هذه الدائرة فاز كل من النائب ستريدا جعجع وفادي كرم وغياث يزبك عن القوات اللبنانية،جبران باسيل وجورج عطالله عن «التيار»، ميشال معوض واديب عبدالمسيح عن «شمال المواجهة»، ميشال الدويهي عن «شمالنا» طوني فرنجية ووليام طوق عن «وحدة الشمال».

مخالفات «فاضحة» 

 

من جهتها أعلنت منظمة «لادي» أنّ «تقريرها الأوّل حول الانتخابات يظهر مخالفات فاضحة مع انتهاء المرحلة الأخيرة من الانتخابات»، مشيرةً إلى «شوائب بالجملة» سجّلت الجمعية، في مؤتمر صحافي، «تراخياً لوزارة الداخلية في تطبيق القانون فضلاً عن الاعتداءات على المرشحين والناخبين والمندوبين خصوصاً في الحالات التي تطوّرت فيها الأمور إلى الإشكالات، ولفتت إلى أنّ «ما تمّ رصده طيلة اليوم الانتخابي جاء مخيّباً للآمال وإذا كانت السلطة اعتبرت أنّ مجرّد حصول الانتخابات هو إنجاز إلا أنّ حجم الانتهاكات لا يعكس على الأرض صفة الإنجاز»، مشيرةً إلى أنّها سجّلت «المئات من حالات المرافقة إلى العوازل وخروق فاضحة للصّمت الانتخابي والمناخ العام المرافق للعملية الانتخابية رافقته شوائب سجّلته الجمعية كما سجلت الجمعية ضعفاً في تنظيم العملية الانتخابية عموماً.

 

********************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

الحريري: قرار انسحابنا الصائب هزّ الهيكل اللبناني  

 

لعل أبلغ تعبير عن نتائج الانتخابات قاله الرئيس سعد الحريري في تغريدة عبر تويتر: انتهت الانتخابات ولبنان أمام منعطف جديد. الانتصار الحقيقي لدخول دم جديد الى الحياة السياسية. قرارنا بالانسحاب كان صائبا. هز هياكل الخلل السياسي وهو لا يعني التخلي عن مسؤولياتنا. سنبقى حيث نحن نحمل حلم رفيق الحريري ونفتح قلوبنا وبيوتنا للناس. نسأل الله ان يحمي لبنان».

 

و أبلغ من النتائج  التي افضت اليها الانتخابات النيابية بِلائها المدوية في وجه المنظومة السياسية وقد سحبت باللحم الحيّ الاكثرية النيابية من فم الحوت الايراني الذي كاد يبتلع لبنان، ما تخللها من رسائل لبعض الفائزين بالارقام والخاسرين بالسياسة.

 

صحيح ان الثنائي الشيعي أوصل نوابه الـ27 الى البرلمان مستعيدا المشهد النيابي ذاته، الا انه خسر الكثير بدءا من نسبة الاقتراع المتدنية داخل بيئته المُرَغَبة المُرَهَبة مرورا بخسارة معركته الوجودية ضد مرشح القوات في بعلبك الهرمل انطوان حبشي، على رغم افراغ سطوة سلاحه وشن حربه الكونية عليه مستخدما جميع انواع الاسلحة في منطقة نفوذه الاقوى، فكان ان حلّ اول الرابحين، وانتهاء بانكسار حلفائه الذين اعلن امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ان معركته لايصالهم، فوصل نصفهم على الاكثر بشق النفس، وقد مارس عالمفضوح ما تيسّر من موبقات في حق العملية الديموقراطية، سجلتها كل جمعيات مراقبة الانتخابات التي نال مندوبوها نصيبهم منها، ولم يفلح. فيما بدا لافتا خروج المرشحين الدائرين في فلك النظام السوري من الندوة البرلمانية  من الجنوب الى البقاع والجبل.

 

اما التيار الوطني الحر، فعكست نتائج صناديق الاقتراع نقمتها على ادائه وممارسات العهد الذي يمثله، فسقط في عرينه الجزيني خاسرا مقعدين احتفظ بهما لأربع سنوات خلت وفقد مقاعد في المناطق المسيحية من المتن الى كسروان والجبل فيما بالكاد وصل رئيسه ، ورئيس اكبر كتلة نيابية مسيحية سابقا، جبران باسيل الى الندوة النيابية وقد فاقه بالأرقام الاعلامي الزميل غياث يزبك الداخل حديثا الى الحياة السياسية على صهوة الحصان القواتي.

 

وفيما تسيّد حزب القوات اللبنانية المشهد المسيحي رافعا عدد نواب كتلته الى ما فوق العشرين، سجل التغييريون من قوى الثورة والمجتمع المدني، خروقات كبيرة في اكثر من منطقة لا سيما في الشوف عاليه والبقاع والجنوب ونحجوا في اختراق  المجلس النيابي الذي صُدت ابوابه في وجههم إبان ثورة 17 تشرين، فكسروا حاجزه بأصواتهم الديموقراطية.

 

امتحان الدولة في الاستحقاق الانتخابي اذاً، مر بنجاح ولو ان هيبة الدولة سقطت امام الدويلة ومشهد رجل الامن يتمنى على مندوبة مُرَهبة ومعتدى عليها ان تتدَبر امرها، خوفا من قوى الامر الواقع، مقابل مشهد رجل الدين الزحلاوي يرشق مناصري حزب «الشيعة شيعة» المعتدين على اهالي عروسة البقاع بالحجارة. الا ان الاهم يبقى في ما ستقود اليه هذه النتائج وقدرة القوى السيادية على قلب موازين القوى واحداث التغيير المرجو تمهيدا لبدء اخراج لبنان من جهنمهم، خصوصا ان الاستحقاقات الحكومية والرئاسية المقبلة شديدة التعقيد.

 

ميقاتي

 

وبعيدا من النتائج التي بدأ وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي باعلانها اعتبارا من الخامسة عصر امس في ظل استمرار فرز بعض الصناديق لا سيما في دائرة بيروت الثانية، وكيفية معالجات المخالفات الفاضحة الموثقة بالفيديوهات وما ستؤول اليه نتائج طعون قد تقدم امام المجلس الدستوري، تابع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي من مكتبه في السراي الحكومي مجريات عمليات فرز الاصوات للانتخابات النيابية مع وزيري الداخلية والعدل هنري خوري.

 

وشدد  على» ان العمل مطلوب منذ الان من كل القوى السياسية التي ستتمثل في المجلس النيابي الجديد لاستكمال الخطوات الدستورية في أسرع وقت ممكن نيابيا وحكوميا، لان الواقع الذي نعيشه لا يتحمل الاستمرار في التجاذبات على حساب الاولويات».

 

الحزب» يخسر

 

حزب الله أقر بالخسارة البرلمانية، اذ كشفت مصادر متحالفة مع حزب الله أن «من المرجح أن يخسر «الحزب» وحلفاؤه الأغلبية البرلمانية، بحسب ما أفادت «رويترز». كما نقلت عن المصادر أن «حزب الله وحلفاءه لن يحصلوا على أكثر من 64 مقعدا من أصل 128».

 

ايران لا تتدخل!

 

الى ذلك، اعلنت إيران، في أول تعليق على نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية، أنها تحترم أصوات الناخبين في هذه الانتخابات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة في مؤتمر صحافي أسبوعي: «تحترم إيران تصويت الشعب اللبناني. إيران لم تحاول أبدا التدخل في الشؤون الداخلية للبنان».

 

بخاري

 

بدوره، غرّد السفير السعودي في لبنان وليد بخاري عبر حسابه على «تويتر»: «وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم».

 

مخالفات فاضحة

 

وليس بعيدا، أكدت «لادي» في مؤتمر صحافي أن «تقريرها الأول حول الانتخابات يظهر مخالفات فاضحة مع انتهاء المرحلة الأخيرة من الانتخابات التي راقبتها الجمعية في مختلف مراحلها منذ بدء الحملات الانتخابية ويمكن الحديث عن شوائب بالجملة».وسجلت الجمعية «تراخيا لوزارة الداخلية في تطبيق القانون فضلا عن الاعتداءات على المرشحين والناخبين والمندوبين خصوصا في الحالات التي تطورت فيها الامور إلى الإشكالات».وأكدت أن «ما تم رصده طيلة اليوم الانتخابي جاء مخيبا للآمال وإذا كانت السلطة اعتبرت أن مجرد حصول الانتخابات هو إنجاز إلا أن حجم الانتهاكات لا يعكس على الأرض صفة الإنجاز».وأشارت إلى أنها « سجلت المئات من حالات المرافقة إلى العوازل وخروق فاضحة للصمت الانتخابي والمناخ العام المرافق للعملية الانتخابية رافقته شوائب سجلته الجمعية كما سجلت الجمعية ضعفا في تنظيم العملية الانتخابية عموما».

 

حاصباني: لم نقرّر بعد

 

أكد النائب المنتخب في دائرة بيروت الاولى غسان حاصباني في حديث لقناة «الحدث» ان القوات اللبنانية لم تتخذ قرارا بعد بشأن ترشحه لمنصب نائب رئيس المجلس النيابي الجديد.

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram