افتتاحيات الصحف ليوم الثلاثاء 28 حزيران 2022

افتتاحيات الصحف ليوم الثلاثاء 28 حزيران 2022

Whats up

Telegram

افتتاحية جريدة البناء

اليوم تبدأ في الدوحة ثلاثيّة باقري ومورا ومالي حول النوويّ… وأمير قطر يستنفر للتوسط السياسيّ / القوات والكتائب ونصف الـ 13 لا للمشاركة بعكس قدامى المستقبل… والاشتراكي يساعد في التأليف / الوطنيّ الحرّ اليوم… وأمل وحزب الله لأولويّات الناس… وبو صعب للتواصل مع سورية /

 

الانفراجات الدولية والإقليمية تسابق مناخات التصعيد، سواء من بوابة العودة للتفاوض غير المباشر الأميركي الإيراني ممثلين بكل من المفاوض الإيراني علي باقري، والمفاوض الأميركي روبرت مالي، بوساطة وشراكة من أوروبا، يمثلها انريكي مورا، أو من بوابة التقدم في العلاقات الإيرانية السعودية نحو استعادة العلاقات الدبلوماسية. وهذه المرة وفقا لمصدر دبلوماسي أوروبي الأجواء مختلفة، أولاً لأن كل شيء بات محسوماً وحاضراً للتوقيع باستثناء قضايا محددة ومحدودة، تمثل الـ 1% المتبقية للذهاب للتواقيع، وهي قضايا تغلب عليها السياسة البعد التقني الذي لم يبق منه إلا القليل القليل، وثانياً لأن أوروبا التي كانت أقرب للسلبية في جولات التفاوض السابقة باتت على الضفة الإيجابية الدافعة باتجاه التفاهم مع آمالها بأن ينعكس الاتفاق اذا تمت العودة الى بنوده، على تأمين موارد هامة في مجال النفط والغاز لأوروبا المأزومة، التي ترقص على حبال الطاقة الروسية، وأوروبا لا تحرّكها إلا الحوافز المصلحية، وثالثاً لأن القلق الأميركي الذي يشكل دائماً الحافز الوحيد لواشنطن لتسريع التوصل للاتفاق، لأن واشنطن تدرك التداعيات السلبية للعودة إلى الاتفاق سواء على جبهة المتطرفين الأميركيين، أو على حلفائها في المنطقة، ولا يحفزها لتجاوز التهرب من التوقيع إلا ارتفاع منسوب القلق من بلوغ إيران عتبة النقطة النووية الحرجة، المتمثلة بامتلاك إيران لما يكفي لإنتاج سلاح نووي، والقلق اليوم في ذروته، وأميركا لا يدفعها نحو المبادرات الا القلق المرتفع، ورابعاً لأن إيران التي تتعامل مع الاتفاق النووي بصفته فرصة اقتصادية، وتتقن لغة الفرص، تجد فرصتها اليوم لاستثمار الحاجة الأوروبية والقلق الأميركي، والتقاط فرصة اقتصاديّة يوفرها حجم الطلب العالمي في سوق الطاقة وارتفاع الأسعار الذي قد لا يدوم طويلاً، في ظل تطلع إيران لتعويض كل ما فاتها من بيع إنتاجها خلال سنوات الحصار، وخامساً لأن اختيار الدوحة مكاناً للتفاوض والعودة الفورية الى المفاوضات، والجلوس للتفاوض، ولو بصورة غير مباشرة، بين الأميركيين والإيرانيين، عوامل يرافقها حرص أمير قطر الذي يهمّه كمضيف للمفاوضات ضمان نجاحها، وهو مستنفر للمساهمة بالوساطة السياسيّة على مستويات صنع القرار في كل من واشنطن وطهران.

التفاؤل بقرب العودة للاتفاق النوويّ، وما يرافقه من تفاؤل بقرب عودة العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية، وما يرافقهما من معلومات حول إمكانية قرب التوصل لاتفاق تفاوضيّ حول ترسيم الحدود البحرية، عوامل تمنح الحكومة الجديدة عناصر دفع لإنجاز الكثير، مما كان إنجازه مستحيلاً في سابقاتها، بما في ذلك حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي تصرف الأعمال، لأن الأميركي سيكون عنصر تسهيل للكثير من عناصر استقرار لبنان وتحييد قوة المقاومة عن جبهات صالحة للاشتعال، سواء جبهة استجرار الكهرباء والغاز عبر سورية، أو خصوصاً جبهة ترسيم الحدود البحرية، والأهم لأن قضية الأميركي الأهم في استخدام لبنان كمنصة لحصار المقاومة كانت تنطلق من خلفية سعيه لتحجيم حلفاء طهران وإنهاكهم، أما التزام واشنطن بأمن الكيان فيدفعه لحلحلة تبعد المقاومة عن خيار التصعيد، وصيانة الاتفاق مع ايران، الذي لن يكون ممكناً دمجه بتسويات إقليمية ترفضها إيران في سلة واحدة، تصير ممكنة عبر تعزيز أسباب الاستقرار في الساحات المشتعلة ومنها لبنان، ولأن التوترات المفتعلة تحت عنوان التجاذب السعودي الإيراني ستنأى بنفسها عن لبنان، بدلاً من نداءات النأي بالنفس عنها، ولأن فرص تلقي التداعيات الإيجابيّة للتفاهمات ستحل مكان تحدي التعامل مع التداعيات السلبية للنزاعات.

كل ذلك تراه مصادر نيابية متابعة لملف تشكيل الحكومة الجديدة، لكنها لم تجده في خطاب العديد من الكتل النيابية التي شاركت أمس، في الاستشارات النيابية، حيث بدأ أن الكتل المصنفة في مواقع الصداقة والتحالف مع واشنطن والرياض لا تزال تتحدث باللغة القديمة، ربما بانتظار تبدل «التعليمة»، كما تقول المصادر التي سجلت مواقف قوى 14 آذار الرافضة للمشاركة في الحكومة، ممثلة بالقوات اللبنانية والكتائب والنواب المتحدرين منها، ومثلهم فعل نصف النواب الـ 13 الذين وصفوا غياب زملائهم بالظروف الخاصة، وبعكسهم كان موقف النواب المستقلين من قدامى تيار المستقبل مطالبين بشراكة وازنة، بينما تميز الحزب التقدمي الاشتراكي بالوقوف في منتصف الطريق، حيث قال رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، لن نشارك لكننا سنساعد في التأليف، أي مشاركة ضمنية، ودعت كتلتا التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة لوضع أولويات الناس كأولويات للحكومة الجديدة، دون التمسك بشكل محدد لها، بينما تحدث نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب عن أولوية التواصل مع الدولة السورية في ملف النازحين الذي صار ضاغطاً بصورة ملحة.

باستثناء تكتل لبنان القويّ الذي يُدلي بدلوه اليوم في الجولة الثانية من المشاورات النيابية غير الملزمة التي يُجريها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في مجلس النواب، فإن نتيجة المشاورات ومواقف الكتل النيابية لم تخرج عن خريطة مواقفها في استحقاق الاستشارات النيابية للتكليف في بعبدا، لجهة توجّه كتل التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة والمردة والنواب الـ11، للمشاركة في الحكومة المقبلة مقابل تلاقي كتل القوات اللبنانية واللقاء الديموقراطي والكتائب وقوى المجتمع المدني، على رفض المشاركة لأسباب مختلفة، أي أن المشاركة في الحكومة ستقتصر على الكتل التي سمّت ميقاتي للتكليف، إلا إذا نجحت المفاوضات غير المباشرة بين ميقاتي والنائب جبران باسيل في التوصل الى تفاهم حكومي يعبد الطريق أمام مشاركة التيار ومنح الثقة النيابية.

ووفق المصادر فإن النواب السنة الذي سمّوا ميقاتي، طالبوا بحقيبة وازنة وأخرى عادية، أما اللقاء الديمقراطي فأكد لميقاتي أنه لن يشارك في الحكومة لكنه سيسهل تأليفها ولن يقف حجر عثرة أمام ذلك. وأكد النائب نبيل بدر، أنهم في تكتل النواب المستقلين سيشاركون في الحكومة الجديدة بوزيرين وسيختارون حقيبتين من بين الحقائب الثلاث التالية: الداخلية، الاقتصاد، والصحة. وأوضح أنهم لم يختاروا الاسمين بعد، نافياً أن يكونا من النواب، وأضاف: «متفقون مع رئيس الحكومة منذ أن سّميناه ان عكار يجب ان تأخذ حقها في العمل السياسي».

ووفق مصادر نيابية لـ«البناء» فإن جميع الكتل النيابية خلال المشاورات النيابية تلاقت على دعوة ميقاتي للإسراع بتأليف حكومة جديدة لمواجهة الأزمات الاقتصادية والمعيشية والتحديات المالية والنقدية، مع فارق مقاربتهم لشكل الحكومة وأولويتها. لكن نقل عن ميقاتي وفق مصادر «البناء» توجّهه نحو تأليف حكومة جديدة تستند الى أساسات حكومة تصريف الأعمال مع تمسكه بعدد من الوزراء الذين يضطلعون بملفات مالية واقتصادية أساسية كالتفاوض مع صندوق النقد الدولي، كما تفضيله حكومة مصغرة وليست بحجم الحكومة الحالية، كما يؤيد الإبقاء على عدد وازن من الوزراء لاختصار الوقت وتسهيل استكمال الملفات والإصلاحات الأساسية. ويتحصن الرئيس المكلف بنقطتي قوة:

– الحاضنة السنية من النواب الـ11 ومن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ودعم البطريرك الماروني مار بشارة الراعي الذي سد الثغرة المسيحية التي نتجت عن رفض كتل التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب بتسمية ميقاتي في استشارات بعبدا.

– أما النقطة الثانية فهي الدعم الخارجي الداعي لتأليف حكومة سريعة لتجنب الفراغ وكي لا تنتقل صلاحيات رئيس الجمهورية الى حكومة تصريف الأعمال، فضلاً عن ضرورة الإسراع بإنجاز الإصلاحات البنيوية والهيكلية لا سيما استكمال المفاوضات مع صندوق النقد وإقرار القوانين المصرفية واهمها «الكابيتال كونترول» وهيكلة المصارف وإقرار قانون الموازنة.

ووفق أجواء جولة المشاورات الأولى، لن تكون ولادة حكومة ميقاتي الثانية في عهد الرئيس ميشال عون سهلة. وتربط أوساط سياسيّة لـ«البناء» بين ولادة الحكومة وبين أمرين: الأول محلي يتمثل بقدرة ميقاتي على التفاهم مع رئيس الجمهورية والكتل التي سمته وتلك التي لم تسمِه أي كتلة التيار الوطني الحر، والثاني، التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية في ضوء الإعلان عن عودة المفاوضات النووية الإيرانية الى الخدمة وتفعيل اللقاءات الأميركية الأوروبية الإيرانية وجولات الحوار السعودي الإيراني، في ضوء زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الى المنطقة، وما ستتركه هذه المسارات من الحوارات والتوصل الى صيغة توافقية للملفات المتفجّرة من انعكاسات إيجابية على الساحة اللبنانية، في ظل المعلومات المنقولة عن الوسيط الأميركي بملف ترسيم الحدود البحرية عاموس هوكشتاين عن أجواء إيجابية من حكومة الاحتلال الإسرائيلي فيما خصّ المقترح اللبناني الذي أرسله هوكشتاين اليها بعد زيارته الأخيرة الى لبنان.

وكان الرئيس المكلف استهل مشاوراته في مجلس النواب بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري في مكتبه في المجلس استمر حوالي ثلث ساعة، قبل أن تنضم كتلة التنمية والتحرير التي أكد باسمها النائب علي حسن خليل، بعد اللقاء «ضرورة تشكيل حكومة في أسرع وقت»، وقال «ركزنا خلال لقائنا مع ميقاتي على ضرورة عمل هذه الحكومة بجدية كما ركزنا على إقرار خطة التعافي المالي التي لم تحل حتى اللحظة على مجلس النواب بالطرق الدستورية المتعارف عليها»، مشدداً على الحفاظ على أموال المودعين كاملة.

كما شدد على «ضرورة حسم موضوع تلزيم معامل الكهرباء بعيداً من كل النقاش الذي دار في المرحلة المنصرمة وضرورة الانتقال إلى مرحلة ثانية في تنظيم هذا القطاع». ودعا الى «مواكبة مفاوضات ترسيم الحدود البحرية غير المباشرة»، معتبراً أن «هذا الأمر لا يجب أن يكون عائقاً أمام المباشرة بالتنقيب عن النفط». وقال: «لم نوصف شكل الحكومة، إذ إن ميقاتي بات يعلم التوازنات القائمة، وما يهمنا أن تكون حكومة فاعلة».

ثم التقى ميقاتي نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، الذي قال بعد اللقاء: «طلبت منه ان تكون حكومة قادرة على متابعة الملفات المطروحة والاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وتواكب عملية ترسيم الحدود البحرية، وان تؤسس لإعادة العلاقات الطبيعية مع كل الدول العربية ودول الخليج العربي والمجتمع الدولي، كما إعادة الاعتبار للمبادرة الكويتية».

أضاف: «لمست من الرئيس ميقاتي حرصاً على التشكيل السريع والتعاون مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون». ورأى أنه «من الطبيعي وجود التعاون والتواصل مع الحكومة السورية»، وقال «لا يمكننا حل أزمة النزوح من دون التواصل مع سورية، وعلمنا بعروض وتسهيلات قدمت في الأسبوعين المنصرمين من قبل الجانب السوري لتسهيل العودة ويعمل على حل خلاق لهذه الأزمة». وأكد انه «لا يمكن تشكيل حكومة من دون تمثيل سياسي، وبالتالي المشاركة السياسية في الحكومات ستظل قائمة».

أما كتلة «الوفاء للمقاومة» فتحدث باسمها النائب محمد رعد معلناً «ان الأزمة داخلية وخارجية، ومعالجتها تستلزم مشاركة الجميع من أجل النهوض. ومن شاء مقاطعة الاستشارات فهذا شأنه، ولكن من غير المقبول أن يقاطع لإلقاء اللوم على الآخرين»، مؤكداً أن «على الجميع تحمل المسؤوليات في هذه المرحلة ونحن لا نعارض وجود جميع الأطراف في الحكومة، ونمدّ يدنا للجميع». وقال: «علينا بناء وطننا السيد الحر المستقبل بدون الارتهان إلى الخارج».

بدوره، أشار رئيس التكتل «الوطني المستقل»، النائب طوني فرنجية، إلى أنه «إذا تشكلت الحكومة فيجب ان تكون حكومة لفترة قصيرة يهمنا منها ان تخفف ضغط الانهيار عن الناس، وأن تمرّر الموسم السياحي على خير». وذكر في مؤتمر صحافي في مجلس النواب، أن «أي خطة تحمي حقوق جانب على آخر، لن نوافق عليها فنحن نريد خطة تتوزع فيها الخسائر بشكل عادل وتحمي جميع الناس وخصوصًا موظفي القطاع العام وقد نصل إلى مرحلة لا نعطي الثقة للحكومة»، لافتاً إلى أن «أولويتنا وتطلّعاتنا بعيدة كلّ البعد عن المشاركة في الحكومة أو عدمها ونحن لا نرفض المشاركة ولا نطلب ذلك أيضاً».

أما كتلة الاعتدال الوطني، فاعتبرت أن «لدينا كل الامكانيات للنجاح بالحكومة برئاسة نجيب ميقاتي، ونتمنى له التوفيق، ونطالب بمشاركتنا في الحكومة ككتلة وازنة بوزيرين أو ثلاثة، وبأن نكون ممثلين في الحكومة لأن مناطقنا قدّمت الكثير للبلد ولها حق بأن تكون ممثلة بالوزارة».

وأعلن رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط بأن «الكتلة قرّرت عدم المشاركة في الحكومة ولكن المساعدة في التأليف».

لكن إعلان اللقاء الديموقراطي تسهيل التأليف، يفتح الباب أمام مشاركته في الحكومة بوزيرين محسوبين على الحزب الاشتراكي وأن لا ينتميا اليه.

وأعلن النائب جورج عدوان، بعد لقاء كتلة «الجمهورية القوية» الرئيس المكلف أن «الشروط التي وضعناها لا يمكن أن تطبق في الأشهر الثلاثة الأخيرة لهذا العهد». وتابع: «تكتل الجمهورية القوية لن يشارك في هذه الحكومة، وستكون مراقبتنا لها شرسة».

كما التقى ميقاتي كتلة نواب «قوى التغيير»، وتحدثت باسمها النائب حليمة قعقور فقالت: «نحن مع حكومة مصغّرة وإنقاذيّة لتقرّ المشاريع الإلزاميّة بسرعة ولن نشارك بأيّة حكومة محاصصة ولا حكومة وحدة وطنيّة».

وأوضح عضو تكتل نواب قوى التغيير النائب ملحم خلف لـ«البناء» الى «أننا تحدثنا مع الرئيس المكلف بشكل واضح عن رؤيتنا للملف الحكومي وأهمها فصل النيابة عن الوزارة، وعدم اختزال السلطة التنفيذية بالسلطة التشريعية واستكمال نهج المحاصصة الطائفية التي كانت سائدة في السابق ومازالت مستمرة اليوم».

ولفتت مصادر نيابية بارز في تكتل قوى التغيير لـ«البناء» الى أن «الكتلة أبلغت ميقاتي رفضها المشاركة في الحكومة وفق النهج الحالي في تأليف الحكومات وضرورة تأليف حكومة إنقاذية من الاختصاصيين والفاعلين والجديين»، مشددة على أن «قوى التغيير ستبقى في موقعها بالمعارضة لهذا النظام القائم والممارسات السياسات المتبعة». لكن ميقاتي وفق المصادر لم يصرّ على مشاركة قوى التغيير وشدد على أن مقاربته لتأليف الحكومة تنطلق من الواقعية والبراغماتية أي من نتائج الانتخابات والكتل الممثلة في البرلمان وللحصول على الثقة النيابية. ووضعت قوى التغيير بحسب المصادر الإطار العام للمبادئ القانونية التي ترعى التأليف وأبلغت ميقاتي ضرورة تأليف الحكومة سريعاً وأنه لا يملك ترف الوقت والانتظار.

وتتجه الأنظار لموقف تكتل لبنان القوي الذي يلتقي الرئيس المكلف اليوم وما إذا كان سيعلن مشاركته في الحكومة من عدمها، وشدّد عضو التكتل شربل مارون لـ«البناء» على أن «موقف التكتل سيعلن بعد اللقاء مع ميقاتي، وقد نؤجل إعلان قرار الكتلة لمزيد من الدرس بناء على نقاشنا مع ميقاتي، وقد نربط مشاركتنا في الحكومة بخطة واضحة من الحكومة للفترة المتبقية من العهد الحالي، وبردّ ميقاتي على أسئلتنا بما خصّ الكثير من الملفات الأساسية التي فشلت الحكومة بإنجازها لا سيما ملف الكهرباء وحاكم مصرف لبنان والودائع والقوانين الإصلاحية الأساسية».

وأوضح نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم في بيان أنّ حزب الله «مع تشكيل الحكومة وعدم إضاعة الوقت وعدم إنهاك التّشكيل بالشروط والشروط المُضادة، فالفرصة لا تسمح بأن يأخذ كلّ فريق مكتسبات من الحكومة، المطلوب أن نُعطي المكتسبات للمواطنين وللوطن وهذا يَفتَرض أن نُخفّف من المطالب لمصلحة تشكيل الحكومة».

وقال: «نؤيّد أن تجري التعديلات على الحكومة الحالية ليدخل إليها من يرغب بالدخول والتعاون أو ليعدّل من يعدّل في بعض الوزراء للإسراع في عدم الوقوف في فخّ الأسماء الجديدة التي يُمكن أن تأخذ وقتًا طويلًا». وأشار إلى «أننا مع اختصار الوقت إلى أسرع وقت ممكن لأنّ البلد يتطلّب حكومة وليعلم أولئك الذين يُنظّرون ولا يُشاركون ولا يُسهّلون المشاركة أنّ الناس ترى من يُعطّل تشكيل الحكومة ومن يؤيد تشكيلها، وبالتالي الموقف السلبي من تشكيل الحكومة لا يعني أنهم يخدمون البلد».

وإذ ترددت معلومات عن زيارة المسؤول عن ملف المساعدة الدولية للبنان بيار دوكان الى لبنان، أكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ان «فرنسا متعلقة بصورة مميزة وخاصة بروابط الاخوة التي تجمعها مع لبنان ومع الشعب اللبناني»، وذلك في برقية شكر وجهها الى الرئيس عون رداً على برقية التهنئة التي كان وجهها اليه لمناسبة إعادة انتخابه رئيساً للجمهورية الفرنسية.

على صعيد أزمة رواتب موظفي القطاع العام، عرض ميقاتي مع وزير المال يوسف خليل موضوع صرف رواتب العاملين في القطاع العام. وتم الاتفاق على اتخاذ الإجراءات المناسبة لدفع الرواتب في موعدها. وجرى التواصل مع المدير العام لوزارة المال بالوكالة جورج معراوي لاتخاذ الإجراءات التنفيذية المناسبة. وأعلن موظفو مديرية الصرفيات في وزارة المال أنهم سيعاودون العمل لإنجاز الرواتب والمساعدة الاجتماعية.

من جهتها، اعلنت نقابة موظفي مصرف لبنان الإضراب اليوم وليوم واحد فقط.

وتفاقمت أزمة الكهرباء في ظل وضع معمل الزهراني قسرياً خارج الخدمة لخمسة أيام وانخفاض في الإنتاج الحراري بسبب تدني كميات مادة الغاز أويل، بحسب بيان لمؤسسة كهرباء لبنان.

ونقلت وسائل إعلام عن وزير الطاقة والمياه وليد فياض أنه «يريد تأمين المزيد من التغذية في التيار الكهربائي بالتزامن مع رفع التعرفة». ولفتت المصادر الى أن «عملية إعداد دفتر الشروط والتلزيم والمعامل تحتاج 3 سنوات تقريباً والوزير يريد حلولاً خلال فترة قصيرة وليس بعد 3 سنوات، والحل في ذلك يأتي في سياقين واحتمالين لا ثالث لهما، أولهما تطبيق استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن، وأميركا أخذت علماً بتوقيع العقود وننتظر السفيرة الأميركية دوروثي شيا لمعرفة نتيجة الدراسة الأميركية بالنسبة للإعفاءات من قانون قيصر، والثانية تأمين محروقات للمعامل عبر سلفة خزينة أو التواصل مع دول لتعطينا المحروقات وتأخذ أموالها لاحقاً». وكشفت المصادر أنه «إن لم تستخدم إحدى الوسيلتين فسنكون تحت انهيار كامل بالقطاع».

على صعيد آخر، استكمل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية جولته على المسؤولين في لبنان، وزار أمس، عين التينة والتقى الرئيس بري وبحث معه «أوضاع لبنان والمنطقة، لا سيما في فلسطين المحتلة والعلاقات اللبنانية الفلسطينية».

واعتبر هنية بعد اللقاء، أن «وجود نبيه بري على رأس البرلمان اللبناني هو ضمانة للبنان وضمانة لفلسطين، وأكدنا على تضامننا الكامل مع لبنان الشقيق في وجه الاعتداءات الإسرائيلية في موضوع الغاز وموضوع النفط، وأكدنا حق لبنان الكامل في ثرواته الطبيعية، وأشدنا بموقف الدولة اللبنانية الموحد في موضوع ترسيم الحدود، وأيضاً تمسكها بحقها الكامل كدولة وكجيش وشعب ومقاومة».

وأكد هنية، «تمسكنا بحق العودة ورفض التوطين والوطن البديل، كما أكدنا ضرورة النظر للحقوق الإنسانية والمعيشية لأهلنا في المخيمات اللبنانية إلى حين العودة إلى أرضنا أرض فلسطين. وفي هذا الجانب كان هناك توقف أمام دور الأنروا، حيث كان لبنان قد استضاف اللجنة الاستشارية للدولة المانحة»، وأردف: «تم أيضاً اختيار لبنان لمرة ثانية رئيساً لهذه اللجنة».

وحول موضوع ترسيم الحدود قال هنية: «وجدنا من بري تمسكاً أكيداً ومطلقاً بحق لبنان بترسيم الحدود وبعدم السماح مطلقاً لأي انقضاض على الحقوق اللبنانية الثابتة في ما يتعلق ببحره ومائه وحدوده، وهو يقف بالكامل إلى جانب الرئاسات وإلى جانب الشعب اللبناني والمقاومة في هذا الموضوع»، واستطرد: «قوة لبنان واستقراره هو قوة لفلسطين وأيضاً عافيةً لها».

===========================================================================


افتتاحية جريدة الأخبار


استشارات «صُوَرية» لميقاتي: تدخل فرنسي – سعودي في تأليف الحكومة


بدأ الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الاستشارات غير المُلزِمة، باعتبارها خطوة تمكنه من معرفة خريطة الطريق. لكن واقع الاتصالات المجدية يجري في مكان آخر. ويتضح من سياق الاتصالات أن الدور الخارجي لا يزال أساسياً في الجهود القائمة لرسم آلية إدارة البلاد في الفترة الفاصلة عن الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وقالت مصادر مطلعة إن «ميقاتي يريد أن يظهر بأنه يملِك هامشاً واسعاً في تحديد شكل الحكومة التي يريد تأليفها، وأنه حتى الآن لم يفتح باباً جدياً للتشاور مع القوى الأساسية»، فهو «ربما يعمَد إلى وضع صيغة حكومية ومن ثم يقدّمها إلى الرئيس عون الذي سيرفضها حتماً». ويظهر أن الرئيس المكلف ينأى بنفسه عن أي اتصالات جانبية للتنسيق مع القوى السياسية المعنية، لكن ما هو نافر على حدّ قول المصادر هو «تقصّد ميقاتي الإيحاء بأنه لا يريد التواصل مع رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل» بما يذكر بالأسلوب الذي اتبعه قبله الرئيس سعد الحريري حينَ رفضَ التواصل مع باسيل بأي شكل من الأشكال في ما خص تأليف الحكومة، مشيرة إلى أن «الرئيس المكلف لن يبادر إلى تشكيل حكومة سريعاً لأنه لا يريد، كما كل خصوم عون وباسيل، تقديم ورقة لهما في آخر العهد».


=======================================================================================

زيادات استنسابية لموظفين... وبقية القطاع العام بلا دخل: لا دولة تسأل عن الإضراب وآثاره


يدخل إضراب موظفي القطاع العام أسبوعه الثالث من دون أن يرفّ جفن أيّ من قوى السلطة. رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يرفض أيّ تعديلات جديّة على رواتب العاملين في القطاع العام، مكتفياً إلى جانب زملائه من أصحاب الرساميل والمصرفيين والقوى الحزبية، بـ«الفرجة» على انهيار القدرات الشرائية لهذه الفئة. استعادوا سطوة ما قبل 17 تشرين الأول، وربما عادوا أقوى ويتمدّدون على بقايا الانهيار. رغم ذلك، يجد وزير المال يوسف الخليل مناسبة لتخصيص موظفين متعاقدين في المركز الآلي بزيادة للرواتب، لأن لديهم قوّة تفاوضية، إذ يهدّدون بالاستقالة وتجفيف المالية من الاختصاصيين في المعلوماتية... هذه السلطة لا تفهم إلا بالقوّة، وهذا أمر لم يدركه بعد الموظفون


==================================================

افتتاحية صحيفة النهار

 

واشنطن تعلن التقدم في مفاوضات الترسيم

 

تقدم ملف الوساطة الأميركية في المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول #ترسيم الحدود البحرية المشهد السياسي الداخلي، رغم انهماك الأوساط الرسمية والسياسية في الاستشارات الجارية لتأليف الحكومة. ذلك انه بعد يومين من صدور مؤشرات لتحريك أميركي للاتصالات مع إسرائيل، أعلنت الخارجية الأميركية ما يشبه التطور الإيجابي في هذا الملف، اذ افادت ان الوسيط الأميركي في المفاوضات بين لبنان وإسرائيل اموس هوكشتاين عقد مفاوضات الاسبوع الماضي مع المعنيين في اسرائيل “وان المباحثات كانت مثمرة وتقدمت نحو هدف تذليل الفوارق بين الطرفين”. وأكدت الخارجية “استمرار الولايات المتحدة في التواصل مع الأطراف المعنية خلال الأيام والاسابيع المقبلة”.

 

في غضون ذلك لم تكن الجولة الأولى من الاستشارات النيابية غير الملزمة التي اجراها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي والتي شملت معظم الكتل النيابية سوى تأكيد للمؤكد لجهة رسم المشهد النيابي والسياسي المعقد الذي يحوط بمهمة ميقاتي في تأليف الحكومة العتيدة. فمع ان ظاهر المواقف المعلنة للكتل يوحي برغبات في تسهيل مهمة الرئيس المكلف، غير ان بواطن الأمور لا تستوي مع المشهد الشكلي. اما المفارقة البارزة التي غلبت على الوقائع السياسية المتصلة بهذه الاستشارات فتمثلت في تناقض واسع يعكس جانبا من الصراع السياسي الحاد المتحكم بالملف الحكومي. فاذ ذهب “حزب الله” بعيداً في المزايدة في زعم تسهيله للحكومة والحض على سرعة تأليفها وفتح أبوابها للجميع، فان الكتل “الزاحفة” التي أبدت استعدادها للمشاركة في الحكومة تمثلت عملياً بكتل 8 اذار والتكتل الشمالي. اما “النزعة” المقابلة الى عدم المشاركة في الحكومة التي عبرت عنها كتل عديدة “زاهدة” في المشاركة، فبدت بمثابة التوازن السلبي في التحفظ او رفض المشاركة في حكومة اخر العهد وهو الموقف الذي اكثر ما عكسته كتلة “القوات اللبنانية” كما عبرت كتل “اللقاء الديموقراطي” والكتائب و”تكتل النواب التغييريين” واخرين عن الرغبة في عدم المشاركة في الحكومة. ووسط هذا التوازن السلبي الذي رسمته الجولة الأولى من استشارات ميقاتي النيابية امس تستكمل اللوحة السياسية في الجولة الثانية اليوم خصوصا مع تكتل “لبنان القوى” العوني الذي من غير الواضح بعد ما اذا كان سيتخذ موقفا جذريا حاسما من حكومة ميقاتي العتيدة وهو الذي رفض تسميته وتتسم علاقتهما بتوتر وبقطيعة ام ان معالم فتح تسوية قد تلوح بعد اللقاء اليوم بينهما في ساحة النجمة.

 

مشروع التعديل

في أي حال وبعيداً من المسرح المباشر للاستشارات العلنية في ساحة النجمة، تفيد المعطيات المتوافرة حول مسار التأليف ان أي انطلاقة فعلية إيجابية لم تبدأ ولم تتحقق بعد. ولا يبدو ان مهمة الرئيس المكلف قد حظيت في الاستشارات بدفع إيجابي لجهة مشروعه المرجح لجهة تطعيم وتعديل حكومة تصريف الاعمال بوجوه جديدة واستبدال عدد من شاغلي الحقائب باخرين، لان هذا الاتجاه واجه اعتراضات واسعة من عدد من الكتل والنواب، ولو ان عددا قليلا منها وافق عليه مثل كتلتي الثنائي الشيعي وانما ربطا بطبيعة التبديلات التي سيقترحها ميقاتي. اما الكتل المعارضة فلا تبدو في وارد التسليم لميقاتي بمشروع التعديل الحكومي. وإذ يستبعد ان تظهر أي تطورات ملموسة في مهمة التاليف هذا الأسبوع، تشير المعطيات الى ان بداية التحرك نحو بلورة ميقاتي وانجازه مشروع التشكيلة العتيدة سيكون في منتصف الأسبوع في اقل تقدير علما ان ثمة اوساطا ترصد ما اذا كان لقاء او اكثر سيعقد بين ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال عون قبل انجاز الرئيس المكلف مشروع تشكيلته ام ان الأخير سيذهب مباشرة الى بعبدا حاملا المشروع.

 

وبالتزامن مع الاستشارات لوحظ ان “حزب الله” يعتمد سياسة إعلامية مركزة للايحاء بانه الرافعة المسهلة لتأليف الحكومة. وفي هذا السياق اعلن نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم في بيان “أنّ “حزب الله “مع تشكيل الحكومة وعدم إضاعة الوقت وعدم إنهاك التّشكيل بالشروط والشروط المُضادة، فالفرصة لا تسمح بأن يأخذ كلّ فريق مكتسبات من الحكومة،المطلوب أن نُعطي المكتسبات للمواطنين وللوطن وهذا يَفتَرض أن نُخفّف من المطالب لمصلحة تشكيل الحكومة”. وقال “نحن نؤيّد أن تجري التعديلات على الحكومة الحالية ليدخل إليها من يرغب بالدخول والتعاون أو ليعدّل من يعدّل في بعض الوزراء للإسراع في عدم الوقوف في فخّ الأسماء الجديدة التي يُمكن أن تأخذ وقتًا طويلًا”.

دفع الرواتب

وسط هذه الاجواء، سجلت امس حلحلة في ملف رواتب موظفي القطاع العام. وبعدما عرض ميقاتي مع وزير المال يوسف خليل موضوع صرف رواتب العاملين في القطاع العام تم الاتفاق على اتخاذ الاجراءات المناسبة لدفع الرواتب في موعدها. وجرى التواصل مع المدير العام لوزارة المال بالوكالة جورج معراوي لاتخاذ الاجراءات التنفيذية المناسبة. واعلن موظفو مديرية الصرفيات في وزارة المال انهم سيعاودون العمل لإنجاز الرواتب والمساعدة الاجتماعية.

****************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

استشارات “فولكلورية” في ساحة النجمة… و”المنازلة الأساس” في بعبدا

ميقاتي وباسيل “وجهاً لوجه” اليوم: “DEAL OR NO DEAL”


 في مشهدية سريالية تعكس حجم الانفصام عن الواقع المعيشي المتدهور، لا يزال أهل السلطة يتنازعون أطراف التصاريح والمواقف حول ما يطلبونه ويرفضونه في التشكيلة الحكومية العتيدة بينما الناس بلغوا حافة الجوع الكافر بعدما تآكلت قدراتهم الشرائية وفقدوا المقومات الأساسية للحياة البشرية من خبز وماء ودواء وكهرباء… وبدل أن يستنفر المسؤولون ويتداعى أركان الدولة لتسريع خطوات الإصلاح والانقاذ ما زالت “سوسة” المحاصصة تنخر عميقاً في الذهنية الحاكمة وترهن مصير اللبنانيين بتحقيق ما يصبو إليه هذا الفريق أو ذاك من مغانم ومكاسب في التركيبة الوزارية.


 واليوم ستشهد ساحة النجمة لقاءً يخرق أجواء القطيعة بين رئيس حكومة تصريف الأعمال المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي و”رئيس التيار الوطني الحر” جبران باسيل، ليجتمعا “وجهاً لوجه” في قاعة الاستشارات النيابية غير الملزمة للتأليف، على نية محاولة التوصل إلى تقاطعات في التأليف تعيد وصل ما انقطع بينهما في التكليف. ورأت مصادر معارضة أنّ “المحاصصة ستشكل نقطة الارتكاز في هذا اللقاء، سيّما وأنّ باسيل لم يتردد في الإفصاح عن وجود دفتر شروط سياسي لديه ينبغي على الرئيس المكلف الالتزام به في سبيل تسهيل ولادة الحكومة”، معتبرةً أنّ عملية “شد الحبال” بينهما ستنطلق عملياً اليوم ليتضح في الأسابيع القليلة المقبلة خيط التشكيل من التعطيل ربطاً بما ستخلص إليه مفاوضات الجانبين في الكواليس المواكبة لمشاورات قصر بعبدا على قاعدة: “DEAL OR NO DEAL”.

وكان اليوم الأول للاستشارات النيابية أمس قد سجّل مواقف مبدئية للأحزاب والقوى المعارضة، برز منها على الضفة المسيحية إعلان كتلة “الجمهورية القوية” قرارها عدم المشاركة في حكومة نهاية العهد، انطلاقاً من القناعة بأنّ الاستحقاق الرئاسي بات يتربع على رأس أولويات ومقتضيات التغيير المنشود لأنه “مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية يمكن حينها تطبيق كل الشروط الإصلاحية المطلوبة” بدءاً من تشكيل حكومة “تستعيد قرار الدولة”. وفي المقابل بدت الأولوية على جبهة السلطة تتركز على ضرورة “احترام التوازنات القائمة” كما عبّر النائب علي حسن خليل باسم كتلة “التنمية والتحرير” في إشارة إلى وجوب عدم المسّ بهذه التوازنات في أي مسودة وزارية للحكومة الجديدة، وبشكل أساس في ما يتصل باستئثار الثنائي الشيعي بالتوقيع الثالث في وزارة المالية.


 
وتحت هذا السقف، أكد “حزب الله” على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم أمس تأييد “إجراء التعديلات” على حكومة تصريف الأعمال في خارطة تشكيلة الحكومة الجديدة، و”ليدخل إليها من يرغب بالتعاون وليعدّل من يُعدّل في الوزراء، لكن من دون إضاعة الوقت وإنهاك التشكيل بالشروط والشروط المضادة”، محذراً في هذا السياق من الوقوع “في فخّ الأسماء الجديدة التي يُمكن أن تأخذ وقتاً طويلاً”.

وفي نهاية المطاف، خلصت أوساط مواكبة للاستحقاق الحكومي إلى اعتبار عدم إلزامية استشارات التأليف النيابية تجعل منها عملياً استشارات “فولكلورية لا تسرّع ولا تؤخّر في مجريات التشكيل”، مشيرةً إلى أنّ “المنازلة الأساس التي تنتظر الرئيس المكلف ليست في ساحة النجمة بل في قصر بعبدا حيث من المتوقع أن تنطلق أولى جولاتها نهاية الأسبوع الجاري أو بداية الأسبوع الذي يليه مع الزيارة التي من المفترض أن يقوم بها ميقاتي لرئيس الجمهورية ميشال عون حاملاً معه مسودته الأولية للتأليف، بناءً على ما اتفق عليه لناحية الإبقاء على الطابع الوزاري العام لتركيبة حكومة تصريف الأعمال مع إدخال بعض التعديلات الوزارية عليها، سواءً في الأسماء أو في الحقائب والحصص، وذلك بالاستناد إلى ما أفرزته صناديق الاقتراع في الانتخابات النيابية”.

 

****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

كتل البرلمان اللبناني تطالب ميقاتي بالإسراع في تشكيل الحكومة
 

النواب يتوزعون بين مقاطع ومطالب بـ«مصغرة» وواعد بـ«تسهيل مهمة» الرئيس المكلف


 
 

أجمعت الكتل البرلمانية اللبنانية أمس (الاثنين) على ضرورة تشكيل «حكومة إنقاذ» لبنانية بأسرع وقت، وتتسم مفاوضات تشكيلها بالمرونة اللازمة، وتضع في صلب أولوياتها إقرار خطة التعافي المالي واستكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وسط مقاطعة من حزب «القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» ونواب «الكتلة المدنية» للمشاركة بالحكومة.

وبدأ الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي الجولة الأولى من الاستشارات غير الملزمة مع الكتل البرلمانية للوقوف على رؤيتها لشكل الحكومة وأولوياتها، والاستماع إلى مطالبها، على أن يكمل استشاراته اليوم (الثلاثاء).

واستهل ميقاتي الاستشارات بلقاء رئيس البرلمان نبيه بري، ثم كتلة «التنمية والتحرير» التي قال النائب علي حسن خليل باسمها بعد اللقاء: «أكدنا ضرورة تشكيل حكومة في أسرع وقت». وأضاف: «ركزنا خلال لقائنا مع ميقاتي على ضرورة عمل هذه الحكومة بجدية كما ركزنا على إقرار خطة التعافي المالي التي لم تحل حتى اللحظة على مجلس النواب بالطرق الدستورية المتعارف عليها»، مشدداً على «الحفاظ على أموال المودعين كاملة».

كما شدد على «ضرورة حسم موضوع تلزيم معامل الكهرباء بعيداً من كل النقاش الذي دار في المرحلة المنصرمة وضرورة الانتقال إلى مرحلة ثانية في تنظيم هذا القطاع». ودعا إلى «مواكبة مفاوضات ترسيم الحدود البحرية غير المباشرة»، معتبراً أن «هذا الأمر لا يجب أن يكون عائقاً أمام المباشرة بالتنقيب عن النفط».

وقال نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب إنه بحث مع ميقاتي «التشجيع على المرونة والإسراع في تأليف الحكومة لأن المواطن اليوم لا تعنيه المحاصصة ولا الخلاف على الحقائب». وأضاف: «لدينا فترة قصيرة قبل استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية». ولفت إلى أنه لمس من ميقاتي «حرصه على تأليف حكومة في وقت سريع وعلى التعاون مع رئيس الجمهورية»، مشيراً إلى أنه «لديه كل النية لأن يؤلف الحكومة في وقت سريع في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، وألا تحصل مماطلة ولا مناكفات في تأليفها».

وطلب بوصعب من ميقاتي أن «تتألف الحكومة في وقت سريع وتكون قادرة على استكمال الملفات المعنية بصندوق النقد الدولي وعلى متابعة المشاريع الإصلاحية التي يطلبها أيضاً الصندوق، وأيضاً من أجل مواكبة عملية ترسيم الحدود البحرية وإنتاج النفط والغاز في لبنان». كما طلب أن «تعمل الحكومة على إعادة العلاقات الطبيعية مع جميع الدول العربية ودول مجلس التعاون (الخليجي) والمجتمع الدولي. وأيضاً أن تكون الحكومة قادرة على إعادة الحديث عن المبادرة الكويتية، وهذا أقله نضع المرحلة المقبلة على السكة الصحيحة».

من جهته، أعلن النائب جورج عدوان، بعد لقاء كتلة «الجمهورية القوية» مع ميقاتي، أن «الشروط التي وضعناها لا يمكن أن تطبق في الأشهر الثلاثة الأخيرة لهذا العهد». وقال: «شروطنا تتمثل بحكومة تستعيد قرار الدولة في الأمور كافة، لأنه مع حكومة مماثلة تصبح استعادة العلاقات مع الدول الخارجية ممكنة».

وتابع: «تكتل الجمهورية القوية لن يشارك في هذه الحكومة، وستكون مراقبتنا لها شرسة. نأمل أن يتجه المجلس النيابي في أقرب وقت ممكن إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأنه حينها يمكن تطبيق كل الشروط التي تحدثنا عنها». وأضاف: «ثلاثيتنا هي شعب ودولة وجيش، وسنتقدم ببرنامجنا المطلوب من رئيس الجمهورية المقبل، والشخص الذي يتوافق والبرنامج يصبح مرشحنا للرئاسة».

بدوره، أعلن النائب محمد رعد، باسم كتلة «الوفاء للمقاومة» بعد لقائها ميقاتي، أن «الأزمة داخلية وخارجية، ومعالجتها تستلزم مشاركة الجميع من أجل النهوض. ومن شاء مقاطعة الاستشارات فهذا شأنه، ولكن من غير المقبول أي يقاطع لإلقاء اللوم على الآخرين»، مؤكداً أن «على الجميع تحمل المسؤوليات في هذه المرحلة ونحن لا نعارض وجود جميع الأطراف في الحكومة، ونمد يدنا للجميع».

وأعلن نواب «الكتلة المدنية» الذين شاركوا بالاستشارات رفضهم للمشاركة في «أأي حكومة محاصصة أو وحدة وطنية». وأعلنت النائبة حليمة القعقور باسمهم أن «تحميلنا المسؤولية للرئيس نجيب ميقاتي كان واضحاً. طالبنا بحكومة مصغرة مع صلاحيات استثنائية، عليها توزيع الخسائر بطريقة عادلة والقيام بمهام إنقاذية».

وأعلن رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط أن «الكتلة قررت عدم المشاركة في الحكومة ولكن المساعدة في التأليف».

من جهته، ذكر رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل، أنه «من الضروري أن يتم تشكيل حكومة، ففي كل يوم يصرف مصرف لبنان 25 مليون دولار من الاحتياطي وكان يمكن أن تُصرف على التربية وصحة الناس، كلّ ذلك لأن الطبقة تتنظر الانتخابات الرئاسية»، معتبراً أن «هذه جريمة جماعية تُرتكب بحق الشعب وهي الانتظار ونحمّلها للكتل ورئيس الحكومة المُكلف نجيب ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال عون، الذي يتحمّل مسؤولية مباشرة بما هي الأمور ذاهبة إليه». وأشار في مؤتمر صحافي في مجلس النواب، إلى «أننا ندقّ ناقوس الخطر لأن على الرئيس المكلّف، أن يقدم تشكيلة في خلال الأسبوعين المُقبلين لأنه لا يمكن الانتظار، وإن استمرّت العرقلة فعلى الجميع تحمُل مسؤوليتهم»، وأضاف: «كُل من يُعرقل مسار الدولة فعليه أن يتحمل المسؤولية ولَن نُشارك في حكومة المحاصصة، ونتمنى أن تكون حكومة مستقلة».

 

****************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

  ميقاتي لأوسع مشاركة.. المكلِّفون يستعــجلون الحكومة.. والمعارضون يعارضون!

على نغمة واحدة سارت الاستشارات النيابية غير الملزمة التي بدأها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في المجلس النيابي، أمس، هي التعجيل في تأليف الحكومة الجديدة. واذا كانت رغبة الاستعجال في ولادة هذه الحكومة ملازمة للرئيس المكلف، وعَبّر عنها لحظة تكليفه في مَد اليد الى كل الاطراف للشراكة في ولادة طبيعية عاجلة لحكومة تتصدى لوضع غير طبيعي يمر فيه لبنان، الا انّ يسر هذه الولادة وعسرها يبقيان رهناً باستجابة المكونات السياسية او عدمها لليد الممدودة، ومغادرة لغة الشروط التي من شأنها ان تصعّب ولادة الحكومة، إن لم تجعلها مستحيلة.

 

الوقت القاتل

واذا كانت موجبات التعجيل في تشكيل الحكومة اكثر من ان تُحصى، أكان فيما يتعلق بالعامل الزمني، حيث أنّ استحقاق التأليف مقيّد هذه المرّة بمرحلة شديدة الدقة والحساسية، ومحكوم بوقت قاتل يستوجِب استثمار كل دقيقة فيه، في موازاة الازمة التي تشهد انهيارات متتالية على مختلف الصعد والمجالات المالية والحياتية والصحية وكل ما يرتبط بأولويات اللبنانيين، او ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي الذي يقف البلد على مَشارفه، ولن يطول الوقت لكي يشكّل البند الاول وربما الاوحد، في جدول اعمال فترة الاشهر الاربعة المتبقية من ولاية الرئيس ميشال عون، الّا انّ الصورة السياسية في المقابل ما زالت ثابتة في نقطة الوسط بين احتمال التعجيل بتشكيل الحكومة واحتمال المراوحة والتأجيل.

 

المواقف واضحة

على انّ اللافت للانتباه في ما يتصل باستشارات الرئيس المكلف، انها لم تُضف جديداً على مواقف مختلف الكتل والتوجهات النيابية والسياسية، المعلنة منذ ما قبل استشارات التكليف، بل انها شكّلت محطة لإعادة تكرارها شكلا ومضمونا. وعلى ما تؤكد مصادر سياسية لـ”الجمهورية” فإنّ “استشارات الامس، محطة لزوم ما لا يلزم، ذلك انّ مواقف الاطراف محسومة سلفاً، أكان بالنسبة الى المؤيدين او الى المعارضين وقرارهم بعدم المشاركة في الحكومة. وطالما انّ صورة المواقف بهذا الوضوح، يفترض في هذه الحالة ان يُستفاد من الوقت، ويُستتبع التكليف بالتأليف السريع، وبالتالي ليس ما يمنع الرئيس المكلف من تجاوز الشروط والاعتراضات والتحفظات، وتقديم تشكيلة حكومته في غضون ايام قليلة، إن لم يكن قبل نهاية الاسبوع الجاري، فالاسبوع المقبل على أبعد تقدير”.

 

وبحسب المصادر فإنّ “وضوح المواقف يُسهّل على الرئيس المكلف مهمته في اعداد تشكيلة حكومته في فترة قياسية زمنياً، خصوصاً انّ الاطراف التي قرّرت عدم المشاركة في هذه الحكومة خَفّفت عنه ثقل الوقوف على خاطرها ومُراضاتها، وبالتالي ضيّقت مساحة مشاورات الاخذ والرد حول الحكومة وحَصرتها ضمن الفريق الذي كلّفه، علماً انّ مهمّة الحكومة سبق له ان حَدّدها لإكمال طريق العلاج التي بدأتها حكومته السابقة، ومَن منحوه أصواتهم في استشارات التكليف يؤيدونه فيها”.

 

حكومة بمَن حضر!

ورداً على سؤال عما اذا كانت الامور ستنحى في اتجاه تأليف حكومة من لون واحد، قالت المصادر: وهل انّ التكليف جاء بألوان متعددة، في اي حال، اسم حكومة اللون الواحد مُستفز، وهذا بالاساس ليس هو هدف الرئيس المكلف الذي يرغب بحكومة جامعة تتشارَك فيها كل المكونات في مواجهة الازمة. إنما الامور كما نراها تسير في اتجاه تشكيل حكومة بحجم المرحلة.

 

وسُئلت المصادر: هل ستشكّل حكومة بمَن حضر؟ فأجابت: لا يجب التوقف عند اي توصيفات او تسميات، نعم البلد بحاجة الى حكومة بمَن حضر، ليس بمن حضر لإكمال العدد والتشكيلة، بل بمَن هو حاضر ومستعد وراغب في الشراكة في عملية الانقاذ.

 

بدأ النقاش بالصيغ!

الى ذلك، كشفت مصادر معنية بملف التأليف لـ”الجمهورية” انه “بعيداً عن الاستشارات النيابية الشكلية التي بدأها ميقاتي مع النواب أمس، فإنّ حركة مشاورات واتصالات جرت في الساعات الاربع والعشرين الماضية، مرتبطة بعملية التأليف وتوزّعت على عدة خطوط سياسية، وكان الرئيس المكلف حاضراً فيها”.

 

وبحسب المصادر عينها فإنّ البند الاساس التي تمحورت حوله هذه الاتصالات، هو التعجيل في توليد الحكومة، من دون إغراق مهمة الرئيس المكلف بشروط وافكار تعقد جهوده وتُربك مسار التأليف، بل تقديم كل تسهيلات ممكنة من شأنها ان تسرّع بولادة الحكومة.

 

ولفتت المصادر الى ان “لا خلاف على مهمّة الحكومة، وامّا شَكل هذه الحكومة فلدى الرئيس المكلف تصوّره في هذا المجال، وهو ما سيتوضّح قريباً جداً، كاشِفة عن صِيغ عديدة يجري النقاش حولها داخل الغرف المغلقة، وتبعاً لذلك فقد تكون مسودة الحكومة جاهزة في غضون أيّام قليلة ليقدّمها الرئيس المكلف الى رئيس الجمهورية لإصدار مراسيم الحكومة الجديدة”.

 

مصير بعض الوزارات!

الّا انّ مصادر سياسية تحدثت عن صعوبات ماثلة امام الرئيس المكلف في كيفية تجاوز التعقيدات المرتبطة ببعض الوزارات، لا سيما ما يتعلّق بوزارة الطاقة والمياه والجهة التي ستسند اليها. والرئيس المكلف يبدو انه مع “تحرير” هذه الوزارة وإخراجها من الموقع العالقة فيه منذ سنوات طويلة، علماً انّ وزارة الطاقة “مُجيّرة” منذ سنوات لفريق رئيس الجمهورية، سواء لوزير من تياره السياسي او لوزير يسمّيه رئيس الجمهورية شخصياً. وبحسب اجواء هذا الفريق انه لن يتخلى عن الطاقة، كما عن وزارتي الدفاع والعدل على وجه الخصوص”.

 

وتشير المصادر عينها إلى “عقدة ثانية واساسية كامنة في وزارة المال، حيث لا يبدو انّ ثنائي حركة “امل” و”حزب الله” في وارد التخلّي عن كون حقيبة المالية من حق الطائفة الشيعية. وهذا الأمر، معطوف على عدم تخلّي الفريق الرئاسي عن بعض الحقائب ومنها الطاقة، بدأت تتعالى حوله بعض الاصوات الاعتراضية من جهات سياسية ومراجع روحية ترفض استئثار فئة او طائفة ببعض الوزارات”.

 

“هاتان العقدتان”، تقول المصادر، “وقد تضاف اليهما عقدة ثالثة مرتبطة بحجم تمثيل بعض الاطراف، قد يطول النقاش حولها، في مرحلة محكومة بوقت قصير، وطول هذا النقاش سيمدّ تلقائياً من عمر التكليف ومعه حكومة تصريف الاعمال وصولاً الى لحظة يفرض فيها الاستحقاق الرئاسي نفسه بنداً أولاً على جدول البلد، ويصبح معه تأليف الحكومة آخر الاهتمامات”.

 

قبل نهاية الاسبوع

وفي سياق متصل، كشفت مصادر حكومية لـ”الجمهورية” انه بعد انتهاء الجولة الثانية من الاستشارات النيابية اليوم، سيعقد لقاء قريب بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، لجَوجلة الأفكار والطروحات النيابيّة، على ان يليه اجتماع ثان للبحث في مسودة حكومية سينقلها ميقاتي الى عون ربما قبل نهاية الاسبوع الجاري.

 

إستشارات الأمس

وكان الرئيس المكلف قد أجرى في المجلس النيابي امس، جولة أولى من الاستشارات غير الملزمة مع الكتل والتوجهات النيابية، على ان تستكمل في جولة ثانية اليوم.

 

ولخّصت مصادر مطلعة مجريات الاستشارات، بقولها لـ”الجمهورية” انّ “الاجواء كانت هادئة وطبيعية، وغاصت بالحديث عن المواصفات التي ينبغي ان تتوفر بالحكومة الجديدة”.

 

واشارت المصادر الى انّ “الرئيس المكلف كان منفتحاً على اي فكرة او طروحات نيابية، وحرص على تدوينها، وكان واضحاً في ابداء رغبته في تشكيل حكومة للجميع وبأوسع مشاركة فيها، وتلبّي حاجة البلد الى مثل هذه الحكومة، في ظرف يوجِب التحام كل الاطراف وشراكتهم في التصدي للأزمة والتخفيف من الاعباء على اللبنانيين، وبالتالي التعاون الكامل في كل ما يدفع بلبنان خارج الهاوية ويقرّبه من سكة الانقاذ”.

 

واشارت المصادر الى انّ مَن سمّوا الرئيس ميقاتي في استشارات التكليف، التقوا على التأكيد على تعجيل التأليف، الا انّ بعضهم طرحوا ضرورة إشراكهم في الحكومة، وذهبوا الى المطالبة بوزيرين او ثلاثة، فيما انّ كتلاً اخرى كانت حاسمة لناحية عدم مشاركتها كـ”القوات اللبنانية”، وكذلك نواب التغيير الذين يعتبرون ميقاتي وحكومته المنوي تشكيلها امتداداً للسلطة المسؤولة عن الازمة. وايضاً اللقاء الديموقراطي الذي قرّر عدم المشاركة مباشرة، الا انّه عَبّر عن استعداده لأن يكون عاملاً مسهلاً في تشكيل الحكومة، وهذا الامر اعتمَده اللقاء في تشكيل الحكومة السابقة، وانتهى بمشاركته بوزيرين درزيين سمّاهما وليد جنبلاط”.

 

وكانت لقاءات الرئيس ميقاتي قد توالت اعتباراً من بعد ظهر امس، بدءاً بلقائه كتلة التنمية والتحرير التي اكدت ضرورة تشكيل حكومة في اسرع وقت، مشددة على خطة التعافي والحفاظ على اموال المودعين.

 

التكتل الوطني المستقل

وبعد لقائه مع الرئيس المكلف، اكد التكتل الوطني المستقل الذي يضمّ النواب ميشال المر وطوني فرنجية وفريد الخازن “اننا سنطلق موقفنا من الحكومة ومنحها الثقة بناء للخطة التي ستعرضها، وأيّ خطة تحمي حقوق طرف على آخر لن نوافق عليها، فنحن نريد خطة تتوزّع فيها الخسائر بشكل عادل وتحمي جميع الناس وخصوصاً موظفي القطاع العام”.

 

ولفت التكتل الى انّ “أولويتنا وتطلعاتنا بعيدة كل البعد عن المشاركة في الحكومة او عدمها، ونحن لا نرفض المشاركة ولا نطلب ذلك ايضا”.

 

وطالبَ نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بحكومة قادرة على متابعة الملفات المطروحة، فيما دعت كتلة الجمهورية القوية الى حكومة “تستعيد قرار الدولة مُعلنة عدم المشاركة في الحكومة”، امّا كتلة الوفاء للمقاومة فاعتبرت انّ الازمة داخلية وخارجية تستلزم مشاركة الجميع من اجل النهوض، ومَن شاء المقاطعة فهذا شأنه، ولكن من غير المقبول ان يقاطع لإلقاء اللوم على الآخرين. وكان نائب الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم قد أعلن انّ “حزب الله” مع تشكيل الحكومة وعدم إضاعة الوقت وإنهاك التشكيل بالشروط والشروط المضادة، فالفرصة لا تسمح بأن يأخذ كل فريق مكتسبات من الحكومة.

 

وقال: نحن نؤيّد ان تجري التعديلات على الحكومة الحالية ليدخل اليها من يرغب بالدخول والتعاون او ليعدل من يعدل من الوزراء للاسراع في عدم الوقوف في فخ الاسماء الجديدة التي يمكن ان تأخذ وقتاً طويلاً. إننا مع اختصار الوقت الى أسرع وقت ممكن لأنّ البلد يتطلب حكومة، وليعلم اولئك الذين ينظّرون ولا يشاركون ولا يسهلون المشاركة انّ الناس ترى من يعطّل تشكيل الحكومة ومن يؤيّد تشكيلها، وبالتالي الموقف السلبي من تشكيل الحكومة لا يعني انهم يخدمون البلد”.

 

بدورهم، اعلن نواب التغيير انهم مع حكومة مصغرة وإنقاذية رافضين المشاركة في حكومة محاصصة و/أو حكومة وحدة وطنية، فيما اعلنت كتلة حزب الكتائب انها ليست معنية بالمشاركة في الحكومة.

 

ماكرون وعون

على صعيد آخر، اكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون “انّ فرنسا متعلقة بصورة مميزة وخاصة بروابط الاخوة التي تجمعها مع لبنان ومع الشعب اللبناني”. جاء ذلك في برقية شكر وَجّهها الرئيس ماكرون الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رداً على برقية التهنئة التي كان قد وَجّهها إليه لمناسبة إعادة انتخابه رئيساً للجمهورية الفرنسية.

 

نيد برايس

وعلى خط المفاوضات والترسيم، أعلن المتحدث بإسم الخارجية الأميركية نيد برايس أن المحادثات التي أجراها كبير مستشاري أمن الطاقة عاموس هوكشتاين الأسبوع الماضي مع نظرائه الإسرائيليين حول ترسيم الحدود البحرية مع لبنان كانت مثمرة.

 

وأضاف أن الولايات المتحدة ستبقى منخرطة مع الأطراف في الأيام والأسابيع المقبلة.

 

****************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

تباينات في المشهد الميقاتي بين حكومتين.. تمرير الـ90 يوماً!

نصف حلحلة في رواتب القطاع العام.. وأسعار المحروقات ترتفع ومعمل الزهراني خارج الخدمة

 

 

بانتظار الانتهاء من المحطة الثانية من مشاورات الرئيس المكلف نجيب ميقاتي مع الكتل النيابية والنواب المنفردين، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، والتي تنتهي عصر اليوم في ساحة النجمة، لينطلق بعدها إلى الإفراج عن «تشكيلة مرغوب بها» حسب الاستشارات والمهمات، في وقت لا يتجاوز الأربعة أشهر بما في ذلك الشهر المتوقع للتأليف، بتجاوز العقبات، لا سيما الشروط المتوقعة من تكتل لبنان القوي برئاسة النائب جبران باسيل.

 

والرئيس المكلف، وهو «يهرول» وراء تشكيلته الصعبة والسهلة معاً، بعد استنكاف عدد من الكتل الوازنة عن المشاركة من كتلة اللقاء الديمقراطي إلى كتلة «القوات اللبنانية» وكتلة التغييريين، وربما كتلة التيار الوطني الحر، تسكنه ذاكرة تأليف الحكومة المستقيلة بعد اجراء الانتخابات، وكيفية «تدوير الزوايا» حينها، لكن التباينات بين 10 أيلول 2021، موعد صدور مرسوم تأليف الحكومة الثالثة تحت الرقم 8376، بعد ان رست الاستشارات الملزمة في 26 تموز 2021 على تسميته، كثيرة، ولا يمكن اغفالها، أو القفز فوقها..

1- نال الرئيس ميقاتي 72 صوتاً من أصل 118 نائباً سموه في المجلس السابق، الذي كان فيه نائباً مع كتلة نيابية.

2- في مجلس 2022، نال الرئيس ميقاتي نفسه 54 نائباً، أي بتراجع 18 نائباً عن التسمية، بعد ما فقد كتلته، وغابت كتلة الرئيس سعد الحريري، الذي كان نائباً وقتها، مع كتلة وازنة سمته بالكامل..

3- في الحكومة الحالية – المستقيلة، شارك الحزب التقدمي الاشتراكي بتسمية الوزير عباس الحلبي، وكذلك سمى الأمير طلال أرسلان عصام شرف الدين، وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال، والذي بات بحكم المرجح ان يخرج من الحكومة.

4- لم يكن في المجلس السابق كتلة تغييرية، تضم 13 نائباً، شاركت في المشاورات، وأعلنت انها لن تشارك في حكومة وحدة وطنية أو أية حكومة أخرى، مطالبة على لسان النائب حليمة حجار «بحكومة مصغرة» وانقاذية، رافضة منطق المحاصصة..

5- كتلة «القوات اللبنانية»، التي تحدثت عن شروط، لا يمكن ان تطبق في الأشهر الثلاثة الاخيرة من عمر العهد، اعتبرت ان الأولوية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، رافضة على لسان النائب جورج عدوان المشاركة، لكنها تحدثت عن «مراقبة شرسة» للحكومة العتيدة.

6- وحده حزب الله، يطالب بحكومة تضم الجميع، لكنه انتقد من قاطع الاستشارات ويلقي اللوم على الآخرين.

7- قبل موقف تكتل لبنان القوي على لسان النائب باسيل، قال نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب (وهو ينتمي إلى كتلة لبنان القوي) انه «لا يمكن تشكيل حكومة من دون تمثيل سياسي».

واذا كان الرئيس المكلف سيستكمل اليوم لقاءاته مع «تكتل لبنان القوي» والنواب المستقلين، فان الاستشارات وان كانت غير ملزمة دستوريا، ولكنها من المؤكد ملزمة سياسيا للرئيس المكلف، والا فان العرقلة ستكون سيدة الموقف في التشكيل، بغض النظر عن ان الرئيس ميقاتي وعد بتقديم تشكيلة حكومية – جديدة او معدلة – تعيد تعويم حكومة معا للانقاذ، فان العبرة تبقى في التنفيذ.

ووصفت مصادر سياسية الاجواء المحيطة بعملية تشكيل الحكومة الجديدة، بالضبابية، في ظل استمرار النائب باسيل الاصرار على تكبيل مهمة الرئيس ميقاتي بسلّة الشروط والمطالب التعجيزية المعروفة، التي يستحيل تحقيقها، برغم كل محاولات العرقلة والابتزاز وعروضات المقايضة التي لا تتوقف.

وقالت المصادر ان الاتصالات والمشاورات السياسية، لتذليل الخلافات وتقريب وجهات النظر، بين رئيس الحكومة المكلف  وباسيل لم تحصل حتى الساعة، وقد لاتحصل بتاتا، باعتبار ان التشاور سيحصر بين رئيسي الجمهورية والحكومة وبت الامور بينهما، استنادا للدستور، في حين لم يظهر اي تحرك لحزب الله بين الطرفين حتى الان، وسط سلسلة انتقادات ومواقف اطلقها بعض قيادي ونواب الحزب ضد معرقلي تشكيل الحكومة، ودعوات متكررة، تدعو لعدم رفع سقف المطالب بعملية التشكيل، الامر الذي اعتبرته المصادر بمثابة اشارات سلبية ضد رئيس التيار الوطني الحر.

ولاحظت المصادر ان رفع سقف المطالب من قبل باسيل، الى هذا المستوى، مع علمه المسبق باستحالة القبول بها وتنفيذها، هدفه تعطيل كل المحاولات المبذولة لتاليف الحكومة الجديدة، وقطع الطريق نهائيا على عملية التشكيل،  وابقاء حكومة تصريف الأعمال في موقعها، حتى الانتهاء من اجراء الانتخابات الرئاسية، وتسلم الرئيس الجديد لمهماته الدستورية.

وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الرئيس ميشال عون ينتظر انتهاء نتائج الاستشارات النيابية ليطلع عليها من رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي. وأكدت أن الرئيسين سيعمدان إلى جوجلة هذه النتائج وليس صحيحا أن هناك تشكيلة حكومية جاهزة سيقدمها الرئيس ميقاتي إلى الرئيس عون.

وأوضحت أن ملف التأليف لا يزال يحتاج إلى نقاشات وترتيب أسماء وتوزيع وزارات وإشراك قوى أخرى لا سيما تلك التي سمت ميقاتي في التكليف.

لكن المصادر لفتت إلى أن هذه المسألة غير محسومة كما أن مسألة تعديل الحكومة الحالية تنتظر التفاهم مع رئيس الجمهورية الذي يرغب في تأليف سريع للحكومة.

وتقول انه بدءا من أمس انطلقت المطالب بشأن الحكومة ويتوقع لها أن تتواصل كما هو معلوم في إطار مسيرة التأليف، حتى وإن كان التعديل الوزاري هو السائد.

اذاً، انهى الرئيس ميقاتي بصفته رئيساً مكلفاً تشكيل الحكومة الجديدة، اليوم الاول من الاستشارات النيابية غير الملزمة، بنتائج متوقعة من الكتل النيابية، حيث اعلنت كتل القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الكتائب وقوى التغيير وشمال المواجهة، عدم مشاركتها في الحكومة كلٌّ لأسبابه ومن منطلقات مختلفة، بينما تمايز رئيس كتلة النضال الوطني تيمورجنبلاط بأن الكتلة ستسهّل عملية تاليف الحكومة. اما باقي الكتل التي لم تحدد موقفها من المشاركة لا ايجابا ولا سلبا لأنها تضمن حصتها في الحكومة، فكانت مواقفها عامة لجهة تسريع التشكيل ومعالجة الاوضاع والازمات القائمة وتحديد الاولويات. وطالب العديد من النواب بحكومة طواريء من اختصاصيين وكفاءات مصغرة لتمرير المرحلة ومعالجة المشكلات القائمة. وبعضهم طالب بحكومة سياسيين مطعّمة بإختصاصيين. ويستكمل ميقاتي صباح اليوم مشاوراته مع باقي الكتل والنواب المستقلين.

اما كتلة الاعتدال الوطني، فطالب بأسمها النائب سجيع عطية « بوزيرين أو ثلاثة في الحكومة، لأننا نمثّل نصف الشمال، وميقاتي كريم ونحنا منستاهل».

وباسم كتلة نواب «قوى التغيير»، تحدثت النائب حليمة قعقور فقالت: نحن مع حكومة مصغّرة وإنقاذيّة لتقرّ المشاريع الإلزامية بسرعة ولن نشارك بأيّ حكومة محاصصة ولا حكومة وحدة وطنيّة.

واوضحت الدكتورة قعقور طبيعة موقف التكتل وهل يشارك في حكومة بمواصفات محددة بالقول لـ«اللواء»: ان قوى التغيير لا تشارك بأي حكومة يرأسها ميقاتي او غيره لأنه غير مستقل.ونحن مع حكومة مستقلين رئيسا ووزراء اختصاصيين، عندها نسمي نحن وزراء من ناشطي الثورة من أصحاب الاختصاص والكفاءة، وليس وزراء من ضمن تكتلنا لأننا مع فصل النيابة عن الوزارة.

وعن احتمال الشطط او التعسف او المبالغة في استخدام الحكومة للصلاحيات الاستثنائية؟ قالت قعقور: نحن لا نعطي الصلاحيات الاستثنائية لرئيس ووزراء ما لم نكن نضمن حسن ادائهم.

وهل تضمنون نيل مثل هذه الحكومة التي تطمحون لها ثقة القوى السياسية والكتل الاخرى؟ وهل ستنسقون مع القوى الاخرى من مستقلين وقوى معارضة جديدة كالقوات او الاشتراكي او الكتائب او شمال المواجهة؟

اجابت قعقور: نحن نعلم ان اغلبية القوى السياسية في البرلمان هي لمصلحة السلطة ولن تعطي ثقة لمثل هذه الحكومة التي نطالب بها.لكن هذا الامر يمكن ان يتم بضغط منا داخل البرلمان ومن الناس خارجه وليس بارادة قوى السلطة، نتيجة تحمل الناس لمسؤولياتها بعد الانهيار الكيير الذي اصاب ٨٠ بالمئة من الناس.

وقال رئيس التكتل «الوطني المستقل»، النائب طوني فرنجية: إذا تشكلت الحكومة فيجب ان تكون حكومة لفترة قصيرة يهمنا منها ان تخفف ضغط الانهيار عن الناس، وان تمرر الموسم السياحي على خير. وعلى الحكومة إكمال الخطط الاقتصادية وهناك قوانين ستقدّم للجنة المال والموازنة لإطلاع المجلس على خطة التعافي وسنطلع على الخطة وفيها مفاجآت إيجابية وليس كما يتم التداول في العلن.

وطالب رئيس حزب الكتائب انه «على الرئيس المكلّف، أن يقدم تشكيلة في خلال الأسبوعين المُقبلين لأنه لا يمكن الإنتظار، وإن استمرّت العرقلة فعلى الجميع تحمُّل مسؤوليتهم، وكُل من يُعرقل مسار الدولة فعليه أن يتحمل المسؤولية ولَن نُشارك في حكومة المحاصصة، ونتمنى ان تكون حكومة مستقلة».

وقال النائب ميشال معوض بإسم كتلة «شمال المواجهة» بعد لقاء ميقاتي: الاستمرار بحكومات الوحدة الوطنية ما هو الا استمرار للشلل والزبائنية، وطريقة تشكيل الحكومة هي استمرار للمسار الذي أوصلنا الى هذه الحالة في البلد، ونريد مقاربة تغيير جذرية. وأي إشارة في البيان الوزاري لعنوان جيش وشعب ومقاومة بكل متفرعاته هو ربط مصير الدولة اللبنانية بحزب الله ومحور الممانعة وبالتالي عزل لبنان.

في المواقف، أعلن نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم في بيان «أنّ «حزب الله مع تشكيل الحكومة وعدم إضاعة الوقت وعدم إنهاك التّشكيل بالشروط والشروط المُضادة». وقال: فالفرصة لا تسمح بأن يأخذ كلّ فريق مكتسبات من الحكومة، المطلوب أن نُعطي المكتسبات للمواطنين وللوطن وهذا يَفتَرض أن نُخفّف من المطالب لمصلحة تشكيل الحكومة.

 

واضاف: نحن نؤيّد أن تجري التعديلات على الحكومة الحالية ليدخل إليها من يرغب بالدخول والتعاون أو ليُعدّلْ من يعدّل في بعض الوزراء للإسراع في عدم الوقوف في فخّ الأسماء الجديدة التي يُمكن أن تأخذ وقتًا طويلًا.

واكد «أننا مع إختصار الوقت إلى أسرع وقت ممكن، لأنّ البلد يتطلّب حكومة وليعلم أولئك الذين يُنظّرون ولا يُشاركون ولا يُسهلون المشاركة أنّ الناس ترى من يُعطّل تشكيل الحكومة ومن يؤيد تشكيلها، وبالتالي الموقف السلبي من تشكيل الحكومة لا يعني أنهم يخدمون البلد».

واستبعدت مصادر دبلوماسية زيارة اي مسؤول فرنسي بارز الى لبنان قريبا، كما تردد من قبل، للتشاور مع المسؤولين اللبنانيين حول الاوضاع في لبنان والاطلاع على الخطوات التي تنوي السلطة القيام بها، لحل الازمة المالية والاقتصادية الصعبة التي يواجهها لبنان.

واعتبرت أن زيارة السفير بيار دوكان الى لبنان محصورة بالبحث والاطلاع على الخطوات التي قامت بها الحكومة المستقيلة، بخصوص الإجراءات الاصلاحية المطلوبة كشرط اساسي لتقديم اي مساعدات، اكانت مساعدات مؤتمر سيدر، او غيرها، لانه من دون القيام بالاصلاحات المطلوبة، ان كان على صعيد قطاع الكهرباء اوغيره، فلن تصرف هذه المساعدات.

 

واعتبرت المصادر ان التأخر بوضع آلية لصندوق المساعدات السعودية الفرنسية للبنان حتى الآن، وعلى الرغم من عدم الكشف عن الاسباب التي أدت لذلك، الا انه يبعث باشارات غير مشجعة، وعدم ارتياح للوضع عموما.

موقف ماكرون

وفيما ينتظرلبنان زيارة المسؤول عن ملف المساعدة الدولية للبنان بيار دوكان، أكد رئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون ان «فرنسا متعلقة بصورة مميزة وخاصة بروابط الاخوة التي تجمعها مع لبنان ومع الشعب اللبناني». جاء ذلك، في برقية شكر وجهها الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رداً على برقية التهنئة التي كان وجهها اليه لمناسبة إعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الفرنسية.

تأمين الرواتب

وفي الشان المعيشي، حصل تقدم في ملف رواتب موظفي القطاع العام، حيث عرض الرئيس ميقاتي مع وزير المال يوسف خليل موضوع صرف رواتب العاملين في القطاع العام. وتم الاتفاق على اتخاذ الاجراءات المناسبة لدفع الرواتب في موعدها. وجرى التواصل مع المدير العام لوزارة المال بالوكالة جورج معراوي لاتخاذ الاجراءات التنفيذية المناسبة.

وقرّر موظفو مديرية الصرفيات في وزارة المال العودة إلى العمل لإنجاز رواتب الموظفين في القطاع العام عن شهر تموز فقط، وكذلك المساعدة الاجتماعية على شهري آذار ونيسان الماضيين.. ودون أي معاملات أو حولات أخرى.. لكن بيان موظفي المديرية ابقى «رواتب ومعاشات الأشهر اللاحقة رهناً بإيجاد الحل».

وأعلنت نقابة موظفي مصرف لبنان خلافاً لما كان رائجاً أن الإضراب التحذيري والإقفال ليومٍ واحدٍ اليوم الثلاثاء احتجاجاً على الملاحقات القضائية، وناشدت المعنيين معالجة ما وصفته بـ»الوضع الظالم الذي يتعرّض إليه مصرف لبنان». كما دعت الموظّفين إلى وقفة احتجاجيّة عند الساعة الحادية عشرة صباحاً في باحة المركز الرئيسي في بيروت.

وقالت النقابة، في بيان، إنّها عقدت أمس «جمعية عمومية للتشاور واتخاذ القرار المناسب بخصوص الملاحقات القضائية والادعاءات التي تتعرض إليها مؤسسة مصرف لبنان وموظفيها».

وأعلنت عن أنّه «بناء على التداول والتشاور، وحرصاً على المصلحة العامة ولتأمين الرواتب والأجور للقطاع العام في آخر الشهر، قرّرت الجمعية العمومية وبالإجماع إعلان إضراب تحذيري وإقفال ليوم واحد نهار الثلاثاء الواقع فيه 28 حزيران 2022 ودعوة الموظفين إلى تنفيذ وقفة احتجاجية عند الساعة الحادية عشرة صباحاً في باحة المركز الرئيسي في بيروت من أجل مناشدة المعنيين لمعالجة الوضع الظالم الذي يتعرّض له مصرف لبنان وتجنباً للتصعيد في المرحلة المقبلة».

وفيما ارتفعت اسعار المحروقات مجدداً امس وبقيت ازمة الخبز على حالها وكأن الدولة غير مسؤولةعن الامن الغذائي لشعبها، اعلنت كهرباء لبنان «وضع معمل الزهراني قسرياً خارج الخدمة لخمسة أيام وانخفاض في الإنتاج الحراري، بسبب تدني كميات مادة الغاز أويل الموردة شهريا».

752 إصابة

صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة 752 إصابة جديدة بفايروس كورونا ليرتفع العدد التراكمي للاصابات منذ بدء انتشار الوباء إلى 1105965 إصابة مع تسجيل حالة وفاة واحدة.

 

واشنطن: هوكستين أجرى محادثات مثمرة في اسرائيل

 

أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية في بيان نيد برايس أن كبير مستشاري أمن الطاقة آموس هوكستين أجرى محادثات الأسبوع الماضي مع الإسرائيليين حول ترسيم الحدود البحرية.

وأوضح أن «المناقشات أفضت الى نتائج مثمرة تقلّص الخلافات بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي، على ان تبقى الولايات المتحدة الأميركية منخرطة في مباحثات ترسيم الحدود في الأيام والأسابيع المقبلة».

 

 

****************************************

افتتاحية صحيفة الديار

«نفاق متبادل» في الاستشارات النيابية…وعود بالتسهيل وعقبات تعرقل «الولادة»

 ميقاتي يحتفظ بورقة تفعيل حكومة تصريف الاعمال: التعاون مع عون بات اصعب!

 لا حلول للازمات الحياتية والترسيم والكهرباء معلقان على «حبل الكذب» الاميركي – ابراهيم ناصرالدين

 

كل القطاعات الاقتصادية والمعيشية تنهار تباعا، اضراب القطاع العام يدخل اسبوعه الثالث، الكهرباء في «خبر كان»، ازمة الرغيف على حالها «طالعة نازلة» دون حلول جذرية، الدولار «فالت» دون ضوابط، والمواطن متروك لمصيره بينما الدولة تتعلق «بحبل كذب» الوعود الاميركية في ملفي «الترسيم» واستجرار الطاقة. كل هذه التحديات لم تمنع «حوار الطرشان» بين رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي والكتل النيابية في اليوم الاول للاستشارات غير الملزمة لتشكيل الحكومة العتيدة. نفاق «متبادل» استمر لساعات ويستكمل اليوم، فيما يدرك الجميع صعوبة العبور السلس نحو «ولادة» حكومة جديدة في ظل «الكباش» القائم على مرحلة «ملء الفراغ» الرئاسي، وسط «لامبالاة» اقليمية ودولية. وبعيدا عن التصريحات العلنية، علمت «الديار» ان الرئيس ميقاتي غير متفائل بوجود نية للتعاون من الكتل النيابية لتسهيل مهمته على الرغم من النيات العلنية المعلنة، وهو يتوقع اياما صعبة مع رئيس الجمهورية ميشال عون في نهاية عهده.

«تقية» مكشوفة

 

ووفقا لمصادر نيابية بارزة، يؤكد ميقاتي انه ليس «ابن مبارح» في السياسة، وهو يحفظ كل القوى السياسية عن «ظهر قلب» ويدرك جيدا الخلفية السياسية والمصلحية التي تحركها. وفي اشارة الى الكتل التي لا تريد المشاركة وتعد بالتسهيل، يلفت ميقاتي الى انها تمارس نوعا من «التقية» المكشوفة، لان من يريد التعاون الجاد يضع شروطه ومطالبه ويطمح لتحقيقها للمشاركة في عملية الانقاذ التي يعلن الجميع تأييدها، ولا يقدم اي شيء عملي لتسهيلها، ولهذا يصف ما يحصل بانه «مضيعة للوقت» وكلام بكلام لان الجميع مهتمون بالاستحقاق الرئاسي، ويعملون لتحسين شروطهم، ويقدرون ان «الفراغ» آت لا محالة، ولهذا اما تكون الحكومة الجديدة على قياسهم لادارة هذه المرحلة والتحكم بمفاصلها ، او فلتذهب الحكومة الجديدة الى «الجحيم»…

ميقاتي «الضعيف»؟

 

ويرى ميقاتي ان بعض القوى تتعامل معه كرئيس مكلف «ضعيف» قياسا على الوضع السني في العموم، وفي مقدمة هؤلاء «التيار الوطني الحر»الذي يظن ان الحالة السنية في البلاد لا تسمح لرئيس الحكومة الذي لا يملك كتلة برلمانية، او دعما في «الشارع»، بان يفرض «شروطه»، وهو استنتاج خاطىء برأي الرئيس المكلف، لانه واكثر من اي يوم مضى، يعتبر نفسه امام اختبار جدي في معركة الدفاع عن موقع رئاسة الحكومة، وهو في موقع قوي في هذه المرحلة كونه رئيسا لحكومة تصريف الاعمال، ولا يمكن «لي ذراعه» في مسألة التاليف التي لن تكون الا متوازنة، بعيدا عن اي شروط ترتبط باقالات او تعيينات!

التعاون الصعب

 

وبحسب ما نقل عن ميقاتي، فان التعاون الان مع رئيس الجمهورية ميشال عون بات اصعب مع اقتراب «افول العهد»، لان الرئيس يعتقد انه في الاشهر الاربعة الاخيرة يحتاج الى انجاز ما لتحقيقه، ولهذا لن يمرر حكومة دون تأمين مكاسب سياسية لفريقه السياسي، ولهذا ستكون عملية التفاوض على تشكيلة الحكومة وتوزيع الحقائب صعبة، اما الحديث عن ان المخرج الوحيد هو بحصول تعديل بالاسماء لا بالحقائب للحكومة الحالية، في اطار تعويم «مقنع» لها، فهو دونه عقبات ايضا، لان رئيس الحكومة يطالب بضمانات في اكثر من ملف اقتصادي، وفي مقدمتها حل ازمة الكهرباء، وذلك بتعهدات واضحة تتضمن «خارطة طريق» تنفيذية من قبل «التيار الوطني الحر» الذي لا يزال متمسكا بوزارة الطاقة.

«التيار»: «حاسبينها غلط»!

 

في المقابل، تعتقد اوساط التيار الوطني الحر ان تحميل «التيار» مسؤولية عرقلة تشكيل حكومة جديدة لاسباب «واهية» تتعلق بمطالب نفعية، اتهامات «كاذبة» وتجافي الحقيقة، لان ما يطالب به فريق رئيس الجمهورية «بسيط»، وهو تعاون رئيس الحكومة في حسم اكثر من ملف قضائي واقتصادي ملح، لان المرحلة لا تتحمل الاستمرار في «المرواغة» فيما البلد يواصل الانهيار، وابرز هذه الملفات الملحة حسم مسالة اقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وغيرها من الخطوات الاصلاحية الواجب اتخاذها بسرعة. ووفقا لتلك الاوساط، لا يمكن القبول بمحاولة فرض شروط مسبقة على «التيار» برفض منحه حقائب معينة الا «بشروط» فيما الاخرون يتمسكون بحقائب سيادية، كوزارة المال، دون ان «يرف جفن» لرئيس الحكومة. وفي هذا السياق، ترى تلك الاوساط، ان المعضلة الرئيسية تبقى في ان ثمة من يتعاطى مع العهد وفريقه السياسي بانهما وصلا الى نهاية «الطريق»، ولا حاجة لمنحهما ايا من الحقوق المكتسبة لهما، ولا ضير في تضييع الوقت حتى انتهاء الولاية الرئاسية، لكن هؤلاء «حاسبينها غلط»، تقول تلك المصادر، «فالتيار» لم يكن يتلطى بموقع الرئاسة في يوم من الايام، ولديه ما يكفي من عناصر القوة لتحصيل الحقوق السياسية المتوازنة لشريحة كبيرة يمثلها في المجلس النيابي.

حزب الله يقدم الحل؟

 

وفي ظل التعقيدات الواضحة امام تشكيل حكومة جديدة، اقترح نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، إجراء تعديلات على الحكومة الحالية، مشدّداً على حزب الله مع تشكيل الحكومة وعدم إضاعة الوقت وعدم إنهاك التّشكيل بالشروط والشروط المُضادة. ووفقا للشيخ قاسم، فان الفرصة لا تسمح بأن يأخذ كلّ فريق مكتسبات من الحكومة. وقال: ليدخل إليها من يرغب بالدخول والتعاون أو ليعدّل من يعدّل في بعض الوزراء للإسراع في عدم الوقوف في فخّ الأسماء الجديدة التي يمكن أن تأخذ وقتاً طويلاً». وتوجّه إلى «الذين ينظّرون ولا يُشاركون ولا يسهّلون المشاركة، قائلاً إنّ «الناس يرون من يعطّل تشكيل الحكومة ومن يؤيّد تشكيلها وبالتالي الموقف السلبي من تشكيل الحكومة لا يعني أنّهم يخدمون البلد».

 

ووفقا لاوساط مطلعة يعتقد حزب الله انه لا مفر من تشكيل حكومة مكتملة الموصفات، لا ان تبقى حكومة تصريف اعمال، لتلبية احتياجات الناس الحياتية بعيدا عن «الكباش» السياسي حول الانتخابات الرئاسية، ولانه يدرك صعوبة ذلك، يقترح اجراء تعديلات حكومية قد تكون مخرجا لعملية طويلة تمتد شهورا، فيما الاستحقاق الرئاسي على «الابواب» . وهنا ما يريده حزب الله هو فصل الشأن الحكومي عن الرئاسي، ويخشى دخول البلاد في فراغ دستوري على كافة المستويات، ما يهدد بانفجار اجتماعي غير محدود. ومن هنا يمكن فهم الكلام العالي السقف، لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد بعد لقاء ميقاتي، وقال ان من «شاء ان يقاطع هذا شانه، ولا يستطيع طرف ان يفترض ان لديه حلولا سحرية، خصوصا ان صانعي الازمة في الخارج يجدون من يتعاون معهم في الداخل».

«المهمة» الصعبة

 

وفي التقييم الاولي لليوم الاول من الاستشارات غير الملزمة، لا جديد يمكن البناء عليه يبشر بحصول «ولادة» حكومية قريبة، وان كان رئيس الحكومة مصرا على «رمي الكرة» في ملعب رئيس الجمهورية من خلال نيته تقديم تشكيلة يراها متوازنة، وعليه «فليتحمل عون مسؤولية رفضها». ولا يبدو ان اي طرف سياسي مقتنع بولادة الحكومة قريبا، فالكتل النيابية التي التقاها ميقاتي في مجلس النواب بالامس، كررت مواقفها السابقة التي سبقت واعلنتها من بعبدا عند استشارات التكليف، وفي تباين واضح في المواقف،»التنمية والتحرير» جددت تمسكها بوزارة المال، وهو امر رفضته كتلة «الجمهورية القوية» التي رفضت الاستمرار في تخصيص اي وزارة لحزب او طائفة. وهذه عينة تشير الى ان «الطريق» لا تزال مسدودة أمام إمكان التفاهم حول تأليف حكومة، حيث لا يرى احد ان عمرها الافتراضي لاربعة اشهر فقط، وانما ستكون حكومة «ملء الفراغ» الرئاسي.

«ورقة» ميقاتي؟

 

ووفقا لمصادر مطلعة، يبقي ميقاتي في «جيبه» «ورقة» تفعيل حكومة تصريف الأعمال، وهو لن يتردد في دعوة مجلس الوزراء للانعقاد «استثنائيا»، اذا ما وصلت جهوده الى «حائط مسدود»، وهو سيستفيد من الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد لتوسيع صلاحيات تصريف الأعمال، بدعم وتغطية فرنسية، وتاييد داخلي من «الثنائي الشيعي»، ولا ممانعة من الحزب التقدمي الاشتراكي، فيما تنتظره «معركة» قاسية مع رئيس الجمهورية، والتيار الوطني الحر.

يوم الاستشارات الاول

 

وكان النائب علي حسن خليل، باسم كتلة «التنمية والتحرير» اكد «ضرورة تشكيل حكومة في أسرع وقت»، وقال «لم نوصف شكل الحكومة، إذ إن ميقاتي بات يعلم التوازنات القائمة، وما يهمنا أن تكون حكومة فاعلة». من جانبه، دعا نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، الى الاسراع في تشكيل حكومة قادرة على متابعة الملفات المطروحة والاتفاق مع صندوق النقد الدولي ، وتواكب عملية ترسيم الحدود البحرية، كما اعادة الاعتبار للمبادرة الكويتية. من جهته، أعلن النائب جورج عدوان، بعد لقاء كتلة الجمهورية القوية الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، «ان الشروط التي وضعناها لا يمكن أن تطبق في الأشهر الثلاثة الأخيرة لهذا العهد»، وامل أن يتجه المجلس النيابي في أقرب وقت ممكن إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأنه حينئذ يمكن تطبيق كل الشروط التي تحدثنا عنها، وفيما اكد النائب تيمور جنبلاط عدم الرغبة في المشاركة في الحكومة من «باب التسهيل» لا التعطيل، تحدثت النائبة حليمة قعقور باسم كتلة نواب «قوى التغيير»، وقالت: نحن مع حكومة مصغّرة وإنقاذيّة لتقرّ المشاريع الإلزامية بسرعة ولن نشارك في أيّ حكومة محاصصة ولا حكومة وحدة وطنيّة…

غياب الرعاة الدوليين والاقليميين

 

هذا الافق المسدود حكوميا، قد يكون احد اسبابه غياب الرعاية الخارجية للشان اللبناني الذي لا يحتل اولوية لدى احد، ففرنسا تتدخل دون «انياب» وتقدم النصائح دون «مونة» على احد، ولا تزال عند مقولة «ساعدوا انفسكم كي نساعدكم». وبانتظار زيارة غير مؤكدة رسميا، للمسؤول الفرنسي عن ملف المساعدة الدولية للبنان بيار دوكان، أكد الرئيس ايمانويل ماكرون ان «فرنسا متعلقة بصورة مميزة وخاصة بروابط الاخوة التي تجمعها مع لبنان ومع الشعب اللبناني». جاء ذلك، في برقية شكر وجهها الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ردا على برقية التهنئة التي كان وجهها اليه لمناسبة إعادة انتخابه رئيسا لفرنسا.

 واشنطن «غير مستعجلة»

 

اما واشنطن فلا تبدو مستعجلة على عملية انقاذية جدية تخرج البلاد من ازمتها الراهنة، فالاستراتيجية الاميركية لا تزال وفقا لمصادر دبلوماسية، لا «انقاذ ولا موت»، وعلى لبنان البقاء في غرفة الانعاش حتى يتم حل ملف الترسيم البحري، ونضوج التسويات الاقليمية والدولية التي ستكون لها «الكلمة الفصل» في الاستحقاق الرئاسي، لكن لا ضمانات جدية باجرائها في موعدها على الرغم من التهويل الفرنسي بتحميل من يعرقله مسؤولية التعطيل، وهو تهديد فارغ من اي مضمون بعدما ثبت ان العقوبات الاوروبية غير قابلة للصرف. اما سعوديا، فلا تزال الامور على حالها، واللامبالاة تبقى الاستراتيجية المتبعة الى حين تقدم المحادثات مع طهران…!

مراوغة اميركية

 

وللدلالة على «المرواغة» الاميركية المستمرة في التعامل مع الحلول الانقاذية، تشير مصادر وزارة الطاقة الى ان مبادرة الوزير وليد فياض للتوقيع الرسمي مع الجانب المصري والاردني على اتفاق استجرار الغاز والكهرباء، قابله المعنيون بواشنطن بعبارة «اخذنا علما بذلك»، وغاب بعدها الاميركيون عن السمع دون تقديم اي اجابة واضحة حول كتاب الضمانات الخطي بالاعفاء من عقوبات قيصر، والان ينتظر الوزير عودة السفيرة الاميركية دوروثي شيا من واشنطن، لاستيضاح طبيعة الخطوة المقبلة اميركيا والتي لا تبدو مبشرة حتى الان، في ظل الربط الواضح بين الافراج عن الاعفاءات وملف الترسيم.

«العتمة الشاملة»

 

وفي هذا السياق، لا تبدو الاجواء مبشرة «كهربائيا»، وخطر العتمة الشاملة يلوح في الافق، في ظل الاخفاق حتى الان في ايجاد بديل عن الفيول العراقي المفترض وقف تدفقه في ايلول. فالاتصالات مع الكويت لم تثمر بعد، فيما لا تزال العقبات السياسية قائمة امام تمرير خطة وزير الطاقة لزيادة التعرفة، ربطا بزيادة ساعات التغذية التي تحتاج ايضا الى اقناع مصرف لبنان بصرف مبالغ بالدولار لتأمين الفيول؟

 

وفي خطوة ستزيد من معاناة اللبنانيين، اعلنت كهرباء لبنان «وضع معمل الزهراني قسريا خارج الخدمة لخمسة أيام وانخفاض في الإنتاج الحراري بسبب تدني كميات مادة الغاز أويل الموردة شهريا»!

«صمت غير بناء»

 

وفي ملف الترسيم، وبينما يترقب لبنان من الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين أن يحمل إليه الجواب النهائي في غضون ايام، تواصل إسرائيل اعتماد سياسة «الصمت» غير البناء على الاقتراح الذي تسلمه «الوسيط» الاميركي من رئيس الجمهورية «شفهيا»، وتلفت مصادر مطلعة الى عدم وجود جدية اميركية في تسريع عملية الوصول الى «تسوية»، فمجرد اكتفاء «الوسيط» بعقد اجتماع عبر»الفيديو» مع فريق التفاوض الإسرائيلي للحدود البحرية، يشير الى ان واشنطن لا ترغب في عقد لقاءات مكوكية، تفترض بقاء هوكشتاين في المنطقة حتى التوصل الى النتائج المرجوة.

التفاوض حول «قانا»؟

 

وهو بذلك يساعد الاسرائيليين على المراوغة، ووفقا لبيان وزارة الطاقة الاسرائيلية فان» فريق التفاوض استمع إلى آخر المستجدات حول زيارة هوكشتاين إلى لبنان، وناقش الطرفان صياغة توجهات بناءة من أجل المضي قدماً في المفاوضات، مع الحفاظ على مصالح إسرائيل الاقتصادية والأمنية، وبهدف تلخيص الموضوع في المستقبل القريب». والحديث هنا عن المفاوضات قد يعني لاحقا العودة الى الناقورة للدخول في مسار طويل من المحادثات، خصوصا ان العدو الاسرائيلي لا يقر حتى الان بمنح لبنان كامل حقل قانا ويريد اخضاعه للتفاوض!

الرواتب مؤمنة

 

حياتيا، وفيما دخل اضراب القطاع العام اسبوعه الثالث في ظل «حوار الطرشان» مع الحكومة، سجلت حلحلة في ملف رواتب موظفي القطاع العام، واعلن موظفو مديرية الصرفيات في وزارة المال انهم سيعاودون العمل لإنجاز الرواتب والمساعدة الاجتماعية.

اضراب موظفي «المركزي»

 

في هذا الوقت، واعتراضا على الاجراءات «التعسفية» حيالهم، اعلنت نقابة موظفي المصرف المركزي الإضراب اليوم، وليوم واحد فقط.، فيما اعلنت جمعية المصارف عدم الإضراب اليوم، على رغم تأييدها لمطالب موظفي مصرف لبنان، وسيكون اليوم يوم عمل عادياً في المصارف، مع توقف أعمال المقاصة وكل ما يتعلق بالمعاملات المشتركة مع مصرف لبنان، بما فيها منصة صيرفة!

 

****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

الاستشارات .. «بدنا وما بدنا حكومة »  

 

في المرحلة المحروقة سياسيا إلى ما بعد نهاية العهد، ووسط قناعة تامة بأن التشاور بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي والقوى السياسية لن يخرج من اطار وضع الاراء والمطالب النيابية بين يديه ولن يرقى الى مرتبة التنفيذ، انتقل اليوم المسار الحكومي الدستوري من التكليف الى الاستشارات غير الملزمة للتأليف بحثا عن تركيبة حكومية افقها مسدود سلفا، واجراؤها ليس الا من باب رفع العتب والواجب الدستوري.

 

واذا كان الرئيس ميقاتي عازم على تقديم تشكيلة حكومية جديدة او مُرممة من حكومة معا للانقاذ، فإن التوصيف الذي حدده عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب جورج عدوان لواقع التشكيل يكاد يكون الادق “ جينا لنشكي له بلش يشكي لنا”.

 

في ساعات ما بعد الظهر، شرع الرئيس ميقاتي باستقبال الكتل النيابية في ساحة النجمة ضمن استشاراته النيابية غير الملزمة، على ان تستكمل اليوم. وبدا، كل القوى السياسية مسهّلا ومتعاونا ويبقى التقيّد بهذا التسهيل، فلا يكون كلاميا فحسب.

 

مواقف

 

وأكد النائب علي حسن خليل، باسم كتلة “التنمية والتحرير” بعد لقاء الرئيس المكلف “ضرورة تشكيل حكومة في أسرع وقت”. من جانبه، دعا نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، الى الاسراع في تشكيل الحكومة. وقال “طلبت  منه ان تكون حكومة قادرة على متابعة الملفات المطروحة . وأعلن النائب جورج عدوان، “ان “تكتل الجمهورية القوية لن يشارك في هذه الحكومة، وستكون مراقبتنا لها شرسة. اما كتلة “الوفاء للمقاومة” فتحدث باسمها النائب محمد رعد معلنا :نحن لا نعارض وجود جميع الأطراف في الحكومة . وباسم كتلة نواب “قوى التغيير”، تحدثت النائب حليمة قعقور فقالت: نحن مع حكومة مصغّرة وإنقاذيّة لتقرّ المشاريع الإلزامية بسرعة ولن نشارك بأيّ حكومة محاصصة ولا حكومة وحدة وطنيّة.

 

لا لإضاعة الوقت

 

في المواقف، اوضح نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم في بيان “أنّ “حزب الله “مع تشكيل الحكومة وعدم إضاعة الوقت وعدم إنهاك التّشكيل بالشروط والشروط المُضادة ، فالفرصة لا تسمح بأن يأخذ كلّ فريق مكتسبات من الحكومة ، المطلوب أن نُعطي المكتسبات للمواطنين وللوطن وهذا يَفتَرض أن نُخفّف من المطالب لمصلحة تشكيل الحكومة”. وقال “نحن نؤيّد أن تجري التعديلات على الحكومة الحالية ليدخل إليها من يرغب بالدخول والتعاون أو ليعدّل من يعدّل في بعض الوزراء للإسراع في عدم الوقوف في فخّ الأسماء الجديدة التي يُمكن أن تأخذ وقتًا طويلًا”. وأشار إلى “أننا مع إختصار الوقت إلى أسرع وقت ممكن لأنّ البلد يتطلّب حكومة وليعلم أولئك الذين يُنظّرون ولا يُشاركون ولا يُسهلون المشاركة أنّ الناس ترى من يُعطّل تشكيل الحكومة ومن يؤيد تشكيلها وبالتالي الموقف السلبي من تشكيل الحكومة لا يعني أنهم يخدمون البلد”.

 

برقية فرنسية

 

وفيما ينتظر العالم تأليف الحكومة ويستعجلها، وفي حين من غير المستبعد ان يزور موفد فرنسي لبنان قريبا، قد يكون المسؤول عن ملف المساعدة الدولية للبنان بيار دوكان، أكد رئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون ان “فرنسا متعلقة بصورة مميزة خصوصا بروابط الاخوة التي تجمعها مع لبنان ومع الشعب اللبناني”. جاء ذلك، في برقية شكر وجهها الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ردا على برقية التهنئة التي كان وجهها اليه لمناسبة إعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الفرنسية.

 

تأمين الرواتب

 

وسط هذه الاجواء، حلحلة سجلت في ملف رواتب موظفي القطاع العام، مقابل تصعيد “مصرفي”. على الضفة الاولى، عرض ميقاتي مع وزير المال يوسف خليل موضوع صرف رواتب العاملين في القطاع العام. وتم الاتفاق على اتخاذ الاجراءات المناسبة لدفع الرواتب في موعدها. وجرى التواصل مع المدير العام لوزارة المال بالوكالة جورج معراوي لاتخاذ الاجراءات  التنفيذية المناسبة. واعلن موظفو مديرية الصرفيات في وزارة المال انهم سيعاودون العمل لإنجاز الرواتب والمساعدة الاجتماعية.

 

موظفو مصرف لبنان

 

الى ذلك، اعلنت نقابة موظفي مصرف لبنان  الإضراب اليوم وليوم واحد فقط.  في المقابل، عقدت جمعية المصارف اجتماعاً في الرابعة بعد ظهر اليوم، للبتّ في موضوع الإضراب غداً. وكانت أفادت معلومات لـ”المركزية” أن نقابة موظفي المصارف لن تُعلن الإضراب غداً، على رغم تأييدها لمطالب زملائها في مصرف لبنان، وسيكون غداً يوم عمل عادياً في المصارف، مع توقف أعمال المقاصة وكل ما يتعلق بالمعاملات المشتركة مع مصرف لبنان.

 

كهرباء لبنان

 

معيشيا، وفي وقت ارتفعت اسعار المحروقات مجددا امس، اعلنت كهرباء لبنان “وضع معمل الزهراني قسريا خارج الخدمة لخمسة أيام وانخفاض في الإنتاج الحراري بسبب تدني كميات مادة الغاز أويل الموردة شهريا”.

 

استشارات ميقاتي في ساحة النجمة تستكمل اليوم

 

للإسراع في «التشكيل» ومواقف من المشاركة أو عدمها

 

باشر الرئيس المكلف نجيب ميقاتي استشاراته النيابية غير الملزمة في ساحة النجمة على ان يستكملها اليوم. وركزت مواقف من التقاهم من “الكتل” على وجوب الاسراع في التشكيل، ومنهم من أعلن عدم المشاركة في حكومة محاصصة او حكومة وحدة وطنية.

 

استهل ميقاتي استشاراته، بلقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وبعدها التقى كتلة “التنمية والتحرير” التي قال النائب علي حسن خليل باسمها بعد اللقاء: “اكدنا على ضرورة تشكيل حكومة في أسرع وقت وإقرار خطة التعافي المالي التي لم تحل حتى اللحظة على مجلس النواب بالطرق الدستورية المتعارف عليها”، مشددا على الحفاظ على اموال المودعين كاملة”.

 

بوصعب: وشجع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بعد لقائه ميقاتي على “المرونة والاسراع في تأليف الحكومة لأن المواطن اليوم لا تعنيه المحاصصة ولا الخلاف على الحقائب”.

 

وعن شكل الحكومة، قال بو صعب: “اليوم الأفضل ان تكون حكومة ذات تمثيل وتضم اختصاصيين ونحكم على الشخص وليس على الانتماء السياسي”.

 

الجمهورية القوية: من جهته، أعلن النائب جورج عدوان، بعد لقاء كتلة الجمهورية القوية الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، “ان الشروط التي وضعناها لا يمكن أن تطبق في الأشهر الثلاثة الأخيرة لهذا العهد” (…). لن نشارك في هذه الحكومة، وستكون مراقبتنا لها شرسة (…)”.

 

الوفاء للمقاومة: وأعلن النائب محمد رعد، باسم كتلة “الوفاء للمقاومة” بعد لقائها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، “ان الأزمة داخلية وخارجية، ومعالجتها تستلزم مشاركة الجميع من أجل النهوض (…)”.

 

نواب التغيير: وقالت النائبة حليمة قعقور، باسم النواب التغييريين، “طالبنا بحكومة مصغرة مع صلاحيات استثنائية” وقالت: “لن نشارك في أي حكومة محاصصة أو وحدة وطنية”.

 

اللقاء الديموقراطي: كما أعلن رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط بأن “الكتلة قررت عدم المشاركة في الحكومة ولكن المساعدة في التأليف”.

 

الإعتدال الوطني: وأشارت كتلة الاعتدال الوطني، إلى أننا “نمثّل نصف الشمال، ونطالب بوزيرين أو ثلاثة في الحكومة، وميقاتي كريم ونحنا منستاهل”.

 

التكتل “الوطني المستقل”: اشار رئيس التكتل “الوطني المستقل”، النائب طوني فرنجية، إلى أن “أولويتنا وتطلّعاتنا بعيدة كلّ البعد عن المشاركة في الحكومة أو عدمها ونحن لا نرفض المشاركة ولا نطلب ذلك أيضاً”.

 

سامي الجميّل: من جهته، ذكر رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل، أنه “من الضروري ان يتم تشكيل حكومة (…) وعلى الرئيس المكلّف، أن يقدم تشكيلة في خلال الأسبوعين المُقبلين لأنه لا يمكن الإنتظار (…). ولَن نُشارك في حكومة المحاصصة، ونتمنى ان تكون حكومة مستقلة (…)”.

 

“شمال المواجهة”: واستقبل الرئيس المكلف كتلة “شمال المواجهة” التي قال باسمها النائب ميشال معوض: “أي اشارة في البيان الوزاري الى جيش وشعب ومقاومة هو عمليا ربط بمحور حزب الله وعزل لبنان (…)”.

 

“وطن الانسان”: أما كتلة “وطن الانسان” التي تضم النائبين نعمة افرام وجميل عبود، فلم يصرح أحد منهما بعد اللقاء مع الرئيس المكلف.

 

“المشاريع”: وتحدث النائب عدنان طرابلسي باسم كتلة “المشاريع الاسلامية”، وقال: طلبنا الاسراع قدر الامكان، في تشكيل الحكومة لوقف الانهيار(…)”.

 

“الجماعة الاسلامية”: وتمنى نائب “الجماعة الاسلامية” عماد الحوت “تشكيل حكومة مهمة لا محاصصة”.

 

السكاف: ودعا النائب غسان السكاف الى “حكومة سياسية مصغرة مطعمة باختصاصيين (…)”.

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram