افتتاحيات الصحف ليوم الجمعة 1 تموز 2022

  افتتاحيات الصحف ليوم الجمعة 1 تموز 2022

Whats up

Telegram

افتتاحية جريدة البناء

واشنطن تسارع لنفي وجود بوارج أميركيّة على خط الترسيم… ونفي عربيّ لحلف عسكريّ يضمّ الكيان/ عون وميقاتي: حكومة 24 منها 16 حسم أمرهم… والتفاوض على 8 وزراء/ قاسم: الأولويّة لتشكيل حكومة تتحمّل المسؤوليّة… وجنبلاط: أية حكومة أفضل من الفراغ /

 

لا تزال الإحاطة التي يوفرها الأوروبيون لمفاوضات الملف النووي، بعد تعثر جولة الدوحة الأولى، تدور حول توفير فرص استئناف التفاوض في جولة ثانية، أيّدها موقف وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان عن نتائج إيجابية للجولة الأولى ورفض اعتبار الجمود إعلاناً لنهاية التفاوض، بينما تحدّثت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، للمرة الأولى بلغة متوازنة عن الملف النوويّ الإيرانيّ خلال مناقشة مجلس الأمن لمسار قرار مجلس الأمن 2231 الذي صادق على الاتفاق النووي عام 2015، حيث قالت روزماري ديكارلو، على “أننا نناشد الولايات المتحدة الأميركيّة برفع عقوباتها وتمديد الإعفاءات المتعلقة بتجارة النفط مع إيران”، داعية إيران إلى “التراجع عن خطواتها التي لا تتفق مع التزاماتها بالملف النوويّ”.

في البعد الإقليميّ، تزامن التصديق على حلّ الكنيست في كيان الاحتلال، مع حملات تبرؤ عربية من الصيغة التي تمّ الترويج لها حول حلف عسكريّ عربيّ إسرائيليّ بوجه إيران، فنفى كل من الأردن والإمارات وقطر والسعودية ومصر والعراق وجود هذه الفرضيّة. وبالتوازي كانت واشنطن تنفي بلسان سفارتها في بيروت وجود أية بوارج أميركية في المناطق المعنية بترسيم الحدود البحرية، تحت عنوان توفير الحماية لمنصة الاستخراج الإسرائيلية للغاز من بحر عكا، تحسباً لاستهدافها من المقاومة، وظهر النفي الأول تفادياً لاستفزاز إيران، بينما بدا النفي الثاني تفادياً لاستفزاز حزب الله.

لبنانياً، احتوى التواصل بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، التشنج الذي ولدته سجالات المسؤولية عن تسريب التشكيلة الحكومية التي قدّمها ميقاتي لعون أول أمس، وقرر الرئيسان الدخول في البحث العملي بالتشكيلة، التي قال مصدر نيابي إن مجرد تقديمها من جهة والاعتراضات التي طاولتها من جهة مقابلة، حسما عملياً التوافق على حكومة من 24 وزيراً، وعلى بقاء القديم على قدمه في توزيع الحقائب على الطوائف، رغم بعض الاستثناءات التي لا يمكن أن تتم إلا بالتراضي، كنقل وزارة الطاقة من مسيحي الى مسلم مثلاً، وبمقابل يرضاه المعني من الرئيسين طائفياً بالاستبدال، وهو هنا رئيس الجمهورية. ويضيف المصدر أن النظر في التشكيلة يوصل إلى نتيجة ثانية هي أن الوزراء المسلمين الذين بقوا أو الذين تمّ استبدالهم في التشكيلة، لم تقابلهم موجة اعتراض من المرجعيّات المعنية طائفياً، فإذا كان ميقاتي كمرجع معني سنياً هو من اختار الوزير وليد سنو، فهو لا يستطيع تجاهل رأي رئيس مجلس النواب نبيه بري في اختيار ياسين جابر ولا رأي النائب السابق وليد جنبلاط في اختيار وليد عساف، ولا ردة فعل النائب السابق طلال ارسلان. وهذا المناخ يحصر البحث في الوزراء المسيحيين، وتحديداً في تنحية الوزير وليد فياض وإضافة سجيع عطية.

مصادر متابعة لعملية تأليف الحكومة تقول، إن المسلمين من الوزراء قد حسم أمرهم، بعد استبدال ثلاثة منهم، وإن 6 وزراء مسيحيين على الأقل قد باتوا محسومين في حقائبهم، و4 آخرين موضع نقاش في تبديل الحقائب، والـ 2 الباقيين موضع بحث بالاسم والحقيبة. وتقول هذه المصادر إن مسار الأخذ والرد والكر والفر سيستمر لعشرة أيام، يتضح بعدها ما إذا كنا أمام تشكيل حكومة أم لا، رغم القناعة المتوافرة لدى الرئيسين عون وميقاتي بأهمية تشكيل حكومة، على مستوى وضع البلد وعلى مستوى المصلحة الرئاسية لكل منهما.

سياسياً، قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، إن الحكومة ضرورة لتحمل المسؤولية ومعالجة المشاكل، وإن الذين يعارضون ولادة حكومة يشاركون السعي الأميركي لتأزيم أوضاع البلد والناس، بينما قال النائب السابق وليد جنبلاط في موقف لافت، قياساً بمقاطعة اللقاء الديمقراطي لتسمية ميقاتي وإعلانه عدم المشاركة في الحكومة، إن أية حكومة أفضل من الفراغ.

بعد حرب التسريبات للتشكيلة الحكومية الأولى التي قدمها رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي لرئيس الجمهورية ميشال عون، والاتهامات المتبادلة بعرقلة عملية التأليف بين بعبدا و»اللقلوق» من جهة والسراي الحكومي من جهة ثانية، تحركت الاتصالات على خط المقرّين لاحتواء التوتر الذي نشأ وإعادة تفعيل التواصل والتعاون لتسهيل التأليف، وأولى بوادر الاحتواء الزيارة التي سيقوم بها ميقاتي الى بعبدا للقاء رئيس الجمهورية اليوم لاستكمال التشاور بالمسودة الحكوميّة التي أودعها ميقاتي عون في زيارته الأولى.

وأفادت قناة «المنار»، بأن «رئيس الجمهورية اتصل بميقاتي​ وتداولا بالتشكيلة الحكومية​«، ولفتت إلى أن رئيس الجمهورية سيعطي ملاحظاته على التشكيلة، كما سيستمع إلى الرئيس المكلّف في شرحه عن التسميات وتقسيم الحقائب والتغييرات فيها.

وتشير مصادر نيابية في التيار الوطني الحر لـ»البناء» إلى أن الكرة في ملعب الرئيس المكلف والتيار لن يتدخل في عملية التأليف التي تدخل في صلاحية رئيس الحكومة المكلف بالتعاون مع رئيس الجمهورية، لكن مسألة مشاركتنا في الحكومة من عدمها، خاضعة لعوامل ومطالب عدة تتركز على جواب الرئيس المكلف على جملة أسئلة وعناوين طرحها رئيس التيار كالتدقيق الجنائي وخطة التعافي المالي والاقتصادي ومصير حاكم مصرف لبنان وملف الكهرباء، فمشاركتنا مرهونة بجدوى هذه الحكومة وبرنامجها.

واعتبر عضو تكتل لبنان القوي النائب ​غسان عطالله​، في حديثٍ تلفزيوني أن «هناك محاولة لتضييع الوقت، وما رأيناه أمس، يؤكد أن لا نيّة جدّية لإنهاء هذا الوضع والإسراع في التشكيل».

إلا أن مصدراً مقرباً من ميقاتي يشدد لـ»البناء» على أن الرئيس المكلف ماضٍ في عملية تأليف الحكومة بعيداً عن أية ضغوط وشروط سياسية وخارج منطق الحصص والحقائب ولا يقبل أية تسويات مع أي فريق، وسيتعاون مع رئيس الجمهورية ومنفتح على النقاش مع الرئيس وعلى التعديلات التي يطلبها على الأسماء وتوزيع الحقائب، مشيراً الى أن الوقت القصير الذي يفصلنا عن نهاية ولاية الرئيس، لا تسمح بتأليف حكومة جديدة وأسماء وتوزيعة حكومية جديدة، والأفضل تعويم الحكومة الحالية لكن في إطار الدستور، أي الإبقاء على الحكومة الحالية مع تعديلات ببعض الأسماء والحقائب والإسراع في طرحها على المجلس النيابي لنيل الثقة لتبدأ العمل وتستكمل ما بدأته في ملفات أساسية كالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي وتخفيف الأعباء المعيشية على المواطنين.

وينفي النائب السابق علي درويش لـ»البناء» ما يُقال عن أن الرئيس ميقاتي لا يريد تأليف حكومة لأسباب سياسية، مؤكداً أن ميقاتي لديه مصلحة في حكومة كاملة الصلاحية لمتابعة مهماتها بشكل سليم وليس مجتزأ كما تفرضه حكومة تصريف الأعمال، وذلك لاستكمال عملية النهوض.

وإذ كشفت أوساط سياسية لـ»البناء» أن الرئيس عون ورئيس التيار الوطني الحر لن يسلّما الحكومة لميقاتي، ولن يقبلا بحكومة لا يتمثل فيها التيار والمسيحيون عموماً بحصة وزارية وزانة أكثر مما يتمثل في الحكومة الحالية، لاعتبارين هامين: الأول أن الحكومة الجديدة سترث صلاحيات رئيس الجمهورية وتدير مرحلة الفراغ الرئاسي المرجّح حصوله ولو لبضعة أشهر في الحد الأدنى، والثاني أن التيار هو الفريق المسيحي الوحيد الى جانب تيار المردة الذي سيمثل المسيحيين في السلطة التنفيذية في ظل مقاطعة حزبي القوات اللبنانية والكتائب والقوى التغييرية، ما يستوجب من الرئيس المكلف أخذ هذه النقاط بعين الاعتبار وتمثيل التيار وفق حضوره النيابي والسياسي والشعبي مع التركيز على برنامج عمل الحكومة في الملفات الأساسية والإصلاحية.

وإذ تشير أوساط ثنائي أمل وحزب الله لـ»البناء» الى أن الثنائي يدعم تأليف حكومة سريعة لا تقصي أحداً من الأطراف وتركز على الأولويات المعيشية وتجنب الفراغ الذي يترك مخاطر أمنية ويهدد الاستقرار الداخلي، علمت «البناء» من جهات مواكبة لعملية التأليف أن حزب الله دخل على خط الاتصالات بين عون – باسيل وميقاتي لتذليل العقبات بينهم، لتسهيل تأليف الحكومة، كاشفة أن الحزب حريص على إزالة هواجس التيار الوطني الحر وطمأنته حيال مخاطر مرحلة الفراغ الرئاسي على المشاركة المسيحية في السلطة، وضرورة وجود حكومة يكون للمسيحيين تمثيل وازن فيها وتستطيع سد الفراغ الذي يخلفه على صعيد صلاحيات رئيس الجمهورية، لذلك يعمل الحزب على إنتاج حكومة بأسرع وقت ممكن لا تقصي التيار.

وفي سياق ذلك، رأى نائب الأمين العام لحزب الله الشّيخ ​نعيم قاسم أن «تشكيل ​الحكومة​ أمر أساسي وجوهري، لأنّه بدون حكومة لا يمكن أن يتغيّر شيء في هذا الواقع، بل يمكن أن تتدهور الأمور أكثر فأكثر»، لافتًا إلى «وجود انقسام في البلد، ومجموعة من الكتل النيابية أعرضت عن المشاركة في الحكومة، وأعرضت عن أيّ عمل يؤدّي إلى إنتاج حكومة في البلد، وأطلقت على نفسها تسمية المعارضة». وتساءل قاسم: «أنتم معارضة لمن؟ فأنتم مجلس نيابي جديد يُفترض أن تقدّموا برنامجكم، وتقوموا بعمل يخدم النّاس، إذا بدأتم بعنوان المعارضة لأمر مجهول، لحكومة مجهولة لم تتكوّن بعد، فذلك يعني في الحقيقة أنتم لا تريدون تسهيل ولادة الحكومة، ولا تريدون القيام بإنجازات خلال هذه المرحلة، وهذا منسجم تمامًا مع الرّأي والموقف الأميركي الّذي يعمل على إبطال أيّ إنجاز خلال هذه الفترة، بانتظار انتهاء ولاية العهد الحالي، على قاعدة أنّهم لا يريدون التّعامل مع العهد الحالي».

وأكّد قاسم خلال احتفال أنّ «المشكلة أنّ النّاس هم الّذين يتحمّلون هذه الخسائر الكبرى، بينما فريق آخر ونحن منه كـ»حزب الله»، يريد ​تشكيل الحكومة​، وينصح بأن ندوّر الزّوايا قدر الإمكان، لأنّ أيّة حكومة تنشأ أفضل من عدمها، ولأنّ بعض الإنجازات الّتي يمكن أن تقدّمها خلال هذه الفترة من الزّمن، يمكن أن تكون مقدّمةً للخروج من المأزق».

بدورها، أكدت كتلة «الوفاء للمقاومة» اثر اجتماعها الدوري «ضرورة تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، للتصدي بمسؤولية لكل مآلات وتداعيات الأزمة النقدية والمالية والاقتصادية المتمادية والتي تكاد تهدد الاستقرار في البلاد لا سيما مع تزايد العبء الذي بات يمثله استمرار وجود النازحين السوريين في لبنان من دون أي مبرر في ظل تحسن الأوضاع الأمنية في سورية الشقيقة واستعدادها لاستقبال مواطنيها العائدين.

وقال رئيس ​الحزب التقدمي الاشتراكي​ ​وليد جنبلاط​، في تصريح عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «أيًا كانت الاعتبارات او الحسابات السياسية المختلفة، فإن تشكيل الحكومة أهم من الدخول في الفراغ».

الى ذلك، وفيما ينتظر المواطنون طلائع الانفراج من نافذة تأليف حكومة جديدة تعمل بشكل جديد على معالجة الأزمات الحياتية والاقتصادية، التي تتجه الى مزيد من التدهور في ظل ارتفاع أسعار المحروقات والسلع والمواد الغذائية والتقنين القاسي في التيار الكهربائي وانقطاع المياه في بيروت ومناطق عدة ودخول قرار رفع تعرفة الاتصالات والإنترنت حيز التنفيذ بداءً من اليوم كما بشرت وزارة الاتصالات، ما يرفع مخاطر انفجار الشارع في ظل عودة مسلسل قطع الطرقات الى الواجهة ودخول الطابور الخامس على الخط لنشر الفوضى في الشارع خدمة لأهداف سياسية خارجية.

وقطع محتجون أمس، طريق البوليفار في طرابلس بالمستوعبات والإطارات المشتعلة احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية.

وافيد أن «أوجيرو» بدأت بإطفاء سنترالاتها تباعاً بعد نفاد مادة المازوت من خزاناتها وعدم قدرتها على شراء المادة بسبب إضراب القطاع العام، الذي منع وزارة المال من دفع سلفات الخزينة التي أقرت في مجلس الوزراء.

وتابع الرئيس ميقاتي اجتماعاته في السراي الحكومية لمتابعة الملفات الحياتية، وكشفت المعلومات أنه اقترح إنشاء صندوق تعافٍ من أجل المساهمة في إعادة جزء من الودائع المصرفية. وشدّد ميقاتي بحسب المعلومات، على أن هذه الاقتراحات لا تفسد الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد، وقد طالبه النواب بصياغة هذه الاقتراحات وإحالتها إلى مجلس النواب. ونقل النواب عن ميقاتي أن كل يوم في عدم إقرار الخطة والتوقيع مع صندوق النقد يكلفنا خسارة تقدر بـ ٢٥ مليون دولار يومياً.

وفي سياق ذلك، ذكر مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال سعادة الشامي، أنّ «لجنة المال والموازنة في مجلس النواب عقدت اجتماعاً تشاورياً مع الحكومة، التي تمثلت برئيس مجلس وزراء تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ونائبه ووزير المال يوسف خليل ووزير الاقتصاد أمين سلام، وذلك لمناقشة خطة الإصلاح الاقتصادي والمالي، التي تم الاتفاق عليها مع صندوق النقد الدولي في مطلع شهر نيسان الماضي».

وأكّد، في بيان، أنّ «ممثلي الحكومة استمعوا باهتمام كبير إلى ملاحظات النواب، والتي يمكن أن تغني الخطة وتساعد في تطويرها بما لا يتعارض مما أتفق عليه مع صندوق النقد الدولي».

وأشار المكتب، إلى أنه «أتت هذه الخطة شاملة ومتكاملة لتعالج مواضيع ماكرو اقتصادية إصلاحية أساسية، بالإضافة إلى الإصلاحات الهيكلية ورسمت الخطوط العريضة لعملية إصلاح القطاع المالي والمصرفي».

وأوضح أنه «نوقشت بعض الاقتراحات المتعلقة بمعالجة خسائر القطاع المصرفيّ وتفعيل دور هذا القطاع في الاقتصاد وسيستكمل البحث بهذه الاقتراحات مع صندوق النقد، حتى نتوصل إلى اتفاق على التفاصيل المتعلقة بإصلاح القطاع المالي ومعالجة الخسائر».

وفي خطوة لافتة، قدّمت قطر مبلغ 60 مليون ​دولار​ في إطار دعم الجيش اللبناني، وأفادت وكالة الأنباء القطرية بأنه «تنفيذا لتوجيهات أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أعلنت دولة قطر عن تقديمها دعماً بمبلغ 60 مليون ​دولار​ في إطار دعم الجيش اللبناني». ولفتت إلى أن «هذا الإعلان يأتي في إطار التزام دولة قطر الثابت بدعم الجمهورية اللبنانية، والوقوف إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق، بالإضافة إلى إيمانها الراسخ بأهمية وضرورة العمل العربي المشترك».

ويزور الشيخ محمد بن ​عبدالرحمن آل ثاني​ نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية لبنان حالياً لحضور الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي دعا إليه لبنان.

والتقى الرئيس ميقاتي مساء أمس، وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وأكد «متانة العلاقات بين لبنان وقطر»، مشددًا على «العمل المستمر لتفعيلها على الصعد كافة». وذكر أنّ «لبنان يقدّر ويثمّن وقوف قطر الدائم الى جانبه ومساندتها لشعبه»، لافتًا الى أن «الدعم القطري الجديد للجيش، بالتوازي مع المساعدات الدوريّة لسائر القوى العسكرية والامنية، هو محط تقدير شامل من جميع اللبنانيين ويساعد على تجاوز لبنان المرحلة الصعبة وحفظ الاستقرار فيه».

على صعيد آخر، نفى مصدر في السفارة الأميركية المعلومات المتداولة لوصول بوارج حربية أميركية قبالة حقل «كاريش» لتوفير الحماية للمنصات العائمة.


========================================================================


افتتاحية جريدة الأخبار


لقاء باهت لوزراء الخارجية العرب: مقاطعة لبنان مستمرة


توحي الوقائع السياسية في مدارها الداخلي والإقليمي والدولي بأن لا تأليف لحكومة جديدة. مقابل تعاظم المؤشرات على رغبة قوى داخلية وخارجية في تدمير ما تبقى من ولاية الرئيس ميشال عون. وباتَ واضحاً أن الأميركيين والأوروبيين والسعوديين يريدون أن يحكموا ما بقي من العهد بمعادلة واضحة تقوم على: إما تنفيذ ما نريد أو الفوضى التامة.


بحسب المعطيات، وجّه الرئيس عون دعوة الى ميقاتي لزيارة قصر بعبدا اليوم لمناقشته في الصيغة المقدمة من قبله. وتشير المصادر الى أن رئيس الجمهورية سيعيد أمام الرئيس المكلف أن الحكومة المفترض أن تدير البلاد في الفترة الفاصلة عن الانتخابات الرئاسية، ستكون أمام استحقاقات كبيرة، ليس أقلها معالجة الملفات المالية والاقتصادية الداخلية والخارجية، وهو أمر يتطلب وجود طاقم سياسي له تمثيله الحقيقي المرتبط بنتائج الانتخابات وقادر على توفير المظلة السياسية لأي قرار. ويبدو أن الرئيس عون لا يزال متمسكاً بفكرة الحكومة المشتركة من سياسيين واختصاصيين، ولا يمانع تمثيل الجميع بمن فيهم القوات اللبنانية بستة وزراء سياسيين، ويؤيد بقوة أن يتمثل الفريق النيابي الذي يسمي نفسه مستقلاً أو تغييرياً بمن يتحدث باسمه في الموضوع السياسي.


=================================================================================


المقاومة تكرّر: لا عمل في «كاريش» قبل ضمان الحقوق | «إسرائيل» تقترح بيع لبنان «حصتها» في «قانا»

 

الحيرة في مقاربة ملف ترسيم الحدود لا تتعلّق بتناقض في المواقف، بل في كون الوقائع الصلبة المرتبطة بالملف لا تشير الى حل قريب. وهو ما يفتح الباب أمام أسئلة مقلقة حول مستقبل الوضع الأمني على الحدود الجنوبية للبنان، وخصوصاً في ظل الدرجة العالية من «الاستنفار الأمني الصامت»، رغم امتناع كل الأطراف المعنية عن الحديث عن الموضوع.


المفاوضات التي خاضها الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين مع المسؤولين الإسرائيليين انتهت، بحسب المعلومات، الى «ردّ أولي» من العدو على الاقتراح اللبناني الذي نقله هوكشتين. واللافت أن «إسرائيل» لا تعتمد في نقل موقفها على الجانب الأميركي فقط، بل أيضاً على مسؤولين أوروبيين وعلى منسقة الأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتيسكا التي نقلت «ردوداً غير رسمية» الى عدد من المسؤولين في لبنان، علماً بأن السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا باشرت بإطلاع الجهات الرسمية على فحوى رسالة هوكشتين، من دون الكشف عن مضمونها، على أن يصار الى تواصل مباشر في وقت قريب بين نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب وهوكشتين للاتفاق على الخطوات المقبلة.

 

================================================================================


افتتاحية صحيفة النهار

واشنطن وباريس: المرشحون للرئاسة ليسوا الأفضل!

لم تطرأعوامل جديدة امس من شأنها الإضاءة على الغموض الكبير الذي يكتنف مصير عملية تأليف الحكومة الجديدة غداة “الاشتباك” السياسي الذي واكب تقديم الرئيس المكلف #نجيب ميقاتي تشكيلته الحكومية الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتداعيات السلبية التي قابل بها الفريق العوني هذه التشكيلة . وعلى رغم ان معظم القوى تعاملت مع هذا الاشتباك وما نجم عنه من مناخ عصبي متوتر بين بعبدا و”التيار الوطني الحر” من جهة والرئيس ميقاتي من جهة أخرى بانه مؤشر اجهاض حتمي لتشكيلة ميقاتي فان ثمة معطيات برزت في خلفية المشهد تركت الباب غير موصد تماما على احتمالات انطلاق “حوار ساخن” حول تعديلات لهذه التشكيلة ولو انها احتمالات تغلب عليها نسبة عالية من الإخفاق . ابرز هذه المعطيات تمثل في الموقف “المتفهم” بل المشجع لميقاتي من جانب الرئيس نبيه بري فيما يلتزم “حزب الله” جانب الحياد في التفرج على المشهد . كما ان تغريدة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي اعتبر انه “أيا كانت الاعتبارات او الحسابات السياسية المختلفة فان تشكيل الحكومة أهم من الدخول في الفراغ” توحي بموقف متفهم على الأقل لخطوة ميقاتي . والاهم ان معلومات تحدثت عن لقاء سيجمع الرئيسين عون وميقاتي اليوم في قصر بعبدا يعتقد ان عون سيرد خلاله على التشكيلة الحكومية التي قدمها الرئيس المكلّف بعدما جرى اتصال بين عون وميقاتي امس توافقا خلاله على اللقاء .

 

وفيما الجميع بترقّبون ماذا سيكون ردّ رئيس الجمهورية على التشكيلة، فهم ان لديه سلسلة من الملاحظات عليها سيفندها امام الرئيس ميقاتي ومن ابرزها :


 – ” تجاوز رأيه كشريك في عملية التأليف بتبديل وبتعيين وزراء لاسيما ان وزراء محسوبين عليه تمّ تطييرهم . وقد يكون لديه ملاحظات على وزراء ويرغب في استبدالهم، لاسيما اذا ما اعتمد بقاء الحكومة الحالية والاكتفاء بتعديل جزئي وطفيف فيها.

 

– تجاوز وجود نوع من التفاهم الضمني على أن تكون الحكومة اما سياسية او تقنية اذا لم تكن من تقنيين مطعمين بسياسيين، وعلى عدم توزير نواب او مرشحين خاسرين في الانتخابات النيابية كما جرى بتمثيل الطاشناق بوزير ونائب، وكتلة الاعتدال الوطني بالنائب سجيع عطية.


 – تجاوز رغبة رئيس الجمهورية بحكومة سياسية تحظى بغطاء سياسي لما تتطلبه المرحلة من قرارات واجراءات مصيرية كخطة التعافي واعادة هيكلة المصارف ورفع السرية المصرفية والكابيتول كونترول وغيرها.

– تغيير ثلاثة وزراء محسوبين على الفريق الرئاسي والتيار الوطني الحر في حين لم يستبدل اي وزير محسوب على الافرقاء السياسيين الآخرين.

– التغيير المذهبي في توزيع حقائب مقابل الاحتفاظ لمذاهب بحقائب اخرى .

– وجود خلل باعطاء وزارة الطاقة لسني في حين لم يمس التمثيل الشيعي ولا التمثيل الارمني ولا التمثيل الدرزي الذي على العكس تعزز بإضافة وزير درزي قريب من وليد جنبلاط مثله مثل وزير التربية. ومن الواضح ان هذه الملاحظات قد تنسف التشكيلة المقدمة وقد تعيد الكرة الى ملعب ميقاتي ليعدل بالتشكيلة او ليقدم تشكيلة اخرى.

وبدا لافتا ان الهم الاقتصادي المالي المعيشي ظلل المشهد امس مع انعقاد لجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابرهيم كنعان وحضور الرئيس ميقاتي للبحث في المسائل المتعلقة بمشروع موازنة ٢٠٢٢ كما التشريعات المالية المتعلقة بخطة التعافي.

وافادت المعلومات أن ميقاتي تقدم باقتراحات جديدة لها علاقة بخطة النهوض، اعتبرها بعض النواب بمثابة خطة جديدة، اذ اقترح ما يعرف بصندوق تعاف من أجل المساهمة في إعادة جزء من الودائع المصرفية. وشددعلى ان هذه الاقتراحات لا تفسد الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد . وقد طالبه النواب بصياغة هذه الاقتراحات وإحالتها إلى مجلس النواب. ونقل النواب عن ميقاتي أن كل يوم في عدم إقرار الخطة والتوقيع مع صندوق النقد يكلفنا خسارة تقدر بـ ٢٥ مليون دولار يوميا.

دعم قطري

ولعل المفارقة اللافتة ان “ازمة التاليف” الناشئة تصاعدت فيما تستعد بيروت لاستقبال الاجتماع الوزاري العربي التشاوري غدا في فندق الحبتور اذ بدأ توافد الوزراء والمندوبون العرب امس الى بيروت . وفي المناسبة، يعقد الأمين العام ل#جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط ووزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، مؤتمرا صحافيا، يتناولان فيه نتائج الاجتماع والتطورات المحلية والخارجية. وأوردت مديرية المراسم في الخارجية، لائحة برؤساء الوفود العربية المشاركة في هذا الاجتماع تبين من خلاله وجود تفاوت واسع في مستوى المشاركة بين الدول.

وكان التطور الأبرز الذي واكب بدء التحضيرات للاجتماع اعلان دولة قطر تقديمها مبلغ 60 مليون دولار في إطار دعم الجيش اللبناني، تنفيذاً لتوجيهات أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد، وفق وكالة الأنباء القطرية. وتزامن ذلك مع الزيارة التي يقوم بها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ورئيس مجلس إدارة صندوق قطر للتنمية، إلى لبنان لحضور الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي دعا إليه لبنان.

باريس وواشنطن عن لبنان

وسط هذه الأجواء نقلت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين عن مصادر ديبلوماسية غربية ان تركيز الرئيس نجيب ميقاتي على تشكيل حكومة مع كل التعقيدات المتوقعة يجب الا يكون الهاء على حساب تنفيذ إصلاحات مطلوبة من صندوق النقد الدولي . ورأت هذه المصادر ان حكومة تصريف الاعمال التي يرأسها ميقاتي بامكانها ان تفعل الكثير من الإصلاحات المطلوبة وان البرلمان بامكانه أيضا ان يتحرك بسرعة للتصويت على القوانين المطلوبة من الصندوق سواء بالنسبة الى السرية المصرفية او للكابيتال كونترول وللمودعين . واكدت المصادر ان على القيادات اللبنانية الا تظن ان أية أموال ستصل الى لبنان في غياب اتفاق مع صندوق النقد علما ان باريس وواشنطن متفقتان على كل ما يتعلق بالوضع في لبنان ومعالجته . بالإضافة الى ان الإدارة الاميركية ترى ان ما قام به الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون باقناع القيادة السعودية بتقديم مساعدات إنسانية الى لبنان هو بالغ الاهمية لأن المسؤولين السعوديين ما زالوا على اقتناع بان لا شيء تغير في لبنان وانهم يشككون جدا في تغيير الأمور في لبنان وتشكيكهم اعمق من الدول التي تتحاور معهم لمساعدة لبنان الذي هو في رأيهم مازال تحت نفوذ “حزب الله” . ولكنهم ظلوا ملتزمين على الاقل بمساعدات إنسانية بعد حوار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وماكرون وهذا مهم . وتتابع المصادر ان السعودية تعتبر ان لبنان قضية خاسرة فالسعودية ليست براغماتية بالنسبة للبنان ولكنها تنظر الى هذا البلد بشكل أيديولوجي . وعن عدم تسمية أصدقاء السعودية في لبنان لنجيب ميقاتي بررت المصادر ان السعودية ليست ضد ميقاتي ولكنها قد تريد توجيه رسالة عبر اصدقائها في لبنان ان لا شيء تغير فيه .

 

وتجمع المصادر الدبلوماسية الغربية على القول ان الاستحقاق الرئاسي مهم ويجب ان يتم في موعده وتستبعد ان يبقى الرئيس عون طويلا بعد انتهاء ولايته الرئاسية لأن ذلك سيكون خطأ كبيرا ، وتركز العاصمتان الفرنسية والاميركية على ضرورة احترام موعد الاستحقاق ولو ان البعض يرى ان الانتخاب الرئاسي لن يغير شيئا في النظام اللبناني لان خيارات المرشحين معروفة وهي ليست شخصيات من خارج النظام السياسي اذ يقتصر الخيار على سليمان فرنجية وجبران باسيل وربما سمير جعجع وقائد الجيش العماد جوزف عون . وتعتبر هذه المصادر ان هذه ليست افضل الخيارات ولكنها تشدد على ان انتخاب الرئيس في موعده يحمي استقرار الدولة واستمرار عمل المؤسسات في لبنان . فلا شيء جديدا سيأتي مع انتخاب الرئاسة اذا كان المرشحون من النظام الحالي الذي فشل في لبنان . والعاصمتان الاميركية والفرنسية ليس لهما التدخل مع المرشحين ولكنهما تعولان على اجراء الانتخاب الرئاسي في موعده .وترى المصادر ان اهم ما يحصل للبنان الآن هو إخراجه من أزمات الكهرباء والطاقة والمالية اذ ان ذلك أولوية قبل العمل لتغيير النظام الحالي لذا تقول المصادر ان لا شيء منتظرا من المرشحين الموجودين .

 

وتشكك المصادر الديبلوماسية الغربية بوصول جبران باسيل الى الرئاسة لأن ذلك قد يؤدي الى مشكلة مع الولايات المتحدة كونه يخضع لعقوبات اميركية واذا فرض للمنصب فالادارة الاميركية ستضطر الى مراجعة علاقتها بلبنان ومساعداتها الى الجيش وقوى الامن وكل ما تقدمه من دعم الى لبنان . وترى المصادر ان حاكم البنك المركزي رياض سلامه ليس راغبا بإصلاحات صندوق النقد الدولي خصوصا ما يتعلق بالسرية المصرفية وباقي متطلبات الصندوق وان ظروف بقائه في منصبه سيئة ولكن احتمال تركه منصبه الآن أسوأ لأن استبداله يكون بشخصية تابعة لسياسي معين وهناك احتمال استبداله بشخصية تابعة لجبران باسيل . لذا اذا كان وجود رياض سلامة مشكلة فتركه المنصب حاليا يكون مشكلة اكبر . فاستقرار المصرف المركزي حاليا قضية مهمة جدا في نظر المصادر الغربية نفسها التي تلفت الى انه من الصعب التفكير فيما يحصل عندما ترفع السرية المصرفية وتظهر المعلومات عن الخمس او العشر سنوات الماضية وهوكان في قلب النظام المصرفي يرى ماذا يحدث وما تقوم به الطبقة السياسية في لبنان .

 

الى ذلك تنقل المصادر الغربية عن الوسيط الاميركي آيموس هوكشتاين تفاؤلا كبيرا إزاء التوصل الى اتفاق بين لبنان وإسرائيل حول الحدود البحرية وان الرئيس الاميركي جو بايدن قد يثير الموضوع مع المسؤولين الإسرائيليين خلال زيارته المرتقبه الى إسرائيل حيث سيكون هوكشتاين في عداد الوفد المرافق للرئيس الاميركي .

*****************************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

وزراء الخارجية العرب في بيروت: الموقف من لبنان “لم يتغيّر”

لقاء بعبدا اليوم: “شراكة دستورية” في التشكيل والتعطيل!

 

الكلّ يستعجل التأليف والكلّ يدرك استحالته… فالعهد الذي “شبّ وشاب” على ذهنية تكبيل الولادات الحكومية بشروط تياره، يستحيل عليه في آخر أيامه التسليم بقضاء التأليف وقدره بل هو سيستشرس أكثر من أي وقت مضى لحصد ما أمكنه من مغانم وحصص في “التركة الوزارية” لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، وستبقى معادلة “لعيون صهر الجنرال ما تتشكل حكومة” هي المعادلة الناظمة لـ”معايير” بعبدا في التأليف من عدمه حتى الرمق الأخير، وسيبقى اللبنانيون ينتظرون على رصيف “تصريف الأعمال” حتى انتهاء الولاية العونية وانتخاب رئيس جمهورية جديد يقود البلاد فعلاً إلى ضفة “الإصلاح والتغيير”.

 

وبذهنية “رابح رابح” إذا شُكلت الحكومة أو لم تُشكّل، يتعاطى رئيس حكومة تصريف الأعمال المكلّف نجيب ميقاتي مع ملف التأليف باعتباره الأبقى في السراي حتى مغادرة الرئيس ميشال عون قصر بعبدا… وانطلاقاً من هذه الذهنية أقدم على “مباغتة” عون بمسودة تشكيلة وزارية يعلم أنها مرفوضة سلفاً بمجرد أنها انتزعت وزارة الطاقة من قبضة باسيل، لينعقد اجتماع بعبدا الجديد اليوم تحت سقف “شراكتهما الدستورية” في التشكيل والتعطيل حتى نهاية العهد.

 

وغداة “حرب التسريب” وتقاذف الاتهامات بينهما حول الجهة التي عمدت إلى تعميم مسودة التعديل الوزاري على وسائل الإعلام، استعاد المشهد الرئاسي توازنه أمس بعد “فكّ الاشتباك” الإعلامي بين بعبدا والسراي، فجرى تواصل هاتفي بين عون وميقاتي تداولا خلاله في الملف الحكومي في ضوء التشكيلة الوزارية التي قدّمها الثاني للأول، وتقرر بنتيجة الاتصال أن يزور الرئيس المكلف رئيس الجمهورية صباح اليوم لاستكمال البحث في التشكيلة وتبادل الآراء حولها.

 

وفي هذا الإطار، أكدت المعلومات المستقاة من دوائر الرئاسة الأولى أنّ عون سيركز في ملاحظاته على استيضاح “المعايير” التي اتبعها ميقاتي في مسودته الوزارية، لا سيما في ما يتصل بعملية “استبعاد بعض الوزراء دون سواهم واستبدال بعض الحقائب بأخرى في التركيبة الوزارية بين القوى السياسية، وتخصيص جهات حزبية بوزراء سياسيين دون غيرها”، مع تأكيد الانفتاح في الوقت عينه على “مبدأ المداورة والتعديل الوزاري لكن ضمن إطار معايير موحّدة تنطبق على الأسماء والحقائب التي ستخضع لهذا المبدأ، وإلا فلتكن تشكيلة حكومية جديدة لا تنطلق في تركيبتها من تشكيلة حكومة تصريف الأعمال الراهنة”.

 

وفي الغضون، تتجه الأنظار غداً إلى استضافة بيروت الاجتماع التشاوري العربي تحضيراً لقمة الجزائر، بحيث بدأ أمس توافد وزراء خارجية 21 دولة عربية إلى لبنان للمشاركة في الاجتماع باعتباره يرأس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب، وسط تشديد أوساط ديبلوماسية على كون الوجود العربي في بيروت لا يعدو كونه “بروتكولياً لا يؤشر إلى أي تغيير في الموقف العربي المعلن والواضح إزاء الملف اللبناني، والذي لا يزال يربط بين الإصلاح ووقف الهدر والفساد، وبين المساهمة في عملية إنقاذ لبنان واستنهاضه من أزمته، بالتوازي مع الاستمرار في البحث عن السبل الآيلة إلى تقديم الدعم المباشر للشعب اللبناني من دون المرور عبر قنوات السلطة”.

 

وفي طليعة الواصلين، كان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي حرص على أن يخصّ قائد الجيش العماد جوزيف عون بزيارة بالغة الدلالة في مستهل جولته على المسؤولين، تأكيداً على استمرار “الدعم والمؤازرة” للمؤسسة العسكرية، بينما أثنى العماد عون على “اللفتة الكريمة” من أمير قطر بإعلانه تقديم مساهمة مالية بقيمة 60 مليون دولار لدعم عناصر الجيش اللبناني، مع التنويه في الوقت نفسه بمبادرة قطر “منذ نحو عام إلى إرسال مساعدات غذائية شهرية إلى المؤسسة العسكرية في ظل معاناتها من تداعيات الأزمة الإقتصادية التي يمر بها لبنان”.

 

ومساءً استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال وزير الخارجية القطري في دارته‎، معرباً عن تقدير الدعم القطري الجديد للجيش، والمساعدات الدورية لسائر القوى العسكرية والأمنية للمساعدة على “حفظ الاستقرار في لبنان”.

 

*****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

ميقاتي يسعى لتوافق داخلي «يسرّع» الاتفاق مع «صندوق النقد»

قال إن كل يوم تأخير يكبد لبنان 25 مليون دولار

  علي زين الدين

وسع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمس، قاعدة التأييد الداخلية لخطة التعافي التي أطلقتها حكومته في وقت سابق، وتذليل حالة الاعتراض عليها من قبل المودعين وجمعية المصارف ومصرف لبنان، وذلك في «تعديلات جوهرية» أضافها عليها، وعرضها على «لجنة المال والموازنة» النيابية شفهياً، وسط مطالب بتقديمها مكتوبة وتوثيق الضمانات الممنوحة بموجب الخطة للمودعين في المصارف اللبنانية، واستعجال ميقاتي لتقديمها إلى صندوق النقد الدولي قبل سبتمبر (أيلول) المقبل.

وأضفت مشاركة ميقاتي والفريق الوزاري الاقتصادي وممثلين للبنك المركزي، البعد الاستثنائي المرتقب على اجتماع لجنة المال والموازنة، وسط حضور نيابي كثيف من الأعضاء وغير الأعضاء في اللجنة، توخيا للاطلاع عن كثب على وجهة التعديلات المستحدثة التي سيجري اعتمادها ضمن استهداف تأمين التأييد الأوسع لمذكرة السياسات المالية والاقتصادية الملحقة بخطة التعافي.

وعُلِمَ أن مداخلات النواب وأسئلتهم ركزت، بحسب مصادر مشاركة، على ضرورة استنباط أفضل المقاربات التي تفضي إلى حماية المودعين من كل الفئات وعدم تعريضهم لاقتطاعات مجحفة في ظل ما يعانونه أساسا من صعوبات في إدارة مدخراتهم والحسومات المطبقة على حصص السحوبات، والتأكيد على شمول جميع المودعين بخط الحماية المقترح عند مستوى 100 ألف دولار لكل حساب، والنظر في اقتراحات مجدية لمساهمة الدولة والبنك المركزي كشريكين أساسيين إلى جانب الجهاز المصرفي في حمل أعباء الفجوة المالية البالغة نحو 75 مليار دولار، ضمن معادلة التوزيع العادل للمسؤوليات.

ولوحظ أن التوجهات الجديدة للحكومة والتي يتوقع أن تتم ترجمتها بإدخال تعديلات منسقة مع لجنة المال، ستتطرق إلى إنشاء صندوق تشاركي مع القطاع المالي، على أن تتعهد السلطة التنفيذية بضخ موارد مالية فيه من خلال ترقب تحقيق فوائض أولية في الموازنة العامة، حيث سيتم التزام برنامج إصلاحي للمالية العامة يستهدف إعادة هيكلة بيانات الإنفاق والواردات، إلى جانب الموارد المالية المتأتية لاحقا من ثروة النفط والغاز.

كذلك، تتجه الحكومة إلى اعتماد تدابير تشمل المرافق العامة كافة كالمرافئ والمطارات وقطاع الاتصالات الذي تملكه من خلال «أوجيرو» وشركتي الاتصالات الخليوية وسواها، ضمن مسار يستهدف تفعيل مداخيل المؤسسات العامة المنتجة واعتماد تدابير فعالة لخلق موارد جديدة من خلال إدارة منتظمة للأصول المتدنية الإنتاجية أو المعقمة حاليا بفعل التعديات ووضع اليد والحمايات السياسية وغير السياسية والإهمال المزمن، وبما يشمل الأملاك البحرية والنهرية والأملاك العقارية العامة والمشاعات وسواها.

وطبقا لما أوردته «الشرق الأوسط» في عددها الصادر يوم الأربعاء، فقد تم رصد توق ميقاتي إلى إعادة تأسيس توافق وطني عريض يدعم تحويل الاتفاق الأولي مع بعثة صندوق النقد الدولي، والذي تم إبرامه في أوائل أبريل (نيسان) الماضي، إلى برنامج متكامل يتوجب تسريع إنجاز مندرجاته التنفيذية والتشريعية توطئة لرفعه إلى الإدارة العليا للصندوق ومجلس المحافظين قبيل اجتماعات الخريف أوائل شهر سبتمبر المقبل، مما يمكن لبنان من إطلاق خطة التعافي والإنقاذ مدعومة بتمويل فوري يبلغ 3 مليارات دولار على مدى 4 سنوات، والأهم فتح الأبواب الموصدة لتدفق القروض والمساعدات من المانحين الدوليين، مع الإقرار بحاجة البلاد إلى ما بين 15 و20 مليار دولار في فترة البرنامج للخروج من حال الانهيارات المالية والاقتصادية المستمرة دون هوادة على مشارف ختام عامها الثالث.

وعقدت لجنة المال والموازنة أمس جلسة برئاسة النائب إبراهيم كنعان وحضور ميقاتي للبحث في المسائل المتعلقة بمشروع قانون موازنة العام الحالي كما التشريعات المالية المتعلقة بخطة التعافي.

ويشترط «صندوق النقد الدولي» أوسع تأييد لخطة التعافي تشمل جميع المعنيين بها، بدءاً من الدولة ومصرف لبنان، وليس انتهاء بالمودعين والدائنين، وذلك على قاعدة «توزيع عادل للخسائر» المالية، وهو مطلب جرى التركيز عليه أمس في الاجتماع، فيما بدا ميقاتي مستعجلاً المضي بالخطة المعدلة وحيازة تأييد لها، وذلك لعرضها في اجتماع مجلس المحافظين لصندوق النقد المزمع عقده أوائل سبتمبر المقبل، منعاً لأن يُدفع البت بمساعدة لبنان إلى الاجتماع اللاحق في أبريل المقبل.

وتحدثت معلومات، بحسب الوكالة «المركزية»، عن تقدم ميقاتي باقتراحات جديدة لها علاقة بخطة النهوض، اعتبرها بعض النواب بمثابة خطة جديدة، حيث اقترح ما يعرف بـ«صندوق للتعافي» من أجل المساهمة في إعادة جزء من الودائع المصرفية. كما شدد، بحسب المعلومات، على أن هذه الاقتراحات لا تفسد الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد، وقد طالبه النواب بصياغة هذه الاقتراحات وإحالتها إلى مجلس النواب.

ونقل نواب عن رئيس الحكومة أن كل يوم يمر من دون إقرار الخطة والتوقيع مع صندوق النقد يكلفنا يوميا خسارة تقدر بنحو 25 مليون دولار يوميا.

وأكد كنعان بعد الاجتماع وجود «تغييرات وتطويرات وأمور جوهرية يتم العمل عليها، منها إنشاء صندوق، والعمل على الودائع». وقال: «موقفنا هو أن حقوق المودعين مكفولة في الدستور ويجب أن تؤمن من خلال توزيع عادل للخسائر في خطة التعافي التي لم تتم إحالتها بعد إلى المجلس النيابي».

وأضاف «طلبنا من وزارة المال إعداد دراسة خلال أيام بموضوع تحديد سعر الصرف ومدى تأثيره على المواطن من أجل إقرار الموازنة التي تتضمن تعددا في أسعار الصرف».

ولفت كنعان إلى أن «هناك تعديلات على خطة التعافي وفق ما سمعناه من الحكومة، والتصور المقبل سيأخذ في الاعتبار الودائع وتأمين الحقوق للناس».

كما لفت إلى ضرورة توحيد سعر صرف الدولار، لردم الهوة بين إيرادات الدولة ورواتب الموظفين، ولضمانة تحصيل إيرادات.

من جهة ثانية، طالب ممثلا حزب «القوات اللبنانية» في اللجنة، النائبان غسان حاصباني وغادة أيوب، الحكومة بوضع خطة متكاملة، وأن توثق الخطة مكتوبة على شكل نصوص قانونية وتقدمها للبرلمان، وحثا الحكومة على القيام بذلك بأسرع وقت، منعاً لتكبد خسائر إضافية.

وفي المقابل، طالب مقرر اللجنة النائب علي فياض «بوضع سياسة لإعادة كل أموال المودعين لهم حتى لو أخذت وقتاً»، مجدداً رفض كتلته «الوفاء للمقاومة» بالـ«هيركات» على أموال المودعين.

 

*****************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

ميقاتي في بعبدا اليوم .. وعون يسأله عن معايير التشكيلة

على رغم الاجواء التشاؤمية التي توحي بأنّ تأليف الحكومة مُعسّر وليس ميسراً كما يشتهي المعنيون، او غالبيتهم على الأقل، يبدو انّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي تجاوزا هذه الاجواء التي كان تسريب التشكيلة الوزارية المرفوعة الى رئيس الجمهورية زادَ من منسوبها وشكّل «قطوعاً» خطراً على الاستحقاق الحكومي برمّته، واتفقا في اتصال تمّ بينهما أمس على لقاء صبيحة هذا اليوم في القصر الجمهوري للبحث في هذه التشكيلة وملاحظات رئيس الجمهورية عليها، على أن يبنيا على الشيء مقتضاه.

 

بالسرعة نفسها بادرَ الرئيس المكلف الى تقديم مسودة التشكيلة الحكومية، وبعد اربع وعشرين ساعة رد رئيس الجمهورية داعياً ميقاتي الى اجتماع معه في القصر الجمهوري بحيث سيصل إليه باكراً للتشاور في التشكيلة.

وعلمت «الجمهورية» من مصادر بعبدا انّ عون وضع ملاحظاته ولديه اسئلة فيما يتعلق بالمعايير التي اعتمدها ميقاتي في التركيبة لجهة تغيير عدد من الوزارات دون سواها ووزراء دون سواهم، ويرى عون أن لا توازن في التشكيلة بعد التعديلات التي أجراها فالتدبير طاولَ طوائف ولم يطل غيرها.

واشارت المصادر الى انّ الملاحظات التي وضعها رئيس الجمهورية تتعلق بالتغيير والمبادلة التي اجراها ميقاتي وسؤاله لماذا طاوَل تدبيره وزيراً دون آخر، فرئيس الجمهورية كذلك لديه ملاحظات على بعض الوزراء الموجودين في الحكومة ويحقّ له ان يُدلي بها. واكدت المصادر انّ اللقاء اليوم هو للتداول في الصيغة وستليه لقاءات اخرى.

وقال مصدر سياسي رفيع مطلع على الاتصالات الحاصلة حول تشكيل الحكومة لـ«الجمهورية» ان «ميقاتي لا يستطيع إلا ان يأخذ ويعطي مع رئيس الجمهورية للتوافق على تشكيلة. وتوقع ان لا يعطيه جواباً على الملاحظات في لقاء اليوم انما سيأخذ هذه الملاحظات لدرسها».

واضافت المصادر: «الرئيس ميقاتي بوَضعه تشكيلة حكومية سريعاً يكون قد فتح «الردة» وبالتالي نحن دخلنا في بازار تأليف ربما يطول وربما لا، لا احد يمكنه التكهّن، لكن نستطيع القول ان العمل على التشكيلة الحكومية بات على نار ليست متوسطة لا تصل الى درجة الحماوة. لكن المصدر أقرّ أنه «بغضّ النظر عما يقال من صعوبة تشكيل حكومة في هذه الظروف فإنّ هذا الامر ليس مستحيلا، ويمكن ان يتوصّل الرئيس المكلف مع رئيس الجمهورية الى حل فلننتظر ونرى الى ايّ مدى هناك ارادة لتشكيل حكومة جديدة لأن هذا الامر لم تظهر فيه حماسة واهتمام لا داخليا ولا خارجيا، فلا احد يدفع في اتجاه تشكيل حكومة حتى الآن، والرئيس المكلف يعلم ان هذا الموضوع ليس سهلاً فهو رمى «العديلة»، اي الحِمل، ويدرك تماماً ان رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل لن يقبل بالتنازل عن وزارة الطاقة، لكن مجرد ان يبدأ بتعميم مفهوم انّ «الطاقة» يمكن ان لا تكون للتيار فهذا خرق في حد ذاته، وما قام به ميقاتي هو مقصود وانه يعلم انّ «الطاقة» هي حياة او موت بالنسبة الى «التيار» وهناك اشكالية كبيرة حولها، وهو اراد ان يخاطب المجتمع الغربي اكثر منه في الداخل ليقول انه قادر ان يتحمّل هذه المسؤولية».

 

 

مواقف

وفي المواقف من الوضع الحكومي قال نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، خلال لقاء في بلدة معروب الجنوبية لمناسبة «أسبوع الأسرة»، إنّ «المجلس النيابي الجديد هو نتيجة لخيارات الشعب، ونحن معه أمام مرحلة جديدة تأسيسية للبنان، وكل المجلس يتحمّل مسؤولية معالجة الأزمات التي تراكمت، ولم نعُد في مرحلة يُحاسِب فيها البعض ويُحاسَب فيها البعض الآخر، إنما نحن في مرحلة يجب أن يثبت فيها كل طرف سياسي له نواب في المجلس، مدى إمكانية تقديمه الخطوات العملية للانتقال ببلدنا من حالة الأزمات إلى بداية المعالجات المختلفة، ومن هنا يُعتبر تشكيل الحكومة أمرا أساسيا وجوهريا، لأنه من دون حكومة لا يمكن أن يتغير شي في هذا الواقع، بل يمكن أن تتدهور الأمور أكثر فأكثر». واضاف: «اليوم بحسب آراء الكتل النيابية هناك انقسام في البلد، ومجموعة من الكتل أعرضت عن المشاركة في الحكومة، وأعرضت عن أي عمل يؤدي إلى إنتاج حكومة في البلد، وأطلقت على نفسها تسمية المعارضة، أنتم معارضة لمن؟ فأنتم مجلس نيابي جديد يُفترض أن تقدموا برنامجكم، وتقوموا بعمل يخدم الناس، إذا بدأتم بعنوان المعارضة لأمر مجهول، لحكومة مجهولة لم تتكون بعد، فذلك يعني في الحقيقة أنكم لا تريدون تسهيل ولادة الحكومة، ولا تريدون القيام بإنجازات خلال هذه المرحلة، وهذا منسجم تماماً مع الرأي والموقف الأميركي الذي يعمل على إبطال أي إنجاز خلال هذه الفترة في انتظار إنتهاء ولاية العهد الحالي، على قاعدة أنهم لا يريدون التعامل مع العهد الحالي، ولكن المشكلة أن الناس هم الذين يتحملون هذه الخسائر الكبرى، بينما فريق آخر ونحن منه كـ«حزب الله»، يريد تشكيل الحكومة، وينصح بأن ندوّر الزوايا قدر الإمكان، لأنّ أي حكومة تنشأ أفضل من عدمها، ولأنّ بعض الإنجازات التي يمكن أن تقدمها خلال هذه الفترة من الزمن، يمكن أن تكون مقدمة للخروج من المأزق».

وغرّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي عبر «تويتر» كاتباً: ‏«أيّاً كانت الاعتبارات أو الحسابات السياسية المختلفة، فإنّ تشكيل الحكومة أهم من الدخول في الفراغ».

 

 

صندوق تَعاف

وعلى صعيد آخر قالت مصادر نيابية لـ«الجمهورية» انّ الرئيس نجيب ميقاتي طرح أثناء مشاركته في جلسة لجنة المال والموازنة أمس افكاراً جديدة لم تكن واردة في خطة التعافي، مشيرة الى انه طُلب منه تقديم هذه الأفكار مكتوبة لدراستها جيداً قبل إعطاء ردّ نهائي عليها.

واوضحت هذه المصادر انّ ميقاتي اقترح إنشاء صندوق تَعافٍ لمعالجة مشكلة الودائع المصرفية، على أن يتم تمويله من شهادات الإيداع ورساميل المصارف وفائض النمو.

ولكن المصادر أبدَت عموماً عدم ارتياحها الى المسار العام للنقاشات خلال اجتماع لجنة المال، مشيرة الى انّ الطابع الانشائي والشعبوي لا يزال طاغياً على غالبية لمداولات والمداخلات. ونَبّهت إلى أنّ «وضع البلد المستمر في الانهيار لم يعد يتحمّل مواصلة هذا النوع من المقاربات النظرية، ويكفي ان تبقى المعالجات حتى الآن كلاماً بكلام فيما كل شيء يتداعى من حولنا»، مشددة على انه «حان الوقت للانتقال الى حلول عملية توقف الانهيار والنزف «والّا فالبلد عم بيروح بين أيدينا».

واعتبرت المصادر انه لا يجوز ربط كل الملفات الداخلية الحيوية بالقضايا الكبرى الشائكة والمعلقة، مشيرة الى «ان الداخل يملك هامشا واسعا للمبادرة في اتجاه حل بعض الازمات اذا امتلك الارادة التي لا تزال مفقودة للأسف الشديد».

وقال مكتب نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي في بيان بعد اجتماع لجنة المال انّ «ممثلي الحكومة استمعوا باهتمام كبير إلى ملاحظات السادة النواب، والتي يمكن أن تغني الخطة (خطة التعافي) وتساعد في تطويرها بما لا يتعارَض مع ما اتفق عليه مع صندوق النقد الدولي. وأتت هذه الخطة شاملة ومتكاملة لتعالج مواضيع ماكرو اقتصادية إصلاحية أساسية، إضافة إلى الاصلاحات الهيكلية ورَسمت الخطوط العريضة لعملية إصلاح القطاع المالي والمصرفي».

واضاف: «نوقِشت اقتراحات متعلقة بمعالجة خسائر القطاع المصرفي وتفعيل دور هذا القطاع في الاقتصاد، وسيستكمل البحث في هذه الاقتراحات مع صندوق النقد حتى نتوصّل إلى اتفاق على التفاصيل المتعلقة بإصلاح القطاع المالي ومعالجة الخسائر. وأكد دولة رئيس مجلس الوزراء أهمية السرعة في تنفيذ الإجراءات المسبقة لأن ليس لدينا تَرف الوقت، وذلك حتى نتوصّل إلى اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي في أقرب وقت ممكن».

 

 

وزراء الخارجية العرب

من جهة ثانية، واستعداداً لاجتماعات مجلس وزراء الخارجية العرب الذي تستضيفه بيروت غداً السبت لمناسبة ترؤس لبنان هذه الدورة، بدأ توافد الوزراء العرب الى بيروت وكان في مقدمهم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

 

 

لا جدول أعمال للاجتماع

وفي التحضيرات الجارية للمؤتمر قالت مصادر معنية لـ«الجمهورية» انه ليس هناك من جدول أعمال لاجتماعات المجلس فهي جلسة تشاورية ويمكن لأي وزير ان يقدّم عرضاً عن اولويّات بلاده في سياساتها البينية بين العرب وتجاه القضايا العربية والدولية الكبرى.

ولذلك، قالت المصادر انّ المناقشات لن توفّر ملفاً اقتصادياً او ديبلوماسياً وامنياً إقليمياً ودولياً ولذلك ستشمل الازمة السورية من جوانبها المختلفة، وما يجري في فلسطين المحتلة والقدس تحديدا كما بالنسبة الى الغزو الروسي لأوكرانيا وأزمتَي الغذاء والطاقة العالميين، وتداعيات كل هذه الملفات على الدول العربية وسبل مواجهتها للتخفيف من آثارها السلبية التي طاوَلت دولاً عدة في مختلف القارات.

 

 

مساعدة قطرية للجيش

وتزامناً مع وصول رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الى بيروت، أعلنت وزارة الخارجية القطرية عن دعم مالي بقيمة 60 مليون دولار للجيش اللبناني.

وقالت الوزارة في بيان نشرته عبر «تويتر» انه «بناء على توجيهات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أعلنت قطر عن تقديمها دعماً بمبلغ 60 مليون دولار في إطار دعم الجيش اللبناني». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر عسكري لبناني قوله «إنّ المساعدة القطرية هي المساعدة المالية الاولى التي ستصبّ لمصلحة رواتب العسكريين».

وقد التقى الوزير القطري قائد الجيش العماد جوزيف عون.

ونقل البيان القطري عن الشيخ محمد قوله إنّ الإعلان عن هذه المساهمة «يأتي في إطار التزام دولة قطر الثابت بدعم الجمهورية اللبنانية والوقوف إلى جانب الشعب اللبناني».

وقد استقبل ميقاتي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري مساء امس في دارته، واكد خلال اللقاء «مَتانة العلاقات بين لبنان وقطر»، مشدداً «على العمل المستمر لتفعيلها على الصعد كافة».

وشدد على «أن لبنان يقدّر ويثمّن وقوف قطر الدائم الى جانبه ومساندتها لشعبه». ولفت «الى ان الدعم القطري الجديد للجيش، بالتوازي مع المساعدات الدورية لسائر القوى العسكرية والامنية، هو مَحط تقدير شامل من جميع اللبنانيين ويساعد على تجاوز لبنان المرحلة الصعبة وحفظ الاستقرار فيه».

من جهته شكرَ قائد الجيش العماد جوزف عون لأمير قطر «لفتته الكريمة تجاه الجيش اللبناني»، مثمّناً «هذه المبادرة القيمة التي تعكس التزام دولة قطر تجاه لبنان وشعبه وجيشه»، ومؤكدا أن «هذه المساعدة مخصصة لدعم عناصر الجيش». وقال انّ «دولة قطر الشقيقة كانت دوماً سبّاقة في الوقوف الى جانب لبنان، وخاصة الجيش، إذ بادرت منذ نحو عام إلى إرسال مساعدات غذائية شهرية إلى المؤسسة العسكرية، في ظل معاناتها من تداعيات الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان».

 

*****************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

تزاحم متسارع للتفاوض مع الصندوق.. والاستحقاق الرئاسي!

ضمان الودائع محور تعديلات خطة التعافي.. ودفع مقسط للرواتب بدءاً من العسكريين اليوم

 

نجحت مساعي التبريد التي جرت غداة انفجار حرب البيانات بين فريقي بعبدا والسراي الكبير، بترتيب اجتماع في بعبدا اليوم بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي بناء على اتصال رئيس الجمهورية أولاً لتبلغ موقف بعبدا من تشكيلة «الملف الابيض» السريع لجهة التوقيت، وثانيا، الرؤية ما يمكن فعله لتجاوز الملاحظات، وفقا لنظرية «المعايير والميثاقية» الذي يواجه به فريق بعبدا أية تشكيلة تأتيه من رئيس مكلف منذ ما بعد استقالة حكومة حسان دياب غداة انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020.

 

وبصرف النظر عن خلفيات الصدام بين الرئيسين عون وميقاتي، وتشابكاته مع المصالح المحلية والخارجية بالتقاطع مع انتخابات الرئاسة الأولى في أيلول المقبل، فقد سجلت تغريدة للنائب السابق وليد جنبلاط جاء فيها: «ايا كانت الاعتبارات أو الحسابات السياسية المختلفة فان تشكيل الحكومة اهم من الدخول في الفراغ» .

وإذا كانت العجلة هي السمة الغالبة، سواء في ما خصَّ إصدار مراسيم حكومة جديدة، ولو معدَّلة، أو الذهاب إلى لجنة المال والموازنة، التي طلبت الاستماع إلى الرئيس المكلف، بوصفه رئيس حكومة تصريف الأعمال، حيث حضر مع نائبه سعادة الشامي، ووزيري المال والاقتصاد، وذلك لمناقشة «خطة الإصلاح الاقتصادي والمالي التي تمّ الاتفاق عليها مع صندوق النقد الدولي في نيسان الماضي».

فإن حركة المصالح تبدو اقدر على تبطيء التنفيذ، الذي يكلف لبنان خسارة يومية بمقدار «25 مليون دولار نتيجة عدم إقرار خطة النهوض الاقتصادي» على حدّ تعبير الرئيس المكلف، في المداخلة الشفهية التي قدمها..فاجأ ميقاتي النواب بتقديم اقتراحات جديدة شفوية لها علاقة بخطة النهوض، فقد اقترح ميقاتي بانشاء ما يعرف بصندوق تعافٍ من أجل المساهمة في إعادة جزء من الودائع المصرفية.

وحسب المصادر تؤمن تغطية جزئية لهذا الصندوق من خلال دعم قرابة 2 بالمائة من فائض الدخل القومي، وفي حدود 33 بالمائة من رساميل المصارف واموال المودعين، بحيث تكون علاقة المودع بالصندوق وليس بالمصرف، هذه المقترحات اعتبرها النواب بمثابة خطة جديدة، واشاروا ان الهدف من الخطة تأمين حقوق المودعين مهما بلغت قيمة الودائع، على قاعدة صغار المودعين كما الكبار، لان الحق مقدس، وليس فقط تحديد قيمة 100 الف دولار كحد اقصى، في حين تحدث نواب آخرون عن عدالة توزيع الخسائر، وان لا يكون المودع هو الخاسر الاكبر، وذهب البعض الاخر الى حد المطالبة بالاستماع الى حاكم مصرف لبنان حول قيمة الاحتياطي الالزامي، وكمية التحويلات الى الخارج منذ نشوء الازمة، والاجماع النيابي كان على عدم امكانية مناقشة «عصف افكار» دون اوراق ثبوتية، وعليه طالبت اللجنة رئيس الحكومة بصياغة المقترحات الجديدة، واحالتها الى مجلس النواب، بصيغة مكتوبة او كمشروع قانون، ليبنى على الشيء مقتضاه.

وابلغ ميقاتي النواب «ان هذه الاقتراحات لا تفسد الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد».

وحسب بيان نائب رئيس الحكومة الشامي الخطي، فإنه نوقشت خلال الاجتماع اقتراحات متعلقة بمعالجة خسائر القطاع المصرفي وتفعيل دور هذا القطاع في الاقتصاد، وسيستكمل البحث في هذه الاقتراحات مع صندوق النقد حتى نتوصل إلى اتفاق على التفاصيل المتعلقة بإصلاح القطاع المالي ومعالجة الخسائر. وأكد دولة رئيس مجلس الوزراء أهمية السرعة في تنفيذ الإجراءات المسبقة لأنه ليس لدينا ترف الوقت، وذلك حتى نتوصل إلى اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي في أقرب وقت ممكن».

واكّد كنعان في مؤتمر صحفي بعد اجتماع اللجنة ان «موقفنا هو بأن حقوق المودعين مكفولة في الدستور، ويجب ان تؤمن من خلال توزيع عادل للخسائر في خطة التعافي التي لم تتم احالتها بعد الى المجلس النيابي».

 

 


وقال: طلبنا من وزارة المال اعداد دراسة خلال ايام بموضوع تحديد سعر الصرف ومدى تأثيره على المواطن، من اجل اقرار الموازنة التي تتضمن تعددا في اسعار الصرف.

 

وتابع كنعان: هناك تعديلات على خطة التعافي وفق ما سمعناه من الحكومة، والتصور المقبل سيأخذ في الاعتبار الودائع وتأمين الحقوق للناس.

وختم: اكدنا جهوزية المجلس النيابي لورشة تشريعية وركزنا على اهمية استعادة الثقة من خلال استعادة حقوق الناس وتحفيز الاقتصاد.

وغرّد عضو تكتل لبنان القوي النائب آلان عون عبر «تويتر» قائلاً: ‏الرئيس ميقاتي في لجنة المال قال: «كل يوم تأخير في الحسم يكلفنا خسارة 25مليون دولار». بين الإرتباك، والتردد والسجالات والمزايدات والشعبويات، ألم يحن الوقت لكي تحسم الكتل أمرها وتقدم للمودعين حلولاً بدل شعارات؟ ‏ترى كم وديعة كان بالإمكان تسديدها أو إعادتها يوميا بمبلغ 25 مليون دولار؟.

ومع الاستعجال والعراقيل، بقي الهم الحياتي طاغياً، فبعد التأخير المتعمد لرواتب موظفي القطاع العام من مدنيين وعسكريين، تقدّم عبء مالي جديد تمثل ببدء تطبيق التعرفة الجديدة للاتصالات، بعدما بدأت تحتسب على سعر صرف الدولار على منصة «الصيرفة».

وفي السياق، كشفت مصادر المالية ان رواتب شهر تموز الذي يبدأ اليوم، ستدفع بين أوّل الأسبوع وقبل حلول عيد الأضحى في 9 تموز الجاري، على النحو التالي: 1 – اليوم الجمعة 1/7/2022 للعسكريين.

2 – 4/7/2022 للمتقاعدين.

3 – الأربعاء 6/7/2022 للإداريين مع المساعدة الاجتماعية.

تشكيلة أم…؟

وبالعودة إلى الملف الحكومي، وصفت دوائر التيار الوطني الحر تشكيلة ميقاتي بالفضيحة، وقالت الـOTV ان الرئيس المكلف خرق الأسس الدستورية والميثاقية ووحدة المعايير المطلوبة في مقاربة الإبقاء على وزراء واستبدال آخرين، مما يعني ان لا نية بتأليف الحكومة. حسب المحطة.

بالقابل، اشارت مصادر سياسية الى ان قيام رئيس الحكومة المكلف، بوضع التشكيلة الوزارية بين يدي رئيس الجمهورية بعد الانتهاء من المشاورات النيابية غير الملزمة، فاجأ الفريق الرئاسي، وافقده اسلوبه المعتاد في المناورة والمراهنة على اضاعة الوقت، والدخول بمتاهات استدراج الرئيس المكلف الى دهاليز المقايضات والمساومات التي امتهنها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، لفرض شروطه ومطالبه، للاستئثار بأكبر الحصص واهم الحقائب الوزارية.

ولاحظت المصادر ان تضمين التشكيلة الوزارية، وزراء اخصائيين، بدلا من الذين لم يثبتوا كفاءتهم بوزاراتهم، واسناد وزارة الطاقة لشخصية، لا توالي رئيس التيار الوطني الحر، لاول مرة، منذ اكثر من عشر سنوات، لاقى قبولا بالوسط الشعبي والسياسي، حتى من معظم المعارضين لميقاتي نفسه، واضعف كثيرا، موقف وردات فعل العهد، لاعادة المبادرة المفقودة من بين يديه وتحسين شروطه بعملية التشكيل .

واعتبرت المصادر، انه لأول مرة يجد العهد نفسه وحيدا، في مواجهة رئيس الحكومة بعملية التشكيل، بلا حليف او صديق، بعدما خسر قبل ذلك معركة تسمية رئيس الحكومة الجديدة، لوقوف حليفه حزب الله مع الرئيس المكلف، ولان التشكيلة الوزارية المقدمة متوازنة، واي اعتراضات عليها، لاعادة وزارة الطاقة لهيمنة باسيل، سيصعب مهمة التشكيل الى حين، ويعيد الامور الى الوراء، ولانه لم يعد ممكنا تكرار تجارب الخيبة والاخفاقات السابقة، والاهم من كل ذلك، ان باسيل ابلغ الرئيس المكلف رفضه المشاركة هو وتكتله بالحكومة، وكأنه لم يسم ميقاتي، فكيف يطالب بالتعديل وبحصة وزارية بالكواليس؟

وتوقعت المصادر ان يحاول عون في لقائه المرتقب اليوم مع ميقاتي، مناقشة التشكيلة، الا انها استبعدت اجراء تعديلات جذرية عليها، او تدخل اي طرف فيها كما حصل بمشاورات تأليف الحكومة المستقيلة، وباعتبار ان حصة رئيس الجمهورية الوزارية، لم يطلها التبديل او التعديل ولان رئيس الحكومة المكلف يتمسك بالتشكيلة الوزارية التي يعتبرها مناسبة لاكمال المهمات التي تطلبها المرحلة الصعبة والمعقدة التي يواجهها لبنان.

وفي السياق، شددت مصادر ديبلوماسية غربية على ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة، وتجاوز الخلافات القائمة، لان تشكيل الحكومة خطوة مهمة وضرورية، لإكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والتوصل الى الاتفاق النهائي معه لحل الازمة المالية والاقتصادية الصعبة التي يواجهها لبنان.

وقالت ان توصل الحكومة الجديدة الى اتفاق نهائي مع الصندوق، يسهل كثيرا فتح أبواب باقي الصناديق والمصارف الاستثمارية في انحاء العالم، لمد يد المساعدة الى لبنان، وعقد اتفاقات معه، لتقديم مزيد من المساعدات المالية والقروض الميسرة، لاعادة النهوض بالقطاع المالي والمصرفي، ودعم جهود النهوض بالقطاعات الصناعية والاقتصادية من جديد، تمهيدا لاعادة التعافي الاقتصادي بلبنان.

وفي إطار متصل، أشارت مصادر سياسية الى تنامي البحث في موضوع الانتخابات الرئاسية المقبلة بين العديد من الاطراف السياسيين الأساسيين والمؤثرين بهذا الاستحقاق المهم، وتوقعت ان تتزايد الاهتمامات ويتصدر اللقاءات الجانبية والعلنية، بعد جلاء عملية تشكيل الحكومة الجديدة والمسارات التي ستسلكها، سلبا او ايجابا.

وكشفت ان نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة، وتبدل تركيبة المجلس النيابي، احدثا تغييرا ملموسا، وتراجعا بحظوظ بعض المرشحين الموالين لسوريا وايران، واعادت تعويم حظوظ المرشحين المعتدلين والحياديين من جديد، وقد تتبدل ظروف الترشح لرئاسة الجمهورية، لحين موعد إجراء الانتخابات، ودخول عوامل وتطورات اقليمية ودولية، مؤثرة بهذا الاستحقاق.

ونفت المصادر ما يتردد من تبني عواصم عربية واقليمية ودولية، تسويق اي مرشح رئاسي محتمل حتى الآن، واكدت ان كل الاحاديث التي تتناول موضوع الانتخابات الرئاسية، تشدد على حرص هذه الدول على إجراء الانتخابات الرئاسية بموعدها الدستوري، ولا تتطرق بتاتا الى الاسماء، لا من قريب، ولا من بعيد.

وزراء الخارجية العرب

وعشية بدء اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت، استقبل الرئيس ميقاتي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن ال ثاني مساء امس في دارته .

وفي خلال اللقاء أكد الرئيس ميقاتي «متانة العلاقات بين لبنان وقطر» مشددا «على العمل المستمر لتفعيلها على الصعد كافة».

وشدد على «أن لبنان يقدّر ويثمن وقوف قطر الدائم الى جانبه ومساندتها لشعبه».

ولفت «الى ان الدعم القطري الجديد للجيش، بالتوازي مع المساعدات الدورية لسائر القوى العسكرية والامنية، هو محط تقدير شامل من جميع اللبنانيين ويساعد على تجاوز لبنان المرحلة الصعبة وحفظ الاستقرار فيه».

وكان بدأ وصول وزراء الخارجية العرب الى بيروت لحضور المؤتمر الوزاري التشاوري التمهيدي للقمة العربية التي تعقد في الجزائر في تشرين الأول المقبل، والذي يرأس دورته هذه المرة لبنان ممثلاً بوزير الخارجية عبد الله بو حبيب. وسيعقد المؤتمر الوزاري غداً السبت.

واوصل الواصلين الوزير القطري آل ثاني. وكان في استقباله الوزير بوحبيب وسفيرة لبنان في قطر فرح بري والسفير القطري في لبنان ابراهيم عبد العزيز السهلاوي محمد ونائب مدير المراسم القنصل سلام الأشقر.

وتزامن وصول الوزير القطري مع إعلان دولة قطر تقديمها دعماً بمبلغ 60 مليون دولار في إطار دعم الجيش اللبناني، «تنفيذاً لتوجيهات أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد، كما يأتي هذا الإعلان في إطار التزام دولة قطر الثابت بدعم الجمهورية اللبنانية، والوقوف إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق، بالإضافة إلى إيمانها الراسخ بأهمية وضرورة العمل العربي المشترك»، وفق ما اعلنت وكالة الأنباء القطرية.

وشكر قائد الجيش العماد جوزاف عون، بحسب بيان وزعته قيادة الجيش – مديرية التوجيه، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لفتته الكريمة تجاه الجيش اللبناني، وثمّن هذه المبادرة القيمة التي تعكس التزام دولة قطر تجاه لبنان وشعبه وجيشه، وأكد أن هذه المساعدة مخصصة لدعم عناصر الجيش».

كما وصل في وقت متاخر ليلاً وزيرا خارجية السودان واليمن وسيصل اليوم حسب معلومات «اللواء» وزراء خارجية الكويت والجزائر والاردن وتونس وفلسطين والامين العام للجامعة العربية، فيما سيقتصر حضور السعودية ومصر والمغرب وباقي الدول العربية على حضور مساعد وزير الخارجية او مندوب الدولة لدى الجامعة العربية.

وحسب المعلومات فإن طبيعة المؤتمر التشاوري لا تتضمن جدول اعمال بل ان الوزراء سيطرحون ما لديهم من افكار، على ان يُعقد مجلس وزراء الخارجية قبيل القمة بفترة قصيرة لتحضير جدول الاعمال ومواضيع البحث ومسودة البيان الختامي للقمة.

انجاز رواتب الموظفين؟

على الصعيد المعيشي، صدر عن موظفي مديرية الصرفيات في وزارة المال بيان امس عاتبوا فيه زملاءهم الذين انتقدوا اضرابهم، واعلنوا فيه: اننا تحملنا المسؤولية كما وعدنا وانجزنا الرواتب والمعاشات التقاعدية والمساعدة الاجتماعية للجميع، وذلك بعد بذل جهد إستثنائي من جميع الموظفين المعنيين، ومديرية الخزينة سوف تحولها بدورها الى الحسابات المصرفية خلال الايام المقبلة.

اضاف: ان التأخير الذي حصل خارج عن ارادتنا، ويتحمله فقط من استمر ويستمر في تجاهل مشاكل ومعاناة الموظفين، ولا يسعى الى ايجاد أية حلول ولو بسيطة وآنية. ويهمنا التوضيح ان العودة الى العمل في الايام الماضية لم تكن نتيجة ضغوط، انما بدافع من ضميرنا وايماننا منا بعدم الوقوف في مواجهة شركائنا بالمعاناة، نعني الموظفين والمتقاعدين من مدنيين وعسكريين الذين نحن واهلنا جزء منهم.

وتابع: اننا لم نتقاض او نستفد من اية تقديمات خاصة، بل على العكس ان ادارتنا لم تتحمل معنا الكلفة الباهظة لتنقلنا الى العمل والتي تحملناها من جيبنا الخاص لغاية تاريخه، وكانت هي المطلب الوحيد في الاشهر الماضية ولم نحصل عليه.

وختم البيان: اخيرا والاهم، ان الهدف الاساسي من هذا البيان التوضيح مجددا ان عملية صرف الرواتب ومعاشات التقاعد والمساعدة الاجتماعية تبدأ من اول الشهر، وهذا ما لا يلتفت اليه البعض، وبالتالي وبسبب الاقفال القسري الذي فرضته علينا الظروف فاننا غير مسؤولين في أي شكل من الاشكال عن عدم صرف المساعدة الاجتماعية عن شهري أيار وحزيران، والرواتب والمعاشات التقاعدية التي سوف تستحق خلال شهر تموز في حال عدم ايجاد الحلول الناجعة قبل تاريخ 4/7/2022. ونترك للمسؤولين مشاركتنا تحمل المسؤولية، ونعتذر عن عدم القدرة على الاستمرار.

سجال الطحين بين أبوفاعور وسلام

وفي السياق المعيشي، قال عضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب وائل ابو فاعور: ان الآلية النظرية التي أُقرّت في وزارة الاقتصاد تقول أن على كل صاحب فرن، سواء كان كبيراً أم صغيراً، أن يتقدّم بطلب الى وزارة الاقتصاد عبر مديرية الحبوب والشمندر السكري، وبموجب هذا الطلب يحصل على قسيمة تتناسب مع حجم الاستهلاك السنوي له من القمح او الطحين ويتم توزيعه الى الناس بشكل يتناسب مع مصروفهم السنوي.

وتابع: هذه الآلية هي آلية نظرية بينما الآلية الفعلية هي أنَّ هناك عصابة مُتحكمة بمسألة استلام الطحين وتوزيعه، وهي التي تؤدي الى الأزمة التي وصلنا إليها عبر الفساد والسرقة والاحتكار والتهريب.

وقال: لأبدأ من رأس الهرم، من وزارة الاقتصاد ومن مديرية الحبوب والشمندر السكري، اللتين أحمّلهما المسؤولية الأولى عن الخراب والفساد الذي يحصل، كما أُحمّل المديرية المسؤولية لأنها هي من ترعى وتدير الفساد والسرقات المنظمة عبر موظفين كبار في المديرية.

وتابع ابو فاعور: أن الحلقة الثانية من حلقة الفساد هم التجار، فهناك من ينقل ومن يُتاجر، وبعضهم يجمعون القسائم من الافران أو يأخذون أسماء الافران ويضعون القسائم على اسمهم والطحين لا يصل الى الفرن انما يُهرّب او يُخزّن أو يُباع في السوق السوداء، والأجهزة الأمنية كشفت أكثر من مستودع يوجد فيه طحين لأفران بعيدة عن المخازن عشرات الكيلومترات من أجل ابعاد الشبهة. ولقد كشفت الأجهزة الأمنية كميّات من الطحين بُدّلت أكياسها بأكياس جديدة ويتمّ بيعها في السوق السوداء.

وردّ وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام على اتهام النائب وائل أبو فاعور بأن وزارة الاقتصاد تغطّي الفساد في ملف الطحين، فقال في حديث لقناة «الجديد»: شكّلت خلية طوارئ تضم وزارة الداخلية ووزارة الدفاع ووزارة الاقتصاد لمعالجة الأزمة.

وأضاف: جاري العمل مع القضاء والأجهزة الأمنية والنتائج ستظهر سريعاً، والعمل على الأرض هي الإجابة على أي مشكّك بعمل الوزارة.

ولاحقاً، اعلنت وزارة الاقتصاد والتجارة في بيان، انه «بتوجيه من وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام، قامت مديرية حماية المستهلك بجولات رقابية على المطاحن والافران في كافة المحافظات، بمؤازرة من قوى الامن العام ومكتب الجرائم المالية. وكانت الحصيلة عدة محاضر ضبط بحق اصحاب افران. كما وتم اقفال فرن في الشمال بالشمع الاحمر. ومن بين الاجراءات التي سوف تتخذها الوزارة بشكل مباشر القيام بشطب الافران او المطاحن المخالفة عن جداول الوزارة وسحب التراخيص».

1377 إصابة جديدة

صحياً، سجلت وزارة الصحة 1377 إصابة جديدة بفايروس كورونا، ليرتفع العدد التراكمي منذ بدء انتشار الوباء إلى 1112199 إصابة مثبتة مخبرياً، كما سجلت حالة وفاة واحدة.

 

*****************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

عون يتهم ميقاتي «بالخبث» ويُبلغه شروطه اليوم: بَدء «البازار» الحكومي في بعبدا

الرئيس المكلّف «غير محشور»… والوطني الحرّ لن يُسلّم البلاد لـ«خصوم» العهد…؟

 قطر تنعى «الناتو» العربي من بيروت… و«اسرائيل» تقرّ بضعف استعداداتها للحرب! – ابراهيم ناصرالدين

 

دخلت البلاد في هدنة سياسية موقتة بعد تفاهم «ضمني» بين بعبدا والسراي الحكومي على وقف نشر «الغسيل الوسخ»، الى حين مغادرة من سيحضر من وزراء الخارجية العرب الذين بدأوا يصلون تباعا الى بيروت للمشاركة في الاجتماع التحضيري للقمة العربية يوم غد السبت. غاب الحديث عن الحكومة الجديدة، بعدما دُفنت «حرب» المستشارين المسودة الاولى التي رفعها رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي الى رئيس الجمهوريّة ميشال عون.

 

«البازار» يفتتح اليوم، لكن اي حكومة لن تمر بسهولة، اذا لم تتطابق مع المواصفات الرئاسية لحكومة ادارة «الفراغ الرئاسي» المحتمل. وما حصل في الساعات القليلة الماضية، انهى ما تبقى من ثقة مهزوزة بين الرجلين، لخصها رئيس الجمهورية بكلام امام زواره اتهم فيه ميقاتي «بالخبث» و «المراوغة». وفيما تحدثت مصادر الرئاسة الاولى عن رغبة ميقاتي في احراج عون لعدم تشكيل حكومة، لانه يريد ان يخلق مناخ عام بان الرئيس يقوم بالتعطيل في نهاية عهده، حصل اتصال بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وتم الاتفاق على عقد لقاء اليوم في قصر بعبدا لإستكمال المشاورات حول الصيغة الحكومية التي قدمها الرئيس المكلّف.

 

وعلمت «الديار» ان الرئيس عون سيبلغ ميقاتي، «بشروطه» للموافقة على اي تشكيلة مفترضة للحكومة الجديدة، وهي لا تختلف كثيرا عما سبق واعلنه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لجهة التعيينات، واقالة حاكم مصرف لبنان، واعادة التوازن في اي تشكيلة لجهة «المداورة» في الحقائب، وعدم اقتصار الامر على حقيبة «الطاقة»، مع توجه تفضيل رئاسي لتشكيل حكومة سياسية.

 

اقتصاديا تبدأ معاناة اللبنانيين اليوم مع زيادة التعرفة على الاتصالات، فيما «اوجيرو» تقفل عدد من «سنترالاتها». اما ازمة الخبز فتبقى معلقة وسط تقاذف للمسؤوليات حول الجهة المسؤولة عن الفساد في ملف الطحين، فيما اقتراح ميقاتي حول انشاء صندوق لاعادة جزء من اموال المودعين «فكرة» تحتاج الى المزيد من الدراسة قبل ان «تبصر النور». هذه المراوحة الداخلية تتناقض مع حالة الغليان السياسي والامني في المنطقة التي تنتظر الرئيس الاميركي جو بايدن منتصف الجاري.

 

فكرة «الناتو» العربي يبدو انها «ولدت ميتة» باقرار ديبلوماسي قطري رافق وزير الخارجية الى بيروت. اما «اسرائيل» فمشغولة بخطر حزب الله المتنامي وسط اقرار من اعلى المستويات الامنية بعدم الجهوزية لخوض اي حرب جديدة.

«شروط» وتساؤلات رئاسية

 

لم تتضح بعد ماهية الخطوة المقبلة لرئيس الحكومة المكلف الذي ينتظر لقاء رئيس الجمهورية اليوم «ليبني على الشيء مقتضاه»، فمع علمه المسبق ان الرئيس عون لن يوافق على التشكيلة الوزارية، بعدما تقصّد «القصر» احراقها بتسريبها للاعلام. عدم اتباع ميقاتي مبدأ المداورة الشاملة وإبقاء وزارة المالية ضمن حصة الطائفة الشيعية وخصوصا «حركة امل»، ستكون المدخل الرئيسي لرفض الرئاسة الاولى للتشكيلة، فضلا عن رغبة باتت واضحة لدى الرئيس للحصول على ضمانات سياسية لينهي عهده بانجازات ترتبط اولا بإقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وحصول تعيينات في الفئة الاولى تعزز مكانة فريقه السياسي، فضلا عن حماية التوازنات السياسية في الحكومة المفترض ان «تملأ» الفراغ الرئاسي.

 

وتتساءل مصادر مقربة من بعبدا عن سبب قيام ميقاتي بتغيير 3 وزراء من التيار الوطني الحر، فيما احتفظ وزراء آخرون بحقائبهم، على رغم معرفته بوجود ملاحظات رئاسية عليهم. وكيف يمكن لميقاتي تجاوز الرئيس بإجراء تعديلات دون التشاور معه؟ وهنا يفضل الرئيس تشكيل حكومة سياسية، ولن يقبل بتجاوز ملاحظات فريق سياسي وازن، فاما تحصل تسوية متوازنة او لا حكومة؟

ميقاتي غير «محشور»

 

ووفقا لمصادر مطلعة على موقف ميقاتي، لا يرى انه مضطر لقبول اي شروط مسبقة، لانه ليس في وارد القبول «بتقييده» ومحاصرته في آخر ايام العهد. هو اليوم رئيس حكومة تصريف اعمال، ومكلف في الوقت نفسه تشكيل حكومة، وليس محشورا بالوقت «كما يدعي». والمنطق يقول ان اي تفاهم مفترض على خارطة طريق سياسية واقتصادية، يجب ان تحصل مع الرئيس الجديد. فما الداعي «لتكبيل» نفسه دون اي ثمن في المقابل؟ مع العلم انه بعد انتهاء ولاية الرئيس عون سيضطر الجميع للتعامل مع حكومة تصريف الاعمال.

عون يتهم ميقاتي «بالخبث»

 

وفي هذا السياق، لم يعد خافيا على احد شعور الرئاسة الاولى بان ميقاتي جزء من فريق سياسي يقوده رئيس مجلس النواب نبيه بري، ويشكل جنبلاط احد اهم ركائزه، يتعامل مع العهد انه من الماضي ولا يريد له تحقيق اي انجاز بما تبقى من مدة الولاية الرئاسية. ولم يكن مفاجئا، توصيف رئيس الجمهورية لكيفية تعامل رئيس الحكومة المكلف مع تشكيل الحكومة، فوفقا لزوار بعبدا تحدث الرئيس عن «خبث» ميقاتي غير المفاجئ بالنسبة اليه. وقال «هو يمنحك الانطباع برغبته بالتعاون وعدم وجود اي نوايا سيئة تجاهك، فيما تعكس تصرفاته عكس ذلك، وعندما تواجهه بالحقائق يمنحك اجوبة عامة، وفي الخلاصة لا تصل معه الى اي نتيجة». ووفقا لتلك المصادر، «يترحم» الرئيس عون على العلاقة مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، على الرغم من الخلافات العميقة في كل شيء، لكن الحريري «كان لا يراوغ، ويقول ما يفكر به ولا يقول عكس ما يفكر».

تبريرات الرئيس المكلف

 

في المقابل، ترفض اوساط مقربة من رئاسة الحكومة الاتهامات الرئاسية، وتشير الى ان الرئيس المكلف لا يريد المزيد من هدر الوقت، ما دام المطلوب من الحكومة مهمة محددة ترتبط بمتابعة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي للانتقال الى مرحلة التعافي المالي. وبررت المصادر تسليم ميقاتي نسخة من التشكيلة الوزارية التي أعدها، بخلاف ما كان يحصل في السابق، بأن تقتصر الزيارة الأولى للرئيس المكلف على إطلاعه على نتائج الاستشارات النيابية بان الظروف استثنائية، والبلد لا يتحمل مشاورات طويلة، لان المهل القانونية ضيقة والوضع الاقتصادي سيىء للغاية. والسؤال لماذا يشعر الرئيس عون انه محشور؟ الآن عليه اما القبول واما الرفض او طلب تعديلات يراها ضرورية، وعندها «يبنى على الشيء مقتضاه».

لا تسليم «لخصوم» العهد

 

ووفقا لمصادر مطلعة، فان السيناريو المرجح يبقى التمديد لحكومة تصريف الأعمال، على أن يأخذ المجلس النيابي على عاتقه إقرار مجموعة من اقتراحات القوانين المطلوبة لتسهيل التفاوض مع صندوق النقد، خصوصاً أنه ليس هناك ما يمنع البرلمان من تشريع الضرورة بعد اعادة الاعتبار لحكومة تصريف الأعمال . وسيكون هذا الامر مسرحا لاشتباك جديد بين بعبدا والسراي. فهل سيقبل الرئيس عون بإحياء جلسات مجلس الوزراء بذريعة الظروف الاستثنائية؟ ام يقاطع وزراء «التيار» ويرفضون تصريف الاعمال؟ خصوصا بعدما المح باسيل بان التكليف الجديد غير ميثاقي، فكيف لحكومة ان تكمل عملها بغياب المكوّن المسيحي؟ في الخلاصة، لن يوافق «التيار» على تسليم البلاد لـ «خصوم» العهد.!

اعادة جزء من الودائع؟

 

في هذا الوقت، اختار ميقاتي بصفته رئيس حكومة تصريف الأعمال المشاركة في جلسة للجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان للبحث في تصوّر ميقاتي لتعديل خطة التعافي الاقتصادي والمالي، والمسائل المتعلقة بمشروع موازنة 2022. وتقدم ميقاتي باقتراحات جديدة لها علاقة بخطة النهوض، أبرزها إنشاء صندوق تعافي من أجل المساهمة في إعادة جزء من الودائع المصرفية للمودعين. واعتبر ان هذه الاقتراحات لا تفسد الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد، مشيراً إلى أن كل يوم تأخير في عدم إقرار الخطة والتوقيع مع صندوق النقد يكلفنا خسارة تقدر بـ 25 مليون دولار.

 

وبعد الاجتماع أكد النائب كنعان «أن حقوق المودعين مكفولة في الدستور ويجب أن تؤمن من خلال توزيع عادل للخسائر في خطة التعافي التي لم تتم إحالتها بعد إلى المجلس النيابي».

  قطر تدعم الجيش «وتنعى» الناتو؟

 

في غضون ذلك، يستضيف فندق «الحبتور» اجتماع وزراء الخارجية العرب، وهو الأول من نوعه منذ الأزمة الديبلوماسية بين لبنان ودول الخليج، هذا اللقاء التشاوري تحضيراً للقمة العربية المقبلة في الجزائر، لا تعول مصادر سياسية كثيرا على نتائجه، فالحضور العربي مهم، لكنه لن يحدث اي خرق جديد في العلاقة الثنائية بين لبنان وبعض الدول العربية، كون الملف اللبناني ليس على «طاولة» البحث. وتجدر الاشارة الى ان وزراء خارجية الكويت وقطر وتونس يشاركون شخصيا في الاجتماع الوزاري العربي، فيما تغيب سوريا، بينما قررت دول كمصر ان تمثل بنائب وزير الخارجية، فيما اختارت الامارات والعراق والبحرين والسعودية بان تتمثل بالمندوبين الدائمين في الجامعة.

 

وفي سياق متصل، وبعد ساعات على وصول الوفد الديبلوماسي القطري الى بيروت برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نقلت شخصية لبنانية عن عضو في الوفد القطري، خلال دردشة جانبية عن مخاطر محدقة باعمال القمة، المزمع عقدها في الجزائر في ضوء خريطة التحالفات الجديدة في المنطقة، حيث استبعد الديبلوماسي القطري «ولادة» «ناتو» عربي خلال زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن، ملمحا الى ان الفكرة صعبة التحقق، وليست على جدول اعمال بلاده التي تحتفظ بعلاقات جيدة مع طهران.

الرياض و «التعايش» مع طهران

 

وفي السياق نفسه، وبعد نعي مصادر في واشنطن للفكرة، اكدت وكالة «بلومبرغ» الاميركية ان مجرد طرح الفكرة، يبدو مثيرا للسخرية بسبب الواقع السياسي والعسكري في المنطقة. فـ «إسرائيل» تبدو راغبة بالفكرة، ويمكن أن تدعمها إدارة بايدن، لكن الدول التي ستنضم إلى التحالف تجد صعوبة في تعريف الأهداف الأمنية المشتركة، علاوة على العدو المشترك. فمعظم المشاركين لديهم جيوش لحماية النظام من التهديدات الداخلية وليس الخارجية. وبحسب الوكالة، «لقطر وعُمان علاقات جيدة مع إيران، فيما تحتفظ الكويت بعلاقات حذرة معها، وبالنسبة للرياض وأبو ظبي اللتين خاضتا حربا غير ناجحة مع وكلاء إيران في اليمن، فهما تبحثان اليوم عن تعايش وليس مواجهة مع طهران. ولدى مصر أكبر جيش في العالم العربي، لكنها كانت أول دولة تنسحب من مشروع التحالف الأمني «الفاشل» للشرق الأوسط الفاشل، وبالتالي فأي فكرة لناتو شرق أوسطي لا قيمة لها».

«اسرائيل» والحرب

 

في هذا الوقت، وعلى وقع انتظار لبنان للرد «الاسرائيلي» على مقترحاته الاخيرة في ملف «الترسيم «البحري، تحدثت مصادر امنية «اسرائيلية» عن عدم جهوزية الجبهة الداخليّة «الإسرائيليّة» لمُواجهة آلاف الصواريخ في حال اندلاع اي مواجهة على الجبهة الشمالية. واكدت المصادر ذاتها ان كل مكانٍ في «إسرائيل»، بات في مرمى صواريخ حزب الله، بما في ذلك الفرن الذريّ في ديمونا في الجنوب، والمنشآت العسكريّة والمدنيّة الإستراتيجيّة، وعلى رأسها مطار بن غوريون الدوليّ في الوسط، وهو المطار الوحيد في «إسرائيل»، والذي سيؤدي تعطيله، إلى شلّ حركة المسافرين من وإلى «تل أبيب» بصورة كاملة.

«وجع الراس الاكبر»؟

 

وفي هذا السياق، وزعت قيادة الجبهة الداخليّة نشرة خاصّة على المواطنين تشمل تعليماتٍ بتوخّي الحيطة والحذر في حال اندلاع الحرب، وكيفية التصرّف في حال الهجوم على «إسرائيل» بالصواريخ، ومنها انه لا يُمكِن الاعتماد على الدفاعات الجويّة، وأنّه يتعيّن على المواطنين الدخول إلى الملاجئ والأماكن الأخرى خلال 10 دقائق لا أكثر. وقد بدأ برنامج «درع الشمال» التابع لشعبة الهندسة والبناء في «وزارة الأمن الإسرائيليّة» بإنشاء غرف محصنة داخل المنازل الخاصة في مستوطنة «شلومي» على الحدود الشمالية. وتواصل شعبة الهندسة والبناء بتوسيع مشروع التحصين عبر انشاء 110 غرفة محصنة في مستوطنة «مسكاف عام»، المتاخمة للحدود مع لبنان، ولاحقًا سيتم نشر مناقصات أخرى للتحصين في مستوطنة «مرغليوت» ومستوطنة «المنارة». وكان القائد السابق للجبهة الداخليّة قد اكد ان وجع «الرأس الأكبر» هو حزب الله، وتحدث عن القلق من ثغرات التحصين التي تثير القلق لدى المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة وأذرعها.

جريمة انصار؟

 

قضائيا، خُتم التحقيق في جريمة أنصار امس، وأرسل قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبي سمرا، ملفّ المطالعة إلى النيابة العامة الاستئنافية في بيروت قبل أن يصدر القرار الظني. وأبدى وكيل عائلة الضحايا الأربع المحامي ماهر جابر تفاؤله في ان تشير الأيام المقبلة الادّعاء على كلّ من حسين ف، والسوري حسن غ. بموجب المادة 546 من قانون العقوبات التي تنص على عقوبة الإعدام بحقهما. الجلسة الثالثة أمس كانت سرية أيضاً حضرها المحامون فقط نظراً لحساسية الموقف، فيما نفذ أهالي الضحايا وأبناء البلدة وقفة تضامنية أمام قصر العدل في بيروت للمطالبة بـ «القصاص العادل»، وأظهروا ردّة فعل إيجابية بعد انتهاء الجلسة.

«اوجيرو» خارج «الخدمة!

 

وفي اجراء يطرح الكثير من علامات الاستفهام، وعشية دخول قرار رفع تكلفة الاتصالات حيز التنفيذ، ما سيزيد من الاعباء الاقتصادية على اللبنانيين، بدأت» أوجيرو» بإطفاء سنترالاتها تباعاً بعد نفاذ مادة المازوت من خزاناتها، وعدم قدرتها على شراء المادة بسبب إضراب القطاع العام، الذي منع وزارة المال من دفع سلفات الخزينة التي اقرت في مجلس الوزراء. تجدر الاشارة الى ان القاعدة العامة لاحتساب أسعار الاتصالات والبيانات الخلوية تقوم على تقسيم السعر السابق بثلاثة، من ثم احتساب المبلغ بحسب سعر منصة صيرفة، وتنطبق هذه الآلية على الخطوط الثابتة والمدفوعة سلفا، حيث أصبح سعر دقيقة التخابر للخطوط الثابتة 0.04 دولار أميركي مقابل 0.11 د.أ. حاليا، وسعر الاشتراك الشهري انخفض من 15 د.أ. إلى 5 د.أ.، مع الإبقاء على 60 دقيقة تخابر المجانية، أما دقيقة تخابر الخطوط المدفوعة سلفا فانخفضت من 0.25 د.أ. إلى 0.08 د.أ.

 

*****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

تشكيلة ثانية يعرضها ميقاتي على عون اليوم  

 

أما وقد هدأت جبهة حرب المستشارين، واعلن وقف اطلاق النار بين الرئاستين الاولى والثالثة، بعدما ادخل البلاد في حال من التشنج السياسي، ليس الوقت وقته، ولا هو لائق اساسا بالمقامين الارفع في الدولة اللبنانية، او ما تبقى منها، فإن السكون خيم على البلاد امس لا سيما على ضفة التشكيل في انتظار اعادة المياه الى مجاريها وتهدئة النفوس المشحونة تمهيدا لعودة البحث في صيغ وتشكيلات جديدة. فيما بدأ الانشغال في تحضيرات المؤتمر الوزاري العربي الذي ينعقد في بيروت السبت المقبل، للتشاور في جدول اعمال القمة العربية التي تعقد في الجزائر في تشرين الأول المقبل وسط استمرار غياب سوريا التي تترقب تطورات المنطقة قبل ان تقرر العودة الى الحضن العربي، او بالاحرى يقرر العرب اعادتها. وقد بدأت طلائع وفود وزراء الخارجية تصل الى بيروت اعتبارا من امس. وعلى وقع الانهيارات المالية والاقتصادية والمعيشية،قدم الرئيس نجيب ميقاتي جديدا على محور خطة النهوض من خلال اقتراح صندوق تعافي للمساهمة في اعادة جزء من الودائع المصرفية، من دون ان تفسد الاتفاق مع صندوق النقد.

 

لجنة المال

 

غداة سقوط اولى محاولات التأليف، بضربة رئاسية، وفيما سيطر الجمود على مسار التشكيل، تقدّم الهم الاقتصادي المالي المعيشي الى الواجهة. ففي ساحة النجمة، عقدت لجنة المال والموازنة جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان وحضور رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي للبحث في المسائل المتعلقة بمشروع موازنة ٢٠٢٢ كما التشريعات المالية المتعلقة بخطة التعافي.

 

اقتراحات ميقاتي

 

وتحدثت معلومات عن أن ميقاتي تقدم باقتراحات جديدة لها علاقة بخطة النهوض، اعتبرها بعض النواب بمثابة خطة جديدة، فقد اقترح ميقاتي ما يعرف بصندوق تعافي من أجل المساهمة في إعادة جزء من الودائع المصرفية. وشدد بحسب المعلومات، على ان هذه الاقتراحات لا تفسد الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد، وقد طالبه النواب بصياغة هذه الاقتراحات وإحالتها إلى مجلس النواب. ونقل النواب عن الرئيس ميقاتي أن كل يوم في عدم إقرار الخطة والتوقيع مع صندوق النقد يكلفنا خسارة تقدر بـ ٢٥ مليون دولار يوميا.

 

تأمين الودائع

 

وفي حين طالب النائب سيمون ابي رميا اثر الجلسة بالاسراع في اقرار خطة التعافي وبجلسة استماع ومساءلة لحاكمية مصرف لبنان، اكّد كنعان في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع ان “موقفنا هو بأن حقوق المودعين مكفولة في الدستور ويجب ان تؤمن من خلال توزيع عادل للخسائر في خطة التعافي التي لم تتم احالتها بعد الى المجلس النيابي”.

 

الانترنت

 

وسط هذه الاجواء، الازمات تراوح بلا حلول. وعشية دخول قرار رفع تكلفة الاتصالات حيز التنفيذ، افيد ان أوجيرو بدأت بإطفاء سنترالاتها تباعاً بعد نفاد مادة المازوت من خزاناتها وعدم قدرتها على شراء المادة بسبب إضراب القطاع العام، الذي منع وزارة المال من دفع سلفات الخزينة التي اقرت في مجلس الوزراء.

 

ازمة الخبز

 

في الغضون، وفي وقت تراجعت اسعار المحروقات بعض الشيء، استمرت معضلة شح الخبز. في السياق، حمّل النائب وائل أبو فاعور، مديرية الحبوب والشمندر السكري “مسؤولية تغطية الفساد والخراب في ملف الطحين، وانتقائية بعض الموظفين بتوزيع القسائم، وهناك تجار يتحكّمون بتوزيع الطحين وبعض الأفران يبيعون قسائمهم، وثمّة مطاحن شريكة في هذه العصابة المنظّمة التي تسرق رغيف الخبز”.

 

مساعي التوفيق بين ميقاتي وباسيل اخفقت…

 

يلتقي الجميع على ان مهمة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي ليست سهلة في ضوء ما افرزته من نتائج الاستشارات النيابية الملزمة التي اكدت وجود تضعضع سياسي ونيابي لم تعرفه البلاد من قبل. وفي موازاة هذه المشهدية من الانحلال والتفكك داخل فريقي المعارضة والموالاة جاء كلام باسيل الذي سبق الاستشارات وأعقبها، ومواقفه منها، ثم تصريحات ميقاتي عن تفعيل حكومة تصريف الاعمال قبل ان يقدم بالأمس تشكيلته الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ليعبر عن تسليم بوجود ازمة حقيقية بين الطرفين تجعلهما مقتنعين بأن عملية التأليف مشدودة بحبال متباعدة كل منهما يمسك بها لجهته من اجل تكريس نفوذه الحكومي، وان المواجهة الاساسية ستكون بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفريقه من جهة وميقاتي من جهة ثانية، إذ علم هنا ان وساطة قامت بها مرجعية رسمية لم تحقق نجاحا لترتيب تواصل مباشر بين ميقاتي وباسيل، وان انقطاع العلاقات مستمر بين الجانبين بغض النظر عن لقاء استشارات التأليف، وان موقف عون وباسيل من فكرة التعديل الوزاري مرتبط بالموقف من ضرورة ان تكون الحكومة الجديدة مكتملة الشرعية من خلال حصولها على ثقة المجلس النيابي وذلك لمنع بروز مشكلة في حال عدم تمكن المجلس النيابي من انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

 

النائب السابق علي درويش المقرب من الرئيس ميقاتي  لا ينفي عدم نجاح مساعي التوفيق بين ميقاتي وباسيل، لافتا الى ان الامور لا بد ان تأخذ مجراها الطبيعي وان الخلاف في السياسة ليس مستغربا، علما ان الرئيس ميقاتي عمل وسوف يبقى يسعى لتقريب وجهات النظر اعتقادا منه أن المرحلة الصعبة التي تواجهها البلاد تتطلب التكاتف لمواجهتها. كما انه رفض تشكيل حكومة من اللون الواحد تفتقد لتمثيل اي مكون من المكونات الللبنانية وهو عمل لتشكيلة تمثل الجميع سلمها للرئيس عون بالامس.

 

وردا على سؤال حول رفض البعض حكومة الوحدة الوطنية والمطالبة بحكومة سياسية قال: “إن ميقاتي كان لديه تصور للحكومة المفترض تشكيلها، لكنه وقف اولا عند رأى الكتل النيابية ليخلص بعدها الى التوافق في شأنها مع رئيس الجمهورية على خلفية العلاقة الممتازة بينهما، وان التشكيلة كما بات معروفا غير بعيدة عن حكومة تصريف الاعمال التي تحوز على رضى الغالبية.

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram