افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 9 آب 2022

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 9 آب 2022

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء


مفاوضات فيينا في حلقتها الأخيرة قبل الحسم بين النجاح والفشل…

ومشاورات في العواصم نتائج حرب غزة ومعادلات الردع تحكم الموقفين الأميركيّ والإسرائيليّ تجاه إيران ولبنان هوكشتاين يعاود الاتصالات…

وجنبلاط: الحياد مع «إسرائيل» هرطقة وسألتقي بحزب الله
 

كانت حرب غزة في آب 2022 حرباً أميركيّة نفذتها القيادة الإسرائيلية السياسية والعسكرية، كما كانت حرب تموز 2006 على لبنان، مدخلاً لصياغة شرق أوسط جديد. وكانت حرب آب 2022 مخصّصة لتصفية حركة الجهاد كما كانت حرب تموز 2006 مخصّصة لسحق حزب الله، وفي الحالتين معيار النجاح، كان بتدمير قدرة المنظومة الصاروخيّة على الوصول الى عمق المناطق الفلسطينية المحتلة، ووضع نظرية الأمن الصهيونية القائمة على نقل الحرب الى أراضي الغير على المحك، وميزان الردع الإسرائيلي القائم على تحويل القدرة التدميرية الى سبب لمنع التفكير بالمواجهة أمام التحدّي، وبالرغم من الخسائر التي أوقعها عدوان تموز 2006 بلبنان انتهى بالفشل الذريع وخرجت المقاومة منتصرة لأنها نجحت بتثبيت معادلة الردع وأصابت نظرية الأمن الصهيونيّة إصابة بالغة، مع بقاء معادلة حيفا وما بعد حيفا وما بعد ما بعد حيفا تسطع بصواريخها في عمق فلسطين المحتلة؛ ومثلها انتهت حرب آب 2022 على غزة بالفشل، رغم القتل والاغتيال والتدمير، لأن صواريخ المقاومة بقيت تتساقط على تل أبيب وتتسبب بوقف الطيران في مطار بن غوريون، وتفرض نزوح المستوطنين عن مغتصبات غلاف غزة، وتؤدي لنزول ملايين الصهاينة الى الملاجئ، وكان النجاح الإضافي للمقاومة التي مثلت طليعتها حركة الجهاد في فلسطين، بتحقيق تطوير لمعادلة الردع باسم معادلة تحييد حركة حماس من المواجهة مقابل تحييد المنشآت المدنية والسكنية في غزة من الاستهداف.

خروج المقاومة بهذا الانتصار التاريخي لا يتوقف على درجة الوفاء بالالتزامات المتصلة بالإفراج عن الأسرى كما ورد في بيان التعهدات المصرية، فالشرق الأوسط الجديد الذي كان يراد له أن يولد على أشلاء قادة ومقاومي حركة الجهاد دفن مع أكاذيب قادة الاحتلال عن نصر محقق، وكما كان مخططاً أن يجري استثمار نتائج النصر المفترض في إرساء معادلة جديدة في فلسطين، وعبرها مع لبنان في مفاوضات الغاز والنفط والترسيم، وعبرهما مع إيران في مفاوضات ملفها النووي، تحول الفشل الى مصدر ارتباك للخطط فاضطر الأميركيون والإسرائيليون إلى أخذ بعض الوقت لقراءة النتائج واتخاذ القرارات المتصلة بكيفية التصرف.

 في الملف النووي رفعت جلسات التفاوض في فيينا وعادت الوفود إلى العواصم المعنية للتشاور، وسط معلومات عن بلوغ اللحظة الحاسمة للقرار بين النجاح والفشل وشروط كل منهما، والتبعات المترتبة على كل من الخيارين.

في ملف النفط والغاز مع لبنان، وصل الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين ليل أمس إلى فلسطين المحتلة للقيام بتقييم مشترك لمسار التفاوض والعروض التي يمكن تقديمها لإعادة تنشيط المفاوضات وفرص التوصل إلى حل، بعدما كان مخططاً تأجيل البحث على قاعدة انتظار نتائج الانتخابات الإسرائيلية، ومحاولة تسويق التأجيل بتأجيل مواز للاستخراج من حقل كاريش في بحر عكا.

في التداعيات أيضاً، حسابات جديدة للواقفين على الضفة الأميركية السياسية لبنانياً، عبر عنها كالعادة دائماً، النائب السابق وليد جنبلاط، الذي تحدث للتلفزيون الأردني فقال إن الحياد والعدو الإسرائيلي على الأبواب هرطقة سياسية، داعياً للحوار مع حزب الله، كاشفاً عن لقاء قريب سيجمعه مع قيادة الحزب.

 

وتوجّه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الليلة الأخيرة من الإحياء العاشورائيّ في الضاحية الجنوبية لبيروت، بالشكر للجيش اللبناني والقوى الأمنية لحفظهم الأمن وقيامهم بالإجراءات الأمنية.

وقال السيد نصرالله: «يا أبا عبد الله في العام الهجري الجديد وعلى بعد مسافة الزمن في الحصار والجوع والعطش في القتل والحرب النفسيّة في التهديد والاغتيال والله يا أبا عبد الله نحن وعلى مدى أربعين سنة كنا نعاهدك والليلة نعاهدك «ما تركناك يا حسين».

وتتجه الأنظار الى المواقف التي سيطلقها السيد نصرالله في كلمته بختام المسيرة في العاشر من محرم، حيث يتطرّق وفق معلومات «البناء» الى مجمل المشهد الإقليمي، لا سيما التطورات الأخيرة في فلسطين المحتلة والعدوان على حركة الجهاد الاسلامي وقطاع غزة وتداعيات رضوخ العدو الاسرائيلي لوقف الحرب واتفاق الهدنة تحت ضغط تساقط صواريخ المقاومة على المستوطنات الإسرائيلية وتهديد المقاومة بتوسيع بنك الأهداف، وبالتالي تأثير الهزيمة الاسرائيلية على موازين القوى في المنطقة وعلى الاستحقاقات كترسيم الحدود البحرية الجنوبية، انطلاقاً من المشاريع الأميركية في المنطقة لا سيما صفقة القرن والتطبيع العربي الاسرائيلي في ضوء زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الى الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما سيعرج السيد نصرالله الى التطورات الأمنية في العراق والدور الأميركي في خلق التوتر والفتنة وتعميق الأزمة السياسية. كما يتحدث عن آخر التطورات في كل من اليمن وسورية فضلاً عن تحديد موقف حزب الله من الملفات الداخلية السياسية والاقتصادية لا سيما ملف ترسيم الحدود والأزمة الاقتصادية والهبة الإيرانية وأزمة النازحين السوريين.

وتترقب الأوساط السياسية والرسمية عودة الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين إلى بيروت لنقل الرد الإسرائيلي إلى المسؤولين اللبنانيين. وإذ لم يحدد هوكشتاين موعد عودته، كشف إعلام إسرائيلي أمس أن الوسيط الأميركي موجود في «تل أبيب» ويتابع ملف الترسيم، إذ لم يخرج المجلس الوزاري المصغر بقرار نهائي وسط انقسام في الموقف بين فريق مؤيد لتوقيع الاتفاق في أيلول المقبل لتجنب الحرب العسكرية والمضي باستخراج الغاز واستغلال الحاجة الأوروبية، وبين فريق آخر يرفض التنازل عن ما يدّعيه العدو أنه حدوده النفطية وكذلك الرضوخ لتهديد حزب الله، وبالتالي تأجيل استخراج الغاز من كاريش الى ما بعد الانتخابات في «إسرائيل».

 وإذ من المتوقع أن يعقد المجلس الوزاري المصغر في كيان الاحتلال اجتماعاً لمتابعة التطورات، رجّح خبراء في الشأن الاسرائيلي لـ»البناء» أن تذهب الحكومة الاسرائيلية الى تأجيل استخراج الغاز من كاريش الى ما بعد الانتخابات لأسباب عدة أبرزها:

– إبعاد شبح الحرب مع حزب الله بعدما أقر جميع المسؤولين الاسرائيليين بجدية تهديدات السيد حسن نصرالله، وأن أية حرب سترتب تداعيات استراتيجية كبرى على «اسرائيل» لا سيما إذا تدحرجت الى حرب اقليمية، لا سيما أن الحكومة والجبهة الداخلية الاسرائيلية لم تستطيعا احتمال أيام قتال قليلة مع حركة الجهاد الاسلامي واضطرت مرغمة للرضوخ لاتفاق وقف اطلاق نار وهدنة واسقاط أهداف العدوان الاخيرة على حركة الجهاد وعلى قطاع غزة.

– الهروب من تجرع كأس الرضوخ لحزب الله والتنازل عن ما يزعمه العدو أنه «الحدود الاسرائيلية»، ما سيمنح المعارضة ورقة سياسية لاستثمارها ضد الحكومة الحالية، وثانياً سيشجع قوى وحركات مقاومة أخرى لاستخدام التهديد بالحرب العسكرية ضد «إسرائيل» لفرض مزيد من التنازلات.

ولذلك يميل المجلس الوزاري المصغر وفق الخبراء الى الخيار الأقل كلفة وهو تأجيل الاستخراج تحت ذريعة الأسباب التقنية.

واستقبل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب في مكتبه في المجلس النيابي، سفير قطر في لبنان إبراهيم بن عبد العزيز السهلاوي وبحث معه في موضوع ترسيم الحدود البحرية والتطورات الاقليمية.

في غضون ذلك، تمكنت الاتصالات والوسطاء من إخماد النيران التي اشتعلت على جبهة التيار الوطني الحر ورئاسة الحكومة، إلا أنها لم تنجح بإعادة الزخم إلى المشاورات على خط تأليف الحكومة التي لا تزال متوقفة وفق ما أشارت مصادر «البناء»، لافتة الى أن «الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لا يبذل أي جهد باتجاه إحياء الاتصالات مع رئيس الجمهورية ميشال عون»، متسائلة: هل يعقل أن تقف مشاورات التأليف عند تفصيل ترتيب لقاء بين رئيسي الجمهورية والمكلف؟ ما يعزز فرضية أن المؤلفين سلموا بصعوبة تأليف حكومة جديدة في ظل ضيق المدة الزمنية قبل الدخول في المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي في الأول من أيلول، ورهان ميقاتي والفريق السياسي المعارض للعهد على رحيل الرئيس عون ما ينعكس سلباً على وضع تياره السياسي وصهره النائب جبران باسيل، وانتخاب رئيس جديد خارج الاصطفافات السياسية، أما التيار الوطني الحر فيرفض تأليف حكومة لا يكون له حصة وزارية وازنة تضمن له تمثيله الطائفي والسياسي إن انتقلت صلاحيات رئيس للجمهورية الى الحكومة بحالة تعذر انتخاب الرئيس ووقوع الفراغ في سدة الرئاسة الأولى.

وفيما يسعى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للتوافق مع قوى التغيير على مرشح موحد لرئاسة الجمهورية، عقد 16 نائبًا مستقلًا للمرة الأولى في مجلس النواب اجتماعاً، لمحاولة تقريب وجهات النظر في ما بينهم، وسط مقاطعة كتلة نواب صيدا للاجتماع والتي تضم أسامة سعد وعبد الرحمن البزري وشربل مسعد، علماً أنه تم توجيه الدعوة لهم للحضور. لكن أجواء مطلعة على الاجتماع تشير الى أن المجتمعين فشلوا بتشكيل تكتل نيابي موحّد. ويهدف اللقاء الى مناقشة جدول أعمال الجلسات النيابية وآلية التصويت على مشاريع القوانين ومواضيع أخرى.

على الصعيد الاقتصادي والمعيشي، أعلن وزير المال في حكومة تصريف الأعمال ​يوسف الخليل​، أن «الوزارة أنجزت عملية تحويل رواتب المتقاعدين، والتي يستفيد منها قرابة المئة وعشرة آلاف متقاعد».

وشهد يوم أمس، إضراباً لقطاع المصارف التزاماً بقرار جمعية مصارف لبنان تنفيذ إضراب تحذيري «ليكون دعوة للجميع إلى التعامل بجدية ومسؤولية مع الأوضاع الراهنة بهدف السير نحو التعافي الحقيقي»، على أن «يُترك للجمعية العمومية التي ستنعقد غداً الأربعاء أن تقرّر الخطوات التي تراها مناسبة حفاظاً على مصالحها ومصالح أصحاب الحقوق المرتبطين بها من موظفين ومودِعين ومساهِمين وسواهم، ويكون الأربعاء يوم عمل عادياً في القطاع المصرفي».

وإثر إضراب المصارف سُجل سعر صرف الدولار ارتفاعاً تجاوز الـ 31 ألف ليرة للدولار الواحد في السوق السوداء، إلا أن خبراء اقتصاديين يرجحون لـ»البناء» انخفاض سعر الصرف وعودته الى ما كان عليه قبل اعلان الإضراب مع فتح أبواب المصارف صباح الغد. كما توقعوا استقرار سعر الصرف عند حدود الـ 30 ألف ليرة يستمر العمل بالتعميم 161، لكن الخبراء يتخوفون من التداعيات السلبية للحرب القضائية – المصرفية على سوق الصرف والوضع الاقتصادي عموماً.

وفي سياق ذلك، أكد المكتب الإعلامي للرئيس ميقاتي، إلى أنّ «ما يردده بعض الاعلام من كلام منسوب زورًا الى رئيس الحكومة المكلف عن وصول سعر صرف الدولار الى 60 الف ليرة كذب وتضليل ويندرج في سياق الحملات المعروفة الأهداف، فاقتضى التوضيح».

من جهته، وقع رئيس الجمهورية ميشال عون، تسعة قوانين أقرّها مجلس النواب في وقت سابق، أبرزها القانون الرقم 295 تاريخ 8/8/2022 القاضي بفتح اعتماد إضافي في باب احتياطي الموازنة العامة لعام 2022 بقيمة 10000 مليار ليرة لبنانية منه 7400 مليار لاحتياطي لتغذية مختلف بنود الموازنة و2600 مليار لاحتياطي العطاءات للعام 2022.

وتردّدت معلومات عن أن الرئيس عون لم يوقّع «قانون السرية المصرفية» لأنه لم يشمل أي «مفعول رجعيّ»، ويتعارض مضمون إقراره في البرلمان مع شروط صندوق النقد الدولي. كما أكدت مصادر نيابية في التيار الوطني الحر أن الرئيس عون لن يوقع قانون الدولار الجمركي قبل اتخاذ الإجراءات الاقتصادية والمالية المناسبة لاحتواء أي تداعيات على المواطنين.

على الصعيد الأمني، أعلنت قوى الأمن الداخلي في بيان، عن توقيف أربعة أشخاص من الفارّين من النظارة تحت جسر قصر عدل بيروت.

وعلى صعيد أمني آخر، تعرّض مسؤول الارتباط والعلاقات العامة في الأمن الوطني الفلسطيني سعيد العسوس الى محاولة اغتيال داخل مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان، وتم نقله الى المستشفى وحالته حرجة.

*********************

افتتاحية صحيفة النهار

 

“المعارضات” تنطلق في الاستعدادات للاستحقاق الرئاسيّ

مع انحسار المخاوف من امتداد شرارة المواجهة الأخيرة في غزة الى لبنان في ظل الهدنة التي أوقفتها، تترقب الأوساط السياسية ما سيعلنه اليوم الأمين العام لـ”#حزب الله” السيد حسن نصرالله في الكلمة التي سيلقيها في ذكرى عاشوراء، ان بالنسبة الى ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، او بخصوص تداعيات مواجهة غزة، وكذلك بخصوص بعض الملفات الداخلية وابرزها الاستحقاق الرئاسي.

وبدا واضحا مع مطلع الأسبوع ان الشلل السياسي الداخلي تمدد بقوة في كل الاتجاهات مع انهيار كل إمكانات تشكيل حكومة جديدة في ظل القطيعة التامة بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. حتى ان هذه القطيعة التي كرسها انفجار السجالات العنيفة بين ميقاتي و”التيار الوطني الحر”، بدأت تتسبب بممارسات تثير تساؤلات حول مصير إدارة الدولة والمؤسسات في الفترة المتبقية من ولاية الرئيس، اذ لوحظ ان عون ترأس اجتماعا خاصا بملف النازحين ويعقد اجتماعات “متخصصة” أخرى بملفات مختلفة في معزل عن أي تنسيق مع ميقاتي. كما لم يعد خافيا، ووفق المعلومات المؤكدة، ان احد الأسباب الأساسية التي أدت الى انفجار عاصفة السجالات الأخيرة بين ميقاتي و”التيار الوطني الحر” هو وقوف الاول ضد توقيع مراسيم التجنيس التي كانت دوائر قصر بعبدا انجزتها وتزمع إصدارها قبل نهاية الولاية الرئاسية، كما اوعز ميقاتي الى وزير الداخلية بالامتناع التام عن توقيعها وتسهيل مرورها. وابلغ دليل على ذلك كان ما قاله رئيس “التيار” النائب جبران باسيل عبر صفحته على تويتر “الجنسية حق، نحن بدنا نحافظ عليه وهم بدهم يفرطوا فيه”.

 

في ظل هذا الانسداد التام الذي يثبت طي الاستحقاق الحكومي واجهاضه عمدا على الأرجح، بدأت التحركات المتصلة بافق الاستحقاق الرئاسي تتخذ طابع الاستعدادات الجدية اقله لجهة بلورة بدايات لمحاولات تتسم بجدية وإيجابية كما علمت “النهار” بين معظم كتل المعارضة النيابية للاتفاق على آلية تنسيق ما بين نواب المعارضة لاي جهة انتموا. ومع انه لا يمكن الجزم مسبقا بمسألة توحد المعارضين الذين يشكلون واقعيا الأكثرية النيابية حول دعم مرشح واحد ل#رئاسة الجمهورية ، فان الاتصالات والمشاورات واللقاءات التي نشطت في الآونة الأخيرة، بدأت تثمر اتفاقا اوليا على انشاء الية تنسيق وهو امر ليس قليلا بين “معارضات” فشلت في المرحلة الأولى بعد الانتخابات النيابية في التوحد حول قواسم مشتركة في الحدود الدنيا.

تكتل معارض

وفي سياق مماثل لهذه المحاولات اجتمع 16 نائبًا مستقلًا امس للمرة الأولى في مجلس النواب، من بينهم كتلة حزب الكتائب، لمحاولة تقريب وجهات النظر في ما بينهم قبيل الاستحقاق الرئاسي. وافيد ان الاجتماع هدفه مناقشة جدول أعمال الجلسات وآلية التصويت على مشاريع القوانين ومواضيع أخرى. والاهم ان هدف الاجتماع هو قيام تكتل معارض اتفق على ان يعقد اجتماعا دوريا أسبوعيا مع السعي الى توسيعه تباعا. وأفادت المعلومات بأن نواب صيدا لم يحضروا اللقاء علماً أن دعوة وجهت إليهم. واوضح النائب نعمة افرام عقب اللقاء “تداعينا اليوم كنواب لإجتماع تنسيقي يكون نواة للوصول الى مساحة مشتركة في العمل التشريعي ونتوصّل من خلاله الى طريقة عمل بنّاءة تتوسّع لتضمّ عدداً أكبر من النواب، نخوض بها الاستحقاقات المقبلة في موقف منسّق ومتوافق عليه لنكون على قدر آمال الناس في خلق نمط تغييري داخل المجلس النيابي”.

 

وقال النائب سامي الجميّل:” قرّرنا أن نعطي أملًا للّبنانيين بإعادة جمع القوى التي كان لديها نفس الخطاب في خلال الانتخابات النيابية”

النواب #السنة

كما ان ثمة حركة لافتة رصدت على صعيد النواب السنة وادرجت في اطار المبادرات الهادفة الى لم شمل السنة السياديين تحت مظلة دار الفتوى استعدادا للاستحقاق الرئاسي. وتشير المعلومات المتوافرة لـ”النهار” في هذا الصدد الى توجه نحو جمع النواب السنة في دار الفتوى في مرحلة قريبة وقد ابلغ مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان شخصيات التقته أخيرا العمل على جمعه النواب كخطوة تنتظر الوقت المناسب. كما عقد “لقاء مركزي” في السرايا بين الرئيس ميقاتي وعدد من النواب السنة اتفق الحاضرون خلاله على عقد اجتماعات دورية بهدف التوافق حول الاستحقاقات الدستورية المقبلة .

دعوات جعجع

ومع تقدم الاستحقاق الرئاسي واجهة الاهتمام المحلي، توجّه رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” #سمير جعجع امس مجددا إلى “جميع النواب الذين يعدون في صفوف المعارضة”، قائلاً: “إن مجلس النواب اليوم شقان. الأول مع محور الممانعة أي السلطة الموجودة وهو كناية عن 61 نائباً وهؤلاء معروف أمرهم وقد أعطوا أحسن ما يمكنهم إعطاؤه وهو الوضع الحالي الذي نعيشه اليوم، وهناك الشق الثاني المكوّن من النواب الـ67 الآخرين. وأود أن أؤكد عليهم مجدداً اليوم بأن الناس لم ينتخبونا من أجل أن ندلي بالتصاريح، إن في مجلس النواب أو في الشارع وإنما أعطونا وكالتهم النيابيّة من أجل تغيير واقع حياتهم ومن أجل القيام بذلك علينا الإقدام على تصرّفات معيّنة. فنحن اليوم أمام استحقاق انتخابات رئاسة الجمهوريّة وأي خطة إنقاذ في لبنان عليها أن تبدأ برئيس جمهوريّة “متل الخلق” باعتبار أن الأمور بسيطة ولسنا في صدد معادلات صعبة”. واضاف أن “النواب الـ67، أي التغييريين، والجدد، نواب أحزاب المعارضة إن كانوا قوات لبنانيّة أو حزب اشتراكي أو كتائب لبنانيّة أو أحرار أو غيرها من الأحزاب مدعوون إلى تكثيف اتصالاتهم في ما بينهم، وهذا ما نحن في صدده حالياً، من أجل أن يتمكنوا في أول محطّة عمليّة مطروحة أمامهم، وهي انتخابات رئاسة الجمهوريّة، من تحقيق التغيير لتكون محطّة ناجحة وليس كسابقاتها”.

اضراب المصارف وسعر الصرف

وسط هذه الأجواء تنذر الازمات المالية والاجتماعية بمزيد من التفاقم خصوصا ان الازمة الحكومية والسياسية المرشحة لان تطول الى نهاية العهد، ستكون لها تداعيات مؤذية للغاية بدليل ان اضراب موظفي القطاع العام المستمر منذ شهرين بلا حل، حال حتى الان دون دفع الرواتب للموظفين والمتقاعدين. وامس أقفلت المصارف أبوابها التزاماً بقرار جمعية مصارف لبنان تنفيذ إضراب تحذيري “ليكون دعوة للجميع إلى التعامل بجدية ومسؤولية مع الأوضاع الراهنة بهدف السير نحو التعافي الحقيقي”، على أن “يُترك للجمعية العمومية التي ستنعقد غدا الأربعاء أن تقرّر الخطوات التي تراها مناسبة حفاظاً على مصالحها ومصالح أصحاب الحقوق المرتبطين بها من موظفين ومودِعين ومساهِمين وسواهم، ويكون الأربعاء يوم عمل عادياً في القطاع المصرفي”.

 

وفي سياق متصل كشف مستشار الرئيس نجيب ميقاتي للشؤون المالية والاقتصادية نقولا نحاس انه يتم حالياً بين وزارة المال والنواب درس اعتماد رقم واحد في الموازنة هو 12000 ليرة للدولار بكل مداخيل الدولة ضمن الموازنة واصبح هناك توافق على هذا الرقم، ويجب ان يصدر عن وزارة المال بالتوافق مع مصرف لبنان ويُعتمد الى حين تحديد سعر آخر. وقال: “بعد رأس السنة سنذهب بتدرج حتى نصل الى سعر تحدده وزارة المال ويجب الوصول عندها الى سعر يوازي سعر صيرفة”. أما بالنسبة لرواتب القطاع العام فكشف انه يجري بين وزارة المال والنواب البحث باقتراح ضربها باثنين أو ثلاثة. أضاف انه يجري حاليا ايضا معالجة مسألة الأكلاف بالدولار مثل صيانة مؤسسات الدولة التي يدخل فيها السعر الخارجي. وكل هذا يشكّل خطوة أساسية تحضيرا لل2023. واعتبر ان فكرة الدولار الجمركي خطأ فليس هناك شيء إسمه دولار جمركي بل هناك سعر صرف ونحن نتكلم عن سعر صرف 12000 على كل شيء. وقال إن الدولار الجمركي او سعر الصرف الجديد لن يكون له تأثير على موضوع أكلاف الناس إلا بشكل محدود لأن غالبية المواد الاستهلاكية ولاسيما السلة الغذائية معفية تماما. وتوقع إقرار الموزانة قبل آخر آب.

 

*******************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

“صالون” المعارضة: لقاء “جسّ نبض” والعبرة بالاستحقاق الرئاسي

نصرالله يطلق “التحذير الأخير”: لا تخطئوا التقدير!

 

بعد مسار تصعيدي تصاعدي “زنّر” فيه مفاوضات الترسيم الحدودي مع إسرائيل بخط نار بحري يصل إلى “ما بعد بعد” حقل كاريش النفطي، يعتلي الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله اليوم المنبر العاشورائي ليبلغ ذروة التصعيد والاستنفار في مقاربة الملف، تأكيداً على الجهوزية العسكرية لكل الاحتمالات والسيناريوات في القادم من الأسابيع بالاستناد إلى الجواب الإسرائيلي الذي سيحمله الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، لا سيما وأنّ التقارير الإسرائيلية أكدت أنه موجود راهناً في تل أبيب لبلورة صيغة الرد النهائية على الطرح اللبناني حيال خطوط الترسيم.

 

وفي المعلومات المستقاة من أوساط مطلعة على أجواء “حزب الله”، أنّ نصرالله سيطلق اليوم ما يشبه “الإنذار الأخير” للإسرائيليين والوسيط الأميركي على حد سواء، لاستعجال “حسم الموقف وإنهاء حالة المراوحة والمراوغة” في عملية الترسيم، تحت طائل تجديد التهديد بأنّ “الوقت غير مفتوح ومهلة أيلول لا تزال سارية المفعول”، ليتوجه انطلاقاً من ذلك إلى كل من يعنيه أمن المنطقة برسالة واضحة مفادها: “عامل الزمن لم يعد في صالح أحد والعد العكسي بدأ على الجبهة الحدودية فلا تخطئوا التقدير”.

وإذ ستفرض المستجدات العسكرية الأخيرة في قطاع غزة نفسها على مضامين خطاب نصرالله باعتبارها “تجسيداً جديداً لصلابة الموقف في مواجهة إسرائيل على مختلف ساحات وجبهات محور المقاومة”، فإنّ الأوساط نفسها رأت أنّ “القدرات الصاروخية لحركة “الجهاد” دفعت الحكومة الإسرائيلية إلى الاستجابة لشروط الهدنة خلال 72 ساعة فقط من بدء المعركة، وهي قدرات متواضعة نسبةً للقوة الصاروخية الدقيقة التي يمتلكها “حزب الله”، وعليه سيكون على إسرائيل أن تعيد حساباتها ألف مرة قبل المغامرة باندلاع أي حرب جديدة مع لبنان”.

 

أما على مستوى المشهد الداخلي اللبناني، فاسترعى الانتباه أمس اجتماع عدد من نواب المعارضة في صالون المجلس النيابي حيث وضعت مصادر واسعة الاطلاع اللقاء ضمن إطار “جس النبض” لاستكشاف آفاق التعاون والتنسيق بين الكتل والأحزاب المعارضة والنواب المستقلين والتغييريين في المرحلة المقبلة، من دون استبعاد “تطور الأمور باتجاه عقد سلسلة من الاجتماعات الدورية الأسبوعية لمحاولة تقريب وجهات النظر المتنوعة داخل صفوف المعارضة حيال الاستحقاقات الداهمة على أن تبقى العبرة في هذا المجال بالموقف المرتقب من الاستحقاق الرئاسي”.

وإذ سُجّل تغيّب النواب بولا يعقوبيان وحليمة قعقور وابراهيم منيمنة عن الاجتماع، نقلت مصادر نيابية موثوق بها أنه كان “تغيّبا متعمّداً” بنيما غاب عدد آخر من النواب التغييرين “لأسباب صحية أو لانشغالات طارئة مع إبداء استعدادهم للمشاركة في لقاءات مماثلة مستقبلية”، مشددةً على أنّ اجتماع الأمس “كانت أجواؤه جيدة بصورة عامة ويُبنى عليه من أجل التأسيس لعملية التوافق على مرشح رئاسي واحد لقوى المعارضة والتغيير”، وألمحت المصادر في هذا السياق إلى إمكانية انضمام نواب من كتلتي “القوات اللبنانية” و”اللقاء الديمقراطي” إلى الاجتماعات المقبلة، بعد مشاركة “الكتائب” والنواب المستقلين نعمة افرام وميشال معوض وأشرف ريفي وأديب عبد المسيح وفؤاد مخزومي في اللقاء التنسيقي الأول مع نواب التغيير.

 

وكان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع قد جدد أمس دعوة كافة كتل المعارضة ونواب التغيير إلى توحيد الصفوف “من أجل تغيير واقع حياة ناخبيهم (…) وأي خطة إنقاذ في لبنان عليها أن تبدأ برئيس جمهوريّة “متل الخلق”، فالجميع يرى ما هو حاصل اليوم في قصر بعبدا والنتائج التي وصلنا إليها وإذا كنا نريد غير هذه النتائج فنحن بحاجة لرئيس بعكس الموجود اليوم”، وأضاف: “النواب الـ67، أي التغييريون، والجدد، نواب أحزاب المعارضة إن كانوا “قوات” أو “حزباً اشتراكياً” أو “كتائب” أو “أحراراً” أو غيرها من الأحزاب مدعوون إلى تكثيف اتصالاتهم في ما بينهم، وهذا ما نحن في صدده حالياً، من أجل أن يتمكنوا في أول محطّة عمليّة مطروحة أمامهم، وهي انتخابات رئاسة الجمهوريّة، من تحقيق التغيير لتكون محطّة ناجحة وليس كسابقاتها (…) فعلينا جميعاً التنبّه إلى أننا لا يمكننا أبداً التفريط بهذا الإستحقاق أو أن يمر مرور الكرام فإما “نضرب ضربتنا” الآن أو عندها لن يرحمنا التاريخ ولن يرحمنا ناخبونا ولن يعود هناك أي ثقة بأي شيء في لبنان”.

 

**********************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

حديث حذر حول الأسماء المرشحة لخلافة عون

انقسامات سياسية… و«التغييريون» يريدونه وسطياً يتمتع بعلاقات عربية ودولية

  نذير رضا

تحاذر القوى السياسية اللبنانية ونواب الكتلة المدنية، الدخول في أسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية، قبل ثمانين يوماً من نهاية عهد الرئيس ميشال عون. وتتركز النقاشات داخل التكتلات النيابية ومع الكتل الأخرى، حول مواصفات الرئيس ضمن هوية عامة تتمثل في أن يكون «منفتحاً على الجميع، ويحظى بإجماع سياسي داخلي، وقادراً على مخاطبة المجتمع الدولي كي يضع لبنان على سكة النهوض».

ويحتاج انتخاب الرئيس إلى حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب في جلسة انتخابه، وإلى أكثرية الثلثين في الدورة الأولى من انتخابه، وهو ما يفرض تقاطعات واتفاقات بين الكتل السياسية، حتى المتنافرة سياسياً بينها، وهي نقاشات بدأت منذ الشهر الماضي في محاولة حشد تأييد لشخصيات تتمتع بمواصفات تلتقي معظم الكتل النيابية عليها.

وتنسحب عدم تسمية أسماء للرئاسة، على نواب الكتلة المدنية المعروفة بـ«التغييريين»، حيث جرى البحث، خلال الأسابيع الماضية، بالمواصفات، ولم تتطرق النقاشات إلى الأسماء، حسب ما تقول مصادر مواكبة لاجتماعات النواب الـ13، مشيرة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن بعض النواب يتواصلون مع قوى سياسية معارضة، ونواب يتواصلون مع قوى أخرى، «بشكل فردي»، في محاولة لجمع الانطباعات وبلورة اتفاقات بالحد الممكن في مقاربة الاستحقاق.

ويلتقي التغييريون مع قوى سياسية في بعض العناوين، وتتباين الرؤية في عناوين أخرى وفي طليعتها عدم الحماسة في تأييد شخصيات حزبية أو عسكرية، وهو ما يتصادم مثلاً مع حزب «القوات اللبنانية» الذي يؤيد قائد الجيش العماد جوزيف عون في حال كان هناك توافق عليه… لكن بعض التغييريين يلتقون مع «القوات» و«الكتائب» و«التقدمي الاشتراكي» مثلاً على مبدأ أن يكون الرئيس سيادياً، ويتبنى مبدأ استقلالية القضاء ويدفع باتجاهه «بوصفه المدماك الأساس لبناء دولة تعتمد الشفافية والمحاسبة ومكافحة الفساد»، كما يضعون في مواصفاتهم مبدأ أن يدفع الرئيس باتجاه إقرار خطة التعافي المالي والاقتصادي، ويضع البلد على سكة الحلول الاقتصادية. ويؤكد النواب انفتاحهم على كل الخيارات من خارج الشخصيات الحزبية المطروحة.

ويقول النائب إبراهيم منيمنة لـ«الشرق الأوسط» إن النقاش لم يكتمل بعد، و«لا زلنا نعمل على بلورة الصورة»، لكنه أشار في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن منطلقاته الشخصية التي يلتقي فيها مع كثير ومن نواب التغيير، تصب في موقع البحث عن «إطار رئيس يمتلك رؤية إصلاحية وسياسية واقتصادية توفر بداية أمل للبنانيين» لجهة «تنفيذ الإصلاحات ومن ضمنها التوافق مع صندوق النقد بالاتفاق المبدئي، واستكماله بإصلاحات سياسية».

ويشير منيمنة إلى أن الاتجاه العام لمواصفات الرئيس الذي يسعون لإيصاله «أن يكون رئيساً وسطياً لا ينتمي إلى أي من المحاور الإقليمية، ويكون ولاؤه للبنان حصراً»، فضلاً عن ضرورة أن «يتمتع بعلاقات دولية وتوافق وقبول دولي، ليتمكن من إعادة نسج العلاقات التي دمرت مع الدول العربية والصديقة، وأن يكون له تاريخ يعبر عن هويته السياسية الإصلاحية التي نراها حاجة للبنان في هذه الظروف».

وحول عدم الحماسة لوصول شخصية عسكرية، يشير منيمنة إلى أن هذا النقاش لم يتم التطرق إليه، لكنه لم ينفِ أن «منطلقاتنا كقوى تغييرية منذ وقت طويل، نفضل أن يكون السلك العسكري بمعزل عن التجاذبات السياسية، بهدف تعزيز حصانة المؤسسات العسكرية والدستورية، وهناك أولوية للفصل في هذا الإطار»، لافتاً إلى «أننا نفضل أن يكون رئيساً مدنياً».

وفيما تتحدث المصادر المواكبة عن أن سيناريو الانقسام الذي ظهر في ترشيح السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة قد ينسحب على ملف رئاسة الجمهورية، يؤكد منيمنة «أننا نطمح لأن نكون كتلة واحدة وموحدة، ونسعى لتكون المبادرة من التكتل لوضع رؤيتنا ضمن المواصفات التي يمكن على أساسها أن نتواصل مع باقي الكتل ونقيم المشترك والتقاطعات بيننا، بدءاً من المواصفات وصولاً إلى اسم الرئيس».

وخلافاً لقوى التغيير التي تبحث عن مواصفات وسطية وخارج المحاور، تصر قوى سياسية أخرى على مبدأ أن يكون الرئيس «سيادياً»، بمعنى ألا يكون مقرباً من المحور الإيراني، وهو ما تتحدث عنه قوى سياسية مثل حزب «القوات اللبنانية» و«الكتائب» وشخصيات نيابية سيادية أخرى، فيما يعد «حزب الله» أكبر الصامتين حتى الآن، حيث لم يعلن عن دعمه لأي مرشّح للرئاسة، رغم أنه قريب من رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، ورئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية.

من جهة «القوات»، وبموازاة إعلام رئيس الحزب سمير جعجع أنه مرشح طبيعي، ويسعى لعدم السماح بوصول رئيس يمثل قوى «8 آذار» إلى رئاسة الجمهورية، يرى تيار «المردة» أن الرئيس يجب أن يكون توافقياً لمصلحة لبنان، فيما تصر «حركة أمل» التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، على أن يكون الرئيس «ذا نكهة إسلامية ونكهة مسيحية، والأهم نكهة وطنية»، وهو يلتقي إلى حد ما مع مواصفات الرئيس فؤاد السنيورة الذي يرى أن الاستحقاق الرئاسي ليس شأناً مسيحياً فقط.

وفي المقابل، يتمسك «التيار الوطني الحر» بمبدأ أن يحظى من يتولى موقع رئاسة الجمهورية بالميزة الأولى وهي التمثيل الشعبي، وذلك «احتراماً للإرادة السياسية الوطنية التي عبّر عنها اللبنانيون في الانتخابات النيابية وما تم إرساؤه من مبدأ احترام التمثيل الحقيقي لمن يتولى مسؤولية المواقع الدستورية وفي طليعتها رئاسة الجمهورية، وإلا فما الغاية من الديمقراطية والانتخابات والعمل السياسي ووجود الأحزاب إذا تم إسقاط مبدأ احترام التمثيل الشعبي».

 

 

**********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

“الجمهورية”: هوكشتاين في إسرائيل ولبنان ينتظره.. وسعي لتكتل معارض يخوض الإستحقاقات

كلما مضى الاهتمام بملف التأليف الحكومي الى مزيد من التراجع، كلما ارتفعت وتيرة الاهتمام بملف الاستحقاق الرئاسي الذي ستدخل البلاد في المهلة الدستورية لإنجازه مطلع الشهر المقبل، حيث بدأت تنعقد لقاءات واتصالات علناً وبعيداً من الاضواء تحضيراً لخوض غماره رغم «كلمة السر» الخارجية التي تحكمه او تتحكّم به عادة، وسط تساؤل عن مصير ترسيم الحدود البحرية الذي يفترض ان يحسم خلال الفترة المتبقية من الشهر الجاري في ضوء عودة الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين، الموجود في اسرائيل هذه الايام، بالرد الاسرائيلي على الموقف اللبناني.

ينتظر ان يتصدّر ملف ترسيم الحدود البحرية واجهة الاهتمامات مجددا اذ باتت تحكمه مهلة زمنية اقصاها ايلول المقبل، وهذا الملف بات محفوفاً بمخاطر خصوصا في حال جاء الرد الاسرائيلي المنتظر على الاقتراح اللبناني سلبياً، وذلك بعد ان بدأت اسرائيل تسرّب عن وجود اتجاه لديها الى تأجيل استخراج الغاز من حقل «كاريش» الى ما بعد ايلول، ما يدلّ الى احتمال وجود مراوغة او هروب الى الامام من توقيع اي اتفاق مع لبنان الى ما بعد انتخاباتها التشريعية في تشرين المقبل، والتي تسبق او تأتي عشية الانتخابات النصفية الاميركية.

 

وقالت مصادر متابعة لملف الترسيم لـ«الجمهورية» ان لبنان لن يقبل بأي تأجيل اسرائيلي للبَت النهائي بملف ترسيم الحدود لاقتناعه انّ هذا التأجيل ينطوي على توجه اسرائيلي للهروب من هذا الاستحقاق، او على الاقل الهروب من الاقرار بحدود لبنان وحقوقه النفطية والغازية اذ لا ضمان في انّ اسرائيل ستعود الى التفاوض لإبرام الاتفاق مع لبنان بعد انتخاباتها، التي قد توصِل الى السلطة جهات اسرائيلية متشددة ترفض الاقرار بحقوق لبنان التي تحددها المواثيق والقوانين الدولية المرعية الاجراء.

 

هوكشتاين في اسرائيل

 

في هذه الاثناء افادت وسائل إعلام اسرائيلية ان المبعوث الأميركي الخاص بقضية ترسيم الحدود البحرية مع لبنان اموس هوكشتاين موجود في إسرائيل، ويتابع ملف ترسيم الحدود.

 

وفي انتظار عودته الى بيروت، استقبل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب امس سفير قطر في لبنان ابراهيم بن عبد العزيز السهلاوي وبحث معه في موضوع ترسيم الحدود البحرية والتطورات الاقليمية.

 

الى ذلك تترقب الاوساط السياسية مواقف ينتظر ان يعلنها الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله اليوم في ختام مسيرة العاشر من محرّم في ضاحية بيروت الجنوبية، والتي يتوقع ان يتطرّق في جانب منها الى ملف ترسيم الحدود البحرية، وهو كان قد أمل حتى ايلول أنه سيُبَت بهذا الملف في ضوء ما يُشاع من ايجابيات حول امكان التوصل الى اتفاق في شأنه قريباً.

 

تحذير اسرائيلي

 

وفي سياق متصل قال رئيس معهد أبحاث الأمن القومي والرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال عاموس يادلين إنّ «حزب الله» اللبناني سيفكر مرتين في أي مواجهة، وسيفكر في قضية منصة كاريش خصوصا بعد العملية العسكرية ضد قطاع غزة».

 

واضاف يادلين في تصريح للاذاعة الاسرائيلية «انّ أهداف العملية التي اطلقت عليها اسرائيل اسم «الفجر الصادق» كانت محدودة، ونتائجها حققت زيادة وقوة للردع الإسرائيلي».

 

واشار إلى أن نصرالله «ينظر ويرى دقة المخابرات الإسرائيلية في معرفة اماكن اختباء القادة، وان دولة إسرائيل تعرف أيضا كيفية ربط النيران بدقة». وقال: «حزب الله» عليه ان يفكر مرتين وان يستخلص النتائج الذي رآها في العملية الاخيرة كرادعٍ له في قضية الحدود البحرية الجنوبية»، وفق صحيفة «معاريف» العبرية. وشدّد يادلين على أن «اسرائيل ستتعامل بقوة مع «حزب الله» اكثر من تعاملها مع الجهاد الاسلامي».

 

غياب التأليف

 

من جهة ثانية غاب ملف التأليف الحكومة عن المسرح السياسي امس، اذ لم يسجل اي موقف جديد في شأنه ما زاد من تعزيز الانطباع بأنّ الحكومة الجديدة، ان لم تؤلف قبل نهاية الشهر الجاري فسيكون من المستحيل تأليفها خلال مهلة الـ60 يوماً الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد، والتي تبدأ مطلع ايلول وتنتهي في 31 تشرين الاول.

 

وفيما تراجعت السجالات العلنية بين مكتب إعلام الرئيس المكلف تأليف الحكومة نجيب ميقاتي وبين بعض المحيطين برئيس الجمهورية وإعلام «التيار الوطني الحر»، برزت امس تسريبات تصوّب على ميقاتي مباشرة بنقل كلام عنه في «مجالسه» قالت انه توقّعَ فيه «ارتفاع سعر الدولار الى ستين الف ليرة»، فسارَعَ مكتبه الاعلامي الى اصدار البيان الآتي: «إنّ ما يردده بعض الاعلام من كلام منسوب زوراً الى رئيس الحكومة عن وصول سعر صرف الدولار الى 60 الف ليرة كذب وتضليل، ويندرج في سياق الحملات المعروفة الاهداف، فاقتضى التوضيح».

 

«الإعتدال الوطني»

 

وفي هذا السياق، استغرب تكتّل «الإعتدال الوطني» خلال اجتماع استثنائي له امس «المواقف الصادرة عن كتلة التيار الوطني الحرّ تجاه رئيس الحكومة»، مشيرا الى أن «هذه المواقف المرفوضة لا تصّب إلّا في اتجاه تعطيل تشكيل الحكومة وعرقلتها، كما أن المصلحة العامة تقضي بوقف كل هذه المهاترات التي لا طائل لها، والشعب اللبناني يراهن على مسؤولين يساعدون في إنقاذه من أزمته المعيشية والإجتماعية والمالية لا أن يساهموا في توسعة الهوة بينهم». واعتبر أنّ «التعرّض لموقع رئاسة الحكومة كالتعرّض لموقع رئاسة الجمهورية امر مرفوض، ويدفع في اتجاه تأجيج المشاعر الفتنوية بين شرائح المجتمع بدلاً من ردعها».

 

التحضير لتكتل تغييري

 

وعلى طريق التحضير لخوض غمار الاستحقاق الرئاسي وغيره من الاستحقاقات التي ستسبقه وستلحقه، انعقد بعد ظهر امس لقاء نيابي في مقر مجلس النواب في خطوة تهدف الى تشكيل جبهة نيابية معارضة تجمع على الاقل ما بين 24 و26 نائبا من المعارضين والتغييريين، وغاب من المدعوين الى هذا اللقاء النائبان حليمة قعقور وبولا يعقوبيان فيما اعتذر آخرون بسبب ارتباطات.

 

واعلن المكتب الاعلامي للنائب فؤاد مخزومي، في بيان، انه «في إطار المساعي الكثيفة لكتلة «التجدد» لتوحيد المعارضة وتطبيق البنود التي وضعتها عندما أعلنت عن تشكيلها، اجتمعت الكتلة مع نواب وشخصيات ووجوه تغييرية عديدة لوضع خريطة طريق تطبق البنود الاساسية للكتلة التي تنطلق من أسس السيادة والاستقلال والنهوض بالبلد عبر برنامج إصلاحي إنقاذي ضمن خطة اقتصادية متكاملة، والعمل جار على توسيعها والتنسيق مع كتل أخرى تحمل المبادئ نفسها».

 

حضر اللقاء كل من النواب فؤاد مخزومي، ميشال معوض، أشرف ريفي، أديب عبد المسيح، نعمت أفرام، الياس حنكش، الياس جرادي، ياسين ياسين، سامي الجميل، ملحم خلف، مارك ضو، وضاح الصادق، رامي فنج، نديم الجميل، جميل عبود، ونجاة صليبا».

 

وقالت مصادر نيابية مطلعة لـ«الجمهورية» ان اللقاء، الذي عُقد على «العتمة» بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المجلس، جمعَ 16 نائباً، 6 منهم من كتلة نواب التغيير وآخرون من الكتل المُحدثة «تجدد» و«وطن الإنسان» المستقلين و«الكتائب اللبنانية»، بعدما انضووا جميعاً تحت شعار المعارضة للمنظومة التي خاضت الانتخابات في مواجهتها». وأكدت المصادر ان هذا اللقاء «لن يكون الاول بل انّ اتفاقا جرى على عقد لقاءات دورية قد تكون نصف شهرية او شهرية في المرحلة المقبلة، خصوصا على عتبة دخول البلاد مدار الانتخابات الرئاسية مطلع ايلول المقبل».

 

ولفتت المصادر الى ان الدعوات الى اللقاء كانت تضم مجموعة كتلة نواب صيدا الثلاثة فاعتذر احدهم لأسباب عملية، ودعا آخرون الى مزيد من المشاورات قبل اللقاء، على حد ما نقل عن النائب عبد الرحمن البزري، فيما اعتذر النائب غسان سكاف لأسباب مهنية.

 

وإذ تحاشى المجتمعون الغوص في كثير من التفاصيل، تم الاتفاق على ضرورة وضع آلية عمل تقودهم الى البحث في كل ما سيطرح على جدول أعمال اي جلسة نيابية واجتماعات اللجان النيابية قبل الوصول الى الاستحقاق الرئاسي.

 

المجلس شقان

 

في غضون ذلك، توجّه رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع من حدث الجبة أمس إلى «جميع النواب الذين يعدّون في صفوف المعارضة»، قائلاً: «إن مجلس النواب اليوم شقان، الأول مع محور الممانعة أي السلطة الموجودة وهو كناية عن 61 نائباً وهؤلاء معروف أمرهم وقد أعطوا أحسن ما يمكنهم إعطاؤه وهو الوضع الحالي الذي نعيشه اليوم، وهناك الشق الثاني المكوّن من النواب الـ67 الآخرين».

 

واضاف: «انّ الناس لم ينتخبونا من أجل أن ندلي بالتصريحات إن كان في مجلس النواب أو في الشارع، إنما أعطونا وكالتهم النيابيّة من أجل تغيير واقع حياتهم. ومن أجل القيام بذلك، علينا الإقدام على تصرّفات معيّنة فنحن اليوم أمام استحقاق انتخابات رئاسة الجمهوريّة وأي خطة إنقاذ في لبنان عليها أن تبدأ برئيس جمهوريّة «مِتل الخَلق» في اعتبار أن الأمور بسيطة ولسنا في صدد معادلات صعبة، فإذا أردنا التأكد من أمر معيّن ما علينا سوى معاينة خلافه. الجميع يرى ما هو حاصل اليوم في قصر بعبدا والنتائج التي وصلنا إليها، وإذا كنا نريد غير هذه النتائج فنحن بحاجة لرئيس بعكس الموجود اليوم».

 

وقال جعجع: «النواب الـ67، أي التغييرين، والجدد، نواب أحزاب المعارضة إن كانوا «قوات لبنانيّة» أو «حزب اشتراكي» أو «كتائب لبنانيّة» أو «أحرار» أو غيرها من الأحزاب، فإنهم مدعوون إلى تكثيف اتصالاتهم فيما بينهم. وهذا ما نحن في صدده حالياً، من أجل أن يتمكنوا في أول محطّة عمليّة مطروحة أمامهم، وهي انتخابات رئاسة الجمهوريّة، من تحقيق التغيير لتكون محطّة ناجحة وليس كسابقاتها التي من الممكن أن تكون قد أتت في وقت سريع وقريب جداً اذ لم يتمكن أفرقاء المعارضة من التنسيق فيما بينهم».

 

«العهد فاشل»

 

وفي جديد المواقف السياسية، قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط انَّ «العهد فاشل حاقد يريد تصفية جميع الخصوم، ولبنان بلد متعدد فلا بد من احترام التنوع، والعهد جلب لنا الكوارث».

 

وأضاف في حديثٍ الى قناة «المملكة» الأردنية أنَّ «باسيل هو القوة الأكبر الرديفة لرئيس الجمهورية، وهو يُمسك بوزارات أساسية منها وزارة الطاقة، ومن يُمسك بهذه الوزارة يُمسك بملف الغاز والطاقة». وتابع: «باسيل يقول أنا موجود ولن يكون ثمّة أي إصلاح أو انتخاب رئيس من دوني، وأنا بدوري لست مستعداً لتضييع الوقت مع هذه الحالات العبثية».

 

ولفت جنبلاط الى أنه «ما من أحد ترشح لرئاسة الجمهورية، وكل منهم ينتظر إشارة خضراء أو صفراء من سفارة أو من جهة أخرى. وما من أحد منهم تقدم ببرنامج ونحن نريد رئيسًا يملك برنامجاً واضحاً، أما الآخرون فلينتظروا على أبواب السفارات فهذا شأنهم». وأكّد أنَّ «كتلة «اللقاء الديمقراطي» ستصوّت على رئيس جمهورية يملك برنامجا سياسيا واضحًا». وشدّد على انَّ «رئيس الجمهورية المقبل، عليه وضع برنامج مع «حزب الله» لاستيعاب سلاحه ضمن منظومة دفاعية».

 

واعلن: «سألتقي مع مسؤولين من «حزب الله» هذا الأسبوع لتذليل بعض العقبات في شأن الكهرباء وإنشاء شركة نفطية لبنانية». ودعا إلى «إنشاء شركة وطنية للنفط لاستخراج «الثروات» لجميع اللبنانيين، بحيث لا تكون ملكاً لشخص يمثّل شركة نفط هنا وشخصاً آخر من هناك». وشدّد على أنه «إذا توحّدت الغالبية الجديدة مع التغييريين، نستطيع وضع برنامج اقتصادي اجتماعي بالحد الأدنى، أما إذا غنّى كلّ على ليلاه واعتبر نفسه وصياً على الجمهورية والرئاسة، فعلى الدنيا السلام، وعندها سينتصر محور الممانعة».

 

***********************************

افتتاحية صحيفة اللواء  

هوكشتاين في تل أبيب لـ«تهدئة بحرية».. وبوادر أزمة بين بعبدا ودمشق!

عون لم يوقع قانون السرية المصرفية.. ولقاء «مناقيش» لـ16 نائباً تغييرياً في المجلس

 

غداً أول يوم عمل، بعد اضراب المصارف ليوم واحد امس الإثنين، والعطلة الرسمية في ذكرى كربلاء، حيث من الممكن ان تتولد مواقف جديدة للقوى المحلية، ذات التأثير، وسط معلومات جرى تداولها مساء امس من ان الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية يجري محادثات في تل أبيب، بعد وقف النار بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة «الجهاد الاسلامي» مع التأكيد على أن الولايات المتحدة والدول الاوروبية ليست بوارد الذهاب الى تصعيد عسكري في مياه الابيض المتوسط او البلدان التي تقع ناحية الحوض الشرقي، مع معلومات دبلوماسية أشارت الى ان المسودة الأوروبية الأخيرة للملف النووي الايراني انتقلت الى العواصم للتدقيق فيها، قبل قرار الحسم ايجاباً او سلباً قبل الـ25 من الشهر الجاري.

 

واستبعدت مصادر سياسية ان تؤدي الاعتداءات الإسرائيلية الاخيرة على مدينة غزة الفلسطينية، الى تعطيل مهمة الوسيط الاميريكي لحل الخلاف على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، اموس هوكشتاين جزئيا اوكليا، او حتى تأخير اتمام مهمته الى وقت غير معلوم وقالت:ان تسخين الوضع العسكري في غزة ارخى بأجواء سلبية على الوضع العام بالمنطقة كلها،ولكن سرعة التوصل لوقف اطلاق النار وتطويق ذيول التصعيد العسكري، من جانب الجهتين،اظهر بوضوح عدم وجود نوايا وتوجهات مبيتة لتوسيع المواجهة العسكرية الى خارج حدود القطاع، ما يعني حصر نطاق ماحصل في حدود ضيقة، ومنع تفاعله نحو الأسوأ، وهذا ينطبق على التقليل من تداعيات ما حصل على موضوع ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، الى أقصى حد ممكن، وعدم تأثر مهمة الوسيط الاميركي بأي انعكاسات سلبية، مهما كانت.

واشارت المصادر إلى ان كل الاطراف تولي اهمية، لاستكمال مهمة هوكشتاين باسرع وقت ممكن، نظرا للفائدة المرتقبة لكل الدول المعنية جراء تسارع الخطى باتمام الاتفاق ومباشرة عمليات التنقيب واستخراج الثروة النفطية، بالرغم من محاذير ومطبات وتعقيدات الوضع القائم، وتوقعت ان يقوم بزيارة لبنان في أواخر الشهر الحالي بعد زيارة يقوم بها الى إسرائيل قبل ذلك، ما يعني على ان مهمته مستمرة حتى النهاية، وان هناك حرصا واضحا من كل الدول المعنية، على تسريع الخطى لإنجاز مهمته بسرعة ايضا.

رسمياً، لم يعرف الاعتبار الذي حال دون توقيع الرئيس ميشال عون قانون تعديل السرية المصرفية، الذي يشكل مطلباً عونياً، وشرطاً من شروط صندوق النقد الدولي لابرام اتفاق اقراض للبنان للخروج من ازمته.

وتناهى اعلامياً، ان عدم التوقيع يرتبط بعدم اشتمال القانون اي «مفعول رجعي» ولم يعرف ما هو المقصود بهذه العبارة..

وكان الرئيس عون وقع امس تسعة قوانين اقرها المجلس مؤخراً بينها القانون الرامي الى فتح اعتماد اضافي في باب احتياطي الموازنة لعام 2022 بقيمة 10٫000 مليار ليرة لبنانية منه 7400 مليار لاحتياطي تغذية مختلف بنود الموازنة و2600 مليار لاحتياطي القطارات للعام 2022.

وفي انتظار عودة الوسيط الاميركي اموس هوكستين الى بيروت، بعدما ذكر إعلام اسرائيلي انه موجود في تل ابيب، استقبل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب في مكتبه في المجلس النيابي، سفير قطر في لبنان ابراهيم بن عبد العزيز السهلاوي وبحث معه في موضوع ترسيم الحدود البحرية والتطورات الاقليمية.

اجتماع نيابي

وعلى صعيد متابعة الاستحقاقات التشريعية والانتخابية المرتقبة، اجتمع 16 نائباً من المستقلين والتغييريين و«الكتائب» للمرة الأولى في مجلس النواب لمحاولة تقريب وجهات النظر في ما بينهم.

وقال النائب مارك ضو لـ «اللواء»: انه لم تكن هناك دعوة من جهة محددة بل تداعى النواب بين بعضهم للإجتماع عبر اتصالات، وهدف الاجتماع مناقشة جدول أعمال الجلسات التشريعية وآلية التصويت على مشاريع القوانين ومواضيع أخرى مثل تقديم الاعتراضات والطعون الى المجلس الدستوري بطريقة موحدة.

وقالت مصادر اخرى: لا علاقة للإجتماع بموضوع الاستحقاق الرئاسي.

 

الا أن اوساط مراقبة قالت لـ«اللواء» أن الحركة البرلمانية أمس في مجلس النواب وعلى الرغم من أنها اندرجت في السياق التنسيقي إلا أنها قد تؤسس لتحرك في الأستحقاق الرئاسي في المرحلة المقبلة، واكدت أنه ما لم تنضم القوى السيادية الأخرى في مكان ما فإن التحرك قد يبقى متواضعا ، لكنها رأت في الوقت نفسه أنه من الصعوبة بمكان قيام تنسيق بين الجميع وفق ما يعبر النواب المستقلون أنفسهم.

إلى ذلك، أوضحت الأوساط نفسها أن المواقف بدأت تصدر تباعا في ملف الإنتخابات الرئاسية ومواصفات الرئيس المقبل وتشديد البعض على مهمة الرئيس الأنقاذي، داعية إلى رصد المواقف الأخرى من مختلف الأفرقاء حول هذا الموضوع ومواضيع أخرى تحمل صفة الأستعجال.

وحضر الاجتماع النواب: سامي الجميّل، نديم الجميّل، الياس حنكش، نعمت افرام، أديب عبد المسيح، ميشال معوّض، أشرف ريفي، فؤاد مخزومي، الياس جرادة، ياسين ياسين، ملحم خلف، مارك ضو، وضاح الصادق، رامي فنج، جميل عبود ونجاة صليبا.

ولم يحضر نصف النواب المستقلين والتغييريين ولا نواب صيدا وجزين الثلاثة هذا اللقاء التشاوري، علماً أن دعوة وجهت إليهم للحضور لكن النواب الدكتور عبد الرحمن البزري وشربل مسعد والدكتور غسان سكاف لم يناسبهم الوقت.كما لم يحضر اي نائب من كتلة «القوات اللبنانية» لعدم دعوتهم للإجتماع.

وغرّد افرام عقب اللقاء كاتباً :تداعينا كنواب لإجتماع تنسيقي يكون نواة للوصول الى مساحة مشتركة في العمل التشريعي، ونتوصّل من خلاله الى طريقة عمل بنّاءة تتوسّع لتضمّ عدداً أكبر من النواب، نخوض بها الاستحقاقات القادمة في موقف منسّق ومتوافق عليه، لنكون على قدر آمال الناس في خلق نمط تغييري داخل المجلس النيابي.

وأعلن النائب ميشال معوض ان اللقاء التنسيقي بين عدد من الكتل السيادية والتغييرية هو لتعزيز العمل المشترك. انها خطوة مهمة على طريق توحيد المواقف.

وفي جانب آخر،عقد النائبان نجاة عون صليبا وملحم خلف مؤتمرا صحافياً في مجلس النواب، تناولا فيه الحريق المندلع في اهراءات القمح في مرفأ بيروت منذ قرابة شهر، وأخطار «التعرض الطويل للجسيمات الدقيقة والمواد المسرطنة المنبعثة من احتراق طويل الأمد للحبوب في صوامع المرفأ». وطالبا الوزراء المعنيين بوضع خطة لمعالجة المشكلة.

جعجع والاشتباك مع التيار

سياسياً، بدا التيار الوطني الحر اقرب الى تجديد الاشتباك مع «القوات اللبنانية» على خلفية تزعم رئيسها سمير جعجع لجبهة المعارضة لمحور حزب الله او محور الـ61 نائباً الممسكين بالسلطة، بمن فيهم «المردة» وحركة «أمل» والتيار الوطني الحر.

ويأتي التوجس العوني المفتوح على اشتباك، بالتزامن مع محاولة جعجع توحيد القوى المعارضة للعهد ولمحور الممانعة حول موقف من استحقاق رئاسة الجمهورية وتسمية مرشح للرئاسة، ويبدو انه حتى اللحظة لم يتوصل الى تفاهم مع اي مكوّن منها. وتردد في اكثرمن دائرة سياسية واعلامية متابعة، ان اياً من هذه القوى كحزب الكتائب والنواب التغييرين والمستقلين لم يتجاوب مع طروحات جعجع، ولا يحبّذ التعاون معه لأسباب كثيرة منها انه يريد ان يفرض موقفه ورأيه في اختيار المرشح الذي يريد للرئاسة، عدا الخلافات السياسية القديمة والجديدة بينهم وبينه.

وقد قال جعجع امس، خلال مشاركته وعقيلته النائب ستريدا جعجع في لقاء نظّمه مركز «القوّات اللبنانيّة» في حدث الجبّة: نحن اليوم أمام استحقاق انتخابات رئاسة الجمهوريّة وأي خطة إنقاذ في لبنان عليها أن تبدأ برئيس جمهوريّة «متل الخلق». والنواب الـ67، أي التغييريين، والجدد، نواب أحزاب المعارضة إن كانوا «قوات لبنانيّة» أو «حزب اشتراكي» أو «كتائب لبنانيّة» أو «أحرار» أو غيرها من الأحزاب، مدعوون إلى تكثيف اتصالاتهم في ما بينهم، وهذا ما نحن في صدده حالياً، من أجل أن يتمكنوا في أول محطّة عمليّة مطروحة أمامهم، وهي انتخابات رئاسة الجمهوريّة، من تحقيق التغيير لتكون محطّة ناجحة وليس كسابقاتها التي من الممكن أن تكون قد أتت في وقت سريع وقريب جداً اذا لم يتمكن أفرقاء المعارضة من التنسيق في ما بينهم.

جنبلاط: خلط أوراق

وفي مواقف من شأنها أن تعيد خلط الأوراق والحسابات، اعتبر رئيس ​الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق​ ​وليد جنبلاط​، أنّ «العهد فاشل حاقد يريد تصفية جميع الخصوم، ولبنان بلد متعدد لا بد من إحترام التنوع والعهد جلب لنا الكوارث»، لافتًا إلى أنّ رئيس «​التيار الوطني الحر​« النائب ​جبران باسيل​، «هو القوة الأكبر الرديفة لرئيس الجمهورية ​ميشال عون​، وهو يُمسك بوزارات أساسية منها وزارة الطاقة، ومن يُمسك بهذه الوزارة يُمسك بملف الغاز والطاقة».

وأشار، في تصريح عبر قناة «المملكة» الأردنية، إلى أنه «على رئيس الجمهورية أن يتمتع بالحد الأدنى من النظرة الإصلاحية ولتصوّت كل كتلة نيابية حسب قناعاتها»، مؤكدًا أنّ «ثمة محاور عديدة في لبنان وثمّة كتل نيابية معروفة وربما تستطيع الكتل التي تسمّي نفسها بالسيادية أن تجتمع وكذلك الأمر بالنسبة للنواب المستقلين».

وذكر جنبلاط، «أنني لا أوافق على كلمة حياد، واخترعنا النأي بالنفس عندما طلبنا من ​حزب الله​ عدم التدخل بسوريا فتدخل وفشلنا، لكن أن نكون على حياد والعدو الإسرائيلي على الأبواب فهذه هرطقة سياسية»، مشيرًا إلى أنه «لا بد من الحوار مع حزب الله وغيره، أما أن يقف أحدهم في الداخل ويتفلسف بالقرارات الدولية فنسأله أين القرار 424 وفلسطين؟ لقد ذهبت فلسطين».

وأعلن جنبلاط، «أنني طلبت لقاء ممثّلين عن حزب الله وسألتقي بهم هذا الأسبوع من أجل التباحث بقضايا لا علاقة لها بالقضايا الشائكة الكبرى بل لتذليل بعض العقبات حول موضوع الكهرباء والشركة السيادية للنفط»، أما عن تحقيقات ​انفجار مرفأ بيروت​، فاعتبر أنّ «تعطّل التحقيق لأسباب سياسية وكنت أول المطالبين بالتحقيق الدولي، لكن هذا الأمر رُفض حينها ولم أفقد الأمل بالوصول إلى الحقيقة ولن أفقده»، معتبرًا أنّ «استقلال القضاء عن تدخل السياسيين من الإصلاحات الأساسية المطلوبة».

وأشار، إلى أن لبنان القديم الذي يتمسك به البعض وهو مذهبي وطائفي؛ معتقدا أنه انتهى وهو على مشارف الهاوية. وبيّن جنبلاط، أن أغلب اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر، ويردون مطالب أساسية مثل «كهرباء، ومياه للعيش الكريم».

ملف النازحين

في الواجهة

عاد ملف النازحين السوريين الى واجهة البحث مجدداً، حيث استقبل الرئيس ميشال عون وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب ووزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار، وعرض معهما التطورات المتعلقة بملف النازحين السوريين في لبنان.

وقال حجار بعد اللقاء: توافقنا مع الرئيس على نقاط كثيرة على صلة بخطة عودتهم، وقد نسقنا المواقف على امل ان نعقد الأسبوع المقبل بعض اللقاءات لإنهاء المرحلة الأساسية من التوافق على المرحلة الأساس في خطة العودة.

وحول العلاقة مع سوريا، قال: ان التواصل لم ينقطع، وليس من الضرورة الإعلان عنه كلما حصل. فسوريا دولة شقيقة وقريبة الى لبنان ولديها مليون ونصف المليون نازح فيه، ولدينا سفارة وتربطنا بها علاقات يومية، ولم ينقطع التواصل او العلاقات يوما بين البلدين على الاطلاق.

ومن جهته قال وزير شؤون المهجرين عصام شرف الدين لـ «اللواء»: ان زيارته الى سوريا قريبة جداً، انا على تنسيق مع الجهات السوريا المعنية بالملف.

وكان الوزير بو حبيب قد قال امس الاول لصحيفة «الانباء» الكويتية عن عودة النازحين السوريين: إن بلادهم لن تطلبهم. وسأل: هل تطلب الدول من مواطنيها العودة إليها حين يرفدون الاقتصاد بالعملة الصعبة؟ هؤلاء يرسلون أموالاً إلى بلدهم. وهذا ما يفعله النازحون السوريون في الأردن وتركيا ولبنان. هؤلاء اللاجئون السوريون لا يتركون أهلهم وحدهم في سوريا هم أيضا يرسلون الأموال إليهم. لذلك وجودهم في الخارج يساعد النظام.

ولدى سؤال الوزير بوحبيب عما يمنع الذهاب إلى دمشق لبحث قضية النازحين؟ أجاب: كما يقولون تستطيع أن تهاتفني أو أهاتفك والزيارات كذلك. نحن كنا في ايلول الماضي في وزارة جديدة. من دون شك أرسل إلي وزير خارجية سوريا فيصل المقداد «مكتوب حلو» لكن كان بمقدوره أن يزورنا كما زارنا وزيرا خارجيتي الأردن وقبرص. نحن نرحب بزيارته إلى لبنان في أي وقت، وفي هذا الأمر هناك بروتوكولات «أهلا وسهلا فيه في أي وقت» للبحث بأمر اللاجئين وغير ذلك من القضايا العالقة. هم وضعوا تسهيلات كثيرة لعودتهم لكنهم لن يعودوا لأنهم يتلقون مساعدات مالية من منظمات دولية، بالإضافة الى انهم يعملون في لبنان. النازحون مصدر عملة صعبة لسوريا. والأوروبيون يشددون على ان عودة اللاجئين مرتبطة بتغيير ما في سوريا ونحن نقول لهم انتم المسؤولون عنهم.

وقد اوضح الوزير حجار هذا الالتباس في الموقف لا سيما بعد تعقيب السفير السوري علي عبد الكريم على كلام بو حبيب، فقال: ان السفير السوري لم ينتقد، بل أوضح الكلام الذي ادلى به وزير الخارجية لأحدى الصحف، والتوضيح هو عملية طبيعية. فمن المؤكد ان هناك مواقف، تكون أحيانا متناقضة وأحيانا أخرى متكاملة. وقد ابدى وزير الخارجية رأيه بنقطة معينة، فحاول السفير السوري إيضاح الامر. ان هذه المواضيع طبيعية وبسيطة لكن لا علاقة لها بعدم موافقة الدولة السوريا على عودة النازحين.

وكان السفير عبد الكريم استغرب كلام بوحبيب، لافتاً ان السوريين في لبنان او غيره لا يستطيعون ارسال العملة الصعبة.

إضراب المصارف والرواتب

من جهة ثانية، أقفلت المصارف أبوابها امس، التزاماً بقرار جمعية مصارف لبنان تنفيذ إضراب تحذيري «ليكون دعوة للجميع إلى التعامل بجدية ومسؤولية مع الأوضاع الراهنة بهدف السير نحو التعافي الحقيقي»، على أن «يُترك للجمعية العمومية التي ستنعقد غداً الأربعاء أن تقرّر الخطوات التي تراها مناسبة حفاظاً على مصالحها ومصالح أصحاب الحقوق المرتبطين بها، من موظفين ومودِعين ومساهِمين وسواهم، ويكون الأربعاء يوم عمل عادياً في القطاع المصرفي».

ومع ذلك أعلن وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل، أن الوزارة أنجزت عملية تحويل رواتب المتقاعدين والتي يستفيد منها قرابة المئة وعشرة آلاف متقاعد.

يذكر أن المساعدة الاجتماعية الخاصة بهؤلاء كان قد تم تحويلها في وقت سابق.

وفي السياق المالي، صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي بيان جاء فيه: إن ما يردده بعض الاعلام من كلام منسوب زوراً الى رئيس الحكومة عن وصول سعر صرف الدولار الى ٦٠ الف ليرة، كذب وتضليل ويندرج في سياق الحملات المعروفة الاهداف.

اضراب القطاع العام

ومع ذلك لم يترنح اضراب القطاع العام، واستمر الشلل في ادارات الدولة، على وقع وعود او تسريبات بإعادة النظر بالرواتب في اول فرصة ممكنة بعد اقرار موازنة العام 2022، والتحضير لموازنة 2023، حيث سيتم الاتفاق على سعر صرف جديد للدولار في المعاملات لا يتجاوز الـ12000 ليرة لبنانية، وفقاً لما كشف المستشار الاقتصادي للرئيس ميقاتي الوزير السابق شربل نحاس.

واعلنت «هيئة ادارة السير» العودة الى العمل تدريجياً بدءاً من يوم غد، بعد ان «لمسنا الايجابية بالتعاطي من قبل وزارة المالية من خلال العمل على استصدار مرسوم لاعطاء «الهيئة» سلفة خزينة لكي تتمكن من دفع المساعدة الاجتماعية للمستخدمين لغاية آخر حزيران 2022، وتعديل بدلات النقل على حد تعبير بيان الهيئة».

أين الموازنة والكابيتال كونترول؟

وعلى صعيد عمل لجنة المال والموازنة في دراسة مشروع موزانة العام 2022، قالت مصادر نيابية متابعة لـ «اللواء»: ان بحث المشروع وإقراره قد يستغر طيلة شهر آب لحين الاتفاق على الامور العالقة مثل توحيد سعر الصرف والدولار الجمركي. اما مشروع الكابيتال كونترول فيعمل عليه نائب رئيس المجلس الياس بو صعب، وهو بصدد تحويله الى اللجان المشتركة لدراسته واقراره. وسيكون مشروع الموازنة ومشروع الكابيتال كونترول على جدول اعمال جلستين تشريعيتين لمجلس النواب قبل انتخاب رئيس الجمهورية في تشرين الاول المقبل.

1850 اصابة

صحياً، سجلت وزارة الصحة 1850 اصابة بفايروس كورونا وحالتي وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي الى 1188468 اصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

 

*****************************

افتتاحية صحيفة الديار

«شلل» سياسي يُعمّق الأزمات وانتظار «ثقيل» لعودة هوكشتاين بالأجوبة الى بيروت

 مُناورات «إسرائيلية» جديدة لمقايضة الهدوء الدائم «بالترسيم»: الاقتراح «ولد ميتاً»

 إستياء سوري من وزير الخارجية في ملف اللجوء..المصارف تعود وتلوّح بالتصعيد! – ابراهيم ناصرالدين

 

يعيش لبنان حالة من «الشلل» السياسي على وقع انتظار مقلق لتطورات المنطقة المتلاحقة، وذلك دون ان تبدو في الافق اي مؤشرات على حلول جدية لأزماته المستعصية اقتصاديا وسياسيا، فيما يبقى الاستقرار الامني النسبي محور توافق داخلي وخارجي افضى الى حالة الامن الممسوك السائدة في البلاد على الرغم من تزاحم الملفات الشائكة بدءا من الانهيار الاجتماعي المتمادي مرورا بحالة الاستعصاء الحكومية ووصولا الى الفراغ الرئاسي المرتقب. تداعيات العدوان على غزة مع تباين القراءات لما انتهى اليه من نتائج، تلقي بظلالها على الساحة اللبنانية التي تعيش ترقبا لما سيحمله «الوسيط» الاميركي عاموس هوكشتاين الى بيروت وسط تسريبات اعلامية اسرائيلية عن وجوده في تل ابيب، يضاف اليها حديث مصادر دبلوماسية عن محاولات اسرائيلية لتوسيع اطار التسوية على ملف الترسيم البحري، ليشمل هدنة طويلة الامد مع حزب الله، وهو طرح «ولد ميتا» بحسب معلومات «الديار» وذلك على وقع محاولات تمديد المهل الى ما بعد ايلول. كل هذا يجري على وقع استعصاء ملف عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم في ظل تعقيدات لن يكون من السهل تجاوزها، وسط استياء سوري مستجد من تصريحات وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الذي المح ان النظام لا يريد اعادتهم. وتبقى «العين» على طهران حيث تجري قراءة «النص النهائي» الذي نقله الاتحاد الأوروبي لإعادة احياء الاتفاق النووي الايراني حيث تجري دراسة شاملة على البنود التي لن يعاد التفاوض عليها بحسب المصادر الاوروبية، ما يعني ان ساعات حاسمة تنتظر هذا الملف الذي سيكون له تداعيات كبيرة على المنطقة ولبنان سواء تم التوصل الى اتفاق او في حال الفشل.!

«الترسيم» والتوتر القادم

 

على خط «الترسيم» كشف الاعلام الاسرائيلي أنّ «الوسيط» الأميركي عاموس هوكشتاين، موجود في اسرائيل وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فان إسرائيل تقف أمام سلسلة تحديات أبرزها تجدد المحادثات النووية والمفاوضات على خط الحدود البحرية في لبنان، لافتةً إلى أنّ تلك الأمور سوف ترفع مستوى التوتر، ولذلك توقعت ان تكون الفترة المقبلة حساسة جدا..

مناورة جديدة؟

 

وبعد رفض لبنان التنازل عن جزء من البلوك الـ8 شمالي الخط الـ23، في مقابل تنازل إسرائيل عن حقل قانا للغاز، لفتت مصادر دبلوماسية غربية الى ان اسرائيل عرضت حصول تفاهمات على مقايضة يدخل في اطارها ملف «الترسيم» مقابل حصول تهدئة طويلة الامد مع حزب الله، وهو امر رفض الجانب اللبناني مناقشته بعدما تبلغ من الحزب رفضا قطعيا لاي نقاش في اي عرض يتجاوز حصول لبنان على حقوقه الغازية والنفطية.ووفقا لتلك الاوساط يحاول الاسرائيليون من خلال «المناورة الجديدة» الخروج باتفاق يحفظ لهم «ماء الوجه» وسط الحديث عن تنازلات «مؤلمة» يصعب «هضمها» بسهولة في الداخل الاسرائيلي. واكد موقع «القناة 14» ان المعلومات تشير الى احتمال التوصل إلى تسوية دائمة بشأن الخلافات الحدودية البحرية، ونقل عن مسؤولين اسرائيليين قولهم أنّه ستكون هناك تنازلات مؤلمة، تحديداً في تفاصيل الاتفاق.

«الاقتراح ولد ميتا»

 

في المقابل يصر حزب الله على عدم منح اسرائيل اي مكسب معنوي او سياسي وطبعا ليس عسكريا او امنيا. ولهذا ولد الاقتراح» «ميتا»، والان ينتظر اللبنانيون عودة هوكشتاين الى بيروت «ليبنى على الشيء مقتضاه». خصوصا ان التوقعات تشير الى انه سيحمل معه موافقة اسرائيلية لاستئناف المفاوضات غير المباشرة في الناقورة وهذا يعني ان اسرائيل قد وافقت على المقترحات اللبنانية حيث يفترض من الوفدين التقنيين وضع اللمسات الاخيرة عليها.ووفقا للمعلومات تم ابلاغ هوكشتاين ان لبنان غير معني بالوضع الداخلي في إسرائيل فالانتخابات المبكرة التي ستجري قريباً، لا تعنيه واي محاولة لتاجيل التسوية الى ما بعد الاستحقاق يحمل مخاطر كبيرة خصوصا اذا اصرت اسرائيل على التنقيب في «كاريش». وفي سياق متصل ولافت استقبل نائب رئيس مجلس النواب  الياس بوصعب في مكتبه في المجلس النيابي ، سفير قطر في لبنان ابراهيم بن عبد العزيز السهلاوي وبحث معه في موضوع ترسيم الحدود البحرية والتطورات الاقليمية

تحرك غربي»لضبط النفس»

 

ووفقا للمعلومات لا يرغب الاميركيون ايضا ربط الملف باي موضوع آخر نتيجة القلق من انهيار المحادثات في توقيت شديد الحساسية حيث يتم السعي الى تسوية في الملف الايراني، ولا ترغب واشنطن بتدهور عسكري يدخل المنطقة في المجهول، وما حصل من «بروفة» في غزة يزيد بواعث القلق من دخول المنطقة بصراع مفتوح متعدد الجبهات، ولهذا حرص الاميركيون على دعم الجهد المصري لانهاء المواجهة في القطاع. وفي هذا السياق، عمل عدد من السفراء الأجانب المعتمدين لدى لبنان وفي مقدمتهم السفيرة الاميركية دوروثي شيا، والفرنسية آن غريو، على تكثيف اتصالاتهم مع عدة اطراف لبنانية رسمية وغير رسمية لضمان بقاء الجبهة اللبنانية خارج التصعيد، وعمل هؤلاء على تاكيد ضرورة «ضبط النفس» وعدم التورط في المواجهة خصوصا ان استهداف «الجهاد الاسلامي» وغياب حركة حماس عن خوض المعركة دفع العديد من الدبلوماسيين الى القلق من تدخل حزب الله لحماية الحركة التي تتعرض لعملية استفراد غير مسبوقة، مع العلم ان المنظمة تعتبر الاقرب الى طهران على الساحة الفلسطينية.ووفقا للمعلومات «تنفس» الجميع «الصعداء» بعد التوصل الى اتفاق على وقف الحرب الاسرائيلية على غزة بعدما لمسوا ان حلفاء «الجهاد» لن يسمحوا لاسرائيل بتعديل «قواعد اللعبة» في المنطقة.

مراوحة في ملف اللجوء

 

في هذا الوقت يبقى ملف عودة النازحين السوريين الى بلادهم يدور في «حلقة مفرغة» في ظل تخبط لبناني في ادارة هذا الملف خصوصا ان الحكومة لم تتحرك جديا حتى الان باتجاه النظام السوري، فيما لاقت تصريحات وزير الخارجية عبدالله بوحبيب حول عدم رغبة دمشق في استعادتهم، الكثير من علامات الاستفهام حول خلفيات هذا التصريح الذي قد يعقد الامور مع دمشق التي ابدت انفتاحا لمقاربة الملف وتسهيل العودة. وفي هذا السياق، بحث الرئيس ميشال عون مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب ووزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار، وعرض معهما التطورات المتعلقة بالملف. وقال حجار بعد اللقاء، «تم التوافق مع الرئيس عون على نقاط عدة على صلة بخطة عودة النازحين السوريين الى بلادهم والتواصل مع سوريا قائم ولم ينقطع يوما».

«انزعاج» سوري؟

 

في المقابل اثيرت خلال اللقاء خلفيات قول بوحبيب  في تصريحات اعلامية ان «بلادهم لن تطلبهم». متسائلا «هل تطلب الدول من مواطنيها العودة إليها حين يرفدون الاقتصاد بالعملة الصعبة؟ هؤلاء يرسلون أموالا إلى بلدهم. وهذا ما يفعله النازحون السوريون في الأردن وتركيا ولبنان. هؤلاء اللاجئون السوريون لا يتركون أهلهم وحدهم في سوريا هم أيضا يرسلون الأموال إليهم. لذلك وجودهم في الخارج يساعد النظام». وعلم في هذا السياق، ان تصريحات بوحبيب اثارت انزعاجا في دمشق التي عبرت عن «استياء» شديد ازاء هذه المقاربة غير الواقعية خصوصا انها ابدت كامل الاستعداد للتعاون، وتم ابلاغ الامر الى الجهات اللبنانية المعنية عن طريق المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي لم يكن مرتاحا ايضا لتصريحات وزير الخارجية. وقد طلب الرئيس عون من بوحبيب تقديم التوضيحات اللازمة التي تهدف الى عدم توتير العلاقة مع الجانب السوري الذي لم يتعامل بسلبية حتى الان مع الملف، فيما لفت وزير الخارجية الى انه كان يقدم توصيفا للاوضاع ولم يقصد اتهام احد..!

 لا «حياة لمن تنادي» رئاسيا

 

في هذه الوقت، وفيما استسلم الجميع امام استحالة تشكيل حكومة جديدة، وفي غياب الاهتمام الدولي بانتخاب رئيس جديد لا يزال الملف الرئاسي يدور في اطارعمليات «جس النبض» حيث لا يستعجل اي من الاطراف «حرق اوراقه» قبل دخول الاستحقاق مواعيد الحسم الجدية. وفي هذا الاطار يواصل رئيس حزب القوّات اللبنانيّة، سمير جعجع محاولاته لتوحيد موقف «خصوم» حزب الله من هذا الاستحقاق، ووجه مجددا نداءً إلى من اعتبرهم نواباً في «صفوف المعارضة» من أجل تكثيف الاتّصالات بهدف الاتفاق على تسمية مرشح واحد لرئاسة الجمهورية. وقد وصفت مصادر مطلعة محاولات «معراب» بالفاشلة حتى الان لانه لا «حياة لمن تنادي»، فحتى الان لا تزال محاولات التواصل خجولة والاحتمالات غير مشجعة لحصول اتفاق بين قوى لا يجمعها سوى الخصومة مع الطرف الآخر، بينما تخوض في ما بينها «حروبا صغيرة» تتصل «بزواريب ضيقة» لا تسمح لها بخوض معركة استراتيجية على مستوى الرئاسيات. وكان جعجع قد اكد خلال مشاركته في لقاء نظّمه مركز القوات اللبنانية في حدث الجبّة، إنّه يجب «أنّ ندرك أن هناك ثابتة وحيدة في انتخابات رئاسة الجمهوريّة، وهي أن نتفق على مرشّح واحد لكي نتمكن من إيصاله إلى سدة الرئاسة، وكل ما تبقّى متغيّر وقابل للأخذ والرد، لافتاً الى أن الأمر يتوقف عند حسن نيّة ورؤية جميع نواب المعارضة ال67واعتبر جعجع أن مجلس النواب اليوم شقّان، الأول مع «محور الممانعة» أي السلطة الموجودة وهو كناية عن 61 نائباً، وهؤلاء معروف أمرهم وقد أعطوا أحسن ما يمكنهم إعطاؤه وهو الوضع الحالي الذي نعيشه اليوم، وهناك الشقّ الثاني المكوّن من النواب الـ67 الآخرين.

خلافات عميقة

 

وللدلالة على الاختلافات العميقة في اجندات المعارضة ، لم يحضر الى الاجتماع التنسيقي في ساحة النجمة الا 16 نائبًا «مستقلا»، فيما غاب ما يوازي عدد الحاضرين وفي مقدمتهم سبعة من النواب «التغييريين» وكذلك نواب صيدا علماً أن الدعوة وجهت إليهم للحضور». وقد برر الغائبون غيابهم بالاعتراض على عدم وجود جدول اعمال واضح لرفع مستوى التنسيق بين النواب وعدم وجود رؤية واضحة للتعاون المشترك. وفيما هدف الاجتماع الى مناقشة جدول أعمال الجلسات وآلية التصويت على مشاريع القوانين ومواضيع أخرى، غاب عنه بشكل لافت الاستحقاق الرئاسي الذي لم يطرح من قريب او بعيد.

«الكباش» المصرفي- القضائي

 

في غضون ذلك تعود المصارف الى العمل يوم غد الاربعاء بعد اضراب تحذيري ليوم واحد وتغيب اليوم عن العمل بسبب عطلة «عاشوراء» وسط مخاوف جدية من نجاح القطاع المصرفي «بشل» عمل القضاء الذي بات اسير التدخلات السياسية وضغط «لوبي» حزب المصارف وجمعيته التي تهدد باضراب مفتوح في حال تعرض احد فروعها او مدراءها لملاحقة تعتبرها «تعسفية». وقد جرى عشية اجتماع جمعية المصارف الاربعاء عقد اجتماع تقييمي بالامس حيث جرى نقاش نتائج الاضراب،كما تم مناقشة الازمة مع القضاء، وجرى التاكيد مجددا بحسب مصادر مصرفية على رفض تحميل المصارف وحدها الخسائر حيث تم تقييم قانون الكابيتال كونترول الموجود في مجلس النواب والذي لا يعرف حتى الان لماذا لم يقر؟.

احتمالات التصعيد

 

ووفقا لتلك الاوساط فان ثمة اتفاق على التصعيد اذا تم اتخاذ اي اجراء بحق اي مصرف او كبار موظفيه، وقد تم تجديد رفض خطة هيكلة المصارف، والاعتراض قائم على عدد المصارف التي يجب ان تبقى في السوق، كما ان المشكلة الكبرى تبقى ان ملاحظات المصارف على خطة التعافي لم تاخذ في الحسبان. وقد لفتت المصادر الى انه لم يعد مقبولاً الاستمرار في محاولات التعدّي على القطاع المصرفي وأركانه بطريقة بوليسيّة والاتجاه إلى الدعوة الى «إنشاء محكمة قضائية تختص بالقضايا المصرفية والمالية كما هو معمول في عدد من الدول، شبيهة بـ»محكمة المطبوعات» ، أو مجلس عدلي يختص بالملفات المصرفية والمالية.. وتكونان على بيِّنة بتفاصيل الأمور المصرفية والمالية في البلد وتطوراتها التقنية، للبتّ بمثل هذه الملفات بدراية وواقعيّة.

«شل» القضاء؟

 

في المقابل تشير مصادر قضائية الى ان القضاء غير معني بالاضراب وليس صحيحا ما يروج له انه هناك استهداف للمصارف بل كما يحصل مجرد نظر بالدعاوى المطروحة امامه. وكان «نادي قضاة لبنان» قد حذر من أن المحميات التي تلي أي قرار قضائي تؤدي إلى شل مرفق العدالة، منتقداً إضراب المصارف اعتراضاً على تدابير قضائية بحق مسؤولين مصرفيين الذي يهدف الى منع القضاء من القيام بدوره.

1600مليار لدعم الاستشفاء

 

صحيا، أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال، فراس الأبيض، أنّ وزارة الصحة ستستخدم الحصّة الوازنة من نقل احتياطي الموازنة، وهي حوالى 1600 مليار ليرة لبنانية في دعم الاستشفاء وملفّ الدواء، وخصوصاً في مراكز الرعاية وذلك لتامين اكبر عدد من الأدوية للأمراض المزمنة.وفي موضوع الأدوية، خصوصاً المستعصية والسرطانية، أعلن أنّ الوزارة تعمل على مشاريع المكننة، وأنّها خلال أسبوعين أو ثلاثة ستُدرّب المستشفيات والمراكز الصحية التي تشارك وزارة الصحة في تطبيق هذا الموضوع. وفي هذا السياق، أعلن الأبيض أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، قد وعد بزيادة الاعتمادات المالية لأدوية الأمراض السرطانية والأدوية المستعصية، وهناك أمور أخرى كمراكز الرعاية الأولية وسبل دعمها وبعض القوانين والقرارات التي نتساعد مع مجلس النواب لحلّ بعض السياسات المزمنة.

 

*****************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

جماعة عون تتفكك وباسيل يبعد جريصاتي

 

ما كان يتوقّع أحدٌ أن تتوتّر العلاقة بين الرئيس ميشال عون ومستشاره الأول الوزير السابق سليم جريصاتي. كان الأخير اليد اليمنى للرئيس التي استعان بها مراراً في سنوات الرئاسة لحلّ الأزمات والبحث عن مخارج قانونيّة، أو ابتكارها أحياناً. كان جريصاتي الرجل الخفيّ حيناً، والظاهر في غالبيّة الاجتماعات وحتى الكاثوليكي الوحيد الجالس على طاولة حوار جمعت زعماء الطوائف.

 

حصل ذلك كلّه لسببين: كفاءة المحامي المحنّك، وثقة الرئيس عون برجلٍ قدّم له خدمات كثيرة، سياسيّاً وشخصيّاً، فردّ له الجميل بمنحه حقيبة وزارة العدل، وهو أكثر من يعرف كواليس القضاء والقضاة، ومشاربهم السياسيّة والشخصيّة ومن يتأثّر بمن وبماذا.

 

ولكن، حصل ذلك كلّه أيضاً، من دون حماسة رئيس التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي لم يجمعه ودٌّ يوماً مع جريصاتي، وهو يعبّر عن ذلك في بعض مجالسه الخاصّة وينزعج من صيت وسلوك أحد المقرّبين من جريصاتي، علماً أنّه قَبِل بالأخير وزيراً على مضض. في المرة الأولى بسبب إصرار الرئيس لردّ الجميل، وفي المرة الثانية كسلاحٍ رئاسي في وجه الوزير المسمّى حينها من القوات اللبنانيّة كميل ابو سليمان، ليقارعه قانونيّاً ودستوريّاً على طاولة مجلس الوزراء.

 

وعلى بعد أقلّ من ثلاثة أشهر على انتهاء العهد، يبدو أنّ باسيل نجح في إبعاد رجلٍ آخر من محيط الرئيس عون، هو سليم جريصاتي الذي بدأ، منذ فترة، تهميش دوره الاستشاري والتنفيذي، وصولاً الى منعه من حضور أحد الاجتماعات التي كان حضوره طبيعيّاً فيها. مُنع من الدخول الى مكتب الرئيس، ففهم الرسالة، وغاب عن الحضور الى قصر بعبدا منذ أيّام.

 

ربما تكون علاقة جريصاتي بالرئيس عون انتهت هنا، وربما تكون غمامة صيف، ولكن الأرجح أنّها ليست كذلك، خصوصاً أنّ المستشار الأول غير موافق على الكثير من القرارات والخطوات الرئاسيّة التي يقف وراءها باسيل.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram