هل مشكلتنا فقط في اللاجئين السوريين؟

هل مشكلتنا فقط في اللاجئين السوريين؟

Whats up

Telegram

 

"النهار"-غسان حجار

سألتني قريبة آتية من أوستراليا لتمضية أسبوعين في ربوع لبنان بعد انقطاع ثلاث سنوات بسبب وباء كورونا، عن مدى ارتباط الأزمة الحالية باللاجئين السوريين، إذ إنها منذ وصولها، تتابع أخباراً، بعضها عنصري، تتعلق بضرورة إعادة السوريين الى بلادهم، لتخفيف وقع الأزمات على اللبنانيين.


وشرحت لها أن اللاجئين باتوا يضغطون على البنى التحتية، ويستهلكون ربع ما تبقّى من إنتاجٍ كهربائي، و40 في المئة من الطحين المعدّ للخبز، ويسبّبون زيادة في الضغط على شبكة الهاتف والانترنت ويرفعون نسبة التلوث، إضافة الى قيام بعضهم باعتداءات وإشكالات وصولاً الى الجرائم.


وما كدت أفرغ من تبريراتي لضرورة عودتهم سريعاً الى بلادهم، مؤكداً أن هذا حقهم الطبيعي أصلاً، وأن حاجة لبنان تقتصر على يد عاملة ولا يحتاج الى عائلات بكاملها، حتى عاجلتني بالأسئلة الآتية:

- هل أن رحيل اللاجئين اليوم قبل الغد، يوفر للبنانيين التيار الكهربائي 24 ساعة؟ وهل المشكلة في الضغط على الشبكة، أم في عدم وجود معامل للانتاج وبالتالي عدم توافر الطاقة؟


- وهل ان دفع السوريين للعودة الى بلادهم، يلغي مافيات الفيول والدواء، ويمنع الاصطفاف امام محطات الوقود، ويخفّض سعر البنزين والمازوت؟

- هل أن ترحيل السوريين اليوم قبل الغد، ينظف مجرى الليطاني ومجاري الأنهر، ويوفر للبنانيين مياه الشفة في بيوتهم، أم أن المشكلة هي في غياب خطط حقيقية لعدم هدر المياه في البحر والمحافظة على نظافة المياه الجوفية وغيرها؟


- هل أن عودة هؤلاء الى بلادهم، تجعل القمح متوافراً ويفيض الخبز بسعر مخفّض، أم ستبقى المشكلة قائمة مع تهريب الطحين من المافيات اللبنانية لبيعه ربما في سوريا؟

- وهل أن ترحيل السوريين فوراً، يعيد ودائع اللبنانيين المحجوزة، بل الضائعة ما بين المصارف ومصرف لبنان والدولة من دون تحديد المسؤولية؟

- وهل أن السوريين يفتعلون المشكلات اليومية ما بين العشائر والعائلات في بعلبك ويطلقون القذائف الصاروخية، وهل يحركون المشكلات في طرابلس، والمناوشات داخل المخيمات الفلسطينية؟


وأضافت: صحيح أن لوجود هذا العدد الكبير من السوريين على أرض لبنان تداعيات ولا بد من العمل على معالجتها، لكني أجد أن الطبقة السياسية اللبنانية الفاسدة، والتي لم تتمكن الانتخابات من إزاحتها، تعمد الى إثارة مشكلات الخبز والفيول والكهرباء، وأيضاً السوريين، لتبرئة نفسها، وإلهاء اللبنانيين بحياتهم اليومية، وهمومهم وقلقهم على غدهم، فلا يجدون الوقت للتفكير بما فعلته أيديهم في صناديق الاقتراع، ولا يجدون الوقت لتعليق المشانق، بل باتوا يصبّون جام غضبهم على لاجىء سوري ربما يفيدون منه ايضا في صرف الاموال التي يجنيها او في تشغيل مستشفيات وعيادات تعالج السوريين وتقبض بدلات بالدولار "الفريش" من مؤسسات الامم المتحدة.


أجبت: لا كلام، معك حق، نحن ضحية هذه الطبقة التي تواطأت مع النظام السوري سابقا لتثبيت بقائها، واليوم تفيد من اللاجىء السوري لحماية نفسها. 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram