افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاثنين 15 آب 2022

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاثنين 15 آب 2022

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء:

 

اليوم نهاية المهلة للجواب الأميركيّ والإيرانيّ على العرض الأوروبيّ… وعمليّة القدس تهزّ أمن الكيان
غارات إسرائيليّة على طرطوس من الأجواء اللبنانيّة… الدفاعات السوريّة تتصدّى وثلاثة شهداء
حزب الله: لا غاز للكيان دون الغاز للبنان… وصفي الدين: نملك خطة لتأمين الكهرباء 24 ساعة

 

يترقب العالم كله اليوم نتائج المبادرة الأوروبية للتوصل إلى اتفاق نهائيّ بين واشنطن وطهران حول البرنامج النووي الإيراني، كما صاغها مسؤول السياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، والتي تحدّد لها سقف لتلقي الجواب الأميركي والرد الإيراني ينتهي اليوم، ووفقاً لمصادر متابعة لمسار التفاوض وقضايا الخلاف ترتفع أسهم التفاؤل بالعودة الى فيينا، حيث تترقب كل من واشنطن وطهران الجهة المقابلة، فإن قبلت إحداهما النص بصيغته سوف تقبله الأخرى، وإن طلبت إحداهما بعض التوضيحات والنقاشات فسوف تطلب مثلها الأخرى. وهذا يعني أن النص يقع في منزلة القبول للفريقين، كل وفقاً لحساباته، حيث تخشى واشنطن مضي طهران في برامجها الخاصة بتخصيب اليورانيوم وتخزينه، بما يجعلها على عتبة الدول النووية العسكرية من حيث المقدرات والأهلية، بينما تجد إيران في الضمانات التي قدّمتها الصيغة الأوروبية استجابة لبعض أبرز مطالبها المتصلة بفرضية الانسحاب الأميركي من الاتفاق، من جهة، ومن جهة مقابلة يتيح لإيران شراكة مميزة في استثمار الفرصة التي توفرها أزمة الطاقة الأوروبية وسلم أسعار النفط والغاز المرافق.

إقليمياً ايضاً حدثان كبيران، واحد هزّ أمن الكيان عبر العملية النوعية التي نفذها مقاوم مقدّسي شاب في مدينة القدس ادت الى اصابة تسعة مستوطنين منهم ثلاثة أصيبوا بإصابات خطرة، وتأتي العملية في أعقاب حرب غزة وما رافقها من خسائر في صفوف المدنيين، وتجديداً لمعادلة الردع بوجه جيش الاحتلال، وتحت تأثير الدعوة التي أطلقها الاستشهادي إبراهيم النابلسي للحفاظ على السلاح ومواصلة مسيرة المقاومة، وقد نقل بعض شهود العيان عن المقاوم الذي نفذ العملية أنه كان يصرخ وهو يطلق النار قائلاً إن الشهيد النابلسي لم يمت. الحدث الثاني كان عبر تجديد الاحتلال للغارات على المناطق السورية انطلاقاً من الأجواء اللبنانية، مستهدفاً مرفأ طرطوس، حيث تصدت له الدفاعات الجوية السورية وأسقطت العديد من صواريخه، لتسفر الغارات عن استشهاد ثلاثة عسكريين سوريين وفقاً، لما نقلته وكالة الأنباء السورية.

لبنانياً، ملفان راهنان مع ترجيح التريث في مناقشة الاستحقاق الرئاسي حتى جلاء مصيرهما، الأول هو ملف الترسيم البحريّ الذي ينتظر عودة الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين الى بيروت، بعدما قام بنفي كل ما تمّ ترويجه عن أجوبة سلبية يحملها على المقترحات اللبنانية، وفي ظل غموض أثارته تصريحات وزير الطاقة في الكيان عن عروض جديدة تنتظر أن تلقى القبول في لبنان، ما أثار المخاوف من عرض التأجيل للترسيم مقابل تأجيل الاستخراج أو العودة لصيغ الاستثمار المشترك لبعض الحقول، وهو ما يرفضه لبنان بالمطلق، فيما عبرت مواقف قادة حزب الله عن حسم المقاومة لخيارها وفق معادلة “لا غاز للكيان دون الغاز للبنان”، بمعزل عن وجود الغاز في أية حقول، قطعاً للطريق على المماطلة وربط مصير الحقوق اللبنانية بمصير حقل كاريش وحده. أما الملف الثاني فهو ملف الكهرباء، مع وصول وفد عراقي كبير الى لبنان لإدارة مفاوضات حول شكل الاستفادة العراقية من الخدمات اللبنانية لقاء كميات الفيول التي سيؤمنها العراق للبنان، ومع بقاء عرض حزب الله لهبة الفيول الإيراني على الطاولة، وهو ما أضاف اليه رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين، إعلان الحزب عن امتلاكه خطة لتأمين الكهرباء 24 ساعة يومياً خلال سنتين اذا تم إبعاد التسييس والتدخلات الخارجية والداخلية للاعتبارات السياسية عن الملف، وتم السير بمعادلة وضع المصلحة اللبنانية مالياً وتجارياً وزمنياً وفنياً في المقدمة كمعيار.

وقال السيد صفي الدين في مقابلة عبر شاشة المنار، بمناسبة “ذكرى الانتصار في 14 آب” الى “أننا اليوم نحن اشد اطمئناناً فنحن ما زلنا نحن وقضيتنا محقة وعقيدتنا ثابتة، ونحن نتعامل بواقعية ونعتمد على الله، ونحن استفدنا من تجارب الآخرين ونعلم طبيعة العدو ونقاط ضعفه وقوته وتمكنا بإلحاق الهزيمة به، ومنذ البداية حددنا الاولويات ولم نبدلها والتجربة أثبتت ان ​العدو الاسرائيلي​ لا يفهم إلا لغة القوة ونحن نعزّز نقاط القوة لدينا”.

وتحدث صفي الدين عن تجربة مؤسسات حزب الله الاقتصادية والاجتماعية، فعرض لتجربة مؤسسة القرض الحسن الناجحة على الصعيد المالي في ظل نظام مصرفي كان يباهي بتفوقه وقد انهار وتبخّرت معه ودائع اللبنانيين، فقال عن الحملة على القرض الحسن، “هناك بعض الناس في لبنان مرضى وطنياً ومرضى أخلاقياً، وتساءل إذا كان نظامكم المالي تعيساً وكان هناك مؤسسة ناجحة كالقرض الحسن لماذا تهاجمونها؟”. ثم أضاف “بعد ما أصيب به القطاع المصرفي ـ وبعد ما انكشف تبين ان لبنان كان يعيش في فقاعة مالية ـ هل ستقوم له قائمة؟ متى وكيف؟ هل هناك في لبنان من يشك في ان المصارف فقدت الثقة؟ اللبنانيون باتوا بحاجة الى تحديد المكان الذي يتواجدون فيه الآن وان يقدموا حلولا.. لبنان القديم انتهى”.

وتابع: “البنية الاقتصادية في كل المنطقة تبدلت والناس اليوم تتابع ما يحصل في العالم.. لقد تبدلت كل القواعد التي كانت تتحكم بالبنية الاقتصادية اللبنانية.. الدلال الذي كان يأتي من الخارج انتهى وعلى اللبنانيين أن يعتمدوا على أنفسهم وعلى القدرات الواقعية من نفط وسياحة وزراعة، والحلول الترقيعية مستمرون بها لتضميد الجراح ولكن هذا ليس علاجاً”.

 

مجدداً يستحوذ كلام رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في ما خصّ الاستحقاق الرئاسي باهتمام القوى السياسية التي يعتبر معظمها أن كل طروحات باسيل تأتي لغاية في نفس نائب البترون الذي يطمح لدخول قصر بعبدا وإن كان لا يجاهر في ذلك. فمن الديمان وبعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي قال باسيل نريد رئيساً لديه تمثيل يتجسّد بكتلة نيابية ووزارية تدعمه وتزيد من قوة صلاحياته وموقعه رافضاً أن يكون الرئيس منعزلا كلياً عن الأرض وأن يفرض علينا سواء من الخارج أو من الداخل»، ومعتبراً أنّ «القرار في هذا الموضوع يجب أن يكون «عند الممثلين الفعليين» داعيا البطريركية المارونية الى ان تتولى مواكبة الاستحقاق الرئاسي. وشدّد باسيل على أنّ رئيس الجمهورية «يجب أن يكون منتخباً مباشرة من الشعب ويجب أن يكون من الناس، الأمر الذي يمنع خطر الفراغ».

وفيما يعقد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع مؤتمرا صحافيا في معراب يتناول فيه آخر تطورات الملف الرئاسي وذلك عند الساعة 12:30 من بعد ظهر اليوم، اشارت مصادر القوات لـ”البناء” الى ان طرح باسيل انتخاب الرئيس من الشعب يحتاج الى تعديل دستوري وهو مرفوض خاصة، مشيرة الى ان باسيل يحاول الترويج لطرح كهذا منذ فترة لأنه مقتنع ان هناك شارعا شيعيا سيكون مساندا له، وتقول مصادر القوات ان اطلالة الدكتور جعجع اليوم تتصل بشكل اساسي بالملف الرئاسي، حيث سيركز على مواصفات الرئيس وأهمية هذا الاستحقاق وموقف القوات من الملف الرئاسي بكل جوانبه وما يطرح في هذا الخصوص.

واعتبر البطريرك الماروني بشارة الراعي ان «الواقع الخطير في البلاد يستوجب انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية، يكون ذا خبرة في الشأن العام ومواقف سيادية. إن الإسراع في إجراء الإصلاحات المالية والاقتصادية الضرورية تنقذ لبنان وتعيد النظام المصرفي اللبناني إلى دورته الطبيعية. هذا النظام الذي شكل أحد مقومات الازدهار في لبنان. وإن اعتبار عملية شارع الحمراء في هذه الأيام الأخيرة أمراً حصل وعبر، سيفاقم الوضع العام في البلاد ويهدد أمن العمل المصرفي، وقد يشجع، لا سمح الله، مواطنين آخرين على تحصيل حقوقهم بمنأى عن القانون. إن لدى الدولة طرقاً كثيرة لإنقاذ أموال المصارف والمودعين، لكنها مع الأسف ترفض استعمالها لأسباب باتت معروفة، وتروح نحو حلول وخطط تعافٍ تستلزم المراجعة والتصحيح والتعديل».

نفذت طائرات حربية إسرائيلية معادية غارات وهميّة فوق مناطق الناعمة، خلدة، والضاحية الجنوبية ومناطق صيدا، إقليم الخروب وطريق الساحل بين بيروت والجنوب، ويأتي ذلك بالتزامن مع إطلاق طائرات حربيّة اسرائيلية معادية، مساء أمس صاروخين من قبالة سواحل الجية، باتجاه الأراضي السورية.

وأفاد مصدر عسكري سوري لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، بأنّ «حوالي الساعة 20,50 من مساء امس، نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه جنوب شرق بيروت، مستهدفًا بعض النقاط في ريف دمشق».

ولفت إلى أنه «تزامن هذا العدوان مع عدوان آخر من اتجاه البحر مستهدفاً بعض النقاط جنوب محافظة طرطوس، وقد تصدّت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها، وقد أدى العدوان إلى استشهاد ثلاثة عسكريين وجرح ثلاثة آخرين ووقوع بعض الخسائر المادية».

ولفت رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد إلى أنّنا نعيش في بلدنا أزمةً نتجت عن سياسات خرقاء في الداخل وعن انتهاز بعض الدول النافذة فُرصًا من أجل التضييق علينا ومحاصرتنا، علّنا نتنازل عن النهج الذي نلتزمه. واضاف رعد: لن تستطيع “إسرائيل” أن تستخرج الغاز إذا أرادت أن تضع رأسها برأس المقاومة.

ويصل غداً الثلاثاء إلى بيروت وفد عراقي يضم علاء عبد الحسين الساعدي مستشار رئيس مجلس الوزراء العراقي وكلاً من خالد منصور رسن وحسن هادي حسن من مكتب رئيس الوزراء العراقي، ومدير عام مركز التدريب المالي والمحاسبي في وزارة المالية احمد جواد الدهلكي والسيد عبد الكاظم عبد علي الدراجي من وزارة التربية والسفير العراقي حيدر شياع البراك وتستمر الزيارة يومين يلتقي خلالها الوفد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وزير الطاقة وليد فياض، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وتهدف الى التفاوض مع المعنيين في لبنان لغرض الاستفادة من المبالغ المودعة في المصارف اللبنانية.

الى ذلك، دعت جمعية المودعين اللبنانيين الى وقفة تضامنية مع المودع الموقف بسام الشيخ حسين يوم غد الثلاثاء عند الساعة العاشرة صباحًا أمام قصر العدل في بيروت، للمطالبة بإطلاق سراحه وعدم كيل القضاء بمكيالين.

*******************************


افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

المقاومة تكرّر لاءاتها... وجهات لبنانية تشيع مناخات سلبية
الترسيم: إرباك في إسرائيل ولا ردّ بعد

 

ليس معلوماً بعد السبب الذي دفع وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى نشر خبر، الأسبوع الماضي، عن زيارة سرية قام بها الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود اللبنانية - الفلسطينية المحتلة عاموس هوكشتين إلى تل أبيب، وما إذا كان هناك من ضلّل الإعلام العبري. إذ إن الجانب الأميركي بادر بنفي الأمر. وتم، بعيداً من الإعلام، إبلاغ جهات عدة في لبنان والمنطقة وأوروبا بأن الإسرائيليين ليسوا جاهزين بعد لتقديم جواب نهائي لانشغالهم بتطورات الحرب على غزة والاستنفار في الضفة الغربية. لكن اللافت أن هذه «التوضيحات» الأميركية رافقها الإصرار على ترداد لازمة أن الأمور «قابلة للحل»، وأضافوا على ذلك أن «كل القوى السياسية في إسرائيل تدرك أن ملف الترسيم شأن يخص الأمن القومي ولا يمكن إقحامه في المعركة الانتخابية الداخلية».

 

وإذا كانت حكومة يائير لابيد قد أملت في تحقيق تقدّم في العدوان على غزة تستثمره في ملف الترسيم مع لبنان، فإن الصورة ليست على هذا النحو حتى الآن. لكن المؤكّد أن كل الرسائل الإسرائيلية غير المعلنة التي وصلت إلى بيروت، عبر الأميركيين مباشرة أو عبر الأمم المتحدة أو عبر ناقلي رسائل من عواصم عربية، تركز على أن «المستوى السياسي في إسرائيل ينصت جيداً إلى المستوى العسكري والأمني، ويعرف أن الحل يجب أن يستند إلى حسابات تتصل بكلفة الرفض أو الحديث عن كلفة القبول بالمطالب اللبنانية».

وبحسب مصادر معنية بالملف، فقد تلقّت إسرائيل، عبر جهات مختلفة، التوضيحات الكافية حول موقف الحكومة اللبنانية وحزب الله، وموجزه الآتي:

أولاً، أن المهلة الزمنية للعدو لحسم الأمر لم تتغير ولا تتجاوز منتصف أيلول المقبل، وأي إشارات تسويف أو إطلاق مناورات سياسية أو حتى عمليات عسكرية ستدفع المقاومة إلى تقليص المهلة.

ثانياً، أن المقاومة ترفض ربط الملف بالانتخابات الإسرائيلية، وهي غير معنية بأي نقاش حول الواقع السياسي في إسرائيل وانعكاسات الملف على الانتخابات وغيره من التفاصيل التي تهم السياسيين الإسرائيليين.

ثالثاً، أن معادلة المقاومة لا تزال ثابتة، ومفادها أنه لا يمكن لإسرائيل البدء في استخراج الغاز من أي منصة في البحر الفلسطيني المحتل، وليس من منصة «كاريش» فقط، ما لم يُعلن رفع الحظر المفروض على عمل الشركات في التنقيب والاستخراج في البحر اللبناني بعد حسم حقوق لبنان في الحقول والخطوط وفق ما تسلّمه هوكشتين من الرؤساء الثلاثة في آخر زيارة له إلى بيروت.

رابعاً، أن المقاومة جدية، وقد أرسلت إشارات عملانية تدل على استعدادها لضرب مجموعة من المنصات دفعة واحدة إذا لزم الأمر. وقد أُحيطت كل الشركات الأجنبية العاملة في هذه الحقول علماً بذلك وتبلّغت تحذيرات من مغبة الاشتراك في ما تعتبره المقاومة اعتداء إسرائيلياً على لبنان، ما دفع الجانب اليوناني الذي نفى بداية ملكيته لسفينة «إنيرجين» إلى التراجع والإقرار بذلك وبأن غالبية العاملين على متنها يونانيون. وقد أكّدت الحكومة اليونانية أنها لا تريد التورط في مشكلة، ورفضت تحميلها مسؤولية عمل «إنيرجين» لأنها شركة تجارية لا تمثل الحكومة. وقد تجدّد قلق أثينا بعدما لامست تهديدات المقاومة حدوداً فاجأت حتى العاملين على السفينة، وهي تتصرف بحذر كبير وتعرف أنها ستكون مسؤولة، بشكل أو بآخر، وباتت تدرك، كما شركات عالمية أخرى، أن الضمانات الإسرائيلية لم تعد كافية.

خامساً، أن محاولة العدو المناورة من خلال تجميد العمل في منصة «كاريش» مقابل تجميد تهديد المقاومة أو تعطيله سيصار إلى الرد عليها بالتأكيد أنه لا يمكن للعدو استخراج الغاز من كل حقول المتوسط ما لم يقرّ بحقوق لبنان، وما لم تبادر الولايات المتحدة بتوقيع تعهد خطي علني يضمن حرية لبنان في استقدام أي شركة عالمية للعمل في حقوله.

عملياً، تؤكّد المصادر المعنية أن التوقعات حول الجولة الجديدة من الاتصالات تتركز الآن على معلومة تفيد بأن هوكشتين ينتظر تأكيداً على مواعيد له في إسرائيل خلال هذا الأسبوع. وأنه في حال حصل الأمر، يفترض أن يتوجّه إلى تل أبيب للحصول على ما يمكن وصفه بالحل. وفي حال كانت المناخات سلبية فإن الموفد الأميركي ليس مضطراً للذهاب، بالتالي ستكون مهمته التالية في لبنان معقّدة، لأن فكرة التفاوض من جديد على إطار للبحث وترسيم وخلافه لم تعد ممكنة.

*************************

افتتاحية صحيفة النهار

سباق المواصفات الرئاسية يمهّد لطرح الترشيحات

لم تكن الا هدية مسمومة ل#لبنان تلك التي قدمت المعتدي على #سلمان رشدي في نيويورك على انه أميركي من اصل لبناني جنوبي . في عز حاجة البلاد الى أي تطور يساهم في تنقية صورة لبنان المشوهة خارجيا والمتهالكة داخليا ، كان وقع تداول الاعلام العالمي لاخبار الاعتداء ومنفذه كلبناني الأصل ثقيلا ومحرجا ولو كابر المكابرون المحليون في عدم الاعتراف بهذه الحقيقة . ومع ذلك فان الأنظار تتركز في اتجاهات أخرى اشد تأثيرا على الواقع الداخلي أي انطلاق الاستعدادات بجدية للاستحقاق الرئاسي الذي يحين موعد بداية مهلته الدستورية بعد أسبوعين تماما . وما يمكن استخلاصه من كثافة التحركات والزيارات في الأيام الأخيرة للديمان يتمثل في “استشعار” الجهات السياسية كما المرشحين غير المعلنين بعد بان بوابة العبور الأساسية الى بداية التعامل مع مرحلة طرح المرشحين قد اوشكت على الانطلاق . ولم يكن ادل على ذلك من انفتاح مرحلة تحديد المواصفات الرئاسية على الغارب بما يوحي ان “تحمية” الاستحقاق بدأت واقعيا عبر طرح المواصفات تمهيدا لمقاربة مرحلة طرح المرشحين ولو ان بداية المهلة الدستورية في الأول من أيلول لا تعني حكما ان خريطة السباق الى بعبدا ستبصر النور او ان الأسماء الجدية للمرشحين ستنكشف بسهولة . ذلك ان ثمة جهات معنية برصد كل التحركات المتصلة بالاستحقاق سياسيا وديبلوماسيا تقول ان حذرا كبيرا يسود كواليس معظم القوى النافذة داخليا في انتظار جلاء الغموض الكبير الذي يحوط المعطيات الخارجية والداخلية التي ستؤثر على الاستحقاق وان هذه الحالة الضبابية تبقي كل الاحتمالات السلبية قائمة ومنها احتمال الفراغ الرئاسي . لذا لن تقدم الكتل الكبيرة على احراق اوراقها ومرشحيها قبل اقتراب المهلة الدستورية من مراحل متقدمة علما ان ثمة قلقا اخر يسود كواليس الكثيرين ويتعلق بمصير ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل والذي يحوطه منذ أسبوعين غموض متجدد يفترض تبديده في وقت قريب وقبل بداية أيلول .

 

اذن بدا واضحا ان ثمة مقدمات تتكثف لجولات من التحركات والمشاورات المتصلة بالاستحقاق الرئاسي اذ يشهد الصرح البطريركي الصيفي في الديمان حركة كثيفة على خلفية دورها المؤثر في الاستحقاق الرئاسي . وثمة توقعات بان الاتصالات التي بدأت لبلورة صورة الانتخابات الرئاسية، ستتكثف تباعا وتصاعديا وسط العد العكسي لبدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية اعتبارا من منتصف ليل 31 آب – الأول من أيلول . وفي هذا الاطار وغداة لقاء كليمنصو بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ووفد قيادي بارز من “حزب الله” ، يجري التواصلُ على خط النواب المعارضين لثنائي العهد – حزب الله اذ سيتخذ ابعادا جديدة بدفع من “القوات اللبنانية ” المصرّة على التواصل مع كل المعارضين اكانوا من التغييريين او المستقلين او الحزبيين لرص الصف ومنع وصول مرشح 8 آذار الى بعبدا. وذكرت معلومات ان هذه الاتصالات ستشمل المختارة التي ترفض معراب اعتبارَها في الخندق الآخر، خصوصا ان جنبلاط أعلن ان هناك تباينات مع “حزب الله”. وسيعقد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع مؤتمرا صحافيا اليوم يتناول فيه التطورات المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي .

 

كما ان الحركة التنسيقية التشاورية ستجري ايضا في كواليس 8 آذار. فحتى الساعة، الحزبُ لم يحسم موقفه ولا اسم مرشحه، وقد بدأت هذه الضبابية تثير الخلافات من جديد، بين كل من رئيس التيار الوطني الحر النائب #جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الطامحَين الى الرئاسة والى كسب دعم الضاحية لترشيحيهما.

 

 

الانسحاب من الصراعات

ولعل اللافت ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس #الراعي عاود غداة أيام كثيفة من اللقاءات التي اجراها الى وضع النقاط على حروف المواصفات الرئاسية انطلاقا من موقفه من الحياد اذ قال امس في عظته : “من غير الممكن أن يعيش لبنان هويته وطبيعته ورسالته إذا لم يستعد حياده الناشط الذي هو في جوهر كيانه الدستوري. ان إعتماد الحياد لا ينقذ فقط لبنان من التورط في صراعات الآخرين وحروبهم، بل يخفض أيضا عدد القضايا الخلافية بين اللبنانيين، لاسيما على صعيد الخيارات الدستورية المختلفة.” . وأشار الى أن “الانحياز لم يجلب إلينا جميعا، بخاصة في تاريخ لبنان الحديث، سوى الأزمات التي تكاد تطيح الدولة اللبنانية وصيغة العيش معا. لقد اعتادت البطريركية المارونية أن تكون الصوت الذي يعبر عن مكنونات اللبنانيين، وعلى الجهر بالمواقف الوطنية المصيرية التي يتردد بعضهم في الجهر بها ولو كانوا مؤمنين بها. دور هذا الصرح عبر التاريخ أن يدافع عن جميع اللبنانيين وعن الكيان اللبناني، وأن يواجه التحديات ويصبر على الضيم من دون الخضوع للضغوط أو أي اهتمام للمزايدات. إذا إلتزم المرشحون الجديون لرئاسة الجمهورية بالسعي لإعلان حياد لبنان، لكسبوا ثقة غالبية الرأي العام اللبناني والعربي والدولي. الشعب يحتاج رئيسا يسحب لبنان من الصراعات لا أن يجدد إقامته فيها”.

 

وقال: “في هذا السياق، طبيعي أن يطلع الشعب اللبناني على رؤية كل مرشح جدي لرئاسة الجمهورية. صحيح أن الرئيس في لبنان ليس حاكما منفردا، إذ يترأس الجمهورية بترفع وحيادية مع مجلسي النواب والوزراء وسائر المؤسسات الدستورية والإدارية. لكن هذا لا يعفي المرشح لهذا المنصب من إبداء تصوره للمشاكل والأزمات والحلول، وإعلان مواقفه الواضحة من القضايا المصيرية”.

 

 

عودة والمواصفات

وليس بعيدا من هذا الموقف كانت لميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة مواقف من الاستحقاق والمواصفات الرئاسية فقال :” لا بد من التذكير أن على مجلس النواب أن يحزم أمره ويلتئم من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، في المهلة الدستورية المحددة، عل روحا جديدة تنسل إلى لبنان وتعيده إلى الحياة. والرئيس الذي نريده هو رئيس قريب من شعبه، يعي هموم الشعب، ويتبنى أحلامه، ويعمل على تحقيقها. عاشق لوطنه، ناذر النفس لخدمته، متخليا عن ذاته وأنانيته ومصلحته. صاحب هيبة يعيد للدولة هيبتها وسيادتها واستقرارها، ويحسن قيادتها بحكمته وعلمه وخبرته لا بأتباعه. رئيس يعيد للبنان مركزه في قلوب أبنائه أولا، ثم في محيطه والعالم، يبني مستقبله على ركائز متينة لا تزعزعها أدنى العواصف، صاحب رؤية واضحة وشخصية قوية بتواضع، محاور ذكي يحسن الإصغاء إلى محاوريه، ويحسن اختيار وقيادة فريق عمله، يستبق الأحداث ويستشرف المستقبل. شجاع حيث تدعو الحاجة ووديع حيث يجب، لا تحيز عنده ولا انتماء إلا للبنان، يحترم الدستور والقوانين ولا يتساهل مع من يخالفها، يطبق المبادئ الديمقراطية، يحترم القيم ولا يساوم أو يتنازل عن حق. باختصار، نحن بحاجة إلى رئيس متحرر من أثقال المصالح والإرتباطات، يضع مصلحة لبنان نصب عينيه، ولا يعمل إلا من أجل تحقيقها، فيلتف الشعب حوله ويقتدي به”.

 

اما على صعيد حركة الديمان فان النائب جبران باسيل زار الصرح السبت حيث استقبله البطريرك الراعي. وبعد اللقاء اكد رئيس “التيّار الوطنيّ الحرّ” أنّ “بكركي مرجعيّة أساسيّة لنا، ولا يفكّر أحد أبدًا في اتّهامها بالعمالة، وقد حصلت أخطاء يمكن معالجتها، إلّا أنّ هذا الأمر ليس سياسيًّا”، مبيّنًا أنّه “تمّ استغلال حادثة المطران موسى الحاج سياسيًّا، لكنّ بكركي أعلى من ثقافة الاستغلال ومن الأذى، وهي تحت القانون ولها قوانينها المشرقيّة الّتي لا تتعارض مع القانون العام”.

 

وشدّد على أنّ “البلد بحاجة إلى حكومة، أوّلًا لأنّ هذا الأمر طبيعيّ، ثانيًا لأنّنا نمرّ بأزمة غير طبيعيّة، وثالثًا لأنّها ضمانة في الحدّ الأدنى كي لا يحصل فراغ”، مركّزًا على أنّ “مشكلتنا أنّ هناك رئيسًا مكلّفًا قرّر أنّه لا يريد تأليف حكومة، تحت عدّة حجج منها الوقت والظّرف وتحمّل المسؤوليّة بهذا الوقت الضّيق، وأنّ هناك من يراهن على الفراغ، وهذا أمر غير مقبول وغير دستوري. وللأسف لهذا الرّهان داعمون من قبل الّذين سمّوه”. وأعلن “أنّنا ضدّ الفراغ ولا نرى أنّ البلد يحتمله، وسنعمل كي لا يحصل”، لافتًا إلى أنّ “الانتخابات الرئاسية للأسف لن تأتي بالتّغيير الكبير المطلوب، لكنّها يجب أن تحصل”. وأكّد “أنّنا نؤيّد انتخاب الرئيس مباشرةً من قبل الشّعب، وهذه الخطوة تمنع شبح الفراغ في الدّرجة الأولى”، مشدّدًا على أنّ “تمثيل رئيس الجمهوريّة ووجود كتلة وازنة معه تدعمه أمر مهمّ، ومن المرفوض كليًّا أن يكون الرّئيس منعزلًا كليًّا عن الأرض. نرفض أن يُفرَض علينا الرّئيس سواء من الخارج أو من الدّاخل”.

***********************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

جعجع يجدّد “المواقف المبدئية” اليوم: رئيس سيادي مع برنامج إنقاذي

الاستحقاق الرئاسي “على نار” المواصفات: “عظة الأحد” تمحو “موعظة السبت”

 

على وقع ضبابية الأفق وانعدام الرؤية في مختلف الاتجاهات، يتصاعد منسوب “التبصير والتبصّر” على الساحة اللبنانية بانتظار انقشاع الصورة واتضاح معالمها وأبعادها الناظمة لخريطة المرحلة المقبلة على البلد، حيث الأبصار شاخصة ترقباً لمآلات الاستحقاقات الداهمة وما ستحمله من خواتيم سليمة أو وخيمة على اللبنانيين، لتتجه الأنظار بشكل خاص إلى ما سترسو عليه رياح ترسيم الحدود البحرية الجنوبية في ضوء ترنّح مركب المفاوضات غير المباشرة واحتدام عملية المد والجزر والتهديد والوعيد بين “حزب الله” وإسرائيل، وسط بروز معطيات مستجدة على مستوى الداخل الإسرائيلي من شأنها أن تضفي مزيداً من التعقيدات على المشهد، وهو ما تمثل بالتقارير الإٍسرائيلية التي تحدثت عن رفض “يميني” لتوقيع الحكومة أي اتفاق حدودي مع لبنان قبل إجراء “استفتاء عام” حول الموضوع أو الاستحصال على موافقة 80% من أعضاء الكنيست على بنود الاتفاق.

 

أما على مستوى الداخل اللبناني، فبدأ الاستحقاق الرئاسي يطغى بقوة على شريط الأحداث والمواقف التي وضعته خلال عطلة الأسبوع “على نار” المواصفات المنشودة في شخصية رئيس الجمهورية المقبل… فبعدما فصّل رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل “الثوب الرئاسي” على قياسه في الديمان من خلال “الموعظة” المطوّلة التي ألقاها السبت على مسامع اللبنانيين حول ما يراه من مواصفات يجب أن يتحلى بها الرئيس العتيد، أتت عظة الأحد أمس ليعيد من خلالها البطريرك الماروني بشارة الراعي تصويب بوصلة الموقف الكنسي حيال الاستحقاق الرئاسي بشكل يمحو “الإسقاطات السياسية” التي سعى باسيل إلى إضفائها على منبر الصرح البطريركي.

 

ومن باب التضرع “لكي يتوب المسؤولون السياسيون إلى الله والشعب والوطن”، شدد الراعي في عظته على استحالة “أن يعيش لبنان هويته وطبيعته ورسالته إذا لم يستعد حياده الناشط الذي هو في جوهر كيانه الدستوري”، ليؤكد على هذا الأساس ضرورة “التزام المرشحين الجدّيين لرئاسة الجمهورية بالسعي لإعلان حياد لبنان، ليكسبوا ثقة غالبية الرأي العام اللبناني والعربي والدولي”، ولأنّ “الشعب يحتاج رئيساً يسحب لبنان من الصراعات لا أن يجدد إقامته فيها”، مطالباً بأنّ يبادر أي مرشح لموقع الرئاسة الأولى إلى “إبداء تصوره للمشاكل والأزمات والحلول، وإعلان مواقفه الواضحة من القضايا المصيرية”، بما يشمل “أولوياته الوطنية والإصلاحية والمسار الذي يتبعه لضمان الكيان اللبناني ومنع بعثرته، وتطبيق اللامركزية الموسعة، وعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان وتحديد نقاطه من بينها القرارات الدولية، وكيفية إعادة دور لبنان في محيطه العربي والإقليمي والعالم، وخطته لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين، وإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم واقتراحه لتنظيم عودة اللبنانيين الذين اضطروا إلى اللجوء إلى إسرائيل سنة 2000″، وخلص في ضوء هذه المواصفات إلى إعادة التوكيد على أنه “في هذه المرحلة المصيرية لا يجوز أن نسمع بأسماء مرشحين من هنا وهناك ولا نرى أي تصور لأي مرشح”.

 

وفي السياق الكنسي أيضاً، برزت أمس مواقف متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده حيال المواصفات الرئاسية المنشودة، مشيراً إلى أنّ “الرئيس الذي نريده هو رئيس يعي هموم الشعب ويتبنى أحلامه ويعمل على تحقيقها، متخلياً عن أنانيته ومصلحته، صاحب هيبة يعيد للدولة هيبتها وسيادتها واستقرارها، ويحسن قيادتها بحكمته وعلمه وخبرته لا بأتباعه، رئيس يعيد للبنان مركزه في قلوب أبنائه أولاً، ثم في محيطه والعالم، صاحب رؤية واضحة وشخصية قوية بتواضع، يحسن اختيار وقيادة فريق عمله، لا تحيز عنده ولا انتماء إلا للبنان، يحترم الدستور والقوانين، رئيس متحرر من أثقال المصالح والإرتباطات”.

 

وظهر اليوم، يعقد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع مؤتمراً صحافياً في معراب ليعيد التأكيد على “المواقف المبدئية” إزاء الاستحقاق الرئاسي المقبل، كما نقلت مصادر “نداء الوطن”، موضحةً أن الموقف القواتي الثابت في هذا الإطار يتمحور حول ضرورة التصدي لمحاولات تمديد الأزمة في البلاد لست سنوات إضافية من خلال الاتيان بـ”رئيس تسوية” غير قادر على الحل والربط، مع التشديد في المقابل على أنّ خشبة الخلاص الوحيدة للبنان واللبنانيين هي في انتخاب “رئيس سيادي يمتلك برنامجاً إنقاذياً ويقدر على تنفيذه”.

 

 

**************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

الراعي: الحياد ينقذ لبنان والانحياز يطيحه

طالب مرشحي الرئاسة «الجديين» بإعلان مواقفهم من القضايا المصيرية

 

جدد البطريرك الماروني بشارة الراعي تأكيده على أهمية حياد لبنان الذي «يتعلق عليه مصير الوجود اللبناني»، عادّاً أنه «إذا التزم المرشحون الجديون لرئاسة الجمهورية بالسعي لإعلان حياد لبنان، لكسبوا ثقة غالبية الرأي العام اللبناني والعربي والدولي»، مشدداً في الوقت عينه على أهمية أن يعلن المرشح للرئاسة مواقفه الواضحة من القضايا المصيرية.

 

وجاءت مواقف الراعي في عظة الأحد؛ حيث قال: «من غير الممكن أن يعيش لبنان هويته وطبيعته ورسالته إذا لم يستعد حياده الناشط الذي هو في جوهر كيانه الدستوري»، مضيفاً: «إن اعتماد الحياد لا ينقذ فقط لبنان من التورط في صراعات الآخرين وحروبهم، بل يخفض أيضاً عدد القضايا الخلافية بين اللبنانيين، لا سيما على صعيد الخيارات الدستورية المختلفة. ليس الحياد موقفاً ظرفياً ومادة سجال؛ بل هو مصدر حوار مسؤول وبناء بين القوى اللبنانية؛ لأن على الحياد يتعلق مصير الوجود اللبناني الآمن والحر والديمقراطي والثابت من زمن إمارة الجبل وصولاً إلى دولة لبنان الكبير»، مشيراً إلى أن «الانحياز لم يجلب إلينا جميعاً، بخاصة في تاريخ لبنان الحديث، سوى الأزمات التي تكاد تطيح الدولة اللبنانية وصيغة العيش معاً».

 

وفي موقف لافت انتقد فيه ما وصفها بـ«المزايدات»، قال الراعي: «البطريركية المارونية اعتادت أن تكون الصوت الذي يعبر عن مكنونات اللبنانيين، وعلى الجهر بالمواقف الوطنية المصيرية التي يتردد بعضهم في الجهر بها ولو كانوا مؤمنين بها»، مضيفاً: «دور هذا الصرح عبر التاريخ أن يدافع عن جميع اللبنانيين وعن الكيان اللبناني، وأن يواجه التحديات ويصبر على الضيم من دون الخضوع للضغوط أو أي اهتمام للمزايدات»، وأكد أنه «إذا التزم المرشحون الجديون لرئاسة الجمهورية بالسعي لإعلان حياد لبنان، لكسبوا ثقة غالبية الرأي العام اللبناني والعربي والدولي. الشعب يحتاج رئيساً يسحب لبنان من الصراعات؛ لا أن يجدد إقامته فيها».

 

وشدد في هذا السياق على أهمية أن يعلن المرشح للرئاسة مواقفه من القضايا المصيرية، موضحاً: «طبيعي أن يطلع الشعب اللبناني على رؤية كل مرشح جدي لرئاسة الجمهورية. صحيح أن الرئيس في لبنان ليس حاكماً منفرداً؛ إذ يترأس الجمهورية بترفع وحيادية مع مجلسي النواب والوزراء وسائر المؤسسات الدستورية والإدارية، لكن هذا لا يعفي المرشح لهذا المنصب من إبداء تصوره للمشكلات والأزمات والحلول، وإعلان مواقفه الواضحة من القضايا المصيرية، من مثل: السبيل الذي يسلكه لإجراء مصالحة وطنية على أسس وطنية، أولوياته الوطنية والإصلاحية للنهوض الاقتصادي والمالي، المسار الذي يتبعه لضمان الكيان اللبناني ومنع بعثرته، كيفية العمل لتطبيق اللامركزية الموسعة، موقفه من عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان وتحديد نقاطه، ومن بينها القرارات الدولية ذات الصلة بلبنان، كيفية إعادة دور لبنان في محيطه العربي والإقليمي والعالم، الخطة لديه لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين، وإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، اقتراحه لتنظيم عودة اللبنانيين الذين اضطروا إلى اللجوء إلى إسرائيل سنة 2000… في ضوء كل ذلك نقول: لا يجوز في هذه المرحلة المصيرية أن نسمع بأسماء مرشحين من هنا وهناك ولا نرى أي تصور لأي مرشح. كفانا مفاجآت».

 

وفي حين جدد التأكيد على أهمية أن «الواقع الخطير في البلاد يستوجب انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية يكون ذا خبرة في الشأن العام ومواقف سيادية»، قال إن «الإسراع في إجراء الإصلاحات المالية والاقتصادية الضرورية ينقذ لبنان ويعيد النظام المصرفي اللبناني إلى دورته الطبيعية؛ هذا النظام الذي شكل أحد مقومات الازدهار في لبنان».

 

وتطرق إلى ما قام به أحد المودعين قبل أيام عبر احتجاز موظفي مصرف في منطقة «الحمرا» لاستعادة أمواله، فقال: «إن اعتبار عملية (شارع الحمراء) في هذه الأيام الأخيرة أمراً حصل وعبر، سيفاقم الوضع العام في البلاد ويهدد أمن العمل المصرفي، وقد يشجع، لا سمح الله، مواطنين آخرين على تحصيل حقوقهم بمنأى عن القانون»، مؤكداً أن «لدى الدولة طرقاً كثيرة لإنقاذ أموال المصارف والمودعين، لكنها مع الأسف ترفض استعمالها لأسباب باتت معروفة، وتروح نحو حلول وخطط تعاف تستلزم المراجعة والتصحيح والتعديل».

 

 

*************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

“الجمهورية”: عودة الحديث على وجوب التأليف قبل الرئاسة .. ومصير الترسيم ينتظر هوكشتاين

من المرتقب هذا الاسبوع ان يظهر مزيد من المؤشرات حول مهمّة الوسيط الاميركي في ترسيم الحدود البحرية عاموس هوكشتاين، الذي ينتظر لبنان منه جوابًا اسرائيليًا نهائيًا حول حدوده وحقوقه لكي يبني في ضوئه على الشيء مقتضاه. فيما بدأت تلوح في الأفق ملاح نزاع سياسي على الاستحقاق الرئاسي قد يمنع انجازه ضمن المهلة الدستورية، ما أعاد البحث في وجوب تأليف الحكومة الجديدة، لكي تتولّى صلاحيات رئيس الجمهورية بعد انقضاء ولايته، خصوصًا انّ بعض الاوساط عاد يناقش في مدى دستورية ان تتولّى حكومة تصريف الاعمال هذه الصلاحيات في ظلّ الفراغ في سدّة رئاسة الجمهورية، إن حصل وتعذّر تأليف حكومة مكتملة المواصفات والصلاحيات الدستورية. ووسط كل هذه التطورات، تتفاقم الأزمات المالية والاقتصادية المعيشية والحياتية، والتي تزيد من حدّتها لصوصية المصارف وسطوها على اموال المودعين والموظفين في القطاعين العام والخاص على حدّ سواء، بلا أي رادع او حسيب..

غابت النشاطات الرسمية لوجود رئيس حكومة تصريف الاعمال والمكلّف تشكيل الحكومة الجديدة نجيب ميقاتي في عطلة خارج البلاد، ولم يُسجّل بعد اي تواصل بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منذ اللقاء الذي تزامن وعيد الجيش وزيارة الوسيط الاميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الاخيرة لبيروت، وبقيت العلاقة بينهما محصورة بالبريد اليومي المتبادل بين الأمانة العامة لمجلس الوزراء والمديرية العامة في رئاسة الجمهورية.

 

الخطأ والخطورة

 

واعتبرت اوساط سياسية مطلعة، انّ «من الخطأ والخطورة الاستسلام لفكرة أن لا إمكانية لتشكيل حكومة جديدة، على اساس انّه لم تعد «تحرز»، بفعل اقتراب موعد انتخابات رئاسة الجمهورية».

 

وقالت هذه الاوساط لـ«الجمهورية»، انّ «أهمية ولادة حكومة جديدة لا تقاس بالفترة الفاصلة عن موعد الاستحقاق الرئاسي، بل ترتبط باحتمال تعذر انتخاب الرئيس ضمن المهلة الدستورية وهذا احتمال كبير، ما يستدعي وجود حكومة مكتملة المواصفات لإدارة شؤون البلاد في الفترة الانتقالية، لأنّ وضع البلد لا يتحمّل ان يبقى لأشهر بلا رئيس جمهورية وحكومة أصيلة معًا، والاكتفاء بحكومة تصريف أعمال مقيّدة الصلاحيات».

 

واعتبرت الاوساط «انّ الرئيس نجيب ميقاتي سيكون المتضرّر الأول من عدم بذله الجهد المطلوب لتشكيل الحكومة، لأنّ هذا الموقف سينقله من متخصص في تدوير الزوايا إلى التموضع في زاوية حادة، خلافًا لما عُرف به في مسيرته السياسية، الأمر الذي سيؤدي إلى فقدانه واحدة من أهم مميزاته التي كانت تبقيه ضمن دائرة المرشحين إلى رئاسة الحكومة».

 

واشارت الاوساط نفسها، إلى انّ «ليس صحيحًا انّ الفراغ الرئاسي سيسمح لميقاتي بأن يصبح حاكمًا بأمره كرئيس لحكومة تصريف الأعمال، إذ انّ كل وزير سيصبح في حالة وقوع الفراغ مقرّراً، وبالتالي سيكون قادرًا على تعطيل أي قرار يجد أنّه لا يناسبه».

 

المعارضة

 

في غضون ذلك، قالت أوساط سياسية معارضة لـ«الجمهورية»، انّ بعض القوى السياسية في الداخل وبعض دوائر القرار في الخارج تروِّج لنظرية انّ معاناة اللبنانيين الحقيقية اليوم سببها الأزمة المالية الحادة المستجدة وغير المسبوقة، وانّ عدم معالجة هذه الأزمة سريعًا سيؤدي إلى استفحالها، فيما الانقسام السياسي ليس جديدًا ولا مستجدًا ومعالجته ما زالت مستحيلة، وجلّ ما هو مطلوب، بالنسبة لهذا البعض، إعادة الوضع اللبناني إلى ما كان عليه قبل الانهيار المالي، وهو أمر متاح، بمعنى انّ معالجة الأزمة المالية ممكنة خلافًا للسياسية غير الممكنة، وانّ المدخل لهذا الإنقاذ يبدأ مع انتخاب رئيس للجمهورية بخلفية مالية، لا سياسية، يضع كل تركيزه على الشأن المالي بدلًا من السياسي غير القابل للحل والمعالجة، وذلك إن من خلال التفاوض مع صندوق النقد الدولي، أو إقرار القوانين الإصلاحية وغيرها من الخطوات التي تندرج في هذا السياق.

 

ورأت هذه الأوساط في خطورة هذه المقاربة، انهّا قابلة للترويج تحت عنوان الحفاظ على الاستقرار ومنع الفراغ والانكباب على معالجة الأزمة المالية، ومن خلال هذا النوع من المقاربات يواصل الفريق الحاكم إمساكه بمفاصل السلطة، علمًا انّ الأسباب الأساسية للانهيار المالي سياسية بامتياز ومردها إلى تغييب الدولة ونهب مواردها وتحميلها أعباء دويلة تشرِّع الحدود للتهريب وتعزل لبنان عن محيطه، وفساد طبقة سياسية تستفيد من واقع غياب دولة.

 

وذكرّت الأوساط بتجربة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي فُرضت عليه قاعدة الفاصل نفسها، بين ما هو سياسي وأمني من اختصاص النظام الأمني اللبناني-السوري المشترك، وبين ما هو اقتصادي ومالي وإعماري من اختصاصه، وقد أدّى هذا الأمر في نهاية المطاف إلى اغتياله، وأي رئيس يحيِّد نفسه عن القضايا السياسية سيكون مصيره الاغتيال في اللحظة التي يقرِّر فيها مقاربة هذه القضايا واتخاذ المواقف المناسبة منها، وبمعزل عن ذلك، فإنّ معالجة الأزمة من الباب المالي من دون السياسي مقاربة خاطئة تماماً.

 

وأكّدت الأوساط نفسها «انّ الأزمة المالية هي نتيجة طبيعية للأزمة السياسية، ويستحيل معالجة هذه الأزمة المالية من دون معالجة مسبباتها السياسية، والانهيار الذي وصلت إليه البلاد كان متوقعًا وحتميًا، ولو كان ثمة إمكانية للخروج من هذا الانهيار لكان تمكّن الفريق الحاكم الممسك بالسلطة من الخروج منه، في ظلّ سيطرته المطلقة على السلطة. وعدا عن انّ الإصلاح يتناقض مع طبيعة هذا الفريق، فإنّ التجربة أثبتت انّ الانهيار سببه تغييب الدولة، وانّ الخروج من هذا الانهيار يبدأ مع إعادة الاعتبار لدور هذه الدولة». وشدّدت الأوساط على «انّ مقولة تجنُّب الفراغ لتجنُّب الانهيار لم تعد تصح، بعدما انزلقت البلاد إلى انهيار ما بعده انهيار، فيما لا فارق بين فراغ وبين تعبئة هذا الفراغ شكليًا من دون اي تغيير في واقع الأزمة القائمة. ولذلك، يجب الإصرار على انتخاب الرئيس الذي يزاوج بشخصه بين السيادة والإصلاح، من أجل ان يضع البلاد على طريق الإنقاذ، كما الإصرار على استبعاد الرئيس الـ8 آذاري والرئيس الوسطي ليتفرّغ للأزمة المالية، وعدا عن انّه سيشكّل غطاءً لـ»حزب الله»، فإنّ الأزمة المالية ستراوح، لأنّ الإنقاذ يبدأ من الباب السياسي لا المالي، ومن الباب السيادي تحديدًا».

 

فراغ رئاسي

 

وفي المقابل، رأت أوساط محايدة لـ«الجمهورية»، انّ «إصرار فريقي 8 و14 آذار او فريقي المعارضة والموالاة على إيصال رئيس للجمهورية من فريقهما يعني الوصول إلى الفراغ الرئاسي، لأنّ لا الموالاة قادرة على انتخاب رئيس من صفوفها، ولا المعارضة أيضاً، والحلّ الوحيد في الوصول إلى رئيس وسطي وتوافقي قادر على الحكم، فضلاً عن انّ الرئيس المنتخب من فريق، في حال انتُخب، لن يتمكّن من الحكم، كما انّ البلاد لا تحتمل مزيداً من الانقسام والخلاف والتشرذم، وتتطلّب التوافق لتجاوز مرحلة الانهيار، وخلاف ذلك يعني الارتطام الكبير، ويجب ان يكون هذا الاحتمال مستبعدًا لدى جميع الكتل النيابية، لأنّ مصلحة لبنان تستدعي فرملة الانهيار وأخذ إجازة من الخلافات السياسية التي لا طائل منها، والانكباب على معالجة قضايا الناس الملحّة».

 

ودعت الأوساط نفسها الكتل النيابية إلى «تسريع التوافق على انتخاب رئيس وتكليف رئيس حكومة وتأليف حكومة والشروع في معالجة الأزمة، من خلال ورشة عمل مفتوحة، خصوصًا انّ ميزان القوى النيابي لا يسمح لأي فريق في ان يحسم النتيجة لمصلحته، وبالتالي ما الفائدة من الانتظار واستنزاف الوقت الثمين جدًا بالنسبة إلى اللبنانيين الذين ينشدون الاستقرار والخروج من الحالة المأسوية التي وصلوا إليها».

 

وقالت هذه الأوساط «انّ فريقي النزاع يدركان تماماً انّ دوائر القرار الخارجية هي ضدّ الفراغ الرئاسي وتتطلّع إلى انتخاب رئيس وسطي وحيادي قادر على جمع القوى السياسية وطي الصفحة الخلافية وفتح صفحة جديدة من التعاون لقيادة مرحلة الإنقاذ، لأنّه خلاف ذلك سيكون الانهيار الشامل سيِّد الموقف، ولا مصلحة لأي فريق سياسي باستمرار الانهيار، فضلاً عن انّ اي فريق لا يحظى بدعم خارجي في ظلّ أولوية الخارج انتخاب رئيس وسطي ويتمتّع بخلفية مالية وقادر على مفاوضة صندوق النقد ووضع أولوية المعالجة المالية، على أي اعتبار آخر».

 

مواقف

 

وفي المواقف التي شهدتها عطلة نهاية الاسبوع، لاحظ البطريرك الماروني ما بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد من الديمان «انّ لبنان من غير الممكن أن يعيش هويته وطبيعته ورسالته إذا لم يستعد حياده الناشط الذي هو في جوهر كيانه الدستوري»، واعتبر «انّ اعتماد الحياد لا ينقذ فقط لبنان من التورط في نزاعات الآخرين وحروبهم، بل يخفض أيضًا عدد القضايا الخلافية بين اللبنانيين، خصوصًا على صعيد الخيارات الدستورية المختلفة».

 

وقال: «إذا التزم المرشحون الجدّيون لرئاسة الجمهورية بالسعي لإعلان حياد لبنان، لكسبوا ثقة غالبية الرأي العام اللبناني والعربي والدولي. الشعب يحتاج رئيسًا يسحب لبنان من الصراعات لا أن يجدد إقامته فيها». واضاف: «طبيعي أن يطّلع الشعب اللبناني على رؤية كل مرشح جدّي لرئاسة الجمهورية. صحيح أنّ الرئيس في لبنان ليس حاكمًا منفردًا، إذ يترأس الجمهورية بترفع وحيادية مع مجلسي النواب والوزراء وسائر المؤسسات الدستورية والإدارية. لكن هذا لا يعفي المرشح لهذا المنصب من إبداء تصوره للمشكلات والأزمات والحلول، وإعلان مواقفه الواضحة من القضايا المصيرية».

 

واكّد انّه «لا يجوز في هذه المرحلة المصيرية، أن نسمع بأسماء مرشحين من هنا وهناك ولا نرى أي تصوّر لأي مرشح. كفانا مفاجآت». ورأى «أنّ الواقع الخطير في البلاد يستوجب انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية، يكون ذا خبرة في الشأن العام ومواقف سيادية. إنّ الإسراع في إجراء الإصلاحات المالية والاقتصادية الضرورية تنقذ لبنان وتعيد النظام المصرفي اللبناني إلى دورته الطبيعية، هذا النظام الذي شكّل أحد مقومات الازدهار في لبنان».

 

ولفت إلى «انّ لدى الدولة طرقًا كثيرة لإنقاذ أموال المصارف والمودعين، لكنها مع الأسف ترفض استعمالها لأسباب باتت معروفة، وتروح نحو حلول وخطط تعافٍ تستلزم المراجعة والتصحيح والتعديل».

 

عودة

 

وقال ميتروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة في عظة الاحد: «إنّ على مجلس النواب أن يحزم أمره ويلتئم من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، في المهلة الدستورية المحدّدة، علّ روحا جديدة تنسلّ إلى لبنان وتعيده إلى الحياة. والرئيس الذي نريده هو رئيس قريب من شعبه، يعي هموم الشعب، ويتبنّى أحلامه، ويعمل على تحقيقها. عاشق لوطنه، ناذر النفس لخدمته، متخليًا عن ذاته وأنانيته ومصلحته. صاحب هيبة يعيد للدولة هيبتها وسيادتها واستقرارها، ويحسن قيادتها بحكمته وعلمه وخبرته لا بأتباعه. رئيس يعيد للبنان مركزه في قلوب أبنائه أولًا، ثم في محيطه والعالم، يبني مستقبله على ركائز متينة لا تزعزعها أدنى العواصف، صاحب رؤية واضحة وشخصية قوية بتواضع، محاور ذكي يحسن الإصغاء إلى محاوريه، ويحسن اختيار وقيادة فريق عمله، يستبق الأحداث ويستشرف المستقبل». وختم: «نحن في حاجة إلى رئيس متحرّر من أثقال المصالح والارتباطات، يضع مصلحة لبنان نصب عينيه، ولا يعمل إلّا من أجل تحقيقها، فيلتف الشعب حوله ويقتدي به».

 

رعد

 

ورأى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أنّ «هناك دولًا تدّعي حماية حقوق الإنسان لكنها لا تتورع عن محاصرة وتجويع وغزو شعوب بأكملها تحقيقًا لمصالحها». وقال خلال احتفال تأبيني في بلدة قعقعية الجسر: «نعيش في بلدنا أزمة نتجت من سياسات خرقاء في الداخل ومن انتهاز بعض الدول النافذة فرصًا من أجل التضييق علينا ومحاصرتنا علنا نتنازل عن النهج الذي نلتزمه. إذا كان المطلوب إسقاط خيار المقاومة لدى شعبنا فشعبنا عرف أنّ طريق عزته وتحقيق الانتصار على أعدائه هو عبر هذا الطريق ولن يتخلّى عن طريق المقاومة ولا عن نهجها ولا عن خيارها ولا عن سلاحها».

 

واضاف: «الأميركي بدأ بالكلام عن أنّه كيف يمكن أن نسمح للبنان باستخراج الغاز ويوجد مقاومة، نحن سنستخرج الغاز لأنّ هناك مقاومة تحميه». وختم: «إذا كان الكلام الأميركي الذي تسلّل عبر وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة بشأن استخراج الغاز فنحن نقول، لن تستطيع إسرائيل أن تستخرج الغاز إذا أردتم أن تضعوا رأسكم برأس المقاومة، فإما أن نعيش حياة كريمة عزيزة وقرارنا فيها مستقل ونملك القوة الرادعة لعدونا، وإما أن يُراد لنا أن نستسلم، لكن قناعتنا وعقيدتنا وقيمنا تقول لنا هيهات منا الذلة».

 

شلل تام

 

وفي الوقت الذي تمدّدت عطلة نهاية الأسبوع إلى الغد بفعل عطلة عيد انتقال السيدة العذراء اليوم، بقيت الأمور على غاربها وسط شلل تام في العمل الحكومي والإداري، بعدما عادت بعض المؤسسات العامة والوزارات إلى العمل الجزئي كما هي حال دوائر الميكانيك ومؤسسات اخرى محدودة جدًا.

 

وفي وزارة المال أُنجزت الجداول الخاصة برواتب الدفعة الاخيرة من رواتب موظفي القطاع العام الذين تسلّم قسم منهم رواتبهم منذ الجمعة الماضي، وسط ترتيبات مصرفية حالت دون نيلها كاملة سوى بالتقسيط بفعل تقليص هوامش الحصول عليها لدى بعض المصارف التي قلّصت النسبة إلى الحدود الدنيا، بحيث انّ بعض المتقاعدين لم يتمكن من الحصول سوى على مليون ونصف مليون ليرة لبنانية، أي بنسبة لا تتجاوز 40 % من رواتبهم التقاعدية.

 

***********************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

افتراق رئاسي بين بكركي وباسيل: هذه لائحة المواصفات

لبنان فوق بركان مخاوف ووفد عراقي لجدولة سداد الـ550 مليون دولار ثمن الفيول

 

قبل 16 عاماً بالتمام والكمال، أعلن وقف العمليات الحربية بين اسرائيل التي بدأت حرب تموز وحزب الله، بعد مواجهة دامت 33 يوماً. المهم في الامر ان الجنوبيين لم يتوانوا لحظة في العودة الى قراهم التي دمر بعضها، ومنازلهم المهشمة او البائدة بقوة الغارات من الجو والبر والبحر، ليستمر الهدوء على طرفي الحدود، من دون الاعلان عن وقف نار كامل، ما خلا دخول الاستقرار تحت ولاية القرار 1701

وعشية عيد انتقال السيدة العذراء، بقي الترقب الجنوبي سيد الموقف، في ضوء استحقاقين يتعلقان بالاستقرار وديمومته في الجنوب بانتظار عودة الوسيط الاميركي اموس هوكشتين لتحديد الخيارات المقبلة بعد الحصول على الرد الاسرائيلي على الطرح اللبناني، وسط نفي شبه رسمي من المعنيين بالتفاوض عن أجواء سلبية يشيعها بعض الإعلام اللبناني والاسرائيلي، كما نفاها هوكشتين عبر اتصالات مع أكثر من مسؤول لبناني في الساعات الماضية.

وتوقعت مصادر على اطلاع عودته في موعد بين مطلع الاسبوع المقبل (22 آب) ونهايته (29 من الشهر نفسه).

والثاني يتعلق بالتمديد لقوات الامم المتحدة العاملة في الجنوب (اليونيفل) نهاية آب الجاري، من دون ان يطرأ اي تعديل متوقع على مهامها.

أمَّا في الشأن الداخلي، وفي ظل غياب اي جهد داخلي، لاعادة وصل ما انقطع بين الرئاستين الاولى والثالثة، واصلاح ذات البين بين الرئاسة الثانية والنائب جبران باسيل، بقيت الاجواء المسمومة سيدة المتابعة، لجهة «التشويش» او التحريض، والانصراف الى «التنظير» حول الرئاسة والمصير، و«الخطر الكبير بعد نهاية العهد الحالي»، وفقا لترويجات التيار الوطني الحر.

على ان الأبرز، بدا امس، التباين الحقيقي بين التوجهات الكنسية والتوجهات السياسية للتيارات والكتل النيابية المسيحية، وهذا ما بدا واضحا من نتائج زيارة باسيل الى الديمان ولقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، حيث طلب منه الدعوة لعقد لقاء للقيادات المارونية والمسيحية للاتفاق على مواصفات الرئيس، وعدم التنازل عن سقف الرئيس القوي الذي يشكل العماد عون نموذجه..

وجاءت المواصفات التي حدّدها الراعي في عظة الاحد امس مخالفة «للرئيس القوي في بيئته» والذي يمثل وجدانها وغير مسموح ان يسققط.. مما يعني ان افتراقاً قوياً حاصل قبل الزيارة وبعدها بين بكركي التي عادت ان «تكون الصوت الذي يعبّر عن مكنونات اللبنانيين، والجهر بالمواقف الوطنية المصيرية».

ومن زاوية، انه من الطبيعي ان يطلع الشعب على رؤية كل مرشح جدي لرئاسة الجمهورية، طالب الراعي «المرشح لهذا المنصب من ابداء تصوره للمشاكل والحلول، واعلان مواقفه الواضحة من القضايا المصيرية، مثل: السبيل الذي يسلكه لإجراء مصالحة وطنية على أسس وطنية؟ أولوياته الوطنية والإصلاحية للنهوض الإقتصادي والمالي؟ المسار الذي يتبعه لضمان الكيان اللبناني ومنع بعثرته؟ كيفية العمل لتطبيق اللامركزية الموسعة؟ موقفه من عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان وتحديد نقاطه، ومن بينها القرارات الدولية ذات الصلة بلبنان؟ كيفية إعادة دور لبنان في محيطه العربي والإقليمي والعالم؟ الخطة لديه لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين، وإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم؟ اقتراحه لتنظيم عودة اللبنانيين الذين اضطروا إلى اللجوء إلى إسرائيل سنة 2000؟ في ضوء كل ذلك نقول: لا يجوز في هذه المرحلة المصيرية، أن نسمع بأسماء مرشحين من هنا وهناك ولا نرى أي تصور لأي مرشح. كفانا مفاجآت».

ورأى: «إن الواقع الخطير في البلاد يستوجب انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية، يكون ذا خبرة في الشأن العام ومواقف سيادية. إن الإسراع في إجراء الإصلاحات المالية والاقتصادية الضرورية ينقذ لبنان ويعيد النظام المصرفي اللبناني إلى دورته الطبيعية، هذا النظام الذي شكل أحد مقومات الازدهار في لبنان. إن اعتبار عملية شارع الحمراء في هذه الأيام الأخيرة أمر حصل وعبر، سيفاقم الوضع العام في البلاد ويهدد أمن العمل المصرفي، وقد يشجع، لا سمح الله، مواطنين آخرين على تحصيل حقوقهم بمنأى عن القانون. إن لدى الدولة طرقا كثيرة لإنقاذ أموال المصارف والمودعين، لكنها مع الأسف ترفض استعمالها لأسباب باتت معروفة، وتروح نحو حلول وخطط تعاف تستلزم المراجعة والتصحيح والتعديل».

وفي السياق، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ملف الإنتخابات الرئاسية الذي دخل في مراحله الأولى من خلال التركيز على مسألة المواصفات قد يشهد تزخيما أو تراجعا بناء على الحركة السياسية التي يقوم بها الأفرقاء المعنيون.

ولفتت المصادر إلى أنه حتى الآن لم تتبلور أي مبادرة يقودها البطريرك الماروني بشأن الإستحقاق إن لناحية ترتيب الأسماء المرشحة والتي حدد مواصفاتها البطريرك الراعي وبرامج العمل وتحضير اجتماعات برعاية بكركي.

وقالت إن بكركي ترحب بالجميع وإن البطريرك يستمع إلى الجميع ويستفسر عن أولويات عمله وعن مشروعه لإنقاذ الوضع، على أن مسألة دعم شخصية على حساب شخصية أخرى ليست واردة على الإطلاق في قاموس البطريرك.

بالمقابل، رأت مصادر متابعة الى ان زيارة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل للبطريرك الماروني بشارة الراعي في الديمان، وان كانت في طياتها، تشكل محاولة لاظهار اهتمام رئيس الجمهورية ميشال عون ووريثه السياسي باسيل بما حصل مع المطران موسى الحاج، والوقوف على خاطر البطريرك الراعي والتاكيد على انهما مع ضبضبة هذه المشكلة بلا ضجيج، الا ان اهدافها الحقيقية تتجاوز هذه المشكلة الى ماهو اهم بكثير في حسابات باسيل وتطلعاته المستقبلية وقالت: ان رئيس التيار الوطني الحر، استغل هذه المشكلة ليظهر أنه يعارض ما حصل للمطران الحاج ولكن بعيدا من الاعلام، وكان منذ مدة على تواصل مع بكركي بواسطة احد النواب المقربين، لمعالجة هذا الموضوع، و من ضمنه التحضير لهذه الزيارة، والتطرق من خلالها الى موضوع الانتخابات الرئاسية، لاسيما بعدما انحسر الاهتمام السياسي بموضوع تشكيل الحكومةالجديدة، وتصدر موضوع الاستحقاق الرئاسي النقاش السياسي على ماعداه من اهتمامات اخرى، اثر اعلان البطريرك الراعي رؤيته لمواصفات رئيس الجمهورية الجديد وهي مواصفات، لا تنطبق على باسيل، كما على من يصنفون،بأنهم من الاكثر تمثيلا في الوسط المسيحي. وطرح باسيل ان يبادر البطريرك الماروني الى رعاية لقاء مصالحه بينه وبين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في بكركي، باعتبارهما رئيسي أكبر كتلتين نيابيتين مسيحيتين بالمجلس، لكي يتم البحث بموضوع الانتخابات الرئاسية والاتفاق فيما بينهما على وضع معادلة تكريس معادلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، على غرار ما تردد انه تم التوصل اليه قبل الانتخابات الرئاسية الماضية بين الاقطاب المسيحيين الموارنة، ميشال عون، امين الجميل سليمان فرنجية وسمير جعجع في بكركي،او اذا تعذر ذلك، لاي سبب كان، وضع مواصفات الرئيس المقبل استنادا للتفاهم فيما بينهما وبمباركة من بكركي ايضا.

وتقول المصادر، انه بالرغم من تظاهر رئيس التيار الوطني الحر، بأن الهدف من هذا اللقاء المقترح، قطع الطريق على الاطراف الاخرى إختيار رئيس الجمهورية الجديد، وفرضه فرضا على المرجعيات المسيحية المارونية، السياسية والدينية، الا انه كان يضمر في نفسه اكثر من هدف، أولها محاولة اعادة تعويم نفسه، والظهور بمظهر اللاعب المسيحي الأساس بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، محليا وخارجيا، بعد ما ظهر معزولا شعبيا لمسؤوليته المباشرة عن تدمير قطاع الكهرباء بالكامل، وافشال العهد، ومن الحلفاء بالداخل من كل الاطراف السياسيين، باستثناء حزب الله، وعربيا من معظم الدول وخارجيا مطوقا بتداعيات عقوبات الفساد الاميركية. وثانيا، قطع الطريق على حليفه حزب الله بدعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة او اي مرشح رئاسي يتوافق عليه مع الاطراف السياسيين الأساسيين، بعد صمت الحزب المطبق، ولمس منه انكفاء ضمنيا عن دعم ترشحه للرئاسة،بالرغم من عدم الاعلان عن ذلك رسميا حتى الان وثالثا، استغلال موقع الصرح البطريركي للتفاهم المرتجى على تخريجة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والانطلاق من اي اتفاق قد يحصل ضمن حسابات باسيل، لتسويق نفسه خارجيا، من بوابة الفاتيكان لاظهار نفسه المرجعية المسيحية المهمة، برغم كل اتهامات الفساد والتعطيل والسمعة العاطلة التي تلفه باكثر من ملف وقضية،والانطلاق منه الى اوروبا والولايات المتحدة الأمريكية اذا امكن لتبييض سجله الفاسد هناك.

وتكشف المصادر النقاب عن ان محاولات باسيل للقاء جعجع والسعي لاستغلال هذا اللقاء بالانتخابات الرئاسية فشلت،بعدما ابلغ الاخير بكركي بهذا الرفض في زيارته الاخيرة، كما تردد على لسان بعض الوسطاء، انطلاقا بعدم جدوى اي لقاء أو تفاهم يعقد مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل او رئيس الجمهورية ميشال عون، بعدما انقلبا على تفاهم معراب سابقا،ولم يلتزما بأي اتفاق سياسي مع أي طرف سياسي اخر، باستثناء تفاهم مار مخايل مع حزب الله حصرا،لان باسيل لايجرؤ على الانقلاب على هذا التفاهم حتى الان.

وكشفت المصادر ان رفض جعجع للقاء باسيل، بالرغم من نفي القوات وجود مثل هذا الطرح،قطع الطريق على طموحات رئيس التيار الوطني الحر، لتصدر المشهد السياسي وتظهير نفسه بالمرشح الرئاسي الاول، وهو مادفع به لتصعيد موقفه ضد حليفه حزب الله واتهامه مع حركة امل، بالمسؤولية بتعطيل تشكيل الحكومة الجديدة،في حين ان محاولاته لتكريس صيغة انتخاب الرئيس الاقوى تمثيلا في طائفته، دونها عقبات لتعارضها مع المواصفات التي اعلنها البطريرك الماروني لاي مرشح للرئاسة من جهة، ولانكفاء معظم القوى عن تأييدها من جهة ثانية.

«أم المعارك»

يبدو ان «معارك» الانتخابات الرئاسية بدأت تسخن رويداً رويداً سواء عبر اتصالات وتحركات القوى السياسية او المواقف السياسية التي تضع المعايير والمواصفات، وآخرها مواقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من الديمان بعد لقاء البطريرك بشارة الراعي، وقبله زيارة وفد كتلة اللقاء الديموقراطي برئاسة النائب تيمور جنبلاط الى اليدمان، وما تسرّب من لقاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بوفد قيادي من حزب الله، فيما يُرتقب ان يعقد النواب الـ 16 «التغييريون والمستقلون» اجتماعاً غداً الثلاثاء هو الثاني لهم لمتابعة مناقشة الاستحقاقات المقبلة التشريعية والاصلاحية والرئاسية.

وقال نائب حزب الكتائب الياس حنكش: أن عدداً من النواب الذين تعذّر عليهم الحضور في اللقاء الأول من لقاء المعارضة في مجلس النواب سيحضرون اللقاء المُقبل، وبذلك عدد النواب الحاضرين سيرتفع.

وقال مدير مكتب الاعلام في بكركي وليد غياض لـ«اللواء»: ان لقاء البطريرك الراعي والنائب باسيل، كان لقاء صريحاً جداً، وكان هناك تقارب في الافكار حول تقييم المرحلة التي تمر بها البلاد، وحول ضرورة تشكيل الحكومة وإجراء الانتخابات الرئاسية بالتوافق حول اكثر المواصفات للرئيس العتيد. وابدى باسيل استعداده لتلبية اي مسعى او لقاء يقترحه البطريرك بدءاً من البيت المسيحي ويتوسع ليشمل الاطراف الاخرى، نظراً لما تمثله بكري والبطريرك من مرجعية او قيادة تجهد لتحقيق الاستحقاقات المقبلة، لا سيما بعد فقدان الثقة الخارجية بلبنان.

واضاف غياض: ان بكركي ليست بعيدة عن هذه الاجواء، لهذا لقاءات البطريرك تشمل كل الاطراف لمعالجة المشكلات القائمة.

واوضح رداً على سؤال ان اجواء لقاء البطريرك بوفد اللقاء الديموقراطي كانت إيجابية ايضاً وكان تأكيد من جنبلاط الابن على مرجعية بكركي ودورها الوطني، وهو أيد مواقف البطريرك من الامور المطروحة، واكد ان مصالحة الجبل ثابتة ولن يعود الزمن الى الوراء، بل هي سائرة الى الامام بخطوات عبر التنسيق والتواصل وتوحيد المساعي لتثبيتها اكثر.

بعد اللقاء مع البطريرك الراعي قال باسيل: استُغلّت حادثة المطران موسى الحاج سياسياً لكن بكركي اعلى من ثقافة الاستغلال ولا أحد يفكر أبداً باتهام بكركي بالعمالة، وحصلت أخطاء يمكن معالجتها إلا أن هذا الأمر ليس سياسياً.

اضاف: البلاد في حاجة الى حكومة وهي ضمانة الحد الادنى في حال وقع الفراغ، لكن الرئيس المكلف مقرر عدم تأليف حكومة وتحت حجج كالوقت لا يسمح او الظرف لا يسمح للانجاز وكذلك تحمل المسؤولية في هذا الوقت الدقيق، والحقيقة أن هناك أناسا تراهن على الفراغ ويمكنها ان تمسك الحكومة والبلد ويديره من خلال الحكومة، وهذا امر غير مقبول وغير دستوري وغير قائم لأنه بذلك يأخذ البلد لمحظور كبير جدا. وهذا الرهان للأسف له داعمون ليس فقط من رئيس الحكومة بل الذين دعموه في تسميته مع ادراكهم بانه لن يؤلف حكومة. و نحن ضد الفراغ في الرئاسة، ومع اننا لا نرى ان الانتخابات ستأتي بالتغيير المطلوب لكن يجب ان تحصل الانتخابات في موعدها.

وأردف: مواصفات الرئيس مهمة وتمثيله السياسي مهم ايضا ويجب ان يملك كتلة نيابية وازنة، ويجب ان يكون ابن بيئته ويمثل وجدانها ومقبولا من الافرقاء الآخرين، لا ان يُفرض على طائفته بل ان تختاره هي، والاهم ان يكون صاحب تمثيل فعلي.

ورداً على سؤال حول من قصد بأنه يدعم الرئيس ميقاتي حزب الله ام الرئيس بري؟ قال باسيل:اقصد تحديدا الثنائي الشيعي.

يعقد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مؤتمرا صحافيا في معراب يتناول فيه آخر تطورات الملف الرئاسي، وذلك عند الساعة 12:30 من بعد ظهر اليوم الاثنين.

شرف الدين في دمشق اليوم

وتأكيداً لما اعلنه سابقاً، يزور وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين، سوريا اليوم الإثنين، للقاء وزير الإدارة المحلية ووزير الداخلية. وهو قال لـ«اللواء»: أنه سينقل الى المسؤولين السوريين ورقة عمل شفوية، تتضمن خريطة طريق للعودة الكريمة الآمنة للنازحين، وامكانية تشكيل اربع لجان مشتركة لتنسيق ومتابعة عملية العودة.

واضاف: سنتفاهم مع الاخوة السوريين وسيصدربيان مشترك عن الاجتماعات. والعنوان الاساسي لخريطة الطريق هو العودة التدريجية بمعدل 15 الف نازح كل شهر، على ان تكون الدولة السورية قد انجزت التحضيرات اللازمة من مراكز إيواء وبنى تحتية وكل مستلزمات العودة، من بنى تحتية وطرقات وكهرباء ومياه شفة وصرف صحي ومدارس ومستشفيات في اقرب مكان مع تأمين وسائل نقل عام بأسعار مقبولة جدا، ومساعدة المزارعين على العودة الى اراضيهم. مع الإشارة الى ان الفكرة تقوم على مبدأ العودة الى القرى والبيئة نفسها التي نزح النازحون منها.

اضاف: ان الدولة السورية اصدرت العديد من المراسيم والاجراءات بحق السوريين في الخارج، لتسوية اوضاعهم الامنية والشخصية، وتتضمن اعفاءات وإمكانيات العودة الى وظائفهم وإلغاء الحجزالاحتياطي على املاكهم وغيرها من قرارات لتسهيل العودة. وقد بلغ عدد المستفيدين من هذه الاجراءات حتى الان 271030 مواطناً. وتمت مراسلة السلطات اللبنانية بهذه الاجراءات لإبلاغها الى المنظمات الدولية التي تتابع اوضاع النازحين لتكون على بيّنة مما تتخذه السلطات السورية لتسهيل عملية العودة.

وفد عراقي في لبنان

على صعيد الخدمات العامة، وبعد تمديد العراق عقد تزويد لبنان بالفيول لتفادي غرقه في العتمة الشاملة، وصل إلى بيروت وفد عراقي في زيارة تمتد ليومين عنوانها «التفاوض مع الجانب اللبناني لغرض الاستفادة من المبالغ المودعة في المصارف اللبنانية».

وأبدت السلطة العراقية رغبتها في لقاءات مع الأطراف اللبنانية الآتية: رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، وزير الطاقة وليد فياض، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وستكون الزيارة مخصصة لآلية إنفاق الأموال التي يفترض أن لبنان سدّدها للعراق ثمن الفيول المستورد بموجب العقد الأخير القاضي بتزويد لبنان نحو مليون طن لزوم معامل إنتاج الكهرباء. فحتى الآن تراكم للعراق نحو 550 مليون دولار، يفترض أن يتفق على تسديدها من خلال خدمات يقدّمها الجانب اللبناني للعراقيين في المستشفيات الحكومية، وفي تسديد رسوم الطيران العراقي، وفي مجال التربية والتعليم أيضاً. والأمر ينسحب أيضاً على المبالغ التي ستتأتى من تجديد العقد بمليون طن إضافية من الفيول على مدى الأشهر الـ12 المقبلة.

المطالبة بإطلاق المودع

في التحركات، نفذت عائلة المودع بسّام الشيخ حسين وقفة احتجاجية للمطالبة بالإفراج الفوري عنّه، أمام المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في الأشرفية. والذي كان بدأ إضراباً عن الطعام، حيث هدّد خلال اتصال هاتفي مع محاميته بشنق نفسه ما لم يتم الإفراج عنّه كما تم الاتفاق معه.

شقيق بسام صرح خلال الاعتصام، أشار إلى أن بسام قد بدأ بالفعل إضراباً عن الطعام، وحمل المسؤولية للقضاء ولإدارة فيدرال بنك.

من جهته قال أحد محاميي رابطة المودعين والموكل من قبل عائلة بسام، أن ما يحصل هو بسبب تخاذل الطبقة السياسية والمصرفية.

وطالب المعتصمون بإخلاء سبيل بسام بموجب سند إقامة ومتابعة الإجراءات القضائية بعد ذلك، محملين المسؤولية لجمعية المصارف، وإداراتها.

وعلى صعيد الخدمات، أنذر المساعدون القضائيون المصارف بعدم التأخر بدافع كامل مستحقات الرواتب المحولة الى حسابات التوطين تحت طائلة التعامل السلبي مع دعاوى المصارف وقرارات التنفيذ الخاصة بها.

1446 إصابة جديدة

صحياً، سجلت وزارة الصحة 1446 إصابة، و4 حالات وفيات خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1196041 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

 

**************************

افتتاحية صحيفة الديار

عيد إنتقال السيّدة العذراء… يوم وطني جامع لكلّ اللبنانيين

 رسالة ميدانيّة قويّة من المقاومة الى العدو الإسرائيلي : إحذروا المغامرة!

الواقع المعيشي للبنانيين يعيش على وتيرة دولار السوق السوداء – المحلل السياسي

 

إنه يوم عطلة رسمية، عيد إنتقال السيدة العذراء إلى السماء. وهو عيد يجمع كل اللبنانيين من مسلمين ومسحيين حول شخصية السيدة مريم التي كرّمها الله في الكتاب المُقدّس وخصّها بسورة كاملة في القرآن الكريم. أنه يومٌ يُجمع عليه اللبنانيون في ظل إنقسامات عامودية وأفقية على الملفات السياسية والإقتصادية والنقدية والمالية. فحبّذا لو أن الإجماع في هذا اليوم، يُترجّم إجماعًا على المواضيع الأساسية التي تطال المواطن اللبناني ولقمة عيشه وطبابته وعمله والخدمات العامة التي يتوجّب على الدولة تأمينها له. وعسى أن يتفق المسؤولون على الإستحقاقات الرئيسية من إنتخاب رئيس للجمهورية وصولًا إلى الإصلاحات الإقتصادية ومرورًا بتشكيل حكومة قادرة على إعادة الكرامة الإنسانية لهذا المواطن.

مواطن يحتضر وسلطة غائبة

 

وعشية الذكرى الأولى على إنفجار خزّان للوقود في بلدة التليل في منطقة عكار الشمالية، يبقى هذا الملف مثل كل الملفات الأخرى، مفتوحًا ولم تُحدّد فيه المسؤوليات. ثلاثون ضحيّة قضت في هذا الإنفجار الذي عصف بمنطقة نائية نتيجة تُجّار الدم والمافيات الذين يُهرّبون المحروقات والمواد الغذائية ويحرمون الشعب منها. وحتى يومنا هذا، لا تزال عمليات التهريب قائمة على قدمٍ وساق وتطال بالإضافة إلى سوريا كلٌ من تركيا والأردن والعراق! نعم هذا هو الحال عمليات التهريب مُستمرّة وثمن هذه السلعّ المُهربة مدفوع من إحتياطات مصرف لبنان من العملات الأجنبية.

 

هل يُعقلّ أن لبنان إستورد محروقات قبل شهر على وقوع كارثة بلدة التليل العكارية ولم يكن في السوق اللبنانية محروقات؟ ماذا فعلت الحكومة لا شيء بإستثناء رفع الأسعار وتحميل المواطن عبء هذا الإرتفاع مع تصنيف بيروت كأغلى المدن من ناحية كلفة المعيشة في آخر تقرير صدر عن مؤسسة numbeo (www.numbeo.com/cost-of-living/)؟ هيكلية الأسعار تقضي على المواطن وتُنهكه بين طوابير الخبز الذي أصبح مادة تهريب كغيره من السلع، وبين أدوية السرطان المفقودة من السوق على الرغم من دفع مصرف لبنان كلفتها، وبين المصارف التي لا تعُطي المودعين أموالهم، وبين أصحاب المولّدات الذي تخصصوا بـ «السلخ»، وبين التجار الذين يُمارسون أبشع أنواع الممارسات بحق المواطن، يعيش هذا الأخير على وتيرة دولار السوق السوداء الذي أصبح رهينة المافيات التي تتلاعب به كما يحلوا لها! والأصعب في الأمر أن كل هذا يتمّ على مرأى ومسمع السلطات الرسمية من دون أن تُحرّك ساكنًا!

 

هذه السلطة إعتزلت دورها المنصوص عليه بالدستور وهو حفظ الأمن وإدارة الشأن العام، تركت المواطنين في مواجهة مع المصارف ومع التجار ودفعتهم إلى تحصيل حقوقهم بأيديهم. نعم هذا ما حصل مع المودع في فرع أحد المصارف الخميس الماضي. وها هم حتى الساعة، يتصارعون على الحصص الحكومية وعلى الرئاسة الأولى في مسرحية عقيمة أدانها البنك الدولي في تقريره الأخير وعرّى هذه السلطة من خلال كشف ممارساتها – بالأرقام – على مدى عقود!

رسالة حزب الله إلى العدو الإسرائيلي

 

تُشير المعلومات المُتداولة بشأن ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و»إسرائيل» إلى أن لبنان تسلّم رسميًا من الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، رفضًا إسرائيليًا على الطرح الذي قدّمه لبنان بشأن ملف ترسيم الحدود. وينصّ الطرح اللبناني على إعتماد الخط 23 كحدّ فاصل بين المنطقة الإقتصادية الخالصة التابعة للبنان والمنطقة الإقتصادية الخالصة التابعة لفلسطين بالإضافة إلى كامل حقل قانا (وهو ما يجعل منه خطًا متعرّجًا)؛ في حين يُطالب «الإسرائيلي» بقسم من البلوك رقم 8 مُقابل إعطاء لبنان كامل حقل قانا.

 

خلال المُحادثات الأخيرة في بيروت بين الوسيط الأميركي هوكشتاين والمسؤولين اللبنانيين، رفض لبنان «الطلب الإسرائيلي» بالكامل، وشدّد على أهمية أن يحصل لبنان على الخط 23 وكامل حقل قانا. وهنا إقترح هوكشتاين – بناءً على طروحات أوروبية – أن تبدأ شركة «توتال» الفرنسية التنقيب عن الغاز في الحقل رقم 9 مُقابل إستخراج «إسرائيل» للغاز في حقل كاريش. هذا الإقتراح المبني على مُعادلة المقاومة أن لا إستخراج للغاز من كاريش من دون ضمانات إستخراج الغاز من حقل قانا، رفضه لبنان نظرًا إلى عدم وجود ضمانات فعّلية كما حصل في البلوك رقم 4 ، حيث قالت الشركة أنها لم تجد غازا بكمّيات تجارية، في حين لم يصدر التقرير التقني حتى الساعة، وهو ما يعني بشكل مباشر أن الشركة تعرّضت لضغوطات كبيرة لوقف عمليات التنقيب ولجم الإندفاع اللبناني.

 

أحد المسؤولين المُطلعين على الملف قال لا يوجد شفافية في التعاطي مع الرأي العام اللبناني وكل تصاريح المسؤولين تقول بأنهم لا يمتلكون الكثير من المعلومات، والذين يمتلكونها لا يتحدّثون إلى الإعلام. وبالتالي هذا يسمح بطرح فرضيات عديدة على رأسها مُقايضات سياسية وعسكرية ، أغلب الظنّ لن يرضى بها لبنان. وأضاف أن الملف الآن في حال جمود كامل، حيث أن التطورات الإقليمية والدولية هي الوحيدة القادرة على إعادة تحريكه – أي إعادة إحياء المفاوضات غير المباشرة في الناقورة تحت سقف الاتفاق الذي قد يتوصّل إليه هوكشتاين مع الجانبين.

 

وبالفعل، تُشير المعلومات إلى أنّ عودة الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين الى بيروت مؤكدة اعلامياً، لكنها مُستبعدة الحصول نظرًا إلى وصول الأمر إلى تصلّب الفريقين وتشبثهما بموقفهما.

 

هذا الأمر دفع «الإسرائيلي» إلى التحرّك عسكريًا في غزة عبر عدوان حصد عشرات الشهداء الفلسطينين، حذّر خلال هذا التحرك الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله «إسرائيل» بأن أي محاولة لإغتيال مسؤولين من حركة الجهاد الإسلامي في لبنان سيتم الردّ عليها. ويرى البعض أن هذه العملية هي رسالة تُحاول «إسرائيل توجيهها إلى حزب الله، خصوصًا أن العدو الإسرائيلي أرسل مسيّرات في مرتفعات «ميفدون» لاقت ردًا بالغ الدقة من الدفاعات الأرضية – الجوية من الأعيرة الثقيلة التابعة لحزب الله. هذا الردّ الحازم بالغ الأهمّية في التوقيت والشكل مع مقال ورد في صحيفة الـ «جيروزاليم بوست الإسرائيلية» (النسخة الإنجليزية) تقول فيه إن الحادث يأتي وسط تصاعد التوتر بين حزب الله و»تل أبيب» حول المحادثات الجارية حول الحدود البحرية بين البلدين، وإحتمال قيام «إسرائيل» بعملية عسكرية محدودة ضد لبنان، قبل التوصل إلى اتفاق على ترسيم الحدود، تفاديًا لإعتبارها مساومة من قبل «إسرائيل»، وهو ما يضر رئيس الوزراء الحالي في الانتخابات.

 

فالمعادلة التي فرضها حزب الله في موازين القوى مع العدو الإسرائيلي، أعطت ثمارها. فبحسب المعلومات وصل إلى لبنان رسالة أميركية عبر الكويت، أن الولايات المُتحدة الأميركية حصلت على ضمانات من العدو الإسرائيلي بأنه سيعطي لبنان ما يُطالب فيه بعد إنهاء الانتخابات النيابية في «إسرائيل».

 

وبغضّ النظر عن المسار الحقيقي للأمور على الأرض، من الواضح أن لبنان دخل في معادلة «من الندّ للندّ» مع العدو الإسرائيلي، وخير دليل على ذلك هو التأجيل الحاصل في إستخراج الغاز «الإسرائيلي»، وهو ما إعتبرته صحف «إسرائيلية» خسارة لـ «إسرائيل» أمام أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الذي نجح بتوجيه الرسائل العسكرية (المسيّرات) في الوقت والزمان المناسبين. أيضًا كان لموقع «القناة 14 الإسرائيلي» مقال ذكرت فيه أن المفاوضات تذهب بإتجاه تسوية دائمة، لكن هناك تنازلات مؤلمة من الجانب «الإسرائيلي» في تفاصيل الاتفاق.

ترسيم الحدود والإستحقاق الرئاسي

 

وإذا كانت المُعطيات تُشير إلى أن العدو الإسرائيلي يتذرّع بالإنتخابات النيابية «الإسرائيلية» لتأجيل التوقيع على إتفاق مع لبنان خوفًا من أن يؤثّر هذا الإتفاق على نتائج انتخابات «الكنيست»، إلا أن السؤال هو عن مدى تأثير هذا الاتفاق – في حال وُقّع – على الإستحقاق الرئاسي في لبنان؟

 

من البديهي القول إن الواقع اللبناني يجعل ملفيّ ترسيم الحدود البحرية والإستحقاق الرئاسي مرتبطان بشكل عضوي. فالرئيس ميشال عون يُشدّد على التوصّل إلى إتفاق على ترسيم الحدود قبل إنتهاء ولايته نظرًا إلى التداعيات الإيجابية على فريقه السياسي. وفي المقابل، أشار بعض المُحلّلين أن الرئيس برّي يتريّث في الدعوة إلى عقد جلسة لإنتخاب رئيس للجمهورية بإنتظار معرفة مصير المفاوضات على ترسيم الحدود، الذي قد يرى النور قبل المهل الدستورية. فأي إتفاق على ترسيم الحدود يضع لبنان في نقطة تقاطع دولي ستؤثّر حكمًا على الإستحقاق الرئاسي، وهو ما سيُقصّي عددًا من المرشحين بشكل تلقائي وجعلهم خارج اللعبة.

 

لكن هذا الإقصاء الحتمي لبعض المرشحين، يوازيه «فيتو» واضح من قبل البطريركية المارونية على بعض الشخصيات، حيث أبدى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في عظته أمس، حرصه على حياد لبنان وعدم الإنغماس في صراعات الآخرين، وهو ما يُفسّره البعض الإتيان برئيس يكون من خارج الإصطفافات السياسية ومنفتحًا على الجميع، ويحظى بإجماع سياسي داخلي، بالإضافة إلى قدرته على التواصل مع المجتمع الدولي وفرض – بالحوار – رؤيته الإصلاحيّة سياسيًا وإقتصاديًا. فهل يُمكن للتقارب «الإشتراكي» مع حزب الله أن يُحقّق هذه الشروط ويأتي برئيس يرضى عليه الجميع؟ وحدها الأيام المقبلة قادرة على الإجابة على هذا السؤال.

 

 

************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

جنبلاط يتحرّك رئاسياً.. ويطمئن بكركي  

 

من الحجز الاحتياطي على ممتلكات النائبين المتهمين بجريمة تفجير المرفأ علي حسن خليل وغازي زعيتر اللذين نقلا ممتلكاتهما باستثناء “ما يحفظ ماء الوجه”، تحسباً، الى حادثة المودع بسام الشيخ حسين في فدرال بنك وما تردد امس على بعض وسائل التواصل الاجتماعي عن ارتباط بين الملفين بالاستناد الى بيان منسوب الى مستشفى الزهراء ينفي وجود والد الحاج حسين لديه، ونشر صور للمودع تؤكد انتماءه الى حركة أمل، وصولا الى لقاء جنبلاط-حزب الله وما تسرب من مضمونه، مضى المشهد السياسي في البلاد المرجح ان يشهد شللا تاما حتى الاسبوع المقبل نتيجة امتداد عطلة نهاية الاسبوع حتى الثلاثاء المقبل، كون الاثنين يوم عطلة رسمية في عيد انتقال السيدة العذراء.

 

لكن ولعدم تفسير الخطوة في غير محلها، سارع جنبلاط الى ايفاد نجله تيمور الى الديمان امس لشرح الموقف واطلاع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على ابعاد تواصله مع الحزب وما افضت اليه “العصرونية” بينهما وتأكيد صلابة الشراكة في الجبل.

 

جنبلاط في الديمان

 

فغداة لقاء الاشتراكي – حزب الله في كليمنصو، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط الذي قال بعد اللقاء: زيارتنا لنؤكد لصاحب الغبطة ان شراكتنا الوطنية والتاريخية شراكة ثابتة بدأت بمصالحة الجبل وان شاء الله ستستمر في المستقبل لمصلحة لبنان ولاستقلاله ولسيادته رغم كل الضغوطات والمواقف السياسية.

 

.. والعريضي عند بري

 

في الحركة “الاشتراكية” ايضا، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الوزير السابق غازي العريضي موفدا من رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط، حيث جرى عرض للاوضاع العامة والمستجدات السياسية. وغادر العريضي من دون الادلاء بتصريح.

 

لسنا معنيين

 

في المواقف السياسية لا سيما ما يتصل بملف ترسيم الحدود، غرد نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم على حسابه عبر “تويتر”: “نحن معنيون بأن يحصل لبنان على حقوقه في المهلة المحددة، ولسنا معنيين بظروف الحكومة الإسرائيلية والانتخابات في الكيان، وحزب الله قوة داعمة للدولة لاسترجاع الحقوق بالترسيم والحفر والاستخراج من دون تسويف أو مماطلة”.

 

مفترق طرق

 

على الخط الاقتصادي، وغداة الحادثة المصرفية، التي اكدت ضرورة اعادة هيكلة المصارف، اعتبر نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال سعادة الشامي في بيان أن “لبنان يقف الآن على مفترق طرق ويبرز مساران لا ثالث لهما: (1) الاعتراف بالواقع وبالأزمات العميقة التي نعاني منها، والتعامل معها وجهاً لوجه ما يعني اتخاذ الإجراءات المطلوبة والقيام بالإصلاحات الضرورية والملحة، والتي تضع البلد على السكة الصحيحة؛ أو (2) ترك الأمور على ما هي عليه واستمرار حالة الإنكار عند البعض لن يبقينا حيث نحن الآن، بل سيدفع بالبلاد إلى المزيد من الانزلاق إلى الهاوية”. وقال: إن التقاعس عن القيام بما يجب القيام به ليس خيارًا بالنسبة لنا، ولم تعد مسألة شراء الوقت التي اتسمت بها معظم السياسات المالية والنقدية على مدار السنوات الماضية ممكنة لأن الوقت أصبح نادرًا جدًا وبالتالي ذا قيمة جد مرتفعة.  لن ينقذنا أحد إذا لم نحاول إنقاذ أنفسنا. إن مشاكلنا كبيرة لدرجة أن القليل من المساعدة من الأصدقاء المتبقين لنا في العالم لن يؤتي بالنتائج المرجوة. مشاكلنا أكبر من أن ينقذنا الآخرون، ولكن مع اتخاذ الإجراءات الصحيحة وبمساعدة المجتمع الدولي، يمكننا أن نخطو أولى الخطوات على طريق التعافي.  أي تأخير في المضي بالإصلاحات لن يؤدي إلى زيادة حدة الأزمة فحسب بل سيزيد من الوقت اللازم للخروج منها.

 

توقيف المودع

 

اما قضائيا، فأفادت معطيات صحافية أن المحامي العام التمييزي في بيروت القاضي غسان خوري اعطى اشارة قضائية ليلا بتوقيف بسام الشيخ حسين، على عكس ما تم الاتفاق عليه اثناء المفاوضات معه. في المقابل، قطع أهالي المودع طريق الاوزاعي احتجاجا على توقيفه.

 

المحروقات بالدولار؟

 

ودائما على الخط المعيشي، تراجع سعر صفيحة البنزين بنوعيه 95 و98 أوكتان 16000 ليرة لبنانية. كذلك، انخفض سعر صفيحة المازوت 21000 ليرة وقارورة الغاز 8000 ليرة. اما ممثل نقابة اصحاب محطات المحروقات فادي أبو شقرا فأعلن في حديث تلفزيوني ان “أرباح محطات البنزين تختفي بتغيّر جدول الأسعار وسنصل إلى وقت ستُسعَّر فيها الصفيحة بـ الدولار”.

 

بدل النقل

 

ليس بعيدا، أفاد وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم انه “تم تعديل قيمة بدل النقل اليومي للعاملين في القطاع الخاص المحددة سابقا بموجب المرسوم 8740/ 2022 والمنصوص عليه في المادة الأولى من القانون رقم 217 تاريخ 2012/3/30 بحيث أصبحت قيمة البدل عن كل يوم حضور إلى مركز العمل 95 الف ليرة لبنانية والذي سيصبح نافذا فور صدوره في الجريدة الرسمية وتوقيع كل من رئيسي الجمهورية والحكومة ووزيري المال والعمل وموافقة مجلس شورى الدولة عليه”.

 

الهبة القطرية

 

على صعيد آخر، أشارت قيادة الجيش- مديرية التوجيه في بيان، الى ان “بتاريخ 2022/8/12 تسلّمت قيادة الجيش الدفعة الأولى من الهبة المالية القطرية التي قدّمها أمير دولة قطر الشقيقة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للجيش اللبناني كمساهمة لدعم رواتب عناصر الجيش، وبدأ توزيعها اليوم بالتساوي على جميع العسكريين. وشكر قائد الجيش العماد جوزاف عون دولة قطر وأميرها على هذه المبادرة القيمة تجاه الجيش اللبناني، منوّها بالتزامها تجاه لبنان وجيشه في ظل التحديات التي تواجهه نتيجة تداعيات تدهور الوضع الاقتصادي”.

 

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram