افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 25 تشرين الثاني 2022

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 25 تشرين الثاني 2022

Whats up

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

شي بينغ أول الأسبوع المقبل في الرياض… وثلاث قمم للصين… سعودية وخليجية وعربية
 فيصل كرامي يملأ فراغ طرابلس… وحيدر ناصر نائباً: مستقلّ مع سلاح المقاومة جلسة الانتخاب مكانك راوح… وحزب الله متمسك بفرنجية ولم يقفل باب البحث مع باسيل

 

 تستعدّ المنطقة لحدث تاريخي مطلع الأسبوع المقبل، حيث يصل الرئيس الصيني شي جين بينغ الى الرياض للمشاركة في ثلاث قمم قال وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان إنها ستشكل موضوع الزيارة التي ستتولى تعزيز الشراكة السعودية الصينية والخليجية الصينية والعربية الصينية. وقالت صحيفة الغارديان إنّ الترحيب الذي يجري تحضيره للزعيم الصيني «يتناقض بشكل صارخ مع الترحيب الذي مُنح للرئيس الأميركي جو بايدن، ما يعكس العلاقات المتوترة بين البلدين، والنفور الشخصي بين بايدن والزعيم السعودي الفعلي محمد بن سلمان»، ورأت أنّ الرئيس الصيني يعتزم «تعزيز الروابط بين بكين والرياض»، وتقديم الصين على أنّها حليف للمملكة العربية السعودية، في وقت تتراجع علاقتها مع واشنطن، وأشارت إلى أنّ الصين هي الشريك التجاري الأهمّ للمملكة العربية السعودية، فالصين هي المشتري الأكبر للنفط السعودي، ويأتي تطور العلاقات السعودية الصينية في توقيت متزامن مع الكلام الأميركي عن إعادة تقييم العلاقة مع السعودية، كما قال الرئيس الأميركي جو بايدن، والأزمة الأميركية السعودية تصاعدت وظهرت الى الواجهة مع اتهام أميركي للسعودية بتفضيل علاقتها مع روسيا على تحالفها مع الغرب وفي طليعته الولايات المتحدة، كما تتزامن زيارة الرئيس الصيني مع رغبات سعودية معلنة باعتماد تموضع جديد مع التغييرات الدولية منذ حرب أوكرانيا، ترجمتها طلبات الانضمام إلى منظمة شنغهاي ومجموعة بريكس.
لبنانياً شكل قرار المجلس الدستوري بإعلان نيابة المرشحين فيصل كرامي وحيدر ناصر عن طرابلس مكان رامي فنج وفراس السلوم، الحدث المحلي الأبرز بعدما تحوّلت جلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية إلى مشهد فولكلوري مكرر، فاحتفلت طرابلس باستعادة مكانتها في صناعة الزعامات وملأت فراغها السياسي بنيابة فيصل كرامي الذي أعلن عزمه على بدء مشاورات سياسية ونيابية الإثنين بنية تشكيل جبهة نيابية وطنية، بينما كان النائب المعلن فوزه حيدر ناصر يؤكد انه نائب مستقل داعم للمقاومة وسلاحها.
في جلسة الانتخاب الرئاسية تكرّر المشهد بالتصويت بين الورقة البيضاء بـ 50 صوتاً وميشال معوض بـ 42 صوتاً، مقابل مجموعة أصوات توزعت على أسماء لبنان الجديد وعصام خليفة وزياد بارود وصوت سياسي لمدير الجمارك الموقوف في تفجير المرفأ بدري ضاهر، وقالت مصادر نيابية إنّ الورقة البيضاء باقية ما بقي التوافق بعيد المنال، وإنّ ثنائي حزب الله وحركة أمل متمسك بترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، وإنّ حزب الله لم يقفل باب البحث مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.
جلسة جديدة انضمّت الى الجلسات الستّ الماضية عجزت عن وضع حدّ للشغور في سدة رئاسة الجمهورية، ما يعني أنّ الملف الرئاسي خرج من اليد اللبنانية إلى القبضة الخارجية بانتظار معجزة إقليمية ـ دولية لإنتاج تسوية رئاسية غير ناضجة المعالم في ظلّ عاصفة التصعيد التي اقتحمت المشهد الإقليمي والدولي خلال الأسابيع الماضية والتي ستترك تداعيات سلبية كبيرة على الساحة اللبنانية.
ولم تحمل الجلسة السابعة أيّ تطورات جديدة، باستثناء زيادة عداد النائب المرشح ميشال معوض صوتين هما النائبين مارك ضو ونجاة صليبا، وظهور أسماء جديدة كبدري ضاهر حملت رسالة سياسية، فيما نال الوزير السابق زياد بارود صوتين يعودان لنائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب والنائب الياس جرادي، والجديد هو إقرار ضمني لنواب الكتائب وكتلة التغيير بالقراءة الدستورية التي قدّمها رئيس مجلس النواب نبيه بري في الجلسة الماضية في معرض ردّه على النائب سامي الجميّل حول النصاب، إذ لم يثر نواب الكتائب ولا التغييريين هذا الموضوع كما درجت العادة في بداية كلّ جلسة.
وكانت الجلسة عُقدت بحضور 110 نواب وتغيّب 7، وانتهت الدورة الأولى من التصويت بنتيجة 42 صوتاً لميشال معوض و50 ورقة بيضاء و1 بدري ضاهر و2 زياد بارود و6 عصام خليفة و8 لبنان الجديد وواحدة ملغاة. وبعد أن فقد النصاب، رفع بري الجلسة الى الخميس المقبل. ما أثار اعتراض عدد من النواب الذين رفضوا الخروج من قاعة المجلس لاعتبارهم أنّ بري لم يرفع الجلسة ومطالبين بعد النواب للتحقق من النصاب، إلا أنّ بوصعب أكد لهم بأنّ بري رفع الجلسة وتمّت تلاوة محضر الجلسة، كما عدّ بوصعب النواب 3 مرات وتبيّن وجود 72 نائباً أيّ أقلّ بكثير من النصاب.
وحصل سجال بين النائب سليم عون والنائب وضاح الصادق بعدما اتهم الأخير التيار بتعطيل النصاب، فردّ عليه عون بالقول: «مين انت لتتهمنا».
ولفت أكثر من مصدر نيابي في فريق تحالف «الورقة البيضاء» لـ «البناء» في قراءتهم لنتيجة الجلسة الى أنها أثبتت بأنّ إصرار الفريق الداعم لمعوض يستمرّ بترشحه من باب التكتيك التفاوضي والمناورة لرمي كرة التعطيل على الفريق الآخر، ولحرق المرشحين والوقت معاً بانتظار إيحاءات وإشارات خارجية»، وردّت المصادر على اتهام فريق الكتائب والتغييريين والقوات لفريق ثنائي حركة أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر بتعطيل انتخاب الرئيس من خلال تطيير النصاب بالقول: «هل إذا توفر نصاب الثلثين يضمن النائب معوض تأمين أكثرية الـ 65 صوتاً؟ فهو نال 42 فمن أين سيأتي بـ 23 صوتاً؟»
وأضافت المصادر بالتأكيد بأنّ جلسة الأمس والجلسات الماضية أثبتت بأن أيّ فريق لا يمكنه تأمين نصاب الثلثين ولو استطاع تأمين الأكثرية، ما يعني أنّ الرئيس لا ينتخب إلا بتسوية سياسية أو تفاهم على المرحلة المقبلة من رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة وحكومة جديدة تتولى مهمة الإنقاذ الاقتصادي تستطيع الانفتاح على المجتمعين الدولي والعربي، واستكمال القوانين الإصلاحية والتفاوض مع صندوق النقد الدولي»، مؤكدة أنّ الحلّ للأزمة ليس انتظار التسويات الخارجية والمبادرة الفرنسية وغيرها، بل التفاهم على رئيس يحظى بأوسع تأييد مسيحي ووطني وإقناع الخارج بها، لأنّ التسوية الخارجية قد تطول كثيراً في ظلّ تعقيدات المنطقة ولائحة الملفات الإقليمية والدولية المتفجرة والتي يقع لبنان في آخرها.
وعلمت «البناء» أنّ باب الحوار بين حزب الله ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل حول إقناع باسيل السير برئيس تيار المرده سليمان فرنجية لم يُقفل بعد، وغير صحيح أنّ الثنائي يبحث بأسماء جديدة خلال الحوار مع القوى السياسية وبكركي والفرنسيين، بل لا مرشح لحزب الله وحركة أمل حتى الساعة سوى فرنجية والعمل جارٍ على صياغة تفاهم مع باسيل على المرحلة المقبلة.
وأشار عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي حسن خليل في تصريح بعد الجلسة الى أنّ «المهمّ التركيز على نقطة اساسية وهي التفتيش الجدي عن صيغة للتفاهم للخروج من حالة الجمود القائمة، واذا بقينا في نفس الأسلوب من دون ان يحصل حوار حقيقي بين بعضنا البعض وتواصل جدي مع بقية الكتل خارج إطار الاستعراض الإعلامي، واذا كان الحوار على طاولة صعبة الانعقاد في هذا الوقت، هذا أمر لا يمنع ان تتواصل القوى السياسية مع بعضها البعض. ولنحكِ مع بعضنا البعض».
أضاف: «نحن أول الناس الداعين الى التواصل الداخلي بين الكتل في المجلس النيابي. أما الخروج من الجلسة هو من أساليب التعبير عن الموقف، هذه الورقة البيضاء تأكيد إصرارنا على عدم تحدي ايّ مكون آخر».
بدوره، لفت عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي عمّار إلى أنّ «قائد الجيش جوزيف عون قدّم نموذجاً طيّباً في إدارته للمؤسّسة، واستطاع من خلال قيادته للجيش أن يحمي السلم الأهلي، ولكنّ هذا الأمر ليس له ربط بالاستحقاق الرئاسي، ولا أقول إنّه ليس مرشّحاً بل ليس له ربط». وركّز على أنّه «إذا لم يحصل وفاق أو إذا تأخّر، فالأمور متّجهة إلى وضعٍ كارثيّ أكثر ممّا نحن عليه اليوم». وذكر أنّ «خروجنا من الجلسة، سببه تمنّع البعض عن الحوار والوفاق».
وأشارت كتلة «الوفاء للمقاومة»، بعد اجتماعها، الى أنّ «التفاهم لانتخاب رئيسٍ للجمهورية في هذه المرحلة، هو المعبر الأسرع لإنجاز هذه المهمة الدستوريّة، فضلاً عن أنّ من شأنه تذليل العديد من العقبات المعيقة وتسهيل العديد من الخطوات والمناخات المطلوبة لانتشال البلاد من أزمتها الاقتصادية والمالية الراهنة وبأقصر وقتٍ ممكن».
وكشف النائب سيمون ابي رميا، انّ «التيار الوطني الحر في نقاش جدي حول اسم المرشح الرئاسي الذي يمكن ان يكون من داخل التيار او حليف له».
وعن ترشح النائب باسيل، أوضح أبي رميا أنّ «باسيل على الرغم من حقه في الترشح لا يريد خوض غمار المعركة الرئاسية فالظروف الداخلية لا تسمح بذلك».
في غضون ذلك، سُجلت مفاجأة على خط الطعون النيابية. حيث أبطل المجلس الدستوري نيابة رامي فنج وفراس السلوم، وأعلن فوز فيصل كرامي عن المقعد السني وحيدر ناصر من لائحة فنج عن المقعد العلوي.
وأوضح رئيس المجلس الدستوري القاضي طنوس مشلب أن «الفرق بين لائحة رامي فنج واللائحة الأخرى كان بسيطاً». وأضاف «عند إعادة الفرز تغيّرت النتائج وصحّحناها وأعلنا إبطال نيابة رامي فنج عن المقعد السني وفراس السلوم عن المقعد العلوي، وحلّ كرامي نائباً عن المقعد السني وحيدر ناصر عن المقعد العلوي». كما كشف عن انّ «نتائج المتن وعكار تحتاج إلى بعض الوقت لتظهر وربما بعد أسبوعين سيتمّ الإعلان عنها».
وفي نتيجة قرار الدستوري، خسر تكتل التغيير نائباً آخر هو رامي فنج بعد خروج النواب ميشال دويهي ووضاح الصادق من التكتل وأمس مارك ضو ونجاة صليبا اللذين غرّدا خارج سرب زملائهم وصوّتا لمعوض وليس للدكتور عصام خليفة. مقابل زيادة عدد نواب فريق 8 آذار صوتاً هو فيصل كرامي وما يمثله من رمزية «سنية» ووطنية وقومية حليفة للمقاومة، وأعاد الاعتبار للتمثيل التاريخي والوطني لمدينة طرابلس بعدما حاولت القوات اللبنانية بدعم سعودي ومن الرئيس نجيب ميقاتي اختراق الساحة الطرابلسية لتغيير هويتها ودورها وموقعها في دعم المقاومة والعلاقات المميزة مع سورية.
وأشار النائب كرامي، إلى «أنني أبارك للأخوة والمحبّين الذين كان قد تمّ إلغاء أصواتهم دون وجه حق في عدد من أقلام طرابلس والضنية وعددهم يزيد على 600 صوت، فها هو المجلس الدستوري اليوم ينصفهم ويعيد لهم حقهم الذي يكفله الدستور. وأبارك لكلّ الأخوة الذين اقترعوا لصالح لائحة الإرادة الشعبية اذ تحققت اليوم النتيجة الفعلية لاقتراعهم». وأكّد كرامي، «أنني سأكون دائماً قرب أهلي في مدينتي المظلومة ومعاناتهم ونضالاتهم وآمالهم ويدي ممدودة للجميع باستثناء القوات اللبنانية في هذا الظرف العصيب لكي نعمل بكلّ انفتاح وشجاعة على انقاذ لبنان من هاوية الانهيار».
قضائياً أيضاً، أفيد أنّ محكمة الاستئناف المدنية في جبل لبنان برئاسة القاضية ريما شبارو وعضوية المستشارين نضال الشاعر وكرمى الحسيكي ردّت دعوى الردّ المقدمة من وكيل رئيسة هيئة إدارة السير هدى سلوم المحامي مروان ضاهر ضدّ المحامية العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية نازك الخطيب في ملف فساد النافعة.
الى ذلك، ومقابل الخلاف السياسي حول رئاسة الجمهورية، بقي الوضع الاقتصادي الهمّ الأكبر للبنانيين الذين يترقبون نتائج القرارات الحكومية الجديدة على أوضاعهم المعيشية الصعبة أصلاً، في ظلّ توقعات الخبراء الاقتصاديين بانهيارات كبيرة سيشهدها لبنان بدءاً من مطلع العام المقبل، بعد سلسلة قرارات حكومية ولوزارة المال ومصرف لبنان ستكبّد المواطنين المزيد من الأعباء المالية والتي ستزيد في نسب الجوع والفقر، إضافة الى تصريحات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الأخيرة التي كشفت حجم المغالطات والتناقضات في الأرقام بموضوع الخسائر المالية ومصير الودائع واستمرار التهريب الى الخارج وسبب تعطيل إقرار الكابيتال كونترول ونسب النمو وأسعار الصرف والكهرباء، والتي ستحمّل المودعين والمواطنين عموماً ثمن العجز المالي وخسائر المصرف المركزي وتمويل خزينة الدولة من جيوبهم برفع سعر الدولار الرسمي والجمركي الى 15 ألف ليرة تحت تغطية رفع رواتب وأجور القطاع العام. ويتوقف الخبراء بقلق وحذر شديدين عند مضمون الشق اللبناني من تقرير البنك الدولي، الذي كشف نية وتوجه الحكومة وخططها المالية والاقتصادية أنها ستجعل للشعب يدفع الثمن من دون الطبقات الغنية، فضلاً عن الكلام عن أنّ النظام المالي لم يعد يستطع تسديد الخسائر، كان بمثابة نعي للنظام المالي وقدرته على المعالجة والاستمرار.
ويتوقع الخبراء لـ «البناء» ارتفاع سعر صرف الدولار وأسعار السلع الاستهلاكية والمحروقات والكهرباء وما يُحكى عن أنّ السعر الرسمي الجديد سيطبق ويلحق تسديد القروض المصرفية ما سيصعب على المواطنين تسديدها، ما يتسبّب بنزاعات قضائية بين المصارف والمواطنين من أصحاب القروض. ويخلص الخبراء للتحذير من احتجاجات شعبية مقبلة في الشارع وفوضى أمنية قد تحتاجها قوى إقليمية ودولية للضغط السياسي في الاستحقاق الرئاسي والتسوية المنتظرة.
وحذرت مصادر مالية وسياسية عبر «البناء» من دفع كبير من المصارف وقوى سياسية تدور في فلكها، لإقناع الدولة ببيع أصولها من العقارات والأسهم والسندات والذهب وغيرها، لسدّ الفجوة المالية، ما يعني أخذ الدولة الى إفلاس عام، ومنح المسؤولين عن الانهيار من المصارف ومصرف لبنان والمنظومة المالية السياسية القائمة، صكّ براءة عن السرقات والهدر وتحويل الأموال للخارج.
وأعلن مصرف لبنان في بيان، عن «إنجاز عملية التدقيق في موجودات خزنة المصرف من الذهب (سبائك ونقود معدنية) التي أجرتها شركة تدقيق عالمية متخصّصة ومحترفة في هذا المجال، تمّ اختيارها وتكليفها من قِبَل مفوَّض المراقبة الخارجي للمصرف وبالتنسيق والتوافق مع صندوق النقد الدولي».
وأضاف: تأتي هذه الخطوة بناءً على طلب صندوق النقد الدولي، وتعزيزاً للشفافية في موجودات مصرف لبنان. وتبيّن لهذه الشركة وبعد استكمال عملية التدقيق، أنّ موجودات خزنة مصرف لبنان من الذهب (سبائك ونقود معدنية) مطابقة تماماً، كمّاً ونوعاً، للقيود المسجّلة في السجلات المحاسبية لمصرف لبنان

****************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

فرنسا تروّج لقائد الجيش

 


التطور الأبرز في المساعي الخارجية لمعالجة ملف انتخابات رئاسة الجمهورية تمثّل في معطيات جديدة واردة من باريس، وعواصم أخرى، تؤكّد أن فرنسا، مدعومة من واشنطن والرياض، باتت أقرب إلى الإعلان عن دعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية.

وقال مطلعون على الاتصالات الفرنسية إن الفرنسيين سينتقلون إلى مرحلة جديدة بعد إخفاقهم في الحصول على موافقة أميركية وسعودية لعرض مبادرة للحل. وأوضح هؤلاء أن «خلية لبنان» التي تضم المستشار الدبلوماسي إيمانويل بون ورئيس الاستخبارات الخارجية السفير برنار إيمييه تنطلق من حسابات تقوم على معارضة أي تسوية يستفيد منها حزب الله والتيار الوطني الحر، وأن هذا الموقف هو ما يدفع الفرنسيين إلى الإصرار على حوارات مركّزة مع الحزب والتيار في محاولة للوصول إلى صفقة، الأمر الذي يرفضه الجانبان. وفي هذا السياق، يحاول الفرنسيون حشر رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بقصد إبعاده عن حزب الله، مع إدراكهم بأن هذا الطريق مسدود. وتفيد المصادر بأن الفرنسيين يعدون لجولة اتصالات جديدة تتولاها السفيرة آن غريو، مع تردّد أنباء عن زيارة يقوم بها مسؤول فرنسي رفيع إلى بيروت لهذه الغاية.
في غضون ذلك، تصرّ الرياض على أنها لن تكون معنية بالملف الرئاسي إلا في حال كان هناك خيار واضح يقود إلى انتخاب رئيس معارض لحزب الله مع وعود واضحة بتركيبة حكومية وإدارات عامة ورؤساء للأجهزة الأمنية تكون كلها بعيدة عن أي وصاية للحزب، وأن كل الاتصالات التي تجري معها من أطراف لبنانية وغير لبنانية تبقى في إطار التشاور لا أكثر. ويؤكد المتابعون أن «العلاقة بين السعوديين والفرنسيين غير مستقرة وأن الخلافات حول عدد من الملفات تمنع حتى الآن تحقيق أي تقدم في المبادرة التي تحاول باريس أن تحولها إلى تسوية».
وبحسب مصدر على صلة بالرياض، يزداد النقاش داخل السعودية حول النتائج التي حصدتها الرياض على الساحة اللبنانية في السنوات الست الماضية، مع انقسام حول أداء السفير في لبنان وليد البخاري الذي تبين أنه يضيع في التعليمات التي تصله من أكثر من مسؤول سعودي بين الاستخبارات العامة ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية، من دون أن تكون لديه أي قناة اتصال بالديوان الملكي. وهناك رأي وازن في الرياض بأن أي مراجعة للسياسة في لبنان تقتضي تغيير طاقم السفارة في بيروت، بعد التقييم غير الإيجابي لأداء السفير في الانتخابات النيابية الأخيرة وصولاً إلى «منتدى الطائف» الذي دعا إليه أخيراً والذي كانت أصداؤه سلبية شكلاً ومضموناً، فضلاً عن شعور لدى المملكة بأنها خسرت ولاء الطائفة السنية بعد التضحية بالرئيس سعد الحريري. وبناء عليه، يجري البحث في دوائر القرار السعودية بعمق في الملف اللبناني بمعزل عن الملف الرئاسي، وبحسب معلومات «الأخبار» هناك محاولة لرسم خطة جديدة تُرفع إلى ولي العهد محمد بن سلمان تنطلق من إعادة نظر شاملة في السياسة السعودية في لبنان.


من جهة أخرى، كشفت مصادر مطلعة أن الفرنسيين يدرسون مع الجانب الأميركي وعواصم عربية بينها القاهرة وعمان فكرة أن يصار خلال أسابيع قليلة إلى حسم الجدل وإلغاء العقبات التي تحول دون تنفيذ مشروع استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن إلى لبنان. وقالت المصادر إن الفرنسيين يحضرون لمؤتمر يعقد قريباً في الأردن يكون شبيهاً بما عقد سابقاً من أجل العراق، وإنهم يريدون خطوات لبنانية تساعد على تسهيل صدور موافقة من البنك الدولي وإعفاء أميركي من أي عقوبات بما يسمح بتلقي لبنان ما يحتاجه من غاز وكهرباء قريباً.

***************************

افتتاحية صحيفة النهار

نواب عابثون… ومخاوف من “طعون التوازنات” !

صحيح ان قراري #المجلس الدستوري اللذين اديا الى استبدال نائبين سني وعلوي من دائرة #طرابلس لم يكسرا حتى الان التوازنات الجوهرية التي قام عليها مجلس النواب الحالي منذ انتخابات أيار الماضي، الا ان ذلك لا يخفي الريبة من الفصل الأخير من الطعون بما يكمل منحى الاختلال لمصلحة “محور الممانعين”. كما ان التوازنات الجدية لصورة المجلس عموما يظهر اختلالها بأداء نيابي وسلوكيات نيابية اشد خطورة من التوازنات العددية. #فيصل كرامي النائب مجددا في خانة 8 اذار وحيدر اصف ناصر النائب “الغامض الهوية”، ولكن الاقرب الى علاقة بنظام بشار الأسد، جاء تثبيتهما امس على يد المجلس الدستوري ليحرك بعض الريبة حيال ما اذا كانت ثمة مفاجآت إضافية في ثلاثة طعون متبقية من شأنها ان “تعبث” بتوازنات مجلس هو الان في عز المهمة الأشد خطورة لجهة كونه هيئة انتخابية دائمة الى حين انتخاب رئيس الجمهورية بما يرتب التنبه والتيقظ لاي اختلال محتمل من شأنه ترجيح كفة تحالف على اخر ومرشحين على مرشحين اخرين .. ولو ان أيا من النائبين الذين اسقطت نيابتهما امس لم يطعن او يطلق شكوكا في اخذ المجلس الدستوري بطعون الطاعنين .

اما الوجه الشديد السلبية الذي واكب انعقاد الجلسة السابعة لمجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية، فلم يكن في الاستعادة “التقليدية” لمشهد توزع كوتات الأصوات بين كتلتي ميشال معوض والأوراق البيضاء، بل حقيقة في اداءات نيابية “تلهو” بينهما وتقدم نماذج سيئة للغاية عن نواب باتوا يستسهلون “المسرحة” في جلسات انتخاب صاحب المنصب الأول في الدولة. برز ذلك امس في الاستهانة برأي عام يراقب مآل العجز النيابي الفاضح عن وضع حد لحالة الشغور الرئاسي فاذا بمجموعات نيابية يتوزع بعضها استسهال التغيب “ولو بعذر” مع عدد مرموق منهم كأن الجلسة عادية وليست لانتخاب رئيس الجمهورية، وبعضها الاخر يتذاكى مجددا باسقاط بضعة أصوات لاصحاب أسماء مرموقة لا يجوز المضي في توظيف اسمائها على سبيل حرق الوقت وغسل الايدي، وبعض ثالث “مترف” بثقافة اللهو يذهب الى اسقاط أسمي بدري الضاهر والرئيس التشيلي الماركسي السابق سيلفادور اليندي. كل هذا رسم مزيدا من “مسخ” العملية الانتخابية وبات يفرض سلوكيات مختلفة يبدو ان ثمة اوساطا نيابية وسياسية ستشرع في اثارتها قريبا.

الجلسة – الملهاة

اذن كاد إبطال نيابة النائبين رامي فنج وفراس السلوم وقبول الطعنين بحقهما من فيصل كرامي عن المقعد السني في طرابلس وعضو لائحة فنج حيدر آصف ناصر عن المقعد العلوي في طرابلس يطغى على الجلسة السابعة لانتخاب رئيس للجمهورية التي دارت في معادلة العقم. وقد عقدت الجلسة في حضور 110 نواب. وانتهت بنتيجة 42 صوتا لميشال معوض و50 ورقة بيضاء و1 بدري ضاهر و1 لسيلفادور اليندي و2 لزياد بارود و6 لعصام خليفة و8 لـ”لبنان الجديد” . وبعد ان طير نواب 8 آذار النصاب، رفع بري الجلسة الى الخميس المقبل.

واللافت ان عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب علي حسن خليل دعا الى “التركيز على نقطة اساسية وهي التفتيش الجدي عن صيغة للتفاهم للخروج من حالة الجمود القائمة، واذا بقينا في الاسلوب نفسه من دون ان يحصل حوار حقيقي بين بعضنا البعض وتواصل جدي مع بقية الكتل خارج اطار الاستعراض الاعلامي ولنقل اذا كان الحوار على طاولة صعبة الانعقاد في هذا الوقت، هذا امر لا يمنع ان تتواصل القوى السياسية مع بعضها البعض. ولنحكِ مع بعضنا البعض”.

كما ان عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي عمار اعتبر ان “البلد مأزوم على الصعيدين الاقتصادي والمالي، والحمد لله لم نصل الى التفلت الامني”. ودعا الى ضرورة “الاسراع في الحوار للوصول الى اتفاق”.

في المقابل اشار المرشح النائب ميشال معوض إلى تقدم عدد أصواته في جلسة الامس مقارنة مع المرات الماضية، مضيفاً “جزء من التقدم هو إعلان “حزب تقدم” عن اتفاق حصل بيننا والتصويت لي في الجلسات.”” وقال انه “لعدم الوصول لرئيس رمادي يجب الحصول على أكثرية من القوى السيادية والإصلاحية وتأمين النصاب”، وتوجه الى “كتلة الاعتدال” وللتغييريين بالقول: “نحن معارضة متنوعة ويجب بناء جسور وهناك خوف من تسوية لكن لإنقاذ البلد يجب المخاطرة”. كما لفت إلى أن “لو أردت التفكير بما ممكن أن يحصل لما ترشحت من الأساس، والرئيس رينه معوض انتخب على أساس مشروع واضح لا على أساس مشروع تسووي ولهذا السبب اغتالوه لأنه لم يكن رماديا” . وشدد معوض على أنه لم يعترض يومًا على زيارة سفير لأي مرشح، وقال:”ليطرحوا علينا مرشّحاً إنقاذيًّا وسياديًّا وسأكون أوّل من يُؤيّده…أخوض معركة لبنانية، وأقول لمن يصوت بورقة بيضاء ويعطل الجلسات وينتظر تسوية خارجية إنه لا يجب انتظار صفقات خارجية لأنها ستكون على حساب الشعب. انا مرشح “بوضح النهار” وأحمل مشروعا وأطرح خريطة طريق ووصل عدد أصواتي للـ45 صوتًا تقريبًا فليترشح من يعتقد أن هذه الأمور غير كافية”.

كرامي وناصر نائبان

في غضون ذلك كانت تبرز مفاجأة الطعون النيابية اذ أبطل المجلس الدستوري اليوم نيابة رامي فنج وفراس السلوم، وأعلن فوز فيصل كرامي عن المقعد السني وحيدر آصف ناصر من لائحة فنج عن المقعد العلوي. واوضح رئيس المجلس الدستوري القاضي طنوس مشلب انه “كان هناك طعن مقدّم من فيصل كرامي وحيدر ناصر ضد الأشخاص انفسهم ، وضمينا الطعنين وأعدنا فرز تقريباً 50 قلما” ، مشيراً إلى أن “الفرق بين لائحة رامي فنج واللائحة الأخرى كان بسيطاً”. وأضاف “عند إعادة الفرز تغيرت النتائج وصححناها وأعلنا إبطال نيابة رامي فنج عن المقعد السني وفراس السلوم عن المقعد العلوي، وحلّ كرامي نائباً عن المقعد السني وحيدر ناصر عن المقعد العلوي”. كما كشف عن ان “نتائج المتن وعكار تحتاج إلى بعض الوقت لتظهر وربما بعد أسبوعين سيتم الإعلان عنها”.

ومن المعلوم أن كرامي مقرّب جدا من “حزب الله” والنظام السوري ، وبالتالي سيكون ضمن موقعه المعروف في تحالف 8 آذار، في الاستحقاقات، لاسيما انتخابات #رئاسة الجمهورية. في المقابل، فان رامي فنج، هو أحد النواب التغييريين الـ13 الذين انضووا ضمن كتلة “التغيير” ورغم معارضته للمنظومة السياسة بشكل عام، كان أقرب إلى الخط السيادي لجهة التموّضع في الاستحقاقات، وصوّت لميشال معوّض في جلسات انتخابات رئاسة الجمهورية.

اما في الجانب العلوي فمن المعروف أن السلّوم كان مقرباً من محور 8 آذار والنظام السوري، فيما ليس من الواضح توجّهات حيدر وتموضعه في المجلس النيابي. بالمحصّلة، خسر الفريق المناهض لمحور 8 آذار نائباً تغييرياً هو رامي فنج، لصالح آخر مقرّب من “حزب الله” والنظام السوري، هو فيصل كرامي، مقابل خسارة فراس سلوم امام حيدر ناصر، الذي لا وضوح في مواقفه السياسية بعد .

ويقول مصدر مقرب من حيدر أن الأخير قريب من رئيس النظام السوري بشار الأسد بشكل عام ، لكنّه في الوقت نفسه يقول إنه يُعارض “حزب لله” وسلاحه، كما يُعارض تدخّله في سوريا نسبة لمحاولاته تشييع العلويين هناك، وينطلق من انتفاضة 17 تشرين في توجهاته الداخلية، وهذا ما برز خلال حملاته الانتخابية، بحسب ما ينقل عنه المصدر نفسه.

*************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

معوّض يعزّز مواقعه: أخوض معركة لبنانية في مواجهة الصفقات الخارجية

“حزب الله” يسترجع “الأفندي”: “ورقة بيضاء”… بالزائد!

مرضى غسيل الكلى مهددون بحياتهم، وأدويتهم ومستلزمات علاجهم الطبية عرضة للانقطاع، لا يهمّ. اللبنانيون عموماً لن يكونوا قادرين على الاستشفاء لأنّ نقابة المستشفيات أعلنت أمس أنها “سوف ترى نفسها مضطرة إلى عدم استقبال المرضى على نفقة وزارة الصحة”، لا يهمّ… المهم والأهم أن تعيد المنظومة الحاكمة تنظيم صفوفها وتعزيز قبضتها على الدولة ومؤسساتها وتبسط سطوتها على كامل مفاصل السلطة، والباقي كله تفاصيل.

فبعد طول لفّ ودوران وتسطير للقرارات المسقطة للطعون الانتخابية، وصل المجلس الدستوري إلى “لبّ الطعون” أمس فأعاد فيصل كرامي إلى مقعد طرابلس السنّي بدل رامي فنج ما انسحب إبطالاً لنيابة فراس سلوم لصالح حيدر ناصر عن المقعد العلوي، فكان لـ”حزب الله” ما أراد منذ لحظة إعلان سقوط “الأفندي” في صناديق الاقتراع حتى استرجعه سالماً غانماً إلى بيئته النيابية الحاضنة لينضمّ إلى “رفاق السلاح” في المجلس صوتاً إضافياً إلى جانب خيارات “الحزب” الاستراتيجية… و”ورقة بيضاء” بالزائد في الحسابات الرئاسية إلى أن يحين موعد التسوية الخارجية على رأس الجمهورية، وهو ما بدا جلياً في أول تصريح لكرامي إثر صدور قرار “الدستوري”، حين أعاد استنساخ خطاب الممانعة في تبرير تعطيل الاستحقاق الرئاسي مؤكداً استحالة انتخاب رئيس جديد “من دون توافق” مسبق.

وتحت هذا الشعار، انعقدت الجولة الانتخابية السابعة وطارت، من دون أن تقدّم أو تأخر في التموضعات النيابية بين كتل 8 آذار وكتل المعارضة، فانتهت إلى ما انتهت إليه سابقاتها في صناديق الاقتراع مع تسجيل إضافات جديدة في قائمة الترشيحات الخلّبية والتسميات والمسمّيات الفولكلورية التي تتقاطع في أهدافها مع لعبة تضييع الوقت وإطالة عمر الشغور، بينما سجّلت جلسة الأمس إعادة احتساب للأصوات بعدما انتهت عملية الفرز الأولى ما عزّز القناعة بالحاجة الملحّة إلى اعتماد التصويت الالكتروني في المجلس، لتكون النتيجة النهائية 50 ورقة بيضاء مقابل 42 صوتاً للنائب ميشال معوض و8 أصوات لعصام خليفة وصوتان لزياد بارود وصوت لبدري ضاهر وورقة ملغاة حملت اسم الرئيس التشيلي السابق سلفادور أليندي.

ومع تكرر سيناريو تعطيل النصاب فور انتهاء الدورة الانتخابية الأولى، تكررت المواقف نفسها خارج القاعة العامة من قبل نواب 8 آذار والمعارضة والتغييريين، في حين استرعى الانتباه موقف لـ”حزب الله” على لسان عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي عمّار أشاد فيه بمناقبية قائد الجيش العماد جوزيف عون بوصفه “قدّم نموذجاً طيّباً في إدارته المؤسّسة العسكرية واستطاع من خلال قيادته الجيش أن يحمي السلم الأهلي”، قبل أن يستدرك عمّار بالإشارة إلى أنّ تنويهه بقائد الجيش غير مرتبط بالاستحقاق الرئاسي “لكنني لا أقول إنّه ليس مرشّحاً بل (هذا الموقف) ليس له ربط” بالاستحقاق.

أما على ضفة المعارضة، فعزز معوّض مواقعه الرئاسية من خلال تأكيده نيل تأييد نائبَي حزب “تقدّم” مارك ضو ونجاة صليبا لترشيحه والاتفاق معهما على التصويت له في الجلسات الرئاسية، متوجهاً في الوقت عينه إلى سائر نواب التغيير والاعتدال بالقول: “نحن معارضة متنوعة ويجب بناء جسور لأنّ هناك خوفاً من تسوية وعلينا إنقاذ البلد”. وإذ شدد على أنه يخوض “معركة لبنانية” في مواجهة “الصفقات الخارجية” التي ينتظرها فريق “الأوراق البيضاء” لأنها “ستكون على حساب الشعب اللبناني”، أضاف معوّض: “ما يحصل لم يعد عملية إنتخابية إنما انتظار لتسوية أو صفقة ما لإبقاء هذه المنظومة قائمة لتدمير ما تبقّى من البلد”، مشدداً على أنه يُفضّل خوض “معركة صعبة” على أن يكون “شاهد زور”، مع إبداء انفتاحه على أي ترشيح آخر يؤمن المبادئ الوطنية التي يخوض المعركة الرئاسية على أساسها “وليطرحوا علينا مرشّحاً إنقاذيًّا وسياديًّا وسأكون أوّل من يُؤيّده”.

*************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

الجلسة السابعة لانتخاب رئيس للبنان انتهت كسابقاتها

47 صوتاً لمعوض و«حزب الله» وحلفاؤه يدعون إلى «الحوار»

فشل البرلمان اللبناني مرة جديدة في انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعدما أفقد «حزب الله» وحلفاؤه الجلسة نصابها قبل دورة الاقتراع الثانية، كما جرت العادة في كل الجلسات السابقة التي عقدت قبل وبعد نهاية ولاية الرئيس ميشال عون بداية الشهر الجاري.

ولم يتبدل مشهد الجلسة السابعة لانتخاب الرئيس عن سابقاته، وانتهت بتحديد رئيس البرلمان نبيه بري موعداً جديداً الخميس المقبل مع استمرار المواقف السياسية المنقسمة، فيما حصل النائب ميشال معوض على 42 صوتاً، كما دعا «حزب الله» و«حركة أمل» إلى الحوار لإنهاء أزمة الرئاسة.

وعقد البرلمان دورة أولى بحضور 110 نواب، أدلى خلالها النواب بأصواتهم ليخرج بعدها فريق «حزب الله» وحلفائه من القاعة حتى قبل إعلان نتيجة فرز الأصوات التي توزعت على 50 ورقة بيضاء من قبل الحزب وحلفائه، 42 صوتاً لميشال معوض من قبل جزء كبير من الكتل المعارضة، و8 «لبنان الجديد»، وضعها عدد من النواب السنة، و6 أصوات للدكتور عصام خليفة، إضافة إلى صوتين للوزير السابق زياد بارود، وصوت لمدير عام الجمارك الموقوف في قضية انفجار المرفأ بدري ضاهر، وورقة ملغاة.

وأعلن أمس عن توقيع حزب «تقدم» اتفاقاً حول الاستحقاق الرئاسي ينص على تصويت النائبين مارك ضو ونجاة صليبا لمصلحة النائب ميشال معوض، وتضمن الاتفاق نقاطاً حول السيادة وبناء الدولة والاقتصاد والسياسة الخارجية والخطة الاقتصادية للخروج من الانهيار وإدارة الاستحقاقات الدستورية.

وخلال الجلسة سجلت مداخلات من قبل عدد من النواب متعلقة باحتساب الأوراق ونصاب الجلسة، فيما سجلت مطالبة باعتماد التصويت الإلكتروني، وحصل سجال حول عدد الأصوات التي اقترعت بالورقة البيضاء والتي أعلن أنها 50 ورقة فيما أكد نائب في حزب «القوات اللبنانية» أنها 49 ورقة.

وبعد انتهاء الجلسة، لفت رئيس «حركة الاستقلال» النائب ميشال معوض إلى تقدم عدد أصواته مقارنة مع المرات الماضية، متحدثاً عن الاتفاق مع «حزب تقدم».

وفيما لفت إلى غياب خمسة نواب مؤيدين له، قال: «اليوم أحرزنا تقدماً بالنسبة إلى المرة الماضية، وانتقلنا من 45 صوتاً إلى 47 صوتاً تصويتاً وتأييداً، وجزء أساسي من هذا التقدم إعلان النائب مارك ضو والزميلة النائب نجاة عون صليبا باسم «حزب تقدم» عن اتفاق حصل بيننا وبينهم للتصويت لي انطلاقاً من الثوابت التي أدافع عنها». وقال: «ليطرحوا علينا مرشحاً إنقاذياً وسيادياً وسأكون أول من يُؤيده»، مؤكداً: «أخوض معركة لبنانية، وأقول لمن يصوت بورقة بيضاء ويعطل الجلسات وينتظر تسوية خارجية إنه لا يجب انتظار صفقات خارجية لأنها ستكون على حساب الشعب». وأضاف: «لعدم الوصول لرئيس رمادي يجب الحصول على أكثرية من القوى السيادية والإصلاحية وتأمين النصاب». وتوجه لكتلة الاعتدال وللتغييريين بالقول: «نحن معارضة متنوعة ويجب بناء جسور وهناك خوف من تسوية لكن لإنقاذ البلد يجب المخاطرة».

من جانبه، أسف رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل لتكرار المشهد كل يوم خميس في مجلس النواب، مشيراً إلى أن ما يحصل لم يعد عملية انتخابية إنما انتظار لتسوية أو صفقة ما لإبقاء هذه المنظومة قائمة لتدمير ما تبقى من البلد»، مضيفاً: «بتنا نسأل أنفسنا إذا كان من المفيد الاستمرار في حضور الجلسات».

وقال: «نحن أمام خيار إجراء عملية انتخابية حقيقية عبر عقد دورات متتالية وتطبيق الدستور بالشكل الصحيح أو القيام باستعراض كل يوم خميس أمام المواطنين وهذا تحوير للدستور وتحويل للحياة الديمقراطية إلى شيء يشبه الديمقراطية بالشكل فقط، وهي في الحقيقة لا تشبه الديمقراطية بشيء».

وقبيل الجلسة، أكد النائب في «اللقاء الديمقراطي» هادي أبو الحسن عدم وجود أي نية لديهم للتعطيل، وقال «أشعر بإهانة حين أخوض هذا المسلسل الدستوري الممل ولكن ليس لدينا كنواب أي رغبة في التعطيل على الإطلاق من هنا نحن مضطرون إلى النزول إلى ساحة النجمة ولتكن هذه الجلسات مناسبة للتحاور مع سائر الكتل».

واعتبر أن (النائب جبران) باسيل: «يدرك استحالة وصوله إلى رئاسة الجمهورية لكنه يحاول الابتزاز والضغط حتى الحدود القصوى لتحسين شروطه».

في الإطار نفسه، اعتبر النائب في حزب «القوات اللبنانية» غسان حصباني «أن لعبة الأرقام هي لصالح النائب ميشال معوض لأنه الوحيد الذي يحصل على هذا الكم من الأصوات»، مشيراً إلى أن الانقسامات في الفريق الآخر تختبئ وراء ورقة بيضاء.

وعلى خط الفريق الآخر، دعا النائب علي حسن خليل، من كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها بري، إلى التركيز «على نقطة أساسية وهي التفتيش الجدي عن صيغة للتفاهم للخروج من حالة الجمود القائمة، وإجراء حوار حقيقي وتواصل جدي مع بقية الكتل خارج إطار الاستعراض الإعلامي»، مضيفاً أن «الخروج من الجلسة هو من أساليب التعبير عن الموقف، والورقة البيضاء تأكيد إصرارنا على عدم تحدي أي مكون آخر».

كذلك دعا النائب في «حزب الله» علي عمار إلى ضرورة «الإسراع في الحوار للوصول إلى اتفاق»، وقال: «البلد مأزوم على الصعيدين الاقتصادي والمالي، والحمد لله لم نصل إلى التفلت الأمني».

*************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 الإستحقاق أسير الأوراق البيض ..و«8 آذار» يكسب نائبين بالطعون

مُدركون مسبقاً انّ التوافق في هذه الظروف مستحيل وان التسوية الرئاسية لا تزال في القمم، دخل 110 نواب قاعة المجلس لتأدية الدور نفسه في مسرحية جلسات انتخاب الرئيس فسَبقهم الفشل ولحقت بهم المراوحة، وهو الواقع الذي سيستمر لأسابيع، وربما لأشهر، اذ لم تتحرك الماكينات جدياً، بحسب ما قالت مصادر نيابية رفيعة لـ»الجمهورية» متوقعة ان «يخلص العام بلا خلاص» لهذه الازمة. واختصرت المشهد بالقول: «مش فاتحة»…

تكرر المشهد المُمل في جلسة الانتخاب الرئاسية السابعة امس، اوراق بيض وبالعشرات ومثلها للمرشح ميشال معوض وبضع اصوات لمرشحين آخرين كان جديدهم بدري ضاهر الى أوراق ملغاة، وتطيير نصاب، ثم الى جلسة جديدة الخميس المقبل، فيما بَدا الجميع وكأنهم ينتظرون شيئاً من الخارج لم يحن أوانه بعد، وما عليهم إلّا امرار الوقت الضائع بمواقف وردود افعال الى ان تحين ساعة التوافق الذي يكون بالاكراه بالنسبة الى البعض، فيما جاء قبول المجلس الدستوري بطعنين أزاحا نائبين عن «سدة» النيابة يشكّل مفاجأة للبعض وارتياحاً لدى البعض الآخر في سياق لعبة الارقام التي تمارس على ضفاف الانتخاب الرئاسي الذي لم يبلغ الارقام التي توصِل الرئيس العتيد الى سدة رئاسة الجمهورسة. وقال مصدر نيابي بارز لـ»الجمهورية» ان الاستحقاق الرئاسي ما زال يدور في حلقة مفرغة لأنّ طبخة التوافق لم تنضج بعد، ربما لأن عناصرها لم تكتمل بعد، أو لأنّ المعنيين لم يحسموا خياراتهم النهائية في شأن هذه العناصر تمهيداً لإنجاز الصيغة التوافقية التي لا بد ان تشتمل على كل العناصر التي تكون فيها السلطة التنفيذية الجديدة من رئيس جمهورية ورئيس حكومة وتركيبة حكومية، والتي ستتولى مهلة انقاذ البلاد. وعلمت «الجمهورية» ان رئيس إحدى الكتل النيابية الاساسية طلب من نواب كتلته عدم السفر في هذه المرحلة ولو ليوم واحد، تحسّباً لأي مفاجأة رئاسية ولأنه «لا نعرف متى يمكن إشعال الضوء الأخضر لانتخاب رئيس الجمهورية».

ومع تلاحق جلسات الانتخاب العبثية كل خميس، هناك من اقترح على الرئيس نبيه بري ان لا يدعو الى جلسة أسبوعية، لكنه أصرّ على الاستمرار في الدعوة اليها بوتيرة أسبوعية من باب ان يؤدي واجبه كرئيس للمجلس وان يتحمل النواب مسؤولياتهم. وكان مجلس النواب قد التأمَ أمس في جلسة سابعة لانتخاب رئيس للجمهورية، الا انه كما المرات السابقة لم يحصل الانتخاب. وقد حدد رئيس مجلس النواب نبيه بري موعدا جديدا الخميس المقبل في 1 كانون الاول المقبل. وسجّل خروج نواب من كتلتي «التنمية والتحرير» و»الوفاء للمقاومة» من القاعة قبل اعلان نتيجة فرز الاصوات التي أفضت الى الآتي: 50 ورقة بيضاء، 42 صوتاً لميشال معوض، 8 لـ»لبنان الجديد»، 6 لعصام خليفة، 2 لزياد بارود، 1 لبدري ضاهر، وورقة ملغاة.

وقال عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي حسن خليل لـ»الجمهورية»: «الحاجة للحوار والتواصل تزداد مع رتابة الجلسات وهذه مسؤولية الكتل النيابية، امّا تكرار الكلام عن التعطيل ورمي المسؤولية على الفريق الاخر فلن يوصل الى النتيجة». وسأل خليل: «ماذا يمنع الحكي والحوار بيننا؟ لا شيء سوى الاقتناع بالحاجة اليه وضرورته لتهيئة الاجواء التي ستتقاطع حتماً مع momentum خارجي في توقيت ما ربما نساعد من خلال الحوار فيما بيننا على فَرضه، خصوصاً ان موازين القوى داخل المجلس موزّعة في غير اتجاه وليس على فريقين، والا فإنّ التسوية لا تزال بعيدة وعوامل نضوجها غير واضحة».

وشدد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي عمار على «ضرورة الإسراع في الحوار المطلوب داخل الفريق الواحد وبين الأفرقاء كافّة، وحتّى الآن ما زلنا نفضّل أن يكون الوفاق هو سيّد القصر وينال الأغلبيّة السّاحقة من الأصوات»، وقال: «انّ «تعبير «فيتو» لا نستخدمه في الدّاخل اللبناني». ولفت إلى أنّ «قائد الجيش جوزف عون قدّم نموذجًا طيّبًا في إدارته للمؤسّسة، واستطاع من خلال قيادته للجيش أن يحمي السلم الأهلي، لكنّ هذا الأمر ليس له ربط بالاستحقاق الرئاسي، ولا أقول إنّه ليس مرشّحًا بل ليس له ربط». وركّز على أنّه «إذا لم يحصل وفاق أو إذا تأخّر، فالأمور متّجهة إلى وضعٍ كارثيّ أكثر ممّا نحن عليه اليوم».

وقال النائب ميشال معوض بعد رفع الجلسة: «المعيار هو التصويت والتأييد الذي استخدمه دوماً، اي المعيار نفسه، وهناك 5 من الغيّاب. اليوم أحرزنا تقدما بالنسبة الى المرة الماضية، وانتقلنا من 45 صوتا الى 47 تصويتا وتأييدا، وإنّ جزءاً اساسياً من هذا التقدم هو إعلان النائب مارك ضو والزميلة النائب نجاة عون صليبا باسم حزب «تقدّم» عن اتفاق حصل بيننا وبينهم للتصويت لي انطلاقاً من الثوابت التي أدافع عنها».

وأكد عضو تكتل» الاعتدال الوطني» النائب وليد البعريني أن التكتل «لن يسمّي أحداً لرئاسة الجمهورية إلا بعد التوافق والاجماع». وأشار إلى أن «التكتل سيجتمع لإعادة النظر بأمور عدة». ودعا «الكتل الوازنة في البلد»، إلى «الاتفاق على اسم للرئاسة»، مشيراً إلى أن «تكتل «الاعتدال الوطني» على تواصل مع غالبية الكتل النيابية باستثناء «حزب الله».

الطعون الى ذلك، ومع اعلان المجلس الدستوري فوز فيصل كرامي وحيدر ناصر بالنيابة في طرابلس بعدما كان قد رَد في السابق طعوناً أخرى، نُقل عن مرجع رسمي كبير إشادته بعمل المجلس عموما ورئيسه طنوس مشلب خصوصا. واعتبر المرجع ان سلوك مشلب في ملف التعامل مع الطعون دقيق ويكاد يرقى الى حدود الكمال. وكان رئيس «المجلس الدستوري» القاضي طنوس مشلب قد أعلن امس أنه «عند اعادة الفرز تغيّرت النتائج وصحّحناها وتم إبطال نيابة رامي فنج (من لائحة «انتفض للسيادة من العدالة» في دائرة الشمال الثانية) لمصلحة رئيس «تيار الكرامة» فيصل كرامي (من لائحة الإرادة الشعبية)، ليفوز بذلك حيدر ناصر عن المقعد العلوي في لائحة «انتفض للسيادة والعدالة»، مكان النائب عن المقعد العلوي فراس السلوم من لائحة «التغيير الحقيقي» التي ترأسها النائب إيهاب مطر. وكشفَ أنّ «الدستوري» بلّغ مجلس النواب القرار. وأكد مشلب أن نتائج المتن وعكار تحتاج الى بعض الوقت لتظهر، وربما بعد أسبوعين سيتم الاعلان عنها. وفي هذا السياق قال النائب كرامي في اول تصريح له بعد إعلان قرار الطعن: «الانتخابات باتت وراءنا وسنعمل مع الجميع لمصلحة طرابلس والشمال التي تستحق والتعاون مع كل الزملاء باستثناء «القوات اللبنانية». وأكد ان «الحق عاد وكنت واثقاً من الأرقام والوثائق التي تقدمنا بها للمجلس الدستوري». وقال: «مَن يسمّون أنفسهم تغييريين يمثلون شريحة وبعض طروحاتهم تتوافق مع طروحاتنا، المجلس الدستوري أعاد الحق لاصحابه، وأصحاب الحق هم الذين انتخبوا لائحة الإرادة الشعبية».

قرارات شجاعة من جهة ثانية رأى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، خلال رعايته افتتاح فعاليات «منتدى بيروت الاقتصادي 2022»، الذي ينظمه إتحاد المصارف العربية، في فندق فينيسيا، تحت عنوان: «التجارب العربية في الإصلاح الاقتصادي وصولاً الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي»، أنّ «عمق الازمة التي يمر بها الاقتصاد اللبناني وتشعّبها يستوجبان قرارات شجاعة وقوانين إصلاحية لإعادة هيكلة القطاع المصرفي ليصبح في وضعٍ سليم بعد عقود من السياسات الاقتصادية والمالية الخاطئة او غير المتوازنة». وشدد على أنّ «هناك خيارين مُتاحَين اليوم، الخيار الأول الذي يجب تجنّبه بكافة الطرق يتمثّل بسيناريو المراوحة والجمود واللا إصلاح والذي قد يؤدي في نهاية المطاف إلى «الليلرة» المطلقة. في حين أن الخيار الثاني يقوم على إعادة هيكلة منتظمة وفق برنامج إصلاحي مع صندوق النقد الدولي من شأنه أن يكون المفتاح للتصحيح الضروري للوضع المالي بشكل عام». واعتبر أنّ «الخروج من المأزق يجب أن يكون عن طريق حلّ عام وتسوية عامة، تنطوي قبل كل شيء على انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، وتشكيل حكومة جديدة والاسراع في عجلة الإصلاحات المنشودة وإبرام اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي. وبالتالي، الحصول على المساعدات الدولية الموعودة، وذلك في سبيل احتواء المخاطر الكامنة حالياً كشرط مسبق لأي نهوض اقتصادي مَرجو على المدى المتوسط والطويل».

نفي إيراني على صعيد آخر نفى المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي امس «منح لبنان نفطًا بالمجان»، معلنًا أنه «سيتم اتخاذ جميع الإجراءات في هذا المجال وفقا للأعراف الدولية وبما يتوافق مع المصالح الوطنية». واوضح خلال جلسة للحوار مع طلبة الجامعات الطبية الإيرانية والرد على تساؤلاتهم، انه «رغم ظروف الحظر فقد حطّمنا الرقم القياسي خلال الشهر الماضي في تصدير النفط». وأضاف: «لقد تحققت هذه الوتيرة المتصاعدة في تصدير النفط منذ بداية مهام الحكومة الحالية، وهذا لم يتحقق إلا بجهود المدراء والمخلصين في هذا المجال».

************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

الانشطار يرفع منسوب الرتابة الرئاسية.. وباسيل يُمهِّد لفراغ طويل!

ميقاتي يتمسَّك بصندوق النقد للخروج من الأزمة.. وكرامي نائباً عن طرابلس وناصر عن المقعد العلوي

بصرف النظر عن موعد الجلسة رقم 8، في 1 ك1، وهو الشهر الأخير من عام الاستحقاق الرئاسي، كموعد تلقائي وروتيني، وسط تزايد التململ النيابي، والسؤال عن جدوى المجيء كل أسبوع، مادامت «الأسطوانة النيابية»، هي هي، برتابة، تتحول لان تكون ممجوجة، وسط خيارين: الاول يقوده فريق «القوات اللبنانية» واحزاب مسيحية اخرى، بمشاركة، ربما غير دائمة من اللقاء الديمقراطي، وبعض الأصوات التغييرية من طوائف متعددة، ويمثله ترشيحاً النائب الشمالي ميشال رينيه معوض، الذي يلجأ الى الحسابات الرقمية، معللا النفس بالفوز، والثاني يقوده حزب الله، ومعه حركة «امل»، وهما يكونان «الثنائي الشيعي»، وبالتنسيق مع الشريك في تفاهم مار مخايل التكتل الوطني الحر، ويدعو للتوافق على الرئيس الاول، وان كان الخلاف مستحكماً حول ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية.

على ان الحسابات آخذة بالتبدُّل مع القرار والذي صدر امس عن المجلس الدستوري، وفيه ابطال نيابة النائب رامي فنج من لائحة «انتفض للسيادة والعدالة» لصالح النائب فيصل كرامي، وهو يصبّ في خانة المشروع الداعم لترشيح فرنجية، وابطال نيابة فراس السلوم لصالح حيدر آصف ناصر عن المقعد العلوي، مكان فراس السلوم، الذي كان مرشحاً على لائح ترأسها النائب ايهاب مطر.

وكشف رئيس المجلس الدستوري القاضي طنوس مشلب أن «المجلس الدستوري» بلّغ مجلس النواب القرار. وأكد مشلب أن نتائج المتن وعكار تحتاج الى بعض الوقت لتظهر وربما بعد أسبوعين سيتم الاعلان عنها.

على ان الأمر الرئاسي، لا يتوقف عند تغيّر في احتساب اصوات هذا الفريق او ذاك مع قرارات الدستوري، وبانتظار انتهائها تماما مع طعون عكار والمتن، بل عند تمهيد التيار الوطني الحر لديمومة الفراغ لوقت طويل، بانتظار بلورة تفاهم يتعلق بمبادئ اساسية في الطائف، ذات صلة بمطالب قديمة للنائب جبران باسيل لجهة معالجة ثغرات دستورية او تعديل نصوص مواد او الذهاب الى تفسيرات، هي موضع خلاف، وابرزها تضارب الجلسات او المهل المنصوص عنها في الدستور.

ومهد الاعلام العوني الى فكرة الفراغ، من زاوية طرح تساؤلات حول الافضل في هذه المرحلة بين انتخاب رئيس اولا او رئيس مكبلا بخطة عونية تتعلق بتعديلات على الطائف او خطط اقتصادية على نحو «تصفير الكهرباء» مع وزراء طاقة محسوبين على التيار، او المضي بالملاحقات على خلفية «الطهارة» المتعلقة بمكافحة الفساد.

جلسة ضاهر واليندي!

رئاسياً، انتهت بسرعة الجلسة النيابية السابعة لإنتخاب رئيس للجمهورية، وبقيت الامور على حالها، حيث جرت الجولة الاولى من التصويت بحضور 110 نواب، وطار بعدها نصاب الجلسة فرفعها رئيس المجلس نبيه بري الى الخميس المقبل في اول كانون الاول.

وجرى في بداية الجلسة نقاش حول التصويت الالكتروني وطالب عدد من النواب بذلك.. وحصل ارباك وبلبلة في عملية فرز الاصوات.

وجاءت نتائج فرز الاصوات كالآتي:

ميشال معوّض: 42 صوتاً.

عصام خليفة: 6 أصوات من نواب التغيير.

زياد بارود: صوتان

أوراق بيضاء: 50 ورقة

أوراق ملغاة 9 أوراق، منها 8 اوراق حملت عبارة «لبنان الجديد» وضعها المستقلون. وحسب معلومات «اللواء»، صوّت النائب ميشال دويهي بورقة حملت اسم رئيس تشيلي الراحل المناضل اليساري سلفادور أليندي الذي حكم بلاده من عام 1970 وحتى 1973 قبل مقتله في الإنقلاب العسكري الذي أطاح بحكمه والذي خططت له ونفذته وكالة المخابرات المركزية الإميركية بقيادة الجنرال أوغستو بينوشيه. واعتبرت الورقة مُلغاة.

أسماء أخرى: ورقة حملت اسم المدير العام السابق للجمارك والموقوف في قضية تفجير مرفأ بيروت بدري ضاهر.والمرجح ان يكون قد وضعها احد نواب التيار الوطني الحر.

وفي الجلسة السابعة تغيّب بعذر كلّ من النواب: الياس حنكش، نديم الجميّل، نجاة صليبا، أسعد درغام، سينتيا زرازير، علي عسيران، ميشال المر. فيما أعلن النائب جميل السيّد في تغريدة على حسابه عبر «تويتر»، مقاطعته للجلسة «لعدم الجدوى من حضورها بإنتظار توفُّر الظروف الجدّية لإنتخاب رئيس».

واذا كان موضوع النصاب قد غاب عن كلام النواب، بعد حسمه في الجلسة السابقة من قبل رئيس المجلس وبعض الكتل النيابية، لجهة الاصرارعلى نصاب الثلثين للحضور في كل الجلسات، حفاظا على مكانة وموقع رئاسة الجمهورية، فان النصاب السياسي المطلوب لم يحسم بعد، في ظل اصرار الكتل النيابية، المعارضة والموالية،على عدم تقريب وجهات النظر لتامين النصاب المطلوب، ما يعني ان المشهد سيتكرر مرارا وتكرارا، بإنتظار حل داخلي توافقي لم يؤمن بعد، او كلمة سر خارجية او بابعد الاحوال، التلويح بإيحاءات حول المرشح المحتمل، وإلا فمكانك در، والى مزيد من الشغور الرئاسي والتأزم الدستوري، مع العلم ان المصادر النيابية تستبعد خروج الدخان الابيض من ساحة النجمة، اقله قبل انتهاء العام الحالي.

وأوضح نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بعد الجلسة أن «المطلوب الإلتقاء على تسوية تُرضي جميع اللبنانيين برئيس يعمل فرق»، وقال: «برأيي معوّض رشّح نفسه وليس مرشّحاً توافقيًّا».

وأكد بو صعب أن «صوتي لزياد بارود وغلطة التغييريين أنّهم تفرّقوا وما حدا سيادي أكثر من حدا».

وعقب الجلسة، قال عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي حسن خليل: المهم ان نركز على نقطة اساسية وهي التفتيش الجدي عن صيغة للتفاهم للخروج من حالة الجمود القائمة، واذا بقينا في نفس الاسلوب من دون ان يحصل حوار حقيقي بين بعضنا البعض وتواصل جدي مع بقية الكتل خارج اطار الاستعراض الاعلامي .ولنقل اذا كان الحوار على طاولة صعب الانعقاد في هذا الوقت، هذا امر لا يمنع ان تتواصل القوى السياسية مع بعضها البعض.

واضاف: نحن اول الناس الداعين الى التواصل الداخلي بين الكتل في المجلس النيابي. اما الخروج من الجلسة هو من أساليب التعبير عن الموقف، هذه الورقة البيضاء تأكيد اصرارنا على عدم تحدي اي مكون آخر.

بدوره، قال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي عمار: البلد مأزوم على الصعيدين الاقتصادي والمالي، والحمد لله لم نصل الى التفلت الامني. ودعا الى ضرورة «الاسراع في الحوار للوصول الى اتفاق».

وشدّد على «ضرورة الإسراع في الحوار المطلوب داخل الفريق الواحد وبين الأفرقاء كافّة، وحتّى الآن ما زلنا نفضّل أن يكون الوفاق هو سيّد القصر وينال الأغلبيّة السّاحقة من الأصوات»، وقال:» أنّ «تعبير «فيتو» لا نستخدمه في الدّاخل اللّبناني» .

وقال عمّار: «أنّ «قائد الجيش جوزيف عون قدّم نموذجًا طيّباً في إدارته للمؤسّسة، واستطاع من خلال قيادته للجيش أن يحمي السلم الأهلي، ولكنّ هذا الأمر ليس له ربط بالاستحقاق الرئاسي، ولا أقول إنّه ليس مرشّحاً بل ليس له ربط». وركّز على أنّه «إذا لم يحصل وفاق أو إذا تأخّر، فالأمور متّجهة إلى وضعٍ كارثيّ أكثر ممّا نحن عليه اليوم».

واكد النائب فريد هيكل الخازن «اننا نطرح فرنجيّة لأن لديه ما يكفي من الإنفتاح والحكمة والإعتدال ونتمنّى التوافق بأقرب وقت ممكن لأنّ البلد لم يعد يحتمل».

من جانبه، اشار المرشح النائب ميشال معوض إلى تقدم عدد أصواته في جلسة اليوم مقارنة مع المرات الماضية، مضيفاً «جزء من التقدم هو إعلان حزب تقدم عن اتفاق حصل بيننا والتصويت لي في الجلسات».

وأضاف: لعدم الوصول لرئيس رمادي يجب الحصول على أكثرية من القوى السيادية والإصلاحية وتأمين النصاب.

وتوجه لكتلة الاعتدال وللتغييريين بالقول: «نحن معارضة متنوعة ويجب بناء جسور وهناك خوف من تسوية لكن لإنقاذ البلد يجب المخاطرة».

من جهته، أسف رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل لتكرار المشهد نفسه كل يوم خميس في مجلس النواب، مشيرًا الى ان ما يحصل لم يعد عملية انتخابية انما انتظار لتسوية او صفقة ما لابقاء هذه المنظومة قائمة لتدمير ما تبقى من البلد.

وإعتبر النائب عبد الرحمن البزري أن الإقتراع لمصلحة “لبنان الجديد” يهدف إلى الحفاظ على خصوصية الساحة الوسطية في المجلس النيابي وإبقاء الخطوط مفتوحة مع مختلف القوى التغييرية، لكي تكون هذه الساحة وازنة حين تصبح الظروف أكثر ملائمة لإنتخاب رئيس جديد للبلاد.

وقالت النائبة نجاة صليبا عون عبر «تويتر»: لم يعد وارداً أن نُقدّم أسماء لا حظّ لها في الوصول، ويهمّنا مساعدة أيّ شخص يؤمن بالمبادئ التي ترشّحنا من أجلها لكي يصل إلى الرئاسة.

ونشر «حزب تقدم» الذي يضم النائبين صليبا ومارك ضو، نص الاتفاق حول الاستحقاق الرئاسي بينه وبين حركة الاستقلال والذي على اساسه قرر التصويت للمرشح ميشال معوض. وتضمن الاتفاق عناوين حول: السيادة وبناء الدولة، والسياسة الخارجية، وفي الاقتصاد، وسبل الخروج من الانهيار، وادارة الاستحقاقات الدستورية.

وقبل الجلسة، أعلن النائب سيزار أبي خليل أن «تكتل لبنان القوي لا يرى أن سليمان فرنجية هو الشخص المناسب لهذه المرحلة ونحن نريد رئيسا نعرف موقفه من كافة الملفات الموجودة على لائحة أولوياتنا».

وتابع: سنصوت بالورقة البيضاء كرسالة بأننا منفتحون على التفاهم مع باقي الافرقاء ونتمنى أن نتفق مع الجميع على برنامج ومرشح واحد وإنهاء حالة الفراغ».

كرامي وناصر نائبا طرابلس

وفي تطور جديد، قبل المجلس الدستوري الطعن المقدم من فيصل كرامي، وأبطل نيابة رامي فنج لمصلحة كرامي عن المقعد السني في طرابلس، كما قرر فوز حيدر آصف ناصر بدلا من فراس السلوم عن المقعد العلوي في طرابلس وهو من اللائحة التي ضمت فنج في الانتخابات.

وأوضح رئيس المجلس الدستوري القاضي طنوس مشلب، أنّه كان هناك طعن مقدّم من فيصل كرامي وحيدر ناصر ضد نفس الأشخاص، وضمينا الطعنين وأعدنا فرز تقريباً 50 قلم، مشيراً إلى أن الفرق بين لائحة رامي فنج واللائحة الأخرى كان بسيطاً.

واضاف عند إعادة الفرز تغيرت النتائج وصححناها، وأعلنا إبطال نيابة رامي فنج عن المقعد السني وفراس السلوم عن المقعد العلوي، وحلّ كرامي نائباً عن المقعد السني وحيدر ناصر عن المقعد العلوي.

واشار إلى أن نتائج طعون المتن وعكار تحتاج إلى بعض الوقت لتظهر وربما بعد أسبوعين سيتم الإعلان عنها.

وبعد صدور نتائج الطعون اليوم، علّق النائب فيصل كرامي، قائلاً: كان لدي قناعة أن النتائج لصالح لائحتنا، وأننا لدينا 3 حواصل وهذا الأمر حق لكل من صوّت لهذه اللائحة.

وأضاف كرامي أنه منذ أن قدّمنا الطعن كنا متأكدين من أننا لسنا خاسرين. ومن اللحظة الأولى كنت مقتنع أن النتائج ستكون لصالحنا وتقدمنا بالطعن لأننا كنا متأكدين من الأرقام التي حصلنا عليها في الإنتخابات.

وأشار إلى أنّ «الطروحات التي يطرحها النواب التغييريين تتلاقى مع ما نسعى إليه»، مضيفاً: ينتظرنا الكثير من العمل لنقوم به خصوصاً أننا في حالة فراغ رئاسي وحكومي».

وأكّد أنه «لا يمكن انتخاب رئيس للجمهورية من دون توافق وحوار».

اما فراس السلوم، فبارك لـ حيدر ناصر فوزه، وقال: نثق بالمجلس الدستوري ولكن كنا نتمنى أن يتم إعادة فرز جميع الأقلام.

وتابع السلوم: أظن أن النتائج ستبقى كما هي بما يخص توجه الأصوات خلال جلسات انتخاب رئيس الجمهورية وفي النهاية هذا الأمر يعود الى النواب الجدد.

وكان كرامي قد تقدّم بطعن انتخابي إلى المجلس الدستوري في 14 حزيران 2022، ضدّ نيابة كل من النواب الفائزين في طرابلس: رامي فنج (المقعد السني) وإيهاب مطر (المقعد السني) وفراس السلوم (المقعد العلوي)، عبر وكيله المحامي وديع عقل، وذلك خلال مهلة الثلاثين يوماً، المُحدّدة دستورياً للتقدم بالطعون بعد إعلان النتائج.

وعلّق الناب ايهاب مطر على قرار المجلس الدستوري بالقول: حين يقول المجلس الدستوري كلمته لا يبقى كلام غير إبداء الاحترام الكامل لقراراته.

نتمنى كل التوفيق لرامي فنج وفراس السلوم، اللذين أبطل المجلس نيابتهما، ونأمل أن ينضم الزميلان الجديدان فيصل كرامي وحيدر ناصر، الى نواب المدينة للعمل لمصلحة طرابلس واهلها وملاحقة وتنفيذ المشاريع المتعلقة بعاصمة الشمال.الآن صارت الطعون وراءنا في ما يعني طرابلس والشمال، فلنتطلع الى التكاتف علّنا ننهي حالة «الشغور التنموي» القديم جدا في هذه المنطقة، ونثبت «الشرعية الشعبية» التي نلناها من الناخبين، بأن نكون على قدر المسؤولية، فيكون الفرز الحقيقي والحاسم من الناس.

وبعد اعلان فوزكرامي، تقاطرت عشرات الوفود الشعبية والشخصيات والفعاليات الطرابلسية الى دارته للتهنئة، وغرّد النائب طوني فرنجيه عبر حسابه على «تويتر» قائلا: نبارك لطرابلس ولكل محبي النائب فيصل كرامي عودته إلى المجلس النيابي.

وزار الأمين العام لحزب البعث العربي الإشتراكي علي يوسف حجازي النائب فيصل كرامي في دارته في طرابلس، وقدم له التهنئة بفوزه بالمقعد النيابي، معتبراً أن طرابلس إستعادت تمثيلها الحقيقي بما ينسجم مع تاريخها العروبي والنضالي.

بالمقابل، غرد النائب مارك ضو عبر حسابه على»تويتر»: خسرنا شخصا خلوقا وواضحا ومثالا للنائب المسؤول والجدي. تحية للزميل رامي فنج، زميل النضال والثورة و17 تشرين. ‏نحن إلى جانبك نبقى سوية في كل الساحات.

المصارف العربية في بيروت

على صعيد آخر، إفتتح إتحاد المصارف العربية امس، فعاليات «منتدى بيروت الاقتصادي 2022» تحت عنوان «التجارب العربية في الإصلاح الاقتصادي وصولا الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي»، برعاية رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي قال: ان الواقع الاقتصادي اللبناني المرير وفداحة الازمة المالية التي يعيشها الوطن والضغوطات الاجتماعية الراسخة، تقف شاهداً على ضرورة وأهمية وضع استراتيجية ومشروع متكامل لتبني اصلاحات بنيوية تؤّمن التعافي والنهوض الاقتصادي والاجتماعي في البلدان التي تعاني من اختلالات اقتصادية جمة بما فيها بلدان منطقتنا العربي.

اضاف: أن هذا المسار بحاجة لدعم المجتمع الدولي ومؤازرته عبر الاتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي يقوم بدور محوري في هذا السياق لمواكبة عملية الاصلاح والخروج الأمن من الأزمات المستفحلة.

وأكد أن لا مخرج للأزمة الاقتصادية النقدية الراهنة التي يعاني منها لبنان من دون اقرار الاتفاق النهائي مع صندوق النقد بما يؤمّن تدفق مداخيل بالعملات الأجنبية الى لبنان أكان من خلال صندوق النقد مباشرة أو من خلال الدول المانحة في ما بعد، والتي لن تمد يد المساعدة إذا لم يكن هنالك مراقب دولي للإصلاحات ألا وهو صندوق النقد، معتبرا أن إبرام الاتفاق سوف يمكّن ايضا من وضع البلاد على سكّة النمو الاقتصادي الإيجابي.

وبالتزامن مع انعقاد المنتدى،

نظم تحالف «متحدون» وجمعية «صرخة المودعين» تظاهرة أمام فندق «فينيسيا»، شارك فيها عدد من المودعين والمحامين، احتجاجا على مشاركة عضوي جمعية مصارف لبنان في أعمال «منتدى بيروت الاقتصادي 2022» رئيس مجلس إدارة «بنك مصر لبنان» واتحاد المصارف العربية محمد الأتربي، ورئيس مجلس إدارة «بنك الاعتماد اللبناني» والاتحاد الدولي للمصرفيين العرب جوزيف طربيه، وعلى رعاية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للمنتدى.

واعتبر المودع خليل برمانا أن «شطب أموال المودعين جريمة، وخطوة لو حصلت، فستودي الى نهر دم، ولا يغشنكم سكوت المودعين اللازمين بيوتهم حتى الآن، فلن تكون الحال كذلك في ما لو حصل شطب للودائع».

وفي السياق المالي ايضاً، أعلن مصرف لبنان في بيان، عن «إنجاز عملية التدقيق في موجودات خزنة المصرف من الذهب (سبائك ونقود معدنية) التي أجرتها شركة تدقيق عالمية متخصّصة ومحترفة في هذا المجال، تم اختيارها وتكليفها من قِبَل مفوَّض المراقبة الخارجي للمصرف وبالتنسيق والتوافق مع صندوق النقد الدولي» .

وأضاف: تأتي هذه الخطوة بناءً على طلب صندوق النقد الدولي، وتعزيزاً للشفافية في موجودات مصرف لبنان.

وختم: تبيّن لهذه الشركة وبعد استكمال عملية التدقيق، أن موجودات خزنة مصرف لبنان من الذهب (سبائك ونقود معدنية) مطابقة تماماً، كمّاً ونوعاً، للقيود المسجّلة في السجلات المحاسبية لمصرف لبنان.

كوليرا: اصابتان

كورونا: 49 اصابة

صحياً، سلجت وزارة الصحة العامة اصابتان جديدتان بالكوليرا، من دون تسجيل اي وفيات.

وعلى صعيد اصابات كورونا، اعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته مساء امس عن 49 اصابة جديدة، وحالة وفاة واحدة.

إنذار برازيلي مبكر والتاريخ ينحني لرونالدو

استهلت البرازيل بطلة العالم 5 مرات مشوارها في مونديال قطر بفوز واعد على صربيا 2-صفر، سجلهما ريشارليسون في المباراة التي اجريت بينهما أمس الخميس على استاد لوسيل بالمجموعة السابعة.

************************************

افتتاحية صحيفة الديار

الفشل السابع رئاسيا والثامن على الطريق… «مهزلة» ساحة النجمة مستمرة

«الدستوري» يبطل نيابة نائبين ولا يغير التوازنات السياسية في المجلس

رهانات على ضرب ايران… وباريس لبكركي: لا حظوظ للمؤتمر الدولي – ابراهيم ناصرالدين

كسر المجلس الدستوري رتابة المشهد السياسي في البلاد بابطال نيابية النائب في «تكتل التغيير» رامي فنج الفائز عن المقعد السني في طرابلس. لكن اعلان فوز فيصل كرامي وانسحاب ذلك على خسارة النائب فراس السلوم الفائز عن المقعد العلوي ليحل مكانه حيدر ناصر من لائحة فنج لم ولن تغير خريطة المجلس النيابي الذي يواكب الفراغ الذي يتمدد في «شرايين» الدولة المتهالكة حيث تكرر بالامس العرض المسرحي السابع في ساحة النجمة بفشل الكتل النيابية في انتخاب رئيس للجمهورية، وبات واضحا ان الجميع ينتظر تسوية خارجية لا تزال مجرد وهم يتعلق به البعض لتبرير الفشل في اخراج البلاد من النفق المظلم القابعة فيه الى اجل غير مسمى على وقع تصاعد التوترات في المنطقة في ظل رهانات اقليمية ودولية على الاحتجاجات الداخلية الايرانية لتغيير موازين القوى، ورهان بعض القوى اللبنانية على ضربة اسرائيلية- اميركية لطهران على خلفية تعقيدات الملف النووي. لكن ما بات يدركه الجميع ولا يجاهرون به، ان احدا في العالم لا يرغب في تحييد لبنان عن ازمات المنطقة وايجاد حل منفرد يخرجه من ازماته، وهو امر جرى ابلاغه الى البطريرك الماروني بشارة الراعي من قبل دبلوماسي فرنسي رفيع المستوى، قال صراحة «ان فكرة عقد مؤتمر دولي حول لبنان غير واردة في المدى المنظور لعدم توافر الظروف المساعدة على ذلك».

رهان على التصعيد الاقليمي؟ 

وفي هذا السياق، اكدت مصادر سياسية بارزة ان بعض القوى السياسية في لبنان تراهن على تحرك اسرائيلي ضد ايران يمكن ان يغير قواعد «اللعبة» في المنطقة، وينعكس حكما على موازين القوى على الساحة اللبنانية، وهذا ما يفسر «المراوحة» والرهان على الوقت. ويعول هؤلاء على عودة اليمين المتطرف الى الحكم في اسرائيل، وارتفاع منسوب التنسيق مع واشنطن لمواجهة ما يعتبرونه «الخطر» الايراني. ومن هذه المؤشرات الدالة على ذلك، تاكيد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، خلال سلسلة لقاءات عقدها في البيت الأبيض مع مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية في واشنطن التي وصلها نهاية الاسبوع الماضي على ضرورة تسريع الخطط العملياتية والتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية لمواجهة إيران.

«النقطة الحرجة»

وكان لافتا لقاء كوخافي مع مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، حيث ناقشا التحديات الأمنية في الشرق الأوسط والتهديد الإيراني. وقال كوخافي الذي قابل أيضا رئيسَ وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز، ان «الولايات المتحدة تقف وراء التزام الرئيس الأميركي بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. ووفقا للرئيس الاركان الاسرائيلي فان جيش الاحتلال سيقوم بتسريع كافة الخطط العسكرية في مواجهة إيران بعد التوافق مع واشنطن بان الامور وصلت الى نقطة حرجة تحتم تسريع الخطط العملياتية وتعزيز التعاون في مواجهة طهران و «أذرعها» في المنطقة..؟

مناورات جوية 

ومن هنا، يمكن فهم رهانات البعض على الوقت لاحداث تغيير عبر فرض الامر الواقع في لبنان، خصوصا عشية التحضيرات الاميركية – الاسرائيلية لإجراء مناورات مشتركة للقوات الجوية خلال الأسابيعِ القادمة، لتدريب العسكريين على العملِ في ظروف نزاع محتمل بين إسرائيل وإيران وحلفائها في المنطقة وفي مقدمتهم حزب الله.

خطر «المسيرات» 

وفي السياق نفسه، كشف موقع «أكسيوس» الاميركي أن إسرائيل قدمت ملفا استخباراتيا إلى سفاراتها في عشرات الدول الغربية وإلى مسؤولين كبار في حلف «الناتو» حول عمليات نقل الأسلحة الإيرانية إلى روسيا.ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين القول إنهم يأملون استغلال التركيز الحالي على المساعدات التي تقدمها إيران للجهود الحربية الروسية في أوكرانيا كوسيلة لزيادة الضغط الدولي على طهران . وترغب إسرائيل بتنظيم مؤتمر دولي حول انتشار الطائرات المسيرة الإيرانية، وبدأوا بمناقشة الفكرة مع عدة اطراف. ووفقا للموقع الاميركي، فان الجهود الدبلوماسية والاستخباراتية الجديدة تمثل تغييرا في السلوك الإسرائيلي بشأن دور إيران في الحرب في أوكرانيا، والذي لم يتضمن حتى الشهر الماضي ضغطا نشطا بشأن هذه القضية لتجنب التوترات مع روسيا.!

 لا للمؤتمر الدولي 

في غضون ذلك، ابلغت باريس بكركي بضرورة التراجع «خطوة الى الوراء» في موضوع طرح المؤتمر الدولي، وعلمت «الديار» ان مسؤولا فرنسيا بارزا ابلغ البطريرك الماروني عدم وجود اي فرصة لنجاح هذه الفكرة في الوقت الراهن. فالولايات المتحدة ليست معنية بالمشهد اللبناني وليس على جدول اعمالها، فرص نجاح المبادرة الفرنسية معدومة في ظل عدم نضوج التسوية الايرانية- السعودية. ووفقا للمعلومات، بات البطريرك الراعي مدركا «عقم» طرح فكرة عقد المؤتمر وهو يتمسك بالفكرة فقط لانه لا يوجد طرح بديل. وفي غياب التوافق الداخلي وعدم وجود اجماع وطني فقدت الفكرة جدواها. وقد نصحت المصادر نفسها بكركي بعدم الاندفاع كثيرا وراء طرح المؤتمر لان ظروفه غير ناضجة ومن غير المجدي تسجيل «نكسة» سياسية في غير مكانها، وحتى فكرة استدعاء سفراء الدول الخمس وتسليمهم مذكرات في هذا الاطار، لا تجدها مجدية ومجرد تضييع للوقت والجهد. وبرايها لا داعي لتسجيل اخفاقات دبلوماسية تسجل خسائر ولا تحقق ارباحا في السياسة.

الطعون النيابية 

فقد أبطل المجلس الدستوري، في قرارٍ أصدره امس، نيابة رامي فنج وفراس السلوم، وأعلن فوز فيصل كرامي عن المقعد السني في طرابلس وحيدر ناصر من لائحة فنج عن المقعد العلوي. تجدر الاشارة الى انها من المرات النادرة التي يبطل فيها المجلس الدستوري نيابة أحد النواب ويعلن فوز نائب آخر بعد سابقة إبطال نيابة غبريال المر بدلاً من الدعوة إلى إجراء انتخابات نيابية فرعية كما حصل مع النائبة السابقة ديما جمالي.. ومع إبطال نيابة رامي فنج تخسر المعارضة نائباً كان يصوّت للمرشح ميشال معوض في مقابل مكسب لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية نتيجة اقتراب كرامي من رئيس تيار المردة، فيما لم يحدد النائب الجديد حيدر ناصر عن توجهاته الجديدة سياسيا .

لماذا قبل «الطعن»؟ 

وأوضح رئيس المجلس الدستوري طنوس مشلب، انه كان هناك طعنان، من فيصل كرامي ضدّ فراس السّلوم ورامي فنج وإيهاب مطر، وطعن آخر من حيدر ناصر، وأشار إلى أنّ الطعنين مبنيَّان على الأسباب والمطالب نفسها، وهناك مقطع مشترك فيهما، فجرى ضم الطعنين واتخذ فيهما قراراً واحداً. وأضاف: لم نتمكّن من تحديد الرشوة على إيهاب مطر، لكن ثمة خطأ حصل في احتساب الأصوات فاضطر المجلس لفرز ما يقارب الـ 50 قلماً، وتم فرز 40 ولم يعد هناك حاجة لفرز المزيد. ووفقا للقاضي مشلب «الفرق بين لائحة رامي فنج واللائحة الأخرى كان بسيطاً، وأعلنّا في القرار تصحيح النتائج وإبطال نيابته وفراس السلوم، وإعلان نيابة فيصل كرامي وحيدر ناصر». واكد مشلب ألّا تحامل على أحد، لكن مثل هذه الأخطاء تحصل، لافتاً إلى أنّها ليست المرّة الأولى التي يحصل فيها هذا الأمر. وتعليقاً على القرار، قال النائب فيصل كرامي إنّه كان لديه قناعة بأنّ النتائج ستكون لصالح لائحته وقال «لدينا 3 حواصل وهذا الأمر حق لكلّ من صوّت لهذه اللائحة، ومنذ أن قدّمنا الطعن كنا متيقنين من أنّنا لسنا خاسرين. واعتبر أنّه لا يمكن انتخاب رئيس للجمهورية من دون توافق وحوار. من ناحيته، قال النائب المبطلة نيابته فراس السلوم: نثق بالمجلس الدستوري، ولكن كنا نتمنى أنّ يتم إعادة فرز جميع الأقلام.

الطعون في المتن وعكار؟

وبالنسبة إلى انتخابات المتن، والطعن المقدّم من جاد غصن، أوضح القاضي مشلب أنّ المجلس ارتأى التوسّع في التحقيق، وانتهى فرز الأقلام، والأمر نفسه في عكّار، والنتائج تُعلن بعد ما يقارب الأسبوعين. والترقب سيد الموقف بانتظار نتيجة الطعن في قضاء المتن الشمالي المقدم من المرشح الماروني جاد غصن ضد نائب القوات اللبنانية رازي الحاج والذي في حال قبوله سيطيح أيضاً بنيابة أمين عام حزب الطاشناق هاغوب بقرادونيان.

«مهزلة» ساحة النجمة 

في هذا الوقت، تكررت المهزلة في ساحة النجمة ولم يتصاعد «الدخان الابيض» من الجلسة السابعة لانتخاب رئيس للجمهورية، وكما هي العادة منذ الجلسة الاولى تكررت «لعبة» عد الاصوات حيث حصل النائب ميشال معوّض على 42 صوتاً، وتمّ الاقتراع بـ 50 ورقة بيضاء، فيما حاز عصام خليفة 6 أصوات، وزياد بارود صوتين، إضافة إلى صوت لبدري ضاهر، و8 أصوات لـ «لبنان الجديد»، وورقة ملغاة. وقد غاب عن الجلسة النواب سينتيا زرازير، أسعد درغام، علي عسيران، وميشال المر، وجميل السيّد. وقبل إعلان نتيجة فرز الأصوات، انسحب نواب من كتلتي «التنمية والتحرير» و «الوفاء للمقاومة» من الجلسة، وقد حدّد رئيس مجلس النواب، نبيه بري، الجلسة المقبلة يوم الخميس في الأول من كانون الأول المقبل. وقبل رفع الجلسة، جرى نقاش حول التصويت الإلكتروني.

الانقسامات مستمرة 

وانتهت جلسة الامس، إلى فشل ذريع على مستوى القوى السياسة التي تنقسم على نفسها ولم تنجح حتى الان في توحيد صفوفها لتقديم مرشح يمكن خوض معركته، فما حصل بالامس اعاد تكريس الانقسامات بين نواب «التغيير» وكذلك بين النواب «المستقلين»، والنتيجة ان المعارضة غير موحدة وليست قادرة على تجاوز خلافاتها. اما النواب السُّنّة فهم لا يزالون دون مرجعية واضحة ايضا ولم يتمكنوا حتى من لعب دور وسطي بين فريقين سياسيين منقسمين على انفسهم.

خلاف «الثنائي»- باسيل 

كذلك لم تحمل جلسة الامس أي جديد في «معسكر» حزب الله وحلفائه ايضا، فلا تقدم في الاتصالات بين «الثنائي الشيعي» وبين التيار الوطني الحر، ولا يزال النائب جبران باسيل مصرا على رفض ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، في المقابل لم تجد محاولاته لجر حزب الله وحركة امل الى نقاش حول مرشح تسوية تكون له اليد العليا في تسميته باعتبار انه «تنازل» عن حقه الطبيعي في الترشح.وللمفارقة ان تمايزه عن حزب الله لم يفتح له حتى الآن «ابوابا» اقليمية ودولية يحاول طرقها لاستعادة بعضا مما خسره خلال ولاية الرئيس ميشال عون.

 عمّار وقائد الجيش؟ 

وبعد الجلسة شدّد عضو كتلة «الوفاء والمقاومة» النائب ​علي عمار أن لا ربط بين قائد الجيش ورئاسة الجمهورية رغم أدائه الجيّد في المؤسسة العسكرية. وقال «خروجنا من الجلسة سببه تمنّع البعض عن الحوار والوفاق، والبلد مأزوم، ونخشى أن يصل الوضع إلى انفجار اجتماعي كبير».

خليل والدعوة للحوار

إلى ذلك، قال عضو كتلة «التنمية والتحرير»، النائب علي حسن خليل، «نحن أوّل النّاس الدّاعين إلى التّواصل الدّاخلي بين الكتل في المجلس النيابي، لكنّ الخروج من الجلسة هو من أساليب التعبير عن الموقف، موضحاً أنّ هذه الورقة البيضاء تأكيد على إصرارنا على عدم تحدّي أيّ مكوّن آخر. ورأى أنّ «المهم أن نركّز على نقطة أساسية وهي التّفتيش الجدّي عن صيغة للتفاهم للخروج من حالة الجمود القائمة. وقال إنّه إذا كان الحوار على طاولة صعب الانعقاد في هذا الوقت، فهذا أمر لا يمنع أن تتواصل القوى السياسية مع بعضها البعض.

بو صعب «والغلطة»

من جهته، أعلن نائب رئيس مجلس النواب، الياس بو صعب، أنّه صوّت للوزير السابق زياد بارود و «مستمرّ في التصويت له»، واعتبر أنّ «غلطة» نوّاب 17 تشرين أنّهم تفرّقوا و «ما حدا سيادي أكثر من حدا، وأنا سياديّ أكثر منهم»، وأضاف أنّهم لم يبقوا مستقلين بل اصطفّوا، وهذه هي السياسة في لبنان.

معوض «وجسور» المعارضة

من ناحيته، قال رئيس «حركة الاستقلال»، النائب ميشال معوّض، إنّ هناك تقدّماً بعدد الأصوات المؤيّدة لي ويجب على المعارضة أن تبني جسوراً في ما بينها لأنّ الخلافات تؤدّي إلى التشتت. ورأى أنّه كي لا نصل إلى رئيس رمادي تسووي يجب الحصول على أكثرية مع اجتماع القوى المعارضة ولاحقاً نخوض معركة النصاب.

الجميّل: انتظار التسوية

بدوره، أسف رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل إزاء المشهد المتكرر كل يوم خميس، معتبراً أنّ ما يحصل لم يعد انتخابات إنّما انتظار تسوية أو صفقة لإبقاء المنظومة قائمة لتدمير ما تبقى من البلد. واعتبر أنّ هناك انتظاراً لتسوية على حساب الاقتصاد والبلد والدستور وبتنا نسأل أنفسنا إذا كان من المفيد حضور الجلسات.

الذهب «مطابق» 

في سياق آخر، أعلن مصرف لبنان في بيان، عن «إنجاز عملية التدقيق في موجودات خزنة المصرف من الذهب التي أجرتها شركة تدقيق عالمية متخصّصة ومحترفة في هذا المجال، تم اختيارها وتكليفها من قِبَل مفوَّض المراقبة الخارجي للمصرف وبالتنسيق والتوافق مع صندوق النقد الدولي. واشار الى انه تبيّن للشركة وبعد استكمال عملية التدقيق، أن موجودات خزنة مصرف لبنان من الذهب (سبائك ونقود معدنية) مطابقة تماماً، كمّاً ونوعاً، للقيود المسجّلة في السجلات المحاسبية لمصرف لبنان.

*************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

الشغور الرئاسي يترسّخ.. و «الدستوري » يعيد كرامي

أغلب الظن، أن المسار التصاعدي لـ “عدّاد” الشغور الرئاسي الذي بلغ يومه الرابع والعشرين لم يعد يستفز الكثيرين في لبنان، بعد “التطبيع” الذي حصل مع الأمر الواقع الناشئ منذ 31 تشرين الاول الماضي. جلسة سابعة انضمت الى عدّاد جلسات مفترض ان تنتخب رئيسا لبلاد منهارة، لم تنتخبه، تماما كما يتوقع الا تنتخب الثامنة والتاسعة وغيرها كثر ايضا، ان لم يتغير في الواقع شيئاً.

حتى إبطال نيابات واعلان اخرى على غرار ما حصل امس مع النائبين رامي فنج وفراس السلوم اللذين ابطل المجلس الدستوري نيابتهما بقبول طعنين بحقهما من فيصل كرامي ما فرض فوزه عن المقعد السني وعضو لائحة فنج، حيدر آصف ناصر عن المقعد العلوي، ذلك ان نائبين “بالزايد او بالناقص” لا يقدمان او يؤخران في مسار تحديد الاكثرية او الاقلية النيابية وتاليا عدم احراز اي تغيير في المعادلة المتحكمة بالمشهد النيابي – الرئاسي.

الجلسة السابعة

ولم تخرج الجلسة السابعة لانتخاب رئيس للجمهورية امس عن المسار العقيم لسابقاتها، ولم تحمل اي بارز باستثناء الصوتين لكل من بدري ضاهر وسلفادور الليندي، في وقت نجح المرشح ميشال معوض في ضم نائبي “تجدد” مارك ضو ونجاة صليبا الى المصوّتين له.

عقدت عند الحادية عشرة من قبل الظهر، جلسة الانتخاب في حضور 110 نواب وتغيب 7. وانتهت الدورة الأولى من التصويت بنتيجة 42 صوتا لميشال معوض و50 ورقة بيضاء و1 بدري ضاهر و2 زياد بارود و6 عصام خليفة و8 لبنان الجديد. وبعدما طير نواب 8 آذار النصاب، رفع بري الجلسة الى الخميس المقبل.

خليل: عقب الجلسة، قال عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب علي حسن خليل “المهم ان نركز على نقطة اساسية وهي التفتيش الجدي عن صيغة للتفاهم للخروج من حالة الجمود القائمة، واذا بقينا في نفس الاسلوب من دون ان يحصل حوار حقيقي بين بعضنا البعض وتواصل جدي مع بقية الكتل خارج اطار الاستعراض الاعلامي .ولنقل اذا كان الحوار على طاولة صعبة الانعقاد في هذا الوقت، هذا امر لا يمنع ان تتواصل القوى السياسية مع بعضها البعض. ولنحكِ مع بعضنا البعض”. واضاف:” نحن اول الناس الداعين الى التواصل الداخلي بين الكتل في المجلس النيابي. اما الخروج من الجلسة هو من أساليب التعبير عن الموقف، هذه الورقة البيضاء تأكيد اصرارنا على عدم تحدي اي مكون آخر”.

عمار: بدوره، قال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي عمار “البلد مأزوم على الصعيدين الاقتصادي والمالي، والحمد لله لم نصل الى التفلت الامني”. ودعا الى ضرورة “الاسراع في الحوار للوصول الى اتفاق”.

الخازن:  واكد النائب فريد هيكل الخازن “اننا نطرح فرنجيّة لان لديه ما يكفي من الإنفتاح والحكمة والإعتدال ونتمنّى التوافق بأقرب وقت ممكن لأنّ البلد لم يعد يحتمل.”

لا لرئيس رمادي: من جانبه، اشار المرشح النائب ميشال معوض إلى تقدم عدد أصواته في الجلسة مقارنة مع المرات الماضية، مضيفاً “جزء من التقدم هو إعلان حزب تقدم عن اتفاق حصل بيننا والتصويت لي في الجلسات.”

فرنجية غير مناسب: في المقابل، وبينما بقي نواب 8 آذار والتيار الوطني الحر على الورقة البيضاء،  أعلن النائب سيزار أبي خليل أن “تكتل لبنان القوي لا يرى أن سليمان فرنجية هو الشخص المناسب لهذه المرحلة ونحن نريد رئيسا نعرف موقفه من كافة الملفات الموجودة على لائحة أولوياتنا”. وتابع في حديث متلفز “سنصوت اليوم (امس) بالورقة البيضاء كرسالة بأننا منفتحون على التفاهم مع باقي الافرقاء ونتمنى أن نتفق مع الجميع على برنامج ومرشح واحد وإنهاء حالة الفراغ”.

المخرج عبر صندوق النقد: وسط هذه الاجواء الملبدة سياسيا، الاوضاع المعيشية والاقتصادية تزداد قتامة. ليس بعيدا،  افتتح إتحاد المصارف العربية امس فعاليات “منتدى بيروت الاقتصادي 2022” تحت عنوان “التجارب العربية في الإصلاح الاقتصادي وصولا الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي”، برعاية رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب  ميقاتي الذي قال ان “الواقع الاقتصادي اللبناني المرير وفداحة الازمة المالية التي يعيشها الوطن والضغوطات الاجتماعية الراسخة، تقف شاهداً على ضرورة وأهمية وضع استراتيجية ومشروع متكامل لتبني اصلاحات بنيوية تؤّمن التعافي والنهوض الاقتصادي والاجتماعي في البلدان التي تعاني من اختلالات اقتصادية جمة بما فيها بلدان منطقتنا العربية. ورأى أن هذا المسار بحاجة لدعم المجتمع الدولي ومؤازرته عبر الاتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي يقوم بدور محوري في هذا السياق لمواكبة عملية الاصلاح والخروج الأمن من الأزمات المستفحلة.

مفاجأة الطعون: من جهة اخرى، سُجلت مفاجأة على خط الطعون النيابية اذ أبطل المجلس الدستوري امس نيابة رامي فنج وفراس السلوم، وأعلن فوز فيصل كرامي عن المقعد السني وحيدر آصف ناصر من لائحة فنج عن المقعد العلوي. في السياق، قال رئيس المجلس الدستوري القاضي طنوس مشلب “كان هناك طعن مقدّم من فيصل كرامي وحيدر ناصر ضد نفس الأشخاص، وضمينا الطعنين وأعدنا فرز تقريباً 50 قلما” ، مشيراً إلى أن “الفرق بين لائحة رامي فنج واللائحة الأخرى كان بسيطاً”. وأضاف “عند إعادة الفرز تغيرت النتائج وصححناها وأعلنا إبطال نيابة رامي فنج عن المقعد السني وفراس السلوم عن المقعد العلوي، وحلّ كرامي نائباً عن المقعد السني وحيدر ناصر عن المقعد العلوي”. كما كشف عن ان “نتائج المتن وعكار تحتاج إلى بعض الوقت لتظهر وربما بعد أسبوعين سيتم الإعلان عنها”.

 

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram