افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 14 آذار 2023

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 14 آذار 2023

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء:

مصرف أميركي جديد يفلس والحبل على الجرار… وبايدن: النظام متين والعملة بخير الوفود الأوروبية القضائية في بيروت للمشاركة في جلسات الاستجواب القضائي لسلامة بري بعد لقاء شيا والبخاري: إذا لم يكن فرنجية رئيساً يجمع فمن الذي يمكن أن يجمع؟

 

رغم حضور ملفات دولية وإقليمية كبرى على الطاولة، من التطورات العسكرية والسياسية المحيطة بحرب أوكرانيا، ووصول الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى موسكو في الأيام القليلة المقبلة حاملاً تصوّرات تفصيلية حول المبادرة الصينية لإنهاء الحرب عبر التفاوض، وحضور طازج لملف الاتفاق الثلاثيّ الصينيّ الإيرانيّ السعوديّ وتداعياته على أزمات المنطقة، وحضور المأزق الانشطاري الذي يهدّد كيان الاحتلال، في ظل تنامي حركة مقاومة الشعب الفلسطيني، خطف الأضواء الانهيار المصرفي الأميركي الذي أصاب مصرفين خلال أقل من أسبوع، مع انضمام مصرف سيلفرغيت المتخصص بالعملات المشفرة الى مصرف سيليكون فالي، في إعلان الإفلاس، وتوقع انضمام خمسة مصارف أخرى هذا الأسبوع الى سجل المصارف المتعثرة، مع تحذيرات تعم العالم من مخاطر أزمة أشد قسوة من أزمة 2008، حيث الشحّ المالي يصيب الشركات ومسار تسييل الأسهم والسندات والودائع يشكل سبيلاً وحيداً يسبق الإفلاس لتغطية النفقات الجارية، في ظل توجّه سيولة المصارف نحو ديون الخزينة التي لا تملك موارد كافية لتغطية نفقاتها، وحيث أسعار الفائدة المرتفعة بصورة متصاعدة تجعل الديون التجارية سبباً كافياً للإفلاس، ولم تنفع في تهدئة السوق المذعورة تدخلات الاحتياطي الفدرالي الأميركي لتغطية ودائع المصارف المفلسة، ولا تطمينات المسؤولين الماليين وصولاً لكلام الرئيس جو بايدن، حيث الوصفة التي تعتمدها الحكومة هي المزيد من الاستدانة، ووصفة المصرف المركزي هي مزيد من رفع سعر لا فائدة، وهي بالمناسبة ذات الوصفة الأميركية التي استوردها حاكم المصرف المركزي رياض سلامة الى لبنان وطبقها آخذاً لبنان الى الانهيار، ومثلما يحق للبنانيين أن يضحكوا وهم يتألمون عندما يسمعون بايدن يردد كلمات سمعوها من سلامة، يبدو مشهد العالم وليس أميركا فقط شبيهاً بما مرّ على لبنان، فيما تسارع المصارف الأوروبية لإعلان حالة الطوارئ، وتتعامل بحذر مع كل تداعيات الأزمة، دون أن تخفي قلقها المتعاظم من تداعيات كارثية، لما يسمّيه الخبراء بلعنة حرب أوكرانيا والعقوبات على روسيا، التي كانت مفتاح أزمة الطاقة والركود الذي تبعها والتضخم الذي نتج عنهما، بعدما حملت العقوبات تدميراً للثقة بحيادية النظام المصرفي عن التسييس.
“عبقرية” رياض سلامة ستكون غداً أمام الاستجوابات القضائية اللبنانية بحضور أوروبي، بعدما وصلت الوفود الأوروبية الى بيروت، بانتظار بدء الاستجواب غداً، وتبدو الملاحقة القضائية لسلامة بروفة لما سيكون على القضاء الغربي تكراره مع مسؤولين حكوميين ومصرفيين وحكام مصارف مركزية أمام الزلزال المقبل.
لبنانياً شكّل كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد استقباله كلاً من السفيرة الأميركية دوروتي شيا والسفير السعودي وليد بخاري، إشارة لعزم الرئيس بري على توظيف الأجواء الدولية والإقليمية الإيجابية في لبننة الاستحقاق الرئاسي، دون فتح الباب للخوض الخارجي بالأسماء، على قاعدة أن التحسّن في العلاقات الدولية والإقليمية يخفف الضغط الخارجيّ الناتج عن التموضع في خنادق العداوات، ويحرّر الاستحقاق الرئاسي من مخاطر الاستثمار فيه كصندوق برّي بين المتخاصمين، أو تحويله ورقة من أوراق القوة، باعتقاد بري ان هذا سقف المطلوب من الخارج، أما الاختيار والانتخاب فتلك مسؤولية لبنانية خالصة، ولا حاجة لاستدراج الخارج الى الدخول على خط الأسماء قبولاً أو رفضاً، وكان لكلام بري بعد لقاءاته الدبلوماسية مغزى تأكيدي لوجود ظروف مناسبة للمضي بمعركة دعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، بقوله، انه اذا المطلوب رئيس يجمع ولا يفرق، وإذا لم يكن سليمان فرنجية مَن يجمع، فمن هو الذي يمكن له أن يجمع؟

ولا تزال المصالحة السعودية – الايرانية في الصين ترخي بظلالها على المنطقة برمّتها ومن ضمنها لبنان الذي يترقب النتائج السياسية لهذا الاتفاق بتسوية تخرج بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتأليف حكومة جديدة تمهّد لمرحلة النهوض الاقتصادي.
وعلمت “البناء” أن رئيس مجلس النواب نبيه بري بدأ بمروحة اتصالات مع الكتل النيابية لجسّ نبضها بما خصّ انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لا سيما كتلتي اللقاء الديمقراطي والاعتدال الوطني والمستقلين على أن يسعى بري لتأمين أكثرية نيابية كمرحلة أولى ثم السعي لتأمين نصاب الجلسة التي تؤمن الميثاقية”. كما علمت أن حزب الله أيضاً يسعى عبر اتصالاته لتأمين أكثرية لفرنجية.
وأطلق الرئيس بري سلسلة مواقف بارزة أمس، معتبراً أن “الضرورات تبيح المحظورات في الشأنين المتصلين بانتخاب رئيس الجمهورية والموضوع الحكومي».
وخلال لقائه نقابتي الصحافة والمحررين برئاسة النقيبين عوني الكعكي وجوزيف القصيفي، قال: “بعد 11 جلسة انتخابية أخذوا علينا بالورقة البيضاء بياضها، وقالوا لماذا لا يكون هناك مرشح؟ وبعد مضي خمسة أشهر على الفراغ وأمام الانهيار المالي والاقتصادي وبعد رفض الدعوات التي وجّهتها، ولا زلت، للحوار والتي تجاوب معها معظم الكتل باستثناء الكتلتين الاساسيتين، لم يعد مقبولاً الاستمرار بذلك ولم يكن هناك خيار الا خيار الإقدام على ترشيح اسم يتمتع بالصفات التي ذكرتها بخطاب 31 آب بذكرى إخفاء الامام الصدر في صور، وأقمت حوارات مع جهات دولية وخاصة مع سفراء الدول الخمس وقلت لهم نشكركم على الدعم الذي ستقدمونه للشخص الذي نختاره”.
وتابع بري: “اريد ان اسأل هنا مَن هو سليمان فرنجية، الم يكن مرشحاً عندما تم التمديد للرئيس اميل لحود؟ الم يرشحه السفير ديفيد هيل؟ الم يكن مرشحاً حينما كان العماد ميشال عون مرشحاً؟ واسمحوا لي ان أتحدث كماروني أنا لي حصة بالموارنة أنا لبناني. الموارنة بدأوا من الشمال وتناموا وتمددوا من هناك الى كل لبنان، وفرنجية إبن هذا الشمال».
سأل “في الانتخابات السابقة ألم تلتق القيادات المسيحية والمارونية في بكركي ويومها تم التوافق على اربعة اسماء، وأن من ينتخب من بين هؤلاء الأربعة يكون ممثلاً للمسيحيين واللبنانيين؟ الم يكن سليمان فرنجية أحد هؤلاء الأربعة؟”، وأضاف: “نحن ماذا نريد من رئيس الجمهورية؟ أنا بحاجة الى رئيس يتحدث مع سورية بموضوع ترسيم الحدود وحل أزمة النازحين، لأننا اذا كنا سنعتمد على الاوروبيين والاميركيين فهم غير مكترثين، لهذا الموضوع، نريد رئيساً قادراً على مقاربة الاستراتيجية الدفاعية، رئيس يؤمن باتفاق الطائف وانطلاقاً من كل ذلك رشحنا سليمان فرنجية”.
وحول لقائه السفير السعودي، قال برّي «التواصل كان قائماً وسوف يتواصل وقد حصلت قبل هذا اللقاء عدة لقاءات». وشدد بري على أن «الحل السياسي يبدأ برئاسة الجمهورية، وسليمان فرنجية مد يده للجميع صالح كل الناس فإذا كان سليمان فرنجية لا يجمع فمن هو الذي يجمع؟»، مؤكداً أن «لا خلاص للبنان الا بالدولة المدنية، ونحن تمسكنا بالطائف لكونه مثل إطاراً لوقف الحرب وأفسح المجال أمام لبنان واللبنانيين لسلوك مسار متطوّر يحافظ على الطوائف ويحد من الطائفية والمدخل الى ذلك فقط يقوم بتطبيق المادة 22 من الدستور إذا لم ننتقل نحو الدولة المدنية لبنان لن يتعافى».
وكان بري استقبل في عين التينة، سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. واستشهد السفير بخاري بما “يردّده الرئيس بري، بالدعوة الى الكلمة السواء، وأن إرادة الخير لا بد منتصرة”، لافتاً الى “أن المرحلة الراهنة تستوجب الاحتكام أكثر من أي وقت مضى الى الكلمة الطيبة والرهان دائماً على الإرادات الخيرة”. ولدى مغادرته، قال رداً على سؤال عما اذا كان هناك أي شيء إيجابي للبنان: شي اكيد.
وأكدت مصادر “البناء” أن “أجواء اللقاء بين بري والسفير السعودي إيجابية وبحث في الأوضاع الداخلية والاقليمية، وسبقته لقاءات عدة، وكان تشديد على ضرورة توافق اللبنانيين على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وشدد الطرفان على ضرورة استمرار التواصل وأن للبحث صلة».
كما استقبل بري وفداً من فريق العمل الأميركي من أجل لبنان برئاسة السفير السابق إدوارد غابرييل والوفد المرافق، في حضور سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا.
وأشارت أوساط نيابية لـ”البناء” الى أن الاتفاق السعودي الإيراني بارقة أمل للانفراج والاستقرار في المنطقة وبالتالي للبنان الذي كان يعاني من الخلافات الاقليمية لا سيما بين طهران والرياض، وكانت عقبة أمام إنجاز التوافق الداخلي لإخراج البلد من الأزمة، لكن الآن أزيل أحد أهم عوامل انسداد باب التسوية، والأمر يحتاج الى وقت لتنضج الظروف الإقليمية”، متوقعة أن يخفّ التوتر السياسي والطائفي في لبنان الى حد كبير».
وأكد عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق “أننا لا ننتظر أي تسوية خارجية لا ثنائية ولا خماسية تفرض على اللبنانيين مواصفات وأسماء لرئاسة الجمهورية”. وشدّد خلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة الرمادية الجنوبية، على أن “حزب الله وحركة أمل والحلفاء والأصدقاء فتحوا أفقاً لحل الأزمة الرئاسية من خلال التوافق الداخلي بعيداً من الفيتوات والمواصفات الخارجية، وأما وصول رئيس للتحدّي والمواجهة، فهذا أصبح مرحلة ماضية، ونحن نتحدث عن الحاضر والمستقبل”.
وأشار إلى أن “فريق التحدّي والمواجهة ضخّم حجمه ورفع شعارات أكبر من واقعه وقدرته، ويريد أن يأتي برئيس للتحدي والمواجهة، وهذا يعني أنه يريد جر البلد إلى الفتنة الداخلية، وقد جرّبوا 11 جلسة وفشلوا، وكانت هذه الجلسات كافية لأن يعودوا إلى أحجامهم الطبيعية، وأن يكتشفوا أن شعاراتهم غير واقعية، وليس لها مكان في لبنان”.
الى ذلك، يعقد رئيس المردة سليمان فرنجية مؤتمراً صحافياً خلال الأيام المقبلة لشرح وجهة نظره من التطورات والملفات السياسية سيكون بمثابة إعلان ترشيح غير رسمي.
في المقابل التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب للمرة الثالثة خلال الفترة الأخيرة راعي أبرشية انطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم موفداً من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، في حضور المونسنيور إيلي خوري ورئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية أنطوان مراد، وتناول اللقاء مسألة الاستحقاق الرئاسي وأهمية إنجازه بما يعيد الى لبنان وشعبه الأمل وللدولة مسارها السليم.
ولفت مصدر نيابي في القوات اللبنانية لـ”البناء” إلى أن “القوات ترحّب بأي تقارب إقليمي لا سيما اذا كان ينعكس على لبنان، لكن لا يجب تحميل الاتفاق أكثر مما يحتمل”، مشددة على أن القوات غير معنية بأي تسوية يجري الحديث عنها بما خصّ الرئاسة، والموقف لم يتغير وهو رفضنا لأي رئيس من 8 آذار ويخدم مشروع التحالف الإقليمي للحزب، وبالتالي لن نؤمن النصاب لفريق حزب الله لانتخاب مرشحه فيما عطّل وصول مرشحنا منذ أشهر وحتى الساعة”.
وعشية مغادرته إلى الفاتيكان، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي البطريرك الراعي صباحاً في بكركي وعقد معه خلوة تناولت التطورات الراهنة والزيارة التي سيقوم بها ميقاتي الى الفاتيكان للاجتماع بالبابا فرنسيس.
وإذ قال بعد اللقاء في دردشة سريعة مع الإعلاميين، إنّ “ربيع لبنان قريب إن شاء الله”، قال ميقاتي: “شرحت لصاحب الغبطة موضوع اجتماعات مجلس الوزراء وضرورة السهر على متابعة إدارة المرفق العام، وكان صاحب الغبطة متفهماً جداً لهذه المواضيع. نحن نتحدث عن عمل حكومي في مرحلة تصريف الأعمال، ولكن الدستور عندما تحدث عن تصريف الأعمال بصلاحيات محددة، كان على أساس ان تصريف الاعمال لوقت قصير، ولكن كلما طال وقت الشغور الرئاسي، توسّعت الحاجة لتوسيع نطاق الصلاحيات من أجل متابعة أمور الدولة كما تنبغي متابعتها. ولمن يتحدث ويقول إن مجلس الوزراء شرعي او غير شرعي ويحق له ان يجتمع او لا يجتمع، فليتفضل ويقوم بدوره في انتخاب رئيس الجمهورية في أسرع وقت، وهذا هو باب الخلاص”.
في موازاة ذلك، استهجن مجلس المفتين “الحملات المتتالية على موقع رئاسة الحكومة، وافتعال فتنة جديدة تحت شعار الصلاحيات، وطالب الجميع بالعودة الى الدستور والتزام اتفاق الطائف، رافضاً المسّ بصلاحيات رئيس مجلس الوزراء تحت أي عنوان أو ذريعة، وأن رئيس مجلس الوزراء يلتزم الدستور واتفاق الطائف والأصول المرعية الإجراء في كل خطوة يقوم بها من أجل تخفيف المعاناة عن الوطن والمواطنين”.
وحذّر المجلس “من استمرار الفراغ الرئاسي الذي يكاد يصبح متلازماً مع كل انتخابات رئاسية، مما يعرّض لبنان إلى مخاطر هو بغنى عنها، ويحمّله أثماناً بات عاجزاً عن أدائها سياسياً ومعنوياً، وكذلك اقتصادياً واجتماعياً وإنمائياً. إن الطبيعة لا تعرف الفراغ”، ولذلك حذّر أيضاً “من مبادرات هجينة لمحاولة ملئه من خارج الدستور ومن خارج دائرة الوفاق الوطني. فالفراغ في الرئاسة ظاهرة سلبية خطيرة. وأسوأ منها وأخطر، محاولة ملئه بمبادرة من خارج الدستور وعلى حساب الوفاق الوطني”.
وعلى وقع عودة المصارف الى الإضراب بدءاً من اليوم، واصل سعر صرف الدولار ارتفاعه الجنوني وبلغ أمس 95 الف ليرة، حيث ارتفعت أسعار المحروقات مجدداً إذ بلغ سعر صفيحة البنزين 1713000.
وأشار خبراء اقتصاديون لـ”البناء” الى أن هذا الارتفاع يرتبط بشكل مباشر بإضراب المصارف، لكون هذا الإضراب سيؤثر على كل مفاصل الحياة اليومية، إذ ستتوقف المعاملات المالية والتحويلات في الداخل والخارج وكذلك منصة صيرفة ما سيدفع المواطنين وكبار التجار والمستوردين إلى التوجه للسوق السوداء للحصول على الدولارات الطازجة لتمويل الاستيراد والحاجات اليومية، ما سيؤدي الى ارتفاع الطلب على الدولار وارتفاع سعره”.
وبعد إضراب القطاع العام، أعلنت نقابة المعلمين في المدارس الخاصة، “عجز المعلمين عن الوصول إلى مدارسهم اليوم في جميع المدارس الخاصة في لبنان والإضراب، بعدما أصبح سعر صرف الدولار على مشارف المئة ألف، وبعدما أصبح سعر صفيحة البنزين على مشارف المليوني ليرة”.
وفي السياق نفسه، تعقد جلسة استجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومعاونته مارلين الحويك وشقيقه رجا غداً أمام قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا، بالاتهام الموجه ضده بجرائم الاختلاس وتبييض الأموال والتزوير واستعمال المزور والإثراء غير المشروع بحضور وفد قضائي أوروبي وصل الى لبنان أمس.
ولم يعرف إذا كان سلامة سيحضر أم سيقدّم دفوعاً شكلية.
وأشار المرصد الأوروبي للنزاهة في لبنان الى أن القاضية الفرنسية Aude Buresi تصل الى لبنان في الساعات القليلة المقبلة لتستجوب حاكم مصرف لبنان بحضور القاضي أبو سمرا.
بدورها، طلبت رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة اسكندر من أبو سمرا الترخيص لها أو لأحد معاونيها ممن ينوب عنها لحضور الجلسة.

 **************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

مسؤول في خارجية لندن يدخل «خلسة» بمساعدة ميقاتي و«القائد»: تسلّل بريطاني إلى الجيش
 
 
 صار عرفاً، بل سياسةً، أن تتعمّد الدول الغربية تجاوز مؤسسات الدولة اللبنانية في طريقة إدارة سياساتها في لبنان. ومع اشتداد الضغوط الغربية على لبنان في ملفات كالإصلاح الاقتصادي والنازحين السوريين، تعزّز العمل على توفير خط دعم مستقل للمؤسسات العسكرية والأمنية من دون المرور بالجهات الرسمية المعنية.
فقد علمت "الأخبار" أن الخارجية البريطانية أوفدت مدير قسم الشرق الأوسط في الخارجية فيجاي رانغاراجان إلى بيروت منتصف الشهر الماضي، لعقد اجتماعات خاصة مع قائد الجيش العماد جوزيف عون وتفقّد الحدود مع سوريا من دون علم الجهات الرسمية اللبنانية. كما زار المسؤول البريطاني منازل نازحين سوريين مكرراً طلب بلاده توفير الدعم لهم. وشدّد، في الاجتماعات المغلقة، على أن بلاده لا تعتقد بأن الظروف في سوريا حالياً آمنة كفاية لعودة هؤلاء إلى بلادهم، مشيراً إلى أن الدعم الذي توفره الدول المانحة يكفي لتوفير ما تنفقه الدولة اللبنانية على النازحين.
وخصص رانغاراجان المتخصص بمكافحة الإرهاب وملفات الشرق الأوسط، القسم الأكبر من محادثاته للبحث في سبل توفير دعم خاص للجيش اللبناني بمعزل عن أي سلطة رسمية لبنانية، متجاهلاً عن عمد النقاش القائم حالياً حول طريقة عمل قائد الجيش مع الجهات المانحة من دون الحصول على إذن مجلس الوزراء، ومن دون علم وزير الدفاع المعني بالأمر.
إلا أن اللافت أن الزيارة تجاوزت الأصول الديبلوماسية في ما يبدو أنه بات سياقاً رسمياً في تعامل الدول الأوروبية مع لبنان. إذ إن الجانب البريطاني نسّق الزيارة لوجستياً مع قائد الجيش العماد جوزيف عون ومديرية المخابرات في الجيش حصراً. وقد حطّت الطائرة التي أقلّت الزائر في مدرج الطائرات الخاصة، ودخل مع الوفد المرافق عبر صالون الطائرات الخاصة. وقد زار رانغاراجان السراي الكبير للقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، حيث فوجئ وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الذي كان يزور السراي بالوفد الذي لم يكن على علم بقدومه! وبعد التواصل مع دوائر وزارة الخارجية تبين أن السفارة اللبنانية في لندن لا علم لديها بالزيارة، فيما ادّعت السفارة البريطانية في بيروت أنها لم تُبلّغ بالأمر! وعندما راجع بو حبيب رئيس الحكومة، نفى الأخير علمه بأن تكون الزيارة سرية، وأكد أنه تصرف مع الأمر على قاعدة أن التنسيق قد تم بالفعل مع الخارجية اللبنانية.
وتبين لاحقاً أن الهدف من زيارة رانغاراجان لميقاتي توفير تغطية من رئيس الحكومة لآلية التعاون غير الرسمية مع قيادة الجيش، علماً أن جدول أعمال المسؤول البريطاني كان حافلاً بلقاءات مع قيادة الجيش. وهو تعاطى مع الأمر، كما غيره من المسؤولين الغربيين، على قاعدة عدم الحاجة إلى استشارة أي مسؤول حكومي في لبنان أو وزارة الدفاع قبل التواصل مع المؤسسة العسكرية التي يُفترض أنها تخضع لأوامر السلطة السياسية. علماً أن قائد الجيش نفسه يمتنع عن التنسيق في هذا الشأن مع أي من المسؤولين اللبنانيين، وهو ما يعرفه البريطانيون جيداً.
وعلمت "الأخبار" أن المسؤول البريطاني بحث مع قائد الجيش في آليات التعاون بين الجانبين، ومستقبل برامج الدعم التي تقدمها بريطانيا للمؤسسة العسكرية. كما تطرق البحث إلى المساهمة البريطانية في بناء الأبراج الخاصة بالأفواج الحدودية على الحدود مع سوريا. وقد نظّم عون للديبلوماسي البريطاني ومرافقيه جولة على الحدود مع سوريا، للاطلاع على آليات العمل في أبراج المراقبة ومناقشة آفاق التعاون بين الجانبين بما خص هذا الملف وغيره. علماً أن هذه الأبراج شيدت بدعم بريطاني، فيما أسهمت الولايات المتحدة في توفير كاميرات ضخمة ثُبّتت فيها تبث صوراً حية إلى مركز العمليات في قيادة الجيش. لكن مطلعين أكدوا أن آلية البث تسمح بنقل الداتا إلى أماكن أخرى عبر أقمار اصطناعية، ويجري الحديث عن أن من بين هذه الأماكن غرفة عسكرية يشرف عليها الأميركيون في قاعدة حامات العسكرية وأخرى في قاعدة بريطانية في قبرص.

احتجاج بو حبيب
وقد غادر رانغاراجان لبنان، كما دخله، عبر صالون الطائرات الخاصة، فيما علمت "الأخبار" أن بو حبيب طلب استدعاء السفير البريطاني في بيروت هاميش كاول على عجل. ولوجود الأخير خارج لبنان، أوفدت السفارة في 20 شباط الماضي القائمة بالأعمال كاميلا نيكلس (بدأت مهامها في بيروت قبل ثلاثة شهور). وسمعت الأخيرة احتجاجاً من بو حبيب على "هذا التصرف الذي يعكس عدم احترام بريطانيا للدولة اللبنانية ومؤسساتها، واعتمادها سلوكاً يهمّش إدارات الدولة اللبنانية، وأن عدم إبلاغ السفارة وزارة الخارجية بأمر الزيارة، وعدم طلب اجتماع مع وزير الخارجية أو مسؤولين في الوزارة يمثل استخفافاً وتجاوزاً للتقاليد". وسأل بو حبيب أمام الديبلوماسية البريطانية: "هل تقبلون بسلوك كهذا من أي دولة أخرى؟ وكيف يزور مسؤول رفيع في الخارجية البريطانية لبنان من دون إبلاغ وزارة الخارجية اللبنانية، إذ كان عليه الدخول إلى لبنان من خلال صالون الشرف وأن يكون مسؤول لبناني في انتظاره، لا أن يأتي ويغادر سراً عبر صالون الطائرات الخاصة.
وكيف يقبل بأن يتولى الجيش اللبناني فتح ممرات خاصة ويعقد اجتماعات سرية مع رئيس الحكومة وقائد الجيش من دون علم الخارجية ومن دون وجود وسائل إعلام". وختم بو حبيب بمخاطبة الديبلوماسية البريطانية: "هل تتعاملون مع الجيش اللبناني كما تتعاملون مع المنظمات غير الحكومية؟ نأسف لقيامكم بمثل هذه الأعمال، ولم نكن نتوقع أن لا تحترم سفارتكم المؤسسات الرسمية في لبنان".
وبحسب المعطيات، فقد كانت الديبلوماسية البريطانية مربكة جداً، وأقرت بحدوث "خطأ"، وقالت إنها ستنقل احتجاج بو حبيب إلى المسؤولين في لندن. لكنها أشارت إلى أن الاجتماع مع رئيس الحكومة لم يكن سرياً، وأشارت إلى البيان الذي صدر بعد زيارة السراي وجاء فيه حينها أن رانغاراجان بحث مع ميقاتي في تداعيات الزلزال الذي أصاب سوريا وتركيا وصعوبة تأمين المساعدات إلى المناطق المنكوبة.

السفراء البيض
يشار إلى أن الحكومة البريطانية رفضت في حزيران الماضي منح اللجوء لبضع عشرات من المهاجرين عبر البحر إلى أراضيها. وخاضت الحكومة معركة ضد الرأي العام ومنظمات حقوقية داخل بريطانيا وخارجها، بما في ذلك الكنيسة التي اعتبرت أن إرغام المهاجرين على العودة إلى بلادهم أو نقلهم إلى مكان احتجاز مؤقت مناف للطبيعة الإنسانية. ورفضت بريطانيا التي تتصرف وفق مصالحها المباشرة فقط، الإصغاء لكل هذه المناشدات وعمدت إلى إطلاق عملية ترحيل على مراحل.
في تلك الفترة، عقد بو حبيب اجتماعاً مع عدد من السفراء الأوروبيين في لبنان، من بينهم السفير البريطاني في حينه إيان كولارد (انتقل لاحقاً إلى لندن ليشغل منصب مسؤول شؤون الأمن القومي في وزارة الخارجية)، وتمحور الحديث حول ملف النازحين السوريين. فأصر الجانب الأوروبي على أن لبنان ملزم بحماية وجود هؤلاء على أراضيه، وأن عليه أن يعمد إلى خطوات تجعلهم يندمجون أكثر في المجتمع اللبناني مع رفض تام لعودتهم إلى بلادهم بحجة غياب الأمن والعمل. ورغم الطابع الديبلوماسي الذي يغلب على شخصية بو حبيب، إلا أنه بدا مستفزاً من حديث السفراء، خصوصاً السفير البريطاني الذي يتخذ من الصفة الديبلوماسية غطاء، فتوجه إليه وزير الخارجية بالقول: "أنتم ترفضون تحمل مسؤولية 15 مهاجراً وتعملون على ترحيلهم إلى رواندا، وتعطينا دروساً في كيفية التعامل مع قضية تتجاوز قدرات لبنان على التحمل اقتصادياً وسياسياً وأمنياً، بينما لا يوجد ما يعيق عودتهم إلى بلادهم؟".
وكالعادة، ثارت ثائرة "السفراء البيض" وأطلقوا العنان لموجة من ردود الفعل جعلت الوزير بو حبيب يدعوه بعد أيام إلى مكتبه، ليشرح له الموقف بكثير من الديبلوماسية. إلا أن "سفير صاحب الجلالة" تصرف يومها، وكأنه نجح في فرض تعديل على موقف الوزير، وهو ما لم يحصل. إذ تبيّن أنه استعان بمسؤولين لبنانيين من بينهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الحريص على رضى "السفراء البيض"، كما فعل مع السفير الألماني الأكثر صفاقة بين السفراء الأجانب أندرياس كيندل عندما استدعاه وأبلغه تنبيهاً رسمياً بضرورة احترام الأصول والقواعد الديبلوماسية المعمول بها والتوقف عن القيام بخطوات تتجاوز الحكومة وتستفز قسماً كبيراً من اللبنانيين. يومها، قامت الدنيا ولم تقعد، وتدخلت الحكومة الألمانية مع ميقاتي الذي عاد واستقبل كانديل وأصدر بياناً أثنى فيه على دوره الشخصي في تعزيز العلاقات مع لبنان. وأدت خطوة ميقاتي إلى تعزيز سياسة التجاوز من قبل سفارة ألمانيا التي صارت تتدخل في كل شيء، خصوصاً في عمل القضاء اللبناني من دون الخشية من أي مساءلة.

****************************

افتتاحية صحيفة النهار

 

آذار الغدّار… دولاره 100 ألف

تأويلات وتحليلات ورهانات وحسابات متسرعة يتقاذفها اللبنانيون في شأن الاتفاق السعودي الايراني، ونتائجه وتداعياته على الملف الرئاسي تحديدا. لكن الملف المعيشي والمالي يفاجئهم ويحوّل اهتماماتهم، اذ ان “اذار الغدار” وفق التوصيف الشعبي اللبناني، غدر بالمواطنين امس، ولامس #الدولار عتبة المئة الف ليرة، فتجاوز مساء امس الـ 98.8 الف ليرة، وارتفع سعر “صيرفة” الى 75800 ليرة، منذرا بخروج سعر الصرف عن الضبط، خصوصا مع اقفال المصارف ابوابها مجددا اليوم.

ومصرفيا ايضا، تعقد جلسة استجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة غدا الاربعاء في حضور وفد قضائي اوروبي، وصل الى لبنان امس. وكان القضاء اللبناني ابلغ الإثنين الحاكم بوجوب الحضور إلى جلسة استماع الأربعاء مع محققين أوروبيين، يزورون بيروت للمرة الثانية في إطار تحقيقات حول ثروته، وفق ما أفاد مسؤول قضائي وكالة فرانس برس. وفي حال مثول سلامة، ستكون المرة الأولى التي يستمع فيها قضاة أوروبيون إليه للاشتباه بضلوعه وشقيقه رجا في قضايا اختلاس.

وكان من المفترض أن تعقد جلسة لاستجواب سلامة في إطار التحقيق المحلي غدا الأربعاء، إلا أنه جرى تأجيلها لإفساح المجال أمام المحققين الأوروبيين. وأوضح المسؤول القضائي أن المحققين الأوروبيين سيستمعون لسلامة وحده، على أن يتم لاحقاً لقاء شهود آخرين.

على الخط الرئاسي، تضاربت المعلومات حول الموقف السعودي من الانتخابات، اذ ذكرت معلومات أن السفير السعودي وليد بخاري أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري “رسالة سعودية حاسمة تتعلق بمواصفات رئيس الجمهورية، والتي تنطلق من مندرجات اللقاء الخماسي ومشاورات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون – وولي العهد السعودي محمد بن سلمان والبيان الثلاثي في نيويورك”. واكدت مصادر ان المملكة لم ولن تبدل في موقفها. وان البخاري طرح على القيادات اللبنانية السعي لتخطي الاسماء التي تشكل صداما، والانتقال الى شخصيات تحظى بتوافق القوى السياسية. ولم يشأ السفير السعودي الخوض في الاسماء مع المرجعيات التي يلتقيها، مؤكدا أن على اللبنانيين أن يبحثوا عن الافضل لهم ولمستقبل بلادهم، ولا مرشح تقف خلفه #السعودية وتدعمه، بل هي تقف وراء اللبنانيين ورغبتهم في جمهورية تستعيد الثقة. وفي المعلومات أن معادلة سليمان فرنجية- نواف سلام لم تكن من صنع سعودي، أما الاقرب الى المملكة فهو خيار الاسم التسوية.

لكن مصادر اخرى تصنف نفسها قريبة من المملكة، رأت ان الاجتماع مع بري، شكل بداية مرحلة تشاور ستفضي الى الاتفاق على الوزير السابق سليمان فرنجيه رئيسا، خصوصا مع التقارب السعودي السوري المرجح قريبا جدا.

واستشهد السفير بخاري بما “يردده الرئيس بري، بالدعوة الى الكلمة السواء، وان ارادة الخير لا بد منتصرة”، لافتا الى “أن المرحلة الراهنة تستوجب الإحتكام أكثر من أي وقت مضى الى الكلمة الطيبة والرهان دائما على الإرادات الخيرة”. ولدى مغادرته، قال ردا على سؤال عما اذا كان هناك اي شي إيجابي للبنان: شي اكيد.

وعلمت “النهار” من اجواء لقاء البخاري ورئيس التقدمي وليد جنبلاط الذي استقبله في دارته في كليمنصو، ان التوافق ساد اللقاء بالتأكيد على الحوار وتفعيل قنواته توصلا الى تفاهمات داخلية، وفقا لمطلب جنبلاط المتكرر.

وفي شأن متصل، افاد الرئيس بري من زيارة منظمة لوفد مشترك من نقابتي الصحافة والمحررين، لينوه بأن سليمان فرنجية مد يده للجميع وصالح كل الناس وقال: اذا كان فرنجية لا يجمع فمن الذي يجمع. كما شدد الرئيس بري اننا بحاجة إلى رئيس يتحدث مع سوريا حول ترسيم الحدود وأزمة النازحين لأن الأوروبيين والأميركيين غير مكترثين للأمر.

ومن عين التينة الى بكركي التي قصدها، عشية مغادرته الى الفاتيكان، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والتقى البطريرك بشارة بطرس الراعي. وقال ميقاتي: لمن يتحدث ويقول إن مجلس الوزراء شرعي او غير شرعي ويحق له ان يجتمع او لا يجتمع، فليتفضل ويقوم بدوره في انتخاب رئيس الجمهورية في اسرع وقت، وهذا هو باب الخلاص”.

ومن بكركي، توجه ميقاتي الى دار الفتوى، حيث عقد اجتماع لمجلس المفتين استهجن “الحملات المتتالية على موقع رئاسة الحكومة، وافتعال فتنة جديدة تحت شعار الصلاحيات، وطالب الجميع بالعودة الى الدستور والتزام اتفاق الطائف، رافضا المس بصلاحيات رئيس مجلس الوزراء تحت أي عنوان أو ذريعة، وأن رئيس مجلس الوزراء يلتزم الدستور واتفاق الطائف والأصول المرعية الإجراء في كل خطوة يقوم بها من أجل تخفيف المعاناة عن الوطن والمواطنين”. وحذر المجلس “من استمرار الفراغ الرئاسي الذي يكاد يصبح متلازماً مع كل انتخابات رئاسية، مما يعرّض لبنان الى مخاطر هو بغنى عنها ، ويحمّله أثماناً بات عاجزاً عن أدائها سياسياً ومعنوياً، وكذلك اقتصادياً واجتماعيا وانمائيا. إن الطبيعة لا تعرف الفراغ”، ولذلك حذّر ايضا “من مبادرات هجينة لمحاولة ملئه من خارج الدستور ومن خارج دائرة الوفاق الوطني. فالفراغ في الرئاسة ظاهرة سلبية خطيرة. وأسوأ منها وأخطر، محاولة ملئه بمبادرة من خارج الدستور وعلى حساب الوفاق الوطني”.

*******************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

المحكمة الدولية تطالب لبنان بتوقيف قتلة الحريري وتجهّز “مذكرات أنتربول” بحقهم

برّي “يتحسّر” على فرنجية… وجنبلاط على موقفه: لا “لرئيس طرف”!

وكأنّ بـ”عين التينة” بدأت تذرف دمعاً على أطلال “بنشعي” في ضوء انحسار الأمل بإيصال مرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية إلى سدة الرئاسة الأولى، إذ بدا رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس كمن “يتحسّر” على فرنجية في معرض تعداد “محاسن” ترشيحه لا سيما وأنّ كلامه في هذا السياق أتى إثر استقباله السفير السعودي وليد البخاري الذي يستكمل جولته على المرجعيات والقيادات اللبنانية بعدما كان استهلها من بكركي الأسبوع الفائت، وشملت أمس كلاً من رئيس المجلس ورئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط.

فـ”الرسالة السعودية وصلت”، على حدّ ما قرأت مصادر مواكبة فحوى “ما بين السطور” في حديث بري أمام مجلسي نقابتي الصحافة والمحررين عن الشأن الرئاسي، لكن مع ملاحظتها استمراراً واضحاً في سياسة “المكابرة والمناورة” رفضاً للتسليم بانعدام حظوظ فرنجية بعد اتفاق بكين السعودي – الإيراني، والذي يعلم “الثنائي” أكثر من غيره أنه سيصب في نهاية المطاف بمصلحة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية “يحظى بتوافق لبناني – لبناني وبغطاء عربي ودولي، وهذه مواصفات لا تنطبق بطبيعة الحال على فرنجية”.

وبهذا المعنى، أكدت المعلومات المتواترة عن أجواء لقاء “عين التينة” أنّ برّي سمع كلاماً واضحاً من السفير السعودي يعيد التأكيد من خلاله على موقف المملكة حيال المواصفات المنشودة في شخص الرئيس اللبناني المقبل ليكون قادراً على قيادة مرحلة الإنقاذ في البلد بمساعدة الدول الحريصة على انتشال لبنان من أزمته، وذلك بالاستناد إلى ما خلصت إليه مشاورات الاجتماع الخماسي في باريس، لناحية التشديد على وجوب اعتماد اللبنانيين أنفسهم على خارطة طريق إنقاذية تبدأ من انتخاب رئيس توافقي من خارج مرشحي المنظومة السياسية التي أوصلت الدولة اللبنانية إلى حالة التفكك والانهيار على كافة المستويات، وتشكيل حكومة قادرة على مواكبة العهد الجديد بخطوات إصلاحية بنيوية تلاقي المطالب الدولية ومستلزمات الاتفاق مع صندوق النقد.

وفي المقابل، حاول بري الضرب على وتر “النازحين” وسلاح “حزب الله” لإعادة تعويم ترشيح فرنجية على أساس أنه الأقدر على “الحديث مع سوريا بموضوع ترسيم الحدود وحل ازمة النازحين (…) وعلى مقاربة الاستراتيجية الدفاعية”، بوصفه حليف النظام السوري و”حزب الله”، مذكراً بسيرة ترشيحات فرنجية الرئاسية بالقول: “ألم يكن مرشحاً عندما تم التمديد للرئيس إميل لحود؟ ألم يرشحه السفير ديفيد هيل؟ ألم يكن مرشحاً حينما كان العماد ميشال عون مرشحاً؟ ألم يكن واحداً من القيادات المسيحية المارونية الأربعة التي تم التوافق في بكركي على أنّ من يُنتخب من بينها يكون ممثلاً للمسيحيين واللبنانيين؟”.

وفي كليمنصو، استعرض جنبلاط مع السفير السعودي مستجدات الأحداث والتطورات في لبنان والمنطقة، حيث وصفت أوساط قيادية اشتراكية أجواء اللقاء بـ”الإيجابية”، مشيرةً إلى أنّ جنبلاط نوّه “بأهمية اتفاق المملكة العربية السعودية وإيران في الصين على استئناف العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، خصوصاً وأنه من أوائل الداعمين إلى تغليب لغة الحوار والتلاقي لتحصين أمن المنطقة واستقرارها وكان من الذين دعوا إلى مثل هذا الحوار بين الرياض وطهران منذ العام 2006″.

وفي الشأن اللبناني، نقلت الأوساط نفسها لـ”نداء الوطن” أنّ رئيس “الاشتراكي” أكد ضرورة تعزيز قنوات التواصل والحوار في لبنان وحتمية إيجاد السبيل الآيلة إلى “إنتاج حوار داخلي يوصل إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية”، مؤكدةً أنّ جنبلاط “لا يزال على موقفه الرافض لانتخاب رئيس “طرف ضد طرف”، انطلاقاً من نقاط المبادرة التي طرحها على مختلف الأطراف “تأكيداً على أولوية إتمام الاستحقاق الرئاسي”. وأكدت الأوساط “الاشتراكية” أنّ جنبلاط جدد التأكيد خلال لقاء البخاري على “محورية العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج، فكان تقارب في وجهات النظر وتبادل للأراء بين الجانبين واتفاق على استمرار التواصل في المرحلة المقبلة”.

في الغضون، برزت مساءً مطالبة غرفة الاستئناف في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، القضاء اللبناني بتنفيذ خلاصات الأحكام ومذكرات التوقيف الغيابية الصادرة عنها بحق أربعة من كوادر “حزب الله” الذين أدانتهم المحكمة بالضلوع في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وبالتوازي مع طلب المحكمة الدولية من السلطات اللبنانية “القبض على كلّ من سليم جميل عياش، حسن حبيب مرعي، حسين حسن عيسى وأسد حسن صبرا، وتسليمها إياهم”، طلبت في الوقت نفسه من رئيس قلم المحكمة “تزويد حكومة هولندا بنسخة مصدّقة عن الحكم”، وأذنت للمدعي العام لديها بأن “يطلب من الأمانة العامة لمنظمة الأنتربول أن تصدر نشراتها بما خص هؤلاء لتصبح صالحة لتنفيذها كمذكرات توقيف دولية”.

*******************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

دولار لبنان يلامس المائة ألف ليرة

اقترب سعر صرف الدولار الأميركي في لبنان أمس من سقف المائة ألف ليرة للدولار الواحد في السوق السوداء في ارتفاع قياسي غير مسبوق منذ اندلاع الأزمة المالية أواخر عام 2019، فيما اتَّهم رئيس البرلمان نبيه بري المصارفَ بتهريب الأموال إلى الخارج ما ساهم في تفاقم الأزمة.

وتبع سعر الصرف الذي سجل مساء أمس نحو 97 ألف ليرة، ارتفاعات مماثلة في أسعار المواد الأساسية، حيث قارب سعر صفيحة البنزين 1.8 مليون ليرة، كما ارتفع سعر ربطة الخبز، وأسعار المواد الأولية الأخرى، بعد قرار المصارف العودة إلى الإضراب بدءاً من صباح اليوم احتجاجاً على الملاحقات القضائية.

ورأى بري أنَّ «الحل السياسي هو بداية لحل كل الأزمات»، مؤكداً أنَّ مسؤولية الأزمة المالية تتحملها الدولة اللبنانية ومصرف لبنان والمصارف، وليس من المقبول أن يتحملها المودعون. وشدَّد بري على أن من المنطقي أن يجتمع البرلمان، وأن تجتمع الحكومة كلما كان ذلك ضرورياً رغم الفراغ الرئاسي.

وكرَّر بري تمسكه بترشيح النائب السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، معتبراً أنَّه يمتلك المواصفات التي سبق أن أعلن (بري) عنها وهي «رئيس وطني يجمع ولا يفرق. رئيس له حيثية مسيحية وإسلامية، وقبل أي شيء حيثية وطنية. رئيس يجمع ولا يطرح. رئيس يؤمن بعلاقات لبنان مع محيطه العربي. رئيس يؤمن باتفاق الطائف»، سائلاً: «كيف لهذه العناوين أن تتلاقى مع الأصوات الداعية إلى التقسيم والفدرلة المغلفة بعناوين اللامركزية الإدارية المالية الموسعة؟»، معتبراً أنَّ لبنان «هو كالذرة إذا ما جزئت انفجرت».

وقال بري: «بعد 11 جلسة انتخابية، أخذوا علينا (تصويتنا) بالورقة البيضاء بياضها، وقالوا لماذا لا يكون هناك مرشح؟ وبعد مضي 5 أشهر على الفراغ وأمام الانهيار المالي والاقتصادي، وبعد رفض الدعوات التي وجهتها وما زالت للحوار، والتي تجاوب معها معظم الكتل باستثناء الكتلتين الأساسيتين، لم يعد مقبولاً الاستمرار بذلك، ولم يكن هناك خيار إلا خيار الإقدام على ترشيح اسم يتمتَّع بالصفات التي ذكرتها». وأضاف بري: «أريد أن أسأل هنا من هو سليمان فرنجية؟ ألم يكن مرشحاً عندما تم التمديد للرئيس إميل لحود؟ ألم يرشحه السفير (الأميركي السابق) ديفيد هيل؟ ألم يكن مرشحاً حينما كان العماد ميشال عون مرشحاً؟».

********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

إتفاق السعودية وإيران: إنقسام.. البخاري: إيجابيات.. وبرّي: فرنجية رئيس يَجمع

المشهد الداخلي مزدحم من جهة بالاتصالات، ولكن من دون أن يرشح عنها ما يؤشّر الى انتقال الملف الرئاسي، ولو نظريّاً، خطوة خارج مدار الاستعصاء العالق فيه، تقلّل من منسوب التشاؤم الذي ما يزال هو «الطابِش» في الميزان الرئاسي. وماضٍ من جهة ثانية في مسار انحداري يقرب من لحظة الارتطام الكارثي، وها هو الدولار قد وصل الى عتبة المئة الف ليرة، والزمام بيد الغرف السوداء التي تدير هذه الجريمة.

على الخط المسيحي، هناك جهود حثيثة يبذلها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي لكسر حلقة التعطيل وتقريب وجهات النّظر بين المكونات المسيحيّة والمارونيّة على وجه الخصوص بما يمهّد الى اختراق جدّي في حائط التباينات الفاصل بينها، يؤسّس إلى خلق مساحة مشتركة يُبنى عليها توافق على مرشح او أكثر لرئاسة الجمهورية. واللافت في هذا السياق انّ تلك المكونات تظهر استجابة كلامية مع مسعى البطريرك، لم ترقَ بعد الى استجابة فعلية وجدية.

إيجابيات البخاري وعلى الخط السياسي، ينتظر ان ينتقل الملف اللبناني الى الفاتيكان مع زيارة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى الكرسي الرسولي للقاء قداسة البابا فرنسيس، في وقت يشهد المشهد الداخلي تخبّطاً على كل المستويات وانسداداً كليّاً في الأفق الرئاسي، كسرتهما ما بَدت انها «جرعة إيجابيات» عكسها بروز تحرّك السفير السعودي في لبنان وليد البخاري في صدارة هذا المشهد، عبر الزيارة التي قام بها أمس الى رئيس مجلس النوّاب نبيه بري، ووصفت بـ»المهمة» حيث انها غلّفت بطابع إيجابي. واذا كانت بعض الاطراف الداخلية قد أدرجت الموقف السعودي في خانة الطرف في الملف الرئاسي، ونسبت اليه «فيتوات» على بعض المرشحين، الا انّ ما حملته زيارة البخاري الى عين التينة من ايجابيات، وفق ما اكدت مصادر موثوقة لـ»الجمهورية»، أعادت ترسيم الموقف السعودي من الملف الرئاسي ضمن حدود التأكيد على ان الانتخابات الرئاسية في لبنان شأن يعني اللبنانيين، وحرص المملكة على استقرار لبنان، وعلى ان يتمكن اللبنانيون من انجاز هذا الاستحقاق، وهو الموقف الذي أكد عليه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قبل نهاية الاسبوع الماضي، بأنّ لبنان يحتاج الى تقارب لبناني، وان على القادة السياسيين فيه ان يقدّموا المصلحة اللبنانية على أي مصلحة أخرى. اللقاء بين بري والبخاري كان مريحاً، حيث استشهد السفير السعودي خلاله بما يؤكد عليه دائماً لناحية «الدعوة الى الكلمة السواء وان ارادة الخير لا بد منتصرة». وقال: «إنّ المرحلة الراهنة تستوجب الإحتكام أكثر من أي وقت مضى إلى الكلمة الطيبة والرهان دائماً على الإرادات الخيّرة».

وكان اللافت ما قاله السفير البخاري لدى مغادرته عين التينة، رداً على سؤال عما اذا كان ثمة شيء ايجابي للبنان: أكيد. ومساءً، زار البخاري ايضاً رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

بري: نشكركم لدعمكم رئيساً نختاره ولم يَشأ الرئيس بري الدخول في تفاصيل اللقاء الذي جمعه بالسفير بخاري مُكتفياً بالقول خلال استقباله مجلسي نقابتي الصحافة والمحررين: التواصل كان قائماً وسوف يتواصل وقد حصلت قبل هذا اللقاء عده لقاءات. واكد الرئيس بري من جهة ثانية، أن الحل السياسي يبدأ برئاسة الجمهورية وسليمان فرنجية مَد يده للجميع، صالحَ كل الناس. فإذا كان سليمان فرنجية لا يجمع فمن هو الذي يجمع؟ وشدد بري على اننا «إن لم ننتقل الى الدولة المدنية فلبنان لن يتعافى». وسأل: «هل من المعقول أن نعاني ما نعانيه من أزمات ويعمل البعض الى تعطيل وتخريب كل شيء؟». وقال: «قوة رئاسة الجمهورية ليست بهذه الادعاءات التي يتم الاختباء خلفها، نعم كان يجب ان ننتخب رئيساً للجمهورية أمس قبل اليوم وغداً قبل بعد غد»، مذكّراً بما أعلنه في مهرجان الامام السيّد موسى الصدر حول انتخاب رئيس الجمهوريه بأنّ «المطلوب رئيس وطني يجمع ولا يفرّق له حيثية مسيحية واسلامية، وقبل أي شيء حيثية وطنية، رئيس يجمع ولا يطرح، يؤمن بعلاقات لبنان مع محيطه العربي، رئيس يؤمن باتفاق الطائف».

وقال بري: «أريد أن أسأل من هو سليمان فرنجية؟ ألم يكن مرشحاً عندما تم التمديد للرئيس اميل لحود؟ ألم يرشحه السفير ديفيد هيل؟ ألم يكن مرشحاً حينما كان العماد ميشال عون مرشحاً؟ وفي الانتخابات السابقة ألم تلتق القيادات المسيحية والمارونية في بكركي ويومها تم التوافق على اربعة اسماء، وأن من ينتخب من بين هؤلاء الاربعة يكون ممثلاً للمسيحيين واللبنانيين؟ ألم يكن سليمان فرنجية أحد هؤلاء الأربعة؟». وأوضح قائلاً: «نحن ماذا نريد من رئيس الجمهورية، أنا بحاجة الى رئيس يتحدث مع سوريا بموضوع ترسيم الحدود وحل أزمة النازحين لأننا اذا كنّا سنعتمد على الاوروبيين والاميركيين فهم غير مُكترثين لهذا الموضوع، نريد رئيساً قادراً على مقاربة الاستراتيجية الدفاعية، رئيساً مؤمناً باتفاق الطائف، وانطلاقاً من كل ذلك رشّحنا الاستاذ سليمان فرنجية». وقال بري: «بعد 11 جلسة انتخابية أخذوا علينا بالورقة البيضاء بياضها، وقالوا لماذا لا يكون هناك مرشّح؟ وبعد مضيّ خمسة أشهر على الفراغ، وأمام الانهيار المالي والاقتصادي، وبعد رفض الدعوات التي وجّهتها وما زلت للحوار والتي تجاوبَ معها معظم الكتل باستثناء الكتلتين الاساسيتين، لم يعد مقبولاً الاستمرار بذلك ولم يكن هناك خيار الّا خيار الاقدام على ترشيح إسم يتمتع بالصفات التي ذكرتها بخطاب 31 آب بذكرى إخفاء الامام الصدر في صور، وأقمتُ حوارات مع جهات دوليّة وخاصّة مع سفراء الدول الخمس وقلتُ لهم نشكركم على الدعم الذي ستقدمونه للشخص الذي نختاره».

إنقسام داخلي في موازاة هذا المناخ، لم يستفِق الداخل اللبناني بعد من «صدمة» الاتفاق السعودي الايراني على طَي صفحة الخلاف بينهما، حيث أن هذا الحدث الذي فاجأ مكونات الداخل جميعها، ونقل النقاش الداخلي إلى مكان آخر، وأغرقَ البلد بسَيل أسئلة لا أجوبة لها في الوقت الحاضر، سواء حول حصوله في هذا التوقيت بالذات، او حول كيفية إخراجه وإتمامه برعاية سعودية، او حول ما سيليه على مستوى الدولتين ربطاً بقرارهما إعادة إحياء العلاقة بينهما بعد سنوات طويلة من الانقطاع والصدام، كما على مستوى نقاط التوتر والاشتباك بينهما في أكثر من ساحة في المنطقة. الجانبان السعودي والايراني انصرفَ كلّ منهما الى الخطوة التالية المرتبطة بالآلية التنفيذية لهذا الاتفاق وزمنها ومَداها، والعالم من أقصاه الى أدناه يراقب هذا المسار. وعلى الرغم من الكلام السعودي تحديداً، الذي جاء على لسان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، الذي بَدا انه نفي من جهة، لأيّ رابط بين هذا الاتفاق بلبنان. وتأكيد من جهة ثانية على انّ الملف الرئاسي شأن لبناني بقوله ان لبنان في حاجة الى تقارب لبناني وليس الى تقارب سعودي ايراني، فإنه لم يخترق جدران الداخل اللبناني الذي انقسم حيال هذا الحدث، وذهب في التحليل الى أبعد من الاتفاق نفسه، وقال فيه ما لم يَقله طرفاه فيه حتى الآن. فمنذ إعلان كل من السعودية وايران اعادة العلاقات بينهما يوم الجمعة الماضي تحول لبنان الى مجموعة حلقات منهمكة في قراءة هذا الاتفاق وابعاده، وعَبقت الصالونات والمجالس السياسية وغير السياسيّة بسيناريوهات وتحليلات وقراءات مُجافية للواقع، تنمّ إمّا عن رفض ضمني لأي اتفاق خارجي يفرض وقائع رئاسية جديدة، وإمّا عن عجز فاضح عن إصابة جوهر الاتفاق وما هو معلن منه وما هو غير معلن. تضاف اليها قراءات متسرّعة وَسّعت الاتفاق السعودي الايراني إلى حد إدخال لبنان طرفاً ثالثاً فيه، ومن الباب الرئاسي.

قراءات وفق الاصطفافات السِمة الجامعة لتلك السيناريوهات والتحليلات والقراءات، أنها في مجملها جاءت من خلف متاريس الاصطفاف السياسي، وتضارَبت في التقييم والتقدير، ودارت جميعها في حلقة تمنّيات لا أكثر، لهذا الطّرف أو ذاك، كلّ بما يتناغم او يتماشى مع موقعه وخياراته وخطه السياسي ببُعديه الداخلي والخارجي. ومن خلفها كانت مواقع التواصل الاجتماعي تمطر بعضها البعض بالشماتة والاستفزازات. فخصوم ايران قرأوا في الاتفاق تحجيماً لدورها وحَدّاً من نفوذها وتدخّلاتها في الملف اللبناني، وأنّ «حزب الله» سيكون الضحية الطبيعية الوحيدة لهذا الاتفاق، والمسألة مسألة وقت ليس بطويل. وهو الامر الذي سيوقِف حتماً مسار التعطيل، ويعجّل في انجاز الانتخابات الرئاسية. امّا في المقابل، فتتبدّى قراءة معاكسة ترى في الإتفاق تراجعاً سعودياً، وإلزاماً للمملكة بعدم التدخل في الملف الرئاسي، وكَسراً لأيّ «فيتو» على أيّ مرشح لرئاسة الجمهورية، ونكسة لأصدقائها في لبنان، وعلى وجه الخصوص «القوات اللبنانية» مع حلفائها من سياديين ومستقلين، الذين سينقادون جميعهم طوعاً أو كرهاً الى مماشاة متطلبات هذا الاتفاق. وفي موازاتهما قراءة ثالثة تعتبر انّ الإتفاق السعودي الايراني، وكما يكسر منطق «حزب الله» و»القوات» وحلفائهما المباشرين وغير المباشرين، يكسر ايضاً منطق التيار الوطني الحر، ويجعله مغرّداً وحيداً في سربه، ويُفقده ما يعتبرها قدرته على التأثير ترشيحاً وتعطيلاً وانتخاباً. وهذا الوضع سيلزم الجميع حتماً بالذهاب الى خيارات ترشيحية جديدة في مدى غير بعيد.

الجلوس على الطاولة هذه القراءات المتناقضة، التي ينعى بعضها حظوظ بعض المرشحين، ويعلي حظوظ آخرين، تصفها مصادر مسؤولة بـ»العشوائية» التي يخاف أصحاب من أن يكونوا أولى ضحايا اي جهد يؤدي الى توافق على رئيس للجمهورية وتسريع انتخابه. وقالت المصادر لـ»الجمهورية»: انّ المسؤولية والموضوعية تقتضيان مقاربة الاتفاق بين السعودية وايران كحدث كبير واستثنائي، جوهره حاجة البلدين اليه، نتمنّى أن يكون فاتحة لحقبة جديدة وتحولات اقليمية جذرية، وان تتبدّى ارتداداته بصورة ايجابية على أكثر من ساحة في المنطقة ومن ضمنها لبنان، وتأكيدها على أنه من المبكر المبالغة في التقدير وبناء فرضيات لا تكون واقعية، ولنترك للوقت أن يحدد حجم وشكل تلك الارتدادات، وما اذا كانت ستلفحنا الايجابيات ام لا. واكدت المصادر «انّ التقارب السعودي الايراني من شأنه أن يؤسّس لحقبة جديدة ويخلق مناخات ايجابية أبعد من الدولتين ويزيد من عوامل الاستقرار على مستوى المنطقة، وفيما خَص الملف الرئاسي في لبنان، فإيران تقول انها لا تتدخل في الشأن الرئاسي اللبناني، والسعودية تقول ذلك ايضاً وتؤكد على تقارب لبناني، وان يراعي اللبنانيون المصلحة الوطنية وانتخاب رئيس بناء عليها. وكلام وزير الخارجية السعودي انطوى على دعوة مباشرة للبنانيين للجلوس على طاولة التوافق والتقارب. ولا يفوت عن بال أحد انّ الجانبين السعودي والايراني التزما في متن الاتفاق بينهما بعدم التدخل في شؤون الدول. فكل ذلك لا يعني أن نسترخي في لبنان وندور في الحلقة المفرغة في انتظار ايجابيات قد تحصل وقد لا تحصل، وفي النهاية ندفع ثمن التأخير والتعطيل. وتبعاً لذلك، فإنّ التقارب السعودي الايراني ينبغي أن يقارب كحافز اضافي لكل المكونات اللبنانية في سلوك خط التوافق السريع نحو الانتخابات الرئاسية».

ورداً على سؤال عما اذا كان فك العقدة الرئاسية بيد السعودية وايران؟ قالت المصادر: مما لا شك فيه انّ موقع ودور السعودية وإيران مهم، ولكلّ منهما صداقات وحلفاء في لبنان، ولكن من الخطأ افتراض انهما وحدهما المقرّران لمصير الانتخابات الرئاسية في لبنان، فهذا الأمر حصراً بيد اللبنانيين الذين يملكون وحدهم مفتاح الحل الرئاسي. وإنّ الآخرين، من السعوديين الى الايرانيين الى الفرنسيين الى الاميركيين، يشكّلون عاملاً مساعداً، وهذا ما تأكد في سلسلة اللقاءات والاتصالات التي جرت على اكثر من صعيد خارجي، وآخرها الاجتماع الخماسي في باريس.

ملعب الكبار وسألت «الجمهورية» شخصية وسطية بارزة تمَنّت عدم ذكر اسمها، حول التطوّرات اللبنانية المحتملة ربطاً بالإتفاق السعودي الايراني، فقالت: لا أعتقد ان يكون لهذا الاتفاق مفاعيل لبنانية مباشرة، فهذا الاتفاق ابعد ما يكون عن لبنان، ولا يعني لبنان لا من قريب او من بعيد، خلافاً لما يعتقد بعض عباقرة السياسة السخيفة في هذا البلد. اليمن هي الاساس لا اكثر ولا أقل، وكل الاطراف المعنيين بحرب اليمن محشورون يريدون إطفاءها، وما عدا ذلك تفاصيل لا قيمة لها. وخلصت الشخصية الوسطية الى القول: «اعتقد اننا لا نخسر شيئاً اذا ما نظرنا الى حجمنا كما هو، ولا نكبر الحجر كثيراً ونحشر أنوفنا بما لا يعنينا. أقول ذلك لأن لا احد من عباقرتنا يريد ان يصدق أن لا مكان لنا في ملاعب الكبار».

ميقاتي: إقترب الربيع من جهة ثانية، زار رئيس حكومة تصريف الاعمال بكركي أمس والتقى البطريرك الراعي. وقال بعد اللقاء إنّ «ربيع لبنان قريب إن شاء الله»، اضاف: «شرحتُ لصاحب الغبطة موضوع اجتماعات مجلس الوزراء وضرورة السهر على متابعة ادارة المرفق العام، وكان صاحب الغبطة متفهماً جداً لهذه المواضيع». وقال ميقاتي: «من يتحدث ويقول إن مجلس الوزراء شرعي او غير شرعي ويحق له ان يجتمع او لا يجتمع، فليتفضّل ويقوم بدوره في انتخاب رئيس الجمهورية في اسرع وقت، وهذا هو باب الخلاص». وتابع: «تطرّقنا ايضاً الى الكلام المستهجن والبغيض الذي نسمعه عن الموضوع الطائفي والاتهامات الطائفية والتي سمّاها صاحب الغبطة بالهستيريا السياسية. هذا الكلام اعتبره دليل إفلاس سياسي في هذا الوقت بالذات، لأنّ المقاربة التي نقوم بها ليست طائفية، والقاصي والداني يعرف ما هو دوري وأنني لم أقم في يوم من الايام الّا بدور وطني بكل ما للكلمة من معنى، وإنني من المؤمنين بأن التعددية هي مصدر غنى للبنان ولجميع اللبنانيين. اتفاق الطائف هو الاتفاق الاساسي الذي يحمي كل هذه الامور والتي أتابعها بكل ما للكلمة من معنى».

مجلس المُفتين الى ذلك، استهجنَ مجلس المُفتين «الحملات المتتالية على موقع رئاسة الحكومة، وافتعال فتنة جديدة تحت شعار الصلاحيات». وطالبَ، في بيان امس، الجميع بالعودة الى الدستور والتزام اتفاق الطائف، رافضاً المَس بصلاحيات رئيس مجلس الوزراء تحت أي عنوان أو ذريعة، معتبراً أن «رئيس مجلس الوزراء يلتزم الدستور واتفاق الطائف والأصول المرعية الإجراء في كل خطوة يقوم بها من أجل تخفيف المعاناة عن الوطن والمواطنين». وحذّر «من استمرار الفراغ الرئاسي»، وأعلن انّ الفراغ في الرئاسة ظاهرة سلبية خطيرة. وأسوأ منها وأخطر، محاولة ملئه بمبادرة من خارج الدستور وعلى حساب الوفاق الوطني».

أمل من جهتها، أعلنت حركة أمل، في بيان لمكتبها السياسي امس، انه «في سياق موقفها الثابت من ملفات المنطقة، والتي كانت تدعو بموجبه إلى ضرورة إنهاء الخلافات بين الدول العربية والدول الإسلامية وهو ما جاء في خطاب رئيس مجلس النواب نبيه بري بافتتاح سفارة ايران، فإنها ترحّب بهذا التطور الكبير الذي طرأ على المشهد السياسي الإقليمي عبر نجاح الوساطة الصينية بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين المسلمتين، الجمهورية الإسلامية في إيران والمملكة العربية السعودية، والذي يؤمل أن يُرخي بظلاله الإيجابية على عدد كبير من الملفات المتعلقة باستقرار المنطقة، ويدفع بأوضاعها إلى ما فيه خير شعوبها».

وأكدت الحركة «أنّ مفتاح حل مشاكلنا الوطنية بكل أبعادها إنما يبدأ بخطوة انتخاب رئيس للجمهورية يتبعه تشكيل حكومة جديدة تقوم بتفعيل الإدارة والشروع بتنفيذ مشروع إصلاحي مالي نقدي إقتصادي، وتضع لبنان على سكة واقع اقتصادي جديد عماده الإنتاج بعد فشل النموذج الريعي، وتقوم بالتفاوض مع المؤسسات الدولية وتُهيّئ ظروف البلد لملاقاة استخراج النفط والغاز». ورأت انّ استمرار مسار التدهور في سعر صرف الليرة اللبنانية أمام العجز الواضح للمؤسسات والأجهزة المعنية بهذا الأمر يثير الريبة والأسئلة المشروعة حول النوايا الواضحة التي يسعى المضاربون، ومَنْ خلفهم من قوى اقتصادية وسياسية، من أجل تركيع الشعب اللبناني لفرض خيارات تُشكل صواعق تفجير اجتماعي وسياسي»

*********************************

افتتاحية صحيفة اللواء

استطلاع دبلوماسي لـ«فرصة الرئيس».. ومعركة بري تتقدَّم!

مجلس المفتين يُحذِّر من ملء الفراغ من خارج الدستور .. وتباين أوروبي – لبناني حول استجواب سلامة

بين «ايجابية» سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، بعد لقاء الرئيس نبيه بري في عين التينة، ثم زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو، واندفاع «شيف» المجلس النيابي الى البدء بمعركة تسويق النائب السابق سليمان فرنجية من زاوية انه، اذا انتخب يكون «الرئيس الذي يطمئن له حزب الله، وهو على علاقة جيدة معه، وهو على علاقة جيدة مع الجميع، وبإمكانه التنسيق مع السوريين والانفتاح على الحزب، وينطلق من 50 صوتاً كمرشح، ربما صلة رحم من «نوع ما» تتعلق بأن الملف الرئاسي بات على الطاولة اكثر من اي وقت مضى، والحركة الدبلوماسية العربية او الاجنبية تصبُّ في هذا الاتجاه.

وقال مصدر نيابي مقرب لـ«اللواء» ان ما يجري سواء لجهة حركة السفير السعودي او السفيرة الاميركية او الموفدين الاوروبيين هو استطلاع لـ«فرصة انتخاب رئيس» بما يسمح باستثمار مناخ التفاهمات الاقليمية والعربية.

وكشف المصدر ان كلام بري في ما خص الاولوية لفرنجية كمرشح جدي وليس للمناورة، الاستفاضة في شرح مواصفاته الملائمة لهذه المرحلة محلياً وعربياً وربما دولياً، بانتظار ردود الفعل تمهيداً لتحديد موعد ليس ببعيد لجلسة انتخاب الرئيس.

على رغم استمرار اللقاءات المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي، الا انها لم تخرج عن اطار تسجيل المواقف وتحديد مواصفات المرشح للرئاسة من دون التوصل الى ما يؤدي الى توافقات او مخارج. علما ان «الشغل» بدأ جدياً من اجل توفير حظوظ اكبر لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، يقوم بها الرئيس نبيه بري وسواه، عبر اتصالات مع عدد من النواب من اجل زيادة عدد الاصوات له لتتجاوز 65 صوتاً، فيذهب الى مجلس النواب بعدد يؤهله للوصول الى الرئاسة. ولكن يبقى الاهم تأمين نصاب الثلثين لجلسة الانتخاب في دورتها الاولى. وهو الامر الذي ما زال متعذرا نتيجة مواقف الكتل المسيحية الثلاث.

لكن تردد ان الاتصالات لتجديد الحوار او اللقاء بين حزب الله والتيار الوطني الحر عادت اليها بعض الحرارة، وعلى خلفية محاولة التوصل الى اقناع التيار بإنتخاب فرنجية او على الاقل التفاهم على رئيس للجمهورية إن لم يكن لترتيب العلاقات المجمدة بينهما.

وفي مواقف واضحة من ترشيح سليمان فرنجية، اكد بري خلال لقائه مجلسي نقابتي الصحافة والمحررين للبحث في الشأنين المتصلين بانتخاب رئيس للجمهورية والموضوع الحكومي، أن الضرورات تبيح المحظورات. سائلاً: هل من المعقول أننا نعاني ما نعانيه من أزمات ويعمل البعض الى تعطيل وتخريب كل شيء ؟

وقال: ان قوة رئاسة الجمهورية ليست بهذه الادعاءات التي يتم الاختباء خلفها، نعم كان يجب ان ننتخب رئيس للجمهورية أمس قبل اليوم وغداً قبل بعد الغد. مذكراً بما اعلنه في مهرجان الامام السيد موسى الصدر حول إنتخاب رئيس الجمهوريه بأن المطلوب رئيس وطني يجمع ولا يفرق له حيثية مسيحية واسلامية، وقبل أي شيء حيثية وطنية رئيس يجمع ولا يطرح يؤمن بعلاقات لبنان مع محيطه العربي… رئيس يؤمن بإتفاق الطائف.

وسأل:«كيف لهذه العناوين ان تتلاقى مع الاصوات الداعية الى التقسيم والفدرلة المغلفة بعناوين اللامركزية الاداريه المالية الموسعة»؟ قائلاً: ان لبنان هو كالذرة اذا ما جزئت إنفجرت، ان لبنان أصغر من ان يُقسّم.

وحول لقائه السفير السعودي قال الرئيس بري: التواصل كان قائما وسوف يتواصل، وقد حصل قبل هذا اللقاء عدة لقاءات. الحل السياسي يبدأ برئاسة الجمهورية وسليمان فرنجيه مد يده للجميع صالح كل الناس. فاذا كان سليمان فرنجية لا يجمع فمن هو الذي يجمع؟ مؤكداً ان لا خلاص للبنان الا بالدولة المدنية.

ميقاتي في بكركي

وعشية مغادرته الى الفاتيكان، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي صباحا في الصرح البطريركي في بكركي وعقد معه خلوة تناولت التطورات الراهنة والزيارة التي سيقوم بها ميقاتي الى الفاتيكان للاجتماع بالبابا فرنسيس.

وشارك في جانب من اللقاء المستشار الديبلوماسي لرئيس الحكومة السفير بطرس عساكر.

وقال ميقاتي قبل اللقاء في دردشة سريعة مع الإعلاميين: إنّ «ربيع لبنان قريب إن شاء الله».

بعد الزيارة تحدث رئيس الحكومة فقال: عرضنا خلال اللقاء الوضع الراهن في البلد والزيارة التي أنوي القيام بها للاجتماع بقداسة البابا. وفي ما يتعلق بالموضوع الداخلي، أطلعني صاحب الغبطة على الاتصالات التي يقوم بها من أجل الاسراع في انتخاب رئيس، وكانت الاراء متفقة على ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية في اسرع وقت من أجل انتطام العمل العام في البلد وعمل المؤسسات الدستورية، وللبدء بالدخول في الحل. هناك مشكلات اقتصادية واجتماعية ولكن الاهم يتعلق بالسياسة. ومن دون حل سياسي، وان يعود المجلس النيابي للقيام بدوره الطبيعي، وان يكون هناك مجلس وزراء كامل المواصفات الدستورية، لا يمكن الخروج بحل.

مجلس المفتين: العودة للدستور

استهجن مجلس المفتين «الحملات المتتالية على موقع رئاسة الحكومة، وافتعال فتنة جديدة تحت شعار الصلاحيات، وطالب الجميع بالعودة الى الدستور والتزام اتفاق الطائف، رافضا المس بصلاحيات رئيس مجلس الوزراء تحت أي عنوان أو ذريعة».

وقال: إن رئيس مجلس الوزراء يلتزم الدستور واتفاق الطائف والأصول المرعية الإجراء في كل خطوة يقوم بها من أجل تخفيف المعاناة عن الوطن والمواطنين. وحذر المجلس «من استمرار الفراغ الرئاسي الذي يكاد يصبح متلازماً مع كل انتخابات رئاسية، مما يعرّض لبنان الى مخاطر هو بغنى عنها، ويحمّله أثماناً بات عاجزاً عن أدائها سياسياً ومعنوياً، وكذلك اقتصادياً واجتماعيا وانمائياً».

واضاف: إن الطبيعة لا تعرف الفراغ، ولذلك نحذّر ايضاً من مبادرات هجينة لمحاولة ملئه من خارج الدستور ومن خارج دائرة الوفاق الوطني. فالفراغ في الرئاسة ظاهرة سلبية خطيرة. وأسوأ منها وأخطر، محاولة ملئه بمبادرة من خارج الدستور وعلى حساب الوفاق الوطني.

وللمرة الثالثة، التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم موفدا من البطريرك بشارة بطرس الراعي، في حضور المونسنيور إيلي خوري ورئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية أنطوان مراد.

وتناول اللقاء مسألة الاستحقاق الرئاسي و»أهمية إنجازه بما يعيد الى لبنان وشعبه الأمل وللدولة مسارها السليم».

وفد أميركي: لحوار حول المرشحين

وكان اللافت امس ايضا، زيارة وفد من «فريق العمل الأميركي من أجل لبنان» (تاسك فورس فور ليبانون) برئاسة السفير السابق إدوارد غابرييل مع وفد مرافق وسفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان دوروثي شيا، الى كل من الرئيس بري و الرئيس حيث جرى عرض للاوضاع العامة في لبنان.

بعد اللقاء مع ميقاتي، قال غابرييل: لقد عبرنا عن إحباطنا لرؤيتنا التحرك المحدود في قضايا مهمة جدا للشعب اللبناني الذي يعاني جراء عدم توافر المياه والكهرباء وانخفاض القدرة الشرائية لليرة اللبنانية، اذ لم يعد بإمكانه دفع فواتيره، اضافة الى ان القطاع الصحي يعاني والقطاع التربوي يعاني أيضا، والشعب يغادر البلد.

وتابع: بالطبع انتخاب رئيس أمر جد مهم، تحدثنا به مع رئيس المجلس نبيه بري وقال بأنه يوافقنا الرأي، والوقت الان هو من أجل فتح حوار حول مرشحين يمكنهم تأمين نصاب فيمكن عندها انتخاب رئيس متمكن، نظيف الكف واصلاحي.

الدولار والمحروقات صعوداً

معيشياً، بلغ سعر صرف الدولار الـ ٩٧ الف ليرة امس، وذلك عشية بدء المصارف اضراباً اليوم، وارتفعت اسعار المحروقات مجدداً بعدما أصدرت وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط بعد الظهر، جدولاً بأسعار المشتقات النفطية حيث ارتفع سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 36 ألف ليرة لتصبح مليون و713 ألفاً، كذلك ارتفع سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان 37 ألف ليرة لتصبح مليون و754 ألفاً، أما سعر صفيحة المازوت فارتفع 34 ألف ليرة لتصبح مليون و626 ألفاً، وقارورة الغاز 25 ألف ليرة لتصبح مليون و162 ألفاً.

قضائياً، تعقد جلسة استجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة غداً الاربعاء في حضور وفد قضائي اوروبي كما تردد، وصل الى لبنان امس. الى ذلك ينفذ اساتذة التعليم الخاص اضرابا اليوم ايضا. لكن أمين عام المدارس الكاثوليكية الاب يوسف نصر قال لـ «الجديد» : لن نلتزم بالإضراب الذي دعت اليه نقابة المعلمين في المدارس الخاصة.

استجواب أم حضور؟

تترقب الاوساط على اختلافها، لا سيما المالية والمصرفية ما سيدور غداً، خلال مثول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة امام قاضية التحقيق الاول في بيروت شربل ابو سمرا في ضوء الاتهام الموجه اليه من المحامي العام الاستئنافي رجا حاموش بتهمة اختلاس وتبييض اموال مع أخيه رجا ومديرة مكتبه.

وفيما تأكد وصول القاضية الفرنسية Aude Buresi الى بيروت للمشاركة في جلسات الاستجواب، اذا عقدت، وسط معلومات متضاربة حول ما اذا كان سيسمح للوفد الاوروبي طرح اسئلة استجوابية على سلامة، او الاكتفاء بالاستماع الى اجوبته رداً على اسئلة المحقق اللبناني.

وعزا الامين العام لجمعية المصارف فادي خلف عودة المصارف الى الاضراب اليوم صدور قرارات قضائية لم تكن في سياق الوعود التي اعطيت بتصحيح الوضع.

*********************************

افتتاحية صحيفة الديار

اليمن ميدان اختبار للتفاهم السعودي ــ الإيراني… ولبنان على «رصيف الإنتظار»

 البخاري يتمسّك برئيس «يجمع»… وبري يراها ميزة لدى فرنجية ويَعِد بمبادرة

 الراعي غير مُتفاءل بنجاح الاتصالات مسيحياً… وحزب الله ينتقل الى الهجوم – ابراهيم ناصرالدين

لم تنعكس الاجواء الايجابية في الاقليم بعد على المناخات الداخلية، التي لا تزال ترزح تحت ضغوط مالية واقتصادية هائلة، وسط انهيار متسارع في قيمة الليرة مع ملامسة الدولارعتبة المئة.

اليوم اضراب في المدارس الخاصة فيما لم ينتظم العام الدارسي على نحو تام في المدارس الرسمية. كل شيء معطل في البلاد، والسياسة تدار بالتمنيات لا بالوقائع والمعلومات. ولان السياسة في لبنان «مياومة» عند معظم القوى والاحزاب والمسؤولين، لا أحد يملك جوابا عن سؤال «ماذا بعد؟» الاتفاق السعودي- الايراني برعاية صينية، وفيما تشير المعطيات الخارجية الى ان اليمن سيكون ساحة الاختبار الاولى ، تبقى واشنطن المسؤول الاول عن الاخفاق اقله اسرائيلي. اما كل ما يقال في المجالس الخاصة وعلى الملأ داخليا مجرد «تخبيص» وملء للفراغ بكلمات فارغة، عن انعكاسات مفترضة على الساحة اللبنانية، دون ادلة حسية او معطيات يمكن «تقريشها»، وانما من باب التحليل وربما التمنيات.

لا جديد سعوديا!

بالامس، تحركت الديبلوماسية السعودية باتجاه «عين التينة»، وكذلك «كليمنصو»، وبينما حرص السفير السعودي الوليد البخاري على تعميم اجواء ايجابية علنا، سرب عبر مصادره الاعلامية والسياسية المعتمدة تأكيدات عن عدم وجود تغيير في موقف بلاده حيال مواصفات الرئيس اللبناني المقبل. طبعا حتى الآن، تقول اوساط ديبلوماسية لـ «الديار»، البخاري يقول الحقيقة، فهو لم يتبلغ من الخارجية السعودية اي جديد حيال مقاربة الملف اللبناني، ومن السابق لاوانه ان يحصل هذا الامر. فالتفاهم الوليد يحتاج الى بعض الوقت كي يتبلور الى افعال، وكل طرف الآن ينتظر من الطرف الآخر خطوات بناء للثقة كي «يبنى على الشيء مقتضاه».

وبحسب المعلومات المتوافرة حتى الآن، فان الساحة اليمنية ستكون مسرحا لاختبار النيات بين الجانبين، وبعدها سيكون كلام آخر حول مختلف الملفات العالقة بين البلدين. وخلال هذه الفترة سيبقى لبنان على «رصيف الانتظار» اقله خلال الشهرين المقبلين، وسط حالة من التأزم السياسي والمالي والاقتصادي.

فرنجية بين بري والبخاري

ووفقا للمعلومات، كرر البخاري على مسامع بري ما قاله وزير خارجيته فيصل بن فرحان بانه على اللبنانيين الا ينتظروا الخارج، وان يقوموا بواجباتهم بانتخاب رئيس للجمهورية وبناء المؤسسات والشروع في حل مشاكلهم، دون ان يوضح مدى تسهيل بلاده لهذا الامر، لكنه في المقابل، اوحى لرئيس المجلس بضرورة ان يؤدي دورا في تمهيد الارضية لاي تسوية مفترضة. فوعد بري بالاعداد لمبادرة قريبا، دون ان يوضح توقيتها او حيثياتها. وفيما لم يفوت بري استعراض الاسباب الموجبة لاعلانه دعم ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية للرئاسة، لم يتلق اي كلام ايجابي بهذا الخصوص من البخاري، فهو جدد التأكيد ان بلاده تعنى بالمواصفات لا الاسماء، وقال: ان المملكة تريد رئيسا يجمع ولا يفرق اللبنانيين! وهو امر رد عليه لاحقا بري خلال لقائه مع وفد نقابتي المحررين والصحافة حين قال:» اذا كان فرنجية لا يجمع فمن هو الرئيس الذي يقوم بذلك»!

وعلم ان لقاء البخاري مع رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط لم يخرج باي جديد على الصعيد الرئاسي، بعد ان اعاد السفير السعودي التأكيد ان بلاده لن تغير سياستها الراهنة تجاه لبنان، ولفت الى ان الاتفاق مع ايران لن ينعكس على الساحة اللبنانية، ولا تغيير في مقاربة الملف الرئاسي!

مواصفات مرشح «الثنائي»؟

وحول لقائه السفير السعودي، الذي كان متفقا عليه قبل الاعلان عن الاتفاق في بكين، قال بري ان التواصل كان قائما، وسوف يتواصل، وقد حصل قبل هذا اللقاء عده لقاءات ، ولفت الى ان الحل السياسي يبدأ برئاسة الجمهورية، وسليمان فرنجيه مد يده للجميع وصالح كل الناس، فاذا كان سليمان فرنجية لا يجمع فمن هو الذي يجمع؟ واضاف «اريد ان اسأل هنا من هو سليمان فرنجية؟ الم يكن مرشحاً عندما تم التمديد للرئيس اميل لحود؟ الم يرشحه السفير ديفيد هيل؟ الم يكن مرشحاً حينما كان العماد ميشال عون مرشحا؟ واسمحوا لي ان أتحدث كماروني، انا لي حصه بالموارنة، انا لبناني ، الموارنة بدؤوا من الشمال وتناموا وتمددوا من هناك الى كل لبنان، وفرنجية ابن هذا الشمال».

وذكر بري بما حصل عشية الانتخابات السابقة، الم تلتق القيادات المسيحية والمارونية في بكركي ويومذاك تم التوافق على اربعة اسماء، وأن من ينتخب من بين هؤلاء الاربعة يكون ممثلاً للمسيحيين واللبنانيين؟ الم يكن سليمان فرنجية احد هؤلاء الاربعة؟ واضاف «نحن ماذا نريد من رئيس الجمهورية، انا بحاجة الى رئيس يتحدث مع سوريا بموضوع ترسيم الحدود وحل ازمة النازحين، لاننا اذا كنا سنعتمد على الاوروبيين والاميركيين فهم غير مكترثين لهذا الموضوع، نريد رئيسا قادرا على مقاربة الاستراتيجية الدفاعيه، رئيسا مؤمنا باتفاق الطائف، وانطلاقا من كل ذلك رشحنا سليمان فرنجية».

حزب الله ينتقل الى الهجوم

في هذا الوقت، وفيما بدأ حزب الله هجوما اعلاميا مضادا عبر منح عدد من مسؤوليه «الاذن» للقيام باطلالات اعلامية، لشرح مواقف الحزب من التطورات الراهنة وفي مقدمتها الملف الرئاسي، شدّد عضو المجلس المركزي في حزب الله نبيل قاووق، على أنّ الحزب لا ينتظر «أيّ تسوية خارجية لا ثنائية ولا خماسية تفرض على اللبنانيين مواصفات وأسماء لرئاسة الجمهورية». ولفت الى أنّ «حزب الله وحركة أمل والحلفاء والأصدقاء فتحوا أفقاً لحلّ الأزمة الرئاسية من خلال التوافق الداخلي بعيداً من الفيتوات والمواصفات الخارجية، أما وصول رئيس للتحدّي والمواجهة، فهذا أصبح مرحلة ماضية، ونحن نتحدّث عن الحاضر والمستقبل». ورأى قاووق أنّ «فريق التّحدي والمواجهة ضخّم حجمه ورفع شعارات أكبر من واقعه وقدرته، ويريد أن يأتي برئيس للتحدّي والمواجهة، وهذا يعني أنّه يريد جرّ البلد إلى الفتنة الداخلية، وقد جرّبوا 11 جلسة وفشلوا، وكانت هذه الجلسات كافية لأن يعودوا إلى أحجامهم الطبيعية، وأن يكتشفوا أن شعاراتهم غير واقعية، وليس لها مكان في لبنان».

ميقاتي للراعي: ساعدونا لنساعدكم

في غضون ذلك، وعشية مغادرته الى الفاتيكان، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي البطريرك الماروني بشارة الراعي  في بكركي، وعقدا خلوة تناولت التطورات الراهنة والزيارة التي سيقوم بها الى الفاتيكان للاجتماع بقداسة البابا فرنسيس. وعلم في هذا السياق، ان ميقاتي شرح للبطريرك خلفيات كلامه حول عدد المسيحيين في لبنان، ووضع الامور في نصابها الصحيح، ووجد تفهما من الراعي لمقاصده، دون ان يخفي عتبه حيال اثارة ملف حساس في توقيت خاطىء. وفي الشأن الرئاسي، كان ميقاتي واضحا لجهة غياب اي معطيات حتى الآن حيال مفاعيل الاتفاق السعودي – الايراني، مرجحا ان تطول حالة الانتظار بعض الشيء ريثما تتبلور الامور اكثر، لكنه في المقابل اثنى على محاولات بكركي لايجاد ارضية مسيحية مشتركة حيال الاستحقاق الرئاسي، ولفت الى ان اي نجاح في توصل القوى المسيحية الى قاسم مشترك حيال الاستحقاق سيكون عاملا حاسما يسهل الاستحقاق بشكل كبير، ومازح الراعي قائلا «ساعدونا لنساعدكم».

لكن وفي المقابل، لم يلمس ميقاتي ارتياحا من قبل البطريرك لمسار الاتصالات التي يقوم بها راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران انطوان ابي نجم حتى الآن، في ظل التباعد الكبير في مواقف القوى المسيحية، خصوصا «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر»، لكنه فهم منه انه لن يستسلم للامر الواقع وستستمر الجهود حتى ايجاد خرق في «الجدار» السميك، الذي يحول دون الوصول الى تفاهمات. وفي هذا السياق، التقى رئيس حزب «القوات» سمير جعجع في معراب للمرة الثالثة خلال الفترة الأخيرة المطران بو نجم موفدا من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، في حضور المونسنيور إيلي خوري ورئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية أنطوان مراد، وتناول اللقاء مسألة الاستحقاق الرئاسي.

لماذا الهجوم على «التيار»؟

وكان ميقاتي قد اكد قبل اللقاء في دردشة سريعة مع الإعلاميين، إنّ «ربيع لبنان قريب إن شاء الله»، وانتقد «التيار الوطني الحر» دون ان يسميه قائلا «لمن يتحدث ويقول إن مجلس الوزراء شرعي او غير شرعي ويحق له ان يجتمع او لا يجتمع، فليتفضل ويقوم بدوره في انتخاب رئيس الجمهورية في اسرع وقت، وهذا هو باب الخلاص». وفيما أكّد المستشار الإعلامي لميقاتي فارس الجميّل، أنّ «المشاورات بين الراعي وميقاتي شملت ملفات عديدة وأساسها ملف رئاسة الجمهوريّة والعمل الحكوميّ، وصاحب الغبطة انتقد جواً طائفياً في البلد ووصفه بالهستيريا السياسية.

وما زاد حدة الخلافات بين ميقاتي و»الجو» السني، محاولة تقسيم بيروت من قبل «التيار الوطني الحر» من بوابة الانتخابات البلدية. ولفتت مصادر نيابية بيروتية الى ان المخاوف قد تكون جدية من الإخلال بالتوازن الطائفي في بلدية بيروت، ما يهدّد تأمين المناصفة في العاصمة، لكن الحل لا يكون بمحاولة «التيار الوطني الحر» مرة جديدة الدخول من «بوابة» التقسيم الطائفي. ولفتت تلك الاوساط الى ان محاولة تكتل «لبنان القوي» الترويج لاقتراح قانون لتعديل القانون البلدي الحالي الذي ينص على اعتماد بيروت دائرة انتخابية واحدة، بما يسمح بتقسيمها إلى دائرتين انتخابيتين يصار إلى دمجهما في مجلس بلدي واحد، تنم عن سياسة وطنية قصيرة النظر وذات بعد طائفي، ولن تلقى تأييداً من معظم نواب العاصمة، وهو امر تبلغه ميقاتي ايضا من اعلى مرجعية روحية سنية. وتساءلت تلك الاوساط، كيف يرفض «التيار» عقد جلسات تشريع الضرورة لإعطاء الأولوية لانتخاب رئيس للجمهورية، ويطالب من جهة أخرى بعقد جلسة استثنائية للبرلمان لإقرار تقسيم بيروت إلى دائرتين، في وقت تتصاعد فيها الدعوات المشبوهة الى الانتقال للنظام الفيدرالي؟…

  المفتون والصلاحيات

ليس بعيدا، دخل مجلس المفتين على خط السجالات ودان «الحملات المتتالية على موقع رئاسة الحكومة، وافتعال فتنة جديدة تحت شعار الصلاحيات، وطالب الجميع بالعودة الى الدستور والتزام اتفاق الطائف»، رافضا المس بصلاحيات رئيس مجلس الوزراء تحت أي عنوان أو ذريعة. وحذر المجلس «من استمرار الفراغ الرئاسي»، وقال «إن الطبيعة لا تعرف الفراغ»، ولذلك حذّر ايضا «من مبادرات هجينة لمحاولة ملئه من خارج الدستور ومن خارج دائرة الوفاق الوطني. فالفراغ في الرئاسة ظاهرة سلبية خطرة. وأسوأ منها وأخطر محاولة ملئه بمبادرة من خارج الدستور».

  اليمن ساحة للاختبار

وفي المواقف الخارجية، واقله علنا، يغيب لبنان عن قائمة الاولويات، وفي موقف يشير بوضوح الى طبيعة اولويات التفاهم السعودي- الايراني، كشفت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة امس، عن وعد تقدم به وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشأن إنهاء الأزمة في اليمن. وقالت البعثة في تغريدة على «تويتر» إن عبد اللهيان وعد باستضافة مباحثات من شأنها وضع نهاية للأزمة اليمينة. وأوضحت البعثة أن عبد اللهيان تقدم بالوعد المذكور إلى غوتيريش، خلال زيارة أجراها في وقت سابق إلى جنيف. بدوره اكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن الوضع في اليمن على قائمة أولويات طهران، معتبرا أن الاتفاق مع السعودية سيكون له تأثيرات اقليمية اخرى وخص البحرين دون غيرها، قائلا انها لن تكون استثناء.

الازمة مستعصية مع باريس

لكن في المقابل، ترى اوساط مطلعة ان احد عوائق التقدم على الساحة اللبنانية، يبقى طبيعة العلاقة المتوترة بين طهران وباريس التي تؤدي دورا محوريا في محاولة ايجاد مخارج للازمة المستعصية. ويبدو ان اي صيغة تسوية تحتاج الى المزيد من الوقت، وهو امر عبر عنه صراحة بالامس المتحدث باسم الخارجية الايرانية، الذي اعتبر ان موقف فرنسا غير البناء حيال ايران ودورها التدخلي لا يسهلان المحادثات حول الافراج المحتمل عن فرنسيين معتقلين في ايران، واشار الى انه يمكن لدول أن تؤدي دورا إيجابيا في هذا المجال بمواقفها وتصرفاتها، لكن للحكومة الفرنسية موقف غير بناء ودور تدخلي في ما يتعلق بالتطورات الداخلية الأخيرة في الجمهورية الاسلامية.

  اين واشنطن من التطورات؟

وفيما يجول «فريق العمل الأميركي من أجل لبنان» برئاسة السفير السابق إدوارد غابرييل في بيروت، دون ان يقدم اي موقف واضح لطبيعة الاستراتيجية الاميركية في لبنان، حيث يبدو واضحا ان واشنطن لا تزال تتبع سياسية متشددة، حمّل الاعلام الاسرائيلي السياسات الاميركية مسؤولية تحوّل إيران، الخصم المرير والخطر للسعودية – بحركة مفاجئة واحدة– إلى شريك اقتصادي وسياسي وأمني للمملكة. وتساءلت صحيفة «اسرائيل اليوم» ما الذي أحدث هذا التحول الدراماتيكي الذي قد يغير توازنات القوى من جذورها وتوزيع القوة النسبية في الساحة الشرق أوسطية؟ وقالت «ربما نجد المفتاح لهذا التحول الدراماتيكي في واشنطن، التي ساهمت بسلوكها مساهمة مركزية في هذه الهزة التكتونية التي أصابت المنطقة كلها. ويبدو أن البيت الأبيض فضل التضحية بالحاجة الاستراتيجية لصد التهديد المحدق من إيران على محيطها الإقليمي، وإدارة الرئيس بايدن هي التي دفعت السعوديين الى دق باب النظام الايراني، على أمل في أن يمنحهم المحور مع النظام الشيعي مجال تنفس وشبكة أمان، ولو مؤقتة»؟

من جهتها، اشارت صحيفة «معاريف» الى إن ثمن ذلك من ناحية الطابع المستقبلي للمنطقة قد يكون باهظاً، ويؤثر سلباً في المصالح الأميركية. بدورها رأت «هآرتس» ان حلم «إسرائيل» بإقامة تحالف عربي – دولي ضد إيران تبدد عند الإعلان بأن إيران ستستأنف العلاقات الديبلوماسية مع السعودية خلال شهرين، وقالت «انها خطوة دراماتيكية قد ترسم خارطة علاقات جديدة في الشرق الأوسط وخارجه. فهي ستمنح شرعية حيوية لإيران في أوساط الدول العربية في المنطقة، الأمر الذي سيثمر فيما بعد علاقات ديبلوماسية أيضاً مع دول أخرى مثل مصر. وقد يمهد الاتفاق الطريق أمام انتهاء الحرب في اليمن، ويؤدي إلى حل قابل للبقاء للأزمة في لبنان، وربما يدفع إلى استئناف المفاوضات حول الاتفاق النووي».

*********************************

افتتاحية صحيفة الشرق

بخاري يبشر بالإيجابية.. وميقاتي: ربيع لبنان قريب  

في الشكل والمضمون، تقاطعت نكبة اللبنانيين المصرفية مع نظرائهم في المواطنة في الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا، مصيبة واحدة تجمعهم افلاس مصارف وودائع تتبخر. لكن مصائب اللبنانيين في كفة وكل مصائب العالم في كفة أخرى. اذ في وقت تبشّر حكومة لبنان المودعين بشطب ودائعهم بشحطة قلم، بعدما «مصّت» دماءهم حتى النقطة الاخيرة واستنزفت اعصابهم بالقضاء على مدخّراتهم وجنى العمر، سارعت الحكومة الاميركية الى استيعاب الصدمة وطمأنت المودعين، طبعا ليس على الطريقة اللبنانية، بأن اموالهم ستُحصّل وافلاس بنك سيليكون فالي لن يتحملوا هم تداعياته، وقد بوشرت امس المعالجات في  اجتماعات متعاقبة للمصرف المركزي الاميركي والاحتياطي الفدرالي وعلى مستوى الولايات المتحدة ككل من خلال سياسة الدمج والاستيعاب.

ببساطة هكذا يكون تعاطي الدول مع الازمات. فواشنطن لا تنتظر اتفاقا سعوديا- ايرانيا لتنتخب رئيسا ولا رفع يد حزبية عن حقيبة لتشكيل حكومة ولا امر عمليات من الخارج لتجري انتخاباتها ولا اتفاق الاضداد لحل ازمة مالية.

وفيما يترحم اللبنانيون على ودائعهم، ويلعنون ساعة وُلدوا في بلد سلبهم كل حقوقهم وما زال يطالبهم بالواجبات، تبقى الساحة المحلية في حال ترقب ورصد لمفاعيل الاتفاق السعودي – الايراني على الواقع السياسي عموما والرئاسي خصوصا، علّه يفتح باب فرج يضع حدا للانهيار المتتالي فصولا.

بري – بخاري

الملف حضر امس في عين التينة، اذ استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، حيث جرى عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. واستشهد السفير بخاري بما «يردده الرئيس بري، بالدعوة الى الكلمة السواء، وان ارادة الخير لا بد منتصرة»، لافتا الى «أن المرحلة الراهنة تستوجب الإحتكام أكثر من أي وقت مضى الى الكلمة الطيبة والرهان دائما على الإرادات الخيرة». ولدى مغادرته، قال ردا على سؤال عما اذا كان هناك اي شي إيجابي للبنان: شي اكيد.

لا ننتظر الخارج: في المقابل، أكد عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق «أننا لا ننتظر أي تسوية خارجية لا ثنائية ولا خماسية تفرض على اللبنانيين مواصفات وأسماء لرئاسة الجمهورية».

بونجم في معراب: في الحركة الرئاسية المحلية، التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب للمرة الثالثة خلال الفترة الأخيرة راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم موفدا من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في حضور المونسنيور إيلي خوري ورئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية أنطوان مراد، وتناول اللقاء مسألة الاستحقاق الرئاسي وأهمية إنجازه بما يعيد الى لبنان وشعبه الأمل وللدولة مسارها السليم.

«هستيريا»: وسط هذه الاجواء، وعشية مغادرته الى الفاتيكان، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي البطريرك الراعي  صباحا  في بكركي وعقد معه خلوة تناولت التطورات الراهنة والزيارة التي سيقوم بها ميقاتي الى الفاتيكان للاجتماع بقداسة البابا فرنسيس.  واذ قال قبل اللقاء في دردشة سريعة مع الإعلاميين، إنّ «ربيع لبنان قريب إن شاء الله».

مجلس المفتين

ليس بعيدا، استهجن مجلس المفتين «الحملات المتتالية على موقع رئاسة الحكومة، وافتعال فتنة جديدة تحت شعار الصلاحيات، وطالب الجميع بالعودة الى الدستور والتزام اتفاق الطائف.

دريان ينوه: وكان ميقاتي إستقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والمجلس الجديد للمفتين بعد الظهر في السراي. ونوّه مفتي الجمهورية خلال اللقاء «بالجهود والمساعي التي يقوم بها الرئيس ميقاتي في معالجة كافة القضايا السياسية والاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها المواطن». وشدد على»اهمية الوفاق والتوافق بين الاطراف السياسية رأفة بلبنان واللبنانيين».

الانهيار المالي: في الغضون، الانهيار المالي يشتد وقد بلغ سعر صرف الدولار الـ95 الف ليرة اليوم، وارتفعت اسعار المحروقات مجددا اذ بلغ سعر صفيحة البنزين 1713000، وذلك عشية بدء المصارف اضراب غدا. مصرفيا ايضا، تعقد جلسة استجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الاربعاء في حضور وفد قضائي اوروبي كما تردد، وصل الى لبنان امس. الى ذلك ينفذ اساتذة التعليم الخاص اضرابا غدا ايضا.

البنك الدولي: اقتصاديا ايضا، عرض وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل مع نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط فريد بلحاج والمدير الإقليمي في البنك  Jean Christophe Carret، الأوضاع المشتركة. وأكد بلحاج على استعداد البنك الدولي دعم لبنان في الظروف الاستثنائية من خلال عدد من مشاريع الإغاثة، لا سيما دعم القمح وبرنامج الأسَر الأكثر فقراً. وتطرّق النقاش إلى ضرورة المحافظة على قطاع التعليم وإنقاذ العام الدراسي، ومساعدة الإدارة العامة لاسيما المالية في مواجهة تداعيات الأزمة.

كنعان: في الاثناء، غرّد النائب ابراهيم كنعان عبر حسابه على تويتر: بعد ساعات على انهيار سيليكون فالي بنك الجمعة الماضي، وضعت الحكومة الاميركية كل جهدها لايجاد حلّ – أُعلن منذ قليل – لكامل الودائع كما صرحت وزيرة الخزانة الاميركية @SecYellen، بينما في ازمتنا وان اختلفت الامكانيات،ارتكزت «حلول» حكوماتا على اعتبارها خسائر وشطبها والتوقف عن الدفع!

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram