بعد وشاية إسرائيلية.. سياسة كمّ الأفواه تنتقل الى "فرانس 24" وتطرد 4 صحافيين

بعد وشاية إسرائيلية.. سياسة كمّ الأفواه تنتقل الى

Whats up

Telegram

 

 بعد وشاية حرضت من خلالها مؤسسة "كاميرا"، التي تتخذ من مدينة بوسطن الأميركية مقرّاً لها، ضد اربعة من العاملين لصالح قناة "فرانس 24" الفرنسية، واتهمتهم بمعاداة السامية، قامت ادارة المحطة بطرد الموظفين الاربعة على خلفية منشورات نبشها فريق عمل "كاميرا"، والتي تعد من المؤسسات الصهيونية الاكثر تشدداً، من حسابات اللبنانيين دينا أبي صعب وجويل مارون وشريف بيبي والفلسطينية ليلى عودة على مواقع التواصل الاجتماعي، تعود غالبيتها إلى سنوات سابقة.

فرنسا التي تتغنى بحرية الصحافة والكلمة، استندت قناتها الناطقة بالعربية بقرار طرد موظفيها على إخبار من مؤسسة اسرائيلية نصّبت نفسها على أنها مؤسسة ترمي إلى تحري الدقة في أخبار الشرق الأوسط المرتبطة بالصراع العربي الإسرائيلي.
عملية التجسس على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي للاعلاميين الاربعة، افضت الى استخدام تغريداتهم الافتراضية ضدهم، حيث اتهم تقرير لمؤسسة "كاميرا"، ليلى عودة مراسلة القناة الفرنسية في القدس، باستخدام مصطلحات في كتاباتها مثل كلمة "شهيد"، في إشارة إلى الفلسطينيين الذين يقتلون برصاص الجيش الإسرائيلي، وكذلك استخدام عبارة "أراضي عام 1948" بدلًا من استخدام كلمة "إسرائيل"، وهو ما تعتبره القناة مخالفًا لسياستها الإعلامية.
أما مراسلة بيروت جويل مارون التي انضمت إلى قناة "فرانس 24" قبل عامين، فقد لفَت تقرير "كاميرا" إلى أنها كتبت قبل أكثر من عشر سنوات، تغريدات أعلنت فيها عن إعجابها بأدولف هتلر، وانها قدّمت نصيحة في تغريداتها الى الفلسطينيين بأنّه على كل فلسطيني أن يقتل يهودياً واحداً.
التجسس نفسه طال حساب دينا أبي صعب التي تعمل مراسلة للقناة الفرنسية من جنيف منذ عام 2016، واشار تقرير المؤسسة الى أنها احتفلت على وسائل التواصل الاجتماعي بسقوط الصواريخ على السكان المدنيين في إسرائيل، وألقت اللوم على الهجرة اليهودية إلى الاراضي المحتلة.
شريف بيبي اللبناني المقيم في فرنسا، والمتابع لشؤون الهجرة واللجوء والقضايا الإنسانية، والذي يعمل لصالح نفس القناة، نبشت له المؤسسة تغريدة قال فيها: "اسمعوا - اسمعوا - اسمعوا - من منظر دماء الشهداء - من جهود الثوار الحمر - سنقضي عليكِ، يا إسرائيل، من جذورك".
ما جرى مع الصحافيين الاربعة في "فرانس 24"، يعيدنا بالذاكرة الى ما حصل مع الصحافيين في "دويتشيه فيله" الألمانية، التي فصلت أكثر من سبعة صحافيين، في شباط من العام 2022، بتهمة معاداة الساميّة، استناداً الى تقارير نشرتها مؤسسة "كاميرا" ايضاً.
سياسة كمّ الأفواه لمناصري القضية الفلسطينية، والانبطاح أمام الاحتلال الإسرائيلي، مارستها ايضا قبل 4 سنوات وكالة "أسوشييتد برس"، حين طُردت الصحافية إميلي وايلدر من عملها إثر انتقادها على صفحاتها الافتراضية، طريقة تعاطي وسائل الإعلام مع الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيّين في حي الشيخ جرّاح في القدس.
في غضون ذلك، أثار قرار القناة الفرنسية انتقادات واسعة في الوسط الإعلامي الفلسطيني واللبناني، ودعا منتدى الإعلاميين الفلسطينيين إلى مقاطعة قناة "فرانس 24" للعدول عن قرارها وقف الصحافية الفلسطينية ليلى عودة.
كما استنكر نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي إقدام القناة على تجميد عمل المراسلين الاربعة، مشيرا الى ان هذا الاجراء يشابه الاجراء الذي سبق أن اتخذته مؤسسة "دويتشي فيلله" بحق الزميلين اللبنانيين باسل العريضي وداود ابراهيم بالذريعة نفسها.
واكد ان هذا العمل منافٍ للديموقراطية، وحقوق الانسان، وحرية الرأي والتعبير، ويعد خضوعا للاملاءات الصهيونية من خلال مواقع تابعة لها مهمتها رصد كل من يناصر الشعب الفلسطيني وينتصر لقضيته ويرفض المجازر التي ترتكب بحقه، والتهمة دائما جاهزة : معاداة السامية واستهداف اليهود. وهي تهمة مردودة لاصحابها.
وطالب ادارة "فرانس 24" "بإعادة النظر بقرارها تجميد عمل الزملاء، ووقف التحقيق الداخلي، وأن اي ظلم يطاولهما، وخصوصا مارون وابي صعب لن يتم السكوت عنه، وسيكون موضع مساءلة قضائية تحدد في ضوئها ما سيكون عليه موقف القناة".
واكد "انه سيباشر اتصالات مكثفة مع الاتحاد الدولي للصحافيين، والاتحاد العام للصحافيين العرب، ونقابة الصحافيين في فرنسا لاتخاذ موقف شاجب لقرار القناة، وادانة هذا الرضوخ المطلق للإرهاب الفكري والمعنوي الصهيوني من مؤسسة يفترض فيها أن تكون وفية لقيم الجمهورية الفرنسية التي تنطلق من مبادئ الحرية وحقوق الانسان".

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram