افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 17 آذار 2023

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 17 آذار 2023

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء:

 

لعنة «مجدو» تتحوّل هيستيريا «إسرائيلية» عند الحدود… ولعنة العقوبات تهدّد بإفلاس كريدي سويس رياض سلامة في ماراتون التحقيق… وميقاتي يلتقي البابا… والانتخابات البلديّة أمام اختبار التشريع خليل: الاتصالات بين بري وماكرون قائمة… ولا فيتو سعوديّاً… وفرضيّة السلة الرئاسيّة مطروحة


تفاجأ الجنوبيون بالقنابل المضيئة على الحدود مع فلسطين المحتلة في منطقة رميش وعيتا الشعب، وانطلقت أصوات صفارات الإنذار، وقال جيش الاحتلال إنه يخشى حادثة تسلّل في ظل عدم تحققه من حقيقة ما جرى في عملية مجدو التي يشتبه بأن عملية تسلل الفلسطيني من أحد مخيمات لبنان كانت وراءها. وقالت مصادر فلسطينية إن لعنة “مجدو” تسيطر على تحليلات الخبراء العسكريين في كيان الاحتلال وإن ذعر الشمال عاد يصيب المستوطنين، وما يريده الجيش ومخابراته من تطمين لمستوطنيه بإجراءات الاستنفار تحوّلت إلى سبب إضافي للذعر.
لعنة أخرى كانت تتفاعل على مساحة العالم هي لعنة العقوبات على روسيا، بعدما برزت نتائجها وتداعياتها عبر إفلاس ثلاثة مصارف أميركية وسجلت انتقالاً سريعاً الى واحد من أكبر مصارف أوروبا وأحد أشهر مصارف العالم، هو مصرف كريدي سويس الذي فقدت أسهمه 30% من أسعارها وفقد سيولته رغم حصوله على 50 مليار دولار أميركي من المصرف المركزي السويسري، في ظل رفض المساهمين الكبار وعلى رأسهم البنك الأهلي السعودي المشاركة بتعويم المصرف بشراء أسهم جديدة، في ظل توقعات بتوسع الأزمة وشمولها المزيد من المصارف في بلدان أخرى في العالم، وفقاً لتوقعات الخبراء.
لبنانيا، تصدّر المشهد خضوع حاكم المصرف المركزي رياض سلامة للتحقيق في قصر العدل، حيث استجوبه القاضي شربل أبو سمرا بحضور الوفود القضائية الأوروبية، على مدى ست ساعات تُستكمل اليوم، مع بلوغ سعر صرف الدولار سقوفاً جديدة قاربت المئة وعشرة آلاف ليرة للدولار الواحد، في ظل معطيات يتحدث عنها الخبراء الماليون تربط بين الفورة الجديدة في سعر الصرف منذ مطلع العام وقد بلغت 300% خلال شهرين، بما يسمّيه الخبراء تقاسم أدوار بين مصرف لبنان والمصارف في خوض حرب وقائية بوجه فتح الملفات القضائية، عبر الرفع المتسارع لسعر منصة صيرفة وطباعة وضخ المزيد من الأوراق النقدية لجمع الدولارات الوافدة خصوصاً من تحويلات المغتربين، بالتوازي مع إضراب المصارف المفتعل.
سياسياً، التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالبابا فرانسيس في الفاتيكان، قائلاً “إنّني سلّمت البابا رسالةً تشرح الأوضاع في لبنان، والمعالجات الممكنة الّتي يمكن للفاتيكان المساهمة في إنجاحها، من خلال الاتّصالات الّتي يقوم بها في المجتمع الدولي، لا سيّما لإجراء انتخابات رئاسة الجمهورية”. وذكر أنّ “البابا فرنسيس عبّر خلال الاجتماع عن إيمانه الرّاسخ بهذه الرّسالة الّتي يؤدّيها لبنان، من خلال التّعدّديّة الثّقافيّة والدّينيّة الّتي تميّزه وتجعله فريدًا في المنطقة. كما شدّد على ضرورة التّكاتف بين المسؤولين اللّبنانيّين، للخروج من الأزمات الّتي يواجهها لبنان، وانتخاب رئيس جديد للبلاد”. كما لفت ميقاتي “إلى أنّني وجّهت دعوة للبابا فرانسيس لزيارة لبنان”.
في ملف الانتخابات البلدية قالت مصادر نيابية إن التشاور يجري بين الكتل النيابية حول فرضية عقد جلسة تشريعية تتولى تأمين تمويل مستلزمات إجراء الانتخابات، أو إصدار قانون يقضي بتمديد ولاية المجالس البلدية والمخاتير، خصوصاً في ظل الانقسام الكبير الحاصل حول المشاركة في انتخابات بلدية بيروت.
رئاسياً، تحدّث المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل عن الاستحقاق، كاشفاً أن الاتصالات بين الرئيس نبيه بري والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مستمرة، وأن السفير السعودي لم ينقل أسماء مرشحين مفضلين ولا فيتو على مرشحين آخرين خلال لقائه بالرئيس بري، مضيفاً أن فرضية التوافق على سلة رئاسية تضمّ رئيساً للجمهورية ورئيساً للحكومة قيد التداول، وأن تداعيات لاحقة للانفراجات التي ستنجم عن الاتفاق السعودي الإيراني، سوف تنعكس مناخاً إيجابياً على المقاربة اللبنانية للاستحقاق الرئاسي، لكنها لن تكون تلقائية كما يفترض البعض أو يخشى البعض الآخر.

وعلى إيقاع استمرار مسلسل الانهيار المالي والاقتصادي والنقدي، مَثَلَ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة للمرة الأولى أمام القضاء اللبناني والأوروبي بعد ثلاثة أعوام من الاتهامات والملاحقات في لبنان والخارج بجرائم مالية من إثراء غير مشروع وتبييض أموال.
وعلى مدى 5 ساعات تخللتها استراحتان، خضع سلامة لاستجواب دقيق ومركز ووجهت إليه مئة سؤال من قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا ومن قضاة أوروبيين تركّزت حول عمليات تبييض أموال في مصارف أوروبية.
وكانت جلسة استجواب حاكم مصرف لبنان أمام القاضي ابو سمرا، في حضور الوفد القضائيّ الأوروبي انطلقت عند العاشرة والنصف من قبل ظهر أمس، ووفق معلومات “البناء” فإن أجواء الجلسة كانت إيجابيّة ورد سلامة على كل الأسئلة والاستيضاحات التي طرحها المحققون لا سيما القضاة الألمان الذي واجهوا سلامة بمعطيات ومعلومات هامة ودقيقة تتعلّق بحركة تحويل الأموال ودخولها في القطاع المصرفي الأوروبي بطرق غير مشروعة وشرعية وقانونية. ولفتت المعلومات إلى أن الأسئلة لم تنتهِ بل ستستكمل في جلسة اليوم وستتركز حول عمليات فساد وتبييض أموال في دول أوروبية عدة.
وانتهت جلسة أمس قرابة الرابعة عصراً، لارتباط سلامة باجتماع للمجلس المركزي لمصرف لبنان. وحدد أبو سمرا موعداً لاستكمال التحقيق مع سلامة صباح اليوم في جلسة ثانية.
في المقابل، نفى مصدر في مصرف لبنان وفق مصادر إعلامية نفياً قاطعاً ما تم تداوله عن أن سلامة قدّم كتاب استقالته إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
في غضون ذلك، استمر إضراب المصارف وسط إصرار من أعضاء جمعية المصارف على المضي في هذا الإضراب لأن لم يتبين لهم أن هناك اهتماماً من قبل المسؤولين لمعالجة الاشكالات القانونية مع بعض القضاء.
وعلمت “البناء” من مصدر نيابي أن المجلس النيابي سيعقد جلسة تشريعية قريبة يجري تأمين نصابها لمناقشة اقتراحات قوانين عدة أبرزها التمديد للمجالس البلدية وطباعة ورقة المليون ليرة.
ودعا رئيس مجلس النواب نبيه بري اللجان النيابية الى جلسة مشتركة في تمام الساعة 10:30 من قبل ظهر يوم الاربعاء المقبل.
الى ذلك، أعلن تحالف “متحدون”، أنّ “محامي التّحالف تبلّغوا اليوم، كفريق مدّع بالأصالة والوكالة في قضيّة انفجار مرفأ بيروت، نسخةً من استحضار دعوى ردّ القاضي، مقدّمة من المدير العام للجمارك بدري ضاهر بوكالة المحامية ريما سليمان، صادرة عن محكمة التمييز – الغرفة الثّالثة النّاظرة بطلبات الرد”.
وعلى صعيد الملف الرئاسي لم يخرج من دائرة المراوحة بانتظار تقدّم الاتصالات والمشاورات الداخلية والخارجية لبلورة تسوية رئاسية تنهي الشغور الرئاسي، وعلمت “البناء” أن “إحدى المرجعيات السياسية ومرجعية روحية يسعيان كل من موقعه الى تذليل العقبات بين الكتل النيابية للتوصل الى نقاط مشتركة على مواصفات رئاسية ثم عرض سلة أسماء لاختيار بينهما”. ولفتت المعلومات الى أن “الجهود ستتكثف لانتخاب رئيس للجمهورية قبل تموز المقبل موعد انتهاء مدة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لتجنب أي تداعيات للفراغ في منصب الحاكمية لتعذر تعيين حاكم جديد ورفض الثنائي حركة أمل وحزب الله تسلم نائب الحاكم الأول وسيم منصوري هذا المنصب”.
وأشارت مصادر نيابية لـ”البناء” الى أن رئيس تيار المردة لا يزال المرشح الأوفر حظاً والأكثر جدية لكونه يحظى بدعم عدد نواب تفوق ثلث المجلس النيابي ويحتاج الى بعض النواب ليصل الى الأكثرية النيابية، في ظل غياب أي مرشح منافس يملك ثلث المجلس، بعدما فشل النائب ميشال معوّض في تأمين أكثرية الـ 65 وتراجع نصف القوى الداعمة له عن دعمه، للانتقال الى خيارات أخرى لا سيما كتلتي اللقاء الديمقراطي وتجدد”. ورفضت المصادر وضع معوض بمواجهة فرنجية للانتقال الى إسقاط ترشيح الاثنين والتوجه الى مرشحين آخرين، موضحة أن معوض ترشح منذ بداية السباق وبشكل علني وجرب حظه بـ 11 جلسة وسقط ترشيحه بعدما تراجع فريقه عن دعمه، أما فرنجية فلم يعلن ترشيحه بعد ولم يمنح فرصته فضلاً عن ارتفاع نسبة حظوظه مع تلقيه الدعم من كتل نيابية عدة وقد ترتفع وفق الظروف الداخلية والخارجية وارتباطاً بنتيجة المشاورات الرئاسية”.
وعلمت “البناء” أن الفرنسيين يبذلون جهوداً كبيرة لإنجاز تسوية لبنانية ويفضلون انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية ويقومون باتصالات ولقاءات ديبلوماسية مع دول عدة لا سيما السعودية للتشجيع على إبرام تسوية في لبنان، وتراهن باريس على الانفراج بالعلاقات الإيرانية السعودية لتسييله في هذه التسوية، ويعقد اليوم اجتماع فرنسي سعودي سيبحث جملة ملفات من ضمنه ملف لبنان.
إلا أن أوساطاً سياسية مطلعة تشير لـ”البناء” الى أن “المصالحة الإيرانية السعودية لها وقعها وتأثيرها على الساحة اللبنانية، لكن الأساس هو التوافق اللبناني الداخلي على انتخاب رئيس وتأليف حكومة جديدة ووضع خطة إنقاذية».
وأكد المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل أن السعودية لم تضع أي فيتو على ترشيح فرنجية ولم تدخل في الأسماء، وشدّد في حديث تلفزيوني أن السفير السعودي في لبنان وليد بخاري تحدّث في الاجتماع مع الرئيس بري عن مواصفات للرئيس المقبل ويمكن لكل طرف تفسير هذه المواصفات.
ورأى خليل، أنه “قد لا يكون لبنان أولوية في المرحلة الأولى من رسم الاتفاق بين السعودية وإيران، ولكن من الطبيعي أن يتأثر من خلال خلق مناخات مساعدة له”.
وذكر خليل، أنه “سيكون للاتفاق السعودي – الإيراني وقعه وحضوره في اجتماع باريس وما سمعناه من السعوديّ والإيراني كل من موقعه أن التوافق اللبناني الداخلي هو المهم، وعلينا التنبه إلى أن هذا التوافق الداخلي هو المحرّك والدافع باتجاه انتخاب رئيس”.
وأضاف “تجدّد التحرّك الفرنسي لن يخرج عن المناخ الجديد الذي تركه الاتفاق السعودي – الإيراني، والتواصل مستمر بين رئيس مجلس النواب نبيه بري، والجانب الفرنسي وهناك إرادة واضحة لدى الفرنسي بالمساعدة”.
وتابع “للسعودية دور إيجابي في الملف اللبناني، وهي حريصة على خروج لبنان من أزمته، وهذا الحرص سابق لمسألة الاتفاق السعودي – الإيراني وخلال اللقاء مع السفير السعودي وليد البخاري جزم ان المملكة لم تتحدث بأسماء او تطرح أسماء او تضع فيتو على أسماء، إنما أعطت مواصفات وكل طرف فهمها من منظوره”.
وذكر النائب خليل، في حديث عبر الـ «MTV”، أنه “سيكون للاتفاق السعودي – الإيراني وقعه وحضوره في اجتماع باريس يوم غد، وما سمعناه من السعودي والإيراني كل من موقعه أن التوافق اللبناني الداخلي هو المهم وعلينا التنبه الى ان هذا التوافق الداخلي هو المحرك والدافع باتجاه انتخاب رئيس”.
واعتبر خليل أن «المسألة ليست مسألة اصوات بقدر ما هي تأمين المناخات المناسبة لوصول أي رئيس، ومشهد تفكك الدولة يجعل المهمة هي كيف سنُنْجح دور الرئيس وليس مسألة بوانتاج حتى لو قلنا إننا سننتخب بـ ٦٥ فإننا نحتاج الى ٨٦ نائباً لتأمين النصاب والميثاقية».
ولفت الى أنه “يجب ان ينال الرئيس العتيد رضىً داخلياً وإقليمياً ودولياً ولا يجب تستطيح الامور لأن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية منذ العام ٢٠١٦ او حتى ما قبل ذلك وبعلم كل اللبنانيين والخارج هو مرشح طبيعي ورئيسي”.
وأكد أنه “اذا حصل اتفاق في بكركي على اسم واحد لرئاسة الجمهورية سيترك وقعه علينا جميعاً بغض النظر إذا كنا سنصوّت له أم لا، وما نسمعه عن لوائح بأسماء لا يعكس توافقاً بين المسيحيين إنما يعبّر عن عدم اتفاق”.
وأشار نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الى أننا “اخترنا كحزب الله مع حركة أمل أن ندعم مرشحاً لا يمثِّل تحدياً لأحد، لأنَّ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية شخصية وطنية، هو لم يطرح المواجهة مع أحد ويتحدث مع الجميع وهو منفتح على الخليج وعلى العرب ومنفتح على الغرب وعلى كل الدول وليست له خصومات وليس لديه أعداء، بينما اختار بعضهم مرشح التحدي ومن أول يوم شَهرَ سيف العداء ضد الوطنيين والمقاومين ومن يريدون مشروع التحرير وأعلن ذلك جهاراً نهاراً”.
ولفت الى أن “دعمنا مرشحاً ولهم أن يستمروا بدعمِ مرشح التحدي فيهدروا أصواتهم عبثاً، ونقول لمن لم يرشح بعد رشِّح من تقتنعون به حتى نعمل معاً لنصل إلى النتيجة. أمامنا طريقان إلى الانتخاب الرئاسي، أولهما الحوار لتقليص الاختلافات ومن ثم التوافق أو التصويت كلٌ لمن يدعم، أمَّا التعطيل الذي يمارسه البعض لأنَّهم عاجزون عن أن يحققوا ما يريدون، هؤلاء لا يتصرفون بأمانة تكليفهم من الناس”.
ولفت الى ان “البلد ينهار وأمدُ الانتخاب قد يطول إذا استمرّ التعطيل واستمرّ تمسّك كل كتلة برأيها من دون الحوار ستبقى الأمور في محلها. إذاً المطلوب أن لا نسلك طريق التعطيل، سيسأل الناس المعطلين انتخبناكم لتختاروا الأفضل وتنجحوا في المجلس النيابي، ولم ننتخبكم لتزيدوا مأزقاً في البلد بالتعطيل، وبهذا الشكل من الأداء رأينا سياسة الفوضى والتعطيل التي خاضتها جماعة السفارة الأميركية من سنة 2019 حتى الآن”.
وفي سياق ذلك، شددت كتلة الوفاء للمقاومة في بيان بعد اجتماعها الدوري على أن “ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لموقع رئاسة الجمهورية يستند في ذلك إلى رؤية وطنية واقعية تلحظ في هذه المرحلة خصوصاً، حاجة لبنان إلى رئيس له حيثيته الوطنية الوازن متصالح مع نفسه ومع مكونات شعبه ومنفتح إيجاباً على بناء أحسن العلاقات اللبنانية مع الدول العربية والإسلامية ومع دول الغرب والشرق في العالم، وتتوافر معه فرص واعدة لحل مشكلة النازحين السوريين، وتبني برنامج إنقاذي يعيد الفاعلية إلى مؤسسات الدولة وأجهزتها ويستنهض الاقتصاد الوطني ويطلق مشاريع حيوية تحقق الوفر في الأعباء والإنتاجية في مختلف القطاعات”.
وأملت الكتلة، أن “ينعكس الاتفاق السعودي – الإيراني الذي تم التوصل إليه برعاية الصين، إيجاباً لجهة تدعيم العلاقات الأخوية – الثنائية بين البلدين، وأن يوفر المناخات الملائمة والمساعدة لحل النزاعات البينية والإقليمية، وتعزيز الاستقرار الذي يسهم في تحقيق المزيد من الإنتاجية والتطوير لأوضاع الشعوب الشقيقة والصديقة ولدولهم في المنطقة”.
وجدد البابا فرنسيس “إيمانه الراسخ بالرسالة التي يؤديها لبنان من خلال التعددية الثقافية والدينية التي تميزه وتجعله فريداً في المنطقة”. وشدد خلال لقائه ميقاتي في الفاتيكان، على “ضرورة التكاتف بين المسؤولين اللبنانيين للخروج من الأزمات التي يواجهها لبنان وانتخاب رئيس جديد للبلاد”. بدوره، أكد ميقاتي “أن رسالة لبنان على مرّ تاريخه، تنتشر اليوم في كل أرجاء العالم العربي، والتحدي الاساسي الماثل أمامنا هو المحافظة على هذه الرسالة وترسيخها وتعزيز قيم السلام والاخوة. وإن الاخوّة تفتح الباب لصيانة كرامة كل مواطن في بلده، وتعزز روح التلاقي على القيم المشتركة”.
وبعد الادعاءات الاسرائيلية بشن عملية أمنية على فلسطين المحتلة من لبنان، أعلن الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” اندريا تيننتي في بيان، ان “اليونيفيل اطلعت على التقارير الإعلامية التي تفيد بأن شخصاً تسلل إلى “إسرائيل” من لبنان”، لافتا الى ان “اليونيفيل لم تلاحظ أي عبور للخط الأزرق في الأيام الأخيرة”.
واضاف “ان رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو، يحث الطرفين على ضبط النفس والحفاظ على الاستقرار واستخدام آليات اليونيفيل للتنسيق والارتباط لتجنب سوء الفهم وتقليل التوترات”.
وليل أمس أفادت قناة “المنار” عن “سماع صوت صفارات إنذار في المستوطنات المقابلة لعيتا الشعب ورميش ويارون».

 ******************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

أسئلة حول ثغرات رواية العدو عن عملية مجدو: «أخطأ من قال بأننا سنعبر، فنحن منذ وقتٍ عبرنا»
 

 
 
لا حاجة إلى التبصير ليدرك المتابع للمعلومات التي تسرّبها الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، أن الثغرات الفاضحة في رواية العدو حول عملية مجدو تعكس أمرين: إما محاولة بائسة لاستدراج الطرف الآخر إلى الكشف عن معطيات غير معلومة لدى العدو، أو عجز العدو عن كشف كل التفاصيل حول العملية. وتتوالد الأسئلة ساعة بعد ساعة، ربطاً بأمور وأسئلة واستنتاجات بديهية:

أولاً، كيف يمكن تصديق الرواية الإسرائيلية بأن المنفذ قام بعمله ثم قرر التوجه شمالاً، بعد الحديث عن أنه تسلل من لبنان. وهي، في الوقت نفسه، تشير إلى أنه كان مجهزاً بقنابل وأحزمة ناسفة وأسلحة أخرى، يفترض أنه يحملها لمواجهة أي طارئ. وإلى ذلك، ثمة احتمال آخر ليس معلوماً لماذا قرر العدو إغفاله، وهو أن المنفذ قد يكون مكلفاً بأعمال أخرى، وأن مجرد وجود حزام ناسف يعطي مهمته بعداً استشهادياً، أي أنه كان يفترض به ألا يسمح لجنود العدو باعتقاله، أو أنه كان مكلفاً القيام بعملية أخرى ذات طابع استشهادي.

ثانياً، تحدث العدو عن أن جنوده عملوا على «تحييد» المقاوم بقتله، لكن من دون الكشف أو تقديم أي أدلة عما كان في حوزته، ومن دون نشر صور يتفاخر العدو عادة بوجودها لديه، كما لم يوضح سبب عدم حصول (أو التكتم عن) أي اشتباك بين المقاوم والوحدة الإسرائيلية. إذ تم الاكتفاء بالإعلان عن كشف المقاوم وقتله لأنه كان يشكل خطراً، فكيف ظهرت هذه الإشارات، وهو لم يطلق النار، ولم يجر الحديث عن اشتباك أو تفجير للحزام الناسف.
ثالثاً، زعم العدو أن المقاوم قرر الاتجاه شمالاً، ولم يشرح فرضية عدم محاولة المقاوم التقدم صوب منطقة المثلث التي تبعد كيلومترات قليلة عن مكان تنفيذ العملية، أو حتى محاولته دخول الضفة الغربية، وكأن هناك نية للإشارة إلى أن المقاوم كان مكلفاً بمهمة محددة والعودة إلى قواعده، علماً أن هذه الفرضية تتنافى مع طبيعة المواجهات بين المقاومين وقوات الاحتلال، ولطالما كان من غير الممكن تفادي المواجهة، مع العلم أن الفشل الاستخباراتي تمثل ليس فقط بعدم وجود أي إشارة إلى عملية من هذا النوع، بل في مرور ساعات طويلة قبل تحديد ما حصل وتحديد وجود شخص وتشخيص حركته وملاحقته إلى حيث قال العدو إنه حيّده بالقتل.
واضح أن العدو يريد إخفاء الكثير في بيانه الرسمي. وربما يهدف إلى جر الطرف الآخر إلى فخ أمني. لكن طبيعة الحديث عن العبوة، وعن التسلل من لبنان، وعن احتمال تورط حزب الله، ومن ثم الانتقال إلى الحديث عن هوية المقاوم وتسريب أنباء عن أنه فلسطيني، وتنظيم جولة للصحافيين في منطقة الضهيرة للإشارة إلى أنها نقطة العبور نحو بلدة يقطنها العرب من البدو، كل ذلك يبدو معه وكأن هناك سعياً إلى تحقيق أمور تتجاوز الحادث بحد ذاته، ومنها:

- يسعى العدو إلى تثبيت سياسة الإنكار تجاه تصاعد حالة المقاومة ضده في كل فلسطين، وهو يريد أن ينفي عن عرب الـ 48 أي علاقة بالعمل العسكري المقاوم، والإيحاء بأن الفلسطينيين غير قادرين على القيام بمثل هذه العمليات، ويصر على أن مصدر العبوة لبنان، ليس بقصد تحميل حزب الله المسؤولية، بل بنفي قدرة الفلسطينيين على تجهيز عبوات مماثلة، وهو الذي سبق أن أعرب عن صدمته من ظهور مسيّرة فوق منطقة نابلس قبل مدة، إذ كان يعتقد بأن هذا النوع من السلاح موجود فقط في غزة، وكذلك عندما أعلن أنه أسقط، بالتعاون مع القوات الأردنية، عدداً من المسيرات التي كانت تنقل سلاحاً إلى الضفة، مشدداً على أن مصدر المسيّرات هو الشمال، وكأن غزة غير قادرة على إرسال مسيرات من القطاع تحمل أسلحة خفيفة إلى المقاومين في الضفة الغربية.
- لا يريد العدو فتح أعين جمهوره على حقيقة أن المقاومة في فلسطين قادرة على الارتقاء في عملها النوعي والوصول إلى مستوى جديد من التسلح في الضفة الغربية أو في مناطق الـ 48. وهو يصر على إيهام جمهوره بأنه نجح في منع أي مواد قابلة للاستخدام المزدوج عن فلسطينيي الضفة الغربية، ولكنه عندما يقر بأن هناك من يرسل مسدسات وأسلحة رشاشة خفيفة إلى المقاومين داخل فلسطين، يستغرب كيف يتم تهريب عبوات متطورة كالتي فجرت في مجدو، وكأن للتهريب سقفاً لناحية الكمية والنوعية من الأسلحة التي يحتاجها المقاومون في معركتهم الآيلة إلى التصعيد مع مرور الوقت، والمفترض أن تشهد قفزات جديدة في القريب العاجل.

مع كل ما سبق، وإذا كان العدو ينتظر من قوى المقاومة داخل فلسطين وخارجها أن تنجرّ إلى سياقه في النقاش حول ما حصل، فهو يهرب من حقيقة أنه عندما يتهم قوى محور المقاومة بالوقوف خلف هذه العملية، لا يكون قد ابتدع شيئاً جديداً، خصوصاً أنه يعلم تماماً أن تطور العلاقات بين قوى محور المقاومة يشتمل ليس فقط على المواقف السياسية، بل على الخطط العملانية، ومن ضمنها توفير الخبرات والمواد التي تحتاجها المقاومة في فلسطين لتطوير برنامج عملياتها. وبالتالي، على العدو ألا يتوقع تنصل أي فريق من قوى المقاومة من دوره، بل على العكس، وبدل سياسة الإنكار وإغماض العيون، عليه توقع ما هو أشد قساوة يوماً بعد يوم.
أما بشأن فكرة العبور من لبنان، فلا ضرر من تكرار قول أحدهم: «يا أيها العدو، راقب أمامك ونحن من الخلف سنأتيك، من قال لك بأننا سنعبر فهو مخطئ، فنحن منذ وقتٍ عبرنا.

******************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

سلامة أمام التحقيق يوماً ثانياً ويقفل راجعاً

فيما كان لبنان منشغلا في تفاصيل خضوع او اخضاع حاكم مصرف لبنان رياض سلامه للتحقيق في قضايا مالية، وانقسام اللبنانيين ما بين مهلل ومعترض ومتخوف من تداعيات الخطوة على مجمل الوضع المالي، كان لبنان حاضرا في اكثر من محفل دولي ما بين الفاتيكان وروما، ونيويورك، وعلى خط باريس الرياض.

فقد جدد البابا فرنسيس “إيمانه الراسخ بالرسالة التي يؤديها لبنان من خلال التعددية الثقافية والدينية التي تميزه وتجعله فريدا في المنطقة”. وشدد خلال لقائه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في الفاتيكان، على “ضرورة التكاتف بين المسؤولين اللبنانيين للخروج من الازمات التي يواجهها لبنان وانتخاب رئيس جديد للبلاد”.

مجلس الأمن

وامس، قدّمت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا ووكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا إحاطة الى مجلس الأمن حول تنفيذ القرار 1701 (2006)، واعربت فرونتسكا عن القلق البالغ بشأن عدم إحراز تقدم نحو انتخاب رئيس جديد للجمهورية منذ الإحاطة الأخيرة في تشرين الثاني الماضي وشددت على ضرورة إبداء القادة السياسيين المرونة والاستعجال لانتخاب رئيس مراعاة لمصلحة الشعب اللبناني.

وقالت المنسقة الخاصة: “تسهم تداعيات الفراغ الرئاسي، الذي اقترب من شهره الخامس، في شلل مؤسسات الدولة بينما البلاد بأمسّ الحاجة الى إجراءات حكومية عاجلة وفعالة، كما تؤدي الى تقويض قدرة البلاد على معالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والإنسانية الملحة في وقت يواجه فيه المواطنون صعوبات متزايدة”.

وأشارت المنسّقة الخاصة الى عدة أمثلة عن تأثير الأزمة على حياة الناس، بما في ذلك الانخفاض السريع في قيمة العملة اللبنانية وما يتبعها من تضخم وانخفاض القوة الشرائية وارتفاع معدلات الفقر، وتراجع الخدمات العامة الأساسية بما في ذلك القطاعات الرئيسية مثل المياه والطاقة والتعليم والصحة وازدياد الإحباط العام الذي أدّى الى إضرابات طويلة، ولا سيما في القطاع العام.

وعبّرت المنسقة الخاصة عن أسفها لعدم بذل جهود كافية لإقرار وتنفيذ الاصلاحات المطلوبة لإنقاذ الاقتصاد اللبناني ووضع البلاد على طريق التعافي. وقد أدى ذلك بدوره الى تأخير الإتفاق على برنامج مالي مع صندوق النقد الدولي على نحو يسهم في استقرار الاقتصاد.

وشددت المنسقة الخاصة على أن وجود سلطة قضائية مستقلة تُعدّ مسألة محورية لتعافي لبنان، ومن ثم ضرورة تسريع المسارات القضائية المحايدة والشاملة المتعلقة بالعديد من القضايا التي لم يتم الفصل فيها، بما في ذلك الانفجار المأساوي في مرفأ بيروت.

لقاء سعودي فرنسي

وفي شأن متصل، اكد مصدر فرنسي رفيع لـ”النهار” ان لقاء سيعقد اليوم في الاليزيه للبحث في الملف الرئاسي اللبناني، بين المستشار الرئاسي للشرق الاوسط باتريك دوريل والمستشار السعودي نزار العلولا والسفير السعودي لدى بيروت وليد بخاري.

وكان بخاري سافر على عجل بعد استدعائه من المملكة للتشاور وسيستأنف جولته على المرجعيات اللبنانية فور عودته.

التحقيق

وبالعودة الى التحقيق مع حاكم مصرف لبنان، أفادت مصادر قضائية “النهار” أن رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة إسكندر تقدمت بصفتها ممثلة للدولة اللبنانية بدعوى في ملف التحقيق الفرنسي المتعلق بحاكم مصرف لبنان وآخرين أمام قاضية التحقيق الفرنسية بالبريد الإلكتروني بعد التواصل بينهما على ان تكلف القاضية اسكندر محاميا لبنانيا مقيما في فرنسا لمتابعة هذه الدعوى.

وكانت رئيسة هيئة القضايا تقدمت بدعوى أمام قاضي التحقيق الأول بالإنابة في بيروت شربل ابو سمرا بصفتها ممثلة للدولة سجلت بتاريخ 15 آذار الجاري في دائرة المحقق الأول ستتابعها القاضية إسكندر بحضورها شخصيا.

وصار الإستماع مطولاً الى أقوال حاكم مصرف لبنان #رياض سلامة بصفة مستمع إليه في إطار جمع المعلومات وبخلاف إستجوابه كمشتبه فيه كما كانت طلبت تلك الإستنابة. وهو المخرج القانوني الصحيح باعتبار أن سلامة بات مدّعى عليه في الملف القضائي اللبناني العالق بحقه ولا يجوز استجوابه قانونا من القضاء الأجنبي قبل استجوابه من القضاء في بلده. وهو موضوع المذكرة التي كان تقدم بها وكيله المحامي حافظ زخور قبل أيام من موعد التحقيق المحلي مع موكله، باعتبار أن القانون اللبناني يتيح للمدعى عليه في المطلق، الإدلاء بدفاعه قبل حصول اول جلسة استجواب يُستدعى إليها من قاضي التحقيق.

وهي اول إفادة يدلي بها سلامة امام قضاء اجنبي منذ فتح عدد من الملفات بحقه في اوروبا محورها تحويلات مالية عبر شركة شقيقه المدعى عليه رجا “فوري” مشكوك بتبييض أموال من خلال تحويلات مالية عبرها. ودام التحقيق مع الحاكم خمس ساعات ونصف الساعة في أجواء سادها الهدوء أجاب خلالها عن كل الأسئلة التي طرحها عليه القاضي أبو سمرا على مسمع الوفد الفرنسي ورئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل وثلاثة قضاة من مساعديها.

وعلم أن جلسة اليوم مع سلامة لن تستغرق الوقت الذي استغرقته جلسة أمس على ان يغادر الوفد الأوروبي لبنان غدا السبت. ووفق معلومات “النهار” ان سلامة ابدى ارتياحه الى مسار التحقيق، واكد لسائليه انه اجاب عن كل الاسئلة، وقدم الاجابات الشافية والعلمية الموثقة. وانه يبدي كل تعاون مستقبلي، وانه سيجيب اليوم عن الاسئلة المتبقية ثم يقفل عائدا الى مكتبه.

المصارف

ووقت واصل #سعر صرف الدولار ارتفاعه ليبلغ نحو 106 الاف ليرة، يستمر اليوم اضراب المصارف وسط اصرار من اعضاء جمعية المصارف على المضي به اذ لم يتبين لهم ان هناك اهتماما من قبل المسؤولين لمعالجة الاشكالات القانونية مع بعض القضاء المصرّ على عدم اعتماد وحدة المعايير في الاستنابات القضائية. وقالت مصادر مصرفية مطلعة لـ”المركزية” ان “اعضاء الجمعية لم يلمسوا جدية في معالجة هذه الاشكالات ولا حتى في تحديد الخسائر ومن يتحملها، من اجل ذلك تقدم محامي الجمعية اكرم عازوري بطعن امام مجلس شورى الدولة لانه يوجد في الخطه التي قدمت الى المجلس النيابي فقرة تقول أن ودائع الناس أو بمعنى أصح الودائع الخاصة التي أودعتها المصارف لدى المصرف المركزي ملغاة. إن الدولة بموجب المادة 113 في قانون النقد والتسليف ملزمة بتسديد كل خسائر المصرف المركزي وهي التي تعفي نفسها بنفسها من هذا الموجب”.

الحدود

وعند الحدود الجنوبية، رصد وترقب في اعقاب اعلان اسرائيل أنها “قتلت شخصًا تسلل “على ما يبدو” من لبنان، بعد تفجيره عبوة ناسفة بالقرب من مفترق مجيدو قرب مدينة حيفا”، و تفقد وزير الدفاع يوآف غالانت وكبار قادة الجيش الاسرائيلي الحدود مع لبنان لتقييم الأوضاع الأمنية، واعلانه عن “منع عملية كبيرة وصعبة تحمل في طياتها ضررًا كبيرًا واننا سنجد المكان والطريق المناسبين وسنوجه ضربة للمسؤولين”.

*******************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

اجتماع باريس اليوم: أمل “الثنائي الشيعي” معقود على ماكرون

التحقيق الأوروبي يستكمل خطوات ما قبل الاتهام… ومحاكمة “الحاكم”!

بعد سقوط “خبرية” أنّ لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة حقّ عدم المثول أمام المحققين الأوروبيين “حفاظاً على السيادة اللبنانية”، انتشرت أمس خبرية “أن سلامة حضر أمام المحققين براحة تامة وهدوء منقطع النظير”، علماً بأنه خرج من التحقيق غير جاهز لاجتماع المجلس المركزي، وانصرف الى “ترتيب أوراقه تحضيراً لجلسة جديدة امام المحققين اليوم”، كما أكدت مصادر متابعة، مع الإشارة إلى أنّه على شقيق الحاكم ومعاونته ماريان الحويك المثول أيضاً اليوم لاستجوابهما.

استمر التحقيق ساعات طويلة أمس بسيل من الأسئلة المتوقعة وغير المتوقعة، وعلمت “نداء الوطن” أن عدداً كبيراً من بنود الاستجواب كان يتطلب بإجابات “نعم” أم “لا” ، لأن ما في جعبة المحققين الأوروبيين عموماً والقاضية الفرنسية أود بوريسي خصوصاً الكثير من الحقائق والاثباتات والأدلة التي لا تحتاج الى تحقيق جديد، بقدر ما تحتاج الى “اعتراف أو انكار فقط” من جانب سلامة، وفقاً للمصادر المتابعة.

وأضافت المصادر عينها: “كان القاضي اللبناني شربل أبو سمرا أجّل التحقيق مع سلامة مفسحاً المجال للمحققين الأوروبيين من دون سبب واضح، ليلعب دور ناقل الأسئلة بين الطرفين. الا أن مفاجأة ابو سمرا كانت كبيرة بالنظر الى كم المعلومات الممكنة الوجود كأدلة في الملفات الأوروبية، مقابل ما في ملف التحقيق اللبناني الذي كان أجراه القاضي جان طنوس”. والمسألة البديهية التي تطرح نفسها الآن هي الضرورة القصوى لضمّ التحقيقات الاوروبية الى التحقيق اللبناني. وللمثال، ليس في التحقيق اللبناني معلومات عن حسابات رياض سلامة في لبنان، وبات القاضي الآن أمام ضرورة الإصرار على رفع السرية عن حسابات سلامة في لبنان ومطابقتها مع المعلومات الموجودة في التحقيقات الأوروبية عن حسابات سلامة في الخارج، ثم مطابقتها مع حسابات رجا سلامة (شقيق رياض) لاستكمال خريطة التحويلات والعمليات التي أفاد منها حاكم “المركزي”، وبالتالي تأكيد أن العمولات التي حصلت عليها شركة “فوري” وتبلغ نحو 330 مليون دولار انتهى بها المطاف عند رياض سلامة نفسه ولم يكن شقيقه وشركة “فوري” إلا واجهة.

واستغرب مرجع قضائي رفيع كيف أقدم ابو سمرا على التفريق بين الملف الذي بين يديه وبين تنفيذ المساعدة القضائية الدولية، علما بأن دخول رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلينا اسكندر على الخط وطلب الادعاء على الأخوين سلامة وماريان حويك، جاء بناءً على طلب من مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات. وعلمت “نداء الوطن” أنّ الفرنسيين وعدوا لبنان بمعونة قضائية للحجز على أموال وأصول في الخارج، وفي هذا السياق أيضاً أقدمت السلطات في اللوكسمبورغ على التعاون مع لبنان وحجزت أصولاً بناءً على طلب قضائي لبناني.

يُذكر أنّ حاكم مصرف لبنان لم يستجب لطلبات التحقيق اللبناني عندما طلب منه كشف السرية عن حساباته، وأتت مماطلته آنذاك بحجة “أن الأمر يحتاج الى موافقة من هيئة التحقيق الخاصة” علماً بأن سلامة نفسه يرأس تلك الهيئة التي تضم المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم الذي بقي صامتاً هو الآخر.

وعما هو متوقع بعد انتهاء جولة التحقيق الأوروبي الحالية، تشير المصادر إلى عدة احتمالات أبرزها “الادعاء على سلامة ثم طلب تسليمه لمحاكمته، مع توقع عدم موافقة لبنان على ذلك، بحجة استمرار التحقيق معه محلياً ومتابعة طلبات الادعاء عليه “، كاشفةً أنّ “جهات محلية معنية تتجه الى الطلب من الأوروبيين التريّث قليلاً ريثما يتم انتخاب رئيس للجمهورية، ليصار بعد ذلك الى قبول استقالة سلامة او اقالته او انتظار نهاية ولايته في الحاكمية، على وعد فتح محاكمة محلية عادلة له”.

وبين السيناريوات أيضاً، الإمعان في المماطلة والتهرب من إدانة سلامة، إلا أن لذلك تداعيات على تعامل جهات أوروبية مع منظومة الحكم في لبنان، مع ما يعني ذلك من إمكان مواجهة بعض أطراف تلك المنظومة بـ”عواقب” كانت تحدثت عنها جهات فرنسية علناً، إضافة الى تحرك في البرلمان الأوروبي لتفعيل “قانون إطار” كان أقرّ لمعاقبة مسؤولين لبنانيين مشمولين في قوائم معرقلي سير العدالة ومقوّضي الإصلاح.

أما على صعيد التحرك الدولي باتجاه مسرح التأزم اللبناني، وبينما يترقب المسؤولون زيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط بربارة ليف أواخر الشهر الجاري إلى بيروت، حاملةً رسائل أميركية واضحة حيال خارطة الطريق الدستورية والإصلاحية المطلوبة دولياً وعربياً لخروج لبنان من أزمته بالاستناد إلى نتائج الاجتماع الخماسي في باريس، تتجه الأنظار مجدداً اليوم إلى العاصمة الفرنسية لرصد مفاعيل المشاورات الثنائية، الفرنسية – السعودية، بمشاركة كل من مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل، والمستشار في الديوان الملكي نزار العلولا والسفير السعودي لدى بيروت وليد البخاري.

وإذ تؤكد مصادر مواكبة أنّ لقاء باريس اليوم يأتي في إطار “استكمال البحث والتشاور حول السبل الآيلة إلى رفع مستوى التنسيق والضغط لكسر حالة الاستعصاء والمراوحة وكبح جماح الانهيار المتسارع على الساحة اللبنانية”، عكست أوساط “الثنائي الشيعي” عشية اللقاء أجواء تؤكد أنّ كلاً من “حزب الله” و”حركة أمل” يراهنان ويعقدان الأمل على أن يلعب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دوراً مساعداً في إعادة تعويم مرشحهما سليمان فرنجية على طاولة المشاورات الرئاسية، ربطاً بمستجدات الاتفاق السعودي – الإيراني، لا سيما وأنّ هناك اتصالات مفتوحة بين الرئيس نبيه بري والمسؤولين الفرنسيين للدفع بهذا الاتجاه، بالتوازي مع تواصل مباشر أجراه دوريل مع فرنجية في الآونة الأخيرة للغاية عينها.

********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

البابا فرنسيس يدعو لتكاتف المسؤولين اللبنانيين وانتخاب رئيس

خلال استقباله ميقاتي

شدّد البابا فرنسيس على «ضرورة التكاتف بين المسؤولين اللبنانيين للخروج من الأزمات وانتخاب رئيس جديد للبلاد».

وجاءت مواقف البابا خلال استقباله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي وجّه إلى البابا دعوة لزيارة لبنان، كما أجرى خلال زيارته الفاتيكان محادثات مع أمين سرّ حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، ووزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بول غلاغير، في حضور السفير اللبناني لدى الفاتيكان فريد الخازن، والمستشار الدبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر.

كان البابا فرنسيس قد استقبل في مكتبه صباح أمس، رئيس الحكومة اللبناني وعقد معه خلوة استمرت نصف ساعة، تبادلا بعدها الهدايا التذكارية. ووصف ميقاتي لقاءه مع البابا بـ«المميز لما يمثله من قامة روحية سامية لطالما عبّر عن محبته للبنان ولرسالته المميزة في الشرق كملتقى للأديان والثقافات والتلاقي بين مختلف العائلات الروحية».

وقال ميقاتي إنه أعرب للبابا عن قناعته «بأن رسالة لبنان على مر تاريخه، تنتشر اليوم في كل أرجاء العالم العربي، والتحدي الأساسي الماثل أمامنا هو المحافظة على هذه الرسالة وترسيخها وتعزيز قيم السلام والأخوة. وإن الإخوة تفتح الباب لصيانة كرامة كل مواطن في بلده، وتعزز روح التلاقي على القيم المشتركة».

ولفت إلى أنه سلّم البابا «رسالة تشرح الأوضاع في لبنان والمعالجات الممكنة التي يمكن للفاتيكان المساهمة في إنجاحها من خلال الاتصالات التي يقوم بها في المجتمع الدولي، لا سيما لإجراء انتخابات رئاسة الجمهورية».

وعبّر البابا خلال الاجتماع، حسب ميقاتي، «عن إيمانه الراسخ بهذه الرسالة التي يؤديها لبنان من خلال التعددية الثقافية والدينية التي تميزه وتجعله فريداً في المنطقة». كما شدد على ضرورة التكاتف بين المسؤولين اللبنانيين للخروج من الأزمات التي يواجهها لبنان وانتخاب رئيس جديد للبلاد»، وأشار ميقاتي إلى أنه وجه دعوة إلى البابا «لزيارة لبنان، كونها تمثل بارقة أمل للمسلمين والمسيحيين في لبنان على حد سواء، وفرصة لهم للالتفاف موحَّدين حول شخص البابا في مناسبة زيارته».

وعقب اجتماعه مع البابا، أجرى ميقاتي محادثات مع أمين سرّ حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، ووزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بول غلاغير، وكان قد عرض للوضع اللبناني من جوانبه كافة، حيث شدد رئيس الحكومة على «أهمية مساعدة الفاتيكان لدى المجتمع الدولي لإتمام انتخابات رئاسة الجمهورية»، وأكد الكاردينال بارولين من جهته «الاستعداد لدعم لبنان في المجالات كافة».

ومساء أمس، أجرى ميقاتي محادثات رسمية مع رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني التي استقبلته في مقر رئاسة الحكومة.

*******************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 الجمهورية : الرياض وباريس: سياسة ورئاسة .. والتحقيق مع سلامة يُستكمل اليوم

لم يحجب مثول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أمام القضاءين اللبناني والفرنسي، أمس، للمرة الاولى للاستماع اليه حول التهم الموجهة اليه، الاهتمام بتطورات الاتفاق السعودي ـ الايراني المتفاعل بقوة في المنطقة، لأنه أدخلها في مرحلة مفتوحة إنهاءً لكل الازمات فيها من اليمن وصولاً الى لبنان مروراً بالعراق وسوريا. وإذ توحي الاجواء بأنّ الاولوية في ظل هذا الاتفاق هي لليمن، فإنّ لبنان المأزوم والمنهار يبدو الاكثر استعجالا للافادة منه أقلّه على مستوى انجاز الاستحقاق الرئاسي الذي تنشط الاتصالات في شأنه في مختلف الاتجاهات، وخصوصا بين باريس والرياض. فيما جنون الدولار يستمرعلى يد «مشغّليه» في الانقضاض على ما تبقى من قيمة العملة الوطنية حيث بلغ سعره امس 106,000 ليرات، فكأنه يسابق الحلول الموعودة سياسيا واقتصاديا قبل تبلورها الموعود.

إنفصَم المشهد السياسي بين قاضية فرنسية لا تريد الذهاب في ايار الى التقاعد قبل ان تطبق بيديها على خناق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وبين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي لا يزال يكرر محاولاته للاطباق على أزمة لبنان واعادة رسم دور متجدد لفرنسا على خط الرئاسة الاولى، مقتنعاً بأنّ المقايضة بين الرئاسات على الطريقة اللبنانية يمكن ان تسوّق سعودياً اذا ما غلّفت بسيلوفان فرنسي…

وقد قللّ مصدر سياسي رفيع عبر «الجمهورية» من امكانية احداث خرق سريع خلال لقاء باريس اليوم، وان كان في استطاعته لجم اندفاعة «الفيتوات» في انتظار بلورة الصورة المواكبة للاتفاق السعودي ـ الايراني، وكذلك في انتظار نتائج المسعى الباريسي الثاني على هذا المستوى. وقال المصدر: «ستبقى انشغالاتنا منصَبّة على حركة الدولار التصاعدية ومحاولات الصمود في وجه التسونامي التي يجتاح فيها كل القطاعات ولا سيما منها مقومات الحياة اليومية للمواطن». ونفى «وجود اي نية لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري للدعوة الى جلسة نيابية قريباً لانتخاب رئيس «فموقفه الحاسم، وهو أنه لن يعيد مسلسل الجلسات الهزلي، لن يتغيّر، فلا جلسات طالما ان ليس هناك تطور في الملف يغيّر المشهد».

لقاء سعودي ـ فرنسي

تتجه الانظار اليوم الى العاصمة الفرنسية حيث يستضيف قصر الاليزيه لقاء فرنسياً ـ سعودياً للبحث في ملف لبنان، في ضوء مجموعة الإشارات البارزة التي تطورت منذ لقاء باريس للدول الخمسة الذي عقد في السادس من شباط الماضي بين كل من فرنسا، الولايات المتحدة الاميركية، المملكة العربية السعودية، قطر ومصر. وما انتهى إليه من توصيات قبل ان تتطور العلاقات بين المملكة وايران بالإعلان عن «اتفاق بكين» في العاشر من الجاري لتطبيع العلاقات بين البلدين.

وإلى الجانب الفرنسي الذي سيتمثّل بالفريق الذي تولى ادارة اللقاء الخماسي، سيشارك فيه عن الجانب السعودي المستشار في الديوان الملكي الدكتور نزار العلولا والسفير السعودي في بيروت وليد البخاري، وعن الجانب الفرنسي باتريك دوريل والموفد الشخصي للرئيس الفرنسي الى ملف لبنان بيار دوكان.

وقالت مصادر ديبلوماسية مطلعة لـ«الجمهورية» انّ اللقاء سيشهد مقاربة جديدة للتطورات مضافة الى الجهود التي بذلها دوكان ونتائج مفاوضاته التي أجراها في واشنطن وباريس مع فريق البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، للبحث في شكل المساعدات التي طلبها لبنان في ملف الطاقة أو في ملف التعافي الاقتصادي على رغم من عدم قيام لبنان بأي خطوة تؤدي الى تنفيذ التعهدات التي قطعها في الاتفاق المعقود معه على مستوى الموظفين في 9 نيسان العام الماضي، إضافة الى البت بالاصلاحات التي لا يمكن تأجيل البحث فيها أكثر مما مضى حتى اليوم.

وبعدما لفتت المصادر الى ان الجانب الاقتصادي والمالي والانساني سيطغى على البحث، قالت ان اللقاء سيتناول ايضا الاستحقاق الرئاسي من باب التفاهم الجديد بين المملكة وإيران وانعكاساته المرتقبة على الوضع في لبنان، وإصرار الطرفين على مجموعة من المواصفات الرئاسية التي تلاقت في جوانب عدة منها ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية قبل القيام بأي خطوة أخرى وتشكيل حكومة جديدة تتعامل مع المجتمع الدولي والجهات المانحة.

لا تسييل قريباً

الى ذلك، قالت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية» انّ «الترجمة اللبنانية للاتفاق السعودي ـ الايراني تحتاج الى بعض الوقت، وبالتالي لا تسييل رئاسياً لهذا الاتفاق في القريب العاجل». ولفتت إلى أنه «قبل أن ينعكس الاتفاق بين الرياض وطهران على الملف اللبناني عموماً والشق الرئاسي منه خصوصاً، لا بد من الانتظار حتى يجري اختبار هذا التفاهم عملياً واستكمال بناء الثقة المتبادلة بين طرفيه».

واشارت المصادر إلى «أن إجراءات بناء الثقة تتعلق أولاً بإعادة ترتيب العلاقات الثنائية على مستويات عدة ومعالجة تراكمات مرحلة المواجهة، ثم يأتي دور الملف اليمني الذي ستكون له الاولوية الإقليمية كونه يخصّ الأمن القومي للبلدين، وخصوصاً السعودية». واعتبرت المصادر ان استفادة لبنان من التقارب الاقليمي تتطلب ملاقاة القوى الداخلية لهذا التقارب عبر تحمّل مسؤولياتها بدل الاكتفاء بانتظار مفاعيله والبقاء في موقع المتلقي.

لائحة مرشحين

وفي سياق متصل قالت اوساط ديبلوماسية مطلعة على الحركة الخارجية المكثفة التي تجري في الكواليس الديبلوماسية سعياً لإنجاز الاستحقاق الرئاسي لـ«الجمهورية»: انّ عواصم القرار المعنية بالملف اللبناني وصلت الى اقتناع بأنّ الاستحقاق الرئاسي لن ينجز بواسطة القوى السياسية اللبنانية، بفِعل عدم قدرتها على الاتفاق على مرشح او على خوض غمار المعركة الانتخابية وفي ظل غياب التوافق حول مرشح واحد حتى ضمن الكتل المنقسمة بعضها على بعض، وبالتالي يتم التداول بين هذه العواصم في وَضع توجّه صارم يُصار من خلاله الى تخيير هذه القوى بين مرشح او اكثر ليتمّ حسم هذا الملف، لأنه اذا تُرك على عاتق القوى والكتل السياسية في لبنان فإنه لن يحقق أي خرق».

واضافت المصادر «انّ التداول الحاصل اليوم هو في طريقة الوصول الى لائحة في حدها الاقصى ثلاثة اسماء تستوفي شروط الفريقين السياسيين المنقسمين، لجهة ان لا يكون هناك اي فريق يشعر بأنّ انتخاب هذا المرشح يجعله في موقع المُنهزم والخاسر. وبالتالي، ان يشعر الجميع أن الانتخابات الرئاسية تشكل مدخلاً لمرحلة وطنية سياسية جديدة، وان هذه المرحلة لا يمكن ولوجها سوى من خلال عدم إشعار اي فريق انه انتكس او انه هزم او خسر. لذلك، فإن التفكير الجدي والبحث عن الاسماء التي تشعر كل هذه الكتل بأن طرحها لا يشكل تحديا واستفزازا لأيّ فريق سياسي، وأن الجميع يشعر فعلاً اننا دخلنا في مرحلة جديدة».

وشددت المصادر على ان «كل التركيز هو للخروج بلائحة مرشحين ووضعها امام الكتل على قاعدة انهم غير استفزازيين، وبالتالي تضمن هذه الدول مع الانتخابات الرئاسية كل الدعم للبنان لإعادة التوازن المالي للوضعية السياسية اللبنانية التي تنهار فصولاً وتباعاً، وقد وصل الجميع الى هذا الاقتناع بعدما تبيّن لهم انّ ترك الاوضاع على هذا المنوال لا يمكن ان يفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية».

البابا فرنسيس

في غضون ذلك جدّد البابا فرنسيس، خلال استقباله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الفاتيكان أمس، «إيمانه الراسخ بالرسالة التي يؤديها لبنان من خلال التعددية الثقافية والدينية التي تميّزه وتجعله فريداً في المنطقة». وشدد على «ضرورة التكاتف بين المسؤولين اللبنانيين للخروج من الازمات التي يواجهها لبنان وانتخاب رئيس جديد للبلاد».

أما ميقاتي فأكد «أنّ رسالة لبنان على مر تاريخه، تنتشر اليوم في كل ارجاء العالم العربي، والتحدي الاساسي الماثل أمامنا هو المحافظة على هذه الرسالة وترسيخها وتعزيز قيم السلام والاخوة، وإنّ الاخوّة تفتح الباب لصيانة كرامة كل مواطن في بلده، وتعزز روح التلاقي على القيَم المشتركة».

وقال: «سلّمتُ قداسة البابا رسالة تشرح الاوضاع في لبنان والمعالجات الممكنة التي يمكن للفاتيكان المساهمة في إنجاحها من خلال الاتصالات التي يقوم بها في المجتمع الدولي، لا سيما لإجراء انتخابات رئاسة الجمهورية». وقال: «وجّهتُ دعوة لقداسة البابا لزيارة لبنان، كونها تمثل بارقة أمل للمسلمين والمسيحيين على حد سواء، وفرصة لهم للالتفاف موحدين حول شخص قداسة البابا في مناسبة زيارته».

مواقف

وفي جديد المواقف أمس اعتبرت كتلة «الوفاء للمقاومة» انّ «إنجاز الاستحقاق الرئاسي هو الخطوة الأولى لوقف الانهيار المتدحرج في البلاد واستعادة التماسك الوطني وتنشيط القدرات والقطاعات، ومعالجة الترهلات المختلفة وسدّ الفجوات التي كشفتها الأزمة الراهنة ومفاعيلها».

وقالت انها تستند في دعمها ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجيّة لرئاسة الجمهوريّة «إلى رؤية وطنيّة واقعيّة تلحظ في هذه المرحلة خصوصاً، حاجة لبنان إلى رئيسٍ له حيثيته الوطنية الوازنة مُتصالح مع نفسه ومع مكونات شعبه ومنفتح إيجاباً على بناء أحسن العلاقات اللبنانية مع الدول العربيّة والإسلاميّة ومع دول الغرب والشرق في العالم، وتتوافر معه فرص واعدة لحل مشكلة النازحين السوريين، وتبنّي برنامج إنقاذي يعيد الفاعليّة إلى مؤسسات الدولة وأجهزتها ويستنهض الاقتصاد الوطني ويُطلق مشاريع حيويّة تحقق الوفر في الأعباء والإنتاجيّة في مختلف القطاعات». وأملت للاتفاق السعودي ـ الإيراني «أن ينعكس إيجاباً لجهة تدعيم العلاقات الأخوية – الثنائيّة بين البلدين، وأن يوفّر المناخات الملائمة والمساعدة لحل النزاعات البينيّة والإقليميّة وتعزيز الاستقرار الذي يُسهم في تحقيق المزيد من الإنتاجيّة والتطوير لأوضاع الشعوب الشقيقة والصديقة ولدولهم في المنطقة».

وأشار نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم الى اننا «اخترنا كحزب الله مع حركة أمل أن ندعم مرشحاً لا يمثِّل تحدياً لأحد، لأنّ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية شخصية وطنية، هو لم يطرح المواجهة مع أحد ويتحدث مع الجميع وهو منفتح على الخليج وعلى العرب ومنفتح على الغرب وعلى كل الدول، وليس له خصومات وليس لديه أعداء، بينما اختار بعضهم مرشح التحدي، ومن أول يوم شَهرَ سيف العداء ضد الوطنيين والمقاومين ومن يريدون مشروع التحرير، وأعلنَ ذلك جهاراً نهاراً».

ولفت الشيخ قاسم، في احتفال امس، الى اننا «دعمنا مرشحاً ولهم أن يستمروا بدعمِ مرشح التحدي فيهدروا أصواتهم عبثاً، ونقول لمن لم يرشح بعد رشِّحوا مَن تقتنعون به حتى نعمل معاً لنصل إلى النتيجة. أمامنا طريقان إلى الانتخاب الرئاسي، أولهما الحوار لتقليص الاختلافات ومن ثم التوافق أو التصويت كلٌ لِمَن يدعم، أمَّا التعطيل الذي يمارسه البعض لأنَّهم عاجزون عن أن يحققوا ما يريدون، هؤلاء لا يتصرفون بأمانة تكليفهم من الناس».

وفي المقابل جزم عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب بيار بو عاصي في حوار مُتلفز «أن «القوات اللبنانية» لم تفاوض يوماً رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنيجة على رئاسة الجمهورية، لا الآن ولا بعد فراغ عام 2014 كما يروّج بعضهم زوراً»، مضيفاً: «أتحدى إبراز ورقة أو تسجيل موقف واحد لسمير جعجع أو «القوات» يدعم ترشيح فرنجية. بالطبع تواصلنا مع فرنجية، فلا شيء اسمه «يا ابيض يا اسود، يا لبن يا سمك». نحن نتحاور مع اطراف كثر، ولكن ذلك لا يعني اننا نسلّم بخياراتهم السياسية او ثوابتهم. قد نتواصل مع فرنجية كل اليوم، والحمد لله طَوينا معاً صفحة الماضي، ولكن بالطبع ذلك لا يعني أبداً انّ ثوابتنا السياسية تشبه ثوابته»

وقال: «من حقنا إعطاء رأينا بمواصفات الرئيس أي ان يكون إصلاحياً وسيادياً بالفعل لا بالقول. لا بل من واجبنا تسمية مرشح تجاه المؤسسات وانتظام عملها واتجاه الناس، لأننا أكبر كتلة في البرلمان وهذه مقاربتنا منذ اللحظة الاولى. في المقابل، مقاربة الفريق الآخر من الرئيس نبيه بري الى حسن نصرالله والنائب جبران باسيل هي «يا منربح يا ما في لعب». لقد تلطّوا خلف الورقة البيضاء التي كانت مصيبة وليس حلاً».

إستجواب سلامة

وفي المجال القضائي، مَثل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة امس للمرة الأولى أمام محققين أوروبيين، في إطار تحقيقات تتمحور حول ثروته وشبهات غسل أموال، وفق ما أفاد مصدر قضائي.

وحضر سلامة قرابة العاشرة والنصف صباحاً الى قصر العدل في بيروت، بعد وقت قصير من وصول الوفد الأوروبي برئاسة القاضية الفرنسية أود بوريزي، وسط إجراءات أمنية مشددة داخل قصر العدل وفي محيطه. وبدأت جلسة الاستماع في حضور محاميه، بينهم محام فرنسي.

وكان مصدر قضائي قد أفاد في وقت سابق أنّ الوفد الأوروبي يحمل قائمة من مئة سؤال يعتزم توجيهها إلى سلامة عبر قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا. ورجّح أن تستغرق جلسات الاستماع الى سلامة «بصفة شاهد» ثلاثة أيام «من دون أن يُتخذ في حقه أي إجراء».

وكان سلامة قد تغيّب عن جلسة كانت مقررة امس الاول الأربعاء بحجّة عدم حصوله على جواب حول مذكرة كان قد تقدّم بها، واعتبر فيها أنّ «حضور قضاة دوليين الى لبنان والتحقيق معه بملفات مالية يَتعارض مع السيادة الوطنية». لكنّ القضاء اللبناني رفض مضمون المذكرة وحدد موعداً لاستجوابه أمس.

وتُرَكّز التحقيقات الأوروبية على العلاقة بين مصرف لبنان وشركة «فوري اسوشييتس» المسجّلة في الجزر العذراء ولها مكتب في بيروت والمستفيد الاقتصادي منها رجا سلامة، شقيق حاكم مصرف لبنان. ويُعتقد أن الشركة أدّت دور الوسيط لشراء سندات خزينة ويوروبوند من المصرف المركزي اللبناني عبر تلقّي عمولة اكتتاب، تمّ تحويلها إلى حسابات رجا سلامة في الخارج.

********************************

افتتاحية صحيفة اللواء

الحاكم في قصر العدل: حضور هوليودي وجلسة ثانية اليوم

إطلاق صندوق المساعدات في لقاء فرنسي – سعودي اليوم.. ومطالبة أممية بإنجاز الاستحقاق لتجنب التداعيات الخطيرة

دخل الوضع المالي والنقدي مرحلة فاصلة أمس، تستكمل اليوم، مع حضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى قصر العدل، والمثول امام القاضية الفرنسية اود بورزي لـ5 ساعات، حيث اجاب عبر الوسيط اللبناني قاضي التحقيق الاول في بيروت شربل ابو سمرا على 80 سؤالاً، بعضها يتعلق بعمل المصرف المركزي والآليات القانونية والرقابية التي تحكم عمله، ثم التطرق الى التحويلات المتهم بتسهيلها، على الأسئلة الفرنسية والأوروبية، بوصفه شاهداً.

ويواصل الموفد الأوروبي الاستماع الى سلامة عند التاسعة من صباح اليوم، على ان تغادر القاضية الفرنسية الى باريس غداً، وتعود نهاية شهر نيسان المقبل.

بدا حضور سلامة اشبه بمشاهد هوليوودية سينمائية فوق العادة سواء في ما خص طريقة الوصول والانتشار العسكري من جيش وفرع معلومات وأمن دولة وأمن عام في النقاط المحيطة بقصر العدل، قبل ان يصل بسيارة عمومية، ترافقه سيارة اخرى، وليدخل الى قصر العدل، ربما لأول مرة في حياته، ولو شاهداً وكأنه متهم، ويصعد الى الطابق الخامس، حيث جلس بمواجهة المحققين الأوروبيين، ولا سيما القاضية الفرنسية التي تولت طرح الأسئلة.

ولم يكن أيٌّ من المحامين سواء اللبناني او الفرنسي برفقة سلامة، الذي تولى الاجابة عن الاسئلة، عبر القاضي ابو سمرا، الذي طرح بعض الاسئلة باللغة العربية.

ولوحظ ان عناصر المواكبة الامنية لسلامة، سواء لدى دخوله الى قاعة مجلس شورى الدولة او خروجه عند الساعة الرابعة بعد ظهر امس، وهو حضر للاستماع اليه في ملف تبييض اموال واثراء غير مشروع وتهرب ضريبي ليس كمتهم بل كشاهد.

والثابت ان محققين من فرنسا والمانيا ولوكسمبورغ ينظرون في قضايا غسل اموال واختلاس في لبنان مرتبطة بسلامة، بعد الاستماع الى شهود حول هذه الملفات في كانون الثاني الماضي.

وتركز التحقيقات الاوروبية على العلاقة بين مصرف لبنان وشركة «فوري اسوسييتس» المسجلة في الجزر العذراء، ولها مكتب في بيروت، والمستفيد الاقتصادي منها رجا سلامة شقيق حاكم مصرف لبنان. ويعتقد ان الشركة لعبت دور الوسيط لشراء سندات خزينة ويوروبوندز من المصرف المركزي عبر تلقي عمولة اكتتاب وتحويلها الى خارج لبنان وهي اكثر من 300 مليون دولار.

ومن مفاعيل جلسة الاستماع عدم انعقاد المجلس المركزي لمصرف لبنان، في حين تحدثت معلومات اخرى عن انعقاد المجلس للبحث في كيفية ارتفاع سعر صرف الليرة اللبنانية.

ونقلت المعلومات عن مصدر قضائي تأكيده بأن الوفد القضائي الأوروبي لن يمدد إقامته في لبنان، وقد طلب الإستماع إلى شقيق حاكم المركزي رجا سلامة ومستشارته ماريان الحويك.

ونفى مصدر في مصرف لبنان نفياً قاطعاً ما تم تداوله عن أن الحاكم سلامة قدّم كتاب استقالته إلى الرئيس ميقاتي .

في غضون ذلك، استمر امس، اضراب المصارف وسط اصرار من اعضاء جمعية المصارف على المضي في هذا الاضراب لان لم يتبين لهم ان هناك اهتماما من قبل المسؤولين لمعالجة الاشكالات القانونية مع بعض القضاء المصرّ على عدم اعتماد وحدة المعايير في الاستنابات القضائية.

لقاء باريس

ويعقد في باريس في الساعات المقبلة اجتماع فرنسي – سعودي حول لبنان يشارك فيه المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا والسفير في بيروت وليد بخاري، وعن الجانب الفرنسي باتريك دوريل ممثلاً الرئيس ايمانويل ماكرون.

وافادت مصادر سياسية مطلعة ان اللقاء سيعيد التأكيد على ثابتة اجراء الانتخابات الرئاسية، على ان المعلومات التي تتحدث عن امكانية وضع خارطة طريق قد تكون صائبة في ظل خشية فرنسية – سعودية من تفلت الاوضاع في البلاد.

وقالت هذه المصادر انه لا بد من انتظار مفاعيل الاتفاق السعودي – الايراني على لبنان، وتحديداً في ما خص رئاسة الجمهورية مع العلم ان المسألة قد تستغرق بعض الوقت، ولذلك تتكرر النداءات بمعالجة الشق الداخلي.

وتوقفت عند ما يتسرب عن اوساط الثنائي الشيعي في ما خص تقدم اسهم رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، ولفتت الى ان لا شيء جدياً، والواقع الانتخابي على حاله مع تسجيل اتصالات لم تؤد الى الخرق المطلوب.

وحسب المعلومات، فان السفير بيار دوكان المسؤول عن تنفيذ قرارات مؤتمر سيدر، التي تم تعطيلها، من خلال رفض الاصلاحات المطلوبة في قطاع الكهرباء خلال عهد الرئيس السابق ميشال عون.

كما سيتم وفقاً لمصادر دبلوماسية عربية البحث بانشاء الصندوق الخاص بمساعدة الشعب اللبناني لتدارك النتائج الكارثية للتدهور الاقتصادي والمعيشي، ومرحلة ما بعد انتخاب رئيس جديد للجمهوري وكيفية توسيع مروحة المساعدات التي تشمل قطاعات واسعة في الدولة اللبنانية.

وفي اطار دولي متصل، طالبت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا ووكيل الامين العام لعمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا في احاطة امام مجلس الامن حول تنفيذ القرار 1701 بالاسراع بملء الفراغ الرئاسي محذرة من تداعيات الفراغ الرئاسي الذي اقترب من شهره الخامس في شلل مؤسسات الدولة، بما في ذلك انخفاض قيمة العملة الوطنية والاضرابات المطولة في القطاع العام.

وفي حين اقتصرت الحركة الرئاسية على تكرار المواقف ذاتها، وعلى بعض اللقاءات التنسيقية كلقاء وفد من الحزب الديموقراطي اللبناني بقيادة التيار الوطني الحر في مركز التيار، ولقاء رئيس حزب الكتائب سامي الجميل بالنائب المستقل الدكتور غسان سكاف، ذكرت مصادر مطلعة على موقف الرئيس نبيه بري لـ «اللواء»: انه اعاد كرة الانتخاب الى الفريق الآخر، الذي كان يأخذ على الثنائي وحلفائه عدم وجود مرشح لديهم، وقال لهذا الفريق: هذا ماعنّا فهاتوا ما عندكم. لكن هذا الفريق ذهب الى التعطيل لتعذر تفاهمه على مرشح رئاسي مقبول.

وفي الكويت، جرى اتصال بين جنبلاط والامير ارسلان تناول اخر المجريات الجارية.

ولاحظت المصادر ان الرئيس بري قدم ما عنده بطريقة لائقة وهادئة وموضوعية وقابلة للنقاش، ولم يطرح سليمان فرنجية مرشح تحدٍ ومكاسرة كما يفعل سواه، ولو فعل ذلك لكان قد حكم مسبقاً على فرنجية بالخروج من السباق الرئاسي.

واشارت مصادر متابعة للموضوع الرئاسي، الى ان السعودية لا تمانع وصول فرنجية هو أو سواه من مرشحين، لكن المهم برنامجه ونظافة كفه وطريقة مقاربته للملفات والتحديات المطروحة سياسيا واقتصاديا ومعيشيا، هي ابلغت ذلك الى عدد من النواب الذين التقاهم السفير وليد البخاري. وقالت المصادر: ان السعودية دولة اقليمية كبرى ومهمة ولها وزنها ولها مصالحها في الاقليم، «فلا تشتري او تبيع» عبثاً، ولو كان لديها مصلحة في امر تتوجه به الى الاصيل ولا تتوجه الى الوكيل المحلي، واولياتها ربما مختلفة عمّا يعتقده الكثيرون في لبنان والاقليم، لذلك كان الاتفاق مع ايران، على امل ان يستفيد لبنان من هذه الفرصة، ويقوم بما يجب ان يقوم به ليواكب الحركة الاقليمية المهمة الحاصلة على امتداد الخارطة من الرياض الى طهران فاليمن وبغداد ودمشق.

وحول لقاءات بري مع السفيرة الاميركية دوروثي شيا، قالت المصادر انها وضعته في صورة لقاءاتها مع الكتل النيابية ولم تطرح اي افكار او مقترحات، ولكن المفاجأة كانت ان النواب الجدد بين مستقلين وتغييريين وخلافاً للمتوقع لم يكونوا «بلوك واحد» او متحالفين بل مجموعات بآراء ومواقف مختلفة.

وفي سياق آخر، رأت المصادر المتابعة ان القوات اللبنانية قاربت الموضوع الرئاسي منذ البداية بطريقة خاطئة، ولو قاربته بطريقة مختلفة اهدأ لأختلفت نتائج حراكها ومواقفها. لكنها رفعت السقف كثيراً بحيث بات من المتعذرعليها التراجع، تماماً كما هو حال التيار الوطني الحر. والمشكلة ان الطرفين ما زالا يرفعا السقف بلا اي افق.

ميقاتي والبابا

وفي اطار متصل، استقبل البابا فرنسيس الرئيس نجيب ميقاتي في مكتبه وعقد معه خلوة إستمرت نصف ساعة.

وبعد إنتهاء الخلوة، تم تبادل الهدايا التذكارية بين البابا والرئيس ميقاتي ، الذي قال بعد اللقاء: سلمت قداسة البابا رسالة تشرح الاوضاع في لبنان والمعالجات الممكنة التي يمكن للفاتيكان المساهمة في انجاحها من خلال الاتصالات التي يقوم بها في المجتمع الدولي، لا سيما لاجراء انتخابات رئاسة الجمهورية. وعبّر قداسة البابا خلال الاجتماع عن ايمانه الراسخ بهذه الرسالة التي يؤديها لبنان من خلال التعددية الثقافية والدينية التي تميزه وتجعله فريدا في المنطقة. كما شدد قداسته على ضرورة التكاتف بين المسؤولين اللبنانيين للخروج من الازمات التي يواجهها لبنان وانتخاب رئيس جديد للبلاد.

وتابع: وجهت دعوة لقداسة البابا لزيارة لبنان، كونها تمثل بارقة أمل للمسلمين والمسيحيين في لبنان على حد سواء، وفرصة لهم للالتفاف موحدين حول شخص قداسة البابا في مناسبة زيارته.

بدوره أكد الكاردينال بارولين الاستعداد لدعميقاتم لبنان في المجالات كافة.

ملاحظة للعلم والاطلاع: تؤكد مصادر واكبت الحدث لـ«المركزية»، بأن اللقاء كان ودّياً وايجابياً، وكذلك الأمر بالنسبة للاجتماع مع أمين سرّ حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، ووزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بول غلاغير. وجرى الحديث عن كل الأمور الأساسية المطروحة اليوم في لبنان، بدءا من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية وصولاً الى الشغور الرئاسي. وهنا كان تشديد من قبل الطرفين بأن لا يجوز ان يستمر الشغور أكثر لأنه يؤثر سلباً على الأوضاع. كما تطرق الحديث الى أهمية ودور المسيحيين في لبنان من دون التطرّق إلى موضوع الاحصاءات والأرقام إطلاقاً.

أما عن الموضوع الرئاسي، فأكدت المصادر ان الحديث جرى في العموميات ولم يتمّ الدخول في الأسماء، وكان تأكيد بأن الشغور يقف عقبة أمام استعادة لبنان وضعه الطبيعي، لذلك لا يجوز المزيد من التأخير، وبأن الخروج من الأزمة يحتاج الى سلة متكاملة في المجالات كافة المالية والاقتصادية والسياسية وغيرها. وتشير المصادر ان ليس لدى الفاتيكان اي مبادرة تجاه لبنان، لكنه مستعد للمساعدة في أي مبادرة تُطرَح.

ورداً على سؤال، تجزم المصادر بأن البابا لا يتدخل بأسماء المرشحين للرئاسة، ولن يقف طرفا مع أحد ضد الآخر، وتشير المصادر الى ان على اللبنانيين أن يدركوا ان المعايير وقواعد اللعبة التي بات ينطلق منها المجتمع الدولي لمساعدة لبنان تغيّرت عن السابق، اكان في اوروبا او الولايات المتحدة او الدول العربية او الفاتيكان. الجميع يعرب عن نيته مساعدة لبنان ولكن ليس بالطريقة التي اعتاد عليها. باختصار المطلوب من لبنان ان يساعد نفسه وان يبدأ بالاصلاحات التي هي المدخل لحلّ الأزمات، تختم المصادر.

وعقد ميقاتي محادثات رسمية مع رئيسة وزراء ايطاليا جورجيا ميلوني في مقر رئاسة الحكومة الايطالية في روما.ثم عقد اجتماع بين رئيسي حكومتي البلدين، شارك فيه عن الجانب الايطالي المستشار الديبلوماسي لرئيسة الحكومة فرنشيسكو ماريو تالو، ومديرة مكتب رئيسة الحكومة باتريسيا سكورتي.كما شارك عن الجانب اللبناني سفيرة لبنان في روما ميرا ضاهر، والمستشاران السفير بطرس عساكر وزياد ميقاتي.

وتم عرض العلاقات التاريخية بين لبنان وايطاليا، حيث شكر الرئيس ميقاتي رئيسة وزراء ايطاليا على دعم لبنان من خلال الكتيبة الايطالية ضمن قوات اليونيفيل، كما شكرها على دعم الجيش وكافة القطاعات ومن بينها القطاع الصحي والتنمية الاجتماعية والمستدامة.ودعا رئيسة حكومة ايطاليا لزيارة لبنان لاستكمال المحادثات.

بدورها شكرت رئيسة حكومة ايطاليا الرئيس ميقاتي على العلاقات الشفافة التي تربط ايطاليا ولبنان.

وعبّرت عن سعادتها بأن «شركة ايني» هي من ضمن الشركات التي ستنقّب عن النفط في لبنان. ودعت الشركات الايطالية الاخرى الى الاستثمار في لبنان.

وشددت على ضرورة التعاون لتكون منطقة البحر الابيض المتوسط منطقة هادئة، اضافة الى الحد من الهجرة غير الشرعية.

على صعيد آخر، اعلن الناطق الرسمي باسم قوات «اليونيفيل» في الجنوب اندريا تيننتي في بيان، ان «اليونيفيل اطلعت على التقارير الإعلامية (الاسرائيلية) التي تفيد بأن شخصا تسلل إلى إسرائيل من لبنان، وقال: ان اليونيفيل لم تلاحظ أي عبور للخط الأزرق في الأيام الأخيرة.

اضاف: ان رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو، يحث الطرفين على ضبط النفس والحفاظ على الاستقرار واستخدام آليات اليونيفيل للتنسيق والارتباط لتجنب سوء الفهم وتقليل التوترات».

من جهتها، أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي امس، أنَّ «منفّذ عملية مجيدو قربحيفا منذ يومين، يبدو فلسطيني الأصل من أحد مخيمات اللاجئين في لبنان ويحتمل أنه يتبع فرع «حماس».

الى ذلك، تفقد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وكبار قادة الجيش الاسرائيلي الحدود مع لبنان لتقييم الأوضاع الأمنية. وقال: أنه تم منع عملية كبيرة وصعبة تحمل في طياتها ضرراً كبيراً. وأن منفذ عملية مجدو سيندم عليها، وسنجد المكان والطريق المناسبين وسنوجه ضربة للمسؤولين عنها.

وكانت تقارير اعلامية قد قالت ان منفذ العملية لم يستشهد وهوفي مكان آمن وهناك توثيق للعملية التي تمت بعبوة ناسفة على طريق حيفا واسفرت عن اصابة شخص واضرار مادية.

وفي حين ذكرت مصادر اعلام العدو ان منفذ العملية تسلل من جنوب لبنان عبر فتح ثغرة في السياج الحدودي، وقطع مسافة تزيد عن ستين كيلومتراً وصولا الى حيفا، استغربت مصادرمتابعة هذه الرواية وتساءلت كيف يُمكن لشخص ان يتسلل من الحدود ويقطع مسافة 60 كيلومترا وهويحمل عبوة ناسفة ولم تكتشفه دوريات وحواجز جيش الاحتلال؟؟. مشيرة الى ان العدو يعمد الى تضخيم الحدث لتبرير عجزه وصرف الانظار عن مشكلاته الداخلية المتعاظمة نحو توتير الاجواء تارة مع الفلسطينيين وطورا مع لبنان.

******************************

افتتاحية صحيفة الديار

«اليونيفيل» تنفي مزاعم «اسرائيل» المربكة والمقاومة لن تسمح بتعديل «قواعد الاشتباك»

ترقب لنتائج اللقاء الفرنسي ــ السعودي اليوم… هل تقتنع الرياض بمعادلة فرنجية ــ سلام؟

 سلامة يجيب القضاء الاوروربي: سياسة «المركزي» مغطاة قانونياً وسياسياً – ابراهيم ناصرالدين

لم تتبدل حالة الاستقرار على الحدود الجنوبية، ولم ينجح العدو في نقل التوتر الى الجانب اللبناني. رفع منسوب التهديد والوعيد لن يغير «قواعد الاشتباك» السائدة حاليا، بقرار حاسم من المقاومة الجاهزة لمنع العدو من تصدير ازماته الداخلية الى الخارج. داخليا، لم يتغير المشهد كثيرا بالامس، الانهيار المالي والاقتصادي يتواصل دون «كوابح»، في ظل «بلادة» شعبية غير قابلة للتفسير، و»تطنيش» رسمي لم يعد مفاجئا لأحد. الاستحقاق الرئاسي معلق الى «اجل» غير مسمى»، الثنائي» متمسك بدعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ويعمل يوميا على شرح خلفيات التبني، الطرف الآخر متمسك بالرفض لكنه ينتظر انقشاع المشهد الاقليمي بعد ان خلط اتفاق بكين «الاوراق». واشنطن عبر سفيرتها دوروثي شيا لا تملك اجوبة، ووعدت من راجعها بالحصول على معلومات اكثر وضوحا. وهذا الفريق بانتظارعودة السفير السعودي الوليد البخاري من باريس «ليبنى على الشيء مقتضاه. فالسفير سيحضر اليوم اجتماعا سعوديا – فرنسيا حيث يتصدر الملف الرئاسي جدول الاعمال، كما سيتم البحث في عملية الاصلاح السياسي والاقتصادي وسبل الضغط لانتاج الحلول. وعلمت «الديار» ان الاجتماع الذي سيشارك فيه مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الادنى باتريك دوريل المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، سيشهد محاولة فرنسية جديدة لاقناع الوفد السعودي بالقبول بتسوية تقوم على تبني ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية مقابل تعيين نواف سلامة رئيسا للحكومة، وهي تسوية يزعم الجانب الفرنسي ان «الثنائي الشيعي» منفتح على نحو كبير لتبنيها في حال وضوح جدول اعمال الحكومة المقبلة. كما سيطلع الجانب الفرنسي الوفد السعودي على نقاشات طويلة اجرتها السفيرة الفرنسية آن غريو مع فرنجية.وحده المشهد القضائي شهد جديدا مع مثول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة باعصاب «فولاذية» امام القضاة الاوروبيين بصفته شاهدا،تزامنا مع نفي مصادر «المركزي» الشائعات حول تقديم استقالته الى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي زار الفاتيكان بالامس حيث شارك البابا الدعاء بخروج البلاد من النفق المظلم.

الرد سيكون فوريا؟

في هذا الوقت، لم يؤد دخول العدو الاسرائيلي على خط توتير الاجواء جنوبا، بعد التخبط في تقييم عملية مجيدو، حالة من الهلع على الجانب اللبناني من الحدود، وفيما اعلنت قوات اليونيفيل عدم حصول تسلل من الاراضي اللبنانية، علمت «الديار» ان جهوزية المقاومة عالية جدا، للرد الفوري على اي محاولة لتعديل قواعد الاشتباك، غير القابلة «للمس». وسواء كانت الضجة مفتعلة للهروب من الازمة الداخلية العميقة او لاسباب اخرى، فان ما حصل اعاد الاسرائيليين الى مربع انعدام الثقة بالاجراءات الامنية المتخذة على الحدود الشمالية على الرغم من الادعاءات بسرعة التعامل مع الموقف لاحقا، وبات السؤال المركزي المطروح كيف تمكن شاب فلسطيني من تجاوز الحدود والتوغل نحو 70 كيلومترا في الاراضي الفلسطينية المحتلة دون رصده؟ اما مراكز القرار الاستراتيجية في اسرائيل فخلصت الى الاستنتاج بان اعداء الكيان بمن فيهم حزب الله يدركون اليوم انه في اضعف اوقاته في ظل الانقسامات الداخلية العميقة.

اليونيفيل تنفي «المزاعم»

وكان الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» اندريا تيننتي نفى المزاعم الاسرائيلية، وقال ان «اليونيفيل لم تلاحظ أي عبور للخط الأزرق في الأيام الأخيرة»، ودعا الطرفين الى ضبط النفس والحفاظ على الاستقرار واستخدام آليات اليونيفيل للتنسيق والارتباط لتجنب سوء الفهم وتقليل التوترات». وفيما كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أنَّ «منفّذ عملية «مجيدو» فلسطيني الأصل من أحد مخيمات اللاجئين في لبنان ويحتمل أنه يتبع فرع حركة»حماس»، جال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وكبار قادة الجيش الاسرائيلي على الحدود الجنوبية لطمانة المستوطنين ولاجراء تقييم للأوضاع الأمنية. وأشار  إلى أنه «تم منع عملية كبيرة وصعبة تحمل في طياتها ضررًا كبيرًا». كما شدد على أن منفذ عملية مجيدو سيندم عليها، وقال سنردّ في التوقيت المناسب وبالطريقة الملائمة.

هل تقع الحرب؟

الارباك الاسرائيلي الامني تصدر تحليلات مراكز الابحاث ووسائل الاعلام الاسرائيلي، وفي هذا السياق، اشارت دراسةٌ جديدة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، التابع لجامعة تل أبيب، أنّ تفاقُم الأزمة الداخليّة التي تشهدها اسرائيل تزيد من إيمان الأمين العّام لحزب الله السيد حسن نصر الله، باقتراب زوال ونهاية إسرائيل، لافتةً في ذات الوقت أنّ الأزمة تدفع نصر الله إلى التأكّد بأنّ حزب الله قادرٌ أنْ يندفِع نحو التحدّي الماثِل أمامه، وبالتالي فإنّه من غيرُ المُستبعد بتاتًا أنْ يزيد حزب الله من نشاطه العملياتي. لكن الدراسة شدّدّت على ان التقديرات الإسرائيليّة تفيد بان حزب الله ليس معنيًا في الوقت الحالي بحربٍ شاملة. واقرت الدراسة بتزايد قوّة حزب الله خصوصا ما اسمته منظومة سلاح الجوّ التي ادت إلى تقليل نشاط سلاح الجوّ الإسرائيليّ في الأجواء اللبنانيّة الى حدود الصفر، وهذا التطوّر، أكّد لنصر الله بقدرته على ردع إسرائيل من ناحية، ومن جهةٍ أخرى التعامل معها في حال نشبت الحرب بين الطرفين. واكد مركز الابحاث أنّ نصر الله ما زال متمسكًا بالإستراتيجيّة التي تبنّاها في السنوات الأخيرة والقاضية بتقوية معادلة الردع بين حزب الله والجيش الإسرائيليّ، ولن يقبل تغيير قواعد اللعبة على الأرض وفي البحر وفي الجوّ، واذا كان ليس معنيا بحربٍ شاملةٍ مع إسرائيل فيبقى الخوف من ان يقوم أحد الأطراف بفهم خاطئٍ لنية الطرف الثاني، ومن هنا ستكون الطريق لاندلاع الحرب القادمة قريبة.!

تحولات لصالح حزب الله

من جهتها، استنتجت صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية انه وعلى الرغم من علامات الاستفهام العديدة، شيء واحد يتضح هنا: إن التصعيد، وربما في أكثر من ساحة واحدة، بات على الأبواب، وتركيز حكومة إسرائيل على الانقلاب الداخلي لا يساعد في معالجتها، بل العكس؛ يزيد الخ. بدورها اشارت صحيفة «اسرائيل اليوم» ان الصورة الإقليمية تغيرت في صالح حزب الله بشكل دراماتيكي. وثمة قاسم مشترك للمصالحة السعودية الإيرانية برعاية صينية، والمناورات البحرية المشتركة التي تجريها لأول مرة إيران وروسيا والصين في مدخل الخليج الفارسي، وبين زيارة الأسد إلى روسيا، والمحادثات التي بدأت هناك برعاية بوتين بين مندوبي إيران وسوريا وتركيا على إقامة نظام جديد في سوريا. والهدف: دحر أقدام الولايات المتحدة عن المنطقة، انطلاقاً من تقدير بأنها اليوم ضعيفة ومنشغلة بشؤون أخرى. وكل الخيوط تبدو متشابكة، وهي تخلق فرصة ذهبية لأعداء إسرائيل ولخصوم واشنطن في الشرق الأوسط للنهوض ولاستغلال الوضع في صالحهم. اما صحيفة «معاريف» فقد رات ان التفاهم بين السعودية وإيران مصدر لقلق إسرائيلي ولمحافل أخرى تشاركها فكرها، فهي تكشف عن مدى ضعف مكانة الولايات المتحدة الإقليمية، الحليف الأساس والشريك الاستراتيجي لإسرائيل، وبرايها فان السعوديين خاب املهم من انعدام تصميم الغرب وإسرائيل تجاه إيران، واستخلصوا الدروس من عدم استعداد إسرائيل للصدام مع حزب الله في سياق اتفاق الغاز مع لبنان ومن غرق إسرائيل بسبب الأزمة الداخلية، فاستنتجوا بأن عليهم أن يهتموا بأنفسهم.

واشنطن تربك الحلفاء رئاسيا

رئاسيا، وفي انتظار نتائج الاجتماع الباريسي، كرر حزب الله تمسكه بتبني ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، شارحا عبر كتلة الوفاء للمقاومة الاسباب الموجبة، فيما دعا الشيخ نعيم قاسم الفريق الآخر لتبني مرشح واضح والنزول الى مجلس النواب لخوض المنافسة الديموقراطية. في المقابل تنتظر القوى السياسية الرافضة لهذا الترشيح ماهية «التعليمات» الجديدة من القيادة السعودية للسفير السعودي الوليد البخاري، لتبني على «الشيء مقتضاه»،وهي نفسها تراهن على موقف واشنطن من الاتفاق السعودي – الايراني وقد تنفست الصعداء بالتصريحات الحذرة لوزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن من التفاهم المبرم في بكين. لكن كل محاولات فهم كيفية تعامل الادارة الاميركية مع مفاعيل الاتفاق باءت بالفشل بعدما ابلغت السفيرة الاميركية دوروثي شيا من راجعها، انه لا تعليمات جديدة من الخارجية، ولا يمكن التكهن بارتدادات هذا التفاهم لبنانيا، لكنها اشارت الى ان عملية تقييم جادة تجري داخل اروقة القرار في واشنطن وستحصل على الاجوبة قريبا.لكنها قدمت اشارة لافتة لجهة ان بلادها سبق ومنحت «الضوء الاخضر» لاجراء محادثات مماثلة بين الدولتين.

لماذا يدعم حزب الله فرنجية؟

وكانت كتلة «الوفاء للمقاومة» قد اكدت أنّ المدخل الطبيعي والضروري للحل هو الإسراع في ملء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية يطلق بالتعاون مع المجلس النيابي والحكومة الجديدة فعاليات ورشة الإنقاذ والترميم، ولفتت إلى أنّها تستند في دعم ترشيح الوزير سليمان فرنجية لموقع رئاسة الجمهورية إلى رؤية وطنية واقعية تلحظ في هذه المرحلة خصوصاً حاجة لبنان إلى رئيس له حيثيته الوطنية الوازن متصالح مع نفسه ومع مكوّنات شعبه ومنفتح إيجاباً على بناء أحسن العلاقات اللبنانية مع الدول العربية والإسلامية ومع دول الغرب والشرق في العالم، وتتوافر معه فرص واعدة لحل مشكلة النازحين السوريين، وتبني برنامج إنقاذي يعيد الفاعلية إلى مؤسسات الدولة وأجهزتها ويستنهض الاقتصاد الوطني ويطلق مشاريع حيوية تحقق الوفر في الأعباء والإنتاجية في مختلف القطاعات.

«القوات»: لا ضغط سعودي

في المقابل، شدد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب بيار بوعاصي على ان القوات اللبنانية لن تتراجع قيد أنملة عن ترشيح النائب ميشال معوض اذا لم تجد شخصا ينال اصواتاً اكثر من اصواته». وقال صرنا في موقع المعطلين للاستحقاق الرئاسي لسبب اساسي وهو أنه لم تحترم قواعد اللعبة منذ البدء». وجزم انه لن تقوم القوات بتامين النصاب لانتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رئيساً. وقال» السعودية ولا مرة بتضغط علينا».

سلامة والقضاء الاوروبي

قضائيا، تصدرت جلسة الاستماع الماراتونية مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الاحداث امس، تزامنا مع نفي خبر تقديم استقالته. وقد انتهت جلسة الاستماع في قصر العدل، تنفيذا للاستنابة القضائية الأوروبية بعد نحو 6 ساعات، وحدد قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا العاشرة من صباح اليوم، موعدا لاستكمال التحقيق .وكانت جلسة الاستماع مع سلامة أمام القاضي شربل ابو سمرا بحضور الوفد القضائي الاوروبي قد بدأت عند العاشرة صباحا في  القاعة المخصصة للاستماع إليه في مجلس شورى الدولة، حيث جرى استجوابه بصفته شاهداً لا متّهماً، وحضرت رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل ممثّلة الدولة اللبنانية المدّعية في ملف سلامة، وحضر معها ثلاثة قضاة من الهيئة كمعاونين. ووفقا للمعلومات،وصل سلامة بسيارة اجرة مموهة الى قصر العدل وحضر الجلسة وحيدا دون محامين، بحضور وفد قضائي فرنسي ووفد دبلوماسي الماني حضر من السفارة في بيروت. وكان لافتا ان  سلامة أجاب على نحو 80 سؤالا، وقد بدا متماسكا ومرتاحا خلال تقديم كل الشروحات، ووصف احد الذين حضروا جلسة الاستماع اعصاب الحاكم «بالفولاذية» وقال انه كان حاضرا ذهنيا وقدم كل الشروحات المطلوبة حول نشاط مصرف لبنان وكيفية تدخله في السوق، ونشاطه خلال السنوات الماضية، وقدم المستندات التي تثبت ان قراراته كانت مغطاة من الحكومة ووزير المال ومفوض الحكومة لدى «المركزي»،وكذلك المجلس المركزي للمصرف. كما اجاب على اسئلة تتعلق بشركة فوري وحساباته خارج لبنان، وجدد التاكيد ان قيمة ثروته ومصدرها مصرح عنها لدى الاجهزة المعنية. وكان لافتا تدخل القاضي شربل ابوسمرا الذي اكد للوفد الاوروربي ان الحديث هنا لا يتعلق باموال عامة. ومن المفترض ان يطرح الوفد القضائي الاوروبي في جلسة اليوم 100 سؤال جديد. علما بان الوفد لن يمدد إقامته في لبنان وقد طلب الإستماع إلى شقيق حاكم المركزي رجا سلامة ومستشارته ماريان الحويك في وقت لاحق، وهو سينهي مهمته يوم السبت.

اضراب المصارف مستمر

وفيما لم يعقد امس المجلس المركزي لمصرف لبنان اجتماعه، استمر امس اضراب المصارف وسط اصرار من اعضاء جمعية المصارف على المضي في هذا الاضراب لان لم يتبين لهم ان هناك اهتماما من قبل المسؤولين لمعالجة الاشكالات القانونية مع بعض القضاء المصرّ على عدم اعتماد وحدة المعايير في الاستنابات القضائية. وقالت مصادر مصرفية ان «اعضاء الجمعية لم يلمسوا جدية في معالجة هذه الاشكالات ولا حتى في تحديد الخسائر ومن يتحملها».

البابا وميقاتي

في هذا الوقت، جدد البابا فرنسيس «إيمانه الراسخ بالرسالة التي يؤديها لبنان من خلال التعددية الثقافية والدينية التي تميزه وتجعله فريدا في المنطقة». وشدد خلال لقائه رئيس تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في الفاتيكان، على «ضرورة التكاتف بين المسؤولين اللبنانيين للخروج من الازمات التي يواجهها لبنان وانتخاب رئيس جديد للبلاد». بدوره، سلم ميقاتي قداسة البابا رسالة تشرح الاوضاع في لبنان والمعالجات الممكنة التي يمكن للفاتيكان المساهمة في انجاحها من خلال الاتصالات التي يقوم بها في المجتمع الدولي، لا سيما لاجراء انتخابات رئاسة الجمهورية». كما وجه «دعوة لقداسة البابا لزيارة لبنان، كونها تمثل بارقة أمل للمسلمين والمسيحيين في لبنان على حد سواء، وفرصة لهم للالتفاف موحدين حول شخص قداسة البابا  في مناسبة زيارته».

********************************

افتتاحية صحيفة الشرق

البابا فرنسيس للتكاتف من أجل انتخاب رئيس

ميقاتي اجتمع الى غلاغر وبارولين

جدد البابا فرنسيس «إيمانه الراسخ بالرسالة التي يؤديها لبنان من خلال التعددية الثقافية والدينية التي تميزه وتجعله فريدا في المنطقة». وشدد خلال لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، على «ضرورة التكاتف بين المسؤولين اللبنانيين للخروج من الازمات التي يواجهها لبنان وانتخاب رئيس جديد للبلاد».

بدوره، أكد ميقاتي «أن رسالة لبنان على مر تاريخه، تنتشر اليوم في كل ارجاء العالم العربي، والتحدي الاساسي الماثل أمامنا هو المحافظة على هذه الرسالة وترسيخها وتعزيز قيم السلام والاخوة. وإن الاخوّة تفتح الباب لصيانة كرامة كل مواطن في بلده، وتعزز روح التلاقي على القيم المشتركة».

وقال في تصريح: «كان لقائي مع قداسة البابا مميزا، لما يمثله من قامة روحية سامية طالما عبّر عن محبته للبنان ولرسالته المميزة في الشرق كملتقى للاديان والثقافات والتلاقي بين مختلف العائلات الروحية».

وأضاف: «وقد سلمت قداسة البابا رسالة تشرح الاوضاع في لبنان والمعالجات الممكنة التي يمكن للفاتيكان المساهمة في انجاحها من خلال الاتصالات التي يقوم بها في المجتمع الدولي، لا سيما لاجراء انتخابات رئاسة الجمهورية».

كما وجه «دعوة لقداسة البابا لزيارة لبنان، كونها تمثل بارقة أمل للمسلمين والمسيحيين في لبنان على حد سواء، وفرصة لهم للالتفاف موحدين حول شخص قداسة البابا  في مناسبة زيارته».

بارولين وغلاغر: وعقب اجتماعه مع البابا فرنسيس، أجرى ميقاتي محادثات مع أمين سرّ حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، ووزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بول غلاغر، في حضور السفير اللبناني لدى الفاتيكان فريد الخازن، والمستشار الديبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر.

وجرى خلال الاجتماع عرض للوضع اللبناني من جوانبه كافة، حيث شدد رئيس الحكومة على «أهمية مساعدة الفاتيكان لدى المجتمع الدولي لاتمام انتخابات رئاسة الجمهورية».

بدوره أكد الكاردينال بارولين «الاستعداد لدعم لبنان في المجالات كافة».

وكان الرئيس ميقاتي قد وصل الى الفاتيكان عند التاسعة بتوقيت روما (العاشرة  بتوقيت بيروت) يرافقه سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي فريد الخازن والمستشار الديبلوماسي لرئيس الحكومة السفير بطرس عساكر. وبعد مراسم الاستقبال الرسمية، استقبل قداسة البابا الرئيس ميقاتي في مكتبه وعقد معه خلوة إستمرت نصف ساعة.

 

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram