افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاثنين 20 آذار 2023

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاثنين 20 آذار 2023

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء :

 

الموساد يغتال القيادي في الجهاد علي الأسود بريف دمشق… وعملية فدائية نوعية في نابلس لقاء عبد اللهيان وابن فرحان قريباً… والملك سلمان يوجه دعوة للرئيس رئيسي… وتعاون مالي الأسد في زيارة دولة للإمارات… وبن زايد لاستعادة سورية دورها الطبيعي في محيطها العربي

 

العيون اللبنانية شاخصة نحو الإقليم وما يدور فيه حول المصالحات، أملاً بأن تجد انعكاساتها على الاستعصاء الداخلي الذي يتحول انهياراً مالياً ومعيشياً، في ظل سياسات مالية مبرمجة للمزيد من الانهيار، ومدخل الأمل بالنهوض صار واضحاً ومكرراً، يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية ومن بعده استكمال تشكيل مؤسسات السلطة عبر حكومة جديدة مكتملة المواصفات لا نزاع على دستوريتها وشرعيتها ولا عقبات تحول دون تحملها مسؤوليات وضع سياسات تتيح الخروج من النفق المظلم الذي بات بلا نهاية.

في الإقليم تتيح الانفراجات الأمل برفع الحظر الخليجي عن لبنان، في ظل انفتاح خليجي على كل من إيران وسورية، طالما أن لبنان عوقب بالقطيعة بداعي تموضع مقاومته في حلف مع كل من إيران وسورية، وفيما الوضع في فلسطين أمام التوحش الإسرائيلي يبقي القلق قائماً من خطر انفجار أمام حماقات حكومة الحمقى الذين ينذرون باقتحام المسجد الأقصى، ضاربين عرض الحائط بكل ما يصدر عن التزام حكومتهم لفظياً في لقاءات العقبة وشرم الشيخ بعدم المساس بالوضع التقليدي في القدس والمسجد الأقصى، وبوقف الخطوات الاستيطانية والتراجع عن التوحش الذي يظهره جيش الاحتلال في المدن الفلسطينية، وقد حمل يوم أمس المزيد من إشارات القلق مع اغتيال الموساد للقيادي في حركة الجهاد الإسلامي علي الاسود في عملية إطلاق نار في ريف دمشق، بينما لا تزال جرائم المستوطنين وجيش الاحتلال تتكرّر في جنين ونابلس، وقد استدعت أمس رداً نوعياً من المجموعات الفلسطينية المقاومة، حيث استهدفت سيارة للمستوطنين في بلدة حوارة في نابلس، أصيب فيها مستوطنان أحدهما بحالة خطرة ويرجح مقتله بعد الإعلان عن جراحه الخطيرة وحالته الحرجة.

في الإقليم حملت الانفراجات إشارات جديدة، رغم ما بدا أنه تصعيد تركي برفض الشروط السيادية التي طرحها الرئيس السوري بشار الأسد للقاء الرئيس التركي رجب أردوغان، لجهة اشتراط اللقاء بالالتزام التركي بالانسحاب من الأراضي السورية، وهو الأمر البديهيّ بالنسبة لأي دول ذات سيادة، لكن المصادر المتابعة استبعدت أن يستطيع أردوغان البقاء على ضفة الجمود في فترة ما قبل الانتخابات، حيث عليه أن يختار بين المضي قدماً في عملية المصالحة مع سورية وقبول شروطها، أو البقاء عند خط رفض الشروط السورية تلبية للطلبات الأميركية بعدم الانفتاح على الدولة السورية، فيما عليه في هذه الحالة الذهاب الى حرب يستهدف فيها الجماعات الكردية المسلحة التي تحميها القوات الأميركية؟

بعكس التعثر التركي شهدت المنطقة تسارعاً في الايجابيات العربية نحو سورية، حيث استقبل رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد الرئيس السوري بشار الأسد في زيارة دولة للإمارات، ودعا بن زايد الى استعادة سورية موقعها الطبيعي في محيطها العربي.

بالتوازي إشارات إيجابية إضافية في مسار الانفتاح السعودي الإيراني، بينما لا يزال الإعلام المموّل سعودياً بعيداً عنه، بعكس الإعلام الإيراني الذي يخوض معركة تسويق الاتفاق مع السعودية، وقد حمل أمس جديداً في هذا السياق تمثل بإعلان وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان عن لقاء قريب يجمعه بوزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان، رجّحت مصادر دبلوماسية عقده في مسقط لدورها المزدوج في اللقاءات التمهيدية وفي المساعي المبذولة للحل في اليمن، ورأت المصادر في زيارة أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني الى بغداد وضعاً للمسؤولين العراقيين في صورة أسباب اختيار مسقط ومنح العراق مستوى من الاهتمام يعوّض عن استضافة اللقاء وتوقيع اتفاقات ثنائية شديدة الأهمية مع بغداد، بينما نقلت وسائل الإعلام الإيرانية والسعودية نبأ توجيه دعوة من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز للرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي لزيارة الرياض، وسط تداعيات مالية إيجابية عبر عنها وزير المالية السعودي بالإعلان عن تسريع وتيرة مشاريع استثمارية سعودية في إيران وإعلان إيراني عن تحسّن في الأداء المصرفي وتدفقات العملات منذ إعلان الاتفاق مع السعودية، وما تبعه من خطوات تنسيقية مصرفياً.

لم يصدر ما يبعث على التفاؤل من لقاء باريس الذي ضم مستشار الرئاسي الفرنسي لشوؤن الشرق الأوسط باتريك دوريل اجتماعاً أمس الجمعة مع المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار علولا والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري، وبحسب مصادر مطلعة لـ»البناء» فإن سمة اللا تفاهم طغت على الاجتماع الثنائي في العاصمة الفرنسية في ما خص حل الازمة الرئاسية في لبنان. وتقول المصادر: لم ينجح مستشار الرئيس ايمانويل ماكرون في تليين الموقف السعودي من الخيار الفرنسي لانهاء الفراغ في لبنان،مشيرة الى ان الموفدين السعوديين ابلغوا دوريل موقف المملكة الثابت لرفض خيار المقايضة بين الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية والسفير نواف سلام لرئاسة الجمهورية. واعتبرت المصادر ان هذا التباين يعني ان الامور لا تزال مقفلة على حل الازمة في لبنان التي يبدو انها لن تكون قصيرة الامد، مع ترجيحها ان يعقد الطرفان اجتماعا جديد الاسبوع المقبل من دون ان يعني ذلك ان السعودية سوف تعدل عن موقفها. واعتبرت المصادر ان الموقف السعودي الرافض حتى الساعة لفرنجية مرده ان المواصفات التي تضعها الرياض لرئيس لبنان لا تنطبق على فرنجية، وهي مواصفات تتفق وواشنطن والدوحة عليها وهذا يعني ان باريس ستجد نفسها عاجزة عن تسويق خيارها الذين تتوافق وحركة امل وحزب الله عليه.

وفيما عاد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى بيروت، بعد زيارتين قام بهما الى الفاتيكان وروما حيث اجتمع مع البابا فرنسيس ورئيسة الحكومة الايطالية جورجا مِلوني، وسط معلومات تشير الى ان الفاتيكان يعتبر ان انتخاب الرئيس في لبنان هو المدخل الى الحل في لبنان.

من المتوقع ان تعقد يوم الاربعاء المقبل جلسة لمجلس الوزراء لمناقشة الوضع المالي المتدهور والازمة المتفاقمة لا سيما وضع موظفي القطاع العام المتردي في ظل الارتفاع الجنوني للدولار وتدني قيمة رواتبهم واجورهم الى جانب وضع المتقاعدين العسكريين والمدنيين.

وتقول أوساط حكومية معنية إن رئيس الحكومة حريص على تامين الحد الممكن للموظفين والعسكريين من اجل القيام بمهامهم ومواجهة اعباء الوضع قدر المستطاع، لكن المشكلة التي تواجه الحكومة هي في ضعف الايرادات المالية والتعطيل المستمر لعدة أشهر لعدة مرافق مهمة كالدوائر العقارية والميكانيك وغيرها.

الى ذلك سيقام ظهر اليوم الاثنين في السرايا حفل اطلاق مشروع انشاء مبنى جديد للمسافرين في مطار بيروت. وبحسب مصدر وزاري معني فإن المبنى سيستقبل حوالى 3.5 مليون مسافر سنوياً وقيمة الاستثمار تبلغ حوالي 122 مليون دولار اميركي «فريش»من خارج لبنان بتشغيل من شركة اوروبية».

وفيما دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي النواب المسيحيين الى الصلاة والرياضة الروحية يوم الأربعاء 5 نيسان 2023 في بيت عنيا-حريصا، فإن تكتل الجمهورية القوية سيجتمع اليوم لتحديد موقفه لجهة المشاركة في خلوة روحية في بيت عنيا في حريصا من عدمها، خاصة وان حزب القوات وبحسب مصادره لـ»البناء» اعلن ان البحث اليوم في معراب خلال اجتماع الجمهورية القوية سوف يبحث في جدوى اللقاء خاصة وان القوات مقتنعة ان ازمة الرئاسة ليست مسيحية فقط، هذا فضلا هن ان لا ثقة على الاطلاق بالتيار الوطني الحر الذي اثبتت التجارب انه لا يلتزم بالتفاهمات وبالاوراق المتفق عليها.

في المقابل اعلن التيار الوطني الحر مشاركته في خلوة بيت عنيا حيث زار النواب نيكولا الصحناوي، سيزار ابي خليل وجورج عطاالله بتكليف من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، البطريرك الراعي في بكركي، وأبلغوه تلبية نواب التيار لدعوة التأمل والصلاة التي أطلقها، آملين أن»يكون هذا اللقاء مناسبة لاستلهام التعاليم والقيم المسيحية في مقاربة الاستحقاقات الوطنية كافة». وفيما بات شبه مؤكد ايضا ان حزب الكتائب سوف يشارك انطلاقاً من مبدأ عدم رفض أي دعوة لبكركي وخاصةً إذا كانت تتعلّق بالإستحقاق الرئاسي، كذلك الامر بالنسبة الى تيار المرده، اعلن النائب أديب عبد المسيح حضوره سينودس نيابي مسيحي في حريصا ممثلاً كتلة تجدد بمكوناتها المسيحية والاسلامية. وأعلن حزب الوطنيين الأحرار ترحيبه بدعوة الراعي مؤكداً تلبيتها.

ودعا عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن، إلى «الحوار والتفاهم لانتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب، لأن الحوار يؤدي إلى إيجابيات، والصراع يؤدي إلى سلبيات». وأكد أن «الوزير سليمان فرنجيه هو مرشح طبيعي وصاحب حق بالوصول إلى موقع الرئاسة، ولديه تجربة وإمكان ليكون رئيسا، وهو منفتح على الجميع ولديه علاقات مع الجميع». واعتبر «التفاهم الذي حصل في الصين بين إيران والسعودية، هو خطوة إيجابية يمكن أن تؤدي إلى انفراجات في العلاقات الثنائية بين البلدين وإلى انفراجات في وضع المنطقة».

وفيما سجل سعر صرف الدولار في السوق الموازية مساء الأحد، أرقامًا قياسية جديدة، حيث تراوح ما بين 112500 و113000 ليرة لبنانية للدولار الواحد، أعلنت الهيئة الإدارية لرابطة موظفي الإدارة العامة، تمديد الاضراب لاسبوعين اضافيين حتى يوم الجمعة 31 اذار 2023، ضمنا، ودعوة الموظفين لتنفيذ اعتصامات يوم غد الثلاثاء أمام سرايا طرابلس الساعة 10 صباحا، وبعد غد الاربعاء أمام سرايا صيدا الساعة 10 صباحا مع مزيد من الخطوات التصعيدية اللاحقة التي لن تنتهي الا باستعادة الحقوق. 

********************************

افتتاحية صحيفة الأخبار :

ميقاتي إلى نيقوسيا مع ورقة لبنانية لاتفاق جديد | الترسيم مع قبرص: حذار فخ السنيورة

 

يتوجّه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى قبرص في الساعات المقبلة، على رأس وفد وزاري، لإبلاغ الحكومة القبرصية موقف لبنان الرسمي بطلب إعادة التفاوض على اتفاق تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة مع قبرص بسبب «ثغرات» في الاتفاقية «المشبوهة» التي وُقّعت عام 2007، في ظل حكومة فؤاد السنيورة غير الميثاقية، وأدّت إلى خسارة لبنان ما يقدّره الخبراء بما يراوح بين 2643 كيلومتراً مربعاً و1600 كيلومتر مربع من المنطقة الاقتصادية الخالصة

 

خلصت لجنة شكّلها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ميقاتي برئاسة وزارة الأشغال (وضمّت وزارات الطاقة والخارجية والدفاع وهيئة إدارة قطاع البترول)، قبل أيام من توقيع اتفاق ترسيم الحدّ البحري مع العدو (27/10/2022)، لـ «إعداد التعديلات اللازمة على اتفاقية تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة مع قبرص»، إلى أن اتفاق الترسيم الموقّع مع الجزيرة عام 2007 كان مجحفاً بحق لبنان، وتشوبه ثغرات أدّت إلى خسارة مساحة من المنطقة الاقتصادية الخالصة. وأوصت (أنظر الكادر) اللجنة بالطلب من الجيش اللبناني اعتماد آلية ترسيم جديدة تأخذ في الاعتبار الخط الوسط مع ما يسمّى بـ«الظروف الخاصة» و«التناسب في أطوال الشواطئ»، استناداً إلى اجتهادات قضائية في قضايا مشابهة في العالم، وإعداد مشروع مرسوم لتعديل المرسوم 6433 باعتماد الاحداثيات الجديدة، وإعداد اتفاق إطار مع قبرص لإدارة الحقوق المشتركة، والطلب من قبرص إعادة التفاوض على ضوء الاحداثيات الجديدة، وتسجيل الاحداثيات الجديدة لدى الأمم المتحدة.

 

وعلمت «الأخبار» أن ميقاتي سيبلغ الجانب القبرصي بأن المطلوب الآن التحاور تمهيداً لإعادة التفاوض بعد استتباب الأوضاع الدستورية في لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية كون التفاوض في المعاهدات الدولية من صلاحيات الرئيس، كما أن الحكومة ليست في صدد إصدار أي مراسيم كونها تناقش الأمور «الملحة» ضمن إطار تصريف الأعمال، فيما مجلس النواب في حال انعقاد لانتخاب رئيس للجمهورية وغير قادر على التشريع.

 

عملياً، نحن أمام مرحلة جديدة تخرج لبنان من الفخ الذي وقعت فيه حكومة السنيورة عام 2007 (أو أوقعت نفسها). كما أنه يشكّل استدراكاً للاستعجال الذي أبدته الحكومة القبرصية، بعد توقيع اتفاق الترسيم مع العدو، في تشرين الثاني الماضي، عندما زار وفد قبرصي بيروت على وجه السرعة للبحث في تعديل الحدود البحرية بناء على الخط 23. يومها، جارى بعض المسؤولين اللبنانيين الاستعجال القبرصي، انطلاقاً من الحماسة للانتهاء من ملفات الترسيم. فأعلنت الرئاسة اللبنانية «التوصل إلى صيغة اتفق على تنفيذها وفق الإجراءات القانونية المتبعة المتعلقة بتعديل الحدود البحرية» بين البلدين. وأعلن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب «الاتفاق مع قبرص على تعديل الحدود البحرية الجنوبية بين البلدين، وفق الخط 23»، لافتاً إلى أن «التعاون مع قبرص ليس كالتعاون مع إسرائيل، الدولة العدو»، باعتبار أن قبرص «دولة صديقة» كما أكد الرئيس السابق ميشال عون أثناء استقباله الوفد، و«لا حاجة لوجود وسيط بيننا، وهذا ما يجعل مهمتنا سهلة في إزالة الالتباسات الناشئة».

لا وجود لاتفاقية مع قبرص

ولكن، بعيداً من حسن نيات المسؤولين اللبنانيين المتلهّفين لبدء لبنان استثمار ثرواته البحرية، ثمة ثلاثة أسئلة أساسية ينبغي التوقف عندها:

 

أولاً، هل هناك أساساً اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وقبرص حتى نعمل على «إزالة الالتباسات الناشئة» فيها؟

في 11 تشرين الثاني 2006، بدأت في قبرص مفاوضات لترسيم الحدود البحرية مع لبنان، قادها عن الجانب القبرصي وفد من ثمانية خبراء مثّلوا الوزارات المعنية (كالدفاع والخارجية والنفط وغيرها…)، وعن الجانب اللبناني موظّفان اثنان في وزارة الأشغال العامة هما المدير العام للنقل البري والبحري المهندس عبد الحفيظ القيسي والخبير في شؤون النقل البحري في الوزارة حسان شعبان، وفي غياب حتى موظف عن الخارجية اللبنانية لتسجيل محاضر الجلسات. في 17 كانون الثاني 2007، بعد شهرين اثنين فقط من «التفاوض»، تم التوصل إلى «اتفاق» أسّس لـ«الخطيئة الأصلية» التي أدّت إلى تشابك الخطوط في ما بعد، وضيّعت على لبنان مساحات من مياهه الاقتصادية الخالصة وسنوات من المفاوضات مع العدو. رُسم خط الترسيم مع قبرص من النقطة 1 جنوباً (مع فلسطين المحتلة)، وهو ما أسّس للخط رقم 1 الذي رسّمه كيان العدو مع لبنان، إلى النقطة 6 شمالاً (مع سوريا). واعتُمدت آلية خط الوسط في ترسيم الخط بين لبنان والجزيرة القبرصية

 

أولاً، ثمة ملاحظتان يجدر التوقف عندهما تنسفان مبدأ وجود اتفاقية ترسيم مع الجزيرة من أساسه، وتسمحان بالقول بأن ما يسمى اتفاقية ليست دستورية ولا شرعية:

1 – بحسب المادة 52 من الدستور، «يتولى رئيس الجمهورية المفاوضة في عقد المعاهدات الدولية وإبرامها بالاتفاق مع رئيس الحكومة. ولا تصبح مبرمة إلا بعد موافقة مجلس الوزراء (…) أما المعاهدات التي تنطوي على شروط تتعلق بمالية الدولة والمعاهدات التجارية وسائر المعاهدات التي لا يجوز فسخها سنة فسنة، فلا يمكن إبرامها إلا بعد موافقة مجلس النواب». في ما يتعلق بالاتفاقية مع قبرص، لم يُدِر الرئيس السابق إميل لحود عملية التفاوض كما تنصّ المادة بوضوح، بل تولاها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي يتبع له القيسي سياسياً. كما لم تُحَل الاتفاقية على مجلس النواب لإبرامها حتى يومنا هذا.

2 – في 11 تشرين الثاني 2006، بالتزامن مع بدء المفاوضات على الترسيم مع قبرص، قدّم الوزراء الشيعة في حكومة السنيورة استقالاتهم، ما أفقدها ميثاقيتها وشرعيتها ودستوريتها. وتم التوصل إلى الاتفاقية في ظل هذه الحكومة نفسها ما يجعل كل ما ينتج منها من دون قيمة قانونية أو دستورية.

رُبّ قائل بأن هذه قضية خاسرة لأن لا شأن للقبارصة بالانقسامات اللبنانية، وأنهم، منذ 2007، يتعاملون على أساس اتفاقية موقعة مع لبنان، وفق مبدأ إستوبل (Estoppel principle)، أو ما يعرف بـ«مبدأ عدم التناقض إضراراً بالغير»، ما يجعل الموقف اللبناني ضعيفاً قانونياً في حال أراد تعديل المرسوم 6433/2011 لتصحيح حدوده البحرية مع قبرص.

يقوم هذا المبدأ القانوني على إغلاق باب الرجوع عن أي قول أو فعل أو سلوك، وأن رضا أي طرف عن أمر ما أو سكوته عنه أو قبوله به صراحة أو ضمناً، يعتبر حجة عليه تمنعه من نقضه أو إنكاره. وبالتالي، فإن سكوت لبنان عن لا دستورية الاتفاقية مع قبرص طوال 15 عاماً يحول دون إنكارها. غير أن الاجتهاد الدولي وضع شرطين أساسيين لتطبيق هذا المبدأ، يكفي نقض أحدهما لاعتباره غير موجود:

 

– الأول، أن يكون القرار المتخذ واضحاً بعدم إجازة تعديله أو مراجعته، وهذا شرط لا ينطبق على تعديل المرسوم 6433 لأن المادة الثالثة منه نصّت بوضوح على أنه «يمكن مراجعة خط الحدود البحرية وتحسينه وتعديل لوائح إحداثياته في حال توافر بيانات أكثر دقة، وعلى ضوء المفاوضات مع دول الجوار المعنية».

– الثاني، ما يمنع لبنان من تعديل المرسوم بالاستناد إلى Estoppel principle هو أن تكون الجهة المعارضة للتعديل (قبرص في هذه الحالة) قد قبلت بالاتفاق وبنت مصالحها على هذا الأساس ما يجعل أي تعديل يلحق الضرر بها. وهذا الشرط لا ينطبق على قبرص لأسباب عدة:

– ببساطة، لم تقبل قبرص بالاتفاقية. يشير العميد الركن المتقاعد خليل الجميّل في كتابه «إشكالية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وقبرص» (دار صادر، 2022) إلى أنه خلال المفاوضات الرسمية الوحيدة بين لبنان وقبرص، في نيقوسيا عام 2011، شرح الجانب اللبناني أن اتفاق الترسيم بين قبرص وإسرائيل تسبب بضرر للبنان كونه اعتمد النقطة الثلاثية رقم 1 (الحدود اللبنانية – القبرصية – الفلسطينية) غير النهائية، ولأن اتفاق 2007 بين لبنان وقبرص ينص على أن على كل طرف أن يراجع الآخر في أي اتفاقية تتعلق بهاتين النقطتين. فأوضح الجانب القبرصي أن الاتفاقية بين لبنان وقبرص لم تصدّق بعد وأن من حق الطرف القبرصي الدخول في مفاوضات مع إسرائيل، وأقر أن الاتفاقية مع لبنان تتضمن إمكانية التعديل بعد تصديقها.

– الاتفاقية لم تُصدّق وهي غير سارية المفعول علماً أن البند الثاني من المادة الخامسة ينص على أنه «يصبح هذا الاتفاق ساري المفعول عند تبادل الطرفين وثائق الإبرام».

– تعلم قبرص أن لبنان لم يبرم الاتفاقية ولا يمكنها بناء مصالحها على أساس اتفاقية غير نافذة.

– لم ترسّم قبرص حدودها رسمياً مع لبنان، بل عيّنت حدود بلوكات النفط التي تدعي ملكيتها وهذا لا يعد ترسيماً.

– لبنان لن يضرّ بمصالح قبرص في حال إعادة التفاوض لأن أي تنقيب لم يبدأ في البلوكات القبرصية 3 و9 و13 القريبة من الخط مع لبنان كونها متنازعاً عليها مع «جمهورية شمال قبرص التركية».

– على العكس، فقد أضرت قبرص بمصالح لبنان وفق مبدأ إستوبل عندما اعتمدت في ترسيم الحدود مع العدو الإسرائيلي النقطة رقم 1 بدل النقطة 23 في 17 كانون الأول 2010، على رغم تبلّغها أن لبنان عدّل هذه النقطة قبل خمسة أشهر في 14 تموز 2010. أدى ذلك إلى اعتماد العدو النقطة رقم 1 لرسم الخط 1 وضيّع على لبنان مساحة واسعة من مياهه، قبل أن يسترد اتفاق تشرين الثاني الماضي معظمها.

 

خطأ في منهجية الترسيم

ثانياً، هل أن حلّ الالتباس القائم بين لبنان وقبرص، بعد اتفاق الترسيم مع العدو، منحصر فقط بإزاحة النقطة الثلاثية بين لبنان وقبرص وفلسطين من النقطة 1 إلى النقطة 23؟

تبيّن مراجعة اتفاقية الترسيم بين لبنان وقبرص التشابه الشديد بينها وبين الاتفاقية التي عقدت بين قبرص ومصر عام 2003، ما يثير تساؤلات حول سبب استعجال المفاوضين إلى حد الاستعانة بنص اتفاقية سابقة وإسقاط الإحداثيات اللبنانية عليها، من دون الاستعانة بخبراء ترسيم ومكاتب دولية متخصصة. ما جرى عملياً هو اعتماد خط الوسط بين البلدين وفق النقاط المتساوية الأبعاد، والتي تعطي لبنان أقل بكثير من حدوده المائية. وقد أعدّ مركز الاستشارات القانونية والأبحاث (كان يديره السفير سعد زخيا) في الخارجية اللبنانية، عام 2014، دراسة تتبنى وجهة نظر أخرى بناء على قرارات صادرة عن محكمة العدل الدولية. إذ اعتمدت المحكمة في تعيين المناطق الاقتصادية الخالصة، ليس فقط على منهجية خط الوسط بين الدول، بل أخذت في الاعتبار التحديد المنصف للحدود، استناداً إلى طول الشاطئ، مع أخذ الظروف الخاصة في الاعتبار. وخلصت الدراسة يومها إلى أن لبنان خسر 2643,85 كيلومتر مربع، لأن الاتفاقية لم تأخذ في الاعتبار اعتماد فرق طول الشاطئ بين البلدين ومنهجية الترسيم المنصف ومبدأ التناسب. يعني ذلك، باختصار، أنه لا ينبغي اعتماد خط الوسط بين جزيرة محاطة بالمياه من كل الجهات وبلد له عمق بري (عدم الإنصاف). ويعني مبدأ التناسب واحداً من أمرين: الترسيم بناء على الاتجاه العام للشاطئ مع اعتماد معيار التناسب. في هذه الحال تكون النسبة 1,83 للبنان مقابل كل كيلومتر لقبرص ما يعني أن لبنان خسر 2643,85 كيلومتر مربع في الترسيم الحالي، فيما الحل الثاني يقوم على الترسيم وفق طول اتجاه الشاطئ مع تعرجاته واعتماد معيار التناسب وتكون النسبة هنا 1,59 للبنان مقابل كل كيلومتر لقبرص، ما يعني أن لبنان خسر 1600 كيلومتر مربع.

 

«الصديقة» قبرص

ثالثاً، هل قبرص «دولة صديقة» فعلاً؟

في ما يتعلق بـ«الصداقة» القبرصية، تنبغي الإشارة إلى أن الجزيرة «الصديقة» فتحت أراضيها، منذ عام 2017 أمام جيش العدو وسلاحه الجوي لإجراء تدريبات سنوية على غزو لبنان، في أي مواجهة مستقبلية مع حزب الله، بسبب تشابه الجغرافيا بين البلدين. بحسب صحيفة «إسرائيل هيوم» (2019-12-06): «قبرص نسخة عن لبنان: الجبال، النباتات، ضرورة العمل بين مدنيين»،. إضافة إلى «العلاقة الاستراتيجية العميقة التي تربط بين البلدين على كل المستويات». آخر هذه التدريبات جرت في أيار الماضي، ضمن مناورة «مركبات النار» الضخمة، وشاركت فيها أكثر من 50 سفينة وطائرة هليكوبتر، وآلاف من مقاتلي ألوية الكوماندوس والمظليين والهندسة، ومن القوات البحرية والجوية. الخبير العسكري يوآف زيتون الذي حضر المناورات كتب في «يديعوت أحرونوت» أن «مناورات قبرص تشمل الاستعداد لحرب واسعة النطاق لمحاكاة ساحة معركة مثل لبنان، وشملت غارات جوية على تجمعات حزب الله وأصوله العديدة في وسط وشمال لبنان، بما في ذلك مقاره الرئيسية، ونقاط تمركز كتائب الرضوان، وإعداد وحدات النخبة لمداهمات في عمق أراضي العدو».

وإذا كان لبنان الرسمي، السياسي والعسكري، لم يحرّك ساكناً منذ سنوات لطلب توضيحات من نيقوسيا، فإن هذا لا يلغي أن قبرص تشارك في التخطيط لشن حرب هجومية على لبنان، ما يخرجها من دائرة «الدول الصديقة» ويجعلها أقرب إلى الدول المعادية. فأن تفتح دولة أراضيها أمام دولة أخرى للتدرب على الاعتداء على أراضي دولة ثالثة تربطها بها علاقة «صداقة»، مخالفٌ لأبسط مبادئ الديبلوماسية والقانون الدولي، وينبغي ألا يعفي الدولة المضيفة من تحمل تبعات المشاركة في التخطيط والتدريب على الاعتداء

لذلك، ينبغي في حال بدء أي مفاوضات جديدة مع قبرص أخذ التموضع القبرصي إلى جانب العدو في الاعتبار، والحذر من عدم الوقوع مجدداً في الفخ الذي أوقعت فيه حكومة السنيورة لبنان عام 2007، والاستفادة من المعطيات الجديدة التي ولّدها اتفاق الترسيم مع العدو استناداً إلى قوة المقاومة ورسائلها العملية واستعدادها للذهاب إلى الحرب. إعادة التفاوض مع قبرص لا تعني فقط تغيير النقطة رقم 1 إلى النقطة رقم 23، بل إعادة النظر بالاتفاق من أساسه. رُبّ قائل بأن لبنان «يخترع» مشكلاً، والواقع أن لبنان يرد على مشكل وضعته قبرص فيه عندما لم تراعِ مصالحه. وقد يكون هناك من يجادل بأن الموقف اللبناني صعب قانونياً. ولكن، حتى لو صحّ ذلك، ليس على لبنان الاستسلام، بل تثبيت ربط نزاع مع قبرص فوراً، وصولاً إلى إعلان المنطقة متنازعاً عليها، وليُفتح باب الوساطات الدولية، والوقت هنا لمصلحة لبنان أيضاً لا لمصلحة قبرص والغرب المتلهف على بدائل للغاز الروسي. كما من مصلحة لبنان، أيضاً، أن تفهم «الصديقة» قبرص أن هذا البلد شديد الانزعاج من فتحها أجواءها وبحرها وأراضيها للعربدة الإسرائيلية ضده، وأن هذا السلوك قد يضرّ بمصالحها الوطنية.

في 10 تشرين الثاني عام 2006، عندما توجّه القيسي وشعبان إلى قبرص للتفاوض على اتفاقية الترسيم، سمحت السلطات القبرصية بدخول شعبان، كونه يحمل جواز سفر كندياً، فيما احتُجز القيسي الذي كان يحمل جواز سفر خاصاً بعض الوقت في المطار للتحقيق عن سبب زيارته، قبل أن يتوسّط سفير لبنان ميشال خوري لدى السلطات القبرصية للسماح له بالدخول!

توضح هذه الحادثة الفارق بين «الاستلشاق» الذي تعاملت به الجزيرة – الصغيرة والمقسّمة – مع لبنان عندما فاوض من موقع ضعف، وبين الخشية التي تعامل بها العدو الإسرائيلي – النووي والمسلح حتى الأسنان – مع هذا البلد بمجرد أن لوّحت مقاومته باستخدام القوة لاسترجاع حقوقه، ما دفع إلى تدخل رئيس القوة العظمى الأولى في العالم شخصياً لحل هذا الملف.

 

 

 

أي دور لـ«جو»؟

بعد صدور توصيات اللجنة الوزارية بإعادة التفاوض مع قبرص، أرسل العميد البحري المتقاعد جوزف سركيس توصية إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي برفض ما خلصت إليه اللجنة، مشيراً إلى أن إعادة التفاوض مع قبرص لا تستند إلى أسس قانونية، وأن الموقف اللبناني ضعيف. وبعد أخذ وردّ، قرّر ميقاتي المضي في توصيات اللجنة. غير أنه يُخشى دائماً من تأثير سركيس الذي يعمل مستشاراً لرئيس الحكومة، علماً أنه يتردد أنه عُيّن في منصبه هذا بطلب أميركي للتنسيق بين ميقاتي والمسؤولين الأميركيين.

و«جو» سركيس هو «أحد أكثر الأفراد تميزاً من الناحية المهنية بين من عملت معهم في الوساطة». و«جو»، هو الاسم الذي يطلقه تحبباً الوسيط الأميركي السابق في ملف الترسيم البحري بين لبنان والعدو الإسرائيلي فريدريك هوف على سركيس. الديبلوماسي الأميركي السابق روى، في مقال في مجلة «نيوز لاينز» (4 كانون الأول 2020)، كيف أقنع «جو» واللواء الركن عبد الرحمن شحيتلي، في اجتماع في السفارة الأميركية في لندن في نيسان 2012، بـ«خط هوف» الشهير بناء على إحداثيات الضابطين، ما أدى إلى ولادة خط وسطي بين النقطتين 1 و23، قضم 45 في المئة من المنطقة المتنازع عليها، قبل أن يستعيدها اتفاق الترسيم الذي اعتمد الخط 23. وعلى رغم أن شحيتلي كان رئيس الوفد، إلا أن هوف الذي أشاد بـ«الكفاءة المهنية» للوفد العسكري، يعطي أهمية أكبر لـ «جو» الذي «لم يستغرق كثيراً من الوقت لإقناعه بالمنطق الذي عملنا وفقه، واقترح جو أن أزور بيروت للقاء رئيس الوزراء».

بعيداً من أن إشادة مسؤول أميركي تكفي وحدها لإثارة الشكوك، إلا أن عمل «جو» في ملف الترسيم ومشاركته في غالبية اللجان التي شكّلها لبنان لدرس هذا الملف يثير كثيراً من علامات الاستفهام، خصوصاً أنه من الفاعلين في تأسيس الخلل الذي ضيّع على لبنان سنوات من التفاوض، وضيّع الخط 29، وأقنع – أو كاد – كل المسؤولين اللبنانيين بقبول «خط هوف»، قبل أن يتمكن لبنان من إنقاذ ما يمكن إنقاذه بإقرار الخط 23.

في تموز 2010، وقبل صدور المرسوم 6433/2011 بأكثر من عام، أُبلغت الأمم المتحدة بالخط 23، من دون إبلاغها بالحدود الغربية مع قبرص، والشمالية مع سوريا، التي كانت جاهزة بموجب تقرير صدر عام 2009. في تموز 2011 لم يعترف العدو الإسرائيلي بالخط 23 ورسّم حدوده داخل المياه اللبنانية بالخط رقم 1، قاضماً 860 كيلومتراً مربعاً من المنطقة الاقتصادية اللبنانية.

وبدلاً من قيام الحكومة بتعديل إحداثيّات الخط 23 جنوباً بالخط 29 بناءً على تقرير صدر من المكتب الهيدروغرافي البريطاني (UKHO) في آب 2011، أي بعد حوالي شهر من إعلان إسرائيل للخط 1، صدر المرسوم 6433، متجاهلاً التقرير البريطاني. التقرير الذي طلبته حكومة ميقاتي لم يُعرَض على مجلس الوزراء، بل أحاله مستشار ميقاتي جو عيسى الخوري، بشكل شخصي، إلى سركيس واللواء عبد الرحمن شحيتلي للبتّ به، علماً أن تبنّي هذه الدراسة كان سيفضح الخطأ المرتكَب عام 2010 بالتسرّع بإبلاغ الأمم المتحدة بالخط 23.

في عام 2012 شُكِّلت لجنة برئاسة عبد الحفيظ القيسي وعضوية سركيس وممثّلين آخرين لبعض الوزارات المعنيّة، وبدلاً من العودة عن الخطأ والسير بالخط 29 والحصول على المساحة الإضافية التي تُقدَّر بحوالي 1400 كيلومتر مربّع، تمّ تجاهل التقرير البريطاني مرّة أخرى، وجرى إعداد تقرير آخر يمهِّد للسير بخط هوف، أي التراجع عن الخط 23 لمصلحة الإسرائيلي، وخسارة لبنان لمساحة تُقدّر بحوالي 350 كيلومتراً مربّعاً.

 

توصيات اللجنة الوزارية

 

1- اعتماد الترسيم لآلية خط الوسط + الظروف الخاصة + التناسب في أطوال الشاطئ، وذلك لتدارك ما سبق من ثغرات أدّت إلى خسارة لبنان مساحة من المنطقة الاقتصادية الخالصة.

2 – العمل على جمع وتحديث السوابق والاجتهادات القضائية ذات الصلة للاستفادة منها في تعزيز الأساس القانوني للموقف اللبناني.

3- الطلب من الجيش اللبناني رسم خريطة الحدود الغربية مع دولة قبرص والشمالية مع دولة سوريا استناداً إلى آلية خط الوسط + الظروف الخاصة + التناسب في أطوال الشاطئ.

4 – إعداد مشروع مرسوم لتعديل المرسوم 6433 باعتماد الإحداثيات الجديدة.

5 – استكمال مسار إعداد اتفاق إطار لإدارة الحقوق المشتركة مع قبرص وآلية إدارة الآبار المشتركة.

6 – توجيه وزارة الخارجية والمغتربين رسالة إلى الخارجية القبرصية بهدف إعادة التفاوض على ضوء الإحداثيات الجديدة والمستجدات في المنطقة البحرية اللبنانية الجنوبية.

7 – توجيه توصية إلى الأمين العام للأمم المتحدة لتسجيل حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة.

9 -نقل نتيجة الاتفاق إلى الأمم المتحدة.

10 – في حال فشل المفاوضات وتم تبني المسار القضائي يُرفع النزاع أمام المراجع القضائية والتحكيمية المختصة.

******************************

افتتاحية صحيفة النهار

لقاء باريس يكرّس التباين الفرنسي السعودي

فيما كل الاخبار التي تناقلت عن اللقاء الفرنسي السعودي، في باريس، بشأن لبنان، اوحت بنتائج سلبية، في ظل عدم الاتفاق على ما يدفع قدما باتجاه انتخاب رئيس جديد للبلاد، تحدثت مصادر ديبلوماسية لـ”النهار” عن ان “الأسابيع القليلة المقبلة ستكون مفصلية اذ لم يعد ثمة مكان للترف السياسي”. وكشفت عن “أجواء ومعطيات ستبقى طي الكتمان لتسهيل امرار اي تسوية محتملة، وبالتالي فان الاتصالات جارية على قدم وساق مع كل القوى السياسية، وتحديداً اللاعبين الأساسيين، لإزالة العوائق والعقبات، والأمور ستتبلور في وقت ليس ببعيد، خصوصاً أن الجميع لم يعد بإمكانهم تحمّل هذا الانهيار المريع على الساحة اللبنانية.”

لكن هذه المعطيات الديبلوماسية في بيروت لا تدفع الى الغرق في التفاؤل، اذ ان المعلومات التي نقلها مراسلا “النهار” في باريس خالفت الاجواء البيروتية كليا، وفيها ان الاجتماع الفرنسي السعودي حول لبنان لم يخرج باتفاق يمكن تسويقه لدى الدول المعنية كورقة للبحث. وظل التباين قائما بين الطرفين الفرنسي والسعودي.

وفي معلومات “النهار” ان باريس لا تزال تبحث عن صيغة لاخراج لبنان من مأزق الفراغ تكون قائمة على حكومة اصلاحية مع محاولة التوصل الى اغلبية سياسية لانتخاب الرئيس وتشكيل حكومة متجانسة. ولا تعارض باريس ان يكون سليمان فرنجية رئيسا بعد ان يقدم ضمانات والتزامات واضحة خصوصا عبر عدم استخدام الثلث المعطل وعدم تعطيل الاصلاحات، بل المضي بها. ولا تعارض باريس ايضا الاتفاق على مرشح آخر، لكنها تريد اخراج لبنان من المأزق. اما الجانب السعودي الذي يوافق باريس على ضرورة الاسراع في اخراج لبنان من الازمة، يرفض ان يكون المرشح “تابعاً لحزب الله” ولو قدم ضمانات، لكن المملكة ايضا لا تقدم اسماء مقبولة من قبلها بل توافق على مرشح يحوز اغلبية سياسية ويكون اصلاحيا، وقد تمنت باريس على الجانب السعودي الذي اعاد العلاقات مع ايران، ان يختبر نتائج الاتفاق بما فيه مصلحة #السعودية وللمنطقة ومن ضمنها لبنان. وعلمت “النهار” ان انشغالات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لم تحل دون متابعته الشخصية وتواصله مع قيادات لبنانية في مسعى لاخراج البلد من المأزق.

وفي المعلومات ايضا، ان السعودية عبر ممثليها في الاجتماع المستشار نزار العلولا والسفير لدى بيروت وليد بخاري، ابديا مرونة كبيرة من دون تقديم تنازلات او الدخول في لعبة الاسماء، رغم ان بخاري وضع المجتمعين في مشهدية الوضع السياسي اللبناني ومقاربة قياداته للاستحقاق الرئاسي على ضوء لقاءاته، لا سيما مع رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، الذي كان حاسماً لناحية إصرار “الثنائي الشيعي” على انتخاب رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجيه رئيساً للجمهورية. وعطفاً على هذا المعطى، كان النقاش عميقاً، والمؤكد كما تجزم المصادر أن الرياض لم تسمِّ أي مرشح ولم تدخل في لعبة الأسماء وتلك ثابتة بالنسبة اليها حيث تعود المسألة الى اللبنانيين وحدهم، ما انسحب عبر جولات بخاري على المرجعيات السياسية والرئاسية والروحية.

وتلفت المصادر الى أن ما يحكى عن صفقات وتسويات رئاسية وحكومية وسواها لا يمتّ الى الواقع الراهن بصلة، فالرياض موقفها واضح وتدركه كل المرجعيات السياسية والرئاسية والروحية، ولا مجال لتكرار ثوابتها ومسلّماتها والمواصفات التي حددتها، لا بل ثمّة خريطة طريق قائمة لن تتبدل ويتم التأكيد عليها، والفرنسيون على بيّنة واضحة منها وهم شركاء في هذه المسألة على رغم بعض التباينات بين الطرفين حيال عناوين محددة.

وكان مراسل “النهار” في باريس سمير تويني نقل عن الناطقة الرسمية باسم الخارجية الفرنسية آن كلير لوجاندر ردها على سؤال حول عدم التحرك بعد 18شهرا من الاعلان عن امكان فرض عقوبات على الطبقة السياسية من خلال نظام عقوبات اوروبي، انه “في ما يتعلق بلبنان في اطار الاجتماع بين وزيري الخارجية الفرنسي والسعودي، دعَونا السلطات اللبنانية والقادة اللبنانيين وجميع المسؤولين السياسيين للخروج من المأزق الدستوري الذي يعاني منه لبنان، وشددنا على ان اولئك الذين سيعرقلون الانتخاب او يتواطأون في انهيار الاقتصاد سيتعرضون لعواقب، وهي موضوع تشاور مع جميع شركائنا”. وأضافت: “تعلمون انه حصلت اجتماعات على جميع المستويات خلال الاشهر الماضية، ونحن نقيّم الوضع لنرى الى اي مدى يجب ان نعمل على هذه العواقب”. واوضحت ان “نظام العقوبات موجود على المستوى الاوروبي”.

ساحة النجمة

داخليا مراوحة في المواقف التي تبقى على حالها في انتظار تطورات خارجية تفكك عقد الداخل، وقد دعا البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي النواب الموارنة الى لقاء صلاة في حريصا، املا جمعهم في ظلال سيدة حريصا، بعدما يئس من لقائهم في السياسة. واذ سارع “التيار الوطني الحر” الى الترحيب بها، يجيب عنها تكتل “الجمهورية القوية” اليوم خلال لقاء يبحث فيه الوضع العام من كل جوانبه الرئاسية والمالية والسياسية. وقال النائب جورج عقيص ان اللقاء لن يعدو كونه صورة تنتهي مفاعيلها بعد انتهاء الصلاة.

وفي ساحة النجمة، أقيمت وقفة رمزية أمام مجلس النواب، لمناسبة مرور شهرين على الوقفة المتواصلة للنائبين ملحم خلف ونجاة عون في قاعة المجلس، “دعما لتطبيق الدستور لانتخاب رئيس إنقاذي للجمهورية إطلاقا لقطار الإنقاذ”.

وألقى النائب خلف كلمة قال فيها: شهران مرا، وهناك ما زال من يروِّج بخبث ومكر أن وجودنا هنا هو لتأمين نصاب مزعوم لإيصال مرشح مزعوم، مع العلم أن هذه الإشاعات التضليلية تخالفها الأرقام الواضحة، وبالأرقام لا نصاب مزعوما من 86 نائبا متوفرا لأي جهة، إن كان بوجودنا هنا في المجلس أو بغيابنا عنه، لكنها أفكار سيئة يروج لها من يحاول إخراجنا من هنا، كي يساوينا بفشله وعجزه، وللالتحاق به في المحاور التقليدية التي دمرت البلد.

بدورها قالت النائبة عون صليبا: “مبادرتنا ل#رئاسة الجمهورية بدأت في 3 أيلول 2022 مع سائر نواب التغيير، الهدف كان تجسيد مبادئ 17 تشرين وإنتاج رئيس جمهورية إنقاذي يكون فوق كل الإصطفافات، هذا هو نهجنا ومستمرون به حتى النهاية، ومن هذا المنطلق، كل ما يقال أن وجودنا هنا هو لتأمين نصاب مزعوم وإيصال المرشح سليمان فرنجية، هو هرطقة وإفتراء وتضليل. سأكون واضحة: أنا لست مع مرشح حزب الله، المرشح سليمان فرنجية، ولن أنتخب سليمان فرنجيه، ووجودي في المجلس النيابي ليس لتأمين نصاب مزعوم له”.

الدولار و#المصارف

وفي ظل الدوران في الحلقة المفرغة رئاسيا، وعجزِ الحكومة او مجلس النواب عن انجاز اي خطوة مفيدة على طريق وقف الانهيار، يسجل الدولارُ قفزاتٍ مخيفة، وقد تجاوز مساء امس سقف الـ113 الف ليرة للدولار، رافعا معه كل الاسعار. وفي الاطار المالي لم تلتئم الجمعية العمومية للمصارف بعدما استقر الرأي على ان لا شيئا قضائيا ملموسا ظهر كي يُعاد النظر في موضوع الاضراب، ما يعني استمرار اقفال المصارف اليوم.

********************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

فرنسا تطرح “تريو” فرنجية – سلام – عساف… والسعودية “على موقفها”

لبنان على طاولة “قمار” 8 آذار!

بعدما خلصت مبادرة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى دعوة النواب المسيحيين إلى “خلوة روحية وصوم وصلاة في بيت عنيا – حريصا”، لا شك في أنّ الثنائي الشيعي سيكون في الخامس من نيسان أول المهلّلين لتصوير الأزمة الرئاسية على أنها نتاج “أزمة مسيحية ومارونية”، والتعمية على حقيقة كونها ناتجة في واقع الأمر عن انقسام عمودي بين مشروعين متناقضين تنضوي تحت لواء كل منهما مكونات مسيحية وإسلامية، الأول مشروع ثورة 14 آذار وانتفاضة 17 تشرين السيادي – الإصلاحي، والثاني مشروع 8 آذار وتفاهم “مار مخايل” الذي هيمن على الدولة وامتهن تعطيل الاستحقاقات والتنكيل بالدستور وأوصل اللبنانيين إلى ما وصلوا إليه من قهر وفقر وذلّ وعزلة عربية ودولية تحت قبضة محور الممانعة.

ورغم ذلك، يواصل أركان 8 آذار سياسة الإنكار والإمعان في رهن مصالح لبنان على طاولة “قمار” رئاسية واقتصادية ومالية ومعيشية، ويستمرّ “الثنائي” في لعبة استنزاف الوقت والمغامرة بقطع حبال الإنقاذ العربية والدولية الممدودة لانتشال البلد من أزمته الطاحنة، عبر الإصرار على “ترئيس” سليمان فرنجية غصباً عن إرادة أكثرية لبنانية وخارجية رافضة لإعادة استنساخ عهود منظومة “الفساد والمحاور” في سدة رئاسة الجمهورية.

ونقلت أوساط مواكبة للحراك الرئاسي، أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري يتعامل مع قضية دعم ترشيح فرنجية باعتبارها قضية “حياة أو موت” لمحوره السياسي، ولا يتوانى عن الخوض في أي “مغامرة داخلية أو خارجية لتحقيق هدفه”، مشيرةً إلى أن بري على تواصل متواصل مع الفرنسيين للدفع باتجاه إيجاد “تسوية ما” تتيح إيصال مرشح “الثنائي الشيعي” إلى قصر بعبدا “بأي ثمن”، ويعمل توازياً على ربط كل مسار الإصلاح والإنقاذ في لبنان برضوخ أفرقاء الداخل ورعاة الخارج إلى “خيار فرنجية مهما طال الزمن”.

ولأنه يدرك أنّ انعكاسات الاتفاق السعودي – الإيراني على الساحة اللبنانية قد يطول انتظارها، كشفت الأوساط نفسها أنّ بري ينكبّ راهناً على إعادة تدعيم أجندة “تقطيع الوقت”، فهو من جهة استدعى النائب الأول لحاكم المصرف المركزي وسيم منصوري لسؤاله: “كم نستطيع الصمود مالياً بعد؟”، ومن جهة أخرى يحضّر لتمرير “زيادة جديدة” في رواتب موظفي القطاع العام مع طرح مشروع ربط الرواتب بالدولار بعدما فشلت منصة “صيرفة” في لجم تسعيرة السوق السوداء، فتآكلت كل الزيادات بالليرة نتيجة الارتفاع اليومي المستمر في سعر صرف الدولار.

أما في المعلومات المتصلة بالمواقف الخارجية من الأزمة اللبنانية، فأفادت مصادر موثوق بها “نداء الوطن” أنّ باريس تعمل على تسويق طرح مثلّث الأضلاع يقوم على “تريو” سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، نواف سلام لرئاسة الحكومة، وسمير عسّاف لحاكمية المصرف المركزي، كاشفةً في المقابل أن “اجتماع باريس التشاوري الأسبوع الفائت بيّن للفرنسيين أنّ المملكة العربية السعودية لا تزال على موقفها الرافض لدعم أي مشروع في لبنان لا يرتكز على أسس إصلاحية سواءً في المواصفات المطلوبة بالترشيحات الرئاسية أو بالبرامج الإنقاذية”، وكذلك الأمر بالنسبة للأميركيين الذين يبدون إصراراً على أهمية تقديم “البرنامج أولاً” في عملية الإصلاح قبل الحديث عن تزكية أي شخصيات مرشحة لرئاستي الجمهورية والحكومة في المرحلة المقبلة، انطلاقاً من القناعة الراسخة بأنّ دعم لبنان يجب أن يكون مستنداً إلى “برنامج لا إلى أشخاص”، وتمويله للنهوض من أزمته “لن يكون إلا عبر خارطة طريق متفق عليها ومتوافقة مع برامج صندوق النقد الدولي”.

وفي هذا السياق، شكلت زيارة وفد فريق “العمل الأميركي من أجل لبنان”، برئاسة السفير السابق إدوارد غابريال الى بيروت، محطة اساسية من محطات استكشاف السبل الآيلة إلى مساعدة لبنان في تجاوز أزمته الرئاسية والسياسية والبدء بالمعالجات الاقتصادية والاصلاحية، وكشف مصدر واسع الاطلاع على أجواء الزيارة أنّ “النقطة المركزية التي تمحور حولها البحث مع القيادات اللبنانية، كانت أهمية الحفاظ على الاستقرار الامني والسلم الاهلي باعتبارهما آخر مقومات الصمود اللبناني، لأن الفوضى ستؤدي الى كوارث لا يمكن الخروج منها إلا بخسائر غير مسبوقة وتشوهات بنيوية”.

وأوضح المصدر أنّ “الوفد الاميركي حمل تأكيداً حاسماً من واشنطن على دعم الجيش اللبناني ومساعدته خصوصاً في ظل الظروف الحالية، حيث تتعاظم عليه الأعباء وتتزايد”، لافتاً في هذا الإطار إلى أنّ “الاجتماع المطوّل الذي عقده الوفد مع قائد الجيش العماد جوزيف عون بحضور كبار الضباط المعنيين بملف المساعدات الاميركية للجيش “تم التباحث خلاله في المهمات التي يقوم بها الجيش لحفظ أمن لبنان واستقراره، وسبل مساعدته لتخطي الصعوبات التي يمرّ بها في ظل تشعّب الأزمات في البلد”.

*********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

المعارضة اللبنانية تسعى إلى حشر خصومها بتسمية مرشح للرئاسة

لأن انتخابه يمضي في «إجازة» تمتد إلى مايو

   محمد شقير

تستعد القيادات المنتمية إلى المعارضة اللبنانية لإجراء مشاورات ولقاءات مكثّفة، بدءاً من هذا الأسبوع، تتطلع من خلالها، بالتنسيق مع عدد من النواب الأعضاء في تكتل «القوى التغييرية»، إلى توحيد موقفها حول تسمية مرشح لرئاسة الجمهورية تخوض المعركة الرئاسية على أساسه، في مواجهة مرشح «محور الممانعة» زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية. وتقول مصادر سياسية قيادية محسوبة على المعارضة لـ«الشرق الأوسط»، إن ذلك يأتي انطلاقاً من أن الطريق إلى إتمام مقايضة بين انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية وتكليف السفير نواف سلام بتشكيل الحكومة العتيدة، ليست سالكة سياسياً، وإن الاقتراح الفرنسي في هذا الخصوص تعترضه عقبات سياسية.

وتؤكد المصادر السياسية أن قيادات المعارضة تعلق أهمية على ما ستؤول إليه المشاورات التي لن تكون سهلة لتنعيم المواقف، والتي تشارك فيها قيادات من الصف الأول، في محاولة جادة قد تكون الأخيرة لإعادة ترميم صفوفها، وصولاً للاتفاق على مرشح واحد تخوض به الانتخابات الرئاسية في مواجهة فرنجية.

وتلفت إلى أن قوى المعارضة تقف حالياً أمام تحدٍّ لا يستهان به للتوافق على مرشح تعمل من خلاله على توسيع مروحة التأييد النيابي له برفع عدد النواب الذين يصوّتون له. وتقول إن التوافق لن يكون من وراء ظهر مرشحها النائب ميشال معوض الذي سيكون حاضراً في المشاورات للانتقال من التشرذم الذي يحاصرها إلى توحيد صفوفها، ما يمكّنها في نهاية المطاف من حشر «محور الممانعة»، ليس من باب عدم إخلاء الساحة لمرشحه فحسب، وإنما لدفعه للبحث عن مرشح توافقي يحظى برعاية عربية ودولية.

وكشفت المصادر نفسها أن أمام المعارضة متسعاً من الوقت لإعادة ترتيب بيتها الداخلي لمواكبة الفترة الزمنية المتفق عليها بين الرياض وطهران للبدء بتنفيذ الاتفاق المعقود بينهما برعاية صينية والذي يتصدّره البند المتعلق باستئناف تبادل العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران. وقالت إن مهلة الشهرين للمباشرة في تطبيقه تتطلب الاستعداد للمرحلة السياسية الجديدة غير تلك الراهنة، والتي يُفترض أن تنعكس إيجاباً على الساحة اللبنانية، في حال أن طهران التزمت بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترامها لسيادتها على أراضيها.

ويُفهم من كلام المصادر هذه أن لبنان سينعم طوال فترة الاختبار للبدء بتنفيذ الاتفاق السعودي – الإيراني بحالة من الاستقرار والهدوء، في حين ترجّح مصادر دبلوماسية غربية أن الاستحقاق الرئاسي سيُرحّل إلى مايو (أيار) المقبل، وبالتالي سيدخل انتخاب الرئيس في «إجازة» قسرية إلى حين بلورة المفاعيل السياسية المرجوّة من الاتفاق، خصوصاً أن اللقاء الذي عُقد في باريس، كما تقول لـ«الشرق الأوسط»، بين الوفد السعودي المؤلف من المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، وسفير المملكة لدى لبنان وليد البخاري، والمستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل، لم يبدّل من الواقع السياسي الراهن في لبنان.

وقالت المصادر نفسها إن الوفد السعودي كعادته نأى بنفسه عن التدخل في أسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية في لبنان، مكرّراً أمام دوريل رؤيته السياسية على خلفية المواصفات التي يجب أن يتمتع بها رئيس الجمهورية العتيد لإخراج لبنان من أزماته والانتقال به إلى مرحلة التعافي، ما يعني أن الرياض ليست طرفاً في إتمام مقايضة بين انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية، وإسناد رئاسة الحكومة إلى السفير نواف سلام، وبالتالي فهي تترك القرار للبنانيين.

وأشارت إلى أنه سبق لباريس أن حملت اقتراحها الذي يقوم على مبدأ المقايضة إلى بيروت من خلال السفيرة الفرنسية آن غريو التي واجهت صعوبة في تسويقه، وتحديداً لدى الأطراف المنتمية إلى المعارضة، وقالت إن واشنطن ليست طرفاً في المقايضة، وإن تفويضها في السابق لباريس في تعاطيها بالملف اللبناني لا يعني في المطلق أنها تطلق يدها على بياض لإخراج انتخاب الرئيس من التأزُّم الذي يحاصره، من دون أن تحجب الأنظار عن إصرارها في إنجاز الاستحقاق الرئاسي.

وأكدت المصادر نفسها أن مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان كررت موقف واشنطن بضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن من دون دخولها في التفاصيل، مشددةً على ضرورة إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها في مايو المقبل، وهذا ما لمسته من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، اللذين أجمعا أمامها على أن لا مجال لتأجيلها، وأنه تم تأمين المبلغ المالي المطلوب لإنجازها بفتح اعتماد مالي من حقوق السحب الخاص، وأن لا ضرورة للعودة في هذا الشأن إلى البرلمان، لكن المصادر نفسها تتوجّه باللوم إلى «القوى التغييرية» المتمثلة في البرلمان؛ لأنها ما زالت عاجزة عن توحيد صفوفها بدلاً من استمرارها في حالة من الإرباك والضياع.

وفي هذا السياق، فإن «محور الممانعة»، كما تقول مصادره لـ«الشرق الأوسط»، لا يزال يتمسك بدعم ترشيح فرنجية على الأقل في المدى المنظور، وربما إلى حلول شهر مايو، هذا في حال أن المعارضة حسمت أمرها واتفقت على مرشح واحد، ما يفتح الباب أمام البحث عن تسوية لإخراج انتخاب الرئيس من النفق المظلم الذي يرزح تحت وطأته.

ورأت المصادر نفسها أن «محور الممانعة» يولي حالياً أهمية لدور رئيس المجلس النيابي نبيه بري في توسيع مروحة المؤيدين لفرنجية، وقالت إنه يتمسك بترشيحه، ويكون بذلك قد رفع سقف مطالبه لتحسين شروطه في التسوية إذا ما اقتنع بأن مرشحه، أسوة بمرشح المعارضة، لن يكون في وسعه تأمين أكثرية الثلثين لانعقاد الجلسة وضمان حصوله على تأييد 65 نائباً، إلا في حال أن لـ«حزب الله»، بحسب مصادر في المعارضة، حسابات أخرى تتعامل مع الاستحقاق الرئاسي من زاوية إقليمية، رغم أنه سيواجه مشكلة؛ لأن إقحام البلد في مزيد من التأزيم سيرتد عليه سلباً، في حين توقعت المصادر قيام رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، بمروحة من الاتصالات تمتد إلى الخارج، وتشمل العاصمة الفرنسية.

*********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

“الجمهورية”: تقدم خارجي وتأخر داخلي.. ودعوة عربية لبيروت لملاقاة الرياض وطهران

فيما تتسارَع الخطوات بين الرياض وطهران للبدء بتطبيق «اتفاق بكين» الذي يتوقع ان تكون له انعكاساته الايجابية على لبنان والمنطقة، تتصاعد المواقف التصعيدية الداخلية حيال الاستحقاق الرئاسي وتوابعه وكأنّ اصحابها يسبحون عكس التيار بما يؤخّر إنجاز الإستحقاق أكثر فأكثر غير آبهين بالانهيار الاقتصادي والمالي والمعيشي الذي يستنفز اللبنانيين ويزيدهم فقراً وإذلالاً. فقد أعلن محمد جمشيدي المساعد السياسي للرئيس الإيراني إيراهيم رئيسي، أن الأخير تلقى دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة الرياض وتعزيز التعاون الإقليمي والاقتصادي بين البلدين، وقال ان رئيسي رحّب بهذه الدعوة وأكد استعداده لتعزيز التعاون. فيما أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان انه سيلتقي قريبًا نظيره السعودي فيصل بن فرحان لتطبيق اتفاق بكين، وشدد على «أننا اتفقنا مع الرياض على زيارة وفود فنية، لتفقّد سفارتي البلدين والتحضير لإعادة فتحهما». فيما كان أمين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني الادميرال علي شمخاني (الذي وقّع اتفاق بكين مع الجانب السعودي) يوقّع اتفاقاً أمنياً مع العراق غداة زيارته لأبو ظبي التي استقبلت الرئيس السوري بشار الاسد أمس، وكذلك غداة التواصل الذي حصل بين طهران والمنامة لفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية.

وفيما تتبّعت الاوساط السياسية نتائج الاجتماع الفرنسي ـ السعودي الذي شهده قصر الاليزيه قبل ايام بين الفريقين الفرنسي والسعودي المكلفين الملف اللبناني، قالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” ان مواضيع البحث التي تناولها المجتمعون لم تُحسَم نهائياً وإنما تركوها مفتوحة بناء على رغبتهم في انتظار تبلور مزيد من المعطيات والتطورات في ضوء الاتفاق السعودي ـ الايراني الاخير.

وبَدت الاوساط السياسية المهتمة والمعنية في انتظارعودة السفير السعودي وليد البخاري والسفيرة الفرنسية آن غريو الى بيروت للاطلاع منهما على اجواء الاجتماع الباريسي الذي شاركا به الى جانب مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل والمستشار في الديوان الملكي السعودي الدكتور نزار العلولا. وينتظر ان يستأنف البخاري وغريو جولتيهما كلّ على حدة على المسؤولين والقيادات السياسية في اطار التشاور في التطورات السياسية والمواقف المطروحة إزاء الاستحقاق الرئاسي ومجمل الاوضاع التي تمر بها البلاد. والخطوات التي يعتزم الصندوق السعودي ـ الفرنسي المنشأ لمساعدة لبنان، وهي كانت من بين مواضيع البحث في اجتماع الاليزيه.

خارج التوقيت

وأسف ديبلوماسي عربي، عبر «الجمهورية»، لأنّ «اللبنانيين ما زالوا خارج التوقيت الصيني واستطراداً السعودي ـ الايراني». ودعا هذا الديبلوماسي القوى السياسية اللبنانية على اختلافها الى «الخروج من قَوقعتها وقراءة الزلزال الذي حدثَ في المنطقة وتوقيت الساعة اللبنانية على ساعة الاحداث الكبرى الصينية واستطراداً السعودية والايرانية». واضاف الديبلوماسي بأسى «انّ القوى السياسية اللبنانية ما زالت تقرأ في كتاب قديم، كتاب النزاعات القديمة ولا ترى التطورات المتسارعة قدماً على مستوى المنطقة. وبالتالي، ما عليها سوى ان تستشرف اللحظة التي دخلت فيها المنطقة من اجل إسقاط المناخات التبريدية والمتطورة في اتجاه مزيد من التلاقي ومزيد من الحلول، وما عليها سوى ان تعكس هذا محلياً، فلا يمكن للبنان ان يبقى خارج هذا التطور الكبير، لأنّ المنطقة في ربعها الاول قد شهدت زلزالاً طبيعياً ضربَ تركيا وسوريا وستشهد في الآتي من الايام زلزالاً سياسياً من خلال الاتفاق الايراني ـ السعودي الذي أدخَل وسيدخل المنطقة في حقبة جديدة عنوانها «الاستقرار». وبالتالي، القوى السياسية اللبنانية مطالبة بزلزال لبناني يأتي تكملة واستكمالاً للزلزال الاقليمي السعودي ـ الايراني من اجل اعادة استنهاض مشروع الدولة، وما على القوى السياسية في لبنان سوى ان تتعِظ من هذا المشهد الاقليمي حيث انّ الخصوم اجتمعوا والتقوا حول مساحات مشتركة لبناء المسرح الاقليمي، لبناء الشرق الاوسط الجديد. وبالتالي، ما عليها سوى ان تتعظ وتقرأ في كتاب المملكة السعودية وايران من اجل الالتقاء بعضها مع بعض حول مساحة مشاركة لبناء لبنان الجديد».

التأمل والصلاة

من جهة أخرى، تواصلت التحضيرات الضرورية التي بدأتها البطريركية المارونية الخاصة بالدعوة التي وجّهها الى النواب المسيحيين للمشاركة في يوم الصلاة والتأمل في الخامس من نيسان المقبل في حريصا، للتداول في بعض الشؤون العامة لا سيما منها الاستحقاقات المقبلة.

وفي ظل الترتيبات التي بوشِر بها، قالت المصادر ان الدعوة الى الصلاة شكلية، وما تأمله بكركي هو ان يتطور البحث بعد الصلاة والتأمل الى الشؤون الوطنية العامة بما فيها تلك الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية.

وتبلّغ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس من وفد كتلة «لبنان القوي»، الذي ضَم النواب نقولا الصحناوي وسيزار ابي خليل وجورج عطاالله، قرارها المشاركة في يوم «التأمل والصلاة»، آملين «أن يكون هذا اللقاء مناسبة لاستلهام التعاليم والقيم المسيحية في مقاربة الاستحقاقات الوطنية كافة»، وبعد اللقاء استبقاهم البطريرك الى مائدة الغداء.

وكانت معظم الكتل المسيحية قد أعلنت موافقتها على المشاركة في هذا اليوم فيما اعلن امس انّ النائب أديب عبد المسيح سيمثّل كتلة «تجدد» في غياب النائب ميشال معوض الموجود في الولايات المتحدة لارتباطات سابقة تعني «مؤسسة الشهيد رينيه معوض». كذلك اعلن عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى انه سيشارك في هذا اليوم ايضاً.

زيارة الفاتيكان وروما

وفي هذه الاجواء عاد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى بيروت بعد زيارتين الى الفاتيكان وايطاليا حيث التقى البابا فرنسيس ونظيرته رئيسة الحكومة الايطالية جورجا مِلوني، وسيُعاود اليوم نشاطه في السرايا الحكومية حيث من المقرر ان يلتقي صباحاً وفداً كبيراً من صندوق النقد الدولي الذي يزور لبنان لمواكبة الجهود المبذولة توصّلاً الى دفع اللبنانيين للبَت بمجموعة من الخطوات الاصلاحية المطلوبة بموجب الاتفاق الذي وقّع بالأحرف الأولى على مستوى الموظفين في نيسان العام الماضي.

ونقلت مصادر قريبة من ميقاتي لـ«الجمهورية» انّ زياته للفاتيكان وروما حملتا كثيراً من المعطيات المطمئنة بالنظر الى فهم دوائر الفاتيكان للوضع في لبنان والمنطقة بكثير من الدقة، وبما يكفي من المعطيات التي دفعت قداسة البابا الى مواصلة جهوده لمساعدة لبنان على تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها، وهو لن يوفّر جهداً يبذل لتثمير علاقاته الديبلوماسية المؤثرة لدى العواصم الكبرى.

ولفتت المصادر الى انّ اللقاءات في ايطاليا تناولت مختلف التطورات في لبنان والمنطقة والدور الايطالي القائم في لبنان على مختلف المستويات، ولا سيما منها الانسانية والاجتماعية، عَدا عن الدور الذي تلعبه روما في دعم الجيش والمؤسسات الامنية المختلفة ومن ضمن اطار القوات الدولية «اليونيفيل» التي تشارك فيها.

جلسة لمجلس الوزراء

وفي الموازاة، كشفت مصادر وزارية مقربة من السرايا الحكومية ان التحضيرات جارية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء تحضيراً لجلسة لمجلس الوزراء ستُعقد في الايام القليلة المقبلة للبحث في الملف التربوي وأوضاع موظفي القطاع العام.

وقالت هذه المصادر لـ«الجمهورية» انّ تحديد موعد هذه الجلسة ينتظر إشارة من وزارة المال التي تعدّ التقارير والجداول الخاصة بالتقديمات الاضافية المقررة لموظفي القطاع العام المدنيين والعسكريين وتحديد الكلفة المقدّرة للزيادات على الرواتب والحوافز المقررة، لا سيما منها تلك المتصلة بالنقل والانتقال بعدما تقرّر ان تُحدد بليترات المحروقات قياساً على ايام الحضور بدلاً من اي تعويض مالي مقطوع وفق آلية يُصار الى الاعلان عنها بعد البَت بها في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء.

وانتهت المصادر الى انّ العائق في وضع التقرير الخاص بكلفة النقل والانتقال لا يقف عند الاضراب المنفذ في وزارة المال وحصر حضور الموظفين إليها بيوم واحد، وإنما هو مرتبط بما يمكن تسميته ضعف الواردات المالية التي باتت رهناً بالرسوم الجمركية ومردود المنشآت العامة في ظل إقفال الدوائر العقارية والميكانيك التي كانت تجمع عشرات المليارات شهرياً.

ميقاتي الى قبرص

على صعيد آخر قالت مصادر حكومية ان الاتصالات مستمرة بين بيروت ولارنكا لوضع اللمسات الاخيرة على الزيارة الخاطفة التي سيقوم بها ميقاتي الى قبرص للبحث في عدد من الملفات العالقة بين البلدين، لا سيما منها تلك المتصلة بإعادة النظر في ترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة بينهما وتصحيح بعض النقاط البحرية في ضوء الانتهاء من ترسيم الحدود في المنطقة الجنوبية مع فلسطين المحتلة.

مبنى جديد للركاب

وفي خطوة لافتة وغير مسبوقة يحتفل ظهر اليوم في السرايا الحكومية بتوقيع العقد مع الشركة التي ستبني المبنى الجديد للركاب في مطار بيروت الدولي، والذي يمكن ان يستقبل سنوياً نحو 5،3 ملايين مسافر سنوياً. وبكلفة تقدّر بـ 122 مليون دولار، والتي ستدخل الى لبنان بـ»الفريش دولار» من خلال استثمار أوروبي.

«تدبّروا أمركم»

علمت «الجمهورية» انّ اجتماعاً سيُعقد بعد ظهر اليوم بين وفد من صندوق النقد الدولي يزور لبنان منذ ايام، وبين وفد مشترك يضمّ المجلس الاقتصادي الاجتماعي والهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام.

ومن المتوقع ان يدعو وفد الصندوق مَن سيلتقيهم الى الضغط على السياسيين اللبنانيين لتطبيق الإصلاحات الضرورية التي لا تزال معلّقة، فيما نقلت اوساط مطلعة لـ«الجمهورية» عن الوفد تحذيره من أنه اذا لم تُنفّذ تلك الإصلاحات قريباً «فإننا سنذهب ولن نعود قبل ايلول المقبل وعليكم تدبّر أمركم».

وبينما يواصل سعر الدولار الأميركي ارتفاعه الهائل مُتخطياً سقف المئة وعشرة آلاف ليرة بسهولة، أبلغت مصادر اقتصادية الى «الجمهورية» انه «لم يعد هناك معنى للأرقام وانّ الدولار أصبح بلا سقف، في انتظار انطلاق الحل على المسارين السياسي والاقتصادي».

مواقف

في المواقف التي شهدتها عطلة نهاية الاسبوع، أشار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، خلال قداس تكريس العائلات والكنيسة بشفاعة القديس يوسف في بكركي، الى انه «في عدم توفير الخير العام يكمن مصدر أزماتنا: السياسية والإقتصادية والمالية والتجارية والأخلاقية. وهذا هو السبب الأساس لتعثّر بل لتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، وبنتيجة هذا التعطيل شُلّ المجلس النيابي والحكومة والوزارات والإدارات العامة. بل هنا مكمن الفوضى والفساد وتفكيك أوصال الدولة وإفقار المواطنين والتسبب بقتلهم وموتهم جوعاً ومرضاً وانتحاراً». وقال: «لا ينسى المسؤولون السياسيون أن العمل السياسي هو خدمة الانسان، بموجب تصميم الله الذي اراد ان يؤلّف من الرجال والنساء عائلة بشرية واحدة، يتعاملون فيها بروح الاخوة فيما بينهم، وبروح البنوة للخالق الواحد. ما يجعل كل الاشخاص في حاجة الواحد الى الآخر، وهم في حالة ترابط. من شأن السلطة السياسية تعزيز هذا الترابط والتكامل بين المواطنين، وتسهيل سعيهم الى إنشاء جمعيات ومنظمات عامة وخاصة، ووضع نظام اجتماعي يضمن خير كل شخص، إذ يتأسّس على الحقيقة، ويحمى بالعدالة، وينتعش بالمحبة، وينمو بالحرية السائرة نحو مزيد من الاتزان البشري».

عودة

وأشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خلال القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، الى انّ «بلدنا يرزح تحت نير صليب عظيم، فقد أصبح خراباً، وإن لم يتكاتف الجميع لترميمه سيسقط على رؤوس الجميع. أصبح بلدنا بيتاً بلا سقف، جدرانه مصدعة، أبناؤه يائسون، والمسؤولون مشتتون لا يأتون حراكاً مفيداً لتدارك الوضع. أما الذين عليهم الإقدام فما زالوا متباعدين متناحرين مختلفين على كل ما يؤدي إلى انتخاب رئيس. التباعد بين مكونات الوطن شر بلية يُصاب بها مجتمع، ومع علمنا الأكيد أن انتخاب رئيس لن يصنع العجائب إن لم يقترن بخطوات أخرى ضرورية، إلا أنه الخطوة الأولى في المسيرة الإنقاذية الطويلة، يجنّب البلد انهياراً أوسع ويُساهم في التصدي للتحديات المختلفة التي يواجهها البلد». وأمل في «أن يتعالى النواب على خلافاتهم واختلافاتهم، وأن يتلاقوا ويتحاوروا ويتوصّلوا إلى حل لأزمة طالت كثيراً». وقال: «على الجميع تقديم هدف إنقاذ لبنان على هدف الوصول إلى السلطة، وتغليب لغة العقل والحوار والحكمة على التعنّت والتصادم».

قبلان

وتوجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في بيان، للقوى السياسية، قائلاً: «نحن أمام أم الكوارث وسط كارتيل دولي محلي يخنق أنفاس لبنان بالتوازي مع لعبة سياسية مالية داخلية تتشارَك المشروع الدولي بهدف إنهاء وضعية لبنان، والمطلوب تسوية رئاسية سريعة». وكذلك توجّه الى «غبطة البطريرك الراعي والأخوة المسيحيين» قائلاً: «لبنان بلا شراكة لا وجود له والشراكة تنتظركم، ولا وقت إضافياً لأن لبنان في المرحلة الرابعة من الإنهيار». واضاف: «الوقت انتهى واللحظة لحظة تاريخ، ولا إنقاذ من دون مجلس النواب، ومفتاح الحل لا يكون عبر لعبة أصوات بل بتسوية وطنية توافقية، والمطلوب تسوية وطنية عبر مجلس النواب». وتابع: «حذارِ المشروع الدولي لأنه يريد لبنان محرقة، ومفوضية اللاجئين تدفع للنازح لتمنعه من العودة الى وطنه بسياق لعبة أمنية ديمغرافية تدميرية، ونحن الآن في آخر أمتار الفرصة الأخيرة، والبلد كله متوقّف على تسوية رئاسية فيما نصف التسوية السياسية متوقّف على إذن أميركي، وتفليس لبنان ومنع التسوية السياسية ليس مصادفة، وتجهيل المعطّلين عار، ولم يعد في الإمكان الصبر على الإنهيار الشامل، والجوع والفلتان يتغوّلان، وما نحن فيه الآن بالوعة انفجار سياسي اقتصادي معيشي قد يغيّر كل شيء في لبنان».

*********************************

افتتاحية صحيفة اللواء

الإنفراج العربي- الإيراني مستمر.. ولا اتفاق على فرنجية رئيساً

المصارف لم ترعوِ والإدارة العامة ماضية بتعطيل الموارد.. والمالية مطالبة بتوضيح رواتب «صيرفة»

يمضي الانفراج في العلاقات العربية – الايرانية قدماً الى الامام، مع الاعلان عن زيارة يقوم بها الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي الى المملكة العربية السعودية بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، فيما تنحدر الاوضاع المعيشية والمالية من سيئ الى اسوأ على وقع الارتفاع الصاروخي لسعر صرف الدولار، الذي، وبعدما تجاوز المائة الف، دخل في سباق مع نهاية الشهر لطي ورقة العشرة الثانية بمعنى التدرج من 112 الفاً الى 120 الفاً، وسط ارتفاع، يكشف عن فداحة الشغور المالي لمدى مصرف لبنان بالعملة الصعبة، اذ سجل سعر صيرفة 80200 ليرة لكل دولار، ومع شيوع معلومات ان «صيرفة» موظفي القطاع العام قد تصبح من الماضي بدءاً من نهاية آذار ومطلع نيسان المقبل، استناداً الى وزارة المال لجهة ايجاد صعوبات في تأمين رواتب الموظفين على سعر صيرفة السابق، فالأموار غير متوافرة بالعملة الصعبة في الخزينة، عبر مصرف لبنان، الأمر الذي عززه كلام منسوب لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

ازاء هذا الوضع الدراماتيكي، الذي يطيح بالمساعدة التي اعطيت للموظفين والمتقاعدين بموجب ميزانية 2022، ومع اعلان المصارف استمرار الاضراب لأسبوع آخر، اعلنت رابطة موظفي الادارة العامة الاستمرار بالاضراب لأسبوعين اضافيين حتى 31 آذار (أي الجمعة ما بعد المقبلة) مع دعوة الموظفين للاعتصام والبحث بخطوات تصعيدية بانتظار ما ستسفر عنه جلسة مجلس الوزراء المقبلة، وسط مطالبة الموظفين والمتقاعدين بأن تبادر وزارة المالية لاصدار توضيحات قاطعة في ما خص قبض الموظفين والمتقاعدين رواتبهم اخر الشهر على اي سعر لصيرفة، المعمول به او سعر صيرفة في حينه (فوق 80 الف ليرة لبنانية).

ولم تفتح هذه التداعيات الطريق امام اعادة تنشيط الحركة في الداخل على التفاهم على شخصية رئيس جديد للجمهورية، وسط استمرار المتابعة لما يجري في الخارج.

وفي هذا الاطار، لا يزال الملف اللبناني على الطاولة من زاوية الحاجة الى انهاء الشغور الرئاسي بأسرع ما يمكن، ولكن حسب مصادر المعلومات المتقاطعة ان الرياض لم ترَ المواصفات التي تحدثت عنها لرئيس للبنان متمثلة في شخصية مرشح «الثنائي الشيعي» النائب السابق سليمان فرنجية، فهي لا تريد رئيساً ينتمي الى اي فريق كان، بل يتفاهم الجميع عليه، مع الاشارة الى ان لا اجتماع ثان فرنسي – سعودي في بحر الاسبوع الطالع.

وفي ضوء عدم تمكن اللقاء الفرنسي – السعودي من الوصول الى قواسم مشتركة، فان خلوة بكركي المقبلة، وإن ارتدت طابع الخلوة الروحية النيابية تصبح هي مدار المتابعة، في ضوء اصداء الدعوة التي بدأت ترجع الى بكركي من قبل القوى المسيحية، مع العلم ان لا تبدل في مواقف الافرقاء المعنيين من عدم مرشحيهم وما من نقاش في الموضوع.

وتوقعت مصادر ديبلوماسية ان يتبلغ المسؤولون اللبنانيون عبر القنوات الديبلوماسية، نتائج اللقاء الذي عقد نهاية الاسبوع الماضي في باريس بين مسؤولين سعوديين وفرنسيين، وخصص للتشاور حول الوضع في لبنان وتحديدا بخصوص انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والمساعي المبذولة لدفع ملف الانتخابات قدما الى الامام، وتركز البحث ايضا حول موضوع صندوق مساعدة اللبنانيين الذي انشىء، سابقا، لدعم المدارس والحاجات الإنسانية والضرورية للبنانيين.

واشارت المصادر إلى ان موضوع الانتخابات الرئاسية يحظى باهتمام ملحوظ، ومدار تشاور مستمر بين الدول المعنية بلبنان، بعيدا من الإعلام وبدون ضجيج، بالرغم من انشغال هذه الدول بمواضيع وملفات خاصة اكثر اهمية ، ولفتت إلى ان موضوع الانتخابات الرئاسية، يطرح باستمرار على هامش اللقاءات التي تجري، ويتم تبادل وجهات النظر بخصوصها.

الا ان المصادر كشفت ان التشاور بدأ بالفعل بخصوص، ماهو مقبول وغير المقبول من لائحة الاسماء المتداولة ضمن المواصفات التي تم تحديدها. وبنتيجة التشاور استبعدت أسماء شخصيات محسوبة على هذا الفريق او ذاك، فيما البحث عن اسم الشخصية المقبولة، قد قطع شوطا كبيرا، وينتظر الاعلان عنه، اكمال المشاورات الجارية بين مسؤولي الدول المعنية.

ووسط ترقّب ما انتهى اليه الاجتماع الفرنسي – السعودي الذي عقد يوم الجمعة في باريس والذي بحث الملف اللبناني. يترقب الوسط السياسي ايضاً موقف الكتل المسيحية من الدعوة التي وجهها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، الى النواب المسيحيين «ليوم خلوة روحيّة وصلاة» يوم الأربعاء في 5 نيسان المقبل في حريصا. وذلك في إطار الإتصالات المتواصلة للإسراع في إنجاز الإستحقاق الرئاسي. وقد وافق عليها حتى الان حزب الكتائب وحزب الوطنيين الاحرار وحركة «تجدد» ، فيما زار النواب نيكولا الصحناوي وسيزار ابي خليل وجورج عطا الله البطريرك الراعي، بتكليف من رئيس التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، حيث أبلغوه تلبية نواب التيار لدعوة التأمل والصلاة التي أطلقها، آملين «أن يكون هذا اللقاء مناسبة لاستلهام التعاليم والقيم المسيحية في مقاربة الاستحقاقات الوطنية كافة». وقد استبقى الراعي بعد اللقاء النواب الثلاثة على مائدة الغداء، وفق ما أعلنه بيان التيار.

ويبقى إنتظار موقف القوات اللبنانية ظهر اليوم في اجتماع «تكتل الجمهورية القوية» في معراب برئاسة سميرجعجع.

وهناك ترقب لكلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مناسبة احياء ذكرى القيادي حسين الشامي يوم الاربعاء المقبل 22 اذار الحالي. بينما حدد رئيس المجلس نبيه برّي لـ «اللواء» المطلوب لفك «البلوك» السياسي المفروض على الاستحقاق الرئاسي.

برّي: لتكتمل الترشيحات

الحوار والتوافق بين المسيحيين الذي دعا اليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، كرره امس بقوله لـ «اللواء»: كررت عدة مرات الدعوة. ودعيت مرتين بصورة رسمية للحوار بين القوى المسيحية، لكن الكتلتين الاساسيتين عند الموارنة التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية رفضتا الحوار، علماً ان الحوار يجب ان يتركز اكثر ما يكون عند هاتين الكتلتين.

اضاف: لا يتم شيء إيجابي من دون ان تتحدث الناس مع بعضها، ومن دون حوار ستكون النتيجة مزيد من التعطيل للبلد.

وحول دعوة البطريرك الراعي الكتل المسيحية الى الاجتماع؟ قال: قرأت انها دعوة دينية «خلوة روحية وصلاة»، فلا اتدخل فيها.على كل حال علمت ان الكتل المسيحية ما زالت تدرس الدعوة، بإستثناء موافقة الكتائب والاحرار وكتلة «تجدد»،(ولاحقاً التيار الوطني الحر) وربما ترفضها «القوات» فلم اسمع موقفها.

وعن كيفية فك «البلوك» الذي يطوّق الاستحقاق الرئاسي، قال الرئيس بري: ننتظرحصول ترشيحات رسمية اوعلنية للإنتخابات الرئاسية، فحتى الان لا يوجد سوى مرشح واحد هوميشال معوض، هناك كلام عن مرشحين عديدين لكن حتى الان لامرشحين آخرين رسمياً غير النائب معوض، ومتى إكتملت الترشيحات ادعو لجلسة انتخاب وليفُزْ من يفُز.

لقاء باريس

ووسط تكتم من قِبل المشاركين على فحوى المشاورات التي جرت بين فرنسا والسعودية، وفي ظل عدم صدور اي بيان عن اللقاء «الثنائي»، علمت «المركزية» من اكثر من مصدر، ان اللقاء غاص في ملف المساعدات الانسانية والاغاثية للشعب اللبناني عبر الصندوق السعودي – الفرنسي الذي اتُفق على انشائه بين الدولتين منذ اشهر، الا ان الاجتماع مرّ ايضا على الاستحقاق الرئاسي، حيث تبيّن ان الموقف السعودي لا يزال على حاله، اذ ترفض المملكة الدخول في لعبة الاسماء وتصر على رئيسٍ بمواصفات اصلاحية انقاذية سيادية غير منغمس في الفساد الذي أوصل لبنان الى الانهيار، وتبيّن ايضا ان الرياض لا تزال على رفضها اي صفقات او مقايضات، وانها تنتظر تفاهمَ اللبنانيين في ما بينهم على اسم رئيسٍ للجمهورية.

وقد افيد ان الاجتماع لم يصل إلى توافق بما يتعلق بالملف الرئاسي اللبناني.

في الموازاة، اشارت المصادر الى ان اللقاء الثنائي يمهّد لاجتماع جديد للدول الخمس التي اجتمعت في باريس في 6 شباط وهي الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، يُفترض ان يُعقد في الاسابيع المقبلة، وسيعرض في شكلٍ موسّع اكثر، للملف الرئاسي وللأزمة اللبنانية السياسية والمالية والاقتصادية وسبلِ معالجتها.

موقف فرنجية

رئاسيا ايضا، تتجه الانظار الى اي خطوة من قِبل فرنجية الذي لا يزال يتريّث في اعلان ترشيحه وبرنامجه رسمياً، علماً ان مصادر شمالية مطلعة على موقف اجواء «المردة» قالت لـ «اللواء»: انه بصدد إنجازبرنامجه للرئاسة وتجري قراءات اخيرة عليه، لكنه مازال يدرس ايجابيات وسلبيات اعلان الترشح في هذا الظرف والتوقيت، وهوينتظر بعض الوقت للتأكد من نضوج ظروف إجراء الانتخابات والترشيح.

كما نفت المصادرلـ «اللواء» المعلومات الصحافية التي اشارت الى ان فرنجية زار دمشق في الايام الماضية، حيث التقى الرئيس بشار الاسد وسمع منه انه «سيكون رئيس الجمهورية المقبل وإلا ان ستكون له الكلمة الفصل في اختيار الرئيس». لكن المصادر الشمالية قالت: ان زيارات فرنجية لسوريا لم تكن ولا مرة سرية، وهو حريص في كل زيارة على تسجيل خروجه من لبنان لدى الامن العام اللبناني، وتسجيل دخوله عند الحدود السورية، وبالعكس. وبالتالي لوحصلت زيارة مؤخراً لكن قد تم الاعلان عنها، خاصة ان الرئيس الاسد منشغل جداً هذه الايام بزيارات الى الخارج واستقبال وفود عربية وبالتحضيرات للقاء المزمع عقده بينممثلين عن سوريا وتركيا برعاية روسية – ايرانية.

وفي المواقف، كشف النائب مارك ضو عن جلسات حوار بين القوى المعارضة للتباحث في الخيارات الرئاسية. واشار الى ان «بنظري لا أحد يؤمن الـ65 صوتا واذا وُضع التغييريون امام خيارَي سليمان فرنجية وميشال معوض فان ثلثهم يؤيدون ميشال معوض».

مجلس وزراء الأربعاء

عاد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس الى بيروت، بعد زيارتين قام بهما الى الفاتيكان وروما حيث اجتمع مع البابا فرنسيس ورئيسة الحكومة الايطالية جورجا مِلوني.

ومع عودة رئيس الحكومة تتكثف الاجتماعات الوزارية والاقتصادية واللقاءات المحلية والخارجية في السرايا.

ومن المتوقع، أن تعقد يوم الاربعاء المقبل جلسة لمجلس الوزراء لمناقشة الوضع المالي المتدهور والازمة المتفاقمة لا سيما وضع موظفي القطاع العام المتردي في ظل الارتفاع الجنوني للدولار وتدني قيمة رواتبهم واجورهم الى جانب وضع المتقاعدين العسكريين والمدنيين.

ويبقى تحديد الموعد النهائي للجلسة رهن انجاز وزارتي التربية والمال دراساتهما حول موضوع الرواتب والمساعدات الاضافية وبدل الانتاجية.

وتقول أوساط حكومية معنية إن رئيس الحكومة حريص على تامين الحد الممكن للموظفين والعسكريين من اجل القيام بمهامهم ومواجهة اعباء الوضع قدر المستطاع، لكن المشكلة التي تواجه الحكومة هي في ضعف الايرادات المالية والتعطيل المستمر لعدة أشهر لعدة مرافق مهمة كالدوائر العقارية والميكانيك وغيرها .

في المقابل، وفي خطوة من شأنها تعزيز الحركة الاقتصادية في البلد، سيقام ظهر اليوم الاثنين في السرايا حفل اطلاق مشروع انشاء مبنى جديد للمسافرين في مطار بيروت.

وبحسب مصدر وزاري معني فإن المبنى سيستقبل حوالى ٣،٥ مليون مسافر سنوياً وقيمة الاستثمار تبلغ حوالي ١٢٢ مليون دولار اميركي «فريش»من خارج لبنان بتشغيل من شركة اوروبية».

المصارف

وفي ظل الدوران في الحلقة المفرغة رئاسيا، وعجزِ الحكومة او مجلس النواب عن انجاز اي خطوة مفيدة على طريق وقف الانهيار، وقد حذرت بعثة صندوق النقد الدولي الموجودة في بيروت، من محاذير هذا الاداء، الدولارُ يسجّل ساعة بعد ساعة، قفزاتٍ مخيفة، وقد تجاوز يوم السبت سقف الـ112 الف ليرة للدولار، رافعاً معه اسعار المحروقات والدواء والخبز.

ولم تجتمع الجمعية العمومية للمصارف مساء امس كما كان متوقعا للنظر في موضوع استمرار الاضراب المفتوح الذي بدأته الثلاثاء الماضي، حيث استقر الرأي على ان لا شيئا قضائيا ملموسا ظهر كي يُعاد النظر في موضوع الاضراب.

صحياً، سجلت وزارة الصحة 89 اصابة جديدة، رفعت العدد التراكمي الى 1233647، كما تم تسجيل حالتي وفاة.

*********************************

افتتاحية صحيفة الديار

«الفيتوات» المتبادلة تعزز حظوظ مُرشح ثالث لرئاسة الجمهوريّة

الخلوة المسيحيّة: صلاة وتأمل ولا اتفاق

الإضرابات تشلّ البلد… والدولار يُواصل تحليقه – بولا مراد

تحول اللبنانيون منذ الاعلان عن الاتفاق بين ايران والسعودية الى مجرد مراقبين للتطورات السريعة في المنطقة، محاولين دراسة كيفية انعكاسها على اوضاعهم الداخلية، وبخاصة على ملف الانتخابات الرئاسية والملف المالي. ورغم ان حركتهم ومساعيهم الداخلية كانت محدودة قبل ذلك، الا انها باتت حاليا شبه معدومة، مع التسليم بأن القرار بمصير بلدهم خارجي، وبأن معظم القوى السياسية التي أعادوا انتاجها في الانتخابات النيابية الاخيرة، ليست الا ادوات تحركها الدول وتنتظر التعليمات منها لتنفذها بحذافيرها.

حدثان اقليميان اساسيان طبعا نهاية الاسبوع، من المفترض ان تكون لهما انعكاسات على الاوضاع الداخلية، وان كان ذلك لن يحصل في ليلة وضحاها:

– الحدث الاول: زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الإمارات، وما لذلك من اهمية استراتيجية بعد اكثر من 12 عاما من القطيعة العربية مع سوريا.

– الحدث الثاني: اعلان المساعد السياسي للرئيس الإيراني محمد جمشيدي أن الرئيس ابراهيم رئيسي تلقى دعوة من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لزيارة الرياض، وهو ما يعني ان الاتفاق بين البلدين بدأ يترسخ اكثر فأكثر، رغم ان كثيرين كانوا يعولون على فشله.

«فيتوان»… فمرشح ثالث

وبالرغم من اعتبار مصادر مواكبة عن كثب للملف الرئاسي، ان تبلور اي تفاهم إيراني-سعودي بخصوص لبنان لن يكون قريبا، باعتبار ان الملف اللبناني ليس اولوية للبلدين، كشفت المصادر لـ» الديار» ان «زوار طهران نقلوا عن مسؤولين ايرانيين ما مفاده ان الوصول الى حائط مسدود سواء بترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية أو قائد الجيش العماد جوزيف عون، سيؤدي تلقائيا الى تعزيز حظوظ مرشح ثالث»، مشيرة الى ان «الامر بات اقرب لكون ان فيتوات باتت موضوعة على الاسمين بعكس ما يتردد». واضافت: «لكن مما لا شك فيه ان حزب الله لن يتخلى عن فرنجية قريبا، وهو ابلغ كل من سأله انه سيبقى متمسكا بترشيحه حتى يعلن رئيس «المردة» انه لم يعد يخوض المعركة الرئاسية».

وبات محسوما ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري لن يدعو الى جلسة لانتخاب رئيس بانتظار انقضاء شهر رمضان، آملاً ان تكون بعض المتغيرات قد طرأت على المشهد حتى ذلك الوقت، باعتبار انه ورغم ما يشيعه عن تأمين نحو 65 صوتا لفرنجية، الا انه لن يكون قادرا على تأمين نصاب الـ86 بتسوية كبرى ذات امتدادات اقليمية- دولية.

خلوة… فلا اتفاق

ورغم خلافاتهم، تبقى الكلمة الاساس للمسيحيين في انتخابات الرئاسة، باعتبار ان نصاب الـ86 لن يتأمن الا بحضور نواب «الجمهورية القوية» او «لبنان القوي»، اذ تعتبر المــصادر انه حتى ولو حصل تفاهم ايراني- سعودي على انتخاب فرنجية مثلا، الا ان تطبيقه داخليا لن يكون بالامر السهل، خاصة بعدما رفع «القواتيون» السقف كثيرا باعلان رفضهم تأمين نصاب جلسة لانتخاب «مرشح حزب الله».

وتتجه راهنا الانظار الى الخلوة ذات البعد الديني، التي دعا اليها البطريرك الماروني بشارة الراعي، وان كان الجميع يعلن ان خلفياتها وهدفها سياسي مرتبط بالسعي لانجاز تفاهم مسيحي- مسيحي حول الملف الرئاسي. فبعد فشل مهمة المطران انطوان أبي نجم الذي كان مكلفا من بكركي التواصل مع القيادات المسيحية، بمحاولة للتوصل الى اسم او اسمي مرشحين يشكلان نقطة تقاطع بين القيادات المسيحية، ارتأى الراعي لعب آخر اوراقه بالدعوة الى هذه الخلوة تحت مسمى «روحي»، لعلمه بأن حزب  «القوات» مثلا لن يشارك في اجتماع للقيادات الـ4، ولا يبدو متحمسا لاجتماع النواب المسيحيين للبحث باسم الرئيس بغياب تفاهم مسبق حوله.

واعتبرت مصادر سياسية مواكبة للقاء المرتقب، انه «يخدم اولا رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل ويضر بشكل خاص بفرنجية»، لافتة في تصريح لـ «الديار» الى ان «مسارعة باسيل لتكليف النواب نيكولا الصحناوي وسيزار ابي خليل وجورج عطاالله،  زيارة الراعي في بكركي يوم امس لابلاغه تلبية نواب التيار دعوة التأمل والصلاة التي أطلقها، يؤكد ذلك».

وتضيف المصادر: «اما فرنجية فيعي ان لا باسيل ولا جعجع ولا الجميل بصدد السير بترشيحه، وبالتالي اي موقف سيصدر عن هكذا خلوة او عن اي اجتماع مسيحي- مسيحي في بكركي لن يكون لمصلحته، لذلك يصر دائما على التذكير باجتماع القيادات الشهير الذي حصل في البطريركية في العام 2014 واكد على احقية القيادات الـ4 في تبوؤ سدة الرئاسة».

وبعدما بات محسوما ان نواب «الوطني الحر» و»الكتائب» سيلبون دعوة الراعي، علمت «الديار» ان «اجتماعا يعقده تكتل «الجمهورية القوية» اليوم الاثنين حيث سيتم خلاله اتخاذ القرار النهائي بخصوص المشاركة بالخلوة او عدمها، على ان يعلن جعجع الموقف الرسمي خلال مؤتمر صحافي ظهرا».

وتعتبر المصادر ان «الخلوة حتى ولو شارك فيها كل النواب المسيحيين، وهو امر مستبعد، لن تصل الى اي نتيجة عملية او اتفاق، وهذا امر محسوم، ما يجعل خطوة بكركي خطوة ناقصة».

الاضرابات تشل البلد

في هذا الوقت، وفي ظل التأزم السياسي المستمر، يتواصل الانهيار المالي والاقتصادي، ما ينعكس على كل المستويات والقطاعات كافة، وبالاخص تحليقا لسعر صرف الدولار. وتستمر الإضرابات في شل البلد والمؤسسات وابرزها اضراب موظفي الادارة العامة، الذين اعلنوا بالامس تمديد الاضراب مع اعتصامات في المناطق، كما اضراب المصارف بعدما ارتأت الجمعية العمومية للمصارف عدم الاجتماع نهاية الاسبوع، وربط اي اجتماع يؤدي الى تعليق الاضراب بخروقات او حلول جديدة لا تبدو متوافرة حاليا.

وفي هذا الاطار، قالت مصادر معنية ان «الكرة اليوم في ملعب القضاء كما في ملعب القوى السياسية وعلى رأسها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، فاما يتم التوصل الى حل جذري يضع حدا لسياسة الكيل بمكيالين وتحميل المصارف كل مسؤولية الانهيار، ـ واما الاضراب سيتواصل حتى ولو علق لفترات محدودة لتسيير امور الناس». واضافت المصادر لـ «الديار»: «المصارف لا تريد التصعيد، وليست بصدد وقف العمل بالـatm حاليا او الاغلاق الكلي للفروع، لكن يجب ملاقاة الايجابية بخطوات سريعة من قبل المعنيين، والا اصبحت كل الخيارات متاحة، في حال استمرار صدور قرارات قضائية جائرة».

*********************************

افتتاحية صحيفة الشرق

اجتماع باريس «تيتي تيتي .. » والدولار يحلّق

هدأ الصخب السياسي – القضائي في عطلة نهاية الاسبوع، خلافا لجنون الدولار الذي لا يعرف استكانة منذ ايام. فبعد الحركة التي خلقتها في الداخل التحقيقاتُ الاوروبية مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والرد الذي أصدره الاخير  بعد انتهاء جلسات الاستماع اليه، ساد هدوء حذر لمرحلة «ما بعد» استجواب الحاكم مِن قِبل الوفد القضائي الخارجي من جهة، وادعاءِ القضاء اللبناني عليه من جهة ثانية. اما سياسيا، فترقّبٌ أيضا لما انتهى اليه الاجتماع الفرنسي – السعودي الذي عقد  في باريس والذي بحث الملف اللبناني.

لا خرق باريسيا

في هذا الاطار، ووسط تكتم من قِبل المشاركين على فحوى المشاورات وفي ظل عدم صدور اي بيان عن اللقاء «الثنائي»، علم من اكثر من مصدر، ان اللقاء غاص في ملف المساعدات الانسانية والاغاثية للشعب اللبناني عبر الصندوق السعودي – الفرنسي الذي اتُفق على انشائه بين الدولتين منذ اشهر، الا ان الاجتماع مرّ ايضا على الاستحقاق الرئاسي، حيث تبيّن ان الموقف السعودي لا يزال على حاله، اذ ترفض المملكة الدخول في لعبة الاسماء وتصر على رئيسٍ بمواصفات اصلاحية انقاذية سيادية غير منغمس في الفساد الذي أوصل لبنان الى الانهيار، وتبيّن ايضا ان الرياض لا تزال على رفضها اي صفقات او مقايضات، وانها تنتظر تفاهمَ اللبنانيين في ما بينهم على اسم رئيسٍ للجمهورية. وقد افيد ان الاجتماع لم يصل إلى توافق بما يتعلق بالملف الرئاسي اللبناني. في الموازاة، اشارت المصادر الى ان اللقاء الثنائي يمهّد لاجتماع جديد للدول الخمس التي اجتمعت في باريس في 6 شباط وهي الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، يُفترض ان يُعقد في الاسابيع المقبلة، وسيعرض في شكلٍ موسّع اكثر، للملف الرئاسي وللأزمة اللبنانية السياسية والمالية والاقتصادية وسبلِ معالجتها.

المراوحة مستمرة

انطلاقا من هنا، يبدو وفق المصادر، ان وضعية المراوحة السلبية الرئاسية ستستمر في الداخل، بما ان بعض القوى السياسية المحلية – وهي ممّن يدعون الى عدم الرهان على الخارج – ربطت الاستحقاق بالتطورات الاقليمية، وقد سارعت الى الترحيب بـ»تفاهم بكين»، مروّجة لكونه سيرفع أسهم مرشّحها اي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

الحزب للحوار

في السياق، ومع ان مسؤولي حزب الله وحركة امل يؤكدون انهم ليسوا في وارد التراجع عن تأييدهم لفرنجية وانهم لم يطرحوا اسمه لحرقه، هم يكررون في الوقت ذاته، دعوةَ الفريق الآخر الى التحاور.

على الضفة الثانية، كشف النائب مارك ضو عن جلسات حوار بين القوى المعارضة للتباحث في الخيارات الرئاسية. واشار الى ان «بنظري لا أحد يؤمن الـ65 صوتا واذا وُضع التغييريون امام خيارَي سليمان فرنجية وميشال معوض فان ثلثهم يؤيدون ميشال معوض». وأردف «الاتفاق السعودي الإيراني لن يكون لصالح فرنجية بتاتا. الاتفاق هو لصالح السعودية فقط، ويمكن ان تنقلب ايران بعد فترة عليه».

فرنجية زار دمشق

رئاسيا ايضا، تتجه الانظار الى اي خطوة من قِبل فرنجية الذي لا يزال يتريّث في اعلان ترشيحه وبرنامجه رسميا علما ان معلومات صحافية اشارت الى انه زار الشام في الايام الماضية حيث سمع انه «سيكون رئيس الجمهورية المقبل او ان ستكون له الكلمة الفصل في الاستحقاق».

لقاء صلاة

كما ترصد الرادارات المواقف التي ستصدر عن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظته، في وقت يواصل موفده المطران انطوان بو نجم جولاته على القيادات المسيحية. وقد علمت «المركزية» في السياق، ان الراعي وّجه دعوة الى النواب المسيحيين الى يوم اختلاء روحي وصلاة الاربعاء 5 نيسان المقبل في حريصا.

حركة جنبلاطية

الى ذلك، من غير المستبعد ان ينشط رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط على الساحة الداخلية في قابل الايام، ساعيا الى التقريب بين اللبنانيين، بعد عودته من الكويت. اما زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى السعودية فلا تزال غير واضحة، حيث أكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى «أن لا زيارة قريبة مرتقبة لبري الى المملكة»، مضيفا «بري لم يُدع حتى الساعة الى زيارة السعودية، إنما هو منفتح على أي دعوة ويسعى الى التوافق في المنطقة».

اضراب المصارف

وفي ظل الدوران في الحلقة المفرغة رئاسيا، وعجزِ الحكومة او مجلس النواب عن انجاز اي خطوة مفيدة على طريق وقف الانهيار، وقد حذرت بعثة صندوق النقد الدولي الموجودة في بيروت، من محاذير هذا الاداء، الدولارُ يسجّل ساعة بعد ساعة، قفزاتٍ مخيفة، وقد تجاوز  سقف الـ112 الف ليرة للدولار، رافعا معه اسعار المحروقات والدواء والخبز.. ليس بعيدا، لم تجتمع الجمعية العمومية للمصارف كما كان متوقعا للنظر في موضوع استمرار الاضراب المفتوح الذي بدأته الثلاثاء الفائت، حيث استقر الرأي على ان لا شيئا قضائيا ملموسا ظهر كي يُعاد النظر في موضوع الاضراب. وشرحت مصادر مصرفية مطلعة لـ»المركزية» ان الاضراب هدفه واضح وصريح ان لا يكيل القضاء بمكيالين. واعلنت ان المصارف لا تزال تعول على الجهود التي يقوم بها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي التي كانت اثمرت بعض الحلحلة، وانها تنتظر عودته الى لبنان من ايطاليا، لاستئناف ما بدأه في هذا الاطار.

فرنسا ملتزمة لبنان

في الغضون، اكدت السفيرة الفرنسية آن غريو «التزام فرنسا تجاه لبنان وحرصها عليه من خلال هذا الوجود «لأن لبنان متنوع وأريد أن أكون أقرب إلى اللبنانيين». واملت غريو خلال افتتاح الجناح الجديد للمعهد الفرنسي في جونية، ان تكون هناك شراكة جديدة في كل المناطق من كسروان الى المتن وجبيل «لأنه حتى ضمن المنطقة الواحدة هناك خصوصيات وهذا ما يجعل لبنان بلدا جميلا اذ انكم لا تتشابهون، أحيانا يكون الأمر صعبا عندما تحاولون توحيد الجميع، ولكن عدم تشابهكم ثروة هذا البلد».

 

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram