افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 21 آذار 2023

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 21 آذار 2023

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء:

قمة بوتين – بينغ لتعاون استراتيجي اقتصادي عسكري… نحو عالم متعدد الأقطاب مشروع التهدئة الأميركية في القدس والضفة يقع على خطوط تماس الانقسام الإسرائيلي قلق لبناني من فارق التوقيت بين وصول الانفراج الإقليمي ووقوع الانهيار الاقتصادي


رغم كل النقاش الذي يمكن أن يدور حول حظوظ المبادرة الصينية لتسوية الحرب الأوكرانية أمام حرب الاستنزاف التي فرضتها روسيا على دول الغرب مجتمعة، حيث اقتصادات تنزف تحت تأثير أزمات الطاقة، ومصارف مهددة بالإفلاس تحت ضغط أسعار الفوائد وارتفاع المديونية الحكومية، وركود الاقتصاد، وشارع متفجر يطرح السياسات على بساط البحث ويهدد بتغييرات مفاجئة، كما قال التصويت الحرج على الثقة بالحكومة الفرنسية وكما يقولها شارعها المتفجر، فيما مخازن السلاح والذخائر تفرغ مما يمكن إرساله الى أتون الحرب في أوكرانيا، تبدو الصين بدعم روسي كبير آمنة مطمئنة، فروسيا تتكفل وحدها بالمواجهة العسكرية، والصين تهتم باستعادة خطها التصاعدي في النمو، للتقدم كدولة أولى في العالم، لتشكل قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ نقطة ارتكاز لحلف ثنائي روسي صيني استراتيجي على الصعيدين الاقتصادي والعسكري، تحت شعار السير نحو عالم متعدد الأقطاب لم يعد قابلاً للإنكار، رغم الحديث الأميركي عن اتهام موسكو وبكين بالسعي لزعزعة النظام العالمي المولّد من مرحلة نهاية الحرب الباردة، كما قال الناطق بلسان مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، بينما كان وزير الخارجية الأميركية قد سبقه منذ شهور بالاعتراف ان هذا النظام لم يعد قائماً، واصفاً ما يجري بالسباق على حجز المقاعد الأولى في النظام الجديد، معلناً السعي مع حلفاء واشنطن للاحتفاظ بالموقع الأول في النظام الجديد، العالم المتعدد الأقطاب.
وبينما قدمت الصين مثالها للنجاح في الاتفاق السعودي الايراني الذي يوفر الأمن لممرات الطاقة بتلاقي القوتين الأهم في الخليج الذي يختزن توريد أكبر كمية من النفط إلى أسواق العالم عموماً والغرب خصوصاً، تحاول واشنطن إثبات اهليتها القيادية عبر السعي لترجمة مضمون تعليق الرئيس الأميركي جو بايدن على التقارب السعودي الإيراني برعاية صينية، بقوله إن «الاستقرار في الشرق الأوسط يبقى رهن التقارب بين دول المنطقة وإسرائيل»، في إشارة ضمنية إلى أن واشنطن وحدها تستطيع ذلك، وغامزاً ضمناً من الابتعاد السعودي عن مسار التطبيع الذي ترعاه واشنطن، ليكون التحدّي الذي ينتظر واشنطن في فلسطين، في القدرة على تفادي الانفجار في شهر رمضان، حيث المواجهات المتصاعدة بين الفلسطينيين والمستوطنين مدعومين من شرطة الاحتلال تنذر بخروج الأمور عن السيطرة بسبب حال التوحش العنصري التي تسيطر على المشهد الإسرائيلي. ورغم محاولات الضغط المتواصلة أميركياً وعربياً على السلطة الفلسطينية يبقى النجاح الأميركي رهن القدرة على ضبط حركة الحكومة الاسرائيلية التي تبدو قيادتها بيد الوزيرين ايتمار بن غفير وبتسلإيل سموتريش، وهما يقودان الحراك الأشد عنصرية في ظل ارتهان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لأصواتهما لبقاء حكومته من جهة، ولتمرير قوانين تهميش السلطة القضائية لضمان نجاته من الملاحقة بتهم الفساد، ما يجعل النجاح الأميركي واقعاً على خطوط التماس في الصراع الإسرائيلي الداخلي الآخذ في التصاعد نحو المواجهة أيضاً.
لبنانياً، بين ثنائية المراوحة السياسية في المسار الرئاسي، والتصاعد الدراماتيكي في التهديدات الاجتماعية والأمنية تحت تأثير الإنهيار المالي المتصاعد بسرعة استثنائية، قلق لبناني عام من فوارق التوقيت بين موعد وصول نتائج الانفراجات الإقليمية وانعكاسها على المسار الرئاسي بعناوين وفاقية وتسويات تنتهي بإقلاع مسار رئاسي وحكومي جديد، وموعد السقوط المريع للواقع الاقتصادي والمالي واستطرادا الاجتماعي والأمني.
افتتح مطلع الأسبوع الحالي على أوضاع كارثية على كافة المستويات ما ينذر بانفجار اجتماعي وأمني في الأيام المقبلة، كما بشر وتوقع أكثر من مصدر سياسي ومالي وحكومي لـ»البناء»، لا سيما على صعيد سعر صرف الدولار في السوق السوداء الذي واصل اندفاعته الصاروخية وتجاوز أمس، عتبة الـ120 ألف ليرة رافعاً معه أسعار المحروقات إذ وصلت صفيحة البنزين الى مليونين ومئة و58 الف ليرة، وكذلك ربطة الخبز الكبيرة التي بلغت 50 ألف ليرة، على وقع الدعوات إلى الإضراب والنزول إلى الشوارع.
واتهمت مصادر سياسية واقتصادية المصارف ومصرف لبنان بالتلاعب بالعملة الوطنية في إطار الحرب المصرفية – القضائية الدائرة منذ أشهر، وذلك من خلال الإقفال العمدي والتعسفي للمصارف في مختلف المناطق وتعليق العمل بمنصة صيرفة ووقف العمليات المالية والتحويلات المالية بالدولار من الخارج الى لبنان، وإفساح المجال للمضاربة على الليرة بالسوق السوداء، ولفتت لـ»البناء» إلى أن حاكم مصرف لبنان والمصارف يستخدمون سلاح الدولار في مواجهة الدعاوى المرفوعة ضدهم ولابتزاز الحكومة والمودعين والمواطنين». وأشارت المصادر الى أن المصارف ومصرف لبنان يقومان باستخدام الودائع «رهينة حرب» للدفاع عن أنفسهم أزاء الإدانات والتهم الصادرة بحقهم من القضاء اللبناني والأوروبي بارتكاب جرائم مالية من تحويلات وتبييض أموال واختلاسات واستغلال نفوذ.
وتوقعت المصادر بتسعير الحرب المصرفية – القضائية وإن شهدت هدنة بين الحين والآخر، كاشفة أن المصارف أبلغت الحكومة بأنها لن تقبل بشطب رؤوس أموالها عبر الخطة المالية للتعافي التي تصرّ عليها الحكومة ونائب رئيس الحكومة مع صندوق النقد الدولي، وأنها ستؤدي الى القضاء على الودائع، وتصرّ المصارف وفق المصادر على إقرار قانون «الكابيتال كونترول» مع وقف مسلسل الدعاوى المرفوعة على المصارف وكذلك إعادة هيكلة المصارف وإلا سيُعلن اكثر من مصرف إفلاسه في القريب العاجل.
وتبدي مصادر مالية استغرابها كيف يرتفع سعر صرف الدولار بهذه الوتيرة المرعبة، حيث ارتفع 80 ألف ليرة بفترة لا تتعدّى الـ3 أشهر، فيما يرتفع 10 آلاف ليرة كل ثلاثة أيام! ما يكشف بحسب ما تؤكد المصادر لـ»البناء» وجود غرفة عمليات تحرك الدولار لتحقيق أهداف مالية وسياسية، بغياب أي معطيات وأسباب علمية ومنطقية مالية واقتصادية لهذا الصعود الهيستيري، متسائلة عن سبب هذا الارتفاع فيما المعطيات الاقتصادية تعاكس ذلك، لا سيما لجهة زيادة التحويلات المالية للمغتربين الى لبنان خلال العامين الماضيين وزيادة نسبة السياحة والدخول عبر مطار بيروت، وكذلك تراجع نسبة الاستهلاك المحلي بسبب ارتفاع الأسعار وايضاً تراجع الاستيراد لأسباب عدة أبرزها مسارعة التجار الى التخزين قبل ارتفاع الدولار الجمركي، إضافة الى تخفيف الضغط على الدولار بعد رفع الدعم عن كامل السلع والمحروقات وأيضاً تخفيف الضغط عن مصرف لبنان بتمويل مدفوعات الدولة بعد رفع الفواتير الرسمية من خلال ربطها بمنصة صيرفة.
واتهمت المصادر الحكومة ووزارة المال ومصرف لبنان باعتماد منصة صيرفة كوسيلة لتغطية رفع الفواتير الرسمية فقد، إذ عمدت الحكومة والمصرف المركزي في المرة الأخيرة الى خفض سعر الصرف وإغراء المواطنين والموظفين خصوصاً بالاستفادة من صيرفة لبعض الوقت لتمرير طعم رفع الفواتير الرسمية لتمويل خزينة الدولة ورواتب الموظفين والقطاع العام وخطة الكهرباء.
وإذ أصاب الشلل مختلف مفاصل القطاع العام وكذلك القطاع الخاص من المصارف الى النقابات والمصالح، تزداد احتمالات العودة الى تحريك الشارع وخلق فوضى اجتماعية وأمنية، إذ حذر رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، من أن «الإضراب المفتوح لعدة أيام قد يكون الخيار الوحيد». وأضاف: «يجب تضافر الجهود بين الاتحاد العمالي العام والنقابات»، فيما أعلن نقيب صيادلة لبنان جو سلوم أن الصيدليات تتجه الى الإفلاس والإقفال.
وكانت أسعار المواد الغذائية سجلت ارتفاعاً جنونياً، وأقر وزير الاقتصاد أمين سلام بأن 50% من السوق غير مضبوطة بسبب سلطة نقدية غائبة خلقت جواً من الضياع وليرة منهارة، وعلى القضاء أن يصدر ويُطبّق الأحكام»، وشهد الكثير من السوبرماركات والمحال التجارية فوضى أسعار وتخبّط، في ظل غياب واضح وفاضح للحكومة ووزاراتها والأجهزة الرقابية ما يُفسح المجال لتحكم المافيات والتجار والمضاربين.
وحذّر مصدر نيابيّ واقتصاديّ عبر «البناء» من انفجار اجتماعي وأمني قد يُطيح بآخر مظاهر الدولة المستقيلة من دورها أصلاً، مشيراً الى أن المواطنين ضاقت صدورهم ذرعاً من سياسات الحكومة والدولة وتقاعس المسؤولين ولم يعُد أمامهم سوى الشارع كي يعبّروا عن سخطهم وآلامهم ومعاناتهم اليومية.
ووفق معلومات «البناء» فإن مجلس الوزراء سيعقد جلسة خلال الأسبوع الحالي لبحث الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ومناقشة ملف إنتاجية الموظفين وتحسين الرواتب.
في غضون ذلك، واصلت بعثة صندوق النقد الدولي جولتها على المسؤولين. في السياق نفسه، اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع الوفد في السراي، في حضور نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي. ورأس الوفد رئيس البعثة ارنستو ريغو راميريز، وضمّ الممثل المقيم للصندوق في لبنان فريدريكو ليما والأعضاء. وتأتي زيارة الوفد في سياق البند الرابع للصندوق والتي تتعلق بتقييم الأوضاع الاقتصادية والمالية لأي بلد، ومن ضمنها لبنان، وقبل صدور التقرير الاستشاري السنوي.
وشدّد ميقاتي على أن «الصعوبات لن تثنينا عن المضي في العمل لإنقاذ وطننا، وندعو الجميع الى مؤازرتنا في هذه الورشة والتعاون لدفع عملية النهوض قدماً». وكشف أن وفد صندوق النقد الدولي الذي زاره اليوم (أمس) «جدّد دعمه للبنان وأمله في أن نُسرع في إقرار الخطوات الإصلاحية المطلوبة لتوقيع الاتفاق النهائي مع الصندوق، والذي من شأنه ان يفتح أبواب الأمل للبنان أفضل وخطوات إضافية من الدعم من قبل المجتمع الدولي». وكان رئيس الحكومة يتحدّث خلال رعايته في السراي حفل «إطلاق مشروع إنشاء مبنى جديد للمسافرين في مطار رفيق الحريري الدولي» الذي دعا اليه وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية.
إلى ذلك، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري هيئة مكتب مجلس النواب إلى اجتماع في تمام الاولى من بعد ظهر يوم الاثنين الواقع في 27 آذار 2023 «وذلك لعقد جلسة تشريعية».
ولم يشهد خط رئاسة الجمهورية أي جديد بانتظار تفعيل المبادرات والحوارات الداخلية لا سيما المسيحية – المسيحية والانعكاسات الإيجابية للمصالحات الاقليمية والمتغيرات في المنطقة، وسط تقرب للمشاورات التي دارت خلال الاجتماع الفرنسي – السعودي الأسبوع الماضي في قصر الإيليزيه من أجل لبنان.
وتشير أوساط عين التينة لـ»البناء» الى أن الرئيس بري ينتظر جولة المشاورات الأخيرة لا سيما خلوة بكركي في 5 نيسان المقبل ليبني على الشيء مقتضاه، كما ينتظر إعلان الترشيحات رسمياً وسيتجه الى الدعوة لجلسة لانتخاب الرئيس في إطار اللعبة الديمقراطية ومستعد أن يهنئ الفائز، وبالتالي على جميع الكتل النيابية أن تتحمّل المسؤولية، ويُتوقع أن يشهد شهر نيسان المقبل جلسة لانتخاب الرئيس.
ودعا المكتب السياسي لحركة أمل المسؤولين والمعنيين لاستلهام معاني وقيم شهر رمضان رأفةً بالعباد وحفظاً لمصالح البلاد، والإقدام على إنجاز ما ينتظره المواطنون على صعيد الاستحقاقات الدستورية بمختلف عناوينها، دون انتظار المتغيرات الاقليمية، حيث لا خيار إلا بلقاء وحوار ووفاق العناصر الداخلية في الوطن، بعيداً عن لعبة استنزاف الوقت والبلد، ورمي الكرة في ملعب الآخرين.
وتشير أوساط نيابية بالتيار الوطني الحر لـ»البناء» إلى أن «طرح اسم عضو التكتل النائب إبراهيم كنعان والنائب السابق فريد الياس الخازن من ضمن الأسماء في اللائحة التي زكتها بكركي، لا يعني أن التيار يتبنّاها، بل لم يرشح أي شخصية لرئاسة الجمهورية ولم يتبنّ أي مرشح، وينتظر الحوار بين القوى السياسية لا سيما بين القوى المسيحية ليبني على الشيء مقتضاه، والتيار وضع سلة أسماء يعتقد أنها تنسجم مع المواصفات التي وضعها بورقة الأولويات الرئاسية، وعندما يعرض علينا أي اسم سنبدي رأينا ونعلن موقفنا لكن لن نرشح أحداً». وأكدت الأوساط «أننا سنحضر الخلوة في بكركي، ولفتت الى أن المصالحة السعودية الإيرانية مهمة لاستقرار المنطقة ومن ضمنها لبنان الذي سيتأثر إيجاباً بها لكن الأمر يحتاج الى وقت ولا يجب الرهان على المتغيرات الداخلية، لأنها قد تطول، لذلك يجب التوافق على مرشح توافقي خارج المرشحين التقليديين».
وإذ جددت أوساط التيار رفضها ترشيح رئيس المردة سليمان فرنجية، لفتت الى أن حظوظه ضعيفة لكونه لم يؤمن أكثرية الـ65 فضلاً عن نصاب الثلثين لانعقاد الجلسة فضلاً عن رفض الأغلبية المسيحية له. وكشفت الأوساط أن «العلاقة مع حزب الله ليست مقطوعة ولن تنقطع ولو شابتها بعض الخلافات حول ملف رئاسة الجمهورية، ونعتبر هذا الأمر طبيعياً لأننا لسنا حزباً واحداً، لكن تفاهم مار مخايل مستمرّ ولن تذهب العلاقة الى الطلاق، ومصلحة الطرفين ببقاء التفاهم».
وينظم التيار الوطني الحرّ بمناسبة ذكرى 14 آذار حفل العشاء السنوي التمويلي يليه المؤتمر السنوي في 26 من آذار، ويلقي رئيس التيار النائب جبران باسيل وفق المعلومات كلمة خلاله ستكون مرتبطة أكثر بمستقبل التيار وبتطويره وبالبنية التنظيمية، وسيتطرق الى بعض المسائل السياسية التي ستأخذ حيزاً أوسع في المؤتمر الذي سيعقد في فندق الحبتور في سن الفيل.
وعلمت «البناء» أن خلوة بكركي ستكون روحية من أجل الصلاة ولن تغوص في التفاصيل السياسية والرئاسية ولو تناولتها بشكل عام.
وأعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بعد اجتماع تكتل الجمهورية القوية «المشاركة بشكل كامل في خلوة حريصا». وانتقد جعجع الرئيس بري لقوله إن الأزمة الرئاسية سببها عدم تفاهم المسيحيين، وقال جعجع لبري: «روّق بالك، فالصراع ليس بين المسيحيين والمسلمين وبقدر ما هناك خلافات بيننا و»امل» هناك خلافات بيننا و»التيار الوطني الحر». فالخلاف سياسي وما تفعله هو لغش الرأي العام».
اضاف: «هناك مرشحان هما سليمان فرنجية وميشال معوض وتفضّل يا دولة الرئيس وادع الى جلسة للانتخاب»، وتابع متوجهاً لبري: «دعيت لجلسات صورية ونوابك يخرجون من الدورة الثانية ويعطلون الجلسات و»مقولة أن القوى السياسية المسيحية مش متفقين وهني معطلين غلط».
على صعيد آخر، أعلن عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم خلال لقائه وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار برفقة وفد من اصحاب المنتزهات السياحية في منطقة الوزاني، أن وزير السياحة «بدأ بإعطاء توجيهاته لإزالة الاختام من قبل الشرطة السياحية خلال الساعات المقبلة، وكذلك وعد بزيارة المنطقة لتشجيع هذه المنتزهات».

   ****************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

وليد جنبلاط: فرنجية ومعوض مرشحا تحدٍّ والمقايضة بين الرئاستين بدعة
 

 
 رأى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن المطلوب من بعض «كبار القادة» في لبنان أن يفهموا التغيرات في العالم والسير إلى الحد الأدنى من تسوية مقبولة، وعدم المراهنة على الفراغ الذي يعيد هاجس التقسيم. واعتبر في حوار مع «الأخبار» أن سليمان فرنجية قد يكون مرشح تحدّ، كما أن ميشال معوّض مرشح تحدٍّ، «وآن الأوان أن نخرج إلى صيغة توافقية»، واصفاً المقايضة بين الرئاستين بأنها «بدعة». ووصف المصالحة السعودية ــ الايرانية بأنها «تطور استراتيجي كبير جداً»، مشيراً إلى أن العالم اليوم يبدو وكأنه أمام يالطا جديدة. وفي ما يأتي نص الحوار:


الاتفاق الإيراني - السعودي كيف تقرأه. ألا ترى فيه خطوة سعودية غير عادية؟
سبق أن وصفت الخطوة السعودية بأنها ضربة معلم. ما من شك بأن هذا تطور استراتيجي كبير جداً في المنطقة، ودعوة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لزيارة الرياض تشير إلى الحجم الكبير للتغيرات في المنطقة.

هل يسمح الأميركيون باستمرار هذا المسار؟
لا يمكنني أن أجيبك لأنني لا أعرف. لكن ما من شك بأن هناك جو حروب باردة كبيراً يطل على العالم، بما فيها الحرب الساخنة الهائلة في أوكرانيا، والتي هي حرب بالواسطة بين الأميركيين والروس، وقد تطل على العالم حروب مماثلة في بحر الصين في جنوب شرقي آسيا حيث نشهد سباق تسلح لا سابق له. في رأيي، البند الأول في المصالحة السعودية - الإيرانية هو الملف اليمني.

كيف ترى الانفتاح العربي وضمناً السعودي على سوريا؟
عندما تحدث خضات كبيرة عالمياً من حرب أوكرانيا إلى التقارب السوري الخليجي، نرى كيف تدفع الشعوب وحدها الثمن. لكن، بشكل عام، يبدو الأمر اليوم وكأننا نشهد يالطا جديدة. وفي هذا السياق، هناك شعوب بأسرها يُضحّى بها سياسياً وعسكرياً.

ما هي انعكاسات المصالحة السعودية - الإيرانية لبنانياً؟
مطلوب من بعض كبار القادة في لبنان، والقادة بين هلالين، أن يفهموا هذه التغيرات وأن نسير إلى الحد الأدنى من تسوية مقبولة، وأن لا نراهن على العناد وعلى الفراغ. الفراغ يعيد إليّ هاجس التقسيم.

من من «القادة» تقصد؟ من الطرفين؟
طرف الثنائي الشيعي واضح. تقدموا بترشيح سليمان فرنجية. أنا أعتقد بأن فرنجية قد يكون مرشح تحدّ كما أن ميشال معوّض مرشح تحدٍّ. آن الأوان أن نخرج إلى صيغة توافقية. أتحدث عن نفسي. عندما أقرأ تصريحاً لسمير جعجع، أستغرب كيف يقول إنه يفضّل الفراغ، وفي كل يوم تشهد الليرة تدهوراً دراماتيكياً. على الأقل، ينبغي أخذ هذا الأمر الأساسي في الاعتبار.

بالنسبة إليك، بين فرنجية والفراغ من تختار؟
كنت واضحاً عندما زارني وفد من حزب الله بناء على طلبي وطرحت عليهم ثلاثة أسماء غير نهائية: جهاد أزعور وصلاح حنين وجوزيف عون. باستثناء أزعور، أعتقد أننا لا نزال تقليديين في طروحاتنا. لماذا لا نخرج من هذا التقليد؟ هناك نخب مارونية. في هذا السياق طرحت شبلي الملاط ومي ريحاني. بالنسبة إلي هما الأفضل، لكن القرار لا يعود إليّ.

هل لا يزال قائد الجيش مرشحاً؟
كان قائد الجيش منذ أشهر مطروحاً لدى الفرنسيين والسعوديين والقطريين. لا أعرف إن كان هناك من جديد بعد التطورات الأخيرة.

طرحت دائماً أن يكون الرئيس بمواصفات اقتصادية.
أفضّل ذلك، مثل جهاد أزعور أو غيره. أيضاً هناك مواصفات قانونية. الملاط قادر على أن يجمع كلتي هاتين المواصفتين مع فريق عمل. انتخاب الرئيس يجب أن يترافق مع تشكيل وزارة وفريق عمل يكون همه الأساسي كيفية وقف التدهور الاقتصادي.

هل تعتقد أنه ينبغي أخذ هواجس حزب الله في الاعتبار لدى اختيار الرئيس؟
أي هواجس؟ لا أحد يمكنه أن يطعن المقاومة، وسبق أن ذكرت أن من يتمسكون بما يسمى القرارات الدولية مثل الـ 1559 يعيشون في «غير عالم». منذ 1967، نتكلم عن القرار 242 ولا يزال الجولان محتلاً، وكذلك القدس والضفة، ولم يُطبّق منه إلا بند واحد بالتفاوض بين مصر وإسرائيل، أعاد إلى مصر أراضيها، وأخرجها من الصراع العربي - الإسرائيلي.

هل هناك مشكل سعودي - فرنسي حول مقاربة الملف الرئاسي؟
قرأت عن ذلك في الصحف.

أنت مع طرح المقايضة بين رئاستي الجمهورية والحكومة في أي تسوية؟
لا بد من فريق عمل منسجم. المقايضة بأن يكون الرئيس من فريق ورئيس الحكومة من فريق آخر، هذه بدعة. إذا بدأت المقايضة هكذا ستشمل كل شيء. بعد وقت قصير سيحل محل حاكم البنك المركزي نائبه الشيعي، كما حل مسيحي في الأمن العام. بهذا نحدث خللاً ضخماً ونخربط قواعد الطائف، أو ربما نتبنى نظرية صائب سلام بمداورة وظائف الفئة الأولى. إذا كان كذلك لا مانع لديّ.

الوضع الاقتصادي اليوم هل هو نتاج سياسات الحكومات المتعاقبة أم نتاج سياسات رياض سلامة أم بسبب حصار دولي أم لكل هذه الأمور مجتمعة؟
ليس هناك حصار دولي. هذا نتاج رهان خاطئ على الاقتصاد الريعي، اقتصاد الخدمات والمصارف والسياحة، والتخلي عن الزراعة والصناعة. تراكم الدين إلى أن وصلنا إلى الأفق المسدود.

أليس الرئيس رفيق الحريري من بدأ ذلك؟
صحيح، لكن مرحلة رفيق الحريري كانت مختلفة. كان قادراً على تغطية هذه النواقص بعلاقاته الدولية والعربية وإنقاذ الخزينة على طريقته بالمساعدات العربية والخليجية...

هل يُبنى بلد على علاقات شخص؟
صحيح، لكننا مشينا في ذلك. أعطت إنجازات لكنها خلّفت ثغرات كبيرة. اليوم، في ظل التدهور الحالي، على مطبعة مصرف لبنان أن تكفّ عن طبع الليرات لوقف التضخم المخيف، وعلى المصارف تسديد ديونها لصغار المودعين.

كيف تتعامل مع الأزمة في مناطق الجبل؟ هل زادت تقديماتكم؟
نحاول قدر المستطاع وضمن الإمكانيات.

كم دفعت؟
نجحنا في ظل جائحة كورونا في دعم الجبل من سبلين إلى راشيا وحاصبيا مروراً بعاليه، وكلّفنا الأمر كثيراً. لكن موضوع الانهيار مكلف أكثر ويحتاج إلى معادلة مختلفة.

زرت الكويت أخيراً. هل طلبت مساعدات؟
زرت الكويت لحضور حفل بدعوة من مركز سرطان الأطفال (سان جود). لكنها كانت فرصة لتجديد العلاقة مع الكويت، لكن لا أعتقد أن دول الخليج ستعود إلى ما كانت عليه في الماضي بإعطاء المال من دون شروط. بالنسبة للبنان، هناك اليوم دفتر شروط وضعه صندوق النقد الدولي لم يُنفّذ منه شيء حتى الآن.

من يعطّل الاتفاق مع صندوق النقد؟
لوبي بعض السياسيين ولوبي المصارف القوي، ولذلك نرى رمي المسؤوليات بين البنك المركزي وبين المصارف. والمصارف نفسها منقسمة بين مؤيد ومعارض للكابيتال كونترول، ناهيك عن أن خطة التعافي التي قدّمها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي شديدة الغموض، وترضي كل الناس من دون أن تقدم شيئاً. كبار مستشاري ميقاتي رموها على مجلس النواب على قاعدة «دبّرو حالكم»، ونُسيت في المجلس. ويُقال إن الخطأ الاستراتيجي الكبير بدأ بقرار حكومة حسان دياب وقف تسديد الديون. دياب أيضاً كان محاطاً بمستشارين ذوي طابع يساري من الحاقدين على النظام.

هل تخيفك دعوات الفدرلة التي برزت أخيراً؟
للأسف، مرة أخرى، أحد كبار مستشاري الرئيس ميقاتي مع أحد كبار الاقتصاديين، «ماشيين» اليوم في ما يسمى الفيدرالية. الأنظمة الفيدرالية تقوم في الدول المركزية القوية مثل الولايات المتحدة وألمانيا والبرازيل وغيرها. كيف تقوم الفيدرالية في دولة طائفية؟ يتحدثون عن الفروقات الثقافية. في 1975، خرجت الجبهة اللبنانية بنظرية التعددية الثقافية، ما أدخلنا في جولات متلاحقة من العنف. هل نريد الرجوع إلى الماضي؟ للأسف بعض هؤلاء عرضوا خرائط الفيدرالية في أميركا، ويقولون إن الفدرلة تجعل مرجعية كل طائفة في أي منطقة تعود إلى المركز. مرجعية شيعة جبيل، مثلاً، تعود إلى المركز. ولكن أي مركز؟ مرجعية سنة حاصبيا إلى أي مركز؟ مرجعية مسيحيي الجنوب هل مركزها معراب أم الرابية؟ «ما بتركب». نحن مع اللامركزية الإدارية التي يمكن معها انتخاب مجالس محافظات أو مجالس أقضية. أما اللامركزية المالية الموسعة فهي دعوة إلى التقسيم. لماذا لا يأخذون الأمر من ناحية اقتصادية طبقية. هناك مناطق أكثر تطوراً من أخرى. لماذا لا نعود إلى وزارة التخطيط والتصميم كما في أيام فؤاد شهاب، وأذكّر أن شعارنا في الحركة الوطنية كان الإنماء المتوازن.

أبديتم أخيراً اهتماماً بالشأن التربوي الرسمي. وزير التربية محسوب عليكم، وهو أبدى نعومة كبيرة أمام قطاع التعليم الرسمي بسكوته عن دولرة الأقساط مثلاً في مقابل تشدده مع مطالب أساتذة الرسمي.
أوافق على ذلك. ربما الوزير غير معتاد على القطاع العام ومطالبه. حاولنا مساعدته ولا نزال. كان من الضروري الوقوف الصريح إلى جانب القطاع العام. منذ أيام كمال جنبلاط أساس القطاع التربوي بالنسبة إلينا هو القطاع العام وليس القطاع الخاص. كان يمكن تلبية مطالب القطاع العام بمبلغ مقبول لا يتعدى 25 مليون دولار بدل 100 مليون دولار للكهرباء التي تبدو كبئر بلا قرار.

ليس خافياً أن هناك تبايناً بينك وبين تيمور.
ليس تبايناً بل اختلاف في وجهات النظر. أنا تقليدي بعض الشيء. من الآن وصاعداً أعمل على الانسحاب تدريجاً وهو من يتخذ كل القرارات هذه فرصته.

هل يشمل اختلاف وجهات النظر التحالفات السياسية؟
ربما تكون لديه وجهة نظر مختلفة حول التحالفات السياسية

****************************

افتتاحية صحيفة النهار

انهيار قياسي جديد لليرة يسرق فرحة الأمّهات

امهات لبنان يعيّدن اليوم في 21 اذار، لكن العيد يترافق مع قلق وخوف على مستقبل ابنائهن وبناتهن في هذا البلد الذي ادمن عدم الاستقرار، وبات يفتقد الامان بانواعه الاجتماعي والاقتصادي والحياتي مع انهيار دراماتيكي تتطور فصوله يوما بعد اخر. واذا كان الافق السياسي مسدودا الى الحد الذي دفع سيد بكركي للجوء الى الصلاة، فان الدعوات الى حوار او جلسات تشريعية وايضا مماحكات اهل السياسة، لم تعد تعني اللبنانيين الذين يقبعون في انهيار دراماتيكي لا مثيل له، ارتفع معه #سعر صرف الدولار ليلا ليلامس الـ 125 الف ليرة وارتفع معه سعر صفيحة البنزين مثلا، بقيمة 200 الف ليرة في نهار واحد، لتبلغ المليونين ومئتي الف ليرة. هذا الارتفاع الجنوني يثير المخاوف من عدم القدرة على ضبط الفلتان، من اليوم مع بدء فصل الربيع، وقبيل بدء شهر رمضان، وقبيل عيد الفصح، وينذر بتداعيات شارعية يتخوف بعض المتابعين من ان تكون مفتعلة من اجل خلق واقع سياسي جديد، او فرضه فرضا تحت ضغط الانهيار.

وفيما يتحضر مجلس الوزراء لعقد جلسة حكومية لمناقشة الوضع المالي المتدهور والازمة المتفاقمة، برزت تحركات في الشارع، ترافقت مع دعوات الى توسيع اطارها وتنفيذ اعتصامات واضرابات، تبعتها شائعات ليلا عن التحضير لعصيان مدني فجرا لم يتم التعرف الى مصدرها.

في بيروت، وعند تمثال المغترب قطع محتجون الطريق لبعض الوقت، وتم قطع طريق المطار مقابل الغولدن بلازا باتجاه المطار بمستوعبات النفايات. وافيد من طرابلس ان محتجين على التردي الاقتصادي اقدموا على قطع عدد من الطرق والشوراع في المدينة بالاطارات المشتعله مهددين بمزيد من التحركات الاحتجاجية في حال لم يتم وضع حد للانهيار الاقتصادي. ودعا تجمع المودعين الى اعتصام غدا الاربعاء في ساحة رياض الصلح.

وفي المواقف، أشار رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر، إلى أنّ “الاضرابات القطاعية لا تؤدي الى نتيجة، مسألة العصيان يجب ان يكون لديها توافق لأن ليس لدينا رؤية موحدة في لبنان”. وقال “الاضراب المفتوح لعدة ايام قد يكون الخيار الوحيد. لا حل إلاّ بإضراب عام شامل”.

من جانبه، أعلن نقيب صيادلة لبنان جو سلوم أن الجميع أفشل الاضراب وأمام ارتفاع سعر الدولار ونسبة الفقر 80%، على كل الشعب النزول الى الشارع والتحرك. وتابع: الدواء ليس تسلية، هو حياة اوموت، لا يمكن حجبه عن المريض. وتوجه بنداء الى اللبنانيين: “امام الموت المحتم للمرضى ، اجدد الدعوة للنزول الى الشارع والعصيان المدني إلى حين انتخاب رئيس للبلاد وبدء خريطة الانقاذ”.

وأعلنت رابطة أستاذة التعليم المهني والتقني الرسمي، الإضراب “في ظل الارتفاع الجنوني للدولار الذي لم يعد له سقف، والانهيار الهستيري لليرة الذي لم يعد له قعر، حيث تتآكل القيمة الشرائية للرواتب، على نحوٍ تعجز عن تغطية نفقة متطلبٍ واحدٍ من أبسط متطلباتِ الحياةِ اليومية.

وفي التطورات المالية، بدا امس، وفي ظل استمرار اقفال المصارف من دون قرار يحدد موعد عودتها الى العمل، وتعطل منصة “صيرفة” سواء بسبب اضراب المصارف، او بسبب عجز مصرف لبنان عن التدخل الفاعل بسبب النقص في الاحتياط الذي يحويه، كان الوقت في سباق مع ارتفاع الاسعار التي عجز المواطنون عن اللحاق بها، وبرز تغيير اسعار المشتقات النفطية اشبه باللعبة اذ بات يصدر مرة كل ثلاث ساعات ليزيد اكثر من 200 الف ليرة، وادى ذلك الى ارتفاع جنوني في كل المواد والسلع. ووزعت “الدولية للمعلومات” دراسة عن ارتفاع في كلفة النّقل بالسيّارة الخاصّة، إذ بلغت 15,800 ليرة للكيلومتر واحد (على سعر مليوني ليرة لصفيحة البنزين)، مع السيّارة التي تستهلك 170 كيلومتراً/صفيحة، وتقطع مسافة 11 ألف كيلومتر سنويّاً. وبذلك بات الوصول الى مكان عمل قريب بحدود العشرة كيلومترات، يكلف يوميا نحو 350 الف ليرة يوميا في حين ان بدل النقل الرسمي لم يتجاوز الـ 95 الف ليرة حتى تاريخه.

وفي تداعيات الازمة المالية، ابدى وزير الاتصالات جوني القرم تخوفه من تخلي مواطنين عن اشتراكاتهم الخليوية او الاشتراك في خدمات اقل، تنعكس سلبا على المردود، كما يحصل حاليا مع مؤسسة كهرباء لبنان، اذ يعمد مواطنون الى الغاء اشتراكاتهم.

وفي الاجتماع مع شركتي الخليوي، أكد الوزير القرم أنه “مستمر في متابعة سير عمل الخطة وأعطى توجيهاته بضرورة إعطاء تحفيزات للمشتركين لعدم الخروج عن الشبكة”. وطلب أن تعاود شركتي الخليوي “ألفا” و”تاتش” بدءا من يوم الخميس، ولفترة محدّدة، تقديم 30 دقيقة مجانية لمشتركيهما مع كل بطاقة تشريج من فئة 7.5 دولارات بصلاحية 30 يوما، مشددا على ضرورة ان تعطي شركتا الخليوي عروضا متنوّعة تحاكي حاجات مختلف الشرائح.

وردّاً على انتقادات بشأن عدم فعالية المحاضر التي تقوم بها وزارة الاقتصاد في السوق، اشار وزير الاقتصاد أمين سلام خلال جولة له على الاسواق: “لا نقوم بـ”عراضات” ولكن فوق الـ50% من السوق غير مضبوطة بسبب سلطة نقدية غائبة خلقت جواً من الضياع وليرة منهارة، وعلى القضاء أن يصدر ويُطبّق الأحكام”. بدوره، قال المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد ابي حيدر خلال جولة لمراقبة وضبط الاسعار، “هناك عدم التزام بموضوع التسعير وهناك مستوردون يسعرّون بالليرة اللبنانية وهناك اختلاف بالاسعار بين الرفوف والصندوق ومخالفات بهوامش الربح”.

بري وميقاتي

ودعا رئيس مجلس النواب #نبيه بري هيئة مكتب مجلس النواب الى إجتماع الاثنين المقبل لوضع جدول اعمال لعقد جلسة تشريعية.

الى ذلك رد رئيس حزب “القوات اللبنانية” #سمير جعجع على بري بعد قوله ان الازمة الرئاسية سببها عدم تفاهم المسيحيين فقال: طوّل بالك فالصراع ليس بين المسيحيين والمسلمين وبقدر ما هناك خلافات بيننا وبين حركة امل هناك خلافات بيننا والتيار الوطني فالخلاف سياسي وما تفعله هو لغش الرأي العام.

اما رئيس حكومة تصريف الاعمال #نجيب ميقاتي فشدد على ان “الصعوبات لن تثنينا عن المضي في العمل لإنقاذ وطننا، وندعو الجميع الى مؤازرتنا في هذه الورشة والتعاون لدفع عملية النهوض قدماً”. وكشف أن وفد صندوق النقد الدولي الذي زاره امس “جدّد دعمه للبنان وأمله في ان نسرع في اقرار الخطوات الاصلاحية المطلوبة لتوقيع الاتفاق النهائي مع الصندوق، والذي من شأنه ان يفتح ابواب الامل للبنان افضل وخطوات اضافية من الدعم من قبل المجتمع الدولي”. وكان رئيس الحكومة يتحدث خلال رعايته في السرايا حفل “إطلاق مشروع انشاء مبنى جديد للمسافرين في مطار رفيق الحريري الدولي” الذي دعا اليه وزير الاشغال العامة والنقل علي حميه.

*********************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

سندات يوروبوندز بـ”خصائص غير مألوفة” تثير الشبهات في سويسرا

الليرة “الفنزويلية”: مَنْ سيطبع “المليون”؟

هنيئاً لمحور البؤس والممانعة تقدّم إسرائيل إلى المركز الرابع عالمياً على رأس قائمة الدول “الأكثر سعادة” وفق مؤشر العام 2023 مقابل تربّع لبنان على رأس قائمة الدول “الأكثر تعاسة” على مستوى العالم خلف أفغانستان الطالبانية… وهنيئاً للطاقم الممانع الحاكم “تدجين” الشعب اللبناني وكسر إرادته وسلب عزيمته وسوقه خاضعاً خانعاً بأقدامه إلى عملية “انتحار جماعي” في محرقة “السوق السوداء” من دون صرخة اعتراض أو مساءلة!

فمن كان يرتعد من أهل السلطة من هدير الشارع عند ملامسة الدولار حاجز العشرة آلاف ليرة، اطمأنّ اليوم إلى استتباب قبضة النظام البوليسي على الناس بعدما تجاوز الدولار سقف المئة ألف ليرة من دون أن يحرّك الشارع ساكناً، الأمر الذي كرّس مشهدية سوريالية تعكس واقع التطبيع اللبناني مع الانهيار وترسّخ متلازمة “الضحية والجلاد” في البلد.

وأمس واصل الدولار عملية نهش العملة الوطنية شاقاً طريقه بخطى متسارعة باتجاه المئة ألف الثانية مع تسجيله قفزات قياسية على مدار الساعة بلغت أمس حدود الـ122 ألف ليرة للدولار الواحد، ما استتبع ارتفاعاً مطرداً بأسعار المواد الاستهلاكية الحيوية لتصل إلى مستويات قياسية تجاوزت المليونين ومئة ألف ليرة لصفيحة البنزين والخمسين ألف ليرة لربطة الخبز، وسط ترقب أوساط مالية استمرار مسلسل انهيار الليرة تحت وطأة انسداد الآفاق السياسية والإصلاحية على مختلف الصعد الرسمية والاقتصادية والمالية في الدولة.

وإذ أكدت “فقدان السيطرة على سعر صرف الدولار”، شددت الأوساط نفسها على أن ما نشهده راهناً هو انعدام القدرة على لجم حالة “التضخم المفرط” نتيجة ارتفاع الكتلة النقدية بالليرة وانعدام قيمتها السوقية على نسق ما حصل في فنزويلا حيث التداول بالعملة الفنزويلية كان يتم بـ”الشوالات”، وبالتالي بات السؤال “المركزي” اليوم يتمحور حول توقيت طباعة ورقة المليون ليرة لاستيعاب حجم التداول النقدي بالعملة الوطنية، مع الإشارة في هذا المجال إلى أنّ الجلسة التشريعية التي دعا رئيس المجلس النيابي نبيه بري مكتب المجلس للانعقاد الاثنين المقبل لتحديد جدول أعمالها، ستطرح مسألة إقرار فئات جديدة من العملة الوطنية والتسريع بطباعة ورقتي الخمسمئة ألف ليرة والمليون ليرة، بعدما باشر حاكم المصرف المركزي رياض سلامة فعلياً الخطوات العملية واللوجستية في هذا الاتجاه.

أما في مستجدات التحقيقات القضائية الخارجية، فقد علمت “نداء الوطن” أنّ السلطات القضائية السويسرية تتابع ما ستتوصل إليه التحقيقات النهائية الجارية في القضية المتصلة بسندات خزينة لبنانية (يوروبوندز) تبلغ قيمتها 153 مليون دولار، جرى تحويلها من بنك سويسري إلى بنك لبناني بطريقة “لا تسمح بتتبع المحاسبة والتدقيق فيها وفق الأصول”، كما جاء في طلب التحقيق.

وفي تفاصيل القضية، أنّ حاكم “المركزي” كان قد فتح في العام 2008 حساباً باسم مصرف لبنان في بنك “يوليوس باير” السويسري، مع إبقاء نفسه “المخوّل الوحيد” بالتوقيع! الأمر الذي استغربته السلطات السويسرية. ولاحقاً في شهر نيسان من العام 2012 تلقى البنك السويسري أمراً من سلامة بتحويل السندات الى “بنك عودة”، في عملية مصرفية وصفها القيّمون على بنك “يوليوس باير” أمام المحققين “بأنها تحمل خصائص غير مألوفة وغير واضحة كفاية”.

وتشير مصادر مطلعة على مجريات التحقيق إلى أن “البنك السويسري لم يستطع التأكد من سداد قيمة تلك العملية التي أنجزت في وقت قياسي (يوما عمل)، كما انه لم يعرف الشاري، ولم يتمكن من معرفة ما إذا كان السعر متوافقاً مع أسعار السندات في الأسواق خلال تلك الفترة”.

ولدى محاولة الاستفسار عن طبيعة هذه العملية التي أثارت الشبهات في سويسرا، قلّلت مصادر لبنانية متابعة لـ”نداء الوطن” من أهمية هذا التحقيق “الذي مضى عليه وقت غير قليل”، ورفضت الخوض في تفاصيل القضية، مكتفيةً بالقول: “العملية صحيحة من وجهة نظر مصرف لبنان”.

*********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

بري يمهّد للدعوة لجلسة تشريعية… وميقاتي لجلسة حكومية

حزبا «القوات» و«الكتائب» يقاطعان الاجتماع البرلماني في ظل الفراغ الرئاسي

  كارولين عاكوم

دعا رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري هيئة مكتب مجلس النواب إلى اجتماع؛ تمهيداً لتحديد موعد لجلسة تشريعية، في وقت من المتوقع أن يدعو رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى جلسة حكومية هذا الأسبوع؛ للبحث في أمور معيشية واقتصادية، وذلك في موازاة استمرار المواقف المسيحية المعترضة على عقد جلسات البرلمان والحكومة في ظل الفراغ الرئاسي.

وتأتي دعوة بري بعدما سبق للكتل المسيحية أن رفضت المشاركة في الجلسة التي كان ينوي الدعوة إليها الشهر الماضي، قبل أن يعدل عن الخطوة لعدم ميثاقيتها، ولعدم اتفاق هيئة مكتب المجلس على جدول أعمال للجلسة. لكن تقول مصادر نيابية في كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها بري إن المعطيات قد تبدّلت. مؤكدة أن رئيس البرلمان سيدعو إلى جلسة تشريعية في نهاية الشهر الحالي وفق جدول أعمال يحدده بعد التوافق عليه في هيئة مكتب المجلس، وتؤكد مصادر كل من حزب «الكتائب اللبنانية» وحزب «القوات اللبنانية» استمرار رفضهما المشاركة في جلسة تشريعية قبل انتخاب رئيس، لاعتبارهما أن البرلمان في هذه المرحلة هو هيئة ناخبة وليس هيئة تشريعية. من هنا فإن الأنظار ستتجه إلى ما سيكون عليه موقف «التيار الوطني الحر» لجهة حضوره أو غيابه، وبالتالي تأمين الميثاقية للجلسة وعقدها، أو تراجع بري عن الدعوة إليها كما حصل الشهر الماضي، مع العلم أن مصادر نيابية في «التيار» أشارت إلى أن مشاركة كتلته مرتبطة بما سيكون عليه جدول الأعمال، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كان ذلك محصورا بقضايا معينة على غرار الكابيتال كونترول والانتخابات البلدية، فسنشارك في الجلسة، أما إذا كان جدول الأعمال فضفاضا فعندها سنقاطع».

في المقابل، تقول مصادر كتلة بري لـ«الشرق الأوسط»، إنه «في آخر اجتماع لهيئة مكتب المجلس التي تضم معظم الكتل، كان الاتفاق على حق المجلس في التشريع، وطلب حينها (التيار) مزيدا من الوقت للتشاور»، مشيرة إلى أن جدول الأعمال «سيكون محصورا بأمور ملحة وضرورية، منها الكابيتال كونترول والصندوق السيادي للنفط والغاز، والانتخابات البلدية التي يفترض أن تجرى في شهر مايو (أيار) المقبل، إن لجهة فتح اعتمادات لها أو لتأجيلها، إضافة إلى قوانين معجلة مكررة، وما قد يضاف إليها من قوانين معجلة مكررة يطرحها النواب».

ولا يزال «الكتائب» و«القوات» متمسكين بموقفهما لجهة عدم المشاركة في جلسات التشريع، وذلك تمسكا بموقفهما الذي أعلناه سابقا في بيان مشترك لجهة مقاطعة الجلسات التشريعية في ظل الفراغ الرئاسي «لأنها مخالفة للدستور»، ووقع عليه 45 نائبا.

وفيما تؤكد مصادر «الكتائب» لـ«الشرق الأوسط» موقفها السابق لجهة المقاطعة، مشيرة إلى أنه سيتم التنسيق مع الأفرقاء المعارضين لتجديد الموقف، تقول مصادر «القوات» لـ«الشرق الأوسط»: «موقفنا من التشريع في ظل الفراغ الرئاسي واضح وثابت، وله علاقة بما ينص عليه الدستور ولا يحتمل التأويل»، وتوضح «البرلمان هو هيئة ناخبة وليس تشريعية، ولا يحق له التشريع، وتبقى الأولوية لانتخاب رئيس للجمهورية».

في موازاة ذلك، يستعد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي للدعوة إلى جلسة حكومية هذا الأسبوع، تعالج ملفات معيشية ومالية في ظل تفاقم الأزمات المعيشية والاقتصادية، وفي مقدمها ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية إلى مستويات غير مسبوقة، وتدهور قيمة رواتب القطاع العام.

وقُيدت الحكومة اللبنانية بإطار تصريف الأعمال على مستوى ضيق، بسبب الشغور الرئاسي منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وفشل القوى السياسية في انتخاب رئيس جديد. ويحول هذا الواقع دون اتخاذ الحكومة لقرارات مهمة، وهي محاصرة برفض قوى سياسية لاجتماعها إلا في الحالات الطارئة، وتمثل القوى السياسية المسيحية، وبشكل أساسي «التيار الوطني الحر» رأس الحربة في رفض اجتماعات الحكومة.

لكن الضغوط المعيشية والمالية وتفاقم الأزمات أخيراً، تدفع جميعها ميقاتي لعقد اجتماع لمجلس الوزراء يستعد للدعوة إليه في هذا الأسبوع، وفق ما قالت مصادر حكومية، مشيرة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه من المتوقع أن تتم الدعوة للجلسة بعد يوم الأربعاء. وقالت: «لا شيء محسوماً بعد، وبالتأكيد لن تكون الجلسة في بداية الأسبوع، حيث تستضيف السراي الحكومي (مقر إقامة رئيس الحكومة) نشاطات، ومن المتوقع أن تتضح الأمور للدعوة للجلسة بدءاً من الأربعاء، بانتظار وزارتي المالية والتربية لإنجاز المطلوب منهما لطرحه على الجلسة».

وتنكبّ الوزارتان على إنجاز دراسات متصلة برواتب القطاع العام والمساعدات الإضافية وبدل الإنتاجية، وذلك في ظل عودة مشروطة لأساتذة التعليم الرسمي إلى التدريس، بعد ثلاثة أشهر من الإضراب. ويطالب الأساتذة بتنفيذ الوعود الحكومية لهم لجهة دفع متأخرات وصرف زيادات ومساعدات على الرواتب وتأمين بدل الانتقال، مقابل الاستمرار في التعليم، منعاً لضياع العام الدراسي.

وبالتزامن، يواصل موظفو القطاع العام إضرابهم للشهر الثاني على التوالي، مطالبين بتحسين أجورهم، وذلك على خلفية تدهور الوضع المعيشي وقيمة رواتبهم بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار. وتقول مصادر نيابية إن الملفات المالية والمعيشية واستمرارية المرفق العام «هي أمور طارئة يجب على الحكومة إيجاد حلول لها،»، مضيفة أنه مع هذه الدواعي «يجب أن تنتفي أسباب رفض المشاركة في جلسات مجلس الوزراء»، في إشارة إلى مقاطعي تلك الجلسات، وفي المقدمة الوزراء المحسوبون على «التيار الوطني الحر».

وكان موقع «لبنان 24» الإلكتروني القريب من ميقاتي، نقل عن أوساط حكومية معنية أن رئيس الحكومة «حريص على تأمين الحد الممكن للموظفين والعسكريين من أجل القيام بمهامهم، ومواجهة أعباء الوضع قدر المستطاع، لكن المشكلة التي تواجه الحكومة هي في ضعف الإيرادات المالية والتعطيل المستمر لعدة أشهر لعدة مرافق مهمة؛ كالدوائر العقارية والميكانيك وغير ذلك».

وتعدّ الدوائر العقارية أبرز المرافق العامة التي تدخل الأموال إلى الخزينة، كذلك دائرة الميكانيك التي تستوفي الرسوم على السيارات والآليات.

*********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

“الجمهورية”: قفزات بالآلاف للدولار وفوضى أسعار.. الداخل تضييع وقت في انتظار حراكات الخارج

المنطقة كلّها تتحرك على ما بَدا انها «كلمة سرّ» أقوى من الجميع فرضت على أعداء الأمس أن يكسروا الحواجز الفاصلة بينهم، ويتحوّلوا من مسار المواجهة والصدام الذي سلكوه لسنوات طويلة الى فتح صفحات جديدة للتقارب والوئام.

واضح انّ المنطقة على باب حقبة جديدة، السعوديون والايرانيون قرروا في لحظة أن يفككوا صواعق التفجير السياسي وغير السياسي، وها هو الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي سيحل ضيفاً على الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في زيارة لتعزيز التقارب بين البلدين، وها هو الباب العربي بدأ يُفتح على مصراعيه امام الرئيس السوري بشار الاسد، بعد قطيعة لسنوات طويلة. وهذا المسار مكمّل فيما يبدو الى تحولات وتقارب اوسع واشمل في الآتي من الايام.

كل ذلك يجري، فيما لبنان في عالم آخر، ومكونات تعطيل الحياة فيه، تحبسه من جهة، في مغارة حساباتها وصغائرها، وتتركه في مهب أزمة تنهش شعبه وحرب مدمرة يشنها لصوص الدولار على لقمة اللبنانيين، وقد تجاوز بالامس الـ120 الف ليرة، وصفيحة البنزين فوق المليوني ليرة وربطة الخبز بـ50 الفاً، والسوق فالتة الى المدى الابعد وليس من يردعها. تتعامل معه، من جهة ثانية وكأنه معزول عن محيطه، وبدل أن يدفعها سواد الوضع الداخلي الى ان تتلقّف اشارات التقارب المتسارعة على اكثر من ساحة في المنطقة، وتبني عليها فرصة لنقل عدوى التقارب الى الداخل، تفتح امام لبنان باب الالتحاق بالقافلة، جمّدته خلف جدران أزمته، وأبقته خاضعاً لسياسات مراهقة ومكابرات لا حدود لها وصبيانيات عابثة تقيّده في لعبة قاتلة على حلبة تضييع الوقت وإعدام الفرص.

الحل من الخارج

واذا كان الانسداد الكامل هو عنوان المشهد اللبناني في كل تفاصيله السياسية والرئاسيّة، وما يواكب ذلك من مُنزلقات كارثية ماليا واقتصاديا واجتماعيا ومعيشيا، الا انه وعلى ما تقول مصادر مسؤولة لـ«الجمهورية» لا يبعث على التشاؤم الكلي، ليس بناءً على استفاقة داخلية متوقعة من معطّلي الحياة في لبنان تغلّب ارادة التوافق، والتي لو أنها غُلِّبت لكنّا دفعنا ثمناً اقل بكثير من الاثمان الباهظة التي ندفعها حالياً في امننا السياسي والاجتماعي، بل بناء على ما قد تحمله رياح المنطقة في اتجاه هذا البلد ربطاً بمسار الانفراجات المتسارعة على اكثر من ساحة فيها، التي لا بد أن تلفح لبنان في المدى المنظور».

وإذ لفتت المصادر الى انها لا تملك اي معطيات ملموسة تؤشر الى ذلك، اكدت في الوقت نفسه انّ لبنان ليس في صحراء معزولة عن محيطه، فكما سبق ولفحته رياح التوترات على مدى سنوات خَلت، سواء تداعيات الحرب اليمنية عليه، والكل يذكر مستوى التوتر الذي واكبَ الخطاب السياسي سواء داخل لبنان او خارجه ربطاً بتلك الحرب، او تداعيات الحرب في سوريا، وما رافقها منذ اندلاعها في العام 2011، من توترات شديدة القسوة أخذت اشكالاً وألواناً متعددة على المستوى اللبناني، فكذلك ستلفحه حتماً ارتدادات إيجابيات المنطقة، والمسألة مسألة وقت لا يبدو انه طويل.

وتؤكد المصادر انه بمعزل عن الصراخ السياسي الدائر من أكثر من مكان واتجاه داخلي، وما يرافق ذلك من تعلية للسقوف من هنا وهناك، فقد كان في لحظة تغطية لمنطق المكابرة لمجرّد المكابرة، ولمنطق التمترس فوق اشجار الشروط والمواصفات المتناقضة، وللمنطق الصدامي العاجز عن صياغة حلول، او الرافض لأي فرصة للتلاقي الداخلي على بت الملف الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية متوافَق عليه، الا انه في موازاة الاقليمية التي طرأت، يبدو وكأنه صراخ المربك المنتظر لما سيتقرر بالنسبة الى لبنان بين الدول المعنية المؤثرة في الملف اللبناني، حيث أنّ هذا القرار سيتّصِف بصفة الالزام لكل اللاعبين السياسيين على الساحة اللبنانية. فضلاً عن انّ القاصي والداني بات مسلماً ان فرص الحلول المعدومة داخلياً، وخصوصا للملف الرئاسي، لم يعد ثمّة سبيل اليها من خلال ارادة خارجية تفرض هذا الحل».

باريس والرياض

وعلى الخط االموازي، يتموضَع الحراك الفرنسي السعودي في اتجاه لبنان، وآخره الاجتماع الثنائي في القصر الرئاسي الفرنسي يوم الجمعة الماضي، الذي أُحيط بتكتم شديد على مجرياته. ووفق معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» من مصادر ديبلوماسية في العاصمة الفرنسية فإنّ جولة مشاورات جديدة قد تعقد بين الجانبين الفرنسي والسعودي وليس بالضرورة ان تكون في باريس.

واللافت في رد المصادر على سؤال لـ«الجمهورية» عما اذا كان الاجتماع بين الجانبين الفرنسي والسعودي قد انتهى الى الفشل، استغربت الحديث عن فشل، معتبرة ذلك حكماً متسرعاً على هذا الاجتماع، فجوهر الاجتماع هو مساعدة لبنان على تخطي أزمته، وتمكين اللبنانيين من إتمام الاستحقاقات الدستورية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والجانبان الفرنسي والسعودي يدركان الحاجة الماسّة للبنان بانتظام وضعه السياسي بانتخاب رئيس للجمهورية، والى نهضة اقتصادية مع تشكيل حكومة تباشر في الاصلاحات. ومن هنا فإنهما يُقاربان الصيَغ التي يمكن ان يتوافق حولها اللبنانيون لتحقيق هذا الهدف، والنقاش مستمر، وامر طبيعي جداً ان تكون لكل طرف وجهة نظره، وهو الامر الذي يحسمه النقاش ويبني حولها تقاطعات عليها، بما يحقق الغاية المرجوّة بمساعدة اللبنانيين.

ورداً على سؤال عما اذا كان الجانبان الفرنسي والسعودي قد اختلفا في النظرة الى بعض المرشحين لرئاسة الجمهورية، قالت المصادر انّ الملف الرئاسي في لبنان يُقارب من كل جوانبه، وكما أشرنا يُقارب من خلفية المساعدة على انتخاب رئيس لبنان في اسرع وقت، الّا ان الاساس في هذا النقاش هو انّ فرنسا وكذلك السعودية ملتزمان بمساعدة اللبنانيين، ويؤكدان على ما سبق تأكيده في اجتماع الدول الخمس في شباط الماضي بأنّ احداً لن ينوب عن اللبنانيين في اختياراتهم.

يُشار في هذا السياق الى انّ غياب اي بيان حول مجريات الاجتماع الفرنسي السعودي، أطلق العنان لبعض التكهنات والسيناريوهات التي افترضت خلافاً بين منطق فرنسي يسعى الى تسوية رئاسية تُفضي الى انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ومنطق سعودي يعارض هذا الامر.

حراك السفيرين

الى ذلك، اكدت مصادر سياسية مسؤولة لـ«الجمهورية» انها لم تلمس اشارات ايجابية مرتبطة باجتماع باريس، الا انها في الوقت نفسه لا تستطيع الركون الى الاقاويل السلبية التي تلته، وقالت: لم نقف بعد على النتائج الحقيقية التي انتهى اليها الاجتماع الفرنسي السعودي في باريس، وليس مستبعداً ان نشهد حراكاً في هذا الاتجاه للسفير السعودي في لبنان وليد البخاري الذي كان حاضراً في اجتماع باريس، وكذلك السفيرة الفرنسية آن غريو، وفي ضوء ذلك يتبيّن الخيط الايجابي من الخيط السلبي، وساعتئذ نبني على هذا الخيط او ذاك».

فرنجية خيار نهائي

وفي وقت تردّد انّ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يدرس التوقيت الملائم لإعلان ترشيح نفسه رسمياً لرئاسة الجمهورية، أكدت مصادر ثنائي حركة «أمل» و«حزب الله» على التزامهما النهائي بدعمه، وكشفت لـ«الجمهورية» انّ «ثمة ماكينة مدفوع لها، حرّكت في الآونة الاخيرة عبر بعض الشاشات والمنصات الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي للتشويش على موقفنا من دعم الوزير فرنجية، واختلاق فرضيات سخيفة بإمكان تخلّي الثنائي الوطني عن فرنجية لمصلحة خيار آخر، لم نرد لأننا لسنا في حاجة الى الرد، ذلك انّ فرنجية خيارنا النهائي، وقناعتنا به نهائية، ولا يوجد لدينا ما يسمّونه «بلان ب» او خيار ثان او ثالث غيره، فخيارنا الاول والثاني والثالث حتى آخر العد اسمه سليمان فرنجية. وقلنا كلمتنا بدعمه، والكرة في ملعب الآخرين، الذين بَدل المضي في تعطيل الرئاسة والتلهي بفبركات وتشويشات، فليرشّحوا من يرونه مناسباً لهم، ولينزلوا الى المجلس وننتخب الرئيس.

وردا على سؤال، قالت المصادر: نحن كما سبق وأكّدنا اننا مع أيّ حراك داخلي على ايّ مستوى يؤدّي الى توافق على رئيس، او على الاقل التوافق على إتمام العملية الانتخابية في جو تنافسي صحّي سليم، لأننا نعتبر انّ بقاء الحال على ما هو عليه سيصل بنا الى تعقيدات اكبر واصعب ومخاطر كبيرة تعمق مأزق الازمة اكثر، وتفاقم من معاناة اللبنانيين الذي بلغت حدا خطيرا جدا مع الارتفاع الجنوني للدولار في الآونة الاخيرة.

رئيس يمدّد الأزمة

في المقابل، ابلغت مصادر معارضة إلى «الجمهورية» قولها إنّ «حزب الله» وحلفاءه يخيّرون اللبنانيين بين أمرين، امّا استمرار الفراغ في رئاسة الجمهورية، وامّا انتخاب الرئيس الذي يختارونه، لإبقاء لبنان في دائرة العزلة، وفي الفلك الايراني وعلى خط المواجهة مع كل العالم.

واكدت المصادر «رفضها لهذا المنحى الانقلابي الذي يقوده الحزب على ارادة الشعب اللبناني في التغيير، وانتخاب رئيس للجمهورية سيادي وتغييري يحفظ هوية لبنان، يلبّي طموحاته بوطن سليم مُعافى». وقالت: «اننا سنواجه بكل الوسائل القانونية هذا الانقلاب الهادف الى فرض رئيس للجمهورية يمدّد الازمة ست سنوات جديدة، ويخضع لبنان لمحور الممانعة المَمجوجة التي تسببت بهذا الافلاس والخراب الذي يصيب لبنان. وبالتالي، لن نكون جزءاً من عملية إتمام النصاب لأي جلسة نيابية يُدعى إليها لانتخابه».

وعندما سُئلت المصادر «لماذا لا تقدمون مرشّحكم لرئاسة الجمهورية كما فعل خصومكم؟» قالت: كنّا السبّاقين الى طرح اسم النائب ميشال معوض، وتعاملوا مع هذا الترشيح بخفة، وطيّروا نصاب الجلسات.

وعمّا اذا كان نواب المعارضة سيشاركون في جلسة يتنافس فيها مرشح المعارضة مع المرشح المدعوم من «أمل» و«حزب الله»؟ آثرت المصادر المعارضة الصمت ولم تجب.

جعجع: هناك مرشحان

واللافت في هذا السياق ما أعلنه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بعد اجتماع تكتل الجمهورية القوية «انّ هناك مرشحين هما سليمان فرنجية وميشال معوض. وتوجّه الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري قائلاً انه بوجود هذين المرشحين «تفضّل يا دولة الرئيس وادعُ الى جلسة للانتخاب. فقد دعوتَ لجلسات صورية ونوابك يخرجون من الدورة الثانية ويعطّلون الجلسات».

كما رد جعجع على قول بري بأنّ الازمة الرئاسية سببها عدم تفاهم المسيحيين، وقال: «مقولة انّ القوى السياسية المسيحية «مش متفقين وهنّي معطّلين» غَلط. رَوّق بالك فالصراع ليس بين المسيحيين والمسلمين. وبقدر ما هناك خلافات بيننا وبين «أمل» هناك خلافات بيننا وبين التيار الوطني الحر. فالخلاف سياسي، وما تفعله هو لِغِش الرأي العام».

وحول دعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي النواب المسيحيين للمشاركة في يوم اختلاء روحي وصلاة، الأربعاء 5 نيسان المقبل في حريصا، قال جعجع: «اننا سنشارك في شكل كامل في خلوة حريصا آملين من الله ان يستجيب لصلوات البطريرك».

جلسة تشريعية

على صعيد آخر، يحضر رئيس المجلس النيابي نبيه بري لعقد جلسة تشريعية لمجلس النواب تتناول مجموعة من البنود الملحة، ولهذه الغاية وجه الدعوة الى اجتماع لهيئة مكتب المجلس بعد ظهر الاثنين المقبل في مقر رئاسة المجلس في عين التينة.

على انّ مصير هذه الجلسة يبقى مرتبطاً بمدى تجاوب بعض الاطراف السياسية مع الحاجة الى عقدها، وكذلك بمدى المكابرة التي أبدَتها هذه الاطراف نفسها حيال رفض انعقاد المجلس في جلسة تشريعية قبل انتخاب رئيس للجمهورية.

وقالت مصادر مجلسية لـ«الجمهورية» انّ بري سيدعو الى الجلسة التشريعية، من دون الرضوخ الى أي تفسيرات غير واقعية تفترض انّ المجلس هيئة انتخابية لا هيئة تشريعية، او مكابرات تمنع على المجلس ممارسة دوره وحقه في التشريع، الذي لا يمكن لأحد أن ينتزع منه هذا الدور وهذا الحق المَنصوص عليه في الدستور ولا يستطيع ان يُجادل فيه.

ميقاتي

الى ذلك، شدد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، خلال رعايته في السرايا حفل «إطلاق مشروع انشاء مبنى جديد للمسافرين في مطار رفيق الحريري الدولي»، أمس، على انّ «الصعوبات لن تُثنينا عن المضيّ في العمل لإنقاذ وطننا، وندعو الجميع الى مؤازرتنا في هذه الورشة والتعاون لدفع عملية النهوض قدماً».

وكشف أنّ وفد صندوق النقد الدولي الذي زاره أمس «جَدّد دعمه للبنان وأمله في ان نُسرع في إقرار الخطوات الاصلاحية المطلوبة لتوقيع الاتفاق النهائي مع الصندوق، والذي من شأنه ان يفتح ابواب الامل للبنان أفضل وخطوات اضافية من الدعم من قبل المجتمع الدولي».

وعشيّة زيارة يقوم بها ميقاتي الى قبرص لبحث ملف ترسيم الحدود البحرية، عقدت جلسة للجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان للاطلاع من الخبير النروجي في العائدات البترولية وإنشاء الصناديق السيادية فيدار اوفيسين عن تجارب عدد من الدول فيما يتعلق بإنشاء الصندوق السيادي. بعد الجلسة قال كنعان «اطّلعنا من الخبير النروجي المتخصّص بالصناديق السيادية على كيفية ادارة الصندوق وتغذيته واستثماراته وادارته المستقلة»، مُعلنًا أن «الخبير أجاب عن أسئلة النواب، وسنكون أمام جلستين لإنهاء البحث ورفع التقرير النهائي».

وشدد كنعان على أنّ «موضوع الصندوق السيادي والنفط شمعة في نفق مظلم يجب ان نعرف كيفية الاستفادة منه لأنه يفيدنا في مفاوضاتنا مع صندوق النقد، على ان يترافَق مع الاصلاح والشفافية والمحاسبة ليبدأ لبنان مسيرة استعادة الثقة».

«أمل» للحوار والوفاق

الى ذلك، وفي بيان لمكتبها السياسي، تمنّت حركة «أمل» ان تفيض خيرات هذا الشّهر وأجواؤه الايمانية والروحانية على اللبنانيين أمناً وسلاماً وتمكناً من أداء فريضة الصوم عند المسلمين، وهو ما يتزامَن مع الصوم الكبير لدى المسيحيين»، ودعت المسؤولين والمعنيين «لاستلهام معاني وقيَم هذا الشهر رأفةً بالعباد وحفظاً لمصالح البلاد، والإقدام على إنجاز ما ينتظره المواطنون على صعيد الإستحقاقات الدستورية بمختلف عناوينها، من دون انتظار المتغيرات الاقليمية، حيث لا خيار إلا بلقاء وحوار ووفاق العناصر الداخلية في الوطن، بعيداً عن لعبة استنزاف الوقت والبلد، ورَمي الكرة في ملعب الآخرين».

وشددت من جهة ثانية على «أن تقوم الأجهزة المعنية بمنع قوى الإحتكار وكبار التجار والمستوردين والمتحكّمين بأسعار السلع من رفع الأسعار للمواد الغذائية، خاصة في ظل عدم قدرة أصحاب الشأن على لجم العصابات التي تقف وراء ارتفاع أسعار الدولار، مما يزيد الأعباء المعيشية على المواطنين».

الأقل سعادة

من جهة ثانية، أظهَر تقرير شبكة التنمية المستدامة التابعة لـ«الأمم المتحدة» لعام 2023، في اليوم العالمي للسعادة، أنّ لبنان احتل المرتبة ما قبل الأخيرة.

وبحسب التقرير، إنّ فنلندا حافظت على مرتبتها، للسنة السادسة على التوالي، على رأس الدول الأكثر سعادة، تلتها الدنمارك وأيسلندا وإسرائيل وهولندا والسويد والنرويج ثم سويسرا ولوكسمبورغ ونيوزيلندا. امّا النمسا فحلّت رقم 11، وأستراليا جاءت رقم 12، وكندا رقم 13، وأيرلندا بالمركز 14، والولايات المتحدة رقم 15. كما حلّت الإمارات في الصدارة عربياً وبالمركز 26 عالمياً من حيث مؤشر السعادة (6.571)، وتلتها السعودية بالمركز الثاني عربياً و30 عالمياً، ثم جاءت البحرين الثالثة عربياً وبالمرتبة 42 عالمياً.

ووفق التقرير انّ لبنان وأفغانستان لا يزالان الأكثر تعاسة، فحلّ لبنان في المركز 136، وحلّت أفغانستان في المرتبة 137.

***********************************

افتتاحية صحيفة اللواء

معادلة باسيل: خراب البلد ولا مرشح لـ«الثنائي»!

الدعوة لجلسة تشريعية تُجدِّد السجالات.. والنقابات ضائعة بين بيانات الغضب والعصيان

صلاح سلام

على وقع حركة سياسية ونيابية، لا طعم لها ولا نكهة، يمضي سعر صرف الدولار الأميركي الى الصعود ارتفاعاً، مع قفزة يوم امس كادت تتخطى العشرة آلاف ليرة لبنانية دفعة واحدة (تجاوز 120 ألف ليرة لبنانية) فيما ارتفع سعر صيرفة الى 83500 بارتفاع ألف وخمسمائة ليرة، مما ينذر بمضاعفات خطيرة في اسعار السلع والخدمات، الامر الذي حدا بوزير الاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال أمين سلام الى اتهام السوبرماركات بالتلاعب بالاسعار، مطالباً بصلاحيات لمصلحة حماية المستهلك تصل الى حد «الإغلاق بالشمع الاحمر»، وأن يكون لها دور الضابطة العدلية فوراً.. وهذا الامر يستدعي تشريعاً في هذا الاتجاه، في وقت اندلع فيه سجال بين بعض نواب قضاء مرجعيون – حاصبيا ووزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال وليد نصار انضم اليه مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات، الذي اعلن ان قرار محكمة التمييز قضى بتصحيح منتجعات الوزاني السياحية الوضع القانوني، وليس الختم بالشمع الاحمر..

ومع هذا الارتجاج المخيف، على صعيد الخدمات والاسعار وتفلت الاسعار وتفلت الدولار، من المتوقع ان يتجدد الاشتباك النيابي حول جلسات التشريع، بعد ان اعلن الرئيس نبيه بري دعوة مكتب المجلس النيابي الى الاجتماع الاثنين المقبل للبحث في جدول اعمال جلسة نيابية تشريعية، في وقت دعاه فيه رئيس حزب القوات اللبنانية الى الدعوة لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية مع ترشح النائب السابق سليمان فرنجية، والذي رشحته المعارضة اي النائب الحالي ميشال معوض للتنافس، وليفز من يحصد 65 نائباً في الجلسة الثانية.

وعشية اكتمال صورة الحضور للخلوة الروحية النيابية المسيحية في 5 نيسان المقبل، بدأ يتبلور حجم الاشتباك الداخلي حول الرئاسة الاولى، بصرف النظر عن معطيات التقدم الحاصل في الانفراج الداخلي، لجهة عودة التيار الوطني الحر، وربما الكتل المسيحية المخاصمة له للتسابق نحو معادلة بالغت الخطورة، وهي إما فرض معادلة انتخاب الرئيس، او فليكن ما يكون من انهيارات، ولو طالت انهيار الليرة اكثر مما انهارت او ارتفع سعر صرف الدولار، على نحو اكثر مما هو عليه اليوم..

ولعل ما ختمت به الـO.T.V نشرتها المسائية لا يحتاج الى طول فهم وتبصر.. فقد جاء في ختامها:«إما الفرض، فكان مرفوضاً امس، وهو مرفوض اليوم، وسيبقى مرفوضاً مهما طار الدولار، وانهارت الليرة، للضغط على هذا الاتجاه او ذاك».

وفي السياق عينه، فإن رسالة النائب جبران باسيل لمن يهمه الامر، هو ان اي مرشح للرئاسة لن يمر باتفاق او تسمية الثنائي الشيعي، سواء أكان فرنجية او غيره.. فالتسمية تكون مسيحية، ومن التيار الوطني الحر او لا تكون..

وفي الوقائع اليومية، ومع تفلت الدولار الاسود من كل قيد وإجراء وبلوغه سعر 120 الف ليرة، وبغياب تام لمن يُفترض انهم مسؤولون عن امن المواطن المعيشي والغذائي والصحي والتربوي التعليمي، انصب الاهتمام الرسمي على وجود وفد من صندوق النقد الدولي في بيروت، والسياسي على دعوة البطريرك بشارة الراعي ليوم تأمّل وصلاة للكتل النيابية المسيحية، وحيث اعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بعد اجتماع تكتل الجمهورية القوية «اننا سنشارك في شكل كامل في خلوة حريصا، آملين من الله ان يستجيب لصوات البطريرك الراعي».

واعتبر جعجع ان «هذه الدعوة اتت في زمن الصوم في مكانها، ولا سيما أنها شملت جميع النواب المسيحيين، وتمنى لو كان من الممكن ان تشمل كل النواب ولكن هذه هي الطقوس الدينية في لبنان». ورأى انها «ستكون خلوة غنية من الناحية الروحية في خضم هذه الظروف».

وتوجه جعجع الى الرئيس بري بالقول: هناك مرشحان هما سليمان فرنجية وميشال معوض وتقضل يا دولة الرئيس وادعُ الى جلسة للانتخاب.ومقولة ان القوى السياسية المسيحية «مش متفقين وهني معطلين غلط».

أضاف: نحن بصدد انتخابات رئاسية و«دولتك اكثر شي مقصر» فمن اللحظة الاولى كان يتوجّب عليك الدعوة الى جلسات مفتوحة لا تُرفع الا بعد توصل الكتل النيابية للتفاهم، باعتبار ان الخلاف ليس «مسيحي – مسلم» بل على مشروعين سياسيين. هذا ما كان من المفترض ان تقوم به بدل الدعوة الى جلسات صورية كان نوابك من اوائل المنسحبين منها قبل انعقاد الدورة الثانية.

ووسط معلومات عن حضور نواب نواب «التكتل الوطني المستقل» فريد الخازن، وليم طوق، ميشال المر وطوني فرنجية الخلوة، قال وزير ‏الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري: إن النواب المسيحيين سيلبون دعوة البطريرك الراعي ليوم صلاة وتوبة في حريصا، لكن للأسف لن يتوبوا ولن ينتخبوا رئيساً للجمهورية.

لكن الرئيس بري دعا امس هيئة مكتب مجلس النواب الى إجتماع في تمام الاولى من بعد ظهر يوم الاثنين المقبل الواقع في 27 اذار 2023 «وذلك لبحث عقد جلسة تشريعية للبحث في مواضيع الضرورة ومنها استحقاق الانتخابات البلدية وسبل توفير الاعتدمادات المالية لإجرائها في ظل اصرار اغلبية الكتل النيابية، علناً وفي الاعلام على الاقل، على إجرائها.حسبما قالت مصادرنيابية لـ «اللواء».

صندوق النقد في بيروت

إستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في حضور نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، وفدا من صندوق النقد الدولي صباح اليوم في السرايا.

ترأس الوفد رئيس البعثة ارنستو ريغو راميريز، وضم الممثل المقيم للصندوق في لبنان فريدريكو ليما والأعضاء: روبير تشيدز، غوف كيم، سفيلتانا شيروفيك، اتيلا اردا ونتاليا سالازار واندر ايمري.كما شارك في الاجتماع مستشارا الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس وسمير الضاهر.

وتأتي زيارة الوفد في سياق البند الرابع للصندوق والتي تتعلق بتقييم الأوضاع الاقتصادية والمالية لأي بلد، ومن ضمنها لبنان، وقبل صدور التقرير الاستشاري السنوي.

وكشف ميقاتي أن وفد صندوق النقد الدولي «جدّد دعمه للبنان وأمله في ان نسرع في اقرار الخطوات الاصلاحية المطلوبة لتوقيع الاتفاق النهائي مع الصندوق، والذي من شأنه ان يفتح ابواب الامل للبنان افضل وخطوات اضافية من الدعم من قبل المجتمع الدولي».

وكان رئيس الحكومة يتحدث خلال رعايته في السراي حفل «إطلاق مشروع انشاء مبنى جديد للمسافرين في مطار رفيق الحريري الدولي» الذي دعا اليه وزير الاشغال العامة والنقل علي حميه.

إرتفاع كبير للدولار المحروقات

بعد ملامسة سعر الدولار في السوق السوداء سعر 115 الف ليرة صبحاً وصل عصرا الى 119 و500 ليرة ومساء الى اكثرمن 120 الفاً، ورافقه سعر منصة «صيرفة» بمعدل 83500 ليرة لبنانية للدولار الواحد، وإرتفعت أسعار المحروقات في لبنان بشكل كبير، وتجاوز سعر صفيحة البنزين المليوني ليرة وقارورة الغاز قرابة مليون ونصف المليون، بعد صدور ثلاث تسعيرات رسمية عن وزارة الطاقة امس للمرة الاولى نتيجة قفزات الدولار غير المتوقعة وغير المنطقية؟

وفي هذا الاطار، قال رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الاسمر: إنّ الاضرابات القطاعية لا تؤدي الى نتيجة، مسألة العصيان يجب ان يكون لديها توافق لأن ليس لدينا رؤية موحدة في لبنان.

واضاف في حديث اذاعي: قال الاضراب المفتوح لعدة ايام قد يكون الخيار الوحيد. ويجب تضافر الجهود بين الاتحاد العمالي العام والنقابات، ومطلبنا الاساسي هو انتخاب رئيس للجمهورية.

وتابع لا حل إلاّ بإضراب عام شامل.

من جانبه، أعلن نقيب صيادلة لبنان جو سلوم أن الجميع أفشل الاضراب وأمام وصول الدولار إلى عتبة 120 ألف ليرة ونسبة الفقر 80% على كل الشعب النزول الى الشارع والتحرك. وتابع في حديث اذاعي: الدواء ليس تسلية، هو حياة او موت، لا يمكن حجبه عن المريض، افضل الدولرة على رؤية المريض يموت وان يذل للحصول على الدواء، يهمني ان يتم تسليم الادوية للصيدليات لان معظمها متجه نحو الافلاس.

السوق «غير مضبوط»

الى ذلك، وردّاً على انتقادات بشأن عدم فعالية المحاضر التي تقوم بها وزارة الاقتصاد في السوق، اشار وزير الاقتصاد أمين سلام الى وجود تغيير وارتفاع بحسّ المسؤولية والوزارة تقوم بدورها، قائلا : لا نقوم بـ»عراضات» ولكن فوق الـ50% من السوق غير مضبوطة بسبب سلطة نقدية غائبة خلقت جواً من الضياع وليرة منهارة، وعلى القضاء أن يصدر ويُطبّق الأحكام.

بدوره، قال المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد ابي حيدر خلال جولة لمراقبة وضبط الاسعار، هناك عدم التزام بموضوع التسعير وهناك مستوردون يسعرّون بالليرة اللبنانية وهناك اختلاف بالاسعار بين الرفوف والصندوق ومخالفات بهوامش الربح.

معيشيا ايضاً حددت وزارة الاقتصاد والتجارة سعر الخبز كالآتي: ربطة الخبز المتوسطة ٨٢٢ غراما بـ ٤٢٠٠٠ ليرة. ربطة الخبز الكبيرة ١٠١٣ غراما بـ ٥٠٠٠٠ ليرة.

*********************************

افتتاحية صحيفة الديار

الليرة تنهار دون كوابح ولبنان ينافس افغانستان على المرتبة الاخيرة في «التعاسة» «مساومة» سعودية تؤجل الحل وفرصة مقيدة للمعارضة للاتفاق على مرشح رئاسي دعوة بكركي للصلاة تكتمل بموافقة الاحزاب المسيحية الرئيسية ولا تفاهمات سياسية – ابراهيم ناصرالدين

لا حل في الافق حتى الآن للازمات اللبنانية المتناسلة وفي مقدمتها الاستحقاق الرئاسي، القوى السياسية اللبنانية بمعظمها لا تزال تراهن على «دعسة ناقصة» في الاتفاق السعودي –الايراني للتملص من اي تسوية مفترضة، ويبدو انها تستغل فترة الاختبار الاولية للاتفاق المحددة بشهرين حتى آخر رمق لمحاولة رفع المكاسب على «الطاولة»، وهي تستفيد ايضا من عدم رغبة الرياض في التقدم باي خطوة ايجابية على الساحة اللبنانية الآن، رغبة منها ايضا في تحصيل مكسب اضافي في الاتفاق طالما انه لم يشمل الملف اللبناني على نحو تفصيلي. فلا داعي للاستعجال في اجتراح الحلول او «التراجع» «خطوة الى الوراء» كما لمس الفرنسيون في اللقاء الباريسي الاخير. في المقابل طهران ليست في وارد الضغط الان على «الشركاء» الجدد لتسريع الحل في بيروت، ولا ايضا في وارد الضغط على حلفائها وفي مقدمتهم حزب الله، لتقديم تنازلات، لم تفعل في السباق، ولن تفعل الآن، ولهذا يرجح بقاء الاوضاع معلقة اقله خلال الشهرين المقبلين، ريثما تتبلور الامور في المنطقة المقبلة على تحولات غير مسبوقة. في هذا الوقت اكتمل عقد «الصلاة الروحية» المسيحية بموافقة «القوات» والكتائب» لكن لا يعني ذلك وجود اتفاق سياسي على خارطة طريق للخروج من الازمة الرئاسية، بينما نجحت بكركي في الحفاظ على «ماء وجهها» مهما كانت النتائج. وفي الانتظار من يقرأ على نحو خاطىء «لعبة» المصالح الكبرى ويبقى غارقا في «حروب الزواريب» الضيقة، والمصالح الشخصية، سيدفع الثمن لاحقا. كما تقول اوساط دبلوماسية. طبعا الناس في واد والسياسيون في واد آخر، الدولار لامس 120 الف ليرة، وربطة الخبز الخمسين الف ليرة، والبنزين المليونين، ما يجعل البلاد في منافسة شديدة مع افغانستان وحدها تسبق لبنان في قائمة الدولة الاكثر تعاسة بحسب التصنيف الاخيرة للامم المتحدة.

لبنان الاكثر تعاسة

وفي هذا السياق، أظهر تقرير شبكة التنمية المستدامة التابعة لـ»الأمم المتحدة» لعام 2023، في اليوم العالمي للسعادة، محافظة فنلندا على مرتبتها الاولى، للسنة السادسة على التوالي، على رأس الدول الأكثر سعادة، فيما احتل لبنان المرتبة ما قبل الأخيرة في الهرم تنافسه افغانستان التي حلت في المرتبة 137 الاخيرة. ويأخذ التقرير في الاعتبار عوامل عدة مثل متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، وهذا المؤشر يعطي معلومات عن الوضع الاقتصادي في البلد، إضافة إلى الوضع الاجتماعي للفرد ووجود شخص ما ليعتمد عليه، وكذلك مؤشر الصحة والعمر المتوقع، وحرية اتخاذ القرارات، والكرم والانخراط في الأعمال التطوعية، هذا فضلا عن انخفاض الفساد. وجاءت فنلندا للسنة السادسة على التوالي في المركز الأول من التقرير، وتلتها الدنمارك. كما حلّت الإمارات في الصدارة عربيا وبالمركز 26 عالميا من حيث مؤشر السعادة وتلتها السعودية بالمركز الثاني عربيا و30 عالميا.

«مساومة» جديدة؟

وفيما يغيب لبنان هذا الاسبوع وربما اكثر عن الاتصالات الفرنسية السعودية، مع آمال ضعيفة بان يتمكن الرئيس ايمانويل ماكرون من فتح النقاش حوله خلال زيارة الى الرياض الاثنين المقبل عنوانها اقتصادي، كشفت مصادر دبلوماسية عن عدم وجود اتفاق حتى الآن على صفقة المقايضة الفرنسية ولكنها لا ترى ان «الابواب مقفلة» امام انتخاب سليمان فرنجية رئيسا مقابل تعيين نواف سلام رئيساً للحكومة. الجديد الان هو طرح ورقة مساومة جديدة على «الطاولة»: السعودية وإيران تقفان على حافة استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما. ولبنان هو أحدى القضايا الأساسية التي ستغذي العلاقات بينهما. السعودية تعارض صيغة فرنسا ومرشح حزب الله للرئاسة. وهي تريد حشر إيران كي تقرر «رئاسة مفضلة في لبنان أم صداقة مع السعودية»؟. ووفقا لتلك المصادر فان الرياض تماطل الى حين التزام ايران بتنفيذ احد بنود الاتفاق المرتبط بوقف تزويد السلاح للحوثيين في اليمن. وعندها سيتغير موقف السعودية من موضوع الرئاسة في لبنان!

الرهان على «سراب»!

في المقابل، تشير اوساط نيابية لبنانية الى ان الرهان السعودي اذا كان صحيحا فهو رهان على «سراب»، لان الايرانيين لن يقبلوا ابدا باي مقايضة على حساب حزب الله في لبنان، وهم من اليوم الاول قالوا صراحة ان لا احد يتحدث في هذا الملف الا السيد حسن نصرالله. ومن يراهن على مساومة طهران على موقع الحزب وقوته في لبنان سينتظر كثيرا. ولن تمر اي تسوية الا اذا كانت متوازنة كما يقاربها الجانب الفرنسي.

وحدة المعارضة

في هذا الوقت، يتحدث زوار «معراب» عن مهلة غير مفتوحة تنتهي في شهر ايار المقبل حتى تتمكن المعارضة من التوحد وراء مرشح واحد يمكن ان يكون ندا لفرنجية ليلغيه. ووفقا للمعلومات فان الرياض لن تضغط على احد من حلفائها في الفترة الفاصلة لتقديم اي تنازلات في الملف الرئاسي، وهي منحت المعارضة متسعاً من الوقت لإعادة ترتيب «اوراقها» لمواكبة الفترة الزمنية المتفق عليها بين الرياض وطهران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية الثنائية. وهي ابلغتهم ان مهلة الشهرين تتطلب الاستعداد للمرحلة السياسية الجديدة التي يُفترض أن تنعكس إيجاباً على الساحة اللبنانية، فاما يكونوا جاهزين للجلوس على «الطاولة» موحدين، او ستكون الامور اكثر صعوبة والتسوية لن تحصل كما يشتهون، لان الوصول الى مرشح تجتمع حوله قوى المعارضة اضافة الى التيار الوطني الحر سيعني حكما اجبارالفريق الآخر على التنازل عن ترشيح فرنجية، واذا لم يحصل ذلك «فلكل حادث حديث»؟!

رعد «يفرمل» التفاؤل

وفي موقف لافت يتماشى مع هذه الاجواء، دعا رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، إلى عدم رفع سقف التوقّعات بشأن تأثير الاتفاق الإيراني- السعودي في لبنان سريعاً، موضحاً أنّ مادة الاتفاق الأساسية هي إعادة تصويب العلاقات الثنائية بين البلدين، لكنّه أشار إلى أنّ هذا الاتفاق «يشيع مناخاً إيجابياً» ويؤسّس لتبادل وجهات النظر بين المتخاصمين أو بين الأطراف المتباينين في مواقفهم، إلا أنّ الحلّ لا يكون من الخارج إنّما من الداخل مستفيداً من سحابة التفاهم الإيجابي الذي حصل في المنطقة لا أكثر ولا أقل. وأشار إلى أنّ «بعض القوى الإقليمية والدولية تتحفّظ، ولها رأي آخر وتمارس عبر علاقاتها مع بعض النواب اللبنانيين ما يُفضي إلى تعطيل العملية الإنتخابية»، لافتاً إلى أنّه عندما «يضع طرف إقليمي «فيتو» على مرشّح ويلتزم هذا الطرح بعض اللبنانيين معنى ذلك أنّ هناك تعطيلاً للاستحقاق الانتخابي»، آملاً أن «يتغيّر هذا الموقف»، وقال إنّ «رهاناتنا ليست عالية المنسوب، لكن لا بُدّ من أن نعطي الفرص في هذا المجال»…

ضربة اسرائيلية – اميركية؟

ولا تتوقف الرهانات هنا، ووفقا لمصادر مطلعة، فثمة من يراهن على تحرك اميركي – اسرائيلي ضد ايران يخلط الاوراق من جديد في المنطقة، وقد نشر الاعلام الاسرائيلي ما يدعم هذه النظرية، حيث اشارت صحيقة «يديعوت احرنوت» الى ان كل هذه التطورات تحصل فيما تستعد إسرائيل والولايات المتحدة لعملية عسكرية محتملة ضد إيران. ولفتت الى ان وزير الدفاع الاميركي، ورئيس الأركان بحثا الامر في اسرائيل. فيما طيارو سلاح الجو يتدربون مع طيارين أميركيين في نيفادا. وتستمر النشاطات لأن للإدارة في هذه اللحظة مصلحة في أن يرى الإيرانيون بأن الخيار العسكري على الطاولة. وحسب أحد المصادر، عرض أوستن على إسرائيل خطة متداخلة. وحسب المصدر إياه، رفض نتنياهو تبني الخطة، خوفاً من أن يوقف رئيس الولايات المتحدة العملية في لحظة الأمر. ووفقا للصحيفة، يتبين ان العناق الأميركي كعناق دب.يعرفون ما يميل الإسرائيليون إلى كبته: لا أمل في وقف إيران في الطريق إلى النووي إلا بمساعدة أميركا. يبدأ هذا بإسناد دولي لأعمال إسرائيلية وينتهي بطائرات الشحن بالوقود والقنابل وقطع الغيار. ثمة صلة واضحة ومقلقة بين قدرة إسرائيل على كبح إيران وردعها وبين الثورة التي يقوم بها نتانياهو. كلما تقدم الانقلاب ابتعد الردع.!

صلاة لا سياسة

في هذا الوقت اكتمل النصاب مسيحيا للصلاة الروحية التي دعت اليها بكركي في الخامس من نيسان المقبل، بعدما اعلن حزبا القوات الللبنانية والكتائب المشاركة، فيما اتفق النواب «التغييريون» على ان يتخذ كل نائب موقفا منفردا من الحضور، وقد اعلنت النائب بولا يعقوبيان المقاطعة. هذا الحضور «الروحي» لن يتمدد الى السياسة كما تقول اوساط نيابية مطلعة، فالحضور للصلاة لا يعني الدخول في محادثات سياسية حول الاستحقاق الرئاسي، هذا على الاقل موقف «القوات» التي اعلنت عدم المقاطعة حفاظا على «ماء وجه بكركي» وليس اي شيء آخر، فالقرار واضح حتى الآن بعدم منح رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اي فرصة لتعويم نفسه مجددا تحت عناوين براقة لم يلتزم بها.

«المخرج الوحيد»؟

وفي الاساس فان الدعوة الى الصلاة تبدو المخرج الوحيد المتاح امام بكركي بعد فشل جولة المطران انطوان ابي نجم على القيادات المسيحية والتي فشلت في تحقيق اي اختراق في المواقف المتباعدة والمختلفة على كل شيء. ولهذا لم تتم الدعوة تحت عنوان سياسي، فالصرح البطريركي يخشى الفشل ولهذا اختار دعوة النواب الى لقاء «روحي»… فإذا أنتج شيئا في السياسة والرئاسة، وهو أمر مستبعد كان به، واذا لم يفعل، فان احدا لن يتحدث عن الفشل حينها بما لان عنوان الدعوة في الاصل لم يكن سياسيا.

جعجع ينتقد بري

وكان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اعلن بعد اجتماع تكتل الجمهورية القوية المشاركة في شكل كامل في خلوة حريصا «آملين من الله ان يستجيب لصلوات البطريرك مار بشارة بطرس الراعي». وتوجه لرئيس مجلس النواب نبيه بري بعد قول الاخير ان الازمة الرئاسية سببها عدم تفاهم المسيحيين  «روّق بالك، فالصراع ليس بين المسيحيين والمسلمين وبقدر ما هناك خلافات بيننا و»امل» هناك خلافات بيننا و»التيار الوطني الحر» فالخلاف سياسي وما تفعله هو لغش الرأي العام». اضاف: هناك مرشحان هما سليمان فرنجية وميشال معوض وتفضل يا دولة الرئيس وادع الى جلسة للانتخاب، وتابع متوجها لبري «دعيت لجلسات صورية ونوابك يخرجون من الدورة الثانية ويعطلون الجلسات و»مقولة ان القوى السياسية المسيحية مش متفقين وهني معطلين غلط».

من يدفع الثمن؟

وفيما ينتظر ان تعيد دعوة الرئيس بري هيئة مكتب المجلس للانعقاد يوم الاثنين المقبل للبحث بعقد جلسة تشريعية فتح النقاش السياسي الحاد مجددا، دعت مصادر مقربة من «عين التينة» جعجع الى انجاز تفاهم مسيحي حول اسم رئيس والذهاب به الى المجلس النيابي، بدل تشويه مقاصد الرئيس بري التي يعرف الجميع ماهيتها. وفي السياق نفسه، دعت اوساط مطلعة بعض القوى غير المقتنعة بوجود تغييرات كبيرة في المنطقة الى قراءة مرحلة ما بعد الاتفاق السعودي- الايراني جيدا، فالتحولات المتسارعة لن تقف عند حدود، ولا يجب اغفال الاتصالات الخليجية المتسارعة مع سوريا لاعادتها الى الحضن العربي وهو امر سينعكس حكما على الساحة اللبنانية. ومن لا يواكب هذه الاحداث قد يدفع اثمانا باهظة.؟

اسرائيل: حزب الله سيحقق ما يريده!

في هذا الوقت، حضرت عملية مجدو في الاعلام الاسرائيلي مرة جديدة. وتحدثت صحيفة «هآرتس» عن خيارات اسرائيل المحدودة تجاه التعامل مع الحدث في وقت يقترب حزب الله من تحقيق انتصار سياسي جديد قريبا. وتساءلت الصحيفة «هل تعرف إسرائيل ما الذي تريده؟ حرب شاملة مع لبنان؟ قصف قاعدة أو تصفية محددة لشخصية رفيعة؟ هل تستطيع اتخاذ قرار استراتيجي كهذا في الظروف السياسية الحالية دون أن يعتبر محاولة للقضاء على الاحتجاج، أو مناورة تتحدى بها جنود الاحتياط والطيارين؟» ولفتت الصحيفة الى ان لا مصلحة لحزب الله بحرب في المنطقة، واستندت الى توقعات متفائلة لمستقبل لبنان، وقالت ان اعلان شركة «توتال» الفرنسية عن نشر عطاء دولي للتنقيب عن الغاز في حقل الغاز قانا، وهذا يمنح البلاد فرصة الاستفادة منه خلال سنتين أو ثلاث سنوات. والحكومة اللبنانية التي يعد حزب الله عضواً فيها، يمكنها أن تستفيد منه أيضاً. الولايات المتحدة تتجه للسماح لمصر والأردن على بيع الغاز والكهرباء للبنان عبر سوريا.في هذه الظروف، حيث حزب الله على شفا تشكيل سلطة سياسية كما يريد في لبنان بموافقة معظم الدول الاقليمية والدولية المهتمة بالشان اللبناني، يصعب العثور على أي مصلحة له في شن حرب مع إسرائيل.؟!

مخالفات «وسرقة» بالجملة

اقتصاديا، وفيما لامس الدولارالـ 120 الفا، وارتفعت كل الاسعار، جال وزير الاقتصاد امين سلام، والمدير العام للوزارة محمد ابي حيدر، على 4 سوبرماركت، والنتيجة، مخالفات بالجملة و «سرقة» و «نهب» علني، فختمت بالشمع الاحمر. وقد اشتكى الوزير من الغرامات المنخفضة التي لا تردع احدا. وقال سلام «لا نقوم بـ «عراضات» ولكن فوق الـ50% من السوق غير مضبوطة بسبب سلطة نقدية غائبة خلقت جواً من الضياع وليرة منهارة، وعلى القضاء أن يصدر ويُطبّق الأحكام». بدوره، قال المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد ابي حيدر خلال جولة لمراقبة وضبط الاسعار، «هناك عدم التزام بموضوع التسعير وهناك مستوردون يسعرّون بالليرة اللبنانية وهناك اختلاف بالاسعار بين الرفوف والصندوق ومخالفات بهوامش الربح».

**********************************

افتتاحية صحيفة الشرق

جنون الدولار يرفع الأسعار وثورة شعبية على الأبواب  

هو الدولار الأسود يزيد الى سواد ايام اللبنانيين سوادا، والى جحيم حياتهم جحيماً. هي العملة الوطنية التي رفعت مستوى معيشتهم لسنين طوال الى حال من الرفاهية، تتهاوى امام الورقة الخضراء مئة وعشرين مرة، وليس ما يحد اندفاعته الصاروخية وانهيارها الجنوني. هو أنين شعب تحت ركام خطط مالية عشوائية وتخبط ارقام متضاربة، لا يجد من يسمعه، فمن منحه صوته في صندوقة ايار، يرمي به في قعر الانهيار غير عابىء بمصيره الاسود في وطن تحوّل الى مقبرة جماعية.

نعم هو الدولار تخطى الـ120 الف ليرة ، حاملا على جناحيه اسعار المحروقات النارية وقد بلغ سعر صفيحة البنزين مليونين ومئة و58 الف ليرة، فيما الدعوات الى الاضراب والنزول الى الشوارع تبقى حبرا على ورق عملة منهارة و»الخير لقدام».

صندوق النقد

على وقع تحليق سعر صرف الدولار، وفيما المصارف على اضرابها، لا جديد في المواقف الرئاسية بل جمود، في حين واصلت بعثة صندوق النقد الدولي جولتها على المسؤولين. في السياق، اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع الوفد في السراي، في حضور نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي. رأس الوفد رئيس البعثة ارنستو ريغو راميريز، وضم الممثل المقيم للصندوق في لبنان فريدريكو ليما والاعضاء. وتأتي زيارة الوفد في سياق البند الرابع للصندوق والتي تتعلق بتقييم الأوضاع الاقتصادية والمالية لأي بلد، ومن ضمنها لبنان، وقبل صدور التقرير الاستشاري السنوي.

نحو الاضراب؟

اقتصاديا ايضا، تجاوز سعر المحروقات وصفيحة البنزين المليوني ليرة.

ليس بعيدا، أشار رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر، إلى أنّ «الاضرابات القطاعية لا تؤدي الى نتيجة، مسألة العصيان يجب ان يكون لديها توافق لأن ليس لدينا رؤية موحدة في لبنان». وفي حديث اذاعي قال «الاضراب المفتوح لعدة ايام قد يكون الخيار الوحيد». وأردف «يجب تضافر الجهود بين الاتحاد العمالي العام والنقابات، مطلبنا الاساسي هو انتخاب رئيس للجمهورية».وتابع «لا حل إلاّ بإضراب عام شامل». من جانبه، أعلن نقيب صيادلة لبنان جو سلوم أن الجميع أفشل الاضراب وأمام وصول الدولار إلى عتبة 113 ألف ليرة ونسبة الفقر 80% على كل الشعب النزول الى الشارع والتحرك. وتابع في حديث اذاعي: الدواء ليس تسلية، هو حياة او موت، لا يمكن حجبه عن المريض ، افضل الدولرة على رؤية المريض يموت وان يذل للحصول على الدواء ، يهمني ان يتم تسليم الادوية للصيدليات لان معظمها متجه نحو الافلاس.

السوق غير مضبوط

الى ذلك، وردّاً على انتقادات بشأن عدم فعالية المحاضر التي تقوم بها وزارة الاقتصاد في السوق، اشار وزير الاقتصاد أمين سلام الى وجود تغيير وارتفاع بحسّ المسؤولية والوزارة تقوم بدورها، قائلا «لا نقوم بـ»عراضات» ولكن فوق الـ50% من السوق غير مضبوطة بسبب سلطة نقدية غائبة خلقت جواً من الضياع وليرة منهارة، وعلى القضاء أن يصدر ويُطبّق الأحكام». بدوره، قال المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد ابي حيدر خلال جولة لمراقبة وضبط الاسعار، «هناك عدم التزام بموضوع التسعير وهناك مستوردون يسعرّون بالليرة اللبنانية وهناك اختلاف بالاسعار بين الرفوف والصندوق ومخالفات بهوامش الربح».

سعر الخبز

معيشيا ايضا حددت وزارة الاقتصاد والتجارة سعر الخبز كالآتي: ربطة الخبز المتوسطة ٨٢٢ غراما بـ ٤٢٠٠٠ ليرة. ربطة الخبز الكبيرة ١٠١٣ غراما بـ ٥٠٠٠٠  ليرة.

الصندوق السيادي

في الغضون، وعشية زيارة يقوم بها ميقاتي الى قبرص لبحث ملف ترسيم الحدود البحرية، عقدت جلسة للجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان للاطلاع من الخبير النروجي في العائدات البترولية وانشاء الصناديق السيادية فيدار اوفيسين عن تجارب عدد من الدول في ما يتعلق بانشاء الصندوق السيادي. بعد الجلسة قال كنعان «اطلعنا من الخبير النروجي المتخصص بالصناديق السيادية على كيفية ادارة الصندوق وتغذيته واستثماراته وادارته المستقلة، مُعلنًا أن الخبير “أجاب على اسئلة النواب وسنكون أمام جلستين لانهاء البحث ورفع التقرير النهائي”. وشدد كنعان على أن “موضوع الصندوق السيادي والنفط شمعة في نفق مظلم يجب ان نعرف كيفية الاستفادة منه لانه يفيدنا في مفاوضاتنا مع صندوق النقد على ان يترافق مع الاصلاح والشفافية والمحاسبة ليبدأ لبنان مسيرة استعادة الثقة.

جعجع

سياسيا، اعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بعد اجتماع تكتل الجمهورية القوية «اننا سنشارك في شكل كامل في خلوة حريصا آملين من الله ان يستجيب لصلوات البطريرك مار بشارة بطرس الراعي». وتوجه لرئيس مجلس النواب نبيه بري : هناك مرشحان هما سليمان فرنجية وميشال معوض وتقضل يا دولة الرئيس وادع الى جلسة للانتخاب، وتابع متوجها لبري «دعيت لجلسات صورية ونوابك يخرجون من الدورة الثانية ويعطلون الجلسات و»مقولة ان القوى السياسية المسيحية مش متفقين وهني معطلين غلط». ورأى ان ادعاء القاضية غادة عون على النائب زياد الحواط «آخر الدني».

جلسة تشريعية

في الموازاة، يصر بري على عقد جلسة تشريعية. في السياق، دعا هيئة مكتب مجلس النواب الى إجتماع في تمام الاولى من بعد ظهر يوم الاثنين الواقع في 27 اذار 2023 «وذلك لعقد جلسة تشريعية».

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram