افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الأربعاء 22 آذار 2023

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الأربعاء 22 آذار 2023

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء:

بيان روسي صيني مشترك يؤكد الموقع القيادي الدولي اقتصادياً وسياسياً: مشروع الدول المستقلة الأسد في لقاء خرازي: محصلة التحولات المتسارعة في العالم ستكون لصالحنا رغم المصاعب الدولار يتحرك بـ 25 % صعوداً ونزولاً خلال ساعات… وتعليق متوقع لإضراب المصارف


لم تستطع واشنطن تجاهل الاهتمام الذي حاز عليه لقاء القمة الروسي الصيني، وتظهير الحلف الاستراتيجي بين الدولتين العظميين المناهضتين للهيمنة الأميركية، واحدة هي روسيا التي أثبتت أنها الأقوى عسكرياً بامتلاكها عناصر التفوق الاستراتيجي في مجال الأسلحة النووية، باعتراف واشنطن، وثانية هي الصين الأقوى اقتصادياً رغم المحاولات الفاشلة لأميركا لاستعادة أمجاد سابقة، والبيان الأميركي رداً على البيان الروسي الصيني جاء خالياً من أي مضمون يناقش الخطاب الذي قدمته الدولتان، بينما البيان الروسي الصيني تعامل مع قضايا العالم من موقع قيادي للمعادلات الدولية الجديدة، على قاعدة الأولوية لمفهوم الدولة المستقلة، حيث أكد البيان على أن ما بين الدولتين حلف استراتيجي كامل. وأكد البيان أن روسيا والصين تعارضان فرض دولة واحدة لقيمها على دول أخرى، مؤكدين عدم وجود شيء يُسمّى بـ «ديمقراطية أعلى». كما دعا حلف شمال الأطلسي إلى احترام سيادة الدول الأخرى ومصالحها، مؤكداً على أن بكين وموسكو تعارضان التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية. كما أكد البيان على أن العلاقات الروسية الصينية وصلت إلى أعلى مستوى في تاريخهما، وقال البيان: «العلاقات الروسية الصينية من الشراكة الشاملة والتفاعل الاستراتيجي، التي تدخل عهداً جديداً، بفضل الجهود المستمرة للأطراف، وصلت إلى أعلى مستوى في تاريخها وتواصل التطوّر تدريجياً».
في المنطقة كلام الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الدولية في الجمهورية الإسلامية في إيران الدكتور كمال خرازي، يضيء على نظرة محور المقاومة للمعادلات المحيطة بتوازنات العالم والمنطقة، وقال الأسد خلال اللقاء إنه «في هذه المرحلة من التحولات المتسارعة من الطبيعي أن يكون هناك بعض الخسائر والسلبيات لدولنا إلا أن محصلة هذه التحولات ستكون لصالحنا بفضل صمود بلداننا وشعوبنا، وبسبب الأخطاء الجسيمة في السياسات والرؤى لدى الغرب وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية». وأكد الأسد أن: «هذه المرحلة بحاجة لحوارات مكثفة وعمل استراتيجي بين دول المنطقة لأن الغرب في هذه المرحلة ربما سيكون أكثر عدوانية وسيحاول استخدام كل الأدوات التي يمتلكها داخل مجتمعاتنا، وهذا ما يحتم على دول المنطقة التعامل بدقة مع الأوضاع الداخلية وتعزيز الانتماء، إضافة إلى التحرك باتجاه تمتين العلاقات في ما بينها بما يؤَمّن لها شبكة حماية من أي سياسات عدوانية بمختلف أشكالها».
لبنانياً، سيطر الارتفاع المتسارع والهبوط الأسرع لسعر صرف الدولار بنسبة 25% خلال ساعات، على المشهد السياسي، منتقلاً من 110 آلاف ليرة إلى 145 ألف ليرة، وعكساً من 145 ألف ليرة الى 105 آلاف ليرة، وقد رسم الفارق بين الحالتين ما سبق وتكرر مع كل مرة مشابهة، مصرف لبنان يعلن رفع سعر صيرفة ويفتح الباب لبيع الدولارات بالسعر الجديد، ويتكرس السعر الجديد بانتظار ارتفاع جديد، بينما قررت جمعية المصارف ما كان متوقعاً مع الارتفاع الجديد والسعر الجديد لمنصة صيرفة من تعليق للإضراب، على أبواب بدايات شهر جديد يترافق مع دفع الرواتب، بانتظار العودة للإضراب مطلع الشهر المقبل.
وبعد ارتفاع سعر صرف الدولار إلى حدود الـ140 ألف ليرة ظهر أمس، تدخل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من جديد معلناً عن إجراء عملية مفتوحة ومستمرة لشراء الأوراق النقدية اللبنانية وبيع الدولار نقداً على سعر صيرفة. وحدّد في تعميم، صيرفة، بـ90 ألف ليرة لبنانية مقابل كل دولار ابتداء من اليوم (أمس) 21 آذار 2023.
ووفق معلومات «البناء» فإن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تلقى مراجعات من مرجعيات سياسية وغير سياسية تسأل عما يجري في البلد وتحديداً على صعيد الدولار، فبادر ميقاتي قبل سفره إلى قبرص الى إجراء اتصالات بحاكم مصرف لبنان وبالمعنيين بالشأن المصرفيّ طالباً التدخل للجم واحتواء سعر الصرف.
ولفت مصدر سياسي ومالي مطلع على الشأن الحكومي لـ»البناء» إلى أن «لجم سعر صرف الدولار ليس كبسة زر بل يحتاج الى توافق سياسي على كافة الصعد، ولا تقتصر الأمور على إجراء من هناك وقرار من هناك، بل هناك سلة قرارات مالية واقتصادية تحتاج الى أرض سياسية صلبة تبدأ بصناعة تسوية بانتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة جديدة وإقرار الإصلاحات المطلوبة واستكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي»، محذّرة من أن «النظام المؤسسيّ لم يعُد قادراً على التجاوب مع الوضع القائم من الانهيار وتفلت العملة».
وعن التسوية القضائية – المصرفية كشف المصدر أن الأزمة تتعلق بجوانب عدة ولا تنحصر بجانب واحد، وهناك تشريعات وقوانين وقرارات مالية ونقدية وقانونية يجب أن تتخذ بين المصارف والقضاء والمجلس النيابي لحل الإشكالية، مؤكداً أن الرئيس ميقاتي يحاول التوسط بين هذه الأطراف لتهدئة واحتواء الوضع قبل أن نصل الى الانفجار الكبير، ولا زلنا في مرحلة بإمكاننا النهوض». ولفت الى أن «هناك مصارف متعثرة وقد يعلن بعضها الإفلاس بسبب ضغط الأزمة والدعاوى القضائية لكن لن نصل الى مرحلة إفلاس النظام المصرفي اللبناني».
ولفت المصدر الى أن الحكومة قامت بما عليها، وأحالت مشروع قانون الكابيتال كونترول الى المجلس النيابي واللجان أنجزته وأدخلت التعديلات اللازمة وأحالته على الهيئة العامة وينتظر جلسة تشريعية لإقراره، مرجحاً أن يضعه رئيس المجلس على جدول أعمال الجلسة التشريعية المزمع أن يدعو اليها الإثنين المقبل بعد اجتماع هيئة مكتب المجلس.
وأعلنت جمعية مصارف لبنان في بيان، مساء أمس أنه «بمناسبة بداية شهر رمضان الكريم وتسهيلاً لأمور كافة المواطنين وعلى ضوء الاتصالات الجارية مع السلطات المعنية لمعالجة الخلل في المرفق القضائي والمرفق التنظيمي، تقرّر جمعية مصارف لبنان تعليق الإضراب ومتابعة اتصالاتها بالسلطات المعنية، على أن تتخذ موقفاً على ضوء النتائج العملية لهذه الاتصالات وذلك ابتداءً من صباح يوم غد 22 / 3 /2023».
ويتجه مجلس النواب الى التصعيد بوجه الحكومة، إذ أعلن رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان أن «جلسة اللجان النيابية غداً (اليوم) ستتحول إلى مساءلة الحكومة ومصرف لبنان والمصارف وتبيان ما يفعلون في ظل الانهيار الحاصل؟ ومطالبتهم باتخاذ التدابير الفورية للمعالجة».
وفي موقف لافت، أشار المرصد الأوروبي للنزاهة في لبنان، في بيان، إلى أن «الانهيار الذي تشهده الليرة مقابل الدولار الاميركي في بيروت كبير جداً ويستدعي التوقّف عنده». وشدد على أن «المسؤولية الكبرى تقع على الحكومة وعلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الملاحق في العديد من دول العالم، بتهم الاختلاس وتبييض الأموال والإثراء غير المشروع والتزوير واستعمال المزوّر».
وكان سعر صرف الدولار قد سجل ارتفاعات هيستيرية نهار أمس، وبلغ 140 ألف ليرة بالسوق السوداء ليعود أدراجه إلى الـ120 ألفاً في ساعات بعد الظهر إثر تعميم مصرف لبنان.
وأبدى خبراء اقتصاديون استغرابهم الشديد إزاء هذه الارتفاع الجنوني المفاجئ والانخفاض الكبير بيوم واحد وخلال ساعات قليلة، ما يؤشر وفق ما يقول الخبراء لـ»البناء» الى وجود غرفة عمليات تدير حركة الدولار صعوداً وهبوطاً على الإيقاع السياسي، موضحة أننا شهدنا يوم أمس مسرحية لا تختلف عن مسرحية الشهر الماضي الذي نفذها سلامة بإتقان، وهي ترك السوق للمضاربات على العملة من مصارف وصرافين وغيرهم، وعندما يرتفع الدولار يتدخل المركزي بتعاميمه السحرية، فيعلن عن شراء الدولار ولمّ الليرة من السوق لكي يمرر رفع سعر صيرفة «عالسكت» ويلهي المواطنين بانخفاض الدولار وبشرائه عبر منصة صيرفة وقبض الموظفين رواتبهم عبرها، فيما الحقيقة أنه اتفاق بين مصرف لبنان والحكومة لمصلحة الطرفين، حيث يستفيد «المركزي» بلمّ الدولارات على أسعار منخفضة من السوق السوداء ليشغل بهم صيرفة لأيام معدودة، وترفع الحكومة بدورها ايراداتها من الفواتير الرسمية المسعرة لتمويل إنفاقها وزيادة رواتب القطاع العام الشهر المقبل؛ وهكذا تتكرر المسرحية واللعبة الخفية بين الحاكم والحكومة، فيما يدفع المواطن ثمن المضاربات وارتفاع الأسعار والاحتكارات.
وانعكس ارتفاع الدولار على الأسواق وكامل مفاصل الحياة والقطاعات التجارية والوظيفية، إذ أعلن أصحاب المحطات وموزّعو المحروقات معلنين منح مهلة لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى اليوم قبل البدء في التسعير بالدولار أو على سعر الصرف.
كما أعلن مجلس نقابة صيادلة لبنان «الصيدليات في لبنان الى الإقفال ابتداءً من اللحظة، الى أن يُعاد تسلّم الأدوية الى الصيدليات بالصيغة والآلية أيًّا تكن والتي يتّفق عليها المعنيون»، قبل أن يعود المجلس عن إضرابه مساء أمس بعد اتصالات سياسية أفضت الى «توقيع اتفاقية بين نقابة صيادلة لبنان ونقابة مستوردي الأدوية، تضمن تسليم الأدوية الى الصيدليات بشكل منتظم ضمن آلية محدّدة».
وأفيد أن المدير العام لأوجيرو عماد كريدية يتجه إلى تقديم استقالته ما لم يُحلّ موضوع دفع الرواتب وتمكين الهيئة من القيام بواجباتها تجاه المواطنين.
وعلمت «البناء» أن الاتحاد العمالي العام يتجه الى إعلان الإضراب المفتوح لعدة أيام وقد يدعو الى التظاهر في الشارع. فيما تتحرك قطاعات وظيفية عدة للتظاهر في الشارع، لا سيما قطاع التعليم، كما أعلن موظفو قصر عدل بيروت الإضراب العام بدءاً من الاثنين المقبل بسبب تردي أوضاعهم المعيشية ورفضاً لبعض القرارات القضائية بحقهم. وأعلنت جمعيات عدة من المجتمع المدني التظاهر في ساحة رياض الصلح اليوم وكذلك العسكريون المتقاعدون. وأعنت جمعية «متحدون» جميع المودعين الى المشاركة في التحرّك المعدّ تنفيذه قريباً لاستهداف أصحاب المصارف.
وقطع محتجون الطرق في في مختلف المناطق بالإطارات المشتعلة ومستوعبات النفايات لا سيما في صيدا وطرابلس وصور والعاصمة بيروت احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الدولار.
وعملت «البناء» أن ميقاتي سيدعو الى جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل لبحث بند رواتب القطاع العام في ظل الارتفاع الكبير بسعر الصرف والتضخم بالعملة، وكان من المقرّر أن ينعقد المجلس هذا الأسبوع، لكن تمّ تأجيله بسبب سفر الرئيس ميقاتي الى الفاتيكان ولانتظار الدراسة التي تعدّها وزارة المال بشأن تحسين رواتب القطاع العام.
وأشارت معلومات «البناء» الى أن وزارة المال تحضّر رؤية لتحسين رواتب موظفي القطاع العام ويجري البحث بآليات عدة، ولكن الآلية المرجح اعتمادها هي تخصيص 5 ليترات بنزين لكل يوم عمل، ومضاعفة رواتب الموظفين، لكن الإشكالية تكمن بسعر الصرف الذي سيعتمد لقبض الموظف راتبه.. هل سعر 90 ألفاً أما 45؟
كما علمت «البناء» أن ميقاتي وفور عودته من قبرص اليوم سيعقد اجتماعات مكثفة مالية واقتصادية ونقدية مع حاكم مصرف لبنان والمصارف ووزير المالية وعدد من القطاعات الوظيفية ووزير الطاقة وأصحاب محطات المحروقات والأفران والصيدليات، على أن يتخذ القرار بشأن تسعير البنزين بالدولار.
وعقد المجلس السياسي لـ»التيار الوطني الحر» اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، فأقر الورقة السياسية للعام 2023 التي ستقر في المجلس الوطني في المؤتمر الوطني السنوي نهار الأحد في 26 آذار 2023، وناقش جدول أعماله.
وأشار المجتمعون، في بيان، الى أن «التلاعب بسعر صرف الدولار صعوداً وهبوطاً يشكل جريمة متمادية بحق الناس وتحقيقاً لأرباح غير مشروعة للمضاربين على حساب أكثرية من اللبنانيين يتقاضون أجورهم ومعاشاتهم بالليرة اللبنانية».
وأكد المجتمعون «موقفهم الثابت من التشريع في غياب رئيس للجمهورية وفي ظل حكومة مستقيلة ناقصة الشرعية»، معتبرين أن «التشريع بالمطلق مرفوض إلا إذا كانت الجلسة محصورة بالأمور الطارئة والضرورية والمستعجلة، أو إذا كانت هناك قوة قاهرة او مصلحة الدولة العليا تستلزم التشريع».
ولم يسجل أي جديد على الصعيد الرئاسي بانتظار انعكاس التطورات والمتغيرات الإقليمية على لبنان بظل تمسك الثنائي حركة امل وحزب الله برئيس المردة سليمان فرنجية؛ ولفت رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الى أن «الذي يأتي برئيس الجمهورية هو روح اهلنا الوطنية التي قاومت العدو ووضعته في قفص ردع ولا يمكن ان يشن حرباً على بلدنا. وهذه الروح هي التي ستنتصر وهي ستمكث في نفوس أهلنا، هذه هي رسالتنا التي نريد أن نوصلها الى كل من يراهن اليوم انه بالضغط يستطيع ان يلوي ذراع اهلنا الأصيل الذي يحفظ السيادة بدمه ويقدم التضحيات عبر المقاومة لنصرة هذا البلد والدفاع عن امنه واستقراره». وشدّد في كلمة له على أننا «كلنا نطمح ان نعيش الأمن والاستقرار في ظل سيادة وحرية لشعبنا، وفي ظل اعتزازٍ بكرامتنا الوطنية ولن تنفع كل الاساليب في ثنينا».
ويعكس السجالات المتكررة بين النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عمق الخلاف على الملف الرئاسي بعد تراجع جنبلاط عن ترشيح النائب ميشال معوّض، ورداً عما قاله رئيس الاشتراكي حول «استغرابه كيف أنّ سمير جعجع يُفضّل الفراغ»، قال رئيس القوات في بيان أمس: «لقد فاتَ الصّديق وليد جنبلاط أننّي لم أُفضّل الفراغ يوماً، كما لم أحبذه، والجميع يعي أنني كنتُ أطالب وأسعى، منذ اللحظة الاولى من بداية المهلة الدستورية الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية وأذكر وليد بيك أن «القوّات اللبنانيّة» من الذين دعموا مرشّحًا أجمعت عليه قوى المعارضة، وهو النائب ميشال معوّض وثابرت على دعمه، وعلى حضور كلّ الجلسات النيابيّة والتّصويت له».
وتحدث جعجع عن خيارين: «إما الذهاب إلى انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة ولو أنّه لن يعالج أمراً من تعقيدات الأزمة الحاليّة، وبالتالي نكون قد أغلقنا على الشعب اللبناني كلّ فرص الإنقاذ لست سنوات قادمة، وإما أن تبقى الفرصة قائمة إلى حين الاتّفاق على رئيسٍ جدّي وفعليّ يتمتع بقدرة البدء بالعمليّة الانقاذيّة المطلوبة».
في غضون ذلك، يتحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم، في الاحتفال التكريمي الذي يقيمه الحزب لأحد قادة الحزب حسين الشامي في مجمع الإمام المجتبى – السان تريز.
ووفق معلومات «البناء» سيتطرق السيد نصرالله الى العناوين الداخلية لا سيما التطورات الأخيرة على صعيد ارتفاع سعر صرف الدولار وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتحرك في الشارع، وسيوجه رسائل بالجملة الى مَن يعنيهم الأمر، وسيرسم خطاً سياسياً – اقتصادياً سيدعو الجميع للانضمام اليه انسجاماً مع المتغيرات الإقليمية والدولية لا سيما المصالحة الإيرانية – السعودية والانفتاح العربي على سورية، وسيدعو جميع الأطراف لاقتناص الفرصة والاستفادة من الانفراج الإقليمي والاعتماد على القدرات الذاتية وانتخاب رئيس.

******************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

مظاهر الخراب تتزايد: الدولار خارج السيطرة

 
 الاهتمام بالملف الرئاسي لدى أركان الطبقة السياسية، ليس هو السبب الوحيد لعدم اكتراثهم بالوضع المعيشي الذي يشهد موجة غير مسبوقة من التدهور. بل صار واضحاً للبنانيين أن الطبقة الحاكمة مستمرة في تغطية الأخطاء الهائلة التي ارتكبت خلال سنوات طويلة وأدت إلى الانهيار الحاصل. وهي مستمرة في إهمالها لأي معالجة ممكنة. فيما يواصل حاكم مصرف لبنان ألعابه غير المجدية، من خلال تعاميم وقرارات لا تلجم الدولار الأميركي ولا تمنع المسار نحو دولرة شاملة في كل نواحي الاقتصاد الوطني. ما عدا رواتب موظفي القطاع العام الذين لم يبقَ لهم من قدرة شرائية لتوفير أي من مستلزمات البقاء على قيد الحياة.

وأمس، شهدت بيروت والمناطق عودة للاحتجاجات الفوضوية على الواقع المعيشي، وقطعت الطرقات في أكثر من منطقة، وسط الإقفال القائم لدى المصارف من جهة، وتوقف محال تجارية عن العمل لعدم قدرتها على مواكبة التغيير الكبير في سعر صرف العملة، وهو ما لاحظه الناس في محطات الوقود التي باتت هي الأخرى تطالب بأن تعتمد التسعير بالدولار. فيما تتكشف يوماً بعد يوم، فشل محاولات إقناع الناس بأن صغار المضاربين هم وراء الانهيار، مع العلم أن القضاء أخلى أمس سبيل عشرين صرافاً كانت القوى الأمنية أوقفتهم على خلفية اتهامهم بالمضاربة وإضعاف العملة الوطنية.
وتتزايَد مظاهر الخراب في لبنان الذي يترنّح وسطَ ريح الدولار الذي حلّق على حافة الـ 140 ألف ليرة. وكان لافتاً الارتفاع الصاروخي للدولار بما تجاوز 10 آلاف ليرة في يوم واحد قبلَ أن يسجّل تراجعاً طفيفاً من دون استبعاد أن يعود ليسجّل مستويات أكثر إيلاماً في الأيام المقبلة. وعلى إثر هذه الخضّة، أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إجراء «عملية مفتوحة ومستمرة لشراء الأوراق النقدية اللبنانية وبيع الدولار نقداً على سعر صيرفة»، محدّداً سعر صيرفة بـ 90 ألف ليرة مقابل كل دولار ابتداءً من 21 آذار 2023. وقال، في بيان، إنّه «يمكن للجمهور أن يسلّم الليرة النقدية إلى الصرافين من فئة «أ» أو إلى المصارف العاملة ويتسلّم الدولار بعد ثلاثة أيام»، مشيراً إلى أنّ كلّ العمليات تُسجّل على منصة صيرفة، و«يمكن للمصارف التي تعود عن إضرابها المشاركة في هذه العملية». وأشار إلى أنّ «الهدف من هذه العملية هو الحدّ من ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية والمحافظة على قيمة الودائع بالدولار المحلي». ومع إعلان مصرف لبنان عن إمكان الجمهور إجراء عملية مفتوحة ومستمرة في هذا الإطار، أبدت المصارف رغبتها في المشاركة في عمليات الشراء واستعدادها لفتح أبوابها أمام الزبائن لإجراء عمليات «صيرفة» بدءاً من اليوم.

******************************

افتتاحية صحيفة النهار

“صيرفة” تلاحق “الدولار الأسود” وإطلاق مضاربين


اقل ما يمكن ان يقال في وصف وضع السوق المالية امس، انها حفلة جنون، لا تفسير منطقيا لها، لكنها تنذر بانفلات كبير ستكون ارتداداته سلبية على مجمل الوضع. اذ بلغ #سعر صرف الدولار نحو 145 الف ليرة نهارا، قبل ان يتهاوى ليستقر مساء عند عتبة الـ 110 الاف ليرة. والتلاعب في سعر الصرف، الهب معه الشارع، فتحرك المحتجون في غير منطقة، واقفلوا الطرق، وسط دعوات الى اعتصامات واضرابات بدءا من اليوم، قابلها كلام نيابي عن مساءلة الحكومة كأن الاخيرة بعيدة عن نسيج مجلس النواب نفسه الذي لم يحاسب الحكومات المتعاقبة يوماً. وقد ترافق تحليق سعر الصرف مع اطلاق ستة من المضاربين على الليرة بعدما توقيفهم مدة شهر، وخرجوا بكفالات مالية ووساطات سياسية. وكان هؤلاء طالبوا بتسريع احالتهم الى القضاء بعد التحقيق الاولي معهم لدى الاجهزة الامنية، واسمعوا المحققين انهم يضمنون اطلاق سراحهم لدى مثولهم امام القضاء.

وفيما ان خضوع حاكم مصرف لبنان للتحقيق الاوروبي الاسبوع الماضي، دفع خصومه الى الترويج بخسارته المعركة وبالتالي عدم توافر هامش اضافي لديه للتحرك، بل فقدانه المبادرة، وتخويف الناس من مرحلة مقبلة، تدخل مصرف لبنان بعد الظهر، معيداً تفعيل منصة “#صيرفة” ومعلنا عن “إمكان الجمهور إجراء عملية مفتوحة ومستمرة لشراء الأوراق النقدية اللبنانية وبيع الدولار نقداً على سعر “صيرفة” الذي حدده بـ 90 الف ليرة مقابل كل دولار بدءا من يوم أمس.

 

وشدد مصرف لبنان على أن “الهدف من هذه العملية هو الحد من ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية والمحافظة على قيمة الودائع بالدولار المحلي”. وأكد الحاكم أن “القرار الذي اتخذناه جاء لسحب كل الليرات اللبنانية من السوق ومصرف لبنان لديه القدرة على ذلك”. ولفت إلى أن “بالإمكان تسليم الليرة النقدية إلى الصرافين من الفئة “أ” وإلى المصارف العاملة، على أن يتسلم صاحب العملية الدولار بعد ثلاثة أيام”.

وفي حين استغرب البعض توقيت القرار فيما المصارف مستمرة في اضرابها، كشفت مصادر مصرف لبنان أن ثمة مصارف أبدت رغبتها في المشاركة في العملية وفتح ابوابها أمام الزبائن لإجراء العمليات المالية، بدليل أنها استوضحت مصرف لبنان عن بعض الامور، ومن ثم أكدت أنها ستفتح أبوابها على غرار بنك “الموارد”.

ولاحقا، اصدرت “#جمعية مصارف لبنان” بيانا اعلنت خلاله تعليق الاضراب. وجاء في البيان: بمناسبة بداية شهر رمضان الكريم وتسهيلا لأمور المواطنين وعلى ضوء الاتصالات الجارية مع السلطات المعنية لمعالجة الخلل في المرفق القضائي والمرفق التنظيمي، تقرر جمعية مصارف لبنان تعليق الاضراب ومتابعة اتصالاتها بالسلطات المعنية، على أن تتخذ موقفاً على ضوء النتائج العملية لهذه الاتصالات وذلك ابتداءً من صباح الاربعاء 22 اذار”.

 

حياتيا، طالبت نقابة اصحاب المحطات في لبنان رئيس مجلس الوزراء #نجيب ميقاتي ووزيري الطاقة والمياه وليد فياض والاقتصاد والتجارة امين سلام وجميع المعنيين الحريصين على المصلحة العامة تسعير صفيحة البنزين بالدولار الاميركي بما اننا ندفع ثمن الصفيحة للشركات المستوردة بالدولار” .

وسوف يتخذ قرار في هذا الشأن عند التاسعة صباح اليوم بعد اجتماع مع رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون الشماس والمعنيين بالقطاع لاتخاذ القرار المناسب، وهو البيع والتسعير بالدولار على ان يعلن بشكل واضح سعر الصرف اليومي في المحطات”.

اما وزير الصحة العامة فراس ابيض فاعلن ان الوزارة اصدرت امس ثلاث تسعيرات للدواء خلال النهار، بسبب التقلب في اسعار الصرف، في ظل الدعوات النقابية إلى الإضراب والإقفال والدولرة. أما توقف عدد من الشركات والمستودعات عن تسليم الادوية للصيدليات منذ أكثر من أسبوعين، فكان محور اجتماع مكثف بين الأبيض وممثلين عنهم بحثًا عن حل مرن يكفل عدم انقطاع الدواء.

 

الى ذلك افيد ان المدير العام لأوجيرو عماد كريدية لوّح بتقديم استقالته ما لم يُحلّ موضوع دفع الرواتب وتمكين الهيئة من القيام بواجباتها تجاه المواطنين.

 

واذ يتجه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد لاستكمال البحث بجدول اعمال الجلسة السابقة، وفي مقدمه النظر بانتاجية الموظفين وتصحيح الرواتب والاجور بعد قرار مصرف لبنان الاخير رفع سعر منصة صيرفة، برزت اشكالية تحول دون الانعقاد القريب للحكومة تكمن في وزارة المال التي ابلغت الموظفين بأنها ستوقف العمل، باستثناء يوم الاربعاء، بسبب الظروف المالية والمعيشية وارتفاع كلفة النقل على الموظفين، ما سيؤدي الى تداعيات سلبية على عمل المرفق الذي يؤثر على مختلف مفاصل الدولة وموظفيها.

باربرا ليف

سياسيا، لا جديد في الملف الرئاسي العالق، وتحط نهار الجمعة في بيروت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف في اطار جولتها على عدد من دول المنطقة تشمل مصر والاردن وتونس، ولبنان حيث تستمر يومين تعقد في خلالها لقاءات مع عدد من المسؤولين.

 

وتأتي زيارة الديبلوماسية الاميركية الى بيروت، في اعقاب تطورات متسارعة على مستوى المنطقة فرضها الاتفاق السعودي- الايراني، والحركة بين عدد من الدول العربية.

 

وتقول مصادر معنية بالزيارة ان المسؤولة الاميركية، ستبحث في لقاءاتها في ثلاثة ملفات: ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية يناسب طبيعة المرحلة وتحولاتها، لإطلاق قطار الانقاذ قبل ان يدخل الوضع دائرة الاستعصاء، تنفيذ الاصلاحات المطلوبة دوليا لمساعدة لبنان، وابرام الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لوقف الانهيار الاقتصادي والمالي الحاصل.

 

يذكر ان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله يتحدث في الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم الأربعاء، في الإحتفال التكريمي الذي يقيمه الحزب لاحد قادة الحزب حسين الشامي.

**********************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

مليار دولار لـ”لمّ الليرات” على تسعيرة 90 ألفاً

برّي وميقاتي لسلامة: إصرف مما تبقى من أموال المودعين!

 

على وقع ارتفاع حدّة قرقعة الانهيار وتسارع وتيرة الانزلاقات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية تحت أقدام المواطنين، بدأت الطبقة الحاكمة تستشعر اهتزازات متصاعدة على أرضية الشارع وغلياناً شعبياً عابراً للمناطق والطوائف على صفيح استعار نيران تسعيرة الدولار التي التهمت ما تبقى من قدرات اللبنانيين الشرائية، فتداعى أركان الحكم إلى إعادة ضبط عقارب لعبة “تقطيع الوقت” بغية اقتناص مساحة زمنية إضافية في سدة “السلبطة على السلطة” عبر الاستمرار في سياسة امتصاص ودائع اللبنانيين لامتصاص نقمتهم.

 

وعلى هذا الأساس، أخذ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ضوءًا أخضر جديداً من رئيسي مجلسي النواب والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي للتدخل في اسواق القطع والصرافة “حتى لو اضطره الأمر إلى الاستمرار بالصرف مما تبقى من أموال المودعين لديه والمصنفة كإحتياطي عملات أجنبية”، وفقاً لمصادر نقدية ومصرفية تابعت أمس مجريات “يوم عصيب للمنظومة”.

 

فبعد أن ترافق صعود الدولار في السوق الموازية أمس إلى 143 ألف ليرة، مع نزول مئات المتظاهرين إلى الشارع في بيروت وعدد من المناطق، تكثفت الاتصالات السياسية للتباحث في كيفية تهدئة “الغضب المفاجئ” الذي نبهت مصادر أمنية إلى أنه مرشح للتصاعد أكثر في حال عدم تدارك الوضع، فخلص مصرف لبنان إلى إصدار بيان أكد فيه “بناء على موافقة رئيس الوزراء ووزير المالية” إطلاق “عملية مفتوحة ومستمرة لشراء الليرة وبيع الدولار نقداً على سعر صيرفة (90 ألف ليرة للدولار)، ويمكن للجمهور أن يسلم الليرة النقدية الى الصرافين من فئة “أ” او إلى المصارف ويتسلم الدولار بعد ثلاثة أيام” على أن “تسجل كل العمليات على منصة صيرفة”.

 

مع شيوع البيان انخفض الدولار إلى 105 آلاف ليرة، ثم سرعان ما عاد للارتفاع، لأنها ليست المرة الأولى التي يصدر مصرف لبنان هكذا إجراء يفشل في تطبيقه، اذ تكرر ذلك الاخفاق مرات ومرات مذ كان سعر صيرفة 3900 ليرة وقد وصل اليوم إلى الـ90 ألفاً.

 

وبعد عودة الدولار للصعود مساء أمس عاد سلامة وسرب ان الهدف هو “سحب كل الليرات من السوق، ومصرف لبنان لديه القدرة على ذلك”، مضيفاً أن بين الأهداف أيضاً “المحافظة على قيمة الودائع بالدولار المحلي”! ومع ذلك بقي سعر الدولار عند 120 ألف ليرة. وبالتالي فإن عبارة “سحب كل الليرات” لم تفعل فعلها لأن المتعاملين وجدوا فيها “مجرد تهويل نظري مع صعوبة لوجستية بالغة وعبثية نقدية غير مسبوقة في جمع كل الليرات واستبدالها بدولارات”، وسط إشارة أوساط مالية إلى أنّ عملية “لمّ الليرات” على تسعيرة 90 ألفاً للدولار الواحد ستكّلف ما بين 750 مليون دولار ومليار دولار.

 

أما الاستغراب الأكبر فكان من عبارة “المحافظة على قيمة الودائع بالدولار المحلي”، إذ أكدت المصادر النقدية والمصرفية أن “ذلك قمة الاستخفاف بحقيقة أن ما سيصرفه مصرف لبنان من الاحتياطي لكبح سعر الدولار هو مما تبقى من حقوق المودعين، فكيف يحافظ على تلك الحقوق وهو يبددها أكثر؟!”، كما توقفت المصادر أيضاً عند توكيد سلامة في بيانه أنّ “تنفيذ هذا القرار هو لمصلحة القدرة الشرائية للمواطنين”، متسائلة عما تبقى من تلك القدرة الشرائية وهو يثبت سعر صيرفة عند 90 ألف ليرة، أي أن متوسط راتب موظف حكومي لن يتجاوز 130 دولاراً، ما يوازي قيمة اشتراك بمولد كهرباء”!.

 

وكشفت المصادر النقدية والمصرفية أن مصرف لبنان كان جلب من البنوك المراسلة الشهر الماضي كميات كبيرة من الدولارات ليودعها خزائنه التي بات لديه فيها أكثر من 2.3 مليار دولار جاهزة للاستخدام الفوري، اي ما نسبته 25% من اجمالي الاحتياطي الذي هبط تحت الـ10 مليارات دولار في الأشهر الأخيرة. ما يعني ، بالنسبة للمصادر عينها، أنه “كان يخطط للخطوة التي أعلنها أمس منذ فترة من الزمن بانتظار أخذ الضوء الأخضر السياسي”.

 

وتوازياً أعلنت جمعية المصارف أمس “على ضوء الاتصالات الجارية مع السلطات المعنية لمعالجة الخلل في المرفق القضائي والمرفق التنظيمي”، قرارها “تعليق الاضراب ومتابعة اتصالاتها بالسلطات المعنية، على أن تتخذ موقفاً على ضوء النتائج العملية لهذه الاتصالات وذلك ابتداءً من صباح اليوم الأربعاء”.

 

وترجح المصادر أنّ قرار تعليق الاضراب يهدف فعلاً إلى “اقتناص المصارف فرص العمولات الهائلة المنتظرة من تطبيق قرار مصرف لبنان وألا تترك تلك العمولات للصرافين، علماً بأن المصارف كانت ستجبر على فتح أبوابها قبل نهاية الشهر للسماح للموظفين بقبض رواتبهم والتي تحصد المصارف منها العمولات أيضاً”.

 

*********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

انحدار الليرة يخرج لبنانيين إلى الشوارع ويغلق المؤسسات

  نذير رضا

أخرج الارتفاع القياسي لسعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، الناس إلى الشارع غضباً، قبل أن يحتوي المصرف المركزي الارتفاع المفاجئ لسعر الصرف، الذي خرج من معدلات تدهوره المعهود يومياً، إلى مستويات قياسية، للمرة الأولى منذ انطلاق الأزمة المالية في خريف عام 2019.

 

وبعدما كان الدولار يصعد بمستويات تراوح بين 2 في المائة و3 في المائة يومياً، وتنحسر إثر تدخلات من «المركزي»، أو بفعل تدابير سياسية تهدئ سوق القطع، ارتفع سعر الصرف من 110 آلاف ليرة للدولار الواحد، الاثنين، إلى حدود الـ140 ألف ليرة قبل ظهر أمس (الثلاثاء)، ما يعني تدهوره بنحو 12 في المائة يومياً، وذلك في أعنف موجة انحدار تعززت بحالة عدم اليقين السياسي القائمة، وإضراب المصارف المتواصل منذ أسبوعين، وانشغال «المركزي» بتداعيات التحقيقات القضائية التي تجريها وفود أوروبية، واستمعت إليه الخميس والجمعة الماضيين بصفة شاهد في بيروت.

 

وخرج سعر الصرف من كل الضوابط، ما انعكس على إمكانات المواطنين الشرائية، حيث لوحت شركات توزيع الغاز والمحروقات بإقفال أبوابها، فيما أقفلت بعض الصيدليات، وأحجمت محال توزيع المواد الغذائية عن بيع موادها بالليرة اللبنانية، حيث اشترطت البيع بالدولار الأميركي النقدي، وذلك لتجنب الخسائر.

 

هذا الواقع، رفع وتيرة الاحتجاج في صفوف اللبنانيين الذي نزلوا إلى الشوارع، وأقفلوا الطرقات تعبيراً عن غضبهم من مآلات الأمور، وامتدت التحركات الميدانية على سائر الأراضي اللبنانية من الجنوب إلى الشمال، وشملت بطبيعة الحال العاصمة بيروت، والضاحية الجنوبية لبيروت، التي خرج سكانها إلى الشارع في واحدة من المرات النادرة.

 

ففي مدينة صور في جنوب لبنان، قطع محتجون على تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع سعر صرف الدولار، الطريق على خط الناقورة، فيما تم قطع الطريق السريع على أوتوستراد بيروت – صيدا عند نقطة الجية. وفي بيروت، قطع طريق البربير، وتجمع المواطنون عند نقطة كورنيش المزرعة اعتراضاً، فيما أظهرت مقاطع فيديو مجموعة من الشبان الغاضبين يجبرون أصحاب المحال التجارية على إقفال أبوابها.

 

وفي ضاحية بيروت الجنوبية، قطعت طريق مخايل – الشياح عند طريق صيدا القديمة، فيما سجلت تحركات ميدانية في أكثر من موقع في الشمال، حيث قطع مواطنون الطريق عند مستديرة العبدة في عكار، وطرقات أخرى في طرابلس، أما في شرق لبنان، فقطعت طريق سعدنايل وبريتال وغيرها. وخلط الارتفاع القياسي لسعر الصرف، الأوراق المالية في البلاد، وسط انغلاق سياسي داخلي يزيد الضغوط على مصرف لبنان المركزي بالتدخل، تعويضاً عن غياب الدولة. وتقول مصادر مالية لبنانية لـ«الشرق الأوسط»، إنه منذ انطلاق الأزمة، تم تحميل المصرف المركزي كافة الأعباء، حيث «تطالبه السلطة التنفيذية بتأمين الدولارات لتغطية أسعار الكهرباء والاتصالات ورواتب القطاع العام على سعر منصة (صيرفة)، فضلاً عن تأمين الأموال اللازمة لاستيراد الأدوية المستعصية، في وقت لا توفر السلطة السياسية الاستقرار اللازم لجذب الاستثمارات وتحسين الإنتاج ورفع المؤشرات الاقتصادية». وعليه، «يضطر (المركزي) للاستحواذ على الدولار النقدي من مصادر متعددة بغرض توفيرها لدفع المستحقات المتوجبة على الحكومة»، في إشارة إلى المرافق العامة التي تأتي عائداتها بالدولار، والتحويلات من الخارج عبر شركات تحويل الأموال.

 

قبل الأزمة المالية الأخيرة، كانت الحكومات تصدر سندات خزينة للبيع، ويسوقها مصرف لبنان لدى المصارف الدولية، وكانت تلك الآلية إحدى أبرز عائدات الدولة اللبنانية من العملة الصعبة، وهي سندات ممتدة على قروض حتى عام 2037، وتقول مصادر مالية إن العجز بدأ يتفاقم في لبنان في خريف عام 2017 إثر إقرار السلطة السياسية لسلسلة الرتب والرواتب التي ضاعفت الإنفاق في خزينة الدولة، حيث ارتفعت المدفوعات لموظفي القطاع العام نحو 2.6 مليار دولار سنوياً. أما الضربة الكبيرة، فجاءت حين أعلنت حكومة الرئيس حسان دياب التخلف عن سداد الديون، حيث «توقف لبنان عن الدفع، مما هزّ ثقة الأسواق المالية بلبنان، وفي الوقت نفسه طالبت الحكومة بصرف الاحتياطي في خزينة (المركزي) على دعم المستوردات، في مقدمها المحروقات، ما أفقد (المركزي) احتياطاته».

 

أمام هذا الواقع، لم يعد أمام «المركزي» إلا الحصول على الدولار من السوق السوداء، بغرض تغطية العجز والمطلوب منه من الحكومة لتأمين مصاريفها، وهي اتهامات لم يصدر «المركزي» توضيحاً أو نفياً حولها، في وقت لا يزال يوفر المدفوعات للحكومة، علماً بأن مدفوعاتها بالليرة ارتفعت ثلاثة أضعاف بعد رفع الرواتب، فيما ارتفعت قيمة المدفوعات بالدولار لتغطية مصارفات السلك الدبلوماسي وغيرها من المدفوعات بالدولار، نحو 70 مرة طالما أنها مطلوبة بالعملة الصعبة. ومع تدخّل المصرف «المركزي» الذي هدأ الطلب إلى حد ما على العملة الصعبة، ما أسفر عن تراجع سعر الصرف، تقول مصادر مالية إنه «لا مؤشرات الآن على أن هناك استقراراً في سعر الصرف، طالما أن الحلول السياسية مقفلة، ولا إصلاحات يطلبها صندوق النقد الدولي تُنفذ، ولا ثقة مالية دولية بلبنان، ولا ملفات حُسمت لتعزيز الثقة»، في إشارة إلى التحقيقات القضائية التي تهز الثقة بحاكم المصرف المركزي، والدعاوى القضائية المحلية على المصارف التي دفعتها للإضراب. وتؤكد المصادر أن «الشأن السياسي الذي يحول دون الاستقرار بسعر الصرف، ارتفع على الشأن المالي والنقدي، وباتت الخلافات السياسية أبرز عثرة أمام أي محاولات لتحسين الأوضاع ووضع لبنان على سكة الاستقرار».

 

*********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

  حراك شعبي وغياب رسمي .. والأزمة تشتدّ.. تنفجر أم تنفرج؟

إشتدي يا أزمة تنفرجي.. او تنفجري، هكذا بدا المشهد أمس سياسياً واقتصادياً مالياً ومعيشياً. إرتفاع صاروخي للدولار بلغ عتبة الـ 150 الف ليرة للدولار الواحد، ثم تراجع سريع إلى 115 الفاً، بقرار ممجوج كالعادة لمصرف لبنان برفع سعر صيرفة إلى 90 الف ليرة، لتتكرّر بعد ايام اللعبة نفسها ويعود الدولار إلى الارتفاع على يد الغرف السوداء التي يعرفها الجميع ولا يملكون الجرأة او لا يريدون تدميرها. الّا انّ هذا الواقع المتفجّر سيعيد الاحتشاد الشعبي إلى ساحة الشهداء اليوم، في حراك قد يكون هذه المرة اكثر صرامة إن كُتب له ان يستمر، في غياب الإرادة الرسمية عن توفير الحلول الناجعة، وانسياق الطبقة السياسية وراء كيدياتها ونكاياتها، معطّلة إنجاز الاستحقاق الرئاسي والبدء ببناء سلطة جديدة، فيما المنطقة تتغيّر من حولنا ويتلهّى الأفرقاء السياسيون في تحليل أبعاد هذه المتغيّرات ومحاولة الإفادة منها خدمة لمصالحهم السياسية الخاصة، بدل الاستثمار فيها للبدء بإنقاذ البلاد. لكن المراقبين يخشون من ان تكون هناك قوى سياسية كامنة خلف الحراك الشعبي اليوم، لتوظيفه في اتجاه الضغط على العواصم المهتمة بالشأن اللبناني ودفعها إلى تغيير الخيارات التي ستنتج من الاتفاق السعودي ـ الايراني على الساحة اللبنانية، والتي يبدو انّها قد ترضي فريقاً ولا يرضى بها آخر، بدأ يحاول المشاغبة عليها، معتقداً انّه يمكن ان يدفع المعنيين إلى تعديلها او تغييرها، متناسياً انّه أضعف من ان ينال مبتغاه امام محدلة الاتفاق السعودي ـ الايراني الذي أدخل المنطقة في مرحلة ليس سهلاً على أحد تغيير الأهداف التي سيحققها من اليمن إلى لبنان مروراً بالعراق فسوريا.

تستمر القوى الداخلية في «الانتظار السلبي» لترجمة مفاعيل الاتفاق السعودي ـ الايراني على مستوى الاستحقاق الرئاسي، من دون أن تبادر هي إلى تحمّل مسؤولياتها في ابتكار تسوية محلية الصنع تنهي الشغور المكلف في رئاسة الجمهورية وتمهّد لعودة الانتظام إلى مؤسسات الدولة المتهالكة.

وبالترافق مع الانتظار الثقيل الوطأة، أكّدت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، انّه أصبح هناك اقتناع لدى عدد من الاوساط الخارجية، بأنّ اسمي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المقبلين ليس لهما معنى بمعزل عن إعادة صوغ دور لبنان وتحديد خياراته في المرحلة المقبلة. وكشفت المصادر، انّ الموقف الأميركي لا تعنيه الاسماء، وليس لديه مانع في انتخاب أي منها يمكن التوافق عليه، إذ انّ المهم بالنسبة إلى واشنطن هو التزامات الرئيس المقبل اكثر من هويته.

ليف في بيروت وفي إطار التحرّكات الديبلوماسية العربية والاجنبية في اتجاه لبنان، تصل إلى بيروت في الساعات المقبلة مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف، في ختام جولة شملت تونس ومصر والاردن قبل لبنان. وقالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، انّ هذه الجولة تهدف إلى استطلاع التطورات في المنطقة على أكثر من مستوى، قبيل سلسلة اجتماعات ستُعقد في وزارة الخارجية الاميركية، وعليها أن تقدّم تقريرها فيها. ولفتت المصادر، إلى انّ ليف التي ستبدأ لقاءاتها مع المسؤولين اللبنانيين غداً الخميس، ستلتقي كلاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب، عدا عن لقاءات أخرى لم يتضمنها البرنامج الرسمي للزيارة. وأشارت المصادر، انّ لليف مواقف سابقة واضحة وصريحة عبّرت فيها عن مدى فهمها للوضع اللبناني، وقد شدّدت فيها منذ اشهر عدة سبقت خلو سدّة الرئاسة، على أنّ عدم انتخاب رئيس للجمهورية سيُدخل لبنان إلى فراغ سياسي غير مسبوق، ما ينذر بـ»انهيار الدولة مجتمعياً». وانّ الفشل هذا لا يهدّد الاقتصاد فقط بالنظر إلى الأزمة النقدية، ولكنه يهدّد ايضاً وجود لبنان كدولة.

 

وحسب المصادر، ستؤكّد ليف أمام المسؤولين، انّ على اللبنانيين القيام بما هو مطلوب منهم، وخصوصاً انتخاب رئيس للجمهورية، وأنّ بلادها وغيرها من حلفائها ستكون إلى جانبهم، وهي لم تقصّر يوماً في دعم الجيش اللبناني أو عبر تسهيل اتفاقيات الطاقة أو دعم المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، لكن كل هذه التدابير لن يكون لها تأثير ما لم ينتخب مجلس النواب اللبناني رئيساً للجمهورية، وقد فشل في ذلك حتى الآن، ما يترك لبنان في فراغ سياسي غير مسبوق.

مبادرة بكركي ويوم الصلاة وفي هذه الأجواء، دعت مصادر قريبة من بكركي عبر «الجمهورية»، إلى عدم الربط بين المبادرة البطريركية المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي وبين دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، النواب المسيحيين إلى الرياضة الروحية ويوم الصلاة والتأمّل في الخامس من نيسان المقبل. واعتبرت انّ هذه الرياضة خطوة منفصلة تماماً عن المبادرة البطريركية الرئاسية. ولفتت المصادر، إلى أنّه سيكون هناك برنامج تفصيلي ليوم الصلاة وسيكون لدى المدعوين الوقت المناسب. وعبّرت عن ارتياح البطريرك إلى التجاوب شبه الشامل الذي لقيته الدعوة، آملاً في ان تحقق ما يريد منها في هذه الظروف العصيبة التي تمرّ فيها البلاد. وقالت اوساط كنسية لـ«الجمهورية»، انّ الهدف الأساس من الرياضة الروحية هو توجيه رسالة مفادها «أنّ العلاقات الانسانية يجب ان تفوق كل التباينات السياسية، وكذلك يجب ان تشكّل مدخلاً إلى تفاهمات وطنية». وأوضحت «انّ الخلوة لن تبحث في المسائل السياسية المباشرة، ولكن مجرد ان تجمع في صورة ومشهدية النواب المسيحيين متحالفين او متخاصمين ولو لم يكن الحديث طابعه سياسي انما مجرد اللقاء ومجرد النقاش ومجرد الصلاة ومجرد مقاربة الامور التي لها الطابع القيمي بالمفاهيم والعناوين الكبرى، فهذا كفيل بالتقريب على المستوى الشخصي والانساني، وهذا التقريب إن من خلال الوجود تحت سقف واحد وإن بطبيعة المكان، اي الصلاة، وإن من خلال التوافق على عناوين كبرى قيمية انسانية، كل هذه الامور لا بدّ ولا شك من ان تشكّل الأرضية الصالحة لمقاربات مختلفة، وقد تؤدي في شكل ضروري وتلقائي إلى تخفيف التشنجات وإسقاط التوترات، وهذا كفيل في حدّ ذاته ان ينقل النقاش في مربعات اخرى وفي مناسبات اخرى، من خطاب متوتر إلى خطاب توافقي. وهذه الجلسات ستشكّل تمهيداً لمزيد من التواصل وتحقيق الاختراقات. وبالتالي، تقول المصادر الكنسية، يجب ان نبدأ من مكان ما، والبداية تكون بجمع النواب بالصلاة، بالتفكير، بضرورة الوصول إلى حلول، الناس يجب ان تلتقي بعضها مع بعض، جميع اللبنانيين تحت سقف دولة واحدة وضمن مركب واحد، و»ما يصيب فلان يصيب علتان»، ومصير واحد ولا خيار لهم الّا من خلال التواصل وتوسيع مساحات التلاقي بما يمكنهم من إنقاذ بلدهم واوضاعهم وإخراجهم من كبوتهم».

إستحالة جلسة حكومية من جهة ثانية، قالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية»، انّ رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي يتريث في الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء، في انتظار استكمال البحث في ملف موظفي القطاع العام في ظلّ الاضراب المفتوح، وطريقة تنفيذ الوعود التي قطعها لهم لتحسين رواتبهم وآلية صرف منحة الليترات الـ5 من البنزين يومياً لكل يوم حضور، كما كان تقرّر في الجلسة الاخيرة للمجلس. وقالت المصادر، انّ سبب التريث في الدعوة إلى الجلسة يعود إلى عجز وزارة المال عن تقديم الآلية التي ستُعتمد لتحسين أوضاع العسكريين والمدنيين بعد تدهور سعر صرف الليرة وارتفاع سعر صفيحة البنزين الى سقوف غير مسبوقة، وهو امر مرتبط بالإضراب شبه الكامل لموظفيها ودوامهم ليوم واحد كل أربعاء من كل أسبوع.

يوم سوريالي وكانت البلاد شهدت امس يوماً سوريالياً على مستوى انهيار العملة الوطنية، وقد تدحرجت الليرة بسرعة قياسية خلال ساعات النهار، ووصل الدولار إلى عتبة الـ145 الف ليرة، الأمر الذي نشر الذعر والقلق، بحيث شعر المواطن انّ الانهيار الكبير أصبح على قاب قوسين أو أدنى. وقد اقفلت محطات المحروقات في غالبيتها، بعدما تعذّر عليها اللحاق بسعر الدولار المحلّق بلا سقف.

 

وبدا المواطن مذهولاً امام مشهد الانهيار التام، فيما الدولة غائبة كلياً وكأنّ ما يجري لا يعنيها، وكأنّ اهل القرار يعيشون في كوكب آخر. وزاد هذا الشعور من منسوب القلق والرعب والذهول. وفي الساعات الاولى من بعد الظهر، فاجأ مصرف لبنان الأسواق بإعلان تدخّله مجدداً، بائعاً الدولار عبر منصة «صيرفة» على سعر 90 الف ليرة للدولار، وصعق هذا التدخّل المفاجئ الاسواق، ودفع الدولار إلى التراجع السريع إلى حدود الـ110 آلاف ليرة للدولار الواحد. وعلى الرغم من انّها ليست المرة الاولى التي يتدخّل فيها مصرف لبنان المركزي للجم الدولار، وإبطاء سرعة ارتفاعه، إلّا انّ الجديد هذه المرة يكمن في نقطتين: اولاً، انّ مصرف لبنان قرّر بيع الدولار عبر الصرّافين، بسبب استمرار اضراب المصارف. وتبين لاحقاً انّ المصارف قرّرت تعليق الاضراب، وانّها ستساهم في عملية التداول عبر منصّة «صيرفة». ثانياً- انّ حاكم مصرف لبنان اعلن نيته شراء كل الكتلة النقدية الموجودة في السوق بالليرة، مؤكّداً قدرة المركزي على القيام بهذا الامر. في النقطة الاولى، سرت علامات استفهام كثيرة، قبل ان تعلن المصارف تعليق الاضراب، ومنها عمّا إذا ما كان المجال مفتوحاً للجميع لشراء الدولارات، على اعتبار انّه في المرة السابقة، لم يكن مسموحاً للعاملين في قطاع المحروقات شراء دولار «صيرفة». كما كان يتمّ تحديد من يحق له الشراء من خلال المصارف، وانطلاقاً من امتلاك الزبون لحساب مصرفي. هذه الرقابة غير متاحة عبر الصرافين. ومع ذلك، بقي التساؤل قائماً اذا ما كان المطلوب هذه المرة فتح المجال للجميع، ومن دون سقوف لبيع الليرة.

اما في النقطة الثانية، فهناك تساؤلات عن المقصود بشراء الكتلة النقدية بالليرة بالكامل. فهل سيتمّ تجفيف السوق من الليرات، وسنشهد في الايام المقبلة أزمة ليرة نقدية غير متوفرة؟ وكيف سيتمكن المصرف المركزي من الاحتفاظ بالليرات لديه، فهل هناك نية لتغيير مجرى اللعبة، ودولرة السوق بالكامل؟ وماذا عن مصاريف الدولة بالليرة، وكيف سيتمّ التعاطي معها؟ إلى جانب هذه التساؤلات، هناك ملاحظة رئيسية وهي انّ «صيرفة» ارتفعت بنسبة 25% دفعة واحدة. وهذا الارتفاع شبيه بالارتفاع الذي حصل قبل اسابيع قليلة عندما تمّ رفع سعر دولار المنصة من 45 الف ليرة إلى 70 الف ليرة. وهذا الامر سيؤدي إلى ارتفاع جنوني في الاسعار المرتبطة بالمنصة ومنها الكهرباء وفواتير الانترنت والهاتف الخلوي وسواها. وهذا التضخم في الاسعار، يزيد الضغوط المعيشية بنحو غير مسبوق، وقد عبّر عن هذه المأساة القطاع العام الذي أصبح مشلولاً بكامله، وهناك استحالة لإعادة موظفي الدولة إلى اعمالهم في هذه الظروف. فهل اقترب موعد الانهيار التام؟ وهل ستبقى الدولة في موقف المتفرج؟ وهل تحتاج السلطة الى دروس اضافية في أهمية الوقت للإنقاذ، بعدما شهدت ما تفعله الدول والحكومات عندما تواجه بوادر أزمات مالية، كما حصل في الولايات المتحدة الاميركية، وفي سويسرا وفي اوروبا عموماً؟ فإجراءات الإنقاذ هناك تُقاس بالساعات وليس بالايام. اما في لبنان، وبعد ثلاث سنوات ونصف سنة من الانهيار المالي والاقتصادي، فإنّ تحركات المعالجة يبدو انّها لا تُقاس بالسنين بل بالعقود، وهذا يعني أن لا انقاذ ولا من ينقذون.

جمعية المصارف وإلى ذلك، أصدرت جمعية مصارف لبنان، البيان الآتي: «لمناسبة بداية شهر رمضان الكريم وتسهيلاً لأمور كافة المواطنين وعلى ضوء الاتصالات الجارية مع السلطات المعنية لمعالجة الخلل في المرفق القضائي والمرفق التنظيمي، تقرّر جمعية مصارف لبنان تعليق الاضراب ومتابعة اتصالاتها مع السلطات المعنية، على أن تتخذ موقفاً في ضوء النتائج العملية لهذه الاتصالات، وذلك ابتداءً من صباح يوم غد (اليوم)».

المرصد الاوروبي وفي هذه الأجواء، أشار المرصد الأوروبي للنزاهة في لبنان في بيان، الى «أنّ الإنهيار الذي تشهده الليرة مقابل الدولار الاميركي في بيروت كبير جداً ويستدعي التوقّف عنده»، مشدّداً على أنّ «المسؤولية الكبرى تقع على الحكومة وعلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الملاحق في العديد من دول العالم بتهم الاختلاس وتبييض الاموال والإثراء غير المشروع والتزوير واستعمال المزور».

 

*********************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

الدولار «المتوحِّش» يُشعل الأسعار في رمضان..ويدفع الشارع إلى النار

سلامة يُطمئن إلى قدرته على امتصاص الليرة.. والمزايدات المسيحية تحاصر تشريع الضرورة مجدداً

 

غداً الخميس أول أيام شهر رمضان المبارك في لبنان والبلدان العربية والإسلامية.

وعشية حلول الشهر الكريم، وبعد يوم عاصف بالانهيارات على مستوى سعر صرف الدولار في السوق السوداء الذي كاد يلامس المائة وخمسين الفاً، فاتحاً الطريق امام ارتفاع هستيري بأسعار السلع والخضار، وحتى ربطة الخبز، وتوجهاً لدى محطات المحروقات للإغلاق وتوجه الصيدليات للإقفال، على وقع نيران الدواليب المشتعلة في اكثر من شارع وحي في بيروت والمحافظات، وسط حالات من الارباك طالت كل شيء، قبل ان تهدأ العاصفة الهوجاء، وتحدث سلسلة من «الانفراجات الجزئية» غير المفاجئة، بدءاً من اعلان مصرف لبنان العودة الى نظام صيرفة لكل المواطنين، ورفع سعرها الرسمي الى 90٫000 ألفاً، واعلان جمعية المصارف عن تعليق الاضراب بدءاً من اليوم «لمناسبة بداية شهر رمضان، وتسهيلاً لأمور كافة المواطنين وعلى ضوء الاتصالات مع السلطات لمعالجة الخلل في المرفق القضائي والمرفق التنظيمي..».

ومع لجم «الدولار المتوحش» واعادته 35 ألفاً الى الوراء، هدأ الموقف بعد ان أوشك هذا الدولار ان يلتهم التحضيرات المتواضعة لشهر رمضان المبارك، ويدفع الاحتجاجات الى فوهة البركان.

في هذا الوقت، بدا اللبنانيون يتامى بكل ما للكلمة من معنى، فانشغالات كبار المسؤولين بدت هامشية، او بلا قيمة، مع مجريات الوضع الذي اقترب من الانفجار الكبير، لولا اجراءات اقتضت نزع الفتيل، بانتظار الفرج الآتي من الانفراجات الاقليمية، لا سيما على جبهة الرياض – طهران، وما يتصل بها، من دون اغفال اعادة تشكيل العالم بعد الحرب الروسية – الاوكرانية.

وفي هذا الاطار، وفيما يمضي التيار الوطني الحر الى نزعته المتشددة، ولو على حساب الاستقرار والوحدة الداخلية، قالت مصادر واسعة الاطلاع لـ«اللواء» الانسداد الداخلي سيّد الموقف، والتعويل الآن على ما يمكن ان يحصل في الخارج، مع العلم ان لا مفاعيل سريعة للتقارب السعودي – الايراني..

وفي حين، نقلت مصادر نيابية عن رئيس مجلس النواب قوله ان مرشح الثنائي هو: فرنجية، وفرنجية ثانياً، وثالثاً لغاية ما بالإمكان عدّه، نقل عن مقربين من حزب الله ان خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم سيكون هادئاً..

وفي سياق متصل، تتجه الانظار الى ما سيسفر عنه اجتماع هيئة مكتب المجلس النيابي لجهة عقد جلسة تشريعية، تقر الكابيتال كونترول، والسماح بطبع فئات نقدية جديدة من فئة الـ500 الف والمليون ليرة، مع توفير الاعتمادات لاجراء الانتخابات البلدية والاختيارية.

وفي المعلومات فإن تكتل لبنان القوي يتجه للمشاركة في الجلسة، بعد اعلان كتلتي الجمهورية القوية (القوات اللبنانية) وحزب الكتائب الى المقاطعة، مع مخاوف من عودة المزايدات المسيحية لمحاصرة جلسات تشريع الضرورة.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن دعوة الرئيس نبيه بري هيئة مكتب المجلس للأجتماع الأثنين المقبل لتحديد جدول أعمال قد تلقى المصير نفسه أي أن هناك فرضية في الأخفاق في قيام هذه الجلسة ما لم يتأمن لها النصاب والتفاهم.

‎وأوضحت هذه المصادر أنه إذا كانت الكتل النيابية التي أعلنت مقاطعتها أي جلسة غير مخصصة لانتخاب رئيس للبلاد قد قررت تبديل رأيها فهذا حكما يعني التئام المجلس ، لافتة إلى أن هناك إشكالية تتصل بالحاجة إلى التشريع لعدد من القضايا في حال تم رفض انعقادها.

‎وقالت انه من المرتقب أن تتظهر المواقف قبيل جلسة اللجان المشتركة مع العلم أن هناك بنودا ضرورية سيعمل على إدراجها.

‎إلى ذلك افادت هذه المصادر أن الوقائع على الأرض لاسيما مسالة تفلت سعر الصرف تنذر بمضاعفات خطيرة لاسيما ما لم يتم ضبطها بالحد الأدنى.

وتأتي إلحاحية الجلسة، في ضوء التقرير الذي سيصدر غداً عن صندوق النقد الدولي، لجهة التحذير من تنامي المخاطر اللبنانية، لا سيما لجهة المخاطر التي تهدد ودائع المواطنين، التي تقلصت امكانيات استردادها وفقاً لبرنامج التعافي الاقتصادي، الذي قدمته الحكومة، ربطاً باصلاحات قانونية تتعلق بالكابيتال كونترول والدمج المصرفي.

وتوقعت مصادر سياسية واسعة الاطلاع،بتسارع التحركات الاتصالات والمشاورات في الداخل ومع الدول المهتمة بمساعدة لبنان، لتخطي ازمتة المتفاقمة،وتحديدا المملكة العربية السعودية وفرنسا ،وتشمل ايضا ايران،بعد الاتفاق السعودي الايراني، لتسريع الخطى لإنجاز الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس الجمهورية في وقت قريب، قد لايتعدى اسابيع معدودة.

وقالت المصادر ان دوافع هذه التحركات المتسارعة للدول المعنية، هي لتفادي الانهيار الشامل لكل مكونات الدولة اللبنانية، بعدما بلغ تدهور الاوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية، مستوى غير مسبوق،وبات ينذر بالاسوأ، وبتداعيات غير محمودة، اذا تركت الامور تتداعى نحو الانهيار الشامل، اذا لم يتم استيعابها ووضع حد سريع لها،من خلال اول خطوة ضرورية،وهي انتخاب رئيس للجمهورية، والمباشرة بعدها بتشكيل حكومة قادرة، على لملمة الاوضاع المتدهورة، واعادة تفعيل عمل المؤسسات والادارات العامة، وبدء عملية حل الأزمة القائمة.

واشارت المصادر إلى انه على عكس الحركة السياسية الخجولة، وعدم ظهور بوادر جدية لانتخاب رئيس الجمهورية، فإنه بعد توقيع الاتفاق السعودي الايراني، بدأت سلسلة إتصالات ديبلوماسية مع المسؤولين والسياسيين اللبنانيين، لبلورة نتائج هذا الاتفاق بما يخص لبنان،وتحديدا لانتخاب رئيس للجمهورية، وتم إبلاغ هؤلاء المسؤولين، بضرورة ردم هوة الخلافات بين مختلف الاطراف السياسيين، والتفاهم على انتخاب شخصية مقبولة من الجميع، لانه لم يعد مجديا،تمسك كل طرف بمرشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية، دون قدرة اي تحالف على ضمان فوز مرشحه،بظل موازين القوى المتقاربة.

وتكشف المصادر النقاب عن اولى ضحايا الاتفاق السعودي الايراني، عدم الاتفاق على تأييد ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وقد تم إبلاغ هذا الرفض الى اكثر من مسؤول وسياسي لبناني وفي مقدمتهم الرئيس نبيه بري، باعتبار انه لا يحووز على المواصفات المطلوبة، ان كان استنادا إلى نتائج، لقاء باريس الخماسي، او بالمداولات التي جرت بين الدول المشاركة فيه والعديد من المعنيين بهذه اللقاءات، وطرحت خلالها البدائل لفرنجية،اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون واسم الوزير السابق جهاد ازعور ، باعتبار ان كل مرشح منهما يتمتع بالمواصفات المطلوبة لخوض غمار الترشح للانتخابات الرئاسية.

ولدى تذرع هؤلاء المسؤولين،بأن طرح ترشيح قائد الجيش للانتخابات الرئاسية، يستوجب تعديلا دستوريا، اجابه احد السفراء المعنيين قائلا ،وماذا يمنع ان يتم تعديل الدستور،كما حصل خلال انتخاب الرئيس ميشال سليمان. واعربت المصادر عن اعتقادها بأن خارطة مرشحي الرئاسة، رست على اسم قائد الجيش واسم الوزير ازعور في الوقت الحاضر على الاقل.

وفي اليوميات المتسارعة، لم يعد من مجال للحاق بالتلاعب بسعر الدولار الاسود طالما انه بات بلا سقف وقارب سعر 143 الف ليرة ليعود وينخفض خلال دقائق 10 الاف ليرة، بلا وازع من ضمير لدى المتلاعبين بالعملة الوطنية وقوت المواطن، وطالما ان الدولة المسؤولة عن رعاياها منشغلة بأمور اخرى وتصفية حسابات بين اركانها، وفي اموروقضايا تحت عناوين «تشريع الضرورة وجلسة الضرورة الحكومية»، وكأن هناك من ضرورة قصوى اكثر من معالجة ما تعانيه البلاد والعباد من انهيار شامل.

لكن سرعان ما أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في بيان ظهراً، «إجراء عملية مفتوحة ومستمرة لشراء الاوراق النقدية اللبنانية وبيع الدولار نقدا على سعر صيرفة». وحدد المصرف المركزي، في تعميم، صيرفة بـ90 ألف ليرة لبنانية مقابل كل دولار ابتداء من يوم امس 21 آذار ما ادى الى تراجع سعر الدولار الى نحو 120 الى 110 الاف ليرة، ولكن إجراء المركزي لا يُكلّف في اكثر تبعاته إلّا المواطن نظراً لإنعكاس سعر صيرفة على معظم فواتيره لا سيما الهاتف الخلوي التي تضاعفت اكثر من مرتين خلال اسبوعين.

وجاء في تعميم المركزي: يمكن للجمهور ان يسلم الليرة النقدية الى الصرافين من فئة «أ» او الى المصارف العاملة ويتسلم الدولار بعد ثلاثة ايام. وتسجل كل العمليات على منصة صيرفة. ويمكن للمصارف التي تعود عن اضرابها المشاركة في هذه العملية. ان الهدف من هذه العملية هو الحد من ارتفاع سعر صرف الليرة في السوق الموازية والمحافظة على قيمة الودائع بالدولار المحلي.

واوضح سلامة الى ان القرار الذي اتخذناه جاء لسحب الليرات اللبنانية من السوق ومصرف لبنان لديه القدرة على ذلك، داعياً المواطنين الى الذهاب الى اقرب مصرف فئة A او الى المصارف التي لم تغلق ابوابها، مؤكداً اصداره على تنفيذ قراره، لمصلحة القدرة الشرائية للمواطنين.

ومع فقدان السيطرة على سعر صرف الدولار والتدهور الدراماتيكي لقيمة الليرة، عاد الحديث مُجدداً عن إصدار فئات جديدة من العملة الوطنية، ولاسيما طباعة ورقتي الـ500 ألف ليرة والمليون ليرة. كما انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة لورقة المليون تم تداولها بشكل كبير الا انها مفبركة ونشرت قبل سنتين كنوع من الاحتجاج الساخر على الوضع.

وفي هذا الإطار، أكد مصدر في مصرف لبنان انه «لا يمكن طبع ورقة نقدية قيمتها أعلى من 100 ألف ليرة لأن هذا الأمر يحتاج إلى تعديل قانون النقد والتسليف وهو يتم من خلال مجلس النواب».

وشدد المصدر على أن «اصدار اي فئة جديدة من الليرة اللبنانية يحتاج الى قانون وعلى ان الورقة النقدية من فئة المليون ليرة ليست مطروحة أصلا»، وأشار إلى «اقتراح قانون تقدّم به بعض النواب لطباعة ورقتي 200 ألف و500 ألف ليرة»، مؤكدا وجود إيجابيات لطباعة هاتين الورقتين.


وتُشير المعلومات إلى انه سيتم تطرح مسألة إقرار فئات جديدة من العملة الوطنية والتسريع بطباعة ورقتي الخمسمئة ألف ليرة والمليون ليرة من ضمن جدول اعمال الجلسة التشريعية المرتقبة، وذلك بعدما باشر فعلياً حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الخطوات العملية واللوجستية في هذا الاتجاه.


الصيادلة: فك الاضراب

وفيما عمت الاضرابات والاعتصامات وقطع الطرقات احتجاجاً على الانهيار المعيشي، بعض المؤسسات والادارات الرسمية كمؤسسات المياه وموظفي الدولة في الشمال وقارب سعر صفيحة البنزين مليون و700 الف ليرة، وقارورة الغاز تجاوز المليون ونصف، صدر عن مجلس نقابة صيادلة لبنان بيان دعت الصيدليات في لبنان الى الاقفال ابتداءً من اللحظة، الى ان يعاد تسلّم الادوية الى الصيدلية بالصيغة والالية أيًّا تكن والتي يتّفق عليها المعنيون.

لكن نقيب الصيادلة جو سلوم عاد كشف أنه تم توقيع اتفاقية بين نقابة صيادلة لبنان ونقابة مستوردي الادوية، تضمن تسليم الادوية الى الصيدليات بشكل منتظم ضمن آلية محدّدة.ودعا الصيدليات الى فتح ابوابها ابتداءً من اليوم، آملا أن يتم تطبيق بنود الاتفاق للتمكن من الاستمرار في خدمة المرضى.

الأبيض: ممنوع دولرة الدواء

وفي السياق الصحي اصدر وزير الصحة الصحة الدكتورفراس الابيض بيانا اوضح قيه: أما وقد تراجع نسبياً سعر صرف الدولار في السوق السوداء بعد ارتفاعه الكبير في ساعات الظهيرة، يهمنا التوضيح للرأي العام أن وزارة الصحة العامة وتلافياً للانعكاسات السلبية للفروقات الكبيرة والسريعة التي يشهدها سعر الصرف تعمد إلى تحديث مستمر لمؤشر أسعار الدواء.

وقال: وأصدرت الوزارة ثلاثة مؤشرات: الأول صباحاً على سعر 122000 ليرة لبنانية ثم ما لبثت أن أصدرت ظهرا مؤشرا محدثا على سعر 140000، لتصدر مؤشراً ثالثًا على سعر 118000 بعد الظهر.

اضاف: ويأتي ذلك تفهماً لتداعيات الأوضاع المالية الصعبة على القطاعات كافة، لا سيما الصحية منها، وتتطلع الوزارة في الوقت عينه إلى أن يتحمل الأطراف المعنيون كافة مسؤولياتهم الانسانية والمهنية والوطنية في هذه الظروف البالغة الصعوبة. ولكن الحاصل هو تكرار الدعوات النقابية إلى الإضراب والإقفال والدولرة.

في هذا السياق يجدر التوقف عند مسألتين:

-إن نسبة الجعالة التي يقبضها الصيادلة من بيع الدواء تبلغ ثلاثين في المئة من سعره. وهي جعالة عادلة جدا.ً

– كما أن الصيادلة يشترون الدواء من المستوردين بالعملة اللبنانية وليس بالعملة الصعبة (أي عمليا بسعر أقل من سعر السوق السوداء الذي يسجل ارتفاعات مستمرة)

والجدير ذكره أن المادة 88 من قانون مزاولة مهنة الصيدلة تمنع تحت طائلة العقوبة إقفال هذا القطاع الحيوي (الصيدلية أو المستودع أو المصنع أو المستورد أو الوكيل) لأن في ذلك تعريضاً لحياة المرضى للخطر.

وقال: وبالنسبة للدولرة، فإن وزير الصحة العامة يجدّد رفضه هذا الأمر الذي سيحول الصيدليات إلى محلات صيرفة، ويجعل من القطاع الصحي في لبنان واحة للأغنياء في صحراء من الفقر. فهل هذا هو المطلوب؟

المحروقات بالدولار

قررت نقابة اصحاب المحطات في لبنان بالاجماع، «مطالبة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ووزيري الطاقة والمياه وليد فياض والاقتصاد والتجارة امين سلام وجميع المعنيين الحريصين على المصلحة العامة، بتسعير صفيحة البنزين بالدولار الاميركي بما اننا ندفع ثمن الصفيحة للشركات المستوردة بالدولار».

وقالت النقابة في بيان:سوف يتخذ قرار نهائي غدا الساعة التاسعة صباحا بعد اجتماع مع رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون الشماس و المعنيين بالقطاع لاتخاذ القرار المناسب، وهو البيع والتسعير بالدولار على ان يعلن بشكل واضح سعر الصرف اليومي في المحطات.

وقد انخفض سعر المحروقات بعد الظهر بشكل دراماتيكي قرابة 300 الف ليرة، بموجب جدول جديد أصدرته المديرية العامة للنفط في وزارة الطاقة، وجاءت الأسعار على الشكل الآتي:

-البنزين 95 أوكتان: 1990000 بتراجع 344,000 ليرة.

– البنزين 98 أوكتان: 2,038,000 بتراجع 352,000.

– المازوت: 1,869,000بتراجع 323,000

– الغاز: 1,538,000.

لكن المديرية العامة للنفط في وزارة الطاقة عادت واصدرت تسعيرة جديدة ثالثة زادت فيها الاسعار، واصبحت على الشكل الآتي:

– البنزين 95 أوكتان: 2.080.000 بزيادة 90.000 ليرة.

-البنزين 98 أوكتان: 2.130.000 بزيادة 92000 ليرة.

-المازوت: 1.954.000 بزيادة 85000 ليرة.

ميقاتي في قبرص

وصل الى قبرص امس،رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي للتهنئة بانتخاب رئيسها الجديد نيكوس خريستودوليدس ، الذي استقبل الرئيس ميقاتي بعد الظهر في مقر الرئاسة القبرصية في نيقوسيا، في زيارة تهنئة لمناسبة انتخابه حديثا.

وعقد الرئيسان خلوة عرضا فيها العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في المجالات كافة.

بعد ذلك عقد الرئيسان إجتماعا موسّعا الى مائدة غداء بمشاركة وفدي البلدين.

وضم الوفد اللبناني: وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، وزير الصناعة جورج بوشكيان، وزير السياحة وليد نصار، وزير البيئة ناصر ياسين، ووزير الزراعة عباس الحاج حسن، سفيرة لبنان في قبرص كلود الحجل.

أما الوفد القبرصي فضم الناطق باسم الرئاسة قسطنطينس ليتمبيوتيس، سفير قبرص في لبنان بانيابوتيس كرياكو، مديرة الشرق الاوسط والخليج وافريقيا في وزارة الخارجية سيسيليا سالينا شامبوس، مديرة المكتب الديبلوماسي للرئاسة ماريلينا راوونا.

في خلال الاجتماع تم التشديد على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث جدد الرئيس القبرصي تأكيد دعم لبنان داخل الاتحاد الاوروبي في المجالات كافة.

ونوه بالحضور اللبناني في قبرص وبدور اللبنانيين في المجالات التطويرية

واكد دعم الموقف اللبناني لمعالجة مسألة النزوح السوري بما يضمن تحقيق الاستقرار في لبنان».

بدوره قال الرئيس ميقاتي «نحن بلدان متقاربان ويجمعنا الكثير من القواسم المشتركة وهناك الكثير من مجالات التعاون السياحي والخدماتي والانمائي».

ويعتزم ميقاتي فور عودته اليوم بدء التحضيرات لجلسة اجتماع الحكومة التي تستدعيها الضرورات المعيشية والحياتية بإستكمال البحث بجدول اعمال الجلسة السابقة، وفي مقدمه النظر بانتاجية الموظفين وتصحيح الرواتب والاجور بعد قرار مصرف لبنان الاخير رفع سعر منصة صيرفة الى ما فوق الثمانين الف ليرة.

وبحسب المصادر الحكومية، فان ميقاتي لن يسمح بتعطيل مجلس الوزراء كآخر مؤسسة تعمل في ظل الفراغ في سائر المؤسسات لا سيما في رئاسة الجمهورية والمجلس النيابي، والذي تسلل أيضا الى اللجان النيابية، اذ لا يمكن ترك البلد بلا سلطة تسيّر المرافق العامة وتدير شؤون المواطنين وتتخذ بعض القرارات في القضايا الملحة في ظل حالة الانهيار والظروف الكارثية القائمة.

لكن الاشكالية القائمة التي تحول دون الانعقاد القريب للحكومة تكمن في وزارة المال التي ابلغت الموظفين بأنها ستوقف العمل، باستثناء يوم الاربعاء، بسبب الظروف المالية والمعيشية وارتفاع كلفة النقل على الموظفين، ما سيؤدي الى تداعيات سلبية على عمل المرفق الذي يؤثر على مختلف مفاصل الدولة وموظفيها، وتاليا على المواطنين اذ كيف ستستطيع وزارة المال احصاء العائدات المالية للفواتير الرسمية التي ستجبى على سعر صيرفة 84 الفا والعائدات الجمركية على 45 الفا وادخالها الى الخزينة لتتمكن الحكومة من لحظ الزيادات على رواتب الموظفين في جلستها المقبلة. فهل تستطيع وزارة المال اجراء كل هذه العمليات الحسابية في يوم عمل واحد في الاسبوع؟

لا اجتماع سياسياً

على الصعيد السياسي، قال مصدرنيابي في «تكتل الجمهورية القوية» لـ«اللواء»: ان التكتل سيشارك في الخلوة التي دعا اليها البطريرك بشارة الراعي في 5 نيسان المقبل « لكن من منطلق ديني – روحي ولن تشارك «القوات اللبنانية» في اي لقاء من منطلق سياسي.

واوضح المصدر ان دعوة البطريرك ليست دعوة الى اجتماع سياسي للنواب المسيحيين، بل دعوة للقاء روحاني للتأمل والصلاة والتفكّر، علّه يفتح القلوب للتقارب. لكننا لن نذهب الى الخلوة للبحث في اي موضوع سياسي.

اضاف المصدر رداً على سؤال حول فائدة مثل هذا اللقاء إن لم يكن لإيجاد الحلول السياسية: ربما يفكّر البطريرك ان مثل هذا اللقاء قد يُعيد السياسيين الى ضميرهم وينظروا في كيفية إنقاذ البلاد. ولعله يرى ان هذا اللقاء الروحي قد يمهّد الطريق امام لقاءات اخرى لاحقاً ذات طابع سياسي.

وحول موقف تكتل «القوات» من دعوة الرئيس نبيه بري الى اجتماع لهيئة مكتب المجلس النيابي للنظر في جدول اعمال الجلسة التشريعية، ولا سيما توفير الاعتمادات لتغطية الانتخابات البلدية؟ قال المصدر: لسنا مع اي جلسة تشريعية تحت اي عنوان، بل مع جلسة انتخاب رئيس للجمهورية طالما ان الرئيس بري اعلن ان لديهم مرشحهم ونحن لدينا مرشحنا ولنذهب جميعاً الى انتخاب الرئيس، اما جلسة التشريع تحت عنوان توفير الاعتمادات للإنتخابات البلدية فنخشى ان يكون وراءها تشريع التمديد للبلديات لاتوفير الاعتمادات، لأن بعض القوى السياسية لا تريد إجراءها.

واوضح ان كلفة الانتخابات نحو 9 ملايين دولار، أمّن منها الاتحاد الاوروبي نحو مليونين و200 الف دولار، وباقي قرابة سبعة ملايين يمكن توفيرها من حقوق السحب الخاصة التي وضعها البنك الدولي بتصرف لبنان، فلا داعي لجلسة نيابية لموضوع محلول.

وكشف ان وزير الداخلية والبلديات القاضي وسام مولوي سيدعو في 4 نيسان المقبل الهيئات الناخبة الى الانتخاب، لأنه انجز كل التحضيرات للإنتخابات وهو يعلم انه يمكن توفير الإعتمادات لإجرائها، وبالتالي لا لزوم لجلسة تشريع لا للتمديد ولا لفتح الاعتماد.

وفي السياق ذاته، عرض رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي امس، موضوع الانتخابات البلدية والاختيارية الى جانب شؤون زارية اخرى.

جلسة مساءلة للحكومة

كشف رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان «أن جميع النواب الذين حضروا جلسة اللجنة امس، تمنوا أن يتم الاتصال برئيس المجلس النيابي، للطلب منه أن تتحول جلسة اللجان المشتركة اليوم لطرح معالجة فورية ومواكبة لما يحصل، ومن أجل ذلك الطلب من رئيس الحكومة وحاكم مصرف لبنان ووزير المالية وجمعية المصارف أن يحضروا إلى المجلس النيابي حتى تسألهم اللجان المشتركة وتطالبهم بالمعالجة الفورية، وقد تم التواصل مع رئيس المجلس الذي كان مؤيدا للطرح. وأعلن عدوان أن جلسة اللجان النيابية ستتحول إلى جلسة مساءلة للحكومة ومصرف لبنان والمصارف، وتبيان ما يفعلون في ظل الانهيار الحاصل؟ ومطالبتهم باتخاذ التدابير الفورية للمعالجة.

بربارة ليف في بيروت

في اطار جولتها على عدد من دول منطقة الشرق الاوسط تشمل مصر والاردن وتونس، تحط مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط بربرا ليف في لبنان بعد غد الجمعة، في زيارة تستمر ليومين تعقد في خلالها لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين.

وتأتي زيارة ليف الى بيروت في اعقاب تطورات متسارعة على مستوى المنطقة فرضها الاتفاق السعودي- الايراني والحركة بين عدد من الدول العربية، لا سيما زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى الامارات ودعوة رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني لزيارة السعودية، فيما تسير الاوضاع في اليمن نحو ارساء التهدئة والتسوية بين الحكومة والحوثيين.

وتقول مصادر معنية بالزيارة ان المسؤولة الاميركية ستبحث مع من تلتقيهم في بيروت في ثلاث ملفات. ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية يناسب طبيعة المرحلة وتحولاتها، لاطلاق قطار الانقاذ قبل ان يدخل الوضع دائرة الاستعصاء. تنفيذ الاصلاحات المطلوبة دوليا لمساعدة لبنان وابرام الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لوقف الانهيار الاقتصادي والمالي الحاصل.

 

*********************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

 

الدولار حطّم الرقم القياسي وأشعل المحروقات مع تخطيه 140 الف ليرة ليتراجع 30 الفاً

مصادر بكركي لـ «الديار»: خلوة 5 نيسان روحية والبطريرك لا يضع مصيدة امام النواب

 دعوة شعبية عارمة للتجمع في «رياض الصلح» احتجاجاً على انهيار الأوضاع المعيشية – صونيا رزق

 

لم يعد لأي ملف سياسي عالق أي اهمية، لدى اللبنانيين الباحثين عن مَخرج ينتشلهم من قعر الهاوية، ولا حتى الاستحقاق الرئاسي، لانّ ما يهمهم تأمين لقمة العيش المغمسّة بالقهر، في ظل ما يجري من كوارث يومية، بدءاً بالصعود الصاروخي للدولار، الذي تخطى يوم امس الـ 140 الف ليرة خلال ساعات قليلة، وسط تداعيات سلبية تتفاقم يومياً، وجوع اغلبية المواطنين الذين لم يعد بمقدورهم تأمين ادنى متطلبات العيش، في مواجهة انهيار العملة الوطنية، وكيفية شراء المواد الغذائية المسعّرة بالدولار، والتي ترتفع كل دقيقة من خلال منصّات السوبرماركت، التي تكوي قلوب المواطنين وجيوبهم، في حين ان معظم الرواتب بالليرة اللبنانية، ولا تكفي فاتورة المولّد الكهربائي، من دون ان يُسمع صوت ذلك المواطن من قبل دولته، التي من المفترض ان تحميه، فيما تقف متفرجّة من دون ان يرّف لها جفن، وسط كل الانهيارات والمصاعب اليومية، الى انّ هدأ جنون الدولار بعد ظهر امس، ليتراجع سريعاً الى 110 الاف ليرة ضمن مشهد هستيري غير مسبوق.

خلوة حريصا للصلاة فقط

 

هذا وفي الوقت الذي اعلنت فيه معظم الكتل النيابية المسيحية، مشاركتها في يوم الصلاة والتأمل في 5 نيسان المقبل في بيت عنيا – حريصا، الذي دعا اليه البطريرك الماروني بشارة الراعي النواب المسيحيين، اشارت مصادر بكركي ليلاً لـ « الديار» الى انّ اللقاء المذكور بعيد كل البعد عن السياسة، لانه مخصّص للصلاة في « اربعاء ايوب» وضمن اسبوع الآلام للسيد المسيح، وقالت:» خلافاً لكل ما تردّد فطابع هذا اليوم روحي بامتياز، والسياسة فيه استثناء، قد يتطرق البعض منهم الى الحديث عنها خلال الاستراحة ربما، لكن البطريرك الراعي لن يتحدث قطعيا في السياسة، وهو لا يضع المصيدة امام النواب كما كتب البعض».

 

وحول ما اُشيع عن انّ دعوة البطريرك اتت بعد فشل مهمة المطران بو نجم، ردّت مصادر الصرح : « المطران بو نجم قام بجولة على الاقطاب المسيحيين، وليس على النواب المسيحيين، ومهمته كانت محدّدة وليس لها علاقة بجمع القيادات او النواب المسيحيين في بكركي، هم وضعوا أسماءً رئاسية ولم تنته المهمة بعد، ولذا اختار سيّدنا الراعي بيت عنيا في حريصا وليس بكركي، كيلا يقال انه جمعهم في الصرح بهذه الطريقة».

الملف الرئاسي والتعويل على اللقاء الفرنسي – السعودي

 

وفي خضم ما يجري، لم يعد الملف الرئاسي يهّم اللبنانيين، إلا اذا أنتج الحلول لمشاكلهم ومصاعبهم، لذا يبدو الاستحقاق المذكور في آخر سلّم الاولويات بالنسية اليهم، خصوصاً انّ فريقيِ النزاع ما زالا على مواقفهما المنقسمة، حيال الاستحقاق الرئاسي، الذي يراوح مكانه فلا شيء جديد، خصوصاً انّ تعويل الطرفين على نتائج اللقاء السعودي – الفرنسي لم يصل الى اهدافهما، وسط معلومات عن فشل اللقاء المذكور، والمرجّح ان يخطو خطوة ثانية خلال لقاء مرتقب وفق المعلومات، لكن لا شيء مؤكد حتى اليوم، في انتظار معرفة حقيقة تلك النتائج، اذ ما زال التخبّط سيّد الساحة الرئاسية البعيدة حالياً عن خوض تلك المعركة، المفترض ان تكون ديموقراطية، لكن في لبنان اعتدنا الخلافات الرئاسية كل 6 سنوات، لانتخاب رئيس على قياس كل طرف من الاطراف المتنازعة.

ميقاتي في قبرص لتهنئة رئيسها!

 

وفي الوقت الذي اشارت فيه المعلومات، الى إمكان دعوة الرئيس ميقاتي الى جلسة حكومية هذا الأسبوع، لبحث الملفات المعيشية والمالية، بسبب تفاقم الأزمات وارتفاع سعر صرف الدولار، وتدهور قيمة رواتب القطاع العام، باتت الدعوة بعيدة وبحسب المعطيات ، بالتزامن مع سفر ميقاتي بعد ظهر امس الى قبرص، حيث التقى الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس في نيقوسيا، في زيارة تهنئة لمناسبة انتخابه حديثاً، كما عقد الرئيسان خلوة عرضا فيها العلاقات الثنائية، وسبل تطويرها في المجالات كافة، وقد أكد الرئيس القبرصي دعم لبنان داخل الاتحاد الاوروبي، ونوّه بالحضور اللبناني في قبرص بالمجالات التطويرية، مؤكداً دعم الموقف اللبناني لمعالجة مسألة النزوح السوري، بما يضمن تحقيق الاستقرار في لبنان.

العميد روكز: بتنا في اللادولة وفي مغارة اللصوص

 

وبالعودة الى الصورة القاتمة والتي يعيشها كل اللبنانيين والعسكريين المتقاعدين ومَن هم في الخدمة الفعلية، أطلق النائب السابق والعميد المتقاعد شامل روكز، دعوة الى كل اللبنانيين والعسكريين المتقاعدين عبر رسالة صوتية للمشاركة اليوم الاربعاء في اعتصام في ساحة رياض الصلح، عند الحادية عشرة من قبل الظهر للمطالبة بحقوقهم والتعبير عن معاناتهم.

 

وفي هذا الاطار أجرت « الديار» حديثاً مع العميد روكز، فأشار الى المعاناة التي يعيشها المواطنون بشكل عام في ظل الظروف الكارثية ، مذكّراً بالفترة التي صدرت فيها الموازنة وكان الدولار حينئذ بـ 28500 الف ليرة، واليوم وصل الى 140 الف ليرة، ما ادى الى التضخّم وانهيار رواتب القطاع العام، وانزلاق الدولة الى هذا الدرك الخطر بعد نهب الوطن والشعب، اذا بات لبنان مغارة لصوص وعصابات، وضمن سياسة توافقية منافقة.

 

وقال: « لقد شردّوا شبابنا ودفعوهم الى الانتحار، بسبب العوز والفقر والحاجة، وسيطرة السارقين على المزاريب التي يمكن ان تُدخل واردات الى الدولة، لكنها باتت لأزلامهم ولمافيات الدواء ومولّدات الكهرباء، للاسف لقد دمرّوا الجسم التربوي ومستقبل الاجيال والثقافة والحضارة في لبنان، هجرّوا الاطباء والمهندسين والقضاة، وحولّوا رواتبنا الى رواتب اذلال ، وتآمروا على ودائعنا، وباتت القيمة الشرائية في القطاع العام، لا تعادل شيئاً بعد اقرار الموازنة».

 

واشار الى انّ طبابة المتقاعدين وخصوصا قوى الامن الداخلي، وحقوقهم من المساعدات المتعلقة بالمدارس والمحروقات، إضافة الى حقوق عائلات الشهداء التي تعتبر مقدسة باتت كلها في الهواء. ومن ثم توجّه روكز الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالقول:» دولة الرئيس انت مسؤول، والوضع لم يعد يُحتمل، والناس لم يعد باستطاعتها تحمّل المزيد من الكوارث اليومية، لذا نحملّكم المسؤولية لتدارك الامور، وهذا هو النداء الاخير، وختم:» خلينا نكون كتار بالاعتصام دفاعاً عن كرامتنا وكرامة شعبنا وبلدنا وتكون بداية الصحوة».

سرقات يومية وقتل وفلتان امني

 

أما على الصعيد الأمني، فيشهد لبنان يومياً وفي مختلف المناطق، عمليات سرقة لسيارات ودراجات نارية من داخل الاحياء والشوارع المكتظة بالسكان، كما يشهد عمليات سرقة للحقائب النسائية في وضح النهار، وقتل من اجل المال، وآخر هذه العمليات ما جرى في بلدة برمانا قبل ايام من محاولة قتل شابة بهدف سرقة الاموال من منزلها، إضافة الى قتل شاب في الصالحية – صيدا، خُطف منذ اسبوع ووُجدت جثته يوم امس، والى ما هنالك من فلتان امني ، فضلاً عن عمليات الانتحار اليومية التي ظهرت بقوة منذ مطلع الشهر الجاري، والتي تعود اسبابها الى الفقر والعوز والجوع، وفقدان محصول تعب السنين عبر خسارة اموال معظم اللبنانيين.

اجتماع مهم اليوم لنقابة اصحاب المحطات

 

بعد التحليق الجنوني للدولار، طالبت نقابة اصحاب المحطات في لبنان، رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزيريِ الطاقة وليد فياض والاقتصاد امين سلام، بتسعير صفيحة البنزين بالدولار، اي بحسب ما يدفعون ثمنها للشركات المستوردة.

 

واشارت النقابة الى انها ستتخذ قرارها المناسب والنهائي، في التاسعة من صباح اليوم، بعد اجتماع مع رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط مارون الشماس والمعنيين في القطاع.

تعليق إضراب المصارف

 

اعلنت جمعية مصارف لبنان في بيان مساءً :» انه وبمناسبة بداية شهر رمضان الكريم، وتسهيلا لأمور كافة المواطنين، وفي ضوء الاتصالات الجارية مع السلطات المعنية لمعالجة الخلل في المرفق القضائي والمرفق التنظيمي، قرّرت جمعية مصارف لبنان تعليق الاضراب ومتابعة اتصالاتها بالسلطات المعنية، على أن تتخذ موقفاً في ضوء النتائج العملية لهذه الاتصالات، وذلك ابتداءً من صباح اليوم الاربعاء».

إصابات إسرائيلية بانفجار لغم عند حدود عيتا الشعب

 

جنوباً افيد عن عدد من الإصابات في صفوف الجيش الاسرائيلي، عند حدود بلدة ‎عيتا الشعب، بسبب انفجار لغم ارضي بآلية «هامر» أثناء عملية التجريف، التي كان يقوم بها عناصر اسرائيلية في حرج الراهب.

 

*********************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

الحاكم رياض سلامة يتصدّى وحده لجنون الدولار والأسعار  

 

بأسرع من المتوقع يقفز الدولار دراماتيكيا ويتطاير في سوقه السوداء الى حدود الـ143 ألفاً مسجلا رقما قياسيا، وما يلبث ان ينخفض من دون مسوغ، وقد تعطلت مكابح الدولة المالية التي بقيت تتدخل للحد من التفلت وكبح جماح المتلاعبين بالعملة الوطنية المنهارة، ولو جزئياً، حتى «ناطح» التسعين الفا، فاستسلمت،  ثم عادت لترفع صيرفتها الى التسعين امس، ما يعني عمليا ان فواتير خدمات الدولة كلها من كهرباء وهاتف خلوي وغيرها، سيسددها المواطن  على تسعيرة الـ90. واقع مأسوي لا يترك امام اللبنانيين خيارا، سوى ربط الاحزمة استعدادا للارتطام المُدَوّي.

 

حال من الجنون تسود البلاد ودعوات من مختلف القطاعات الانتاجية والعمالية والصحية الى اعلان الاضراب المفتوح وصولا الى العصيان المدني، فيما المسؤولون في منظومة الفساد والقهر والذّل يتفرجون عن بعد، غير آبهين  بمصير شعب، سُدت في وجهه كل دروب الأمل وانعدمت سبل العيش.

 

فصول الانهيار المخيف لليرة اللبنانية تسارعت جدا ، بحيث تراجعت قيمتها امام الدولار بقرابة 20 الف ليرة في بضع ساعات فقط ، فلامست الـ143 الفا للدولار الواحد. وامام هذا الواقع المأسوي، تحرك الشارع من جديد وقطعت الطرقات في اكثر من منطقة من الشمال الى الجنوب مرورا بالعاصمة والبقاع.

 

الحاكم يتحرك

 

من جانبه، حاول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة التحرك للجم هذا التدهور. فأعلن – فيما المصارف على اضرابها – إجراءَ عملية مفتوحة ومستمرة لشراء الاوراق النقدية اللبنانية وبيع الدولار نقدا على سعر صيرفة. وحدد في تعميم، صيرفة، بـ90 ألف ليرة لبنانية مقابل كل دولار ابتداء من اليوم 21 آذار 2023.

 

المصارف

 

أكد حاكم مصرف لبنان في حديث صحافي أن «القرار الذي اتخذناه اليوم جاء لسحب كل الليرات اللبنانية من السوق ومصرف لبنان لديه القدرة على ذلك».

 

أما عن طريقة شراء الدولار مقابل الليرة فبكل بساطة على المواطنين الذهاب الى اقرب صراف فئة A. يتعامل معه المركزي وهم معروفون من الجميع، او من المصارف التي لم تغلق أبوابها.

 

كما أكّد اصراره على تنفيذ هذا القرار وذلك لمصلحة القدرة الشرائية للمواطنين.

 

وبعد اعلان مصرف لبنان عن إمكان الجمهور إجراء عملية مفتوحة ومستمرة لشراء الأوراق النقدية اللبنانية وبيع الدولار نقداً على سعر «صيرفة» الذي حدد سعرها بـ90,000 ليرة مقابل كل دولار بدءا من اليوم، علمت «النهار» أن بعض المصارف ابدت رغبتها في المشاركة في العملية وفتح ابوابها أمام الزبائن لإجراء عمليات «صيرفة» بدءا من اليوم، بدليل أنها استوضحت مصرف لبنان عن بعض الامور. وكانت مصادر جمعية المصارف قد أكدت أن الجمعية ستعلن عن فك اضرابها يوم الاثنين المقبل بغية تسهيل أمور القطاع العام لقبض رواتبهم والافادة من «صيرفة»، ولكنها عادت وأكدت أن القرار بفك الاضراب قد يتخذ ليلا بعد التباحث بين أعضاء الجمعية ورئيس الجمعية سليم صفير.

 

القطاعات تتهاوى

 

في الموازاة، القطاعات رفعت العشرة، وهي لفظت انفاسها او تكاد، امس اجتمع أصحاب المحطات وموزعو المحروقات معلنين: أعطينا مهلة لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حتى التاسعة من صباح الغد قبل البدء في التسعير بالدولار أو على سعر الصرف. كما صدر عن مجلس نقابة صيادلة لبنان بيان جاء فيه «إزاء الانهيار الحاصل من دون أي مبالاة لدى المسؤولين، وبعد توقّف الشركات والمستودعات عن تسليم الادوية للصيدليات بشكل شبه كلّي منذ اكثر من اسبوعين، وبعد افراغ الصيدليات من الادوية، يدعو مجلس النقابة الصيدليات في لبنان الى الاقفال ابتداءً من اللحظة، الى ان يعاد تسلّم الادوية الى الصيدليات بالصيغة والالية أيًّا تكن والتي يتّفق عليها المعنيون»… الى ذلك افيد ان المدير العام لأوجيرو عماد كريدية يتجه إلى تقديم استقالته ما لم يُحلّ موضوع دفع الرواتب وتمكين الهيئة من القيام بواجباتها تجاه المواطنين.

 

اضراب مفتوح

 

وبينما اسعار المحروقات والدواء والخبز، تحلّق، اعلن رئيس الاتحاد العمالي العام  بشارة الاسمر في حديث صحافي ان لا بد من اضراب جامع شامل وغير منقوص، موضحا انه باشر اتصالاته مع المعنيين بهذا الموضوع لتحقيق هذه الغاية.  وتأتي هذه الدعوة الى الاضراب بعد ان لمس الاتحاد العمالي العام عدم مبالاة من قبل المسؤولين لمعالجة الارتفاع المجنون للدولار واستتبعته ارتفاعات يومية في اسعار السلع والمواد الغذائية والمحروقات وغيرها، بينما لا نجد اي تدبير للجم الدولار ولم نر اي اجتماع مالي نشعر من خلاله ان هناك من يهتم لامور الناس واول خطوة يجب  اتخاذها هي اعادة احياء المؤسسات الدستورية ومنها انتخاب رئيس جديد للجمهورية الباب الاول نحو تحقيق الانفراج .​

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram