افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 31 آذار 2023

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 31 آذار 2023

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء:

موسكو تترأس مجلس الأمن في نيسان… وتصعيد مع واشنطن بعد توقيف «مراسل جاسوس» نتنياهو والحلفاء متمسكون بالتعديلات… ويفشلون بحشد أكثر من 10 % من حشود المعارضة حمية: حزب الله لإنهاء عقد المطار… عفيف: من القرية الكبرى إلى القرى الصغرى إيقاع أميركي
 
 
 يقدم كل يوم المزيد من عناصر التصعيد في العلاقات الروسية الأميركية، إضافة لما توفره الحرب المتصاعدة في أوكرانيا، حيث تحول حشد الدبابات الى رديف للحديث عن الصواريخ الحديثة والطائرات المسيّرة، مع الإعلان الأوكراني عن وصول دفعة من الدبابات الأميركية والغربية تجعلها أقرب الى النصر وإعلان موسكو عن الدفع بمئات من الدبابات الحديثة إلى جبهات الحرب. والجديد أمس، هو توقيف موسكو لمراسل صحيفة وول ستريت جورنال الذي اتهمته بالتجسس الحربي لصالح المخابرات الأميركية، ورفضت القول إنه مجرد اشتباه مؤكدة أنه تم ضبطه بالجرم المشهود، وسط إنكار واستنكار من الجانب الأميركي. وقال جهاز الأمن الفدرالي الروسي إنه «أحبط النشاط غير القانوني للمراسل المعتمد لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية في مكتب موسكو المواطن الأميركي إيفان غيرشكوفيتش»، وأضاف « تمّ ضبط المراسل الأميركي من أصل روسيّ وهو يجمع معلومات تشكل سراً من أسرار الدولة «حول أنشطة إحدى الشركات التابعة للمجمع الصناعي العسكري الروسي بناء على تعليمات من الولايات المتحدة»، بينما تتولى روسيا بالتوازي رئاسة مجلس الأمن الدولي لشهر نيسان، وهو ما يعني تحكم موسكو بالقدرة الغربية على إثارة ملف أوكرانيا في جلسات المجلس خلال شهر الرئاسة الروسية، وهو ما وصفته كييف بـ الخبر السيئ.
على ضفة المواجهة الدائرة بين حكومة بنيامين نتنياهو وجبهة المعارضة المدعومة من الجيش وواشنطن، لم تصمد التطمينات التي تحدثت عن فرص للحوار والتوصل للتسويات، أمام الكلام الواضح لنتنياهو وحلفائه عن المضي قدماً بالتعديلات القضائية التي يرفضها ثلاثي المعارضة والجيش وواشنطن، وجاءت التظاهرة التي بذل نتنياهو وحلفاؤه جهوداً ضخمة لجعلها نوعاً من استعراض القوة أمام خصومه، لتمثل فشلاً لنتنياهو وحلفائه بعدما بقيت الحشود تحت سقف 10% من حجم حشود المعارضة فقارب الـ 30 ألف متظاهر في تل أبيب، بينما نجحت المعارضة بحشد قرابة الـ 300 ألف بين مظاهرات تل أبيب والقدس وحيفا وعدد من المدن في فلسطين المحتلة، ووفقاً لمصادر متابعة للشؤون الإسرائيلية فإن السبب يعود لتمركز مناصري نتنياهو وحلفائه في مستوطنات الضفة الغربية بعيداً عن المدن، بعكس جمهور المعارضة المتمركز في المدن.
في لبنان مواقف لحزب الله عبر عنها وزير الأشغال علي حمية بإعلانه قرار الحزب بالخروج من عقد قاعة السفر الجديدة في مطار بيروت بعد السجال حول قانونية العقد، وأنه يعتبر العقد كأنه لم يوجد، بينما كان مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب الحاج محمد عفيف يطلق مواقف إعلامية في احتفال موقع صدى فور برس، حيث استخلص تراجع مسار العولمة لحساب الخصوصيّات، معتبراً أن شعار أميركا أولاً أطلق شعارات العراق أولاً ومصر أولاً والأردن أولاً وإيران أولاً ولبنان أولاً، ورأى ذلك نتاج انسحاب أميركا من مشروع العولمة الذي كانت وراء إطلاقه بصفته إطار هيمنتها على العالم، لكن العودة إلى القرية الصغيرة إعلامياً تتبعه العودة الى القرى الأصغر، مشيراً الى ظهور مواقع إعلامية تهتم بالمنطقة والجهة والحي، وبدا الكلام إسقاطاً لواقع التفتت السياسي والتشتت الطائفي الذي أشار إليه عفيف في مقدّمة كلمته، وما رافق سجال التوقيت الصيفيّ والشتويّ من شعارات ومواقف وصلت حد الحديث عن التقسيم.
فيما يستمرّ مسلسل الانهيار التدريجي المالي والاقتصادي والاجتماعي يبدو أن الشلل يقضم ما تبقى من مؤسسات ومرافق لا تزال على قيد الحياة والعمل، في المقابل لم تفضِ المشاورات الخارجيّة على الخط الفرنسي – السعودي حتى الساعة إلى نتائج عملية بانتظار استكمال المباحثات بين باريس والرياض وسط حديث عن زيارة سيقوم بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى السعودية للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لإجراء مباحثات في عدة ملفات من بينها لبنان.
وعلمت «البناء» أن «السعودية لا تزال على موقفها من الملف الرئاسي اللبناني مع مرونة مستجدّة لجهة البحث بتسوية رئاسية، فالرياض لم تدخل في الشأن اللبناني ولا بأسماء بل تترك للمجلس النيابي اللبناني اختيار الرئيس الذي يمثل مصالح اللبنانيين وبعد انتخابه تتعامل معه وفق المواصفات التي تراها مناسبة ووفق برنامج العمل الذي يحمله وهوية الحكومة التي ستشكل لاحقاً وشخصية رئيسها وسياساتها الداخلية والخارجية لا سيما لجهة مكافحة الفساد والاستقلالية وحماية أمن الخليج والدول العربية»، لكن المعلومات تؤكد بأن السعودية «لم تضع فيتو على اسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وإن لم تتبنّه أو تعلن دعمها له». ولفتت المعلومات الى أن الفرنسيين «أعادوا صياغة مبادرتهم باتجاه تجاوز المقايضة مع السعودية بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الى الانفتاح على أسماء جديدة يمكن أن تشكل توافقاً بين اللبنانيين».
وأفادت مصادر إعلامية أن فرنجية يزور فرنسا اليوم ويلتقي مستشار شمال أفريقيا والشرق الأوسط في الرئاسية الفرنسية باتريك دوريل.
ويأتي ذلك بعد زيارة قام بها رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط مع وفد مرافق الى باريس وأجرى مباحثات مع القيادة الفرنسية بالملف اللبناني.
ومن المتوقع وفق مصادر «البناء» أن يحسم فرنجيّة موقفه من مسألة الترشح بعد عودته الى لبنان سلباً أم إيجاباً، مع ترجيح المصادر أن يعلن فرنجية ترشيحه مع برنامج عمله في مؤتمر صحافي خلال الأسابيع القليلة المقبلة وقد يكون في نيسان المقبل وهو ينتظر نضوج الظروف الإقليمية والدولية التي تصبّ في صالح انتخابه لا سيما الاتفاق الإيراني السعودي وعودة العلاقات الديبلوماسيّة بين الرياض ودمشق.
إلا أن أوساطاً سياسية مطلعة حذرت عبر «البناء» من «عرقلة أميركية لأي تسوية في لبنان، واضعة زيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركي باربارا ليف لشؤون الشرق الأدنى، الى لبنان في إطار محاولة تعطيل أي تسوية قد ترعاها السعودية مع كل من باريس وطهران ودمشق من خلال إبلاغ بعض الأطراف السياسية والنيابية في لبنان بأن الأميركيين غير معنيين بأي تداعيات للانفتاح السعودي الإيراني على الساحة اللبنانية». وأشارت الأوساط الى أن الأميركيين يريدون لبنان ضعيفاً لفرض الشروط السياسية عليه تحت عنوان توقيع اتفاقية مع صندوق النقد الدولي، متهمة الولايات المتحدة بأنها حوّلت لبنان الى متسوّل للمساعدات الخارجية بعد تطبيق سياسة الحصار الاقتصادي والمالي على لبنان وسورية منذ 3 سنوات، محذرة من أن واشنطن تريد أن يصل الانهيار الى مرحلة تستطيع عبرها فرض الإملاءات على حزب الله والحكومة والدولة اللبنانية.
ولفتت بربارا ليف في تصريح الى أنّ «لبنان ليس لديه مخرج آخر من أزمته، سوى التوصل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي»، لافتة إلى أنّ «قادة لبنان يفتقرون إلى الإحساس بضرورة الإسراع بإخراج البلاد من أزمتها». وأشارت إلى «أنني شدّدت في بيروت على الحاجة لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة ذات صلاحيات كاملة، وتنفيذ إصلاحات اقتصادية لإعادة لبنان إلى طريق الانتعاش»، موضحة أنّ «مساعدة اللبنانيين في أوقات الأزمات أولوية بالنسبة لنا»، مشدّدة على «أنني آمل أن ينعكس التقارب السعودي الإيراني بشكل إيجابي على لبنان، وأي خفض للتوترات بين لاعبين إقليميين كبيرين، وأي شيء يؤمن هدنة للتصعيد المستمرّ منذ سنوات هو شيء عظيم».
وأعلن مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز لينارتشيتش الذي زار لبنان أمس، «تقديم 60 مليون يورو كمساعدات إنسانية للفئات الأكثر ضعفاً في البلاد، بمن فيهم اللاجئون السوريون واللبنانيون المعوزون».
في غضون ذلك، عادت التحركات الاحتجاجية الى الشارع، حيث نفّذ المجلس التنسيقي للمتقاعدين في القطاع العام اعتصاماً، في رياض الصلح، بمشاركة كثيفة من تجمّع «الولاء للوطن»، بالإضافة إلى رابطة قدماء القوات المسلحة اللبنانية ومختلف مجموعات العسكريين المتقاعدين دعماً لمطالبهم المعيشية، وسط انتشار أمني كثيف للجيش والقوى الأمنية ومكافحة الشغب. وتمّ رفع لافتات تندّد وتدين المسؤولين عما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية الخانقة والكارثية والمصارف ومصرف لبنان. وأجمعت كلمات عدد من المحتجين على «التنديد بالمسؤولين الفاسدين الذين سرقوا شعبهم ودمّروا البلد بكلّ مؤسساته وإداراته»، محذرين «السلطة من تمييع وتضييع قضيتهم المحقة وصولاً إلى تصعيد لا يُحمد عقباه»، مطالبين بأن «يكون سعر صيرفة على دولار 28».
وتوجّه عدد من المحتجين الى أمام مصرف لبنان للتظاهر. وقد حاول عدد من العسكريين المتقاعدين إزالة الأسلاك الشائكة، في مواجهة فرقة مكافحة الشغب. وكانت مواجهات بين الجيش اللبناني والعسكر المتقاعد. وبعد أن التقى وفد من العسكريين حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، حيث طلب منه اعتماد سعر 28500 للرواتب، أبلغهم أنه بحاجة لموافقة الحكومة ووزير المال، واستمهل الوفد حتى يوم الاثنين.
وأشارت مصادر نقابية الى أنّ «المركزي» كان سيعتمد سعر «صيرفة» الحالي أي 90 ألف لكل الرواتب، ويمكن أن يعيد النظر بالموضوع لتصبح الرواتب على سعر صيرفة ما بين الـ60 أو 70 ألف ليرة لشهر آذار. في المقابل، أكدت مصادر معنية أخرى بأن سعر صيرفة لرواتب القطاع العام من بينهم العسكريون ومعاشات المتقاعدين سيُحتسب على ستين الف ليرة لبنانية للدولار الواحد، بدلاً من التسعين ألف ليرة.
ولفتت مصادر العسكريين المتقاعدين لـ»البناء» الى أننا لن نستكين ونهون قبل تحقيق مطالبنا وفرض حقوقنا وسيكون هناك تحركات مقبلة بحال لم تستجب الحكومة لمطالبنا، وسنمهل رئيس الحكومة ووزير المالي حتى الاثنين المقبل وفي حال لم نر نتيجة، سنعود الى تصعيد كبير في الشارع.
وفيما لفتت مصادر مالية وحكومية «البناء» الى صعوبة صرف الرواتب على سعر 90 الفاً بسبب عجز مصرف لبنان عن تأمين السيولة بالدولار للمصارف دعا وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل الى عقد جلسة لمجلس الوزراء مخصصة للبتّ بمسودات مشاريع المراسيم التي رفعتها وزارة المالية بشأن تعويضات الإنتاجية وبدلات النقل لموظفي الإدارات والمؤسسات العامة والأسلاك العسكرية عن أيام العمل الفعلية الى غيرها من الشؤون اليومية الحياتية. واعتبر أن هذا الأمر «أمر بغاية الأهمية لإعادة العمل الى الإدارات العامة والمؤسسات بطريقة مستدامة، فتعطيل المرافق العامة يكلّف الخزينة خسارة موارد هامة في وقت هي بأمسّ الحاجة لتأمين واردات وتمويل الحدّ الأدنى من الخدمات العامة».
وشدّد خليل على أن «كل يوم يضيع من دون إعادة تفعيل العمل في القطاع العام يرّتب أعباء جمة ويدفع بالأوضاع إلى مزيد من التدهور»، مشيراً إلى أن «الانهيار إذا ما أصاب القطاع العام، فذلك ينعكس حكماً عرقلة في بعض شؤون القطاع الخاص المرتبطة بالإدارة، ويفتح الباب أمام نشوء قطاعات عشوائية وفلتان لا يمكن ضبطه وتغرق بالتالي القطاعات الاقتصادية في خسائر أكثر». وقال: «يقع لبنان اليوم على منعطف خطير: فإما الحفاظ على كيان دولة ومؤسسات قادرة على إدارة شؤون الدولة، أو أننا سنكون أمام مزيد من التدهور والانزلاق نحو المجهول».
الى ذلك، أعلن وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم أنه «اتفق في اجتماع «لجنة المؤشر» على رفع الحدّ الأدنى في القطاع الخاص الى 9 ملايين ليرة أي بزيادة 4 ملايين ونصف المليون، وبدل النقل سيصبح 250 الف ليرة عن كل يوم حضور، ورفع سقف المرض والأمومة ضعفين، وهذه الزيادات ستكون خاضعة للمراجعات تبعاً لتقلبات سعر صرف الدولار لمراعاة العدالة في هذه المسألة».
وواصل موظفو «أوجيرو» إضرابهم وقد تعطلت المزيد من سنترالات الإنترنت والاتصالات في مناطق عدة، وكشف وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم، أنه تشاور مع الرئيس نجيب ميقاتي «وهو طلب منّي تدخل الجيش وأن يتسلم قطاع «أوجيرو» بالكامل». وقال: لا أقبل بأن يأخذ أحد المواطن كرهينة، فقطاع الإنترنت هو أمر ضروي وأساسي لاستمرار الحياة وممنوع أي توقف.
وأفيد أن «الجيش لم يتبلّغ بأي أمر يتعلّق بالتدخل في إضراب «أوجيرو». بدوره، علّق المجلس التنفيذي لنقابة «أوجيرو» في بيان بعد اجتماع طارئ، على كلام وزير الاتصالات دعوة الجيش الى تسلُّم مراكز «أوجيرو»، فأعلن «ترحيبه بالجيش اللبناني حامي الوطن والقلعة الصامدة المنيعة»، مؤكداً أنّ «جميع المراكز والمكاتب هي بتصرّفه من المركز الرئيسي إلى آخر مركز على مساحة الوطن». كما أكد المجلس «استمراره في الإضراب المفتوح واستعداده لمتابعة التفاوض حينما تهدأ النفوس».
على مقلب آخر، أعلن وزير الاشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال علي حميه خلال جلسة لجنة الأشغال النيابية أنه «على أثر الجدل القانوني الحاصل حول إنشاء مبنى جديد في المطار وبالرغم من أهمية المشروع وبناءً على طلب حزب الله الجهة التي أتشرّف بتمثيلها في الحكومة أعلن بكل شجاعة عدم السير بالعقد وكأنه غير موجود».
في الجنوب أعلنت قيادة الجيش أنّ «بتاريخ 30 / 3 /2023 عُقد اجتماع ثلاثي استثنائي في رأس الناقورة برئاسة قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، ورئيس البعثة اللواء أرولدو لاثارو، وحضور وفد من الجيش اللبناني برئاسة منسق الحكومة اللبنانية لدى قوة الأمم المتحدة العميد منير شحادة».
ولفت إلى أنّ «الجانب اللبناني تطرّق خلال الاجتماع إلى الخروقات الإسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية برًا وبحرًا وجوًا، ودعا الأمم المتحدة لممارسة أقصى قدر من الضغط على العدو الإسرائيلي لوقف تعدياته».
وأكد «الجانب اللبناني على إزالة الجدار الإسمنتي الذي أقامه العدو الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية عند المدخل الشمالي لنفق سكة الحديد بين لبنان وفلسطين المحتلة. 

******************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

باريس تستضيف فرنجية: دعم أم اعتذار؟

 

 

عاد الملف الرئاسي إلى الواجهة أمس مع الإعلان عن تلقّي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية اتصالاً من المسؤول الفرنسي عن الملف اللبناني باتريك دوريل الذي وجه إليه الدعوة لزيارة باريس اليوم. تتزامن الزيارة مع وجود رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في باريس منذ أيام للقاء دوريل، علماً أن «لا لقاء سيجمع فرنجية وجنبلاط في العاصمة الفرنسية» وفقَ ما تؤكد مصادر الأخير.

 

وتأتي الدعوة بعد أيام من اتصال بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان «ناقشا خلاله الملف اللبناني»، وسط معلومات عن تراجع فرنسا عن الدعم الذي تقدمه باريس لفرنجية، وأن هناك احتمالاً كبيراً بأن تكون العاصمة الفرنسية في صدد إبلاغ فرنجية عجزها عن إقناع الولايات المتحدة أو السعودية بالسير به ضمن صفقة شاملة.

 

وبحسب مصادر ديبلوماسية، فإن الجانب الفرنسي بدا شديد التوتر إزاء ما سمعه من الجانبين الأميركي والسعودي لناحية رفض إطلاق مبادرة يعتبرها الطرفان «مراضاة لحزب الله»، وأن باريس شعرت بذلك من خلال تعرضها لحملة في لبنان من قبل حلفاء واشنطن والرياض، إضافة إلى إشارة مصرية إلى أن موقف السعودية يبقى أساسياً في الملف، ولا يمكن للقاهرة السير في أي خيار ترفضه الرياض.

وقالت المصادر إن المعطيات الحقيقية حول الاجتماع الخماسي الأخير في باريس أظهرت وجود خلافات كبيرة، وإن القاهرة تحاول القيام بمبادرة لإعادة التواصل إلى مستواه العملاني. وأضافت أن المصريين يعولون كثيراً على الاتفاق السعودي – الإيراني لتوسيع قنوات الحوار الخارجي حول لبنان، وإن كانت طهران والرياض تجنبتا الحديث عن أي انعكاسات مباشرة للاتفاق بينهما على الوضع في لبنان.

 

من جهته، أبدى فرنجية أمام زوراه «ارتياحاً كبيراً لسير الأمور في اليومين الأخيرين». ونقل هؤلاء أن «فرنسا لا تزال على موقفها من ترشيحه»، مشيرين إلى أن الزيارة «قد تكون من أجل استكمال البحث في الملف الرئاسي، أو إبلاغ رسالة سعودية إلى فرنجية على سبيل طلب بعض الضمانات أو الاستفسار عن بعض الأمور»، لكن من دون المبالغة في توقع الإيجابيات من هذه الزيارة. وقال الزوار أيضاً إن فرنجية سمع من السفير الروسي في بيروت ألكسندر روداكوف الذي زاره أمس كلاماً إيجابياً حول مساع تقوم بها موسكو مع الرياض لإقناعها بالسير بتسوية يكون فرنجية عنواناً لها. كما وضع روداكوف فرنجية في أجواء الشق اللبناني من الاجتماع الذي حصل أخيراً بين وزيري خارجية روسيا والسعودية.

في هذا الإطار، كانَ لافتاً كلام مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف، إذ أملت في أن «ينعكس التقارب السعودي - الإيراني بشكل إيجابي على لبنان، وأي خفض للتوترات بين لاعبين إقليمين كبيرين، وأي شيء يؤمن هدنة للتصعيد المستمر منذ سنوات هو شيء عظيم». وليف التي زارت بيروت أخيراً في زيارة رسمية التقت خلالها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب، وعدداً من المسؤولين، مقاطعةً القوى المسيحية، لفتت إلى «أنني شددت في بيروت على الحاجة لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة ذات صلاحيات كاملة، وتنفيذ إصلاحات اقتصادية لإعادة لبنان إلى طريق الانتعاش»، موضحة أنّ «مساعدة اللبنانيين في أوقات الأزمات أولوية بالنسبة لنا.

*********************************

افتتاحية صحيفة النهار

 

الاحتدام المطلبي يتصاعد وسقوط صفقة المطار

 

لم تحجب التحركات المطلبية التي عادت الى تصدر المشهد الداخلي الدلالات الثقيلة لسياق خارجي ودولي بات طاغيا على معظم المواقف الخارجية المؤثرة حيال لبنان لجهة اتباع أسلوب الادانات القاسية والصارمة حيال الطبقة السياسية والرسمية عموما . واذا كان معظم المسؤولين والسياسيين اللبنانيين اعتادوا الاستهانة بهذا التراكم التصاعدي من الادانات التي تعكس نظرة دولية عارمة شديدة السلبية تجاه السياسيين والمسؤولين اللبنانيين، فان ذلك يشكل في اعتقاد أوساط ديبلوماسية منتهى التهور والجهل والاستخفاف بالتداعيات التي ستترتب تباعا على هذه الادانات ولو ان لبنان قد لا يحتل راهنا مرتبة متقدمة في أولويات الدول. ولم تكن مصادفة، في هذا السياق، ان تطلق الإدارة الأميركية امس موقفا سلبيا من قادة لبنان وتحصر طريق خروجه من ازمته باتفاق مع صندوق النقد الدولي بعد نحو أسبوع من اعلان بعثة الصندوق الى لبنان خلاصات شديدة السلبية حيال السياسات الداخلية في لبنان راهنا بما يعني ان كلفة التأخير او العجز او المماطلة المتعمدة في تلبية متطلبات المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد باتت تحت العين الأميركية خصوصا والدولية عموما كممر أساسي اجباري لدعم لبنان من عدمه في الكارثة التي يرزح تحتها .

 

اذ انه بعد أيام من زيارتها لبيروت، بادرت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف الى توجيه دعوة الى “اللبنانيين الى الإسراع بانتخاب رئيس جديد للبلاد”. واعتبرت “ان السياسيين في لبنان يفتقرون إلى الإحساس بضرورة الإسراع بإخراج البلاد من أزمتها”. وشددت على أن “لبنان ليس لديه مخرج آخر من أزمته سوى التوصل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي”. ورأت أن الاتفاق بين السعودية وإيران “قد يكون له تأثير مهدئ ونافع في لبنان وفي المنطقة كلها”.

 

كما ان السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو اكدت في سياق رعايتها احتفالا بإطلاق المرحلة الثانية من مشروع “شبكة” في الجامعة اليسوعية امس انه “يجب أن يتحمل المسؤولون اللبنانيون مسؤولياتهم، فالحلول معروفة، وهناك خطوات وإصلاحات عدة يجب اتخاذها. إن الأزمة الاقتصادية والمالية ليس من الصعب حلها، لكن تلزمها الإرادة السياسية”. وأضافت: “المطلوب سير عمل المؤسسات، فما يعيشه اللبناني أمر غير طبيعي. هناك شلل في المؤسسات وفراغ رئاسي وحكومة تصريف أعمال، وتنصل من المسؤولية”. وأكدت أن “التعافي ممكن في لبنان لكي لا تذهب جهودنا وجهودكم سدى”.

 

وتجدر الإشارة الى انه في اطار التحركات السياسية المتصلة بالاستحقاق الرئاسي افيد ان رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية سيقوم بزيارة لباريس ويلتقي اليوم باتريك دوريل مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى.

 

واكد مصدر فرنسي رفيع لـ”النهار” ان فرنجية سيلتقي الفريق الاستشاري الفرنسي للرئيس ماكرون . ووفق المصدر ان باريس حريصة ان يقدم فرنجية ضمانات انه اذا تم انتخابه رئيسا ينبغي الا يعطل عمل الحكومة الاصلاحية التي يقع عليها تنفيذ الاصلاحات لاخراج البلد من محنته والا يستخدم الثلث المعطل. ولكن المصادر نفسها تبقى حذرة جدا ازاء موقفه وتقديمه الضمانات فلدى الفريق الرئاسي الفرنسي خبرة واسعة بالوعود اللبنانية، ولكنها رغم ذلك تبحث عن مخرج بسرعة للفراغ في لبنان قبل التدهور التام لان الوضع في لبنان خطير جدا والرئيس ايمانويل ماكرون عازم على انقاذه قبل الانهيار التام.

 

اعتصامان… وتسوية؟

 

ولعل اللافت في الامر ان الإدانة الأميركية الجديدة جاءت على وقع احتدام التحركات المطلبية واشتداد الازمات الخدماتية التي بلغت حدودا غير مسبوقة في ازمة هيئة اوجيرو الى حدود التأهب لطلب تسليم القطاع الى الجيش وهو تطور غير مسبوق منذ بداية ازمة الانهيار المالي قبل اكثر من ثلاثة أعوام وينذر بتداعيات وتعقيدات كثيفة. وفي هذا المناخ نفّذ المجلس التنسيقي للمتقاعدين في القطاع العام اعتصاماً امس في ساحة رياض الصلح، بمشاركة كثيفة من رابطة قدامى القوات المسلحة اللبنانية ومختلف مجموعات العسكريين المتقاعدين دعماً لمطالبهم المعيشية، وسط انتشار أمني كثيف. وتمّ رفع لافتات تندّد وتدين المسؤولين عما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية الخانقة والكارثية والمصارف و#مصرف لبنان. وأجمعت كلمات عدد من المحتجين على “التنديد بالمسؤولين الفاسدين الذين سرقوا شعبهم ودمّروا البلد بكلّ مؤسساته وإداراته”، محذرين “السلطة من تمييع وتضييع قضيتهم المحقة وصولاً إلى تصعيد لا يُحمد عقباه”. وتوجه عدد من المحتجين الى أمام مصرف لبنان للتظاهر حيث حاول عدد من العسكريين المتقاعدين إزالة الأسلاك الشائكة في مواجهة فرقة مكافحة الشغب. وكانت مواجهات بين #الجيش اللبناني والمتقاعدين الذين التقى وفد منهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، حيث طلب منه اعتماد سعر 28500 ليرة للرواتب، أبلغهم انه بحاجة لموافقة الحكومة ووزير المال، واستمهل الوفد حتى يوم الاثنين.

وعلى وقع التحركات التي قام بها العسكريون #المتقاعدون، وفي ظل المطالبات النقابية بضرورة استمرار مصرف لبنان بدفع رواتب الموظفين والمتقاعدين والعسكريين في القطاع العام والاساتذة في التعليم الرسمي واساتذة الجامعة اللبنانية على سعر صيرفة 45 ألف ليرة للدولار، أكدت مصادر نقابية لـ”النهار” أن “المركزي” الذي كان سيعتمد سعر “صيرفة” الحالي أي 90 ألف لكل الرواتب، سيعيد النظر بالموضوع لتصبح الرواتب على سعر صيرفة 60 ألف ليرة لشهر آذار، في انتظار أن تبت الحكومة في أول جلسة تعقدها بالتعويض وإعطاء بدل إنتاجية للموظفين في القطاع العام والعسكريين وبدل نقل يصل إلى 5 ليترات يوميا، وراتبين أو 3 للمتقاعدين ليصل مجموعها إلى 5 أو 6 رواتب.

وعلى رغم التكتم والسرية الذي أحيط بإجتماع المجلس المركزي لمصرف لبنان أول من أمس، اكدت المصادر عينها أنه تمت مناقشة أثار اقتراح دفع الرواتب للقطاع العام على سعر صيرفة ما بين الـ60 أو 70 ألف ليرة لشهر آذار، بشكل تفصيلي على احتياطات مصرف لبنان، علما أنه كان ثمة معارضة للاقتراح داخل المجلس خصوصا وأن الدولة تحمل “المركزي” ما لا يمكن لأي مؤسسة أو قطاع تحمله، فيما هي في موقع المتفرج من دون أن تتخذ أي اجراءات يمكن أن يريح المالية العامة”.

في المقابل، أعلن وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم انه اتفق في اجتماع لجنة المؤشر امس على رفع الحدّ الادنى في القطاع الخاص الى 9 ملايين ليرة اي بزيادة 4 ملايين ونصف المليون، وبدل النقل سيصبح 250 الف ليرة عن كل يوم حضور، ورفع سقف المرض والامومة ضعفين، وهذه الزيادات ستكون خاضعة للمراجعات تبعاً لتقلبات سعر صرف الدولار لمراعاة العدالة في هذه المسألة.

 

التلويح بالجيش

 

وفي غضون ذلك استمر اضراب موظفي “اوجيرو” وكشف وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جوني القرم، أنه تشاور مع الرئيس نجيب ميقاتي صباحاً “وهو طلب منّي تدخل الجيش وأن نستلم قطاع “أوجيرو” بالكامل”. وقال: لا أقبل بأن يأخذ أحد المواطن كرهينة، فقطاع الانترنت هو أمر ضروي وأساسي لاستمرار الحياة وممنوع أي توقف. وافيد أن الجيش لم يتبلّغ بأي أمر يتعلّق بالتدخل في إضراب “أوجيرو” عدا ان الامر يحتاج الى طلب من مجلس الوزراء . وسيعقد اجتماع اليوم بين نقابة موظفي اوجيرو والوزير القرم علما ان المجلس التنفيذي لنقابة “أوجيرو” علق اجتماع طارئ، على كلام وزير الاتصالات بدعوة الجيش الى تسلُّم مراكز “أوجيرو”، فأعلن “ترحيبه بالجيش اللبناني حامي الوطن والقلعة الصامدة المنيعة”، مؤكداً أنّ “جميع المراكز والمكاتب هي بتصرّفه من المركز الرئيسي إلى آخر مركز على مساحة الوطن”. كما أكد المجلس” استمراره في الإضراب المفتوح واستعداده لمتابعة التفاوض حينما تهدأ النفوس”.

إلغاء مفاجئ

 

اما التطور البارز المفاجئ الذي اخترق هذه المناخات فتمثل في استباق وزير الاشغال العامة في حكومة تصريف الاعمال علي حميه امس جلسة لجنة الاشغال العامة والنقل النيابية واعلانه انه “على أثر الجدل القانوني الحاصل حول انشاء مبنى جديد في المطار وبالرغم من أهمية المشروع وبناءً على طلب “#حزب الله” الجهة التي اتشرف بتمثيلها في الحكومة اعلن بكل شجاعة عدم السير بالعقد وكأنه غير موجود”. وإذ اثار الإعلان عن الغاء هذه الصفقة المثيرة للشكوك في قانونية تمريرها كما كان مقررا لها ، التساؤلات حول دوافع الوزير و”حزب الله” من تمريره أولا بطريقة مخالفة للقوانين ومن ثم اضطراره تحت ضغط اعلامي وسياسي كثيف الى سحبه والغائه، عقدت لجنة الاشغال اجتماعها برئاسة النائب سجيع عطية، وحضور الوزير حمية وعدد كبير من النواب، وناقشت اللجنة موضوع تلزيم المبنى الجديد في المطار. واعلن عطية الخروج بتوصيات “والوزير بادر وألغى آلية تنفيذ المشروع انما سيكون خاضعا لاليات معينة ضمن مخطط توجيهي عام. فالمشروع لم يلغ وسيبحث في المجلس النيابي والحكومة الاصيلة في ما بعد رغم النية الحسنة لمعالي الوزير والذي بادر بعدة مرافق عامة، الى تحسين مدخول الدولة انما كشف النقاش عدة نقاط سواء لجهة أنها حكومة تصريف اعمال وليس هناك من عنصر منافسةولا رقابة مسبقة، أو لجهة ان الشفافية غير واضحة”. وأوضح ان “هذه المعطيات جعلتنا نخرج بتوصيات جديدة تؤسس لمرحلة بناء شراكة مع القطاع الخاص ومع الدولة بأسلوب علمي وتوصيف من ديوان المحاسبة، واهم التوصيات التي صدرت عن اللجنة: إلغاء هذا العقد ووقف السير بآلية التلزيم الحالية والعمل تحت سقف رأي هئية الشراء العام وديوان المحاسبة، وضع مخطط توجيهي عام للطيران المدني في لبنان، فك الحصرية للشركات الخاصة في لبنان، تعديل المادة 114من قانون الشراء العام وهي اربع سنوات، تفعيل مجلس الخصخصة وهناك قانون واضح لها، العمل على الرقابة المسبقة قبل اي تلزيم واتباع الشفافية المطلقة والمنافسة وفتح المجال امام عدة شركات بالتبريك وايداعنا عند انتهاء ديوان المحاسبة من دراسة الملف التوصيات اللازمة ليبنى على الشيء مقتضاه”.

*********************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

باريس تستدعي فرنجية… وفريقه الرئاسي “قلق” من التقارب الإيراني-السعودي

 

“صفعة” صفقة المطار: “حزب الله” يلحس توقيع وزيره!

مع كل “طلعة شمس” تتأكد المنظومة الحاكمة أنّ أرضية الدولة لم تعد أرضاً خصبة لزرع بذور الصفقات وقطف ثمار السمسرات بعيداً عن مساءلة الناس والإعلام الحر في البلد، وما إجهاض فضيحة صفقة توسعة المطار سوى صفعة جديدة في هذا الإطار سارع “حزب الله” إلى احتوائها بعد افتضاح أمرها بشكل فاقع أمام الرأي العام الداخلي والخارجي، فعمل على تداركها وتطويق ذيولها بأن بادر إلى “لحس” توقيع وزيره علي حمية عن عقد التراضي دافعاً إياه إلى الخروج بمؤتمر صحافي ليعلن بلسانه: “بناءً على طلب من الجهة التي أتشرف في تمثيلها في الحكومة اللبنانية وهي “حزب الله”، وحسماً للاختلاف الحاصل والجدل الحاصل أعلنها وبكل شجاعة عدم السير بالعقد واعتباره وكأنه غير موجود”.

فبعدما فاحت روائح الفساد من هذه “الصفقة”، رأت مصادر مواكبة للقضية أنّ “حزب الله” لم يجد أمامه سوى المسارعة إلى انتشال نفسه من مستنقع الشبهات الذي أغرقه به حمية، عبر إجباره على إلغاء الصفقة بعد أقل من أسبوع على تفاخره بإنجازها “بالتراضي” من خارج إطار قانون الشراء العام، داعيةً إلى مواصلة الضغط “لإعادة النظر فوراً في صفقات أخرى كان قد مررها الوزير نفسه بالتراضي وأبرزها في مرفأ بيروت”.

 

أما على المستوى الخارجي، فعلّقت مصادر ديبلوماسية دولية على هذه الفضيحة، بالإعراب عن أسفها لحجم الترهل الحاصل في إدارة شؤون الدولة اللبنانية، مبديةً استغرابها لكيفية “إبرام عقد بهذه الخطورة وإلغائه بهذه البساطة” بوصفه مؤشراً إن دلّ على شيء فعلى تكريس وتعميق حالة “انعدام الثقة الدولية بشفافية المسؤولين في السلطة اللبنانية”.

وتزامناً، برز أمس تشديد الولايات المتحدة على أنّ “لبنان ليس لديه مخرج آخر من أزمته سوى التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي” حسبما أكدت مساعدة وزير الخارجية الأميركي باربارا ليف، بالتوازي مع تجديد الخارجية الأميركية دعوتها الأفرقاء اللبنانيين إلى “الإسراع في انتخاب رئيس جديد للبلاد”.

وعلى المقلب الفرنسي من الأزمة الرئاسية، استرعى الانتباه أمس استدعاء باريس لمرشح “الثنائي الشيعي” رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية إثر اتصال عاجل ورده من المسؤول عن الملف اللبناني في الإليزيه باتريك دوريل دعاه خلاله إلى زيارة فرنسا اليوم للتشاور في مستجدات الموقف من الاستحقاق الرئاسي.

وأوضح مصدر مطلع على مستجدات الحراك الرئاسي أنّ “السبب الرئيس الذي جعل فرنجية يتريث في عقد مؤتمر صحافي لإعلان ترشيحه وبرنامجه للرئاسة، هو التوجّس المتعاظم لديه من أن تؤدي المعادلات الإقليمية التي تصاغ راهناً إلى تراجع “حزب الله” عن دعم ترشيحه في حال ثبت له أنّ هذا الترشيح لم يعد يتماشى مع ضرورات التقارب الإيراني مع المملكة العربية السعودية”.

وأوضح المصدر أنّ ما تواتر من معلومات ومعطيات في هذا السياق يشي بأنّ “هناك إنطلاقة إيرانية جدّية باتجاه محاولة تصفير الأزمات مع الرياض في المنطقة بدءاً من اليمن، الأمر الذي سينسحب بطبيعة الحال على سائر ملفات الإقليم ومن ضمنها الملف اللبناني”، كاشفاً أنّ “فريق العمل المحيط برئيس “تيار المردة”، والذي يخوض معركته الرئاسية، تبدو حالة الترقب جلية عليه في الآونة الأخيرة تحت وطأة القلق المتزايد من انعكاس الاتفاق الإيراني – السعودي على موقف “حزب الله” الرئاسي، ربطاً بالقناعة بأنه إذا تم الذهاب إلى تسوية شاملة تحت سقف هذا الاتفاق، فحينها لن تسمح طهران بأن تجعل من ملف الرئاسة اللبناني سبباً لإعادة توتير العلاقة مع السعودية التي صار واضحاً أنها لن تتخلى عن موقفها المبدئي وكلمتها الوازنة في هذا الاستحقاق”.

 

**********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

إضراب موظفي «هيئة الاتصالات» يهدد بعزل لبنان عن العالم

جدد الإضراب المتواصل لعمال وموظفي هيئة الاتصالات اللبنانية «أوجيرو» التحذيرات من عزلة لبنان عن العالم، بعد تراكم أزمات هذا القطاع، الذي يعاني نقصاً بمادة المازوت وتراجع القدرة على تأمين قطع الصيانة والخدمات الأخرى.

و«أوجيرو» هي الهيئة المشغلة للاتصالات الأرضية في لبنان والتزوّد بالإنترنت. ودخل موظفو الهيئة في إضرابهم الثاني، بعد إضراب مماثل في أغسطس (آب) الماضي، انتهى بتسوية أعطت الموظفين بعضاً من مطالبهم. ويستمر إضرابهم هذه المرة منذ نحو أسبوع، بموازاة توقف سنترالات تزود المناطق بالإنترنت، وإحجام بعض الموظفين عن تغذية السنترالات الرئيسية بالمازوت لتوليد الكهرباء، رغم الوساطات التي انطلقت لتسوية بين الوزارة والموظفين. ومضى الموظفون في «أوجيرو» في خطوات تصعيدية؛ حيث أعلنت نقابتهم، الأسبوع الماضي، أنها لن تبادر إلى تصليح الأعطال التي طرأت على 7 سنترالات باتت متوقفة عن العمل، وهو ما أثار استياء وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم، في ظل مفاوضات بين الوزارة والموظفين.

 

وجدد القرم أمس تأكيده أن أي قرار يتعلّق بشؤون الموظفين، سواء أكان إيجابياً أم سلبياً، أو يصبّ لمصلحتهم أم لا، أو أي قرار مالي بالصرف والقبض، ليس من صلاحيته كوزير، إنما هذه أمور مناطة بمجلس الوزراء. كما جدد التأكيد أنه يتفهم هموم موظفي هيئة «أوجيرو» ويعي أحقية مطالبهم، وشدد على أنَّه «يلعب دوره كوسيط بين النقابة والمسؤولين المخولين اتخاذ القرارات، وهو يسعى بكافة الوسائل المتاحة أمامه، التي يسمح بها القانون، إلى نقل طلبات وهموم الموظفين إلى سلطة القرار. من هنا يدعو مجلس الوزراء إلى عقد جلسة طارئة، وعلى جدول أعمالها ملف موظفي هيئة «أوجيرو».

وأكد القرم أن الحوار هو «الباب الأفضل لسلوك طريق الحل»، ودعا نقابة موظفي «أوجيرو» إلى فكّ الإضراب والعودة إلى لغة الحوار خدمةً لقطاع الاتصالات وللقطاعات كافة. وتقر وزارة الاتصالات بأن مطالب الموظفين محقة، كونهم يعانون كما يعاني أي موظف أو مواطن من جراء الأزمة الاقتصادية والمعيشية والمالية التي يمرّ بها لبنان، وخاصة القطاع العام.

لكن يبدو أن المفاوضات بين الوزير والموظفين وصلت إلى طريق مسدودة، وقال الوزير في تصريح إذاعي أمس: «تشاورت صباحاً مع الرئيس نجيب ميقاتي، وهو طلب منّي تدخل الجيش وأن نستلم قطاع (أوجيرو) بالكامل».

وقالت «الوكالة الوطنية للإعلام» إن حالاً من الغضب والاستنكار «سادت أجواء المستخدمين والعاملين في هيئة (أوجيرو)، على خلفية تصريح لوزير الاتصالات عن تدخل الجيش لكسر إضراب العاملين في (أوجيرو)»، واعتبر هؤلاء أن هذا الأمر «يؤكد مرة أخرى تنصل وزير الوصاية من تحمل مسؤولياته». وقالوا إن «لهم كامل الثقة في حكمة قيادة الجيش التي لم تكن إلا إلى جانب الحقوق، سواء أكانت للعسكريين أم للمدنيين».

من جهته، أعلن المجلس التنفيذي لنقابة «أوجيرو» في بيان «ترحيبه بالجيش اللبناني، حامي الوطن والقلعة الصامدة المنيعة. وجميع المراكز والمكاتب هي بتصرّفه من المركز الرئيسي إلى آخر مركز على مساحة الوطن».

وأكّد «الاستمرار بالإضراب المفتوح والاستعداد لمتابعة التفاوض حينما تهدأ النفوس».

 

وبموازاة أزمة إضراب الموظفين، تتسع أزمة انقطاع الإنترنت إلى المناطق، بسبب نفاد المازوت. وكان مدير عام هيئة «أوجيرو» عماد كريديّة، قال في تصريح سابق إن منع الدولة هيئة أوجيرو منذ العام 2019 من القيام بالصيانات اللازمة، أدى للوصول إلى هذه المرحلة. وأشار إلى عجز عن شراء المازوت وإجراء صيانة للمعدات.

*********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

سخونة في الملف الرئاسي .. ولبنان يحاول إلتقاط الإشارة

 

الإقتناع المكتسب من مسار الاتفاق السعودي ـ الايراني بأنّ لبنان «آخراً» لم يَحجب تفعيل «الانتانات» السياسية لالتقاط إشارات من قنوات ذات شأن وفاعلة في أذرعه، اذ تبين خلال الـ ٤٨ ساعة الماضية، وخصوصاً بعد الاتصال بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وما رافقه من اخبار ومعلومات معظمها غير دقيق، انّ رياحاً ساخنة لفحت الملف الرئاسي. فالسفير السعودي وليد البخاري غادر صباح امس الى الرياض فيما رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية وصل الى باريس مساء وستكون له اليوم لقاءات في قصر الاليزيه.

 

في معلومات لـ»الجمهورية» من مصادر مطلعة بقوة على الملف انّ النقاش لم يعد محصورا في ما اذا كان هناك «فيتو» سعودي على اسم رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية من عدمه، إنما في توقيت التسوية وشروطها، والتي ستكون محصورة بطرفي الاتفاق السعودي ـ الايراني وحلفائهما، وليس بأي جهة او جهات اخرى تعمل على خطوط تقارب مصالحها الشخصية.

 

واكدت هذه المصادر انّ زيارة فرنجية لفرنسا قد لا تحقّق اي خرق وفيها مصلحة لباريس اكثر منها الى فرنجية نفسه المُرتاح جداً الى الموقف الفرنسي، غير انه مقتنع تماما بأنّ الرضى السعودي هو ممر إلزامي لقبوله بالمهمة الرئاسية، وقد وصلته الاجواء التي تؤكد انّ المملكة العربية السعودية لا تضع «فيتو» عليه ولم تشطب اسمه إنما تصرّ على تقوية ورقة المواصفات حتى يعزف اصحابها أنفسهم او يعملوا على التأهّل لها. ورأت «ان الحل لا يزال بعيداً، وقد ينبت العشب قبله لكنّ حظوظ فرنجية عادت الى واجهة الرصد، وانّ الوقت، كما التطورات، كفيلان بتغيير مسار الاحداث»… واضافت المصادر «ان الفرنسي يغنّي على ليلاه ويطرح افكاراً لكن الكلمة ستكون للاتفاق السعودي ـ الايراني».

 

فرنجية في باريس وكان فرنجية قد وصل الى باريس مساء، في وقت عاد منها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وسيزور فرنجية قصر الاليزيه اليوم للقاء مستشار الرئيس الفرنسي ومسؤول خلية الأزمة الخاصة بلبنان باتريك دوريل. وقالت مصادر سياسية ان العاصمة الفرنسية ستشهد لقاءات أخرى تَلي زيارتي فرنجية وجنبلاط المعلن عنهما بعد ان زارها مسؤولون آخرون من مختلف الأطراف. وكان فرنجية قد التقى امس في بنشعي سفير روسيا في لبنان ألكسندر روداكوف، يرافقه الوزير المفوّض في السفارة مكسيم رومانوف، والسّكرتير الأول إيفان ميدفيدسكي، وحضر اللقاء النّائب طوني فرنجية وأنطوان مرعب، وكان بحث شامل في مجمل القضايا الرّاهنة والتطوّرات على السّاحتَين المحليّة والإقليميّة.

الموقف الأميركي في غضون ذلك دعت وزارة الخارجية الأميركية اللبنانيين الى الإسراع بانتخاب رئيس جديد للبلاد. وأكّدت مساعدة وزير الخارجية الأميركي باربارا ليف لشؤون الشرق الأدنى، أنّ «لبنان ليس لديه مخرج آخر من أزمته، سوى التوصّل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي»، لافتة إلى أنّ «قادة لبنان يفتقرون إلى الإحساس بضرورة الإسراع بإخراج البلاد من أزمتها». وقال: «شدّدتُ في بيروت على الحاجة لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة ذات صلاحيات كاملة، وتنفيذ إصلاحات اقتصادية لإعادة لبنان إلى طريق الانتعاش»، موضحة أنّ «مساعدة اللبنانيين في أوقات الأزمات أولوية بالنسبة إلينا»، مشددة على «أنني آمل أن ينعكس التقارب السعودي ـ الإيراني إيجاباً على لبنان، وأيّ خفض للتوترات بين لاعبين إقليمين كبيرين، وأي شيء يؤمّن هدنة للتصعيد المستمر منذ سنوات هو شيء عظيم». وكانت ليف قد زارت لبنان الاسبوع الماضي، والتقت رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب، وعدداً من المسؤولين الآخرين والنواب.

 

موفد قطري وفي سياق الحراك العربي والدولي في اتجاه لبنان أكدت مصادر ديبلوماسية وحكومية أمس انّ وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد عبد العزيز الخليفي سيزور لبنان الاثنين المقبل للقاء بري وميقاتي وبوحبيب، ووقد أعدّت له مجموعة لقاءات مع آخرين.

 

وقالت هذه المصادر انّ الزيارة أُرجئت أسبوعاً بسبب الترتيبات الحكومية في قطر التي انتهت الى قرار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بتعيين الخليفي في منصبه الجديد، بعدما كان يشغل منصب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإقليمية.

 

موقف فرنسي وفي هذه الاثناء قالت السفيرة الفرنسية ان غريو، خلال إطلاق المرحلة الثانية من مشروع «شبكة» SHABAKE في الجامعة اليسوعية، انّ «على اللبنانيين التفكير معاً للمضي قدماً والخروج من هذه الأزمة، فمن المهم أن تفكروا في استدامة عملكم، فالنهوض بأي بلد يتطلب مشاركة المجتمع المدني والدولة». وشددت على أنه «يجب أن يتحمل المسؤولون اللبنانيون مسؤولياتهم، فالحلول معروفة، وهناك خطوات وإصلاحات عدة يجب اتخاذها. إنّ الأزمة الاقتصادية والمالية ليس من الصعب حلها، لكن تلزمها الإرادة السياسية. والمطلوب سير عمل المؤسسات، فما يعيشه اللبناني أمر غير طبيعي. هناك شلل في المؤسسات وفراغ رئاسي وحكومة تصريف أعمال، وتَنصّل من المسؤولية».

 

ميقاتي عاتب من جهة ثانية، وعلى خلفية القرار بتمديد العمل بالتوقيت الشتوي الذي تم التراجع عنه، كشفَ قريبون من الرئيس نجيب ميقاتي ان لديه نوعاً من العتب على الرئيس نبيه بري. ووفق هؤلاء، يشعر ميقاتي انّ بري «زادها بعض الشيء» في «المَونة» عليه، مشيرين الى انّ طريقة طلب تأجيل اعتماد التوقيت الصيفي أمام الإعلام أحرجَت ميقاتي وأعطت انطباعا غبر دقيق حول طبيعة العلاقة بينه وبين رئيس المجلس.

واكد القريبون من ميقاتي انه «متعاون الى أبعد الحدود مع بري على قاعدة ضرورة تعزيز التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، خصوصاً في هذه المرحلة الصعبة، وهو حريص على استمرار هذا التعاون ولكن مع وجوب الاخذ في الحسبان انه اذا «كان حبيبك عسل ما تاكلو كلو».

 

مجلس وزراء وفي هذه الاجواء علمت «الجمهورية» ان ميقاتي الموجود في المملكة العربية السعودية حيث يؤدي مناسك حُجّة العمرة مع عائلته، أوعَز الى الامانة العامة لمجلس الوزراء ومستشاريه التحضير للدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء مطلع الأسبوع المقبل للبحث في ما تم تأجيله من بنود تتصل بواقع القطاع العام، واعادة النظر في الرواتب والحد الادنى للأجور وتعويضات النقل واحتساب الرواتب على اي سعر لمنصة «صيرفة» خاص بموظفي القطاع العام، عدا عن المساعدات المدرسية والطبية والحوافز الخاصة بالقطاعات. وعلم انّ وزيرين على الأقل طلبا جلسة عاجلة للمجلس، هما وزير الاتصالات جوني القرم والمال يوسف الخليل، للنظر في مطالب قطاعات خاصة بهما.

 

الحوار البَيني وفي المواقف أعربت كتلة «الوفاء للمقاومة»، بعد اجتماعها الدوري امس برئاسة النائب محمد رعد، عن «أسفها المرير وشجبها لِتوسّل بعض ذوي الشأن العام في لبنان، خطاب التحريض والتعبئة الطائفية المقيتة في سياق اعتراضهم على إجراءات أو سياسات بعض المسؤولين». وقالت «إنّ الحوار البَيني أو الوطني الموضوعي والهادئ هو السبيل لتصويب المواقف والأداء، فيما الصخب ونفث الكراهية والأحقاد لا يُفضيان إلا إلى التوتر وتعقيد الأمور ومفاقمة الأزمات». وأبدَت «شكوكاً صريحة وواقعيّة إزاء الجهوزيّة المطلوبة لإنجاز الانتخابات البلدية والاختياريّة وفق القواعد والضوابط الضامنة لنجاحها وسلامتها في المرحلة الراهنة، ودعت حكومة تصريف الأعمال إلى تحمّل مسؤولياتها بجرأة تتطلبها الظروف الاستثنائيّة الراهنة التي تمرّ بها البلاد، والتي تفرض التنبّه والحذر من تداعيات أي خطوة ناقصة إزاء استحقاق الانتخابات البلديّة والاختياريّة أو غيره. وقدّرت الكتلة «التزام وزير الأشغال العامة والنقل موقف «حزب الله» وكتلة «الوفاء للمقاومة» لجهة حسم الجدل حول الاتفاق الذي جرى التوصّل إليه من أجل توسعة المطار في العاصمة بيروت، عبر إعلانه عدم السير بصيغته واعتباره كأنّه لم يكن».

إجتماع الناقورة وعلى الصعيد الجنوبي، ترأس رئيس بعثة «اليونيفيل» وقائدها العام اللواء أرولدو لازارو امس اجتماعاً ثلاثياً عادياً في الناقورة. وأفاد بيان لـ«اليونيفيل» انه «في سياق الأحداث الأخيرة على طول الخط الأزرق، حثّ اللواء لاثارو الأطراف على مواصلة تنسيق الأنشطة بالقرب من الخط الأزرق مع اليونيفيل مسبقاً، وتجنّب الإجراءات التي يمكن أن تصعد الوضع وتزيد التوتر». وأشار إلى أنّ بعض «الأنشطة، مثل توجيه الأسلحة وإطلاق الذخيرة الحية وتوجيه أضواء الليزر وإلقاء الحجارة، استمرّت جميعها على رغم من طلباتي المتكررة لإتحاذ إجراءات حيالها». وأشار إلى أن «عدم وضوح الخط الأزرق بين العلامات ساهمَ في التوتر». وقال: «مشروع تعليم الخط الأزرق، الذي بدأ في عام 2007، يُسهم في توضيح مسار الخط الأزرق. ووضوح المسار الدقيق للخط الأزرق يتحدد من خلال نشر أصول اليونيفيل». وأفادت مديرية التوجيه في قيادة الجيش «ان الجانب اللبناني تطرّق خلال الاجتماع إلى الخروقات الإسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً، ودعا الأمم المتحدة الى ممارسة أقصى قدر من الضغط على العدو الإسرائيلي لوقف تعدياته. كما أعاد الجانب اللبناني تأكيد التزام لبنان بالقرارات الدولية، لا سيما القرار 1701 ومندرجاته كافة، مشدداً على ضرورة انسحاب العدو الإسرائيلي من جميع الأراضي اللبنانية المحتلة، وتحديداً مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وخراج بلدة الماري حيث التمدد العمراني لبلدة الغجر، والمناطق التي يتحفّظ فيها لبنان على خط الانسحاب (13 منطقة)، والمناطق التي يوجد فيها خرق دائم لخط الانسحاب (17 منطقة). وشدد على «إزالة الجدار الإسمنتي الذي أقامه العدو الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية عند المدخل الشمالي لنفق سكة الحديد بين لبنان وفلسطين المحتلة».

 

إضراب «أوجيرو» وشهد قطاع الاتصالات وشبكات الانترنت تراجعاً سيئاً في الخدمات، ما أثّر في اعمال كثير من المؤسسسات العامة والمرافق والمصالح جرّاء اضراب المستخدمين والعمال في هيئة «اوجيرو»، الذين سادت أجواؤهم حال من الغضب والاستنكار على خلفية اعلان وزير الاتصالات جوني القرم طلب تدخّل الجيش اللبناني لكسر إضرابهم، معتبرين انّ هذا الامر «يؤكد مرة اخرى تَنصّل وزير الوصاية من تحمل مسؤولياته». ولفتوا الى «انّ لهم كامل الثقة في حكمة قيادة الجيش التي لم تكن الّا الى جانب الحقوق، سواء كانت للعسكريين ام للمدنيين». ودعا القرم، في بيان لمكتبه الاعلامي أوضَح فيه «انّ أيّ قرار يتعلّق بشؤون الموظفين سواء كان إيجابياً أو سلبياً، او يصبّ لمصلحتهم او لا، او أي قرار مالي بالصرف والقبض، ليس من صلاحيته كوزير، انما هذه امور مناطة بمجلس الوزراء». وشدّد على «أن الحوار هو الباب الأفضل لسلوك طريق الحل، ومن هنا يدعو نقابة موظفي هيئة «اوجيرو» الى فكّ الاضراب والعودة الى لغة الحوار خدمةً لقطاع الاتصالات وللقطاعات كافة».

 

القطاع الخاص من جهة اخرى أعلن وزير العمل مصطفى بيرم أنه اتفق في لجنة المؤشر امس على «رفع الحد الأدنى في القطاع الخاص إلى 9 ملايين ليرة أي بزيادة 4 ملايين ونصف مليون، وبدل النقل سيصبح 250 ألف ليرة عن كل يوم حضور، ورَفع سقف المرض والأمومة ضعفين. وهذه الزيادات ستكون خاضعة للمراجعات تبعاً لتقلبات سعر صرف الدولار لمراعاة العدالة في هذه المسألة».

مساعدات أوروبية أوروبيّاً، أعلن مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز لينارتشيتش، الذي زار لبنان امس والتقى رئيس مجلس النواب، «تقديم 60 مليون يورو كمساعدات إنسانية للفئات الأكثر ضعفاً في البلاد، بمَن فيهم اللاجئون السوريون واللبنانيون المعوزون». وأكد في بيان أنّ «لبنان يواجه أزمات متعددة تُعَرّض عدداً متزايداً من الأشخاص للخطر، كما يستضيف حوالى 1.5 مليون لاجئ سوري، وهو أعلى عدد من اللاجئين للفرد في العالم. ولن يتخلى الاتحاد الأوروبي عن المحتاجين، ونحن نواصل دعم اللاجئين والمجتمعات المحلية الأكثر ضعفاً. ومع ذلك، يجب معالجة جذور الأزمات السياسية والاقتصادية في أقرب وقت ممكن، فالمساعدات الإنسانية ضرورية لضحايا الأزمات المتعددة في لبنان، لكنها ليست حلاً للتحديات الكامنة». وقال: «في الوقت الراهن، يحتاج نحو أربعة ملايين شخص، من بينهم 1.5 مليون نازح سوري و2.2 مليون لبناني من الفئات الضعيفة، إلى مساعدات إنسانية». وذكر أنّ «في 14-15 حزيران 2023، سيستضيف الاتحاد الأوروبي مؤتمر بروكسل السابع حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة، وسيكون من الأهمية بمكان ضمان استجابة مُجدية في لبنان».

*********************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

انتفاضة القطاع العام: إنقاذ الدولة بإنقاذ الرواتب!

 

واشنطن تكرّر: لا خروج من الأزمة إلا عبر صندوق النقد.. وفرنجية يلتقي مستشار ماكرون اليوم

يوم غاضب في لبنان، لم يرتقِ بعد الى الأيام الباريسية، لكن القاسم المشترك بين سنوات المحن اللبنانية العجاف منذ 17 (ت1) 2019 لتاريخه وأسابيع الغضب الفرنسية هو أن القطاع العام، اي موظفي الدولة ينتفضون في لبنان للمطالبة بالتعويض عن الجزء اليسير من رواتبهم التي هبطت بضربات متتالية خلال السنوات الخمس الماضية، بما يعادل اكثر من 50 ضعفاً وتراجع سعر صرف الليرة 70 ضعفاً، وفي فرنسا رفضاً لرفع سن التقاعد من 62 عاماً الى 64 عاماً، والأسباب في البلدين الأزمات المالية والتي فاقت التصور في لبنان.

 

في يوم الغضب اللبناني، رفع العسكريون المتقاعدون مع اساتذة الجامعة المتقاعدين، وروابط الموظفين المتضررين من قبض رواتبهم على سعر صيرفة 90000 ليرة شعارات المطالبة ويافطات المآسي التي يعانون منها، لدرجة ان احد العسكريين المتقاعدين صرخ بوجه السلطات القائمة، مبلغاً اياها ان راتبه المضاعف ثلاث مرات، لا يكاد يساوي اربعين دولارا.

 

الواقعة كانت امام مصرف لبنان، حيث تمكن المحتجون من رفع العلم اللبناني عند مدخله، قبل ان يجتمع فريق من الضباط المتقاعدين، وممثلين لسائر القطاعات مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وطالبوه بتحويل الرواتب والسماح بقبضها على سعر صيرفة 28500 ليرة كما كان عليه الحال عندما اقرت المساعدتين الاضافيتين على الرواتب.

 

الحاكم الذي بدا محرجاً، وغير قادر على مجابهة الموقف، لم يُبدِ اعتراضاً قوياً لكنه اعتبر ان موافقته لا تكفي، فهو يريد غطاء من الحكومة ووزير المالية يقضي بالموافقة على سداد الفارق ما بين سعر صيرفة على الـ90000 الفاً وما يتم الاتفاق عليه، ويكون مقبولاً بدءاً من 30 ألفاً للدولار وصولاً الى 45 الفاً او خمسين على ابعد احتمال، وفقاً لمسار التفاوض ونتائجه.

 

نصَّ التحرك، بعد اعلان الاتفاق على عدم قبض الرواتب والمعاشات لا بالنسبة للموظفين في الأسلاك العسكرية والتعليمية والإدارية، ولا بالنسبة لسائر موظفي الدولة السابقين في الأسلاك التعليمية والدبلوماسية والعسكرية والإدارية، وبالتالي انتظار الاثنين المقبل في 3 نيسان لتكون الدولة (الحكومة + وزارة المال + مصرف لبنان) حسمت امرها، واستجابت لمطالب القطاع العام بموظفيه ومتقاعديه.

 

وحسب المطلعين، فان انتفاضة «القطاع العام» تمهد لانقاذ الدولة، أو دولة الرعاية، عبر انقاذ الرواتب المتآكلة والمتهالكة.

 

وعلى وقع هذه الوقائع المؤلمة، بقيت الأنظار تتجه الى الحراك الداخلي، بعد هدوء عواصف ساعة «الشتاء والصيف» والعنف الكلامي بين نواب من اتجاهات متخاصمة في اللجان النيابية، لكن هذا الحراك بات شبه مرهون بالكامل الى معطيات حلقات الاتصال المستمرة بين العواصم المعنية بالمنطقة ولبنان من فرنسا الى المملكة العربية السعودية وسائر الدول ذات التأثير.

 

واعربت مصادر سياسية عن اعتقادها انه بالرغم من الجمود الذي يلف الانتخابات الرئاسية بالداخل اللبناني،وغياب اي مؤشرات توحي بتحقيق اختراق ما، يؤدي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية في وقت قريب،ترددت معلومات ديبلوماسية عن حركة اتصالات ولقاءات ناشطة محورها العاصمة الفرنسية واكثر من دولة عربية واقليمية،تهدف إلى جوجلة اسماء مرشحي الرئاسة المطروحين،لاختيار المرشح الذي تنطبق عليه المواصفات التي تحدث عنها سفراء دول اللقاء الخماسي الذي عقد في باريس منذ شهرين تقريبا،وتم ابلاغ نتائجه إلى المسؤولين والسياسيين اللبنانيين .

 

وكشفت المصادر ان عدد المرشحين الرئاسيين المطروحين، تقلص إلى حدود الثلاثة ، وتم التقاء اثنان منهما، بعيدا من الاضواء،للإستفسار عن رؤيتهما للمرحلة المقبلة في حال تم انتخاب اي منهما للرئاسة.

 

وفي تحديدها لمعنى المواصفات المطلوبة برئيس الجمهورية، قالت المصادر ان يكون قادرا على جمع اللبنانيين من حوله وعلى مسافة واحدة من الجميع،وعلى علاقه جيدة مع الدول العربية الشقيقة وتحديدا دول الخليج العربي، وان يتمتع بعلاقات مماثلة مع دول الغرب والولايات المتحدة الأمريكية،ويكون قادرا على التحادث مع الجهات الدولية المانحة للمساعدات،كي يتمكن من الحصول على المساعدات اللازمة لحل الازمة المالية والاقتصادية الصعبة التي يواجهها لبنان حاليا.

 

واشارت المصادر إلى ان تحديد اسم المرشح الرئاسي الذي سيتم طرحه في اطار التسوية التي تجمع الاطراف السياسيين، في النهاية بعد المباشرة بتنفيذ الاتفاق السعودي الايراني سيكون بديلا عن الأسماء المطروحة ،والتي يسمى بعضها بالمرشحين الاستفزازين .

 

من جهة ثانية، نفت المصادر علمها بما اعلنه وئام وهاب عن بدء تنفيذ مفاعيل الاتفاق بإغلاق عدد من القنوات الفضائية التابعة للحوثيين والمعارضة السعودية التي تبث من الضاحية الجنوبية بحماية حزب الله وقالت ان هذه الاقنية تواصل بثها كالمعتاد.

 

وفي أول تحرك معلن له، يزور المرشح الرئاسي النائب السابق سليمان فرنجية باريس اليوم للقاء المستشار الرئاسي الفرنسي لشمال افريقيا والشرق الاوسط باتريك دوريل، والذي يتابع موضوع الرئاسة في لبنان.

 

أميركياً، قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي، لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، الخميس، إن الإدارة الأميركية، تبقى مركزة على مصالحها الدائمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

 

وكشفت خلال مؤتمر صحفي بالهاتف، إنها أكدت خلال زيارتها لبعض بلدان المنطقة على ضرورة خفض تصعيد الصراعات ودعم قيم الديمقراطية والانتخابات وحقوق الإنسان.

 

بخصوص لبنان، شددت ليف على أن واشنطن ملتزمة بمساعدة الشعب وقالت «مساعدة اللبنانيين في أوقات الأزمات أولوية بالنسبة لنا».

 

ولفتت خلال حديثها إلى أن قادة لبنان «يفتقرون إلى الإحساس بضرورة الإسراع بإخراج البلاد من أزمتها».

 

وكشفت المسؤولة الأميركية أنها شددت خلال زيارتها لبيروت «وبإلحاح شديد» وفق تعبيرها، على الحاجة لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة تتمتع بصلاحيات كاملة وتنفيذ إصلاحات اقتصادية حاسمة لإعادة لبنان إلى طريق الانتعاش.

 

وقالت «نحث القادة اللبنانيين على تبني الشعور بالإلحاح الذي افتقدوه والشعور بالجدية واتخاذ القرارات والخطوات الحاسمة التي من شأنها أن تضع البلد على طريق الخروج من الأزمة الحالية غير المسبوقة».

 

وفي اطار التحركات العربية، يصل الى بيروت الاثنين وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد عبد العزيز الخليفي للاجتماع مع الرئيس ميقاتي وعدد من المسؤولين.

 

حمية: المشروع غير موجود

 

نيابياً، وفي تطور مفاجيء، اعلن وزير الأشغال في حكومة تصريف الاعمال علي حمية في تصريح له من مجلس النواب، بأنه «على الرغم من أهمية مشروع إنشاء المبنى الجديد للمسافرين في مطار بيروت الدولي، وعلى إثر الجدل القانوني الحاصل في البلد، ولأن الموضوع اتخذ منحاً غير المنحى والهدف الذي نبتغيه، وحسماً للاختلاف الحاصل في وجهات النظر، أعلنها وبكل شجاعة بعدم السير بالعقد واعتباره وكأنه غير موجود».

 

وكانت الهيئة الاستشارية في ديوان المحاسبة برئاسة القاضي محمد بدران قد تسلمت كتاباً من الوزير حميه مرفقاً بكتاب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، طلب عرض موضوع العقد الموقّع من وزير الأشغال العامة في شأن إنشاء مبنى جديد للركّاب المسافرين في مطار رفيق الحريري الدولي، وكذلك جميع العقود الموقّعة من الوزارة المشابهة والمماثلة والتي يرعاها قانون رسوم المطارات وتعديلاته، على ديوان المحاسبة لإبداء رأيه في شأنها، لا سيما حول طريقة التعاقد ومضمونها، وتعليق العمل بعقد إنشاء المبنى الجديد بإنتظار صدور رأي الديوان. وستبدي هيئة الاستشارات في الديوان رأيها خلال الأيام القليلة المقبلة في هذا العقد.

 

إذاً، كان من الطبيعي ان تشتد وتتفاقم حركة اعتراض موظفي الادارات الرسمية بمختلف مؤسساتها على الاهمال اللاحق بهم لا سيما المتقاعدين منهم، وشهدت بيروت امس حركة غاضبة للموظفين، فيما يستمر اضراب موظفي هيئة «اوجيرو» تاركاً الكثيرمن المدن والبلدات والقرى من دون هواتف وخدمة انترنت، عدا لمؤسسات العامة والخاصة على اختلافها.لكن بقيت المتابعات الرسمية للمطالب دون المستوى برغم الاعلان الدائم عن معالجات ستتم في مجلس الوزراء. لكن بعض الوزراء ابلغ «اللواء» انهم لم يتبلغوا حتى مساء امس اي دعوة لعقد الجلسة.

 

توافد معتصمون الى ساحة رياض الصلح في بيروت، منذ صباح امس الخميس، بدعوة من المجلس التنسيقي للمتقاعدين في القطاع العام، وبمشاركة كثيفة من تجمع «الولاء للوطن»، بالإضافة الى رابطة قدماء القوات المسلحة اللبنانية ومختلف مجموعات العسكريين المتقاعدين.

 

و طالب المعتصمون بالتراجع عن احتساب رواتب القطاع العام اساس سعر منصة «صيرفة»، أي 90000 ليرة، داعين للاحتساب على سعر 28500 ليرة.بينما تردد ان هناك اقتراحاً بأن تكون رواتب الموظفين على سعر بين 60 و70الف ليرة.

 

وتم رفع لافتات تُدين المسؤولين على ما آلت اليه الاوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية الخانقة، وسط انتشار امني كثيف للجيش والقوى الأمنية ومكافحة الشغب. وأجمعت كلمات عدد من المحتجين على «التنديد بالمسؤولين الفاسدين الذين سرقوا شعبهم ودمّروا البلد بكلّ مؤسساته وإداراته، محذرين السلطة من تمييع وتضييع قضيتهم المحقة وصولاً إلى تصعيد لا يُحمد عقباه. مطالبين بأن يكون سعر صيرفة على دولار 22 الف ليرة».

 

وانتقل المعتصمون ظهرا الى مصرف لبنان في شارع الحمراء، وحاول بعضهم تجاوز الاسلاك الشائكة التي تحيط بالمصرف لدخول باحته وتمكن عدد قليل منهم من الدخول لمقابلة الحاكم رياض سلامة.

 

ولاحقاً، افيد عن اجتماع بين وفد من العسكريين المتقاعدين وسلامة داخل مصرف لبنان، وطلب منه اعتماد سعر 28500 للرواتب، وهو قال لهم انه بحاجة لموافقة الحكومة … والوفد استمهل حتى يوم الاثنين.

 

وفي سياق رفض تسعيرة صيرفة للرواتب، أبدت الهيئة الإدارية لرابطة معلمي التعليم الأساسي تخوفها «من أن تصرف الرواتب على سعر صيرفة 90 ألف ليرة وما فوق، مما يعني تآكل القيمة الشرائية بشكل كامل والعودة الى الوضع الذي كنا عليه قبل اقرار الموازنة».

 

كما طالبت في بيان «الزملاء المعلمين في حال كان سعر صيرفة أكثر مما كان عليه الشهر المنصرم، بعدم سحب رواتبهم خلال عطلة نهاية الأسبوع والدعوة الى جمعيات عمومية في المدارس يوم الإثنين المقبل وأن يكون يوماً إدارياً فقط، والتصويت من خلال الجمعيات العمومية الحضورية في المدارس، إما التوقف عن الحضور الى المدرسة في الدوام الصباحي الثلاثاء والأربعاء ومتابعة المعالجة خلال الأسبوع المقبل وإما متابعة التدريس خلال شهر نيسان بمعدل 9 أيام متبقية للتدريس بهدف الإستفادة من بدل الإنتاجية».

 

وزير المال يحذر

 

وحول مطالب الموظفين، اكد وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل ان «انعقاد جلسة لمجلس الوزراء مخصصة للبت بمسودات مشاريع المراسيم التي رفعتها وزارة المالية بشأن تعويضات الإنتاجية وبدلات النقل لموظفي الإدارات والمؤسسات العامة والأسلاك العسكرية عن أيام العمل الفعلية الى غيرها من الشؤون اليومية الحياتية، وهو أمر بغاية الأهمية لإعادة العمل الى الإدارات العامة والمؤسسات بطريقة مستدامة.

 

وشدّد على أن «كل يوم يضيع من دون إعادة تفعيل العمل في القطاع العام يرّتب أعباء جمة ويدفع بالأوضاع إلى مزيد من التدهور»، مشيراً إلى أن «الانهيار إذا ما أصاب القطاع العام فذلك ينعكس حكماً عرقلة في بعض شؤون القطاع الخاص المرتبطة بالإدارة.

 

وختم: يقع لبنان اليوم على منعطف خطير: فإما الحفاظ على كيان دولة ومؤسسات قادرة على إدراة شؤون الدولة، أو أننا سنكون أمام مزيد من التدهور والانزلاق نحو المجهول.

 

الحد الأدنى

 

9 ملايين للقطاع الخاص

 

بالمقابل، كشف وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم إثراجتماع للجنة المؤشر بحضورقطاعات الانتاج والعمال، في اطار مواكبة معالجة رواتب واجور وبدل النقل للعاملين في القطاع الخاص، انه اتفق على رفع الحدّ الادنى في القطاع الخاص الى 9 ملايين ليرة اي بزيادة 4 ملايين ونصف المليون، وبدل النقل سيصبح 250 الف ليرة عن كل يوم حضور، ورفع سقف المرض والامومة ضعفين، وهذه الزيادات ستكون خاضعة للمراجعات تبعاً لتقلبات سعر صرف الدولار لمراعاة العدالة في هذه المسألة.

 

أضاف: سنحمل هذه المخارج سريعاً الى مجلس شورى الدولة، ثم الى اقرب جلسة لمجلس الوزراء لإقرارها سريعاً مع المراسيم السابقة من اجل تكريس الحق.

 

وقال:ان هناك اجتماعاً الاثنين المقبل للجنة الطوارئ في المرفق العام، وسأحمل هذه التوصية وسأضعها بين يدي رئيس مجلس الوزراء الوزراء لوضع المطالب الشاملة للقطاع العام على النار الحامية.

 

اضراب اوجيرو

 

وبالنسبة لإضراب موظفي اوجيرو، فقد تأثرت به مناطق كثيرة حيث افادت المعلومات ان ستة سنترالات فقط ستبقى في الخدمة وهي: راس بيروت، الجديدة، النهر، العدلية، المينا طرابلس ومينا الحصن.

 

اما السنترالات خارج الخدمة حتى الان، والتي سيعمل الانترنت فيها فقط حين يكون هناك كهرباء من شركة كهرباء لبنان، عرف منها:

 

– سنترال راس النبع.

 

– سنترال شتورا وستتأثر به مناطق: جب جنين، قرعون، قب الياس، خربت قنافار، صغبين، مشغرة، سحمر، كوكبة، عنجر، غزة، ينطى، برالياس، سعدنايل، زحلة، الفرزل، رياق، النبي شيت، بدنايل، شمسطار، بعلبك، الهرمل، علي النهري، كوسايا، المعلقة وتربل

 

– سنترال جل الديب وستتأثر به مناطق: جورة البلوط، برمانا، المنصورية، بيت مري، بعبدات، بكفيا، ضهور الشوير، بتغرين، المتين، عين طورا، ترشيش، المتن، الزعرور وبسكنتا.

 

– سنترال خلدة.

 

– سنترال المريجة.

 

– سنترال بعبدا

 

وتتأثر بالسنترالات الثلاثة الاخيرة مناطق واسعة من ساحل المتن الجنوبي وعاليه.

 

ونتيجة الاضراب وتوقف خدمات الانترنت، كشف وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جوني القرم، أنه تشاور مع  الرئيس نجيب ميقاتي صباحاً ، وقال: لقد طلب منّي تدخل الجيش وأن نستلم قطاع «أوجيرو» بالكامل.

 

وقال: لا أقبل بأن يأخذ أحد المواطن كرهينة، فقطاع الانترنت هو أمر ضروي وأساسي لاستمرار الحياة وممنوع أي توقف.

 

ودعا القرم مجلس الوزراء الى عقد جلسة طارئة وعلى جدول أعمالها ملف موظفي هيئة «أوجيرو».

 

وشدّد الوزير القرم على أن الحوار هو الباب الأفضل لسلوك طريق الحل، ودعا نقابة موظفي هيئة «أوجيرو» إلى فكّ الإضراب والعودة الى لغة الحوار خدمةً لقطاع الاتصالات وللقطاعات كافة.

 

وعلق المجلس التنفيذي لنقابة «أوجيرو» في بيان بعد اجتماع طارئ، على كلام وزير الاتصالات حول دعوة الجيش لتسلُّم مراكز «أوجيرو» معلنا «ترحيبه بالجيش اللبناني حامي الوطن والقلعة الصامدة المنيعة، مؤكداً أنّ جميع المراكز والمكاتب هي بتصرّفه من المركز الرئيسي إلى آخر مركز على مساحة الوطن».

 

كما أكد المجلس «استمراره بالإضراب المفتوح واستعداده لمتابعة التفاوض حينما تهدأ النفوس».

 

لكن «الوكالة الوطنية للاعلام» الرسمية، ذكرت ان حالة من الغضب والاستنكار تسود اجواء المستخدمين والعاملين في هيئة «اوجيرو»، على خلفية طلب تدخل الجيش لكسر اضراب العاملين في اوجيرو،  معتبرين ان هذا الامر يؤكد مرة اخرى «تنصل وزير الوصاية من تحمل مسؤولياته»، بحسب تعبيرهم.

 

وقالوا: ان لهم كامل الثقة في حكمة قيادة الجيش التي لم تكن الا الى جانب الحقوق سواء أكانت للعسكريين ام للمدنيين.

***********************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

باريس تشغل محركاتها الرئاسية وواشنطن توبّخ المسؤولين اللبنانيين

 

ماكرون يسعى لتليين الموقف السعودي وبري يراهن على «بوانتاج» الأصوات

 

 حزب الله يفكك «لغم» المطار والحكومة تلجأ «للعصا والجزرة» مع «اوجيرو» – ابراهيم ناصرالدين

 

عاد «الشارع» الى التحرك على خلفية الانهيار الاقتصادي المتمادي، فيما تتواصل الحلول «الترقيعية» المتنقلة بين وزارة العمل ، ووزارة الاتصالات، والمال، ومصرف لبنان، دون جدوى، ومجرد مسكنات لا «تثمن ولا تغني عن جوع». الحراك الرئاسي مغيب ولا شيء جديا في الداخل والخارج، فيما يبقى الرهان على الوقت محفوفا بالمخاطر في غياب اي ضمانات بنجاح «المظلة» الخارجية لابقاء لبنان في غرفة الانعاش وعدم السماح «بموته». وفي موقف اميركي لافت يؤكد عدم الرغبة في ممارسة ضغوط جدية للوصول الى تسوية جدية على الساحة اللبنانية، ووبخت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى بربرا ليف المسؤولين، واعتبرت ان قادة لبنان يفتقرون إلى الإحساس بضرورة الإسراع بإخراج البلاد من أزمتها. ودعتهم للإسراع بانتخاب رئيس جديد للبلاد. اقتصاديا، شددت ليف على أن لبنان ليس لديه مخرج آخر من أزمته سوى التوصل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي. ولم يفت المسؤولة الاميركية التاكيد بان الاتفاق بين السعودية وإيران قد يكون له تأثير مهدئ ونافع في لبنان وفي المنطقة كلها. هذا الكلام الاميركي بمثابة «رمي الكرة» في «ملعب» الآخرين ويعد تنصلا من المسؤولية عن المبادرة لوضع الازمة اللبنانية على سكة الحل، تقول مصادر ديبلوماسية، قارنت بين تدخل الادارة الاميركية المباشر والفاعل في الازمة الاسرائيلية، وتعاطيها «الباهت» مع الملف اللبناني، فيما التعويل على التقارب السعودي – الايراني يبقى مجرد تمنيات بغياب اي مؤشر يدل على ان الساحة اللبنانية كانت اصلا جزءا من التسوية. ولا شيء في الافق راهنا الا انتظار الاجوبة السعودية على اسئلة فرنسية سيحملها قريبا الرئيس ايمانويل ماكرون الى الرياض، بحسب ما ابلغ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط خلال زيارته الى باريس. وفي الانتظار، لا يزال رئيس مجلس النواب نبيه بري يبذل جهودا حثيثة وراء «الكواليس» لتأمين الـ65 صوتا لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي من المنتظر ان يلتقي اليوم في باريس مسؤول الملف اللبناني باتريك دوريل، ليدعو بري بعدها الى جلسة «احراج» الكتل الأخرى، فيما بلغت العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر مستوى «القطيعة» الكاملة بعد كلام باسيل الاخير.

 

لقاءات باريسية

 

في هذا الوقت، لا تزال باريس محور الاتصالات الرئاسية،وبعد ساعات على زيارة وفد الحزب التقدمي الاشتراكي، رجحت مصادر مطلعة، ان يزور رئيس تيار المردة سليمان فرنجية باريس اليوم للقاء مسؤول الملف اللبناني باتريك دوريل،ووفقا للمعلومات، تريد باريس استمزاج رايه كمرشح رئاسي طبيعي، في اكثر من موضوع، وملف، شائك على مستوى علاقات لبنان الخارجية،والملفات الاقتصادية الشائكة، كما سترى مدى امكانية تبني خطة «باء» في حال تعذر تسويقه لدى الاطراف الخارجية والداخلية. في هذا الوقت، لفتت مصادر مطلعة الى ان زيارة وفد الحزب التقدمي الاشتراكي الى باريس برئاسة وليد جنبلاط، لم تحدث اي خرق جدي في الملف الرئاسي، وكان الفرنسيون واضحين بعدم تمسكهم بالمقايضة بين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ونواف سلام، لكنهم طالبوا بافكار اخرى للتسوية، في غياب اي مقترحات جدية اقليميا او دوليا، واشاروا الى انهم يبحثون عن حلول قادرة على اختراق «جدار الازمة» لا مجرد «جس نبض» فات اوانه بسبب استفحال الازمة. وعلم في هذا السياق، ان الفرنسيين ابلغوا جنبلاط ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيعمل جاهدا للحصول على اجوبة سعودية على اسئلته خلال زيارته المرتقبة التي سيلتقي خلالها ولي العهد محمد بن سلمان. وحتى ذلك الوقت، الانتظار سيبقى سيد الموقف. ومن هنا تحدثت المصادر «الاشتراكية» عن مساع واتصالات مستمرة، وتجنبت الحديث عن إنجاز ما، رافضة التحدث عن حجم التقدّم الذي احرزته مساعي جنبلاط الخارجية والداخلية كي لا «تعرقل المساعي».

 

«بوانتاج» بري

 

في هذا الوقت، لا يزال رئيس مجلس النواب نبيه بري يجري «بوانتاج» نيابي بعيدا عن الاضواء لتامين الـ65صوتا لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وحتى الآن تشير مصادر مطلعة الى تامين 58نائبا مؤيدا، والاتصالات مستمرة، وحين يصل الى مبتغاه سيدعو فورا الى جلسة لانتخاب الرئيس كي يحرج الكتل المعارضة ويضعها امام مسؤولياتها. وباعتقاد تلك الاوساط فان تامين الـ86نائبا لتامين دستورية الجلسة يبقى اسهل من تامين الـ65 حتى الآن، فالقوى السياسية المعارضة او بعضها ستدخل عندها في تسوية حول ادارة السنوات الست المقبلة، ولن تبقى وراء تسوية تحظى بغطاء خارجي اقليمي ودولي.

 

«القطيعة» بين «التيار» والحزب

في هذا الوقت، علمت «الديار» ان العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر وصلت الى حدود «القطيعة» للمرة الاولى منذ اندلاع الازمة على خلفية الخلاف حول الانتخابات الرئاسية، وهذا التدهور جاء على خلفية تجاوز رئيس التيار النائب جبران باسيل كل «الخطوط الحمراء» والاصرار على التصعيد الكلامي العلني المجافي للحقائق، كما تقول اوساط مقربة من الحزب، وهو يتقصد مع كل ظهور اعلامي شن هجوم «ظالم» لاسباب باتت تطرح اكثر من علامة استفهام! ومن هنا، لا كلام ولا تواصل على كافة المستويات حاليا، والامور وصلت الى القطيعة التامة.

 

جلسة حكومية

 

وفيما اكد مستشار رئيس حكومة تصريف الاعمال الوزير السابق نقولا نحاس ان ميقاتي سيدعو إلى جلسة للحكومة الأسبوع المقبل، بعدما كان ألغى جلسة مجلس الوزراء التي دعا إليها الاثنين الماضي للبحث في بند واحد يتعلَّق بانعكاسات الأوضاع المالية والنقدية على الرواتب والأجور في كل القطاعات،اعتبر وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل ان «انعقاد جلسة لمجلس الوزراء مخصصة للبت بمسودات مشاريع المراسيم التي رفعتها وزارة المالية بشأن تعويضات الإنتاجية وبدلات النقل لموظفي الإدارات والمؤسسات العامة والأسلاك العسكرية عن أيام العمل الفعلية الى غيرها من الشؤون اليومية الحياتية، أمر بغاية الأهمية لإعادة العمل الى الإدارات العامة والمؤسسات بطريقة مستدامة».

 

احتجاجات ووعود؟

 

وعلى وقع الانهيار الاقتصادي المتمادي، وفيما تضاربت المعلومات حول احتساب رواتب الموظفين، في ظل استعداد «المركزي» لاعادة النظر باحتسابها على الـ90 الف ليرة على سعر صيرفة لتصبح ما بين الـ60 أو 70 ألف ليرة لشهر آذار، نفذ المجلس التنسيقي للمتقاعدين في القطاع العام اعتصاماً، صباحا في رياض الصلح، بمشاركة كثيفة من تجمّع «الولاء للوطن»، بالإضافة إلى رابطة قدماء القوات المسلحة اللبنانية ومختلف مجموعات العسكريين المتقاعدين دعماً لمطالبهم المعيشية، وسط انتشار أمني كثيف للجيش والقوى الأمنية ومكافحة الشغب. وطالب المحتجون بأن يكون سعر صيرفة على دولار 28 لاحقا توجه عدد من المحتجين الى أمام مصرف لبنان للتظاهر. وقد حاول عدد من العسكريين المتقاعدين إزالة الأسلاك الشائكة، في مواجهة فرقة مكافحة الشغب، وحصر «هرج ومرج» لبعض الوقت. وبعد ان التقى وفد من العسكريين حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، حيث طلب منه اعتماد سعر 28500 للرواتب، أبلغهم انه لا يمانع ذلك ولكنه بحاجة لموافقة الحكومة ووزير المال، واستمهل الوفد حتى يوم الاثنين، كي يحصل على اجوبة حكومية بهذا الصدد.

 

رواتب القطاع الخاص

 

في غضون ذلك، أعلن وزير العمل مصطفى بيرم أنّه تمّ الاتفاق في لجنة المؤشر امس على رفع الحدّ الأدنى في القطاع الخاص إلى 9 ملايين ليرة أي بزيادة 4 مليون ونصف، وبدل النقل إلى 250 ألف ليرة عن كلّ يوم حضور، ورفع سقف المرض والأمومة ضعفين. وقال بيرم، بعد ترؤسه اجتماعا للجنة المؤشر إنّ هذه الزيادات ستكون خاضعة للمراجعات تبعاً لتقلّبات سعر صرف الدولار لمراعاة العدالة في هذه المسألة. ولفت إلى أنّ هناك اجتماعاً الإثنين المقبل للجنة الطوارئ في المرفق العام وأنّه سيحمل هذه التوصية وسيضعها بين يدي رئيس مجلس الوزراء والوزراء لوضع المطالب الشاملة للقطاع العام على النار الحامية.

 

«اوجيرو» و«العصا والجزرة»

 

ومع الانهيارات المتلاحقة في سنترالات «اوجيرو» ومواصلة تجاهل مطالب موظفيها، شهد يوم امس تهويل «بعصا» الجيش «وجزرة الحوار»، حيث طلب رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من وزير الاتصالات جوني القرم تدخل الجيش لاستلام قطاع «أوجيرو» بالكامل». وقال القرم انه لا يقبل بأن يأخذ أحد المواطن كرهينة، فقطاع الانترنت هو أمر ضروي وأساسي لاستمرار الحياة وممنوع أي توقف. وحتى مساء امس لم تتبلغ قيادة الجيش بأي أمر يتعلّق بالتدخل في إضراب «أوجيرو». هذه التصريحات اثارت حال من الغضب والاستنكار لدى المستخدمين والعاملين في هيئة «أوجيرو» في بيان بعد اجتماع طارئ، على كلام القرم، معلناً «ترحيبه بالجيش اللبناني حامي الوطن والقلعة الصامدة المنيعة»، مؤكداً أنّ جميع المراكز والمكاتب هي بتصرّفه من المركز الرئيسي إلى آخر مركز على مساحة الوطن.كما أكد المجلس «استمراره بالإضراب المفتوح واستعداده لمتابعة التفاوض حينما تهدأ النفوس». وفي وقت لاحق دعا القرم، نقابة موظفي هيئة «أوجيرو» إلى فكّ الإضراب والعودة إلى «لغة الحوار خدمةً لقطاع الاتصالات وللقطاعات كافة».

 

حزب الله يفكك «لغم» المطار

 

في هذا الوقت، نجح حزب الله في تفكيك «لغم» ازمة تلزيم إنشاء المبنى الجديد للمسافرين في مطار رفيق الحريري الدولي، وأعلن وزير الأشغال العامة والنقل، علي حمية، عدم السير بالعقد بناءً على طلب من الحزب. وقال حمية، في مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب، قبيل اجتماع لجنة الاشغال النيابية إنّه «رغم أهمية المشروع، وعلى إثر الجدل القانوني الحاصل في مشروع إنشاء المبنى الجديد للمسافرين في المطار، وبناءً على طلب من الجهة التي أتشرف في تمثيلها في الحكومة اللبنانية وهي حزب الله، أعلنها وبكل شجاعة عدم السير بالعقد واعتباره وكأنّه غير موجود». وكان حمية قد أطلق في وقت سابق مشروع إنشاء المبنى الجديد للمسافرين في المطار لاستيعاب 3.5 مليون مسافر، وبتمويل تجهيز وإشغال المبنى الجديد باستثمار خارجي بقيمة 122 مليون دولار أميركي، مدفوعة بالكامل من القطاع الخاص، ومن دون أن تدفع الدولة اللبنانية دولارًا واحدًا، وذلك عبر الشركة اللبنانية للنقل الجوي «لات»، الأمر الذي أثار انتقاد جهات عدة لناحية التوصّل إلى اتفاق بالتراضي بما لا يتوافق مع قانون الشراء العام الصادر في 2021… وبعد اجتماع لجنة الاشغال النيابية هنأ النائب سجيع عطية الوزير حمية على الشجاعة الادبية، وقال: نحن نفتخر بوزراء لديهم التواضع والحكمة واستدراك الامور خصوصا في هذه الظروف الصعبة وانا فخور كثيرا بهذا المستوى الاخلاقي العالي. وتم ترحيل المشروع الى الحكومة المقبلة اي بعد الانتخابات الرئاسية.

 

انتهاء ازمة السجون!

 

في هذا الوقت وافق وزير المال على تحويل سلفة لقوى الامن الداخلي، ما سيمكنها من تغطية مستحقات موردي سجون زحلة وطرابلس ورومية الذين اعلنوا عن نيتهم التوقف عن العمل مطلع نيسان في حال عدم دفع مستحقاتهم، وكانت الأوضاع الصعبة التي يعاني منها السجناء بلغت حدَّ حرمانهم من الغذاء، وتعاظمت المخاوف الأخيرة مع إعلان المتعهدين توقفهم عن تسليم المواد الغذائية اعتباراً من مطلع شهر نيسان، بعدما تراكمت الديون المستحقة لهم لدى الدولة منذ سبعة أشهر، وتبلغ نحو مائة مليار ليرة.

 

 تغيير «قواعد الاشتباك»؟

وفيما يغلي الداخل الاسرائيلي على وقع الانقسامات غير المسبوقة والخلاف المستجد مع واشنطن، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي المقال يوآف غالانت، من حروب في المنطقة، وقال ان هناك احتمالا لإمكانية اشتعال الأرض وإمكانية أن تشتعل معها ساحات إضافية أيضاً. ونقلت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية تقديرات صادرة عن الاجهزة الامنية تشير الى ان الأزمة إذا ما اشتدت مع واشنطن فمن شأنها أن تمس على المدى البعيد بالامن الاسرائيلي لان العدو وخاصة حزب الله بات يتجرأ اكثر ويرفع مستوى التوتر. في هذا الوقت، نقلت وسائل اعلامية اسرائيلية عن مصادر امنية إسرائيليّة رسميّة تاكيدها ان حزب الله يختبر احتمال تغيير قواعد الاشتباك في مواجهة التردد الإسرائيليّ والأميركيّ، بعد عملية التفجير التي وقعت يوم الـ 13 من الشهر الجاري في مفترق «مجدو» وشدّدت المصادر ان الحزب يريد تغيير قواعد الاشتباك مع الكيان بشكلٍ يهدد بخلق فجوات بين واشنطن وتل أبيب، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّه ولأوّل مرّةٍ يعلن فيها الرئيس الأميركيّ، بالصوت والصورة، أنّه لن يُوجِه دعوةً لرئيس الوزراء اسرائيلي لزيارة واشنطن، وهو الأمر الذي كان بمثابة تقليدٍ متعارفٍ عليه منذ العام 1948.

 

تراجع الردع

من ناحيته اقر الجنرال يوسي كوبرفاسر رئيس شعبة الأبحاث الأسبق في جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان)، تراجع الردع الإسرائيليّ أمام حزب الله وهو ما ظهر في هجوم مجدو، الأمر الذي يعكس تصعيدًا في جرأته، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه «صحيح أنّ الكثير يخفى حول ما حدث بالضبط، لكن من الواضح أنّ قوّة في لبنان، تتمتّع بمستوى مهنيٍّ عسكريٍّ مثير للإعجاب نسبيًا، بما في ذلك الوصول المتقدم، والقدرة على عبور الحاجز الحدوديّ، قررت إرسال مسلحٍ بشكلٍ جيّد إلى الداخل، وقد نجح في تنفيذ هذه العملية، كل هذا دون أنْ يكون أيّ شخصٍ في إسرائيل على علم بالنية، والقرار، والتنفيذ». وأشار إلى أنّه حتى في وقتٍ لاحقٍ، فليس من الواضح ما إذا كانت المخابرات الإسرائيليّة تمكّنت بالفعل من تحديد كيفية منع تكرار الحادث أمْ لا، لأنّه من الجهة الاستخباراتيّة يبدو أنّنا أمام مفاجأةً متعددة الأبعاد. وخلص كوبرفاسر الى القول، بعد ما جرى يتبين أنّ الفهم الإسرائيليّ للواقع اللبنانيّ خاطئ، ويحمل عدم إدراك للتغييرات الأخيرة فيه، ما يدفع «أعداء» إسرائيل لتغيير الصورة الميدانيّة، ويقودهم لتبنيّ استراتيجيّة جديدة وهذا يدعو إلى القلق.

 

**********************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

الأزمة المعيشية تهدّد السلم الأهلي.. وحمية يتراجع عن عقد المطار

متقاعدون في القطاع العام، قدماء القوات المسلحة، مجموعات عسكريين متقاعدين، كلهم ممن امضوا الحياة في خدمة دولتهم، بعثوا امس من قلب دولتهم صرخات ألم عما يختزنه وطنهم من اوجاع ومآس بكل تلاوينها. دولة لم تقدّر تعبهم وتفانيهم في سبيلها لا بل نهشت منظومة الفساد المتحكمة بها جنى اعمارهم، حتى باتت رواتبهم التقاعدية لا تملأ خزان سياراتهم بالوقود للانتقال الى امكنة تقاضيها. منظومة أحرق دولارها العملة الوطنية من دون ان توفر ما يخفف عن المواطنين بعضا من الاثقال او ترسم هندسات مالية او اجتماعية تقيهم الجوع والعوز، بل تركتهم يواجهون اقدارهم التي تتزايد كل يوم سوداوية، وسط اضمحلال الامال بأي امكانية للانقاذ، ما دام اركان المنظومة يمعنون في ابرام الصفقات والتحايل على القوانين لمراكمة ارباحهم وكأن لا بلد منهارا ولا شعب يائس يلعنهم مع كل اشراقة شمس.

تصعيد العسكريين

الواقع المعيشي تصدّر واجهة الحدث المحلي امس. ففيما رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي يؤدي مناسك العمرة في السعودية، نفّذ المجلس التنسيقي للمتقاعدين في القطاع العام اعتصاماً، صباحا في رياض الصلح، وتوجه عدد من المحتجين الى أمام مصرف لبنان للتظاهر. وقد حاول عدد من العسكريين المتقاعدين إزالة الأسلاك الشائكة، في مواجهة فرقة مكافحة الشغب. وكانت مواجهات بين الجيش اللبناني والعسكر المتقاعد. وبعدما التقى وفد من العسكريين حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، حيث طلب منه اعتماد سعر 28500 للرواتب، أبلغهم انه بحاجة لموافقة الحكومة ووزير المال، واستمهل الوفد حتى يوم الاثنين.

سعر صيرفة

وكانت مصادر نقابية اشارت الى أنّ «المركزي» كان سيعتمد سعر «صيرفة» الحالي أي 90 ألفا لكل الرواتب، ويمكن أن يعيد النظر بالموضوع لتصبح الرواتب على سعر صيرفة ما بين الـ60 أو 70 ألف ليرة لشهر آذار. في المقابل، أكدت مصادر معنية اخرى بأن سعر صيرفة لرواتب القطاع العام من بينهم العسكريون ومعاشات المتقاعدين سيٌحتسب على ستين الف ليرة لبنانية للدولار الواحد، بدل التسعين ألف ليرة.

مجلس الوزراء

وسط هذه الاجواء، اعتبر وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل ان «انعقاد جلسة لمجلس الوزراء مخصصة للبت بمسودات مشاريع المراسيم التي رفعتها وزارة المالية بشأن تعويضات الإنتاجية وبدلات النقل لموظفي الإدارات والمؤسسات العامة والأسلاك العسكرية عن أيام العمل الفعلية الى غيرها من الشؤون اليومية الحياتية، أمر بغاية الأهمية لإعادة العمل الى الإدارات العامة والمؤسسات بطريقة مستدامة، فتعطيل المرافق العامة يكلّف الخزينة خسارة موارد مهمة في وقت هي بأمسّ الحاجة لتأمين واردات وتمويل الحدّ الأدنى من الخدمات العامة.

رفع الحد الادنى

في المقابل، أعلن وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم انه «اتفق في اجتماع «لجنة المؤشر» امس على رفع الحدّ الادنى في القطاع الخاص الى 9 ملايين ليرة اي بزيادة 4 ملايين ونصف المليون، وبدل النقل سيصبح 250 الف ليرة عن كل يوم حضور، ورفع سقف المرض والامومة ضعفين، وهذه الزيادات ستكون خاضعة للمراجعات تبعاً لتقلبات سعر صرف الدولار لمراعاة العدالة في هذه المسألة».

اوجيرو والجيش

وبينما اضراب موظفي اوجيرو مستمر، كشف وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جوني القرم، أنه تشاور مع الرئيس نجيب ميقاتي صباحاً «وهو طلب منّي تدخل الجيش وأن نستلم قطاع «أوجيرو» بالكامل». وقال: لا أقبل بأن يأخذ أحد المواطن كرهينة، فقطاع الانترنت هو أمر ضروي وأساسي لاستمرار الحياة وممنوع أي توقف. وفي السياق، افيد أن «الجيش لم يتبلّغ بأي أمر يتعلّق بالتدخل في إضراب «أوجيرو».

ولاحقا اصدر القرم بيانا طالب فيه بعقد مجلس الوزراء جلسة طارئة وعلى جدول أعمالها ملف موظفي هيئة «أوجيرو».

حياتيا ايضا، أفادت معلومات صحافية بأن وزير المال وافق على تحويل سلفة لقوى الامن الداخلي، ما سيمكنها من تغطية مستحقات موردي سجون زحلة وطرابلس ورومية الذين اعلنوا عن نيتهم التوقف عن العمل مطلع نيسان في حال عدم دفع مستحقاتهم.

حمية يتراجع

في الغضون، وبينما دخل قرار العودة الى التوقيت الصيفي ليل الاربعاء الخميس حيز التنفيذ، اعلن وزير الاشغال العامة في حكومة تصريف الاعمال علي حميه اليوم ان «على أثر الجدل القانوني الحاصل حول انشاء مبنى جديد في المطار وبالرغم من أهمية المشروع وبناءً على طلب حزب الله الجهة التي اتشرف بتمثيلها في الحكومة اعلن بكل شجاعة عدم السير بالعقد وكأنه غير موجود». موقفه جاء قبيل اجتماع للجنة الاشغال النيابية لمناقشة ملف توسعة المطار…. بعد الجلسة، هنأ رئيس لجنة الاشغال النيابية النائب سجيع عطية «الوزير حمية على الشجاعة الادبية، وباسم اللجنة أشكر هذه الحكمة واعلانها من المجلس النيابي، فهذا كبر واحترام للمجلس النيابي والسلطة الرقابية». وقال: نحن نفتخر بوزراء لديهم التواضع والحكمة واستدراك الامور خصوصا في هذه الظروف الصعبة وانا فخور كثيرا بهذا المستوى الاخلاقي العالي. 

 

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram