افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 2 حزيران 2023

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 2 حزيران 2023

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء

 

ايران تستعيد أموالها المحجوزة في كوريا الجنوبية… والعودة للاتفاق لحل التخزين المرتفع لليورانيوم بري لن يدعو لجلسة قبل ترشيحين جديين على الأقل… وسجال رئاسي بين الراعي وقبلان فيصل كرامي في ذكرى اغتيال الرشيد: الفدرالية واللامركزية المالية الموسعة طريق لاختفاء لبنان

 

 

تسارعت المؤشرات على وجود خريطة طريق متفق عليها للاقتراب من إعلان العودة إلى الاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية بقيادة أميركية. وبعد الإعلانات المتبادلة بين إيران ودول غربية عن الإفراج عن معتقلين، أعلن محافظ المصرف المركزي الإيراني ان الأموال الإيرانية التي كانت مجمدة في مصارف كوريا الجنوبية قد أصبحت بحوزة المصرف المركزي الإيراني، ويأتي ذلك بعد الإعلان قبل يومين عن مفاوضات ثلاثية تقنية إيرانية كورية أميركية حول آلية تحويل مبلغ سبعة مليارات دولار هي أموال إيرانية تم حجزها في مصارف كورية جنوبية بفعل العقوبات الأميركية. وبالتوازي جاء إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن امتلاك إيران كمية تزيد ثلاثة وعشرين مرة عن الكمية المسموح لإيران بتخزينها بموجب الاتفاق النووي من اليورانيوم المخصب، بينما لا يمنع التخصيب المرتفع ولا التخزين على إيران بموجب قوانين الوكالة التي وقعت عليها إيران، وشكلت وحدها الإطار الناظم لبرنامجها النووي منذ إلغاء العمل بالاتفاق بعد الانسحاب الأميركي منه وعودة إيران للتخصيب المرتفع لليورانيوم وتخزين الكميات المخصبة دون سقوف، بحيث صار الطريق الوحيد لعدم مراكمة المزيد من الكميات المخصبة والمرتفعة الدرجة في التخصيب من اليورانيوم، هو عودتها الى الالتزام بالاتفاق الإضافي الموقع بينها وبين دول الغرب، من ضمن صيغة خمسة زائداً واحداً.
لبنانياً، تسبب كلام البطريرك بشارة الراعي الموجه لرئيس مجلس النواب نبيه بري حول الدعوة الى عقد جلسة انتخاب لرئيس للجمهورية، بطريقة أوحى بها بتحميل بري مسؤولية عرقلة انتخاب الرئيس، برد فوري من الرئيس بري، فقال إنه لا يقفل مجلس النواب، لكنه لن يدعو لجلسة انتخاب قبل ظهور ترشيحين جديين على الأقل، وتولّى المفتي الجعفري أحمد قبلان الردّ على الراعي، قائلاً «نحن شركاء وطن وصنّاع سيادة وحماة دولة وبلد ولسنا عبيداً، ولبنان يُصنَع في لبنان وليس بالطائرة، والسيادة الوطنية على أبواب مجلس النواب وليست بالأوراق المحمولة جواً، وتاريخ لبنان شاهد».
على الصعيد الوطني شكلت الذكرى السادسة والثلاثين لاستشهاد الرئيس رشيد كرامي منصة لإطلاق المواقف التي استذكرت مواقف الرئيس الشهيد ومواجهته لمشاريع التفتيت والتقسيم، ودفاعه عن موقع لبنان في مواجهة المشاريع الإسرائيلية، وتمسّكه بعروبة لبنان وعلاقاته المميزة بسورية. وقال النائب فيصل كرامي في ذكرى اغتيال الرشيد، «لقد فقدت «إسرائيل» الوظيفة التي أُنشِأت لتأديَتِها وهي الوظيفة العسكريّة، وها نحنُ نراها تبني جدران العزل العنصريّ وتُحاصِرُ نفسَها بنفسِها وتتخبّطُ في شتّى أنواعِ الأزماتِ». وتابع كرامي «هذه البشائرِ أيضاً تتقاطع بالنسبة إلينا مع الحتميّةَ التاريخيّةَ والجغرافية وهي زوالُ «إسرائيل» حتمًا، ولكنّ فُقدان هذه العِصابة الحاكمة في «إسرائيل» لوظيفَتِها العدوانية العسكرية سيجعلُها تنتقِلُ إلى الوظيفة العدوانية الأمنية في لبنان وفي كل الدول العربية، سواء عبرَ إشعالِ الفِتن المتنوعة أو عبرَ الاغتيالات أو عبر دفع أدواتها إلى افتعال ما يشبه الحروب الأهلية المتهورة». ودعا كرامي الى التنبه لهذه المخاطر معتبراً أن الفيدرالية أو الكونفيدراليّة أو ما يُسمّى اليومَ باللّامركزيّة المُوسّعة الإداريّةِ والماليّة، هي «أوّلُ مساراتِ اختِفاء لبنان».
وكما كان متوقعاً أجرى الوزير السابق جهاد أزعور اتصالات عبر زوم مع عدد من نواب تكتل التغييريين أمس، ناقش معهم عدة نقاط تتعلق ببرنامجه في حال وصوله إلى سدة الرئاسة.
وعلمت «البناء» أن أزعور وعندما رشّحته بعض قوى المعارضة في المرة الأولى امتعض من عدم إعلان الترشيح رسمياً وعدم إبلاغه بالأمر وتردد التيار الوطني الحر بدعمه، فقرّر التراجع بحجة أنه لن يكون مرشح تحدٍ وطلب فتح قنوات الحوار مع الثنائي حزب الله وحركة أمل، لكن وعندما استشعرت قوى المعارضة ارتفاع حظوظ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية عقب القمة العربية ولقاء الرئيس بشار الأسد والأمير محمد بن سلمان والضغط الفرنسي، سارعت هذه القوى ومعها التيار الوطني الحر إلى التكاتف وقطع الطريق على وصول فرنجية كهدف يتقاطع حوله الجميع، فتحمّس أزعور وقرّر العودة الى الترشح وتلقى نصائح من جهات عدة لا سيما من الرئيس فؤاد السنيورة بزيارة المرجعيات السياسية فزار الرئيس نبيه بري ورئيس القوات سمير جعجع والنائب جبران باسيل وأجرى سلسلة اتصالات منفردة مع نواب التغيير بعدما اشتكى بعض النواب من عدم تواصل أزعور معهم.
كما أشارت مصادر مواكبة لحركة المشاورات لـ»البناء» الى أنه وحتى لو أعلنت قوى المعارضة والتيار دعم أزعور، لكن هناك مسار طويل من النقاشات والنقاط الخلافية التي عليهم التوافق حولها قبل انتخابه ولا يبدو وفق المصادر أن الأمور سهلة، بسبب الخلافات في الرؤية والتوجهات السياسية والاقتصادية بين هذه القوى التي لا يجمعها سوى إسقاط فرنجية فقط.
وفي موازاة ذلك، عقد ممثلون عن كتل القوات اللبنانية والكتائب وتجدد وعدد من نواب التغيير اجتماعاً لوضع الآليات المناسبة المؤدية الى بلورة اتفاق رئاسي بينها وبين كتل أخرى تقاطعوا معهم على اسم مرشح مشترك لرئاسة الجمهورية. وتم التداول في كيفية تظهير هذا التقاطع عند حدوثه بما يدفع باتجاه إنهاء الفراغ الرئاسي وإنقاذ لبنان من أزمته.
وأعلن عضو تكتل القوات النائب فادي كرم، أن «خليّة أفرقاء المعارضة تعقد اجتماعات يومية، للبحث في طريقة إعلان تبنّي ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور خلال أيام وبالتنسيق مع التيار الوطني الحرّ، من أجل أن نكون فريقاً واحداً متماسكاً لمقاربة المعركة الرئاسية والضغط على الرئيس نبيه بري بهدف الدعوة إلى جلسة انتخاب رئيس في أسرع وقت». وأشار في حديث إذاعي إلى أن «الرئيس بري يعلم أنه من مصلحة البلد الدعوة إلى جلسة، لا سيّما أن هناك مرشحَين وكل الأفرقاء باتوا جاهزين للانتخابات الرئاسية واتّخذوا مواقفهم، وبالتالي سقطت اليوم الحجة وراء عدم الدعوة إلى جلسة». وقال «من المفترض أن مرشحنا جهاد أزعور لديه القدرة على تأمين أكثر من 65 صوتاً».
واتهمت أوساط سياسية مسيحية محايدة التيار والقوات والكتائب بالتوحّد على هدف إسقاط فرنجية وتحويله الى مرشح تحدٍ للمسيحيين يفرضه حزب الله عليهم، مشيرة لـ»البناء» الى أن خطة هؤلاء تبني أزعور وإطلاق حملة سياسية وإعلامية كبيرة ضد رئيس المجلس نبيه بري للدعوة إلى جلسة تنافسية بين فرنجية وأزعور تنتهي بنتيجة توازن سلبيّ أي لا يحظى أي منهما على 65 صوتًا على مدى أكثر من جلسة ومن دورة، فيسقط الاثنان بالضربة القاضية وينتقل الجميع الى المرحلة الثانية أي الى المرشح التوافقي، فيكون فريق المعارضة حقق هدفين: الأول إسقاط فرنجية وهذا هدف مشترك مع التيار، أما الثاني فهو تسويق مرشح توافقي قد يكون قائد الجيش العماد جوزاف عون. كما اتهمت الأوساط بعض هذه الأطراف بالرهان على ضغط خارجي وعقوبات على مقربين من الرئيس بري لدفعه للدعوة الى جلسة لإسقاط فرنجية.
إلا أن الرئيس بري وفق مصادر مطلعة على أجوائه لـ»البناء» لن يرضخ للضغوط لا الداخلية ولا الخارجية وسيمارس حقه الدستوري وسيطبق الدستور بما يحفظ الشراكة الوطنية والميثاقية والسلم الأهلي والاستقرار.
وجدّد رئيس المجلس التأكيد وفق بيان لمكتبه الإعلامي على «أن أبواب المجلس النيابي لم ولن تكون موصدة أمام جلسة انتخاب رئيس للجمهورية بحال أُعلن عن ترشيحين جديين على الأقل للرئاسة، وخلاف ذلك من تشويش وتهديد لا يعود بفائدة ولا ينفع لا سيما مع رئيس المجلس».
وكانت لافتة زيارة قائد الجيش الى عين التينة بتوقيتها حيث التقى الرئيس بري. وأفيد أنه تم التوافق بين بري وقائد الجيش على توقيع مرسوم ترقية ضباط من رتبة عقيد الى عميد أي دورة العام ١٩٩٤ وترقيات دورتي ١٩٩٥ و١٩٩٦.
وتأتي الزيارة في ضوء بلوغ الملف الرئاسي مرحلة جديدة وتوافق المعارضة على ترشيح أزعور وتسويق أسماء توافقية بحال سقط خيار أزعور وأبرزهم قائد الجيش، وبالتزامن مع ضغوط أميركية على لبنان والتلويح بعقوبات مالية على سياسيين لبنانيين معرقلين للاستحقاق الرئاسي، كما أعلنت أمس الاول، الديبلوماسية الأميركية باربرا ليف.
وفي أول موقف له عقب عودته من فرنسا والفاتيكان، أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أننا «لمسنا في خلال جولتنا على الفاتيكان وفرنسا ارتياحاً للتوافق المسيحي على اسم والآن سيبدأ العمل». اضاف أمام وفد نقابة الصحافة «الفاتيكان وفرنسا طلبا مني أن أعمل داخليًّا مع باقي المكوّنات وسنتكلّم مع الجميع من دون استثناء حتى مع حزب الله والحراك سيبدأ من اليوم». ولفت الراعي إلى أن «ما فهمته ان هناك اتفاقاً على شخص من قبل المكونات المسيحية وعلى هذا الأساس تحرّكت، لأن لبنان لم يعد يحتمل». واشار الى «أننا أصبحنا مسخرة للدول بسبب بعض السياسيين ولا يحق لأحد أن يلعب بمصير الشعب ولا يحق لأحد أن يهدم لبنان»، مؤكداً أن «على رئيس مجلس النواب الدعوة إلى جلسة قبل شهرين من انتهاء الولاية ولكن نحن نتميّز بمخالفة الدستور».
على صعيد آخر، يبذل رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان جهوداً على خط صرف اعتمادات رواتب القطاع العام بعد تأخّر صرفها من وزارة المالية بسبب غياب الموازنة العامة للعام 2023، وقال النائب كنعان: «تبلّغتُ من جهاتٍ معنيّة ألا اعتمادات للجيش والقوى الأمنية في اليومين المقبلين ومسألة الرواتب بالغة الأهمية ومشاركة «لبنان القوي» في أي جلسة تشريعية لهذا الغرض تدرس في ضوء ضرورات المرحلة». أضاف: بالمبدأ كان يُفترض على الحكومة أن تُحيل موازنة 2023 إلى المجلس منذ أشهر، ولكنني وبسبب الظروف الاستثنائية سأبدأ باتصالات مع مختلف الكتل لمحاولة التوصل إلى صيغة لصرف الاعتمادات اللازمة لرواتب القطاع العام».
وفي ظل العتمة التي تظلل المشهد الداخلي، برزت بقعة ضوء كهربائية مصدرها العراق، حيث تلقى وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، رسالة من شركة تسويق النفط العراقي التابعة لوزارة النفط تبلغه بالمضي قدماً في «مضاعفة كمية الفيول اويل الشهرية المخصصة للبنان بموجب الاتفاقية السارية المفعول، من 80 ألف الى 160 ألف طن ابتداء من شهر تموز».
وفي بيان صادر عن المكتب الإعلامي لفيّاض، قال: «تأتي هذه الخطوة بعد المشاورات التي أجراها وزير الطاقة والمياه الدكتور وليد فياض والاجتماعات التي قام بها مع الجانب العراقي، وكان آخرها في الشهر الماضي مع رئيس الوزراء السيد محمد السوداني ووزير النفط حيان عبد الغني وما تبعها من قرار لمجلس الوزراء العراقي. وتحقق هذه الزيادة في الكميّة فرصة لمضاعفة الطاقة الكهربائيّة التي تنتجها محطات الإنتاج العاملة على الغاز اويل والفيول، وذلك لتلبية حاجات اللبنانيين من التغذية الكهربائية خلال الصيف. ومن شأن وصول الكمية الجديدة أن يخفف الحاجة الى استيراد مادة «الديزل أويل» من قبل الشركات اللبنانية المستوردة لصالح المولدات الخاصة».
قضائياً، وفي توقيت مشبوه، اتهم القضاء العسكري «خمسة عناصر من حزب الله، أحدهم موقوف، بجرم القتل عمداً في الاعتداء على دورية للكتيبة الإيرلندية العاملة في قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان، والذي أسفر عن مقتل جندي إيرلندي»، وفق ما أفاد مصدر قضائي.
وتضمن القرار الاتهامي، الذي أصدره قاضي التحقيق العسكري الأول فادي صوان، «عناصر تنتمي إلى حزب الله بتأليف جماعة من الأشرار، وتنفيذ مشروع جرميّ واحد». وأكّد صوان أن «أفعالَ كلّ من الموقوف محمّد عيّاد وأربعة فارين من وجه العدالة تنطبق على الفقرة الخامسة من المادة 549 من قانون العقوبات اللبناني والتي تنصّ على أنه «إذا ارتكب جرم على موظّف رسمي أثناء ممارسته الوظيفة أو في معرض ممارستها أو بسببها يعاقب بالإعدام».
وفي أول تعليق على القرار، أعلن الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي، أن «القرار خطوة مهمة نحو العدالة، ونحن نواصل الحثّ على محاسبة جميع الجناة المتورطين. إن الهجمات على الرجال والنساء الذين يخدمون قضية السلام تعتبر جرائم خطيرة ولا يمكن التسامح معها. إننا نتطلع إلى تحقيق العدالة للجندي روني وزملائه المصابين وعائلاتهم».

****************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

حصيلة زيارة الراعي لباريس: لا انتخابات قريباً وعودة إلى الحوار

 أظهرت الساعات الماضية أن المستجدّ الأساسي في الملف الرئاسي، بعد زيارة البطريرك بشارة الراعي للفاتيكان وفرنسا، هو إعادة فتح قنوات الحوار بين كل الأطراف، في ضوء توجه "القوى المسيحية البارزة" إلى الاتفاق على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور مقابل ترشيح ثنائي أمل وحزب الله للوزير السابق سليمان فرنجية. فيما لا أجواء توحي بقرب دعوة المجلس النيابي لعقد جلسة انتخاب.
وعلمت "الأخبار" أن مقربين من بكركي كانوا ناقشوا الملف الرئاسي مع مسؤولين في الفاتيكان، مع طلب واضح بالتدخل لدى باريس من أجل إفساح المجال أمام جولة جديدة من الحوار لتوفير مناخ توافقي على مرشح للرئاسة، وعدم حصر مساعيها بحث النواب على السير في تسوية انتخاب فرنجية.
وقالت المصادر إن الراعي تعمّد زيارة روما أولاً للاطلاع على نتائج الاتصالات بين الفاتيكان وباريس، وتبلّغ بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستمع إلى رأيه في شأن جولة جديدة من الحوار، وسيشرح له الموقف الفرنسي من تسوية فرنجية. علماً أن ماكرون أوفد إلى بيروت قبل أسبوعين، المصرفي اللبناني سمير عساف الذي التقى الراعي وأبلغه تقديم موعد الدعوة الفرنسية من الأسبوع الأول من حزيران إلى الثلاثين من الشهر الماضي.
وبحسب مطلعين، لمس الراعي من لقائه ماكرون تأثيراً واضحاً لمساعي الفاتيكان الذي "أبلغ مسؤولون فيه الجانب الفرنسي بأن على باريس عدم تجاهل مصالحها التاريخية في لبنان، والأخذ في الاعتبار عدم تجاوز المسيحيين في اختيار الرئيس المقبل". وعُلم أن باريس أبدت اهتماماً بالأخبار الواردة عن اتفاق القوى المسيحية على مرشح واحد، وهي تنتظر الإعلان النهائي عنه، لكنها تريد تهدئة المناخات الداخلية ووقف التصعيد وفتح الباب أمام جولة جديدة من الاتصالات. إلا أن الفرنسيين لم يبلغوا الراعي صراحة بتراجعهم عن موقفهم، رغم عدم ممانعتهم إفساح المجال أمام حوار وطني لبناني.
وهذا ما عبّر عنه الراعي أمس، أمام وفد من نقابة الصحافة، بقوله إن "الفاتيكان وفرنسا طلبا مني أن أعمل داخلياً مع بقية المكونات"، مشيراً إلى "تواصل دائم مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي. وسنتصل به أيضاً للتداول في الملف الرئاسي، كما سنتكلم مع الجميع من دون استثناء، بمن فيهم حزب الله. والحراك سيبدأ من اليوم".
وعلمت "الأخبار" أن الراعي سيرسل موفدين إلى القوى السياسية، وأن بكركي تنتظر أيضاً قيام الفاتيكان باتصالات موازية مع الجهات الخارجية المؤثرة في الملف اللبناني، إضافة إلى اتصالات ستتولاها فرنسا مع قوى لبنانية وخارجية، لا سيما السعودية.
وقالت مصادر سياسية إن "الراعي تلقى نصيحة من الفاتيكان بعدم الذهاب بعيداً في معاداة حزب الله أو الطائفة الشيعية"، وإن المسؤولين في الكرسي الرسولي أكدوا أن "الملف الرئاسي يجب أن يُبحث بالتوافق مع كل المكونات اللبنانية".
ووفق المعلومات التي بدأت تتوافر عن لقاء البطريرك بماكرون فإن الأخير كانَ واضحاً وصريحاً، بعدَ عرض الراعي لآخر التطورات المتعلقة بالاتفاق المسيحي على مرشح، بأن "هذا الأمر مهم، لكنه غير كاف لانتخاب رئيس" وأن "الأمور في البلد تحتاج إلى توافق مع القوى السياسية". وبناء على هذه الرسالة التي عادَ بها الراعي إلى بيروت، أطلق كلامه الذي لم يخل من نبرة حادة، وأكد فيه أنه "لا يحقّ لأحد أن يلعب بمصير اللبنانيين، والشعب ليس بدجاج ولا بقطيع. ولا أحد يحقّ له هدم لبنان، أصبحنا مسخرة الدول بسبب بعض السياسيين".
وبينما أشيعت معلومات عن إمكانية أن "يتوجّه الراعي إلى رئيس مجلس النواب في عظة الأحد لدعوته إلى فتح مجلس النواب"، اتخذ إعلانه عن بدء حراك سياسي بُعداً بالِغ الجدية. ومن المتوقع أن تشكّل نهاية الأسبوع الجاري اختباراً لهذا الحراك، في وقت بدأت قوى سياسية تطرح تساؤلات عما إذ كان سيؤثر في المشاورات بينَ قوى المعارضة قبلَ الإعلان عن ترشيح أزعور. وثمة ما يلفِت إليه المطلعون، وربما يلعب دوراً في تجميد هذه المشاورات أو تخفيف اندفاعتها لا سيما عند رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، بخاصة أنه كانَ أمل تغييراً في الموقف الفرنسي يدعم الموقف المسيحي ويعيد خلط الأوراق في الداخل ويدفع ثنائي حزب الله وحركة أمل إلى التراجع عن ترشيح فرنجية.
في موازاة ذلك، تستمر الورشة السياسية المعقدة بينَ قوى المعارضة (الثلاثي الماروني إلى جانب التغييرين والمستقلين) للتوصل إلى اتفاق نهائي حول أزعور وإيجاد المخرج الملائم للإعلان عن ترشيحه وانتخابه، بعدَما أظهرت وقائع اليومين الأخيرين أن ترشيحه في مواجهة فرنجية سينقل الملف الرئاسي إلى شكل آخر من المواجهة، وأن المعركة أضحت أمراً محسوماً.
وفي هذا الإطار، تقول أوساط سياسية أن "الثنائي ماضٍ في دعم فرنجية حتى النهاية ولن يتراجع ولا يفكر في خطة بديلة، وهو ينظر بجدية إلى ترشيح أزعور ويدرس كيفية التعامل معه"، نافية أن "يرفض بري الدعوة إلى جلسة، فإعلان ترشيح أزعور سيشكل إحراجاً له بحيث لن يكون قادراً على تجاهل الدعوات إلى عقد جلسة". وقالت الأوساط إن "البحث انتقل جدياً، من قبل الطرفين، إلى كيفية إدارة المعركة من داخل الهيئة العامة"، وبمعزل عن "الأصوات التي يؤكد طرفا الصراع أنها مضمونة لمصلحة هذا المرشح أو ذاك، هناك قنبلة موقوتة متمثلة بالنواب الذين لم يكشفوا موقفهم أو أولئك الذين لا يزال قرارهم ملتبساً وغير مضمون، وهم من يعمل كلا الطرفين على استمالتهم".

*********************************

افتتاحية صحيفة النهار

حماوة تصاعدية تستبق انطلاق “المواجهة الثنائية”

مع ان فصول مشهد “المواجهة الثنائية” الرئاسية لم تكتمل تماما بعد في انتظار الإعلان الرسمي النهائي لتفاهم قوى المعارضة و”#التيار الوطني الحر” ومجموعة وازنة من النواب المستقلين والتغييريين على ترشيح الوزير السابق مدير دائرة الشرق الأوسط وجنوب اسيا في صندوق النقد الدولي جهاد ازعور مرشحا منافسا لرئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، بدا واضحا ان الوسط السياسي والنيابي والحزبي بدأ واقعيا الانخراط في تموضعات هذه المواجهة. وما لم تطرأ عوامل مفاجئة تؤدي الى مزيد من التريث في اعلان تبني ترشيح ازعور، فان المعطيات المتوافرة من معظم قوى المعارضة تؤكد ان القرار بإعلان التفاهم على ترشيحه بفعل التقاطع المثبت بين هذه القوى و”التيار الوطني الحر” سيكون غدا السبت بعدما صار الترشيح امرا مثبتا ومنجزا لا تراجع عنه.

 

وفي ظل هذا التطور يمكن فهم وتفسير الكثير من جوانب الحماوة السياسية التي بدأت تتصاعد بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة، ثم اتخذت دلالات معبرة داخليا عقب تطورين بارزين يتصلان بتحركات ومواقف خارجية تمثل الاول في زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لباريس، وتمثل الثاني في الموقف الأميركي الملوح بفرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين وتحديدا رئيس مجلس النواب نبيه بري. واذا كان رد بري الضمني على الموقف الأميركي من دون ان يسميه، بدا أيضا ردا ضمنيا مرادفا على البطريرك الماروني الذي انتقده فربط استعداده للدعوة الى جلسة انتخابية “بترشيحين جديين” بما يشكل مجددا اختبارا عاجلا للقوى التي تزمع ترشيح ازعور بالسرعة القصوى لاثبات “جدية” الترشيح ورمي الكرة مجددا في ملعب بري، فان اللافت ان عاملا جديدا ادخله البطريرك الراعي في اول كلام له بعد زيارته لباريس عن تحرك لبكركي يشمل الجميع بما فيهم “#حزب الله”. هذا التطور احدث ترددات ينتظر ان يتم التعبير عنها لدى القوى السياسية المختلفة في حين أعربت أوساط عدة عن استغراب واسع للهجمة التي شنت على الراعي امس على لسان رجل دين بالوكالة عن “الثنائي الشيعي” وفسرت بانها من انعكاسات حشر الثنائي وتحميله تبعة التعطيل المتمادي في حال عدم تعامله بما يلزم دستوريا وديموقراطيا مع ترشيح ازعور كعامل يقفل الباب على الابتزاز السياسي والطائفي.


 

وقد دفع التلويح الاميركي بعقوبات على معطلي الانتخابات رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الرد عبر مكتبه الاعلامي ببيان “جدد عبره التأكيد أن أبواب المجلس النيابي لم ولن تكون موصدة امام جلسة إنتخاب رئيس للجمهورية بحال أُعلن عن ترشيحين جديين على الأقل للرئاسة وخلاف ذلك من تشويش وتهديد لا يعود بفائدة ولا ينفع سيما مع رئيس المجلس”.


 

والى الرد على التلويح بالعقوبات فهم ان ما ورد في البيان أراد “تصحيح الالتباس” الذي رافق الكلام المنقول عن بري حيال اعتبار الوزير السابق جهاد ازعور مرشح مواجهة يرمي الى عرقلة انتخاب مرشح الثنائي سليمان فرنجية، فكان تأكيد بان بري جاهز لفتح أبواب المجلس امام المرشحين الجديين. وقالت أوساط بري انه لا يستهدف ازعور الذي لم يعلن ترشيحه بعد، كما لم تعلن القوى المتوافقة على اسمه ترشيحها له او دعمها لترشحه. وهذا الكلام ينطبق ايضاً على المرشح فرنجيه الذي لا يزال يتريث في اعلان ترشحه رغم إعلان الثنائي دعمه وتأييده. اما بالنسبة الى التهديد بالعقوبات على المعطلين، فدعت أوساط بري “كل من هناك “مسلة تحت ابطه” لأن يتذكر مواقفه السابقة حيال تعطيل نصاب الجلسات والامتناع عن الحضور الى المجلس”. وقالت ان هذا الكلام يستهدف نوابا وكتلاً من مختلف المشارب، وقد صدر عن أصحابه في لبنان كما من واشنطن. وذكرت هذه الأوساط “بالمبادرات المتكررة لرئيس المجلس، ان عبر الدعوات الى الحوار او عبر عقد 11 جلسة انتخاب، مؤكدة ان بري لن يتوانى عن الدعوة الى جلسة جديدة عندما يلمس جدية عند المرشحين في تقديم ترشيحاتهم، او لدى الكتل في الإعلان الجدي عن مرشحيها”.

 

 

ترشيح ازعور

وفي اطار الاستعدادت لانجاز التفاهم على ترشيح ازعور، اعلن امس ان ممثلين عن كتل “الجمهورية القوية” والكتائب “والتجدد” وعدد من نواب التغيير عقدوا اجتماعا “لوضع الآليات المناسبة المؤدية الى بلورة اتفاق رئاسي بينها وبين كتل اخرى تقاطعوا معهم على اسم مرشح مشترك ل#رئاسة الجمهورية. وتم التداول في كيفية تظهير هذا التقاطع عند حدوثه بما يدفع باتجاه إنهاء الفراغ الرئاسي وإنقاذ لبنان من أزمته”. وكشف عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم، أن “خليّة أفرقاء المعارضة تعقد اجتماعات يومية، للبحث في طريقة إعلان تبنّي ترشيح الوزير السابق #جهاد أزعور خلال أيام وبالتنسيق مع التيار الوطني الحرّ، من أجل أن نكون فريقاً واحداً متماسكاً لمقاربة المعركة الرئاسية والضغط على الرئيس نبيه بري بهدف الدعوة إلى جلسة انتخاب رئيس في أسرع وقت”. وأشار إلى أن “الرئيس بري يعلم أنه من مصلحة البلد الدعوة إلى جلسة، لا سيّما أن هناك مرشحَين وكل الأفرقاء باتوا جاهزين للانتخابات الرئاسية واتّخذوا مواقفهم، وبالتالي سقطت اليوم الحجة وراء عدم الدعوة إلى جلسة”، وقال “من المفترض أن مرشحنا جهاد أزعور لديه القدرة على تأمين أكثر من 65 صوتا”.

 

 

الراعي: سنتحرك

في غضون ذلك، اعلن البطريرك الراعي غداة عودته من زيارتيه لفرنسا والفاتيكان “اننا لمسنا في خلال جولتنا ارتياحا للتوافق المسيحي على اسم والان سيبدأ العمل”. اضاف أمام وفد نقابة الصحافة “الفاتيكان وفرنسا طلبا مني أن أعمل داخليًّا مع باقي المكوّنات وسنتكلّم مع الجميع من دون استثناء حتى مع حزب الله والحراك سيبدأ من اليوم”. ولفت إلى أن “ما فهمته ان هناك اتفاقا على شخص من قبل المكونات المسيحية وعلى هذا الاساس تحركت لأن لبنان لم يعد يحتمل”. واشار الى “أننا أصبحنا مسخرة للدول بسبب بعض السياسيين ولا يحق لأحد أن يلعب بمصير الشعب ولا يحق لأحد أن يهدم لبنان”، مؤكدا ان “على رئيس مجلس النواب الدعوة إلى جلسة قبل شهرين من انتهاء الولاية ولكن نحن نتميّز بمخالفة الدستور”.

 

في المقابل شن المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان هجوما جديدا حادا على الراعي وان خاطبه بـ”الأخ في إنسانيتنا وشريكنا في الوطن والوطنية غبطة البطريرك الراعي” وقال: “نحن شركاء وطن وصناع سيادة وحماة دولة وبلد ولسنا عبيدا، ولبنان يصنع في لبنان وليس في الطائرة، والسيادة الوطنية على أبواب مجلس النواب وليست بالأوراق المحمولة جوا، وتاريخ لبنان شاهد. وحين شاركت واشنطن وكل الغرب باتفاق 17 أيار الصهيوني شطبته المقاومة بالدم واستردت لبنان، وكان وما زال الرئيس نبيه بري وحركة “أمل” والمقاومة ضمانة وجود لبنان وعنوان سيادته واستقلاله وعيشه المشترك، وتاريخ الرئيس نبيه بري باللعبة البرلمانية يساوي مصالح لبنان الوطنية تماما يوم كان لبنان معروضا في البازار وعلى “عينك يا تاجر”، وكفانا تنظيرا للتوقيت وإعطاء لدروس منتهية الصلاحية”.

 

 

“الحزب” متهم.. غير متهم !

في سياق اخر احدث صدور القرار الاتهامي الذي أصدره القضاء العسكري بحق خمسة متهمين أحدهم موقوف، بجرم القتل عمداً في الاعتداء على دورية للكتيبة الإيرلندية العاملة في قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان، والذي أسفر عن مقتل جندي إيرلندي ضجة واسعة . فقد أفادت “وكالة الصحافة الفرنسية ” نقلا عن مصدر قضائي لبناني ان القرار اتهم خمسة عناصر من “حزب الله” بهذا الاعتداء الذي أدى الى مقتل الجندي الايرلندي واصابة ثلاثة بجروح .

 

ولكن تبين ان قاضي التحقيق العسكري الأول بالإنابة القاضي فادي صوان، الذي أصدرقراره الاتهامي في الملف لم يدرج اسم “حزب الله” ولا الانتماء الحزبي للمتهمين في القرار. واتهم صوان “الموقوف محمد عياد وأربعة متوارين عن الأنظار، هم: علي خليفة، علي سلمان، حسين سلمان ومصطفى سلمان بتأليف جماعة من الأشرار وتنفيذ مشروع إجرامي واحد”. وسطّر مذكرات بحث وتحر لكشف هوية باقي المتورطين في الحادثة وتوقيفهم وسوقهم إلى العدالة. واعتبر أن “أفعال المتهمين المذكورين تنطبق على نص المادة 335 من قانون العقوبات، والفقرة الخامسة من المادة 549 العقوبات اللبناني، التي تنصّ على أنه “إذا ارتكب جرم على موظف رسمي أثناء ممارسته الوظيفة أو في معرض ممارستها أو بسببها يعاقب بالإعدام”. وأشار إلى أن “الاتفاقية الموقعة بين الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة تتضمن في المادة 45 منها، أن الجرائم التي ترتكب على قوات “اليونيفيل” أو أحد عناصرها، يطبّق عليها النص ذاته الذي يطبق على الجرم الواقع على القوات المحلية. وكذلك، المادة 72 قانون الأسلحة”. وسلم صوان نسخة عن القرار إلى الدائرة القانونية في قوات الطوارئ الدولية التي أرسلت نسخة عنه الى الحكومة الايرلندية .

 

***********************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

تخطّي أزعور الـ68 صوتاً يُخرج فرنجية ويوتِّر “الثنائي”

الراعي في مواجهة تعطيل بري: إقفال المجلس مَسخرة

 

كرّت أمس سبحة الاستحقاق الرئاسي، واكتسبت من خلال المواقف الصريحة جداً التي أعلنها البطريرك بشارة الراعي حول زيارته الاخيرة للفاتيكان وباريس، ما يشبه وضعية كرة الثلج التي تعاظمت بفعل ردود فعل الثنائي الشيعي، فكشفت ان مرشح المعارضة جهاد أزعور على قاب قوسيْن أو ادنى من تخطي حاجز الـ65 صوتاً صعوداً الى 68 صوتاً، الامر الذي يكرس إخراج مرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية من السباق.

 

ومن عيّنات مواقف البطريرك الراعي امام وفد نقابة الصحافة امس في بكركي:


 

– “كان على رئيس مجلس النواب الدعوة إلى جلسة قبل شهرين من انتهاء الولاية ولكن نحن نتميّز بمخالفة الدستور.

 

– الفاتيكان وفرنسا طلبا منّي أن أعمل داخلياً مع باقي المكونات، ولمست خلال جولتي ارتياحاً للتوافق المسيحي على اسم مرشّح للرئاسة.


 

– الشعب ليس بدجاج ولا بقطيع، ولا أحد يحقّ له هدم لبنان، فأصبحنا مسخرة الدول بسبب بعض السياسيين.

 

– التواصل مع رئيس البرلمان نبيه بري هو دائم، وسنتصل به أيضاً للتداول في الملف الرئاسي، كما سنتكلّم مع الجميع من دون استثناء، حتى مع “حزب الله”، والحراك سيبدأ من اليوم”.


 

وأتى ردّ الرئيس بري سريعاً على البطريرك الراعي، فذهب مجدداً من خلال بيان مكتبه الاعلامي الى التمسك بنهج التعطيل وإقفال ابواب المجلس أمام الجلسة الـ12 لإنتخاب رئيس للجمهورية، بربط الجلسة بـ”الاعلان عن ترشيحين جديّين على الأقل للرئاسة”، وانه “خلاف ذلك من تشويش وتهديد لا يعود بفائدة ولا ينفع سيما مع رئيس المجلس”.

 

وأتبعت قناة “المنار” التلفزيونية التابعة لـ”حزب الله” بيان بري النهاري بالتأكيد مساء انه “لا يزال في الميدان مرشح جدي واحد هو فرنجية، أما كلام المتعارضين عن مرشح للمعارضة هو جهاد أزعور، فلم يترجم على ارض الواقع بعد”، ما يعني ان فتح ابواب البرلمان في خبر كان.


 

في المقابل، أجرى أزعور اتصالات هاتفية امتدت لساعات مع عدد من النواب التغييريين ليجيب على أسئلتهم التي تتعلق بالاصطفافات السياسية والموقف من إنتفاضة 17 تشرين، والموقف من سلاح “حزب الله” والقضاء وانفجار مرفأ بيروت وخطة التعافي الاقتصادي والخروج من الازمة بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي.

 

الى ذلك، ظهرت توقعات بأن تعلن المعارضة خلال الساعات المقبلة ترشيح أزعور وسط بوانتاج يفيد بأن عدد النواب من مؤيدي ترشيح أزعور وصل الى 68 نائباً إستناداً الى انضمام نواب “اللقاء الديموقراطي” الذي يترأسه النائب تيمور جنبلاط الى مؤيدي أزعور. كما تحدثت معلومات عن مسعى لاصدار بيان مشترك بين المعارضة وتكتل “لبنان القوي” غداً السبت، للاعلان عن دعم ترشيح أزعور للرئاسة.


 

وبدا من خلال هذه المعطيات، ان الثنائي الشيعي دخل مرحلة التوتر الشديد، فكان من معالمها الفورية تكليف المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الرد على البطريرك الراعي في بيان، بالقول إن بري وحركة “أمل” والمقاومة “ضمانة وجود لبنان وعنوان سيادته واستقلاله وعيشه المشترك…”.

 

**************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

 “الجمهورية”: توترٌ عالٍ على الخط الرئاسي وحراك في كل الإتجاهات

غَداة عودة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من «زيارته الرئاسية» للفاتيكان وفرنسا، سُجّل أمس توتر سياسي عالي المستوى تلاحَقت وقائعه بين عين التينة وبكركي وما بينهما على جَبهتَي الموالاة والمعارضة، ما دَلّ الى ارتفاعٍ في منسوب التنافس على ساحة الاستحقاق الرئاسي يَشي باقتراب الحسم على مستوى الخيارات في كل الاتجاهات. فيما اعتبر بعض الاوساط المراقبة انّ ما يجري يعكس اشتِداد الكباش الرئاسي على وَقع الاصطفافات الحادة والتلويح بالعقوبات الخارجية، الأمر الذي قد يهدد التوافق على رئيس او على خوض الانتخابات بمنافسةٍ ديموقراطية.

كان التوتر قد انطلق أمس الأول على أثر بعض المواقف الاميركية التي هدّدت بِفرض عقوبات على مَن يعطّل الانتخاب الرئاسي، وسَمّى بعضها رئيس مجلس النواب نبيه بري. وبلغ التوتر أشدّه على أثر ما قاله البطريرك الراعي أمام وفد من نقابة الصحافة، من أنّه كان «على رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة إلى جلسة قبل شهرين من انتهاء ولاية الرئيس، ولكن نحن نتميّز بمخالفة الدستور»، مشيرًا إلى أنه «أصبحنا مَسخرة للدول بسبب بعض السياسيين، ولا يحقّ لأحد أن يلعب بمصير الشعب ولا يحق لأحد أن يهدم لبنان». ولفتَ الى أنّ «الفاتيكان وفرنسا طلبا منّي أن أعمل داخليًّا مع بقية المكوّنات، وسنتكلّم مع الجميع من دون استثناء حتى مع «حزب الله»، والحِراك سيبدأ من اليوم (أمس)».

 

وعلى الأثر سارعَ المكتب الإعلامي لبري الى الرَد على البطريرك بالبيان الآتي: «جَدّد رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري التأكيد أنّ أبواب المجلس النيابي لم تكن ولن تكون موصَدة أمام جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، في حال أُعلنَ عن ترشيحين جَديّين على الأقل للرئاسة، وخِلاف ذلك من تشويش وتهديد لا يعود بفائدة ولا ينفع، لا سيما مع رئيس المجلس».

 

وفي السياق عينه توجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان الى الراعي ببيان، قائلاً: «للأخ في إنسانيتنا وشريكنا في الوطن والوطنية غبطة البطريرك الراعي، أقول: نحن شركاء وطن وصنّاع سيادة وحُماة دولة وبلد ولسنا عبيداً، ولبنان يُصنَع في لبنان وليس في الطائرة، والسيادة الوطنية على أبواب مجلس النواب وليست بالأوراق المحمولة جواً، وتاريخ لبنان شاهِد».

 

آلِيّة تَبنّي أزعور

 

في غضون ذلك، وعلى وَقع هذه الاجواء، قالت مصادر تواكِب حركة النواب المعارضين ومسؤولي «التيار الوطني الحر» لـ«الجمهورية» انّ «الاتصالات مستمرة ساعةً بساعة، وانّ اجتماعات عدة عُقدت بين موفدين وعلى المستوى القيادي في ظروفٍ اعلامية مقفلة من أجل ترجمة الاتفاق الذي تَقرّر أن يُنفَّذ في ظل تكتمٍ شديد لحماية ما يمكن اتخاذه من خطوات وضمان تنفيذها بعد الانتهاء من إجراءات «إحياء الثقة» بين مختلف الأطراف قبل تبنّي ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور».

 

ولفتت المصادر عينها الى انّ صيغة أولية يجري التداول بها من اجل الاعلان، باسم الاطراف جميعها، عن تَبينّهم لأزعور وقد يتم التوصّل اليها غداً إن بقيت وتيرة اللقاءات على ما هي عليه. وختمت المصادر انّ صدور الموقف غداً يَستدعي التنبّه وانتظار عظة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ليكون له موقف مُكمل يتوجّه فيه بعد مباركة التوافق الى بقية الأطراف، ولا سيما الى رئيس مجلس النواب نبيه بري وقيادة «حزب الله»، لِمُطالبَة الأول بالدعوة الى جلسة انتخابية، ولتكون الكلمة النهائية للديموقراطية بعد التزام الجميع بضرورة الحفاظ على النصاب القانوني للجلسة الأولى ومسلسل الدورات التي يمكن ان يواصلها بري بعد توقّف مسلسل الجلسات الـ11 الأخيرة.

 

وتردّدت معلومات أمس عن اتصالات إفرادية يقوم بها أزعور مع عدد من النواب المستقلين والتغييريين الذين طالبوه بشَرح استراتيجيته التي يمكن ان يعمل على هَديها، وبرنامجه في شأن كثيرٍ من الملفات والقضايا الكبرى.

 

إسم ثان

 

وكشفت مصادر «التيار الوطني الحر» لـ«الجمهورية» عن مَسعى لا يزال في بداياته يَتمثّل بتوسيع التوافق ليشمل اسماً ثانياً الى جانب جهاد ازعور في خطوةٍ تُساعِد على نزع ذريعة التحدي.

 

ورأت «انّ خلاصة زيارة البطريرك الراعي لباريس ولقائه ماكرون وما قاله بعد اللقاء يشير الى انّ دعم ترشيح فرنجية انتهى فرنسيّاً ودوليّاً، لأنّ الاستحقاق أصيب بجمود مُقفل وهناك معارضة مسيحية كبيرة في وجهه لا يمكن تَخطّيها». ورأت المصادر «انّ التهديد الاميركي واضح وجدي وله مفاعيل لا يمكن الاستخفاف بها، وهناك معلومات تؤكد انّ العقوبات آتية لِتطاول أكثر من فريق، وهذا الامر بدأ ينعكس بانطلاق حراك جديد وجدي للبحث عن مخرج يَخرق الاصطفافات».

 

الثنائي الشيعي

 

وفي المقابل قَلّل «الثنائي الشيعي» من التهويل بالعقوبات، ولفتت مصادره لـ«الجمهورية» الى انها ليست المرة الاولى التي يهدد فيها الاميركي ومعه الفرنسي بالعقوبات، فالخارج يريد حماية مصالحه فقط ولا يهمه أيّ شيء آخر وسيناريو التهديدات والتسريبات ليس جديداً… وفي النهاية لا يصح الّا الصحيح، والصحيح هنا انّ فرنجية هو الاكثر حظاً ومتمسّكون به، ونحن نرى الآن انّ حظوظه تقدمت أكثر من ذي قبل ولم تتراجع».

 

وختمت المصادر: «لا plan B عندنا والمعارضة حتى تحشرنا أكثر، تدفع الاستحقاق الرئاسي الى حدود الغليان ونحن نرد: لا رئيس الّا سليمان»…

 

معارضة غير موحّدة

 

وفي المقابل، قالت مصادر مطلعة على أجواء التحركات والاتصالات المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي لـ«الجمهورية»، «انه تبيّن من الاتصالات حتى الآن انّ المعارضة غير موحدة على اسم أزعور نتيجة موقف تكتل «لبنان القوي» الذي جاء مدروساً لجهة عدم السير في خطى رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الانتحارية لأسباب تتّصِل برفضه ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية لاعتبارات شخصية، إذ لا مجال لذلك في الخيارات خصوصاً المصيرية منها.

 

وثمّة من يعتقد أنّ باسيل كان اكبر الخاسرين في اليومين الماضيين، فإذا به يكشف ضعفه وعدم قدرته على الامساك بزمام المبادرة في التيار، على رغم حضور عمه الرئيس ميشال عون اجتماع تكتل «لبنان القوي»، أضِف الى سقوط ما تمّ تسويقه غداة الانتخابات النيابية من انّ تكتل باسيل هو الاكبر، وبالتالي باتَ رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع هو صاحب اكبر تكتل نيابي مسيحي مُتماسك. كما انّ باسيل قد خسر في الوقت عينه حليفه الإستراتيجي «حزب الله» في الوقت الخطأ حيث انه تخلّى عن هذا الحليف في زمن تثبيت خيار المقاومة، وهذا ما أشار إليه بيان القمة العربية الذي انعَقد في جدة.

 

امّا الخاسر الثاني فهو جعجع الذي لطالما وضعَ معياراً لنفسه هو عدم ثقته بباسيل الا اذا تأكد من اقتراعه لأزعور، لكن بيان تكتل «لبنان القوي» جاء مُخيباً له ولكنه آثَرَ الصمت تَلافياً للنقاش داخل «القوات» الذي لا يرتاح الى باسيل كما للاحراج امام المملكة العربية السعودية التي لا تَستسيغ باسيل على الاطلاق، وهي كانت قد رفعت «الفيتو» عن فرنجية بإيجابية مُلفتة ولم تكن لتعترض على ايّ تعاون بين الاثنين، أي جعجع وفرنجية، انسجاماً مع صورة المنطقة.

 

امّا في الشق المتعلق بالفرنسيين فلا شيء قد تبدّل على الاطلاق، لا بل انّ المصادر المطلعة اكدت انّ ماكرون كان واضحاً مع البطريرك من انه لن يكون هناك رئيس في لبنان لا يرضى عنه «حزب الله»، أضِف الى انّ الاصطفاف الجديد لم يَرتكِز على أسس ثابتة اذا ما قيس الأمر بالمعيار الوطني للاستحقاق الرئاسي، حيث انّ شريحة واسعة من الشارع السني لا تحبّز البَصمة الباسيلية على اي رئيس قادِم، خصوصاً انها تعتبر فرنجية يدفع ثمن وطنيته وخطابه اللاطائفي على مر التاريخ.

 

كما تعتبر المصادر انّ كفّة الترجيح ستكون سعودية في الايام المقبلة انسجاماً مع تقدّم المسار الفرنسي ـ السعودي بالنسبة الى ما يتعلق بالملف اللبناني، حيث انّ ما تم إنجازه لن يتم التفريط به، لا بل يُراد البناء عليه في المستقبل وهذا ما عكسه ماكرون بطريقةٍ غير مباشرة للبطريرك الراعي من انه على المسيحيين أن يَتّعِظوا من التاريخ، وأن ينخرطوا في الاجواء الاقليمية المستجدة.

 

*****************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

المعارضة اللبنانية تنتقل إلى الضغط لعقد جلسة لانتخاب رئيس

بعد الاتفاق على ترشيح جهاد أزعور

بيروت: كارولين عاكوم

مع حسم معظم الفرقاء المعارضين لترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، إلى رئاسة الجمهورية، موقفَهم لجهة دعم الوزير السابق جهاد أزعور، انتقلت معركتهم، اليوم، إلى مرحلة أخرى هي الضغط على رئيس البرلمان نبيه بري، للدعوة إلى جلسة لانتخاب رئيس في أسرع وقت.

 

ويبدو واضحاً تقاذف المسؤولية حيال التريّث في الدعوة لجلسة جديدة، من خلال المواقف التي يطلقها الفرقاء السياسيون من مختلف الأطراف، وكان آخِرها موقف رئيس البرلمان نبيه بري، الذي وضع شروطاً للدعوة إلى جلسة انتخابية.

 

من هنا فإن المعارضة تبذل جهودها لتنظيم صفوفها ومواقفها للمواجهة، بعد الاتفاق على ترشيح أزعور للرئاسة، على أن تكون معركتها في هذه المرحلة هي الضغط للدعوة إلى جلسة للبرلمان.

 

ورغم إعلان «التيار الوطني الحر»، قبل يومين، تأكيد «المسار الذي يقوده رئيس التكتل لجهة التوافق مع المعارضة على مرشح لرئاسة الجمهورية»، بعدما كانت قد ارتفعت أصوات نيابية معترضة من داخل «التيار» على الاتفاق على أزعور، بدا لافتاً، أمس، غياب ممثلين له عن الاجتماع الذي جمع ممثلين للفرقاء المعارضين الذي اجتمعوا على تأييد أزعور.

 

وأعلنت المعارضة عن اجتماع عقدته لوضع الآليات المناسبة المؤدية إلى بلورة اتفاق رئاسي، وفق ما أعلنت، في بيان لها، وقد ضمَّ ممثلين عن حزب «القوات اللبنانية»، وحزب «الكتائب اللبنانية»، و«كتلة التجدد»، وعدداً من نواب التغيير. وقالت: «في إطار الجهود التي تقوم بها قوى نيابية معارِضة وتغييرية لمواجهة منطق تخيير اللبنانيين بين الرضوخ أو الفراغ، عقد ممثلون لكتل الجمهورية القوية، والكتائب، والتجدد، وعدد من نواب التغيير، اجتماعاً لوضع الآليات المناسبة المؤدية إلى بلورة اتفاق رئاسي بينها وبين كتل أخرى تقاطعوا معهم على اسم مرشح مشترك لرئاسة الجمهورية. وجرى التداول في كيفية تظهير هذا التقاطع عند حدوثه، بما يدفع باتجاه إنهاء الفراغ الرئاسي وإنقاذ لبنان من أزمته».

 

وفي حين أشارت المعلومات إلى أن المعارضة ستعلن مجتمعةً توافقها على أزعور، تؤكد مصادر حزب «القوات اللبنانية»، لـ«الشرق الأوسط»، «أنه بعد الانتهاء من المرحلة الأساسية وهي الاتفاق على مرشح واحد بين المعارضة والتيار، بات التركيز، اليوم، على المعركة الثانية، المتمثلة بالضغط لدعوة رئيس البرلمان المجلس النيابي إلى جلسة لانتخاب رئيس». وتشير إلى أن «تظهير الاتفاق قد يكون بأشكال عدة منها في مشهد واحد، أو بإعلانات متتالية، أو خلال التصويت في البرلمان»، متحدثة عن أمور أخرى «لها علاقة في سياق المعركة الرئيسية، وعدم إحراج أي طرف نريده أن يكون معنا في هذا الاتفاق، إضافة إلى أمور تفصيلية تقنية، منها اتصالات سيُجريها أزعور».

 

وعن معركة عقد جلسة الانتخاب، تقول المصادر: «حان الوقت لدعوة بري إلى جلسة لانتخاب رئيس، بعدما سقطت كل الأعذار التي كانوا يرفعونها، والمعارضة ستضع خريطة طريق لتحقيق هذا الأمر، ولا سيما أننا مقتنعون بأن حظوظ أزعور بالفوز مرتفعة مقابل فرنجية».

 

في هذا الإطار قال النائب في حزب «القوات اللبنانية» فادي كرم إن «خليّة فرقاء المعارضة تعقد اجتماعات يومية؛ للبحث في طريقة إعلان تبنّي ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، خلال أيام، وبالتنسيق مع التيار الوطني الحرّ؛ من أجل أن نكون فريقاً واحداً متماسكاً لمقاربة المعركة الرئاسية والضغط على الرئيس نبيه بري، بهدف الدعوة إلى جلسة انتخاب رئيس في أسرع وقت».

 

وأشار كرم، في حديث إذاعي، إلى أن «الرئيس بري يعلم أنه من مصلحة البلد الدعوة إلى جلسة، ولا سيّما أن هناك مرشحيْن، وكل الفرقاء باتوا جاهزين للانتخابات الرئاسية واتّخذوا مواقفهم، ومن ثم سقطت، اليوم، الحجة وراء عدم الدعوة إلى جلسة». وقال: «من المفترض أن مرشحنا جهاد أزعور لديه القدرة على تأمين أكثر من 65 صوتاً».

 

من جهته اعتبر النائب في «القوات» جورج عقيص أنّ «جهاد أزعور ليس مرشح تحدٍّ، والمطلوب من الثنائي تعريف معنى مرشح التحدي»، مشيراً إلى أنّه «من الآن وحتى نهاية الأسبوع، إذا سار كل شيء على ما يُرام، سيكون الإعلان عن تقاطع نيابي واسع يعلن دعمه لجهاد أزعور»، مؤكداً أنّ «كتلة الاعتدال الوطني لم تحسم قرارها بعد، لا لجهاد أزعور، ولا لسليمان فرنجية».

 

وفي حين لم يحسم «الاعتدال الوطني»، والحزب «التقدمي الاشتراكي»، وعدد من النواب المستقلين، موقفهم تجاه ترشيح أزعور، فإن الملف الرئاسي كان محور بحث، الخميس، بين النائب في «الاعتدال الوطني» وليد البعريني، ومفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان.

 

وأكد البعريني، بعد اللقاء، أن دار الفتوى «حريصة على موقع رئاسة الجمهورية، وهي مع انتخاب الرئيس الذي يتحلى بالمواصفات التي وضعتها دار الفتوى في بيانها، إثر اجتماع اللقاء الوطني للنواب المسلمين من أهل السنة والجماعة، الذي حصل في سبتمبر (أيلول) الماضي، ولا تتوقف عند اسم الرئيس». وقال: «نحن مع دار الفتوى وتحت مظلتها، ونتشاور ونتواصل مع سماحته في انتخاب رئيس الجمهورية، والله الموفق».

 

***********************


افتتاحية صحيفة اللواء

 

مواجهة شيعيَّة – مسيحيَّة ترفع من حرارة التأزُّم الرئاسي

الراعي ينضم إلى ائتلاف المعارضة والتيار.. وصوان يتَّهم عناصر من حزب الله بقتل الإيرلندي

 

بين التهديد (أي التهديد الأميركي الأوروبي بفرض عقوبات) والتشويش (اي الماكينة الاعلامية التي تستهدف الخيارات المختلفة)، دفع الرئيس نبيه بري برسائل قاطعة بوضوحها لخصمه التيار الوطني الحر والتقاطعات التي يلجأ إليها لحشر رئيس المجلس، ابرزها استقبال قائد الجيش العماد جوزاف عون، واعلان الاتفاق من عين التينة على التوافق بين بري وعون على توقيع مرسوم ترقية ضباط من رتبة عقيد الى عميد اي دورة العام 1994 وترقيات دورتي 1995 و1996.

ومن الرسائل تجديد التأكيد على ابواب المجلس لم ولن تكون موصدة امام جلسة انتخاب رئيس للجمهورية بحال اعلن عن ترشيحين جديين على الاقل للرئاسة.

والتقط التيار الوطني الحر، فصوَّب باتجاه «الثنائي الشيعي»، الذي اعتبر ان اية تسمية سوى النائب السابق سليمان فرنجية هو من قبيل التحدي والمناورة، وبالتالي فالسعي لاحراج رئيس المجلس دونه صعوبات، لا تقدِّم ولا تؤخر بصرف النظر عن آليات إخراج ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور الى العلن، حسب المصادر المتابعة «للتورم» في العلاقة بين الرئيس بري والنائب جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر..

وفي الوقت، الذي تستعد فيه المعارضة المسيحية مع التيار الوطني الحر الى اعلان دعم ترشيح ازعور غداً او مطلع الاسبوع المقبل، دخل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على الخط، بعد عودته من فرنسا والفاتيكان، كاشفاً ان هذين البلدين «طلبا مني ان اعمل داخلياً مع باقي المكونات، وسنتكلم مع الجميع من دول استثناء، حتى مع حزب الله، والحراك سيبدأ من اليوم (اي زمن).

وربط الراعي بين الاتفاق على شخص من قبل المكوّنات المسيحية، و«على هذا الاساس تحركت لان لبنان لم يعد يتحمل». كاشفاً عن ارتياح باريس والكرسي الرسولي للتوافق المسيحي والآن سيبدأ العمل» غامزاً من قناة رئيس المجلس «إذا اعتبر ان على رئيس المجلس الدعوة الى جلسة قبل شهرين من انتهاء الولاية، ولكن نحن نتميز بمخالفة الدستور».

وهذا الموقف المتوتر بين بكركي وعين التينة، والغالبية المسيحية، والثنائي الشيعي، عبَّر عنه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، الذي اعلن ان «لبنان يصنع في لبنان، وليس في الطائرة، والسيادة الوطنية على ابواب مجلس النواب وليس بالاوراق المحمولة جواً».

ومع هذا التأزم الداخلي، كشف النقاب عن زيارة لوزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الى المملكة العربية السعودية الخميس المقبل (8 حزيران) للمشاركة في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش، وحسب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، فإن الزيارة ستكون مناسبة للتطرق الى الاولويات الفرنسية وتلك المشتركة». وقد يكون الملف اللبناني من ضمنها حكماً بعد القمة العربية في جدة قبل اكثر من اسبوعين.

واعتبرت مصادر سياسية امكانية توصل مكونات المعارضة مع التيار الوطني الحر، الى اتفاق فيما بينها على مرشح رئاسي خلال الأيام المقبلة، بأنها خطوة مهمة، من شأنها اخراج ملف الانتخابات الرئاسية من الجمود واعادة تحريكه الى الامام مجددا وقالت:اذا تكللت المشاورات الجارية بين مكونات المعارضة والتيار العوني بالنجاح بالاتفاق على مرشح موحد للرئاسة،تكون قد اسقطت ذرائع الثنائي الشيعي، بالاستمرار في تعطيل الاستحقاق الرئاسي، بحجة أنه لايوجد مرشح للمعارضة حتى يحدد رئيس المجلس جلسة لانتخاب الرئيس الجديد.


وكشفت المصادر بأن الاتفاق الموعود للمعارضة والتيار على اسم المرشح الرئاسي، أحرج الثنائي الشيعي، واضعف مرشحه للرئاسة،رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى الحدود الدنيا، واحيا الآمال بخطوات سريعة لانجاز الانتخابات الرئاسية في وقت قريب، بينما لوحظ في البيان الذي اصدره رئيس المجلس النيابي بالامس استياء واضحا من خطوة اتفاق المعارضة عكسته النبرة العالية للبيان .

وفي المجريات، تكثفت مساعي اطراف المعارضة والتيار الحر بهدف بلورة آلية للتقاطع على اسم ازعور، كما استمر الحراك الرئاسي من قبل بعض النواب والقوى، حيث ان النائب المستقل الدكتور غسان سكاف التقى امس السفير المصري ياسر علوي، «حيث تمت مناقشة آخر التطورات السياسية والجهود الرامية لتجاوز الجمود الحالي وإتمام الاستحقاقات الدستورية وعلى رأسها انتخاب رئيس الجمهورية». وسيلتقي سكاف مطلع الاسبوع المقبل كلا من سفراء السعودية وقطر وفرنسا.

وقال سكاف لـ «اللواء»: ان الجانب المصري يستطلع الاجواء ويتريث لحين اتضاح صورة الامور، وهو يواكب الامور ويتابع التحضير للقاء الخماسي الذي سيعقد في الدوحة اوائل حزيران الحالي. كما ان اطراف المعارضة تنتظر امرين: نتيجة لقاءات البطريرك بشارة الراعي في باريس والفاتيكان، وهل سيدعو الرئيس نبيه بري المجلس الى جلسة انتخابية بعد التقاطع على اسم الوزير ازعور.

واعلن حزب الكتائب انه «في اطار الجهود التي تقوم بها قوى نيابية معارضة وتغييرية لمواجهة منطق تخيير اللبنانيين بين الرضوخ او الفراغ، عقد ممثلون عن كتل الجمهورية القوية والكتائب والتجدد وعدد من نواب التغيير اجتماعاً، لوضع الآليات المناسبة المؤدية الى بلورة اتفاق رئاسي بينها وبين كتل اخرى تقاطعوا معهم على اسم مرشح مشترك لرئاسة الجمهورية. وتم التداول في كيفية تظهير هذا التقاطع عند حدوثه بما يدفع باتجاه إنهاء الفراغ الرئاسي وإنقاذ لبنان من أزمته».

وسرت معلومات على لسان مصادر معارضة عن امتعاض بعض اطرافها من الاتفاق بين الاحزاب المسيحية الثلاثة على إسم الوزير السابق، من دون الرجوع إلى حلفائهم الآخرين. وسألت «كيف يُمكن أنّ ننتخب شخصاً لم يتواصل معنا، ولم نتحاور معه، ولم نتناقش معه برنامجه السياسيّ ورؤيته الإقتصاديّة؟» وربما لن تُوافق عليه وقد يكون لدى البعض منها تحفّظات على إسم ازعور. ولهذا قرر الاجتماع مساء امس عبر تطبيق زوم مع عدد من نواب التغيير.

لكن الذي حصل حسبما علمت «اللواء» ان ازعور اتصل ببعض نواب التغيير فرادى وتداول معهم في موضوع ترشيحه والافكار التي يحملها سياسيا واقتصاديا، لكن النواب لن يتخذوا قرارا بترشيحه من عدمه قبل التواصل مع باقي اطراف المعارضة والتيقن من جدية ترشيحه وهل اتفاق اطرافها نهائي، وعدد الاصوات التي يمكن ان يحصل عليها، ليبنوا على الشيء مقتضاه.

كما عقد نواب التغيير اجتماعاً في وقت لاحق للبحث في ترشيح ازعور، وقالت مصادرهم لـ«اللواء»: ان الاجواء ايجابية وسنتابع النقاش لمتابعة اي تطور يحصل.

الاعتمادات والرواتب

معيشياً، وفي ما خص رواتب القطاع العام غير المؤمنة لشهر حزيران، قال رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان: تبلّغتُ من جهاتٍ معنيّة أن لا اعتمادات للجيش والقوى الأمنية في اليومين المقبلين ومسألة الرواتب بالغة الأهمية، ومشاركة «لبنان القوي» في أي جلسة تشريعية لهذا الغرض تدرس في ضوء ضرورات المرحلة.

اضاف: بالمبدأ كان يُفترض على الحكومة أن تحيل موازنة 2023 إلى المجلس منذ أشهر ولكنني وبسبب الظروف الاستثنائية سأبدأ باتصالات مع مختلف الكتل لمحاولة التوصل إلى صيغة لصرف الإعتمادات اللازمة لرواتب القطاع العام.

في الاثناء، أصدر وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل قراراً تحت الرقم 391/1 تاريخ 1 حزيران 2023 حدّد بموجبه «آلية تنفيذ المرسوم رقم 11227 تاريخ 18/4/2023 المتعلق بإعطاء تعويض مؤقت لجميع العاملين في القطاع العام والمتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعدي بحيث يدفع هذا التعويض المؤقت اعتباراً من منتصف شهر حزيران من سلفة الخزينة المعطاة الى وزارة المالية بموجب المرسوم رقم 11301 تاريخ 18/4/2023، وذلك عن شهري أيار وحزيران للمتقاعدين وعن شهر أيار للعاملين في الخدمة الفعلية من مدنيين وعسكريين، بحيث لا يقلّ هذا التعويض لموظفي الإدارات العامة والمتعاقدين عن /8.000.000/ ل.ل. وعن /7.000.000/ل.ل. بالنسبة للعسكريين الذين سيتم احتساب هذا التعويض لهم على أساس الراتب والمتممات العسكرية، على ألا يزيد في مطلق الأحوال هذا التعويض المؤقت عن /5.000.000/شهرياً، وقد تضمن أيضاً هذا القرار الشروط الواجب توفرها من أجل استحقاق هذا التعويض لا سيما بالنسبة لعدد أيام الحضور الفعلي وكيفية مراقبة دوام الموظفين وكذلك الآلية الواجب اعتمادها من أجل إعداد الجداول المتعلقة بتسديد هذا التعويض المؤقت» .

سنترالات أوجيرو

على الصعيد الخدماتي، بدأت سنترالات «اوجيرو» تطفئ محركاتها تباعا بسبب نفاد المازوت. وقال وزير الاتصالات جوني القرم: من المتوقّع أن يتمّ تنفيذ القرارين المتعلّقين بالاتصالات بين اليوم والغد، والمشكلة الحقيقيّة تكمن في إلغاء الموازنة الملحقة الخاصة بنا.

اضاف: في حال تم تحويل الأموال والاعتمادات اليوم سيؤمَّن المازوت وتعود السنترالات إلى العمل تباعاً.

وفي السياق، تلقى وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، رسالة من شركة تسويق النفط العراقي التابعة لوزارة النفط تبلغه بالمضي قدماً في مضاعفة كمية الفيول اويل الشهرية المخصصة للبنان بموجب الاتفاقية السارية المفعول، من 80 ألف الى 160 ألف طن ابتداء من شهر تموز. وفي بيان صادر عن المكتب الإعلامي لفيّاض، «تأتي هذه الخطوة بعد المشاورات التي أجراها وزير الطاقة والمياه الدكتور وليد فياض والاجتماعات التي قام بها مع الجانب العراقي وكان آخرها في الشهر الماضي مع رئيس الوزراء السيد محمد السوداني ووزير النفط حيان عبد الغني وما تبعها من قرار لمجلس الوزراء العراقي. وتحقق هذه الزيادة في الكمية فرصة لمضاعفة الطاقة الكهربائية التي تنتجها محطات الانتاج العاملة على الغاز اويل والفيول، وذلك لتلبية حاجات اللبنانيين من التغذية الكهربائية خلال الصيف. ومن شأن وصول الكمية الجديدة أن يخفف الحاجة الى استيراد مادة «الديزل أويل» من قبل الشركات اللبنانية المستوردة لصالح المولدات الخاصة» .

اتهام حزب الله

وفي تطور جديد بقضية حادثة بلدة العاقبية، اتهم القضاء العسكري خمسة عناصر من حزب الله، أحدهم موقوف، «بجرم القتل عمداً في الاعتداء على دورية للكتيبة الإيرلندية العاملة في قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان، والذي أسفر عن مقتل جندي إيرلندي.

واتهم القرار الاتهامي، الذي أصدره قاضي التحقيق العسكري الأول فادي صوان، «عناصر تنتمي إلى حزب الله بتأليف جماعة من الأشرار، وتنفيذ مشروع جرميّ واحد».وأكّد صوان أن « أفعالَ كلّ من الموقوف محمّد عيّاد وأربعة فارين من وجه العدالة تنطبق على الفقرة الخامسة من المادة 549 من قانون العقوبات اللبناني والتي تنصّ على أنه «إذا ارتكب جرم على موظّف رسمي أثناء ممارسته الوظيفة أو في معرض ممارستها أو بسببها يعاقب بالإعدام» .

وخلص القرار، يقع في ثلاثين صفحة، الأشخاص المذكورين بـ»القتل عمداً». وأحال الجميع على المحكمة العسكرية لمحاكمتهم، كما سلّم صوان نسخة عن القرار الاتهامي إلى قوة اليونيفيل.

 

*************************

افتتاحية صحيفة الديار

«الكباش» الرئاسي يشتدّ ويتخذ منحى طائفياً… والتلويح بالعقوبات يرفع منسوب التوتر

المعارضة و«الوطني الحرّ» الى إعلان مُشترك غداً… بكركي تتحرّك… وبري يرفض «التهديد»

 تفاهمات سياسيّة لحماية المؤسسة العسكريّة… زيادة التغذية كهربائياً… واستنفار جنوباً – ابراهيم ناصرالدين

 

عكس الاستنفار المتبادل على الحدود الجنوبية بالامس، بين الجيش اللبناني وقوات الاحتلال الاسرائيلي، حال التوتر المتصاعدة في «اسرائيل» ازاء كل ما يحصل في الشمال، حتى لو كان الامر لا يتعدى نصب «خيمة». ثمة مخاوف لا تخفيها القيادات الامنية والسياسية الاسرائيلية من استعدادات الطرف الآخر، والقلق من حرب متعددة الساحات، يجري الاستعداد لها بالمناورة الضخمة المستمرة، وسط ترويج اعلامي واستخباراتي عن بلوغ ايران مرحلة دولة العتبة النووية حيث باتت قادرة، بحسب التقديرات الاسرائيلية على صنع قنبلة خلال 12 يوما؟!

 

هذا «الضجيج الاسرائيلي» غير المسبوق برا وبحرا وجوا، لم يصم الآذان في بيروت، حيث تستعد القوى السياسية لخوض «الجزء الثاني» من المعركة الرئاسية، عبر «مناورات» تجريها قوى المعارضة و «التيار الوطني الحر» بحذر شديد وانعدام ثقة متبادل، وتستحضر فيها كل ادوات الضغط الداخلي والخارجي، لخوض مواجهة «اقصائية» مع المرشح المدعوم من «الثنائي الشيعي» للوصول الى معادلة سلبية، تعبد الطريق نحو البحث عن مرشح ثالث لا تزال اوراقه مستورة، وسط مخاوف جدية من انتقال «الكباش» السياسي الى معركة بعنوان طائفي.

 

وفيما لن يتغير الموقف الفرنسي وكذلك السعودي، وفيما لا تزال قطر تسوّق لقائد الجيش جوزاف عون، طرح الدخول الاميركي على الخط الرئاسي عبر التهديد بفرض عقوبات على 19 مسؤولا لبنانيا، الكثير من علامات الاستفهام، حول خلفية رفع مستوى الضغط في هذا التوقيت، وهل هو لفرض مرشح بعينه؟

 ابواب «المجلس» مفتوحة؟

 

وفي هذا السياق، ردّ رئيس مجلس النواب نبيه بري، على التهديدات الأميركية بفرض عقوبات عليه «لامتناعه عن الدعوة إلى جلسة للانتخاب»، مؤكداً «أنّ أبواب المجلس النيابي لم ولن تكون موصدة أمام جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، بحال أُعلن عن ترشيحين جديين على الأقل للرئاسة، وخلاف ذلك من تشويش وتهديد لا يعود بفائدة ولا ينفع سيّما مع رئيس المجلس».

 العقوبات الاميركية

 

وكانت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف أجابت عن سؤال أمام الكونغرس، بأنّ الإدارة الأميركية تنظر في فرض عقوبات على من يعرقل انعقاد البرلمان اللبناني وانتخاب رئيس للجمهورية. وذلك على خلفية تواصل سياسيين لبنانيين وأميركيين من أصل لبناني مع أعضاء في الكونغرس، للمطالبة بالتلويح بفرض عقوبات على رئيس مجلس النواب نبيه بري، لامتناعه عن الدعوة إلى جلسة للانتخاب. وقد جرى تسريب معلومات عن وزارة الخزانة تفيد بان العقوبات يمكن ان تشمل 19 مسؤولا لبنانيا.

بري سيواجه التحدي!

 

ووفقا لمصادر عين التينة، فان بري يقرأ بوضوح المشهد، وهو اراد بموقفه ان يفهم الآخرين ان سياسة التحدي لن تصل الى اي نتيجة، والتهويل عليه «لعبة» غير ذكية ابدا، وتعقد الامور بدل ان تحلها. وهو حتى الآن لا يرى الا مرشحا جديا واحدا رئاسيا هو رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، وكل «الصخب» على الضفة الاخرى لا يزال مناورة «وجعجعة» دون «طحين».

قبلان «يصعد»

 

في هذا الوقت، احدثت مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي بعد عودته من الفاتيكان وباريس، رد فعل غير مسبوق من المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان الذي عكس بكلماته العالية النبرة، انتقال الازمة الى مرحلة «خطرة» تحمل في طياتها «هواجس» طائفية تثير القلق مع دخول الاستحقاق مرحلة جديدة شديدة الخطورة. وقد رد قبلان على الراعي بالقول «نحن شركاء وطن ولسنا عبيدا، والرئيس يصنع في لبنان وليس في الطائرة، وهو يصنع في مجلس النواب وليس في «الاوراق» المحمولة جوا. وقال «كفانا تنظير، لان الرئيس بري امين على مصالح المسيحيين قبل المسلمين».

الراعي ينتقد بري

 

وكان البطريرك الراعي اكد أنّه سيبدأ حراكاً سياسياً للتواصل مع جميع المكوّنات السياسية من دون استثناء بما في ذلك حزب الله. ولاقى الراعي الأصوات التي تحمّل رئيسَ مجلس النواب نبيه بري مسؤولية عدم الدعوة إلى عقد جلسة لانتخاب رئيس، معتبراً أنّ عليه الدعوة إلى جلسة قبل شهرين من انتهاء الولاية «ولكن نحن نتميّز بمخالفة الدستور». وقال «أصبحنا مسخرة للدول بسبب بعض السياسيين، ولا يحق لأحد أن يلعب بمصير الشعب ولا يحق لأحد أن يهدم لبنان»، مؤكدا ان «على رئيس مجلس النواب الدعوة إلى جلسة قبل شهرين من انتهاء الولاية، ولكن نحن نتميّز بمخالفة الدستور».

باريس «ولعبة» الاسماء

 

وفيما كشف الراعي، أنّ الفاتيكان وفرنسا طلبا منه العمل داخلياً مع باقي المكوّنات، اكدت أوساط سياسية مطلعة، ان البطريرك ابلغ ماكرون بحصيلة توافق القوى المسيحية على الوزير السابق جهاد أزعور، كمرشح توافقي إصلاحي لا مرشح مواجهة أو تحدّ لأحد. في المقابل، رفض ماكرون الدخول في لعبة الأسماء، وأكد أنّ فرنسا لا تدعم اسماً معيناً، بل تدعم حلاً تجده الأوفر حظاً ربطاً بالتطورات الإقليمية والدولية.

اعلان الاتفاق غدا؟

 

في هذا الوقت، تكثفت الاتصالات بين قوى المعارضة و«التيار الوطني الحر» لوضع اللمسات الاخيرة على ترتيبات الإعلان عن دعم ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور للرئاسة. ووفقا للمعلومات، تنصب الجهود على إصدار بيان مشترك بين المعارضة وتكتل «لبنان القوي» يوم غد السبت يعلن من خلاله الاعلان عن دعم ترشيحه. وبحسب مصادر سياسية بارزة، فان الفريق النيابي المعترض على ترشيح أزعور داخل تكتل «لبنان القوي» لم ينجح في فرملة اندفاعة النائب جبران باسيل، الذي يتجه الى التماهي مع موقف «خصوم» حليفه السابق حزب الله، مخاطرا بالقطع نهائيا مع المرحلة السابقة، دون ان ينجح في الحصول على حلفاء جدد لا يثقون به ولا يريدون منه الا اتفاقا مرحليا على «القطعة»، عنوانه «هزيمة» حليفه السابق من بوابة الاستحقاق الرئاسي.

سيناريوهات التعطيل قائمة

 

واذا ما تم الاعلان المشترك يوم السبت عن ترشيح أزعور في مقابل فرنجية، سينتقل الملف الرئاسي الاسبوع المقبل إلى مرحلة جديدة عنوانها المواجهة في مجلس النواب، وقد بدأ الفريقان «ببوانتاج» جديد للارقام. ومن الواضح ان سلاح تعطيل النصاب، لا يزال حاضرا ولن يتوانى اي من الفريقين عن استخدامه، لمنع مرشح الفريق الآخر من الوصول الى بعبدا، مع ما سيرافق ذلك من توتر. ولهذا لا تستبعد مصادر نيابية ان يبادر بري الى الدعوة إلى جلسة بعد التبني الصريح من قبل المعارضة «والتيار» لازعور، لعلمه المسبق ان ايا من المرشحين لن يحصل على الاصوات اللازمة للنجاح. وهذا يعني ان الازمة ستعود الى «نقطة الصفر»، لكن هذه المرة مع ارتفاع قد يكون غير مسبوق «للتشنج» السياسي والطائفي.

تعهدات ازعور

 

في غضون ذلك، بدأ أزعور سلسة من الاتصالات واللقاءات عبر تقنية «الزوم» مع نواب في المعارضة وقوى «التغيير». ووفقا للمعلومات، طلب موقفا واضحا من القوى التي ترشحه، قبل أن يبادر إلى التواصل مجدداً مع «الثنائي الشيعي»، وهو ابلغ من حاورهم انه سيكون رئيسا بلا وزراء ولا نواب ولا حصص، كما اعتبر أن الكثير من الملفات المرتبطة بحزب الله والقررات الدولية والداخلية بحاجة الى حوار بين كل الاطراف. وفي السياق نفسه، عقد ممثلون عن كتل «الجمهورية القوية» و«الكتائب» و«التجدد» وعدد من نواب «التغيير»، اجتماعا لوضع الآليات المناسبة المؤدية الى بلورة اتفاق رئاسي بينها وبين كتل اخرى تقاطعوا معهم على اسم مرشح مشترك لرئاسة الجمهورية. وتم التداول في كيفية تظهير هذا التقاطع عند حدوثه، بما يدفع باتجاه إنهاء الفراغ الرئاسي وإنقاذ لبنان من أزمته.

التوتر جنوبا؟

 

في هذا الوقت، نجحت قوات «اليونيفيل» عبر اتصالات بين الطرفين اللبناني والاسرائيلي في لجم حال التوتر، بعدما اتخذت عناصر الجيش مواقع قتالية، ووضعت وحداته بآلياتها ومعداتها العسكرية في منطقة جنوب الليطاني، في حال استنفار قصوى، ردا على تهديدات جيش العدو الاسرائيلي بازالة وبالقوة، خيمة كانت قد ركزت في محاذاة الخط الحدودي في محور بسطرة – مزارع شبعا.

 

وكانت قوات «اليونيفيل» قد نقلت عن العدو «ان الخيمة ركزت داخل المنطقة المحتلة ويجب ازالتها من قبل الجهات المعنية»، في حين يعتبر الجيش «ان الخيمة ركزت في منطقة لبنانية. وسجل انتشار واسع لجيش العدو على كامل الخط الحدودي لمزارع شبعا، حيث شوهدت عشرات الآليات والدبابات المدرعة تتحرك داخل المواقع العسكرية.

سيناريوهات الحرب

 

وكشفت صحيفة «معاريف الاسرائيلية» عن تفاصيل المناورة التي بدأها الجيش الإسرائيلي مطلع الاسبوع، تحت اسم «الضربة القاضية»، والتي من المتوقع أن تستمر أسبوعين، قائلة إنها تدخل في اطار الاستعداد لخوض قتال متعدد الساحات. وقال اللواء الاحتياطي في الجيش الإسرائيلي أمير أفيفي، إن هذه التدريبات تنهي حقبة طويلة بدأت منذ حرب تشرين 1973، حين خاض خلالها الجيش الإسرائيلي حروباً، ولكن في ساحة واحدة فقط.

تحد للجبهة الداخلية

 

ونقلت «معاريف» عن أفيفي، تأكيده أنه لأول مرة بعد سنوات عديدة، تتعامل «إسرائيل» مع حدث متعدد في الشرق الأوسط بأكمله يمتد إلى إيران، واصفاً ذلك بأنه تحد كبير لقيادة الجبهة الداخلية. واستطرد أن الجيش الإسرائيلي لم يعش هذا الواقع لسنوات، ولذلك يتعين عليه أن يكون مبدعاً، فضلاً عن أنه يحتاج إلى أمر لم يكن بحاجة إليه منذ سنوات وهو «الروح».

هل «إسرائيل» مستعدة؟

 

ونقل افيفي عن العقيد الاحتياطي إسحق باريك قوله، إن «إسرائيل» ليست مستعدة لحرب إقليمية، فهذه الحرب ستكون أكثر صعوبة مما هو معتاد حقاً في الحروب الماضية. وعن حرب الساحات المتعددة، قال إنها أقرب من قبل، مستطرداً أن الأمر لن يحدث صباح غد، لأن حزب الله يدرك ايضا ثمن بدء مثل هذه الحرب.

مزاعم حول «النووي» الايراني

 

وفي سياق حفلة «التهويل» المستمرة تجاه طهران، اكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية ان إيران تستطيع صنع قنبلة نووية خلال 12 يوماً، ولديها ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج 6 قنابل أخرى في غضون أشهر قليلة. ولفتت الصحيفة الى أنه بعد أسبوع من الكشف عن تقدم إيران في بناء موقع نووي قد يكون محصناً ضد القنابل الخارقة للتحصينات، وبعد 5 سنوات من انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، من الاتفاق النووي، يقدر خبير نووي أميركي أن إيران تتمتع بالقدرة الفورية على إنتاج قنبلة ذرية، وإذا استخدمت كل مخزونها من اليورانيوم المخصب، يمكنها إنتاج 7 قنابل في غضون أشهر قليلة.

مواقع محصنة تحت الارض؟

 

وقال الخبير النووي الأميركي ديفيد أولبرايت لمجلة «ذا إيكونومست» البريطانية، إن صور الأقمار الصناعية تظهر حفر الأنفاق في الجبال بالقرب من موقع نطنز النووي بوسط إيران، والتي ربما تكون على عمق ما بين 80 و100 متر تحت الأرض، وهو ما يصعب مهمة قنابل GBU-57، السلاح الرئيسي للجيش الأميركي لتدمير المخابئ تحت الأرض وصولاً إلى عمق 60 متراً . ويعتقد أولبرايت أن طهران يمكنها تخصيب اليورانيوم بنسبة 90% المطلوبة لإنتاج السلاح النووي خلال 12 يوماً فقط. وللقيام بذلك، ستحتاج فقط إلى ثلاث مجموعات متتالية من أجهزة الطرد المركزي المتطورة ونصف مخزونها الحالي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60٪.

 القضاء العسكري

 

قضائيا، اتهم القضاء العسكري خمسة عناصر من حزب الله، أحدهم موقوف، بجرم القتل عمداً في الاعتداء على دورية للكتيبة الإيرلندية العاملة في قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان، والذي أسفر عن مقتل جندي إيرلندي. واتهم القرار الاتهامي، الذي أصدره قاضي التحقيق العسكري الأول فادي صوان، «عناصر تنتمي إلى حزب الله بتأليف جماعة من الأشرار، وتنفيذ مشروع جرميّ واحد». وأكّد صوان أن «أفعالَ كلّ من الموقوف محمّد عيّاد وأربعة فارين من وجه العدالة تنطبق على الفقرة الخامسة من المادة 549 من قانون العقوبات اللبناني، والتي تنصّ على أنه «إذا ارتكب جرم على موظّف رسمي أثناء ممارسته الوظيفة أو في معرض ممارستها أو بسببها يعاقب بالإعدام.

ترقيات وتعيينات عسكرية

 

في غضون ذلك، تم الاتفاق بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزاف عون في عين التينة على توقيع مرسوم ترقية ضباط من رتبة عقيد الى عميد، أي دورة العام ١٩٩٤ وترقيات دورتي ١٩٩٥ و 1996، وذلك بعد 3 سنوات من الخلافات حول التوزيع الطائفي للضباط الذين جرى تطويعهم في دورة 94 خلال ولاية الجنرال ميشال عون. وفي سياق متصل، اكدت اوساط مطلعة ان اتفاقا سياسيا قد حصل ايضا على استكمال مجلس الوزراء قريبا التعيينات في المجلس العسكري لملء المراكز الشاغرة.

 زيادة التغذية الكهربائية

 

وفي خبر ايجابي مقابل «العتمة» السياسية في البلاد، تلقى وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، رسالة من شركة تسويق النفط العراقي التابعة لوزارة النفط تبلغه بالمضي قدماً في مضاعفة كمية الفيول اويل الشهرية المخصصة للبنان بموجب الاتفاقية النافذة المفعول، من 80 ألفا الى 160 ألف طن ابتداء من شهر تموز. وتحقق هذه الزيادة في الكمية فرصة لمضاعفة الطاقة الكهربائية التي تنتجها محطات الانتاج العاملة على الغاز اويل والفيول، لتلبية حاجات اللبنانيين من التغذية الكهربائية خلال الصيف. ومن شأن وصول الكمية الجديدة أن يخفف الحاجة الى استيراد مادة «الديزل أويل» من قبل الشركات اللبنانية المستوردة لمصلحة المولدات الخاصة.

 

************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

الراعي لنقابة الصحافة: التواصل مع بري لم ينقطع يوما

سأقوم باتصالات مع الجميع بمن فيهم «الحزب»

 

كان لنقابة الصحافة امس لقاء في بكركي مع الكاردينال بشارة الراعي العائد لتوه من الفاتيكان وباريس.

اللقاء اتسم بالحوار الصريح والمسؤول، وعرض الكاردينال للهواجس والتعقيدات التي تواجه أزمة إنهاء الشغور الرئاسي وتلمّس بصبر المسؤول مكامن الإيجابيات التي وعد الكاردينال بالبناء عليها.

«لقاء الصراحة» بين بكركي «مرجعية مجد لبنان»، وبين وفد نقابة الصحافة الذي ضم عدداً من أعضائه يتقدمهم النقيب عوني الكعكي، اتسم بحيوية النقاش وبالبحث المسؤول عن الحلول لأزمة البلد الخانقة..

وأثر اللقاء صرح النقيب الكعكي من بكركي نقلاً عن ما قاله الكاردينال الراعي في لقائه مع وفد نقابة الصحافة، بما يلي:

كانت زيارتي إلى الفاتيكان وإلى فرنسا ناجحة، والحمد لله لمست إهتماماً كبيراً لإنتخاب رئيس جديد للبلاد، لأنه من غير المقبول أن يبقى لبنان بدون رئيس وهذا يشبه سفينة بدون قبطان.

بعدما اتفقت القوات والتيار والكتائب والأحرار والقوى المسيحية في البرلمان على اسم واحد علينا أن نشجع ذلك ونصل إلى الانتخاب وسوف أقوم باتصالات مع الجميع بمن فيهم الثنائي وأعني الحزب أيضاً.

 

التواصل مع الرئيس بري لم ينقطع يوماً وسوف تكون هناك اتصالات قريبة لنبني على الإيجابيات لنسير قدماً ونتجاوز حالة الفراغ القاتلة التي أوصلت البلاد إلى الهاوية وتعطل كل مؤسسات الدولة.

 

وبالنسبة لموضوع صلاحيات رئيس الجمهورية أقول مجرد فراغ كرسي الرئاسة في بعبدا تعطلت كل الدولة وهذا يكفي.

 

في كل عظة أنبّه ان لبنان لم يعد يحتمل وعلى الجميع والنواب القيام بواجباتهم، فالشعب في حال مزرية ولم يعد يحتمل، أولادكم إما في المهاجر إما في الفوضى.

 

إذا لم يتفقوا انطلاقاً من ذلك أدعو إلى مؤتمر دولي عناوينه: الطائف،

 

القرارات الدولية، قضية فلسطين، قضية السوريين.

 

واكد ان لبنان بلد حيادي وتركيبته قائمة على ذلك منذ عام 1943

 

وختم: لبنان مريض، نحن مع الإيجابيات يجب أن نبني عليها والبطريركية تدعو إلى ذلك.

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram