الخطيب: لبنان سيبقى وطناً نهائيا لجميع بنيه

الخطيب: لبنان سيبقى وطناً نهائيا لجميع بنيه

Whats up

Telegram

 

 أدّى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس والقى خطبة الجمعة التي قال فيها: “لقد ذمَّ الله تعالى الأحزاب التي تُمزّق وحدة المجتمع لغاية السيطرة والاستئثار بالسلطة والمنافع والنفي للآخر، فَتُحَوِّل المجتمع إلى مجموعات متعصبة متباغضة متنازعة، ولكن حينما تكون وظيفة الأحزاب كما هو المفروض هي التنافس على الارتقاء بوعي المجتمع وتعميق الشعور بالانتماء الوطني والحفاظ على مصالح المواطنين السياسية والاقتصادية والثقافية ووضع السياسات تحت سقف الوحدة الوطنية وفي خدمتها وهذا يقتضي أن يكون لدى الجميع مُسلمّات وطنية من وحدة الارض والشعب وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين والدفاع عن السيادة والايمان بالتنوع والاختلاف وبالمسؤولية الوطنية والإنسانية أما أن يكون لكل حزب مفاهيمه ومُسلمّاته وتفسيراته الخاصة به على أساس مصالحه الحزبية والفئوية والطائفية والشخصية، فيعني ذلك أنه ليس هناك في مفهومهم وطن واحد وشعب واحد ومُسلمّات وطنية واحدة وإنما أوطان متعددة بعدد الأحزاب والمواطنين، فلكلٍّ وطنه الخاص به فهل هذه هي مهمة الأحزاب في لبنان وكذلك المؤسسات الدينية في لبنان؟ فإن وظيفتها حماية الإنسان وتحقيق العدالة الإنسانية، وأَن الاختلاف الديني أو المذهبي وتمايز الاديان عن بعضها البعض في أمور عقائدية خاصة لا يعني التفرقة بين المواطنين في الكرامة الانسانية والحقوق والواجبات، ولا يعطي هذا الاختلاف امتيازاً لأحد وإنما الامتياز على اساس التقوى وبمقدار الخدمة التي يقدمها لمجتمعه ووطنه ولا يعطي حقّاً لمرجعية دينية الانحياز على أساس طائفي أو ديني لأحد، والشهادة لغير الحق”.

أضاف: “إِن مهمة المرجعيات الحزبية والدينية على نحو أكيد أن تكون حريصة على الشهادة الحقة لغير المنتمين إليها أشد من حرصها على (رعيتها)، وأن تعطي الحق لأهله، هاجسها المسؤولية الاخلاقية وتطبيق العدالة والحفاظ على الوحدة الوطنية لا أن توجّه سهامها باتجاه رئاسة آخر مؤسسة وطنية متبقّية التي تقوم بدورها الوطني بامتياز ولم تكن يوماً تعبّر عن موقف طائفي مما يقتضي الوقوف الى جانبها لإخراج البلد من أزماته وليس بإعطاء الغطاء الديني للإستقواء والاستدعاء للعقوبات الخارجية تكراراً للتجارب السابقة وباستدعاء جحافل الجيوش الأجنبية والقوى العدوة والاحتلال الاسرائيلي ومجازره، فلا تجوز شهادة الزور إنطلاقاً من عصبية طائفية، فكيف يكون الحل؟ هل برفض الدعوة الى الحوار وبالمناورات السياسية ثم باتهام رئاسة المجلس بمخالفة الدستور وهي الحريصة على كل المكوّنات كما أثبتت كل مواقفها.

كما لا يجوز الامعان في توجيه التهم للمقاومة وللرموز الوطنية كما لم نره في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي والارهاب أو الاعتداءات أو التهديدات أو الارهاب التكفيري مما يدعو الى زيادة الشكّ والريبة في وجود نية في الدفاع عن لبنان أصلاً وشعبه المهدّد دائماً بالقتل والتهجير والإرهاب الإسرائيلي، وتعميق القناعة بالتمسّك بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة التي أثبتت بالدم إخلاصها للوطن وليس لمكوّن مذهبي أو طائفي وهي ليست بحاجة إلى شهادة من أحد”.

وتابع: “أيها الاخوة والاخوات، إنّ البعض يمنّ على اللبنانيين بأن بنى لنفسه وطناً اسمه لبنان ينكره على الاخرين، ولكننا حرّرناه بدمائنا لكل اللبنانيين، أنكروا علينا الحقّ به دون أن نمنّ على أحد لأننا نؤمن بوحدة لبنان أرضاً وشعباً وبكرامة إنسانه من منطلق المسؤولية الوطنية وسنمنع قيام إسرائيل أخرى على أرضه، ولن نقبل مقولة نيرونية أخرى “إما ان يكون لنا لبناننا وحدنا أو لا يكون”، بل إن لبنان سيبقى وطناً نهائيا لجميع بنيه.

إنّ الاصرار على المناورات السياسية وإنكار الحقّ الديمقراطي للآخرين بعد رفض الاستجابة لدعوة الحوار والتهديد بالفدرلة والتقسيم يفسّر أسباب الازمة والحصار، وأن هناك تواطؤاً بين الخارج وبعض الداخل يُستخدمون كأدوات، المستفيد الوحيد منها العدو الاسرائيلي للوصول إلى نزع سلاح المقاومة الورقة الرابحة بيد لبنان، يظنّ البعض أنه سيُعطى الجائزة بدولة على غرار إسرائيل ولم يتعلم أن مصيره إن تحقق هذا الحلم الذي هو كحلم ابليس في الجنة أن يكون أول ضحاياه، لذلك ندعو إلى التعقّل والخروج من هذه الأوهام والتفاهم مع الشركاء في الوطن الذين أخلصوا له ودافعوا عنه وليأخذوا العبرة من العراق وسوريا”.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram