زينب برجاوي تروي سيرة الشهيد سمير القنطار رفيقة المشوار الأخير.. تحاورها :من بيروت هبة الله قضامي ..

زينب برجاوي تروي سيرة الشهيد سمير القنطار رفيقة المشوار الأخير.. تحاورها :من بيروت هبة الله قضامي ..

Whats up

Telegram


إمرأة في تاريخها وذكرياتها قصة شهيد عشق المقاومة والسلاح ، في شهيقها وزفيرها يسكن الصبر والإيمان ، هي عنفوان المرأة المثابرة، والمكابرة، وربما الصلبة..
في بريق عينيها يسكن الأمل , وفي قلبها رحيق الزهور وعطش السنوات والإنتظار..

عشقت زينب برجاوي قصص الابطال فإقترنت بسجين أسير عاش القضبان, شهيد عرف السجون وانواع القهر والتعذيب ، ومع هذا ابقاه طامحا للحب والحياة ..
فعاشت أميرة لبنان 《 زينب 》في عمق ذاكرة القنطار ، فكاد يراها الصباح و المساء، او علها اصبحت اجمل احلامه فحلم بها في سجنه وحريته في أسره وغيابه وفوق الاسوار وعند حدود الجبهة، ويوما تمنى وجه القمر , ,فكانت له الوردة المتوجة بالحب, وتفتحت في شريانه كما تعطش الماء للتراب والسنابل للشمس ..

كان يناديها “الأميرة زينب “وتمناها الحبيبة والزوجة والصديقة , فأثمرت منه وجه العطاء واعطته من رحم الحياة بذرة الحب والبسته وتاج الأبوة، لكن سهام العدو وغدره قطَّع أسلاك الحب، والحلم والوصال حيث عزفت ربابة الحزن وارتفعت صرخات العدو قائلة:
الان انتهى الحساب
فأي حساب كي ترعبهم يا سمير ؟؟… ..

لنا ضيفة عزيزة غالية شامخة ليست فحكايتها لا تشبه جميع حكايا النساء ..
هي السيدة 《زينب برجاوي》 الرقيقة والناعمة الجميلة التي ودعت سميرها إلى جوار ربه عريسًا إلى السماء وبطلاً من أبطال المقاومة .
هي التي حملت أعلام فلسطين وقضيتها ، هي التي آمنت بالوطن “لبنان” ووضعته وسامًا شامخًا فوق صدرها …



* أهلا بالإعلامية السيدة زينب برجاوي في موقع “الاعلام اللبناني الدولي ” حدثينا عن الطفلة زينب برجاوي ؟..
-أهلا بك عزيزتي أولا : أنا أعتبر نفسي محظوظة كوني بنت عائلة ولها موقعها الإجتماعي احتضنتني برعاية مثالية وأحاطتني بكل حنان وعطف ورافقني حبهم حتى اليوم .

*القوة التي تتحلين بها صفة مهمة في الحياة وفي ظروف صعبة نعيشها ، كيف تستمدين القوة وكيف دخل عشق المقاومة إلى دمك؟.
-في طفولتي علمني والدي كيف أكون قوية وكيف أواجه مصاعب الحياة وكيف أحب المقاومة ضد الإحتلال الإسرائيلي ,وكانت ترافقني اخبار المقاومة منذ صغري في البيت من خلال الأحاديث التي كنت أسمعها من والدي ووالدتي وأقاربي وجيراني ورفاقي في المدرسة , وكنت شغوفة بمعرفة كل شيء عن المقاومة التي نجحت في إنهاء احتلال بلدي عام 2000 .
*كيف كانت الإنطلاقة الإعلامية وكيف لعب الإعلام المقاوم دورًا في تكوين الشخصية المقاومة وأهمية الرجل المقاوم في الشخصية المرأة الإعلامية ؟.
-بعد نيلي الشهادة الجامعية في الإعلام عملت في تقديم نشرات الأخبار السياسية والبرامج الحوارية والتلفزيونية وكنت أرى في ما أقدمه عن المقاومين وقادة المقاومة وسامًا لي وفخرًا أعتز به.
لا أريد أن أقول إني كنت أحلم بأن أتزوج مقاومًا ولكن كنت أعتبر بأن من تتزوج من مقاوم هي إمرأة محظوظة.

*الشهيد 《سمير القنطار》 هو مقاوم على مستوى قيادي كيف كنت تنظرين إلى الشهيد سمير القنطار قبل الإقتران به ؟؟
-الشهيد سمير القنطار كان بالنسبة لي مثلا في التضحية والجهاد والصبر وقوة الشخصية حتى قبل أن يُحرر من سجون الإحتلال عرفت عنه الكثير ولكن بصراحة لم يخطر ببالي يوما أن يكون ” شريك” حياتي حتى بعد تحرره…


*كيف لعبت الصدفة دورها وكيف كان اللقاء بسمير القنطار ؟.
-لقد حدثت الصدفة وجمعتنا عندما كنت برفقة الوفد الإعلامي ذهبنا لتقديم التهنئة له يوم تحريره من الأسر, وكان هناك مئات الأشخاص من الوفود الإعلامية والسياسية والشعبية الحاضرة وهناك لمحته وقدمت له تحية السلامة والعودة وأخذت صورة معه كما كل الحضور , ثم ضاع في زحمة المناسبة لكنه بقي في ذهني ذلك الرجل القوي في الشخصية والحضور الإنسان الذي قهر جنود الإحتلال ولم ينكسر طوال ثلاثين سنة من الإعتقال والعذاب والوجع القيد ..
هل إنتهت الصدفة هنا ؟؟
-الصدفة تحولت بعد ذلك الى تفاعل فبعد أيام قليلة تلقيت اتصالا من سمير القنطار ليقول لي انه يود أن يقوم بزيارتنا ويتحدث معي في أمر هام .
اعتقدت بداية أنه يريد أن يعطيني حديثا تلفزيونيا ولم أتوقع بتاتا ما يود طلبه أو خطر في ذهني , وفكرت كثيرا ووضعت كل الإحتمالات والفروقات البيئة وطريقة الحياة سألت أهلي وأقاربي ..
وفي لحظة قبلت عرض الزواج من “القائد” المقاوم..
-نعم كبرت بسمير القنطار لأكون نصفه الاخر ..
-ونقلني حبه إلى عالم جميل .
*حدثينا عن الحب بينك وبين القنطار وهل من رسائل شوق ككل حبيب وحبيية ؟.
للحقيقة لم تكن بيننا ما يسمى الرسائل المكتوبة ، كانت وسائل الإتصال تتم عبر المقربين .
حدثت الرسائل بعد موافقتي وموافقة عائلتي على الزواج منه وكانت مباشرة بيننا من خلال الأحاديث الإعتيادية للتعارف بحيث أكتشفت مدى التطابق بين ” سمير الأسير” المجاهد وبين “سمير الإنسان المحرر” فالمبدأ” كان عنوانه لا يحيد عنه ولا يتركه مهما بلغت الضغوط والتضحيات ..
*ماذا علمتك تجربة الأسر بلسان سمير القنطار ؟؟
-حدثني سمير كثيرًا عنه وعن تجربته في الأسر وعن المقاومة التي كان يتمنى أن ينتسب إليها كي يطلق عليه لقب “مقاوم” شغفه بالمقاومة كان كبيرًا ولم يكن هناك ما يوازي حبه للمقاومة حتى نفسه وعائلته وهذا ما اكتشفته بعد الزواج منه ومع مرور الأيام .

*هل شغفه بالمقاومة جعلك تحبينه اكثر أم أن حبه للمقاومة اضاف عوامل الغيرة بينك وبين المقاومة ؟؟
-خلال جلسات التعارف شعرت بميل قوي لشخصه , وإنه صادق القول متواضع الحال طيب القلب فيه صفات المحبة والحنان لا يحقد لا يكره صفات تتمناه أية إمرأة برجل تحلم بالزواج منه لا بل وجدت ان قلبه سعة كبيرة للحب والوفاء .
*كيف كانت ردة فعل المحيط وانت تختارين سمير القنطار زوجا لك وهل كان القفص الزوجي يفيض بالحب ؟..
-كانت فرحتي كبيرة عندما بدأت حياتي الزوجية مع سمير وفي حفل الزفاف اجتمع المحبون شعرت آنذاك بأني سأحاط بهم طيلة حياتي كان هناك من يطرح السؤال في عينيه كيف “لزينب” أن تقترن بشخص مثل سمير تجربته في الحياة قليلة جدا بعد أسر استمر ثلاثين سنة وهو أكبر منها سنا كيف ؟
كنت أقرأ السؤال في أعينهم ولا سيماالذين رأيتهم للمرة الأولى حينها شعرت بأهمية خياري وشعرت بالتحدي مع نفسي بأن أدخل حياة سمير وأدخله في حياتي وحياة العائلة بكل ما تعنيه وما تفرزه الحياة العائلية .
*ماذا عن السعادة ؟؟.
-مع سمير امتلكت السعادة كنت سعيدة واستطعت أن أخرجه من نمط حياة الأسر إلى نمط حياة الحرية وبسرعة تأقلم مع الالتزامات والمسؤوليات التي تتطلبها الأسرة ومع التقاليد الاجتماعية والقيم المحيطة بها. وزادت سعادتي عندما لمست بالواقع أن سمير خارج القيد لم يتغير.
اما المبدأ هو هو “المقاومة” التي كانت تعيش معنا في جلساتنا وحكاياتنا عرفت عنها الكثير بالمفهوم الذي يتبناه سمير.

*اعرف ان حياتك معه لم تكن عادية حدثينا عن الانتظار وعن زوجة مقاوم تنتظر بلوعة عودة زوجها ؟..
عن الانتظار اقول اصبح الانتظار عادة
وإنتظار عودته تعودت عليه , في البداية كان صعبا ولكن عندما كنت أرى في عينيه ذلك البريق بريق اللقاء كان يعني لي ذلك أنه بغاية السعادة وأنه حقق إنجازا ما لا أعرفه، ولم يكن يخبرني عن أي شيء في عمله . كان يبقي كل تفاصيله سرا . كان ملتزما بهذه “السرية” لأن هذا ما يتطلبه العمل المقاوم
لا بل كنت أتفهم ذلك وكان يعتذر مني لتأخره بعض الأحيان لأيام أو أسابيع وكان مطمئنا أني سأقدر ذلك وهذا فعلا ما كان يحدث.
*ما دورك في استقبال سمير بعد كل غياب؟
-بعد عودته إلى البيت كنت أحاول تأمين الراحة التامة له . وعندما يحين وقت مغادرته مجددا كان وداعنا على أمل اللقاء وكنت أشعر دائما بالخوف من الخطر على حياته كونه كان مستهدفا على مدار الساعة من إسرائيل وتهديداتها خاصة في الايام الأخيرة من حياته . وعندما كنت أقول له انتبه لنفسك كان يبتسم ويقول “على الله” ..ويغيب عن عيني و كان يتملكني القلق حتى عودته .
*ما هي اجمل الساعات مع سمير القنطار ؟…
أجمل الساعات بدأت منذ اللحظة الأولى من زواجي بسمير . ولا أقول هنا شعرًا بل هذا هو الواقع. كان بعطفه وحنانه يقول لي كل ما تتمنى زوجة أن تسمع من زوجها. أجمل الكلمات .. وقد ازدادت جمالا بعد ولادة إبننا “علي” الذي أصبح ظلنا وحياتنا وأضاف إليها الكثير. كان سمير متعلقا “بعلي” كثيرا.
*ما هي وصية سمير لزينب ؟؟..
-وصيته لي كانت الصبر بعد شهادته التي كان يتمناها ويطلبها وأن أهتم “بعلي” وأربيه على حب المقاومة وأن أتابع حياتي كالمعتاد وأن أكون فخورة بشهيد قضى في سبيل الله حاميا لوطنه وشعبه.
*هل حاولت زينب برجاوي ان تطلب من سمير ان يكف يوما عن العمل مع المقاومة ؟…
لم يحصل أن طلبت من سمير يوما التوقف عن عمله المقاوم . بالعكس كنت رغم قلقي على حياته المهددة على مدار الساعة أشجعه على عمله وأطلب منه أن لا يعير لإبتعاده عني أهمية .
أتذكر أني سألته قبل الزواج عن احتمال أن يقرر ترك عمله المقاوم والعيش بحياة عادية كونه أدى واجبه خلال الأسر وبعده , فرد بأن هذا مستحيل جدا فالمقاومة هي أنا، وفلسطين هدفي.
كنت أعرف هذا الأمر لذلك لم أكرر السؤال بعد الزواج فهذا سمير القنطار وكان دوري ان اتقبله كما هو .

*الخبر الاكثر صدمة هو الشهادة شهادة “سمير القنطار” …كيف …ومن زف الخبر ؟…
-نعم لقد تلقيت الخبر من إحدى صديقاتي على الهاتف لم أكن في البيت سألتني عن سمير وهل سمعت شيئا عنه. سؤالها كان غير اعتيادي شعرت حينها بالقلق وسألتها هل استشهد سمير ؟.فصمتت.
بدأت بالصراخ وفقدت وعيي مرات عدة ونقلت إلى المستشفى ، الخبر كان صاعقا رغم توقعي سماعه في أية لحظة ، فإسرائيل رفعت مستوى تهديداتها بتصفيته وتحميلها له مسؤولية عمليات نفذتها المقاومة ضدها في الجولان ، ولكن بعد ساعات قليلة هدأت وتعايشت مع الواقع المرير وكانت تعزيتي الوحيدة أنه حقق ما كان يريده منذ خروجه من الأسر بأن يعود إلى فلسطين ويسافر إليها بالشهادة.
*ماذا تعلمت زينب من الشهيد سمير القنطار ؟؟
-علمني الشهيد سمير القنطار الكثير عن المقاومة وكيف يكون الإنسان مقاوما ، وأعرف أنه مهما فعلت لن أكون مثله يوما ولكني أعتبر نفسي واحدة من الذين يسيرون على خط الشهيد القنطار القائد في كل المجالات التي أقدر أن أخوضها في حياتي والمجال المتاح لي اليوم هو عملي الإعلامي إضافة إلى عملي كأستاذة في الجامعة ودوري في تربية طفلي .
* ماذا عن طفلك “علي” …؟؟
-“علي ” متعلق كثيرا بأبيه ، يسأل عنه دائما رغم أنه لم يتجاوز الخامسة من عمره وعندما يعود من المدرسة يطلب مني دائما أن أعرض له شريطا عن والده الشهيد وهو يتدرب ويطلق النار ، تلك المشاهد التي عرضت في التلفزيون بعد استشهاد سمير إضافة إلى صوره الخاصة معه .
سمير بالنسبة ” لعلي” لم يذهب بعيدا وسيعود يوما وهو غالبا ما يسأل عن موعد عودته ليلعب معه.
*ما هو طموحك لمستقبل ” علي” ؟.
-أنا أركز اليوم على أن يكون “علي” متفوقا في المدرسة . هدفي أن يصل إلى مراحل متقدمة في العلم وأن يكون ابن أبيه فيما بعد ولكن هذا أمر لا أقرره وحدي فأنا لا أعرف كيف ستكون ظروف “علي” مستقبلا ولكن أتمنى أن يكون على خطى أبيه هذا ما كان يتمناه الشهيد سمير القنطار.
*ماذا عن الشوق بعد الرحيل ..؟؟
-أشتاق إليه دائما، فهو رجل لا يمكن أن ينساه من عرفه فكيف لمن شاركته حياته ، نحن في زمن المصالح وحب الذات والفردية نتوق دائما إلى رجال مبدأهم التضحية حتى الشهادة.
عندما أزوره في روضته أشعر بالراحة والهدوء وبأنه ما زال حيا فهو “شهيد” عند ربه، وأحزن على فراقه وعلى نفسي أكثر من حزني على فراقه الدنيا.
اعتقد هو مرتاح بجوار ربه مطمئن من ثقل الحياة ومشاكلها الواقعة على عاتقنا نحن الأحياء.
-أعيش عند زيارته حالة من الروحانية وأنا محاطة بالشهداء ، وهذا الاحساس لا يمكن وصفه فأشعر حينها أنني غير أنا.
*هل ستتوقف الحياة ..ماذا بعد سمير ؟؟
-الحياة لا تتوقف عندما نفقد عزيزا بل يزداد فهمنا لها. ربما نحبها أكثر أو نكرهها أكثر بحسب المعتقدات التي نحملها .
من جهتي أنا فهمت الحياة أكثر وما يساعدني على اختياراتي فيها.
لن أتوقف عن عملي الإعلامي والجامعي وسأحاول أن أكون وفية لمبادىء دلني عليها الشهيد سمير القنطار.
*الشهيد كان يحلم ان يصلي ولده “علي” في فلسطين يوما ماذا عن هذا الحلم ؟.
-هذا حلمه رحمه الله اما صلاة إبني “علي” في فلسطين والمسجد الأقصى فهو غايتي كما هي غاية كل عربي ومسلم .

سررت بمعرفتك بروحك بجمالك الداخلي والخارجي
هذه هي الإعلامية زينب برجاوي إمرأة بكل معنى الأمومة والزوجة والصابرة والوفية والحنونة ..
كان الله معك في كل خطوة ووفقك الله وبمناسبة عيد الام والحياة كل عام وانت بالف خير
كانت معنا الإعلامية زينب برجاوي
نفذت الحوار : الاعلامية هبة الله قضامي

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram