افتتاحيات الصحف ليوم السبت 23 أيلول

افتتاحيات الصحف ليوم السبت 23 أيلول

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء
الصين وسورية توقعان اتفاقية الحزام والطريق والتزام صيني بالاستثمار وشراء المنتجات الزراعية شي: الشراكة الاستراتيجية مع سورية حدث مفصلي في عالم يسوده عدم اليقين وعدم الاستقرار الأسد: لتعاون استراتيجي واسع النطاق وطويل الأمد في مختلف المجالات… في عالم متعدد الأقطاب
الحدث التاريخي الدولي والإقليمي كان مسرحه الصين أمس، حيث عقدت القمة الرئاسية الصينية السورية، التي شهدت توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين الدولتين، ومعها ثلاثة اتفاقيات منها اتفاقية المصادقة على انضمام سورية إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية، مع إعلان الرئيس الصيني شي جين بينغ عن اهتمام الصين بشراء «المنتجات الزراعية السورية عالية الجودة». وقال الرئيس شي: «تُعدّ سورية من أوائل الدول العربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين الجديدة وهي كانت واحدة من الدول التي اقترحت مشروع القرار لاستعادة المقعد الشرعي للصين في الأمم المتحدة، على مدى سبع وستين سنة تظل العلاقات السورية الصينية صامدة أمام تغيرات الأوضاع الدولية، وتظل الصداقة تاريخيّة وراسخة مع مرور الزمن»، مؤكداً أن بلاده تحرص على تعزيز التعاون مع سورية في إطار مبادرة الحزام والطريق، وتدعم انضمام سورية لمنظمة شنغهاي كشريك للحوار، كما تدعم بشكل ثابت جهود سورية ضد التدخل الخارجيّ، وترفض تمركز القوات غير الشرعية على الأراضي السورية، وتحثّ الدول على رفع العقوبات والحصار الاقتصادي غير الشرعي، إضافة لدعمها بناء القدرات السورية في مكافحة الإرهاب.
الرئيس السوري بشار الأسد قال رداً على كلمة الرئيس الصيني، إن زيارته للصين مهمة بتوقيتها وظروفها حيث يتشكل عالم متعدد الأقطاب سيعيد للعالم التوازن والاستقرار، ومن واجبنا جميعاً التقاط هذه اللحظة من أجل مستقبل مشرق وواعد. وقال الرئيس الأسد: «أتمنى أن يؤسس لقاؤنا اليوم لتعاون استراتيجي واسع النطاق وطويل الأمد في مختلف المجالات، ليكون جسراً إضافياً للتعاون يتكامل مع الجسور العديدة التي بنتها الصين».
وأشار الرئيس الأسد إلى أن سورية تنظر لدور الصين البنّاء على الساحة الدولية وترفض كل محاولات إضعاف هذا الدور، كما أنها ترفض محاولات خلق توتر في بحر الصين الجنوبي وإنشاء تحالفات إقليميّة تهدف إلى ضرب الاستقرار في منطقة جنوب شرق آسيا. ولفت الرئيس الأسد إلى أن الصين دولة كبرى ومتقدمة وقوية اقتصادياً، لكنها لم تفقد إنسانيتها كغيرها من الدول المتقدمة، بل تلعب دوراً كبيراً في التوازن على الساحة السياسية وتؤسس لطريق جديد من التنمية يقوم على التعاون والربح للجميع، مؤكداً أن سورية ستبقى صديقاً وفياً للصين لأن ما يجمع بينهما هو المبادئ، كما أن الصين لديها أيضاً رؤية واضحة تجاه سورية ومنطقتنا عموماً. وشدّد الرئيس الأسد على أن سورية تدعم كل المبادرات التي تقدّم بها الرئيس شي جين بينغ لضمان مستقبل آمن للبشرية وتتمسّك بمبدأ الصين الواحدة. واعتبر الرئيس الأسد أنه ليس هناك فرق بين سورية وأوكرانيا وبحر الصين الجنوبي، فالغرب يستخدم هذه الساحات لإرباك الدول، لذلك يجب أن نواجه مبدأ القوة العسكرية بمبدأ القوة الناعمة المبنية على الأخلاق والتعاون الذي أقرّته الصين.
فيما تترصّد الأوساط السياسية أي خبر عن عودة مبعوث الرئاسة الفرنسية جان إيف لودريان الى لبنان، يواصل الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني جولته السرية على المسؤولين في محاولة للبحث عن تسوية سياسية برعاية قطرية تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية، بهدف التشويش على المبادرة الفرنسية وبالتالي إفشالها وفق ما تشير أوساط سياسية لـ»البناء». وأوضحت الأوساط أن لا مبادرة قطرية جدية، وإن كان هناك مبادرة فلا تحظى بموافقة اللجنة الخماسية، وبالتالي لن تؤدي الى نتيجة، كما المبادرة الفرنسية. والحل برأي الأوساط الحوار بين القوى السياسية، وفق مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري كمدخل وحيد لانتخاب رئيس للجمهورية.
وتردد أن الموفد القطري التقى الرئيس بري في عين التينة، لكن لم يصدر أي تأكيد، ومن المتوقع أن يزور الموفد القطري رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد اليوم وفق ما تردد.
وأفيد أن الموفد القطريّ طرح على مَن التقاهم المدير العام للأمن العام بالوكالة اللواء الياس البيسري كمرشح لرئاسة الجمهورية.
في المقابل لفت مصدر مقرّب من السعودية لــ»البناء» الى أن الحراك القطري غير منسّق مع السعودية ولا مع اللجنة الخماسية، بل حراك منفرد ولن يؤدي الى نتيجة، والحل بالبحث عن خيار ثالث من خارج المرشحين التقليديين. وأوضح المصدر أن «السفير السعودي في لبنان وليد بخاري نقل لكل من التقاهم موقف بلاده المتمسك بتطبيق قرارات اللجنة الخماسية الذي صدر منذ أشهر ودعم الحوار بشرط تزامنه مع عقد جلسات مفتوحة لانتخاب الرئيس». وجزم المصدر بأن «المملكة لا تؤيد أو تتبنى أي مرشح ولم تطرح على أحد أسماء، بل تنتظر أن يبادر مجلس النواب الى تحمّل مسؤوليته وممارسة دوره بانتخاب الرئيس وبعدها تحدّد السعودية موقفها من الرئيس وبرنامج عمله وسياساته».
واستقبل نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو، حيث دار نقاش حول موضوع الاستحقاق الرئاسي ومهمة جان إيف لودريان والمرحلة التي وصلت إليها. كما تمّ عرض لأفكار عدة من شأنها تسهيل المساعي الفرنسية بغية إنجاح هذه المهمة والتوصّل الى انتخاب رئيس للجمهورية.
وكشف وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، إلى أن «المبادرة الفرنسية «ماشية»، لكن بمفردها»، مؤكّدًا أنّ «لا خلاف بين أعضاء اللجنة الخماسية خلال اجتماعها في نيويورك، لكنّه لم يحصل اتفاق ما أدّى إلى عدم إصدار بيان».
وأشار، في حديث تلفزيوني من نيويورك، إلى «أنّ القطريّين سألوا فرنسا عن المدّة الزّمنيّة لمهمّة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، ولكن لم يكن هناك جواب فرنسي»، مشدّدًا على أنّ «ما يهمّ الأميركيّين هو أن تحصل الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت ممكن، لأنّهم يخافون من الوضع في لبنان ومن استمرار الاقتصاد النّقدي. وهم قد يلجأون إلى ممارسة ضغط للإسراع بانتخاب رئيس، وهم لا يتكلّمون أبدًا عن أسماء رئاسيّة». وكشف أنّ «اجتماع نيويورك الخماسي لم يبحث بأسماء المرشّحين».
وأشارت مصادر نيابية على تواصل مع المسؤولين الأميركيين الى أن «الولايات المتحدة لا تحبذ انتخاب أي رئيس محسوب على حزب الله، وتفضّل انتخاب قائد الجيش جوزاف عون، لكنها في حقيقة الأمر لم تنخرط بقوة حتى الساعة بالمعركة الرئاسية بسبب انشغالها بلائحة تطول من الملفات والأزمات والحروب العسكرية والاقتصادية»، وكشفت المصادر لـ»البناء» أن الأميركيين لم يظهروا حماسة خلال اجتماع الخماسية في نيويورك من الحوار واعتبروه مضيعة لوقت ويؤيدون فتح مجلس النواب لانتخاب رئيس وفق الأصول الدستورية والديموقراطية.
بالعودة الى مبادرة الرئيس بري أشارت مصادر إعلامية إلى أن رئيس المجلس أرسل رسالةً إلى رئيس حزب «القوّات اللّبنانيّة» سمير جعجع عبر النّائب ملحم الرياشي، لتحديد موقفه من المشاركة بالحوار، على الرّغم من معرفته المسبقة برفضه للمشاركة. ولفتت إلى أنّ «بري أرسل أيضًا عبر النّائبَين ألان عون والياس بوصعب، رسالةً الى رئيس «التّيّار الوطني الحر» النّائب جبران باسيل، لتحديد موقفه من المشاركة بالحوار»، مشيرةً إلى أنّ «باسيل ردّ على رسالة برّي بجملة شروط تعجيزيّة، فكان جواب الأخير على باسيل حاسمًا: الحوار برئاستي والمشاركون رؤساء الكتل لا الأحزاب، كما أنّ الحوار على أسماء المرشّحين حصرًا».
وردّ باسيل على الرئيس بري من دون أن يسميه وقال عبر حسابه في منصة «أكس»: «كيف الحرص على الحوار لانتخاب رئيس هو رفض للحوار؟! كل شغلة لها شروطها وظروفها لحتى تنجح. إذا قلنا انه لازم نتفق بالحوار على برنامج العهد بخطوطه العريضة لحتى ننتخب رئيس على أساسه وينجح بعهده، منكون عم نرفض الحوار أو حريصين على إنجاح العهد؟! إذا قلنا إنو رؤساء الأحزاب لازم يكونوا بالحوار لحتى يكون في قرار مش بس كلام، منكون عم نرفض الحوار؟! إذا قلنا إنو بدنا إدارة محايدة وليس ترؤس من طرف أساسي بالنزاع لحتى يكون في توازن ونتيجة توافقية، منكون عم نرفض الحوار او عم نؤمن نجاحه؟! اذا قلنا ان الحوار ما لازم ياخد شكل تقليدي وطاولة مستديرة فقط، بل نخلق ظروفا للبحث الثنائي والثلاثي والمتعدد الأطراف والجماعي لكي يكون هناك فرصة حقيقية للإنقاذ وليس كلام نمطي على طاولة واحدة لن تقرر اسم الرئيس، فهل قول الحقيقة والواقع يعني رفضاً للحوار او تحصيناً له؟ نحن قلنا ومنكرر أننا مع حوار جدّي ينجح، من لا يريد الحوار هو من يرفض تأمين ظروف النجاح له».
وعقدت اللجنة الحوارية بين التيار الوطني الحر وحزب الله جلسة جديدة أمس، وتابعت البحث بقانون اللامركزية الموسعة والصندوق الائتماني، وأشارت مصادر «البناء» الى أن الحوار بين التيار والحزب يتقدم لكنه يسير ببطء ولم يحقق نتائج عملية، لا سيما بمسألة رئاسة الجمهورية، وهو يحتاج لوقت طويل.
ونفت مصادر «البناء» ما تداولته وسائل إعلامية حول تلويح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بسحب ترشيحه ودعم قائد الجيش «نكاية» بالنائب باسيل بحال استمرّ برفض ترشيحه. مشيرة الى أن فرص قائد الجيش ضعيفة جداً، وبحال تعثر وصول فرنجية قد يذهب الجميع الى الخيار الثالث أي المرشح التوافقي، لكن حتى الساعة الثنائي حركة أمل وحزب الله يتمسك بفرنجية ويرفض بحث أسماء أخرى قبل الجلوس على طاولة الحوار في مجلس النواب.
وسجل أمس، سجال على خط القوات – الاشتراكي، فردّ عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب بلال عبدالله عبر منصة «اكس» على حديث صحافي للنائب جورج عقيص وكتب: «أن نتمايز مع القوات اللبنانية في الموقف من الحوار، فهذا أمر طبيعيّ يرتبط بالمنطلقات الفكرية المختلفة، والتباعد في مقاربة كيفية حماية الكيان وهويته ودوره. أما أن نختبئ وراء البطريركية المارونية واللجنة الخماسية لنبرر المساهمة في تعطيل المؤسسات وكل محاولات الإنقاذ، فهو النتعة بل أكثر»، فرد عقيص: «لا أعلم لمن يتوجه دكتور عبدالله فنحن لا نختبئ وإذا كنا مقصودين كقوات لبنانية أو كمعارضة لا نختبئ ببطريركية ولا بلجنة خماسية. غيرنا يختبئ بمقولة حوار لتبرير إضاعة الوقت وإهدار الفرص بانتخاب رئيس».
الى ذلك، أشار نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشّيخ نعيم قاسم، الى أنّ «إيران تشكّل اليوم رأس محور المقاومة، بعدما تخلّت عن فلسطين الكثير من الدول»، مشيرًا إلى أنّ «إرادة الفلسطينيّين في القتال والتّحرير، هي الأساس في الدّعم الإيراني لفلسطين والفلسطينيين، وان كلّ أرضٍ لن يحرّرها إلّا السّلاح والمقاومة». وأكّد قاسم أنّ «التّطبيع مع العدو الإسرائيلي خيانة من أيّ جهة كانت عربيّة أو غير عربيّة، لأنّه يعطي العدو حقّا لا يملكه وشهادة حسن سلوك على جرائمه»، مشدّدًا على أنّ «طرد المحتلّين يكون من خلال تبنّي خيار المقاومة بأشكالها كافّة».
وبيّن قاسم خلال مشاركته في احتفال تأبيني أقامته بلدية الغبيري تحت عنوان «كي لا ننسى صبرا وشاتيلا»، في بئر حسن أنّ «تحرير وحماية الأرض لا يتحقّقان إلّا بالسّلاح، كما أنّ العدو الصهيوني لا يرتدع إلّا بالسّلاح، وبالتالي لا بُدَّ من أن يبقى السلاح بأيدينا وأن نزيد قوتنا». وعمّن يطالب بنزع السّلاح في لبنان وفلسطين، رأى أنّ «هؤلاء إنّما يطالبون بإلغاء المقاومة وإضعاف لبنان أمام العدو، وهذه خدمة للمشروع الإسرائيلي».
على صعيد آخر، اختتم وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب مشاركته في أعمال الدورة الـ٧٨ للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بلقاء وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان حيث تبادل الوزيران الأفكار حول ضرورة إنهاء الشغور الرئاسي، والتطورات الإقليمية الأخيرة لا سيما المساعي الهادفة لإنهاء الأزمة اليمنية.
كما اجتمع بوحبيب في نيويورك بوزير خارجية اليونان جورجيوس جيرابتريدس الذي أبدى تفهمه لمشكلة النزوح واستعداده لتعزيز التنسيق والتعاون مع لبنان والدول الأخرى المتضررة من تبعات النزوح، على أن تستكمل الخطوات التنسيقية في المؤتمر السنوي المزمع عقده في روما بداية تشرين الثاني المقبل لدول حوض المتوسط. وبعدها شارك بوحبيب في اللقاء الوزاري للدول المانحة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطنيين – الأونروا حيث شدّد في مداخلته على أهمية سد العجز التمويلي للوكالة لكونه مصلحة دولية لمنع تفاقم المشاكل التي تعاني منها المنطقة، وما يرزح تحته لبنان من أعباء اللجوء.
وعمّا إذا كان الأوروبيّون يريدون دمج النازحين السوريين في لبنان، أوضح بوحبيب في حديث تلفزيوني أنّهم «لا يريدون دمجهم بقدر إبقائهم في لبنان في الوقت الحالي»، لافتًا إلى أنّ «هناك نوعًا من الاقتناع لدى بعض الأوروبيّين بأنّ المساعدات الّتي تأتي للنّازحين من خلال مفوضية شؤون اللاجئين هي الّتي تبقيهم وعائلاتهم في لبنان، كما تتسبّب بارتفاعات الولادات، حتّى باتت نسبة ولادات السّوريّين أعلى من نسبة ولادات اللّبنانيّين».
كما أفاد بأنّ «الموقف السّوري يقول أهلًا وسهلًا بالنّازحين، وهم سوريّون، وإذا كان المجتمع الدّولي غير مقتنع أنّنا سنعاملهم كمواطنين عاديّين، فليضعوا مراقبين دوليّين»، معلنًا «أنّني اتّفقت مع نظيري السّوري فيصل المقداد على الاتّصال به بعد عودتي إلى لبنان، لتحديد موعد للقائنا في سورية، لبحث أزمة النّزوح»، معربًا عن خشية لبنان من «التّعرّض لموجة نزوح جديدة إثر الأحداث في سورية».
بدوره، أكّد قائد الجيش أنّ «نزوح السوريين يمثل خطرًا وجوديًّا يهدّد لبنان واللبنانيين ولا بد من معالجته على مستوى الأفراد والمؤسسات جميعها»، لافتًا إلى أنّ «الجيش بعيد كل البعد عن العنصرية، وهو يولي حقوق الإنسان أولوية قصوى ويضعها في صلب مهمته، لكن هذه الحقوق وُجدت لتحفظ كرامة الإنسان لا لتدمر المجتمع».
وخلال جولة تفقدية في المناطق الحدودية في منطقة البقاع الشمالي، لفت العماد عون إلى «أننا نسمع بعض الأصوات المشكّكة بدور الجيش في حماية الحدود انطلاقًا من مواقف سياسية معروفة. لم نرَ هؤلاء يبادرون إلى دعم الجيش بل يحاولون عرقلة عمله وإثارة الشبهات حوله، ولم نرَ لهم مشاركة فاعلة في معالجة أزمة النزوح السوري. نقول لهم إننا مستمرّون لأن هدفنا هو الوطن ومصلحته، فيما هدفكم مصلحتكم الشخصية. نحن نموت ليحيا الوطن، وأنتم تُميتون الوطن من أجل مصالحكم».
بيان شامل بعد القمة بين الرئيسين الأسد وجين بينغ
سورية والصين تؤكدان شراكتهما الاستراتيجية

بعد لقاء القمة بين الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الصيني شي جين بينغ في مدينة خانجو الصينية، أصدر الجانبان بياناً حول علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وجاء في البيان:
تلبية لدعوة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ لحضور رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد مراسم افتتاح الدورة الـ19 للألعاب الأسيوية في الصين خلال الفترة ما بين 22 و 25 أيلول 2023، أجرى رئيسا البلدين مباحثات في جو من الصداقة والمودة، وتبادلا وجهات النظر حول العلاقات الثنائية بين الصين وسورية، والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وتوصلا إلى توافقات واسعة النطاق.
وأعرب رئيسا البلدين عن تقديرهما العالي للصداقة التاريخية القائمة بين الصين وسورية، واتفقا على أنّ الصين وسورية تربطهما علاقة تقوم على الأمانة والوفاء وتصمد في وقت الضيق، ووافقا على إقامة علاقات الشراكة الإستراتيجية بين الصين وسورية للدفع بالتعاون الودّي في كلّ المجالات على نحو شامل، بما يخدم شعبي البلدين بشكل أفضل.
أولاً: سيواصل الجانبان تبادل الدعم الثابت في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى للجانب الآخر ويلتزم الجانب السوري بثبات بمبدأ الصين الواحدة، ويعترف بأنّ حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها، وأنّ تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وهو يدعم جهود الصين للحفاظ على سيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها، ويرفض رفضاً قاطعاً قيام أيّ قوى بالتدخل في الشؤون الداخلية الصينية، ويدعم كل الجهود المبذولة من قبل الحكومة الصينية من أجل تحقيق إعادة توحيد البلاد، ويدعم بثبات الموقف الصيني من المسائل المتعلقة بهونغ كونغ، والجهود الصينية للحفاظ على الأمن القومي في إطار دولة واحدة ونظامين، ويؤمن بثبات بأنّ شؤون هونغ كونغ هي من الشؤون الداخلية البحتة للصين، ويدين بشدة التصرفات غير الشرعية التي قامت بها القوى الخارجية للتدخل في شؤون هونغ كونغ والشؤون الداخلية الصينية، كما يدعم بثبات الموقف الصيني من المسائل المتعلقة بشينجيانغ، ويؤكد مجدّداً على أنّ المسائل المتعلقة بشينجيانغ ليست مسألة حقوق الإنسان على الإطلاق، بل هي مسألة متعلقة بمكافحة الإرهاب العنيف ونزع التطرف ومكافحة الانفصال، كما يدعم الجانب السوري بثبات الجهود الصينية لمكافحة الإرهاب ونزع التطرف، ويرفض رفضاً قاطعاً التدخل في الشؤون الداخلية الصينية تحت ذريعة المسائل المتعلقة بشينجيانغ.
يدعم الجانب الصيني بثبات الجهود السورية للحفاظ على استقلال البلاد وسيادتها وسلامة أراضيها، ويدعم الشعب السوري لسلك الطريق التنموي الذي يتماشى مع الظروف الوطنية، ويدعم السياسات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية في سبيل الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها وتنميتها، ويرفض قيام القوى الخارجية بالتدخل في الشؤون الداخلية لسورية والمساس بأمنها واستقرارها، ويرفض الوجود العسكري غير الشرعي في سورية أو إجراء العمليات العسكرية غير الشرعية فيها، أو نهب ثرواتها الطبيعية بطرق غير شرعية، ويحث الدول المعنية على الرفع الفوري لكلّ العقوبات الأحادية الجانب وغير الشرعية على سورية.
ثانياً: يقيّم الجانب السوري تقييماً عالياً ويدعم بموقف إيجابي ما طرحه رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ من مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، وسيجري الجانبان التعاون الفاعل لتنفيذ المبادرات المذكورة أعلاه على نحو جيد، والعمل يداً بيد على بناء «الحزام والطريق» بجودة عالية، وبذل جهود مشتركة لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
ثالثاً: يحرص الجانبان على تعميق التواصل والتعاون بين البلدين على الصعد الحزبية والبرلمانية والمحلية، وتعزيز تبادل الخبرات حول الحوكمة والإدارة، وسيعزز الجانبان التعاون الودي في مجالات الاقتصاد والتجارة والزراعة والثقافة والشباب والإعلام وغيرها.
وسيواصل الجانب الصيني تقديم ما بوسعه من المساعدات لسورية، ويدعم الجهود السورية لإعادة الإعمار والانتعاش في التنمية.
يشكر الجانب السوري الجانب الصيني على ما قدّمه من الدعم السياسي والمساعدات السخية، وعلى وقوف الجانب الصيني إلى الحق في مجلس الأمن الدولي لصالح سورية.
يتفق الجانبان على مواصلة تعزيز التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب والأمن، وتضافر جهود مكافحة الإرهاب.
رابعاً: يدعم ويرحب الجانب الصيني بعودة سورية إلى جامعة الدول العربية ويدعم سورية في تحسين علاقاتها مع سائر الدول العربية، كما يدعم الدول العربية في المنطقة بما فيها سورية في تقوية الذات عبر التضامن، ويعرب الجانب السوري عن التقدير العالي للجهود الدبلوماسية الصينية التي أثمرت عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية، ويشكر الجانب الصيني على مساهمته الإيجابية في إيجاد حلول للقضايا الساخنة والحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
خامساً: يقيّم الجانبان تقييماً عالياً الدور المهمّ لآلية منتدى التعاون الصيني العربي في تعزيز التعاون الجماعي بين الصين والدول العربية، مؤكدين استعدادهما لإجراء التعاون النشط في سبيل تنفيذ مخرجات القمة الصينية العربية الأولى، وتكريس روح الصداقة الصينية العربية والعمل يداً بيد على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد.
سادساً: يدعم الجانبان تكريس القيم المشتركة للبشرية المتمثلة في السلام والتنمية والعدل والإنصاف والديمقراطية والحرية، ويحترمان حق شعوب العالم في اختيار الطرق التنموية والنظم الاجتماعية التي تتماشى مع ظروفها الوطنية، ويعارضان بشكل قاطع تسييس قضية حقوق الإنسان أو استخدامها كأداة، ويعارضان بشكل قاطع قيام أي دولة بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى تحت ذريعة الديمقراطية وحقوق الإنسان.
سيعزز الجانبان التنسيق والتعاون في الشؤون الإقليمية والدولية، ويلتزمان بشكل مشترك بتعددية الأطراف الحقيقية، ويدافعان عن المنظومة الدولية التي تكون الأمم المتحدة مركزاً لها والنظام الدولي القائم على القانون الدولي والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية المبنية على مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ويعارضان بشكل قاطع الهيمنة وسياسة القوة بأي شكل من الأشكال، بما في ذلك فرض عقوبات أحادية الجانب وإجراءات تقييدية غير مشروعة على الدول الأخرى، ويدفعان بإقامة نوع جديد من العلاقات الدولية، ويعملان يداً بيد على بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

افتتاحية صحيفة الأخبار 

مدقّق حسابات سلامة: لا أعرف... لا أعلم... لا أتذكّر
لم نعتمد معايير دولية في التدقيق في حسابات الحاكم السابق
 اشترط سلامة إثبات أن الأموال التي يملكها لم تكن من مصرف لبنان
على مدى سنوات طويلة، لم تعثر «شركة سمعان غلام وشركاهم للمحاسبة والتدقيق» التي اعتمدتها معظم المصارف للتدقيق في حساباتها، على أي «غلطة» في عمل المصارف أو في ميزانياتها، رغم مقامرة هذه الأخيرة بأموال المودعين خلافاً للقانون. «بروفيل» كهذا شجّع حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، في أيلول 2021، على اختيار الشركة للتدقيق في حساباته الشخصية بين عامي 2015 و2021، لـ«دحض الشائعات» حول اختلاسه أموالاً عامة بهدف «النيل منه ومن كرامته». وبالفعل، لم تخيّب «سمعان غلام» ظنون سلامة. ففي شهر واحد فقط، أنهت المهمة التي كلّفها بها بـ«نجاح»، فبصمت على «نزاهته» ولم تجد في عمله وأعمال شركائه ما يثير الريبة أو حتى يستحق التوقف عنده، مع أن روائح الفضائح كانت تزكم الأنوف من لبنان إلى أوروبا. في أيار الماضي، مثَل المدير التنفيذي في الشركة أنطوان غلام أمام الوفد القضائي الأوروبي الذي زار لبنان لمتابعة ملف الجرائم المالية لسلامة، وأقرّ أمام المحققين بأن التقرير الذي أعدّه حول حسابات الحاكم «ليس تدقيقاً»، ولا يتمتع بمعايير دولية، معترفاً بأن «التدقيق» الذي أجرته شركته تم وفق خريطة طريقٍ وضعها سلامة بنفسه، هدفها الأساسيّ «بيان أن الأموال التي دخلت إلى حساب رياض سلامة لم تكن أموالاً من مصرف لبنان». عملياً، بيّنت التحقيقات الأوروبية أن غلام أدى دور «شاهد زور»، ما يطعن في صدقية شركته ومهنيتها بعدما استخدمها لتغطية ارتكابات الحاكم ومعظم المصارف اللبنانية
قطر نحو وراثة فرنسا: التمهيد لقائد الجيش
بينما يدخل الفراغ الرئاسي سنويته الأولى، يبدو المشهد قاتماً على المستوى السياسي، ما يؤشّر إلى مرحلة بالغة الخطورة تواجه البلاد، وقد أصبحَ معها الواقع الأمني المترنّح أصلاً على المحكّ. وفقَ المعلومات المتوافرة فإن الاستمرار في التعطيل هو العنوان الذي يتقدّم على ما عداه حيث الأفق مسدود داخلياً وخارجياً، بسبب المناكفات السياسية والانقسام الإقليمي – الدولي، إذ لم يأتِ الاجتماع الذي عقدته الدول الخمس المشاركة في اللجنة الخماسية الخاصة بلبنان، والمؤلّفة من فرنسا، أميركا، قطر، السعودية ومصر، بأي تصوّر جديد، بل على العكس أظهر اجتماع نيويورك جبهة موحّدة ضد الحراك الفرنسي، تضم واشنطن والرياض والدوحة، وتكشّفت هذه الجبهة من خلال انتقاد «الدور الفرنسي وفشله في توحيد اللبنانيين أو حتى إقناعهم بالحوار»، وإعطاء فرنسا مهلة محدّدة لإنجاز حل مع إطلاق تهديدات تحدّثت عن وقف المساعدات عن الجيش اللبناني. ولوحظ في هذا السياق، أن الدوحة، وبعد النعي غير المعلن للدور الفرنسي، بدأت تتحرك بشكل أكبر وأوسع، إذ لم تمر أيام على انتهاء اجتماع نيويورك حتى وصل موفد قطري إلى بيروت للقيام بجولة على القوى السياسية. وقالت مصادر مطّلعة إن «القطريين منذ فترة يتحضّرون لوراثة فرنسا في لبنان، لكنهم كانوا ينتظرون غطاءً محلياً وخارجياً»، مشيرة إلى أن «الدوحة حصلت عملياً على ضوء أخضر خارجي من أميركا والسعودية لتسلّم الدفة بدلاً من فرنسا»، إلا أنها تسعى أيضاً الى انتزاع وكالة محلية من القوى السياسية للمباشرة بدورها رسمياً كوسيط لحل الأزمة. وعليه، باشر الموفد القطري لقاءاته مع المسؤولين السياسيين لهدفين: الأول تحصيل القبول بدور الدوحة بدلاً من باريس، ومن ثم التفاوض على اسم قائد الجيش العماد جوزف عون الذي صارَ واضحاً أنه المرشح الحقيقي للخارج، على الرغم من أن القطريين حملوا سابقاً لائحة تتضمّن أسماءً عدة، من بينها الوزير السابق زياد بارود والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري. وعلمت «الأخبار» بوجود مساعٍ لقطر تتيح لها العمل منفردة وبشكل مستقل عن أعضاء الخماسية، للوصول إلى ما يُشبه «صلح الدوحة» الأول عام 2008، والقيام بتسوية متوازنة قاعدتها لا غالب ولا مغلوب. وتعتمد قطر في هذا الإطار، على علاقتها الجيدة مع مختلف القوى السياسية، إضافة إلى «الخدمات» التي ستقدّمها مقابل إقناع القوى السياسية بالسير بالتسوية والقبول بقائد الجيش. وغير ذلك، فهي تعبّر دائماً عن استعدادها للقيام بالدور الاقتصادي المالي الذي تُحجِم عنه الرياض، أي إعادة دعم القطاع المصرفي من خلال تقديم وديعة كبيرة للمصرف المركزي، وكذلك القيام بمشاريع استثمارية في البلد، ولا سيما في القطاعات التي تحتاج إلى دعم كبير.
إجراء سياسي كيدي... وعديم المسؤولية: بو حبيب يعاقب مندوبة لبنان في الأمم المتحدة
في خطوة قد تتحوّل إلى سابقة في طريقة تعامل الإدارة السياسية مع الموظفين في الإدارة، قرّر وزير الخارجية عبدالله بو حبيب بالتنسيق مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ختم زيارتهما للأمم المتحدة، بقرار معاقبة القائمة بأعمال مندوب لبنان في الأمم المتحدة الدبلوماسية جان مراد، وتمّ إبلاغها قرار استدعائها إلى بيروت فوراً.
قرار استدعاء مراد تحوّل قبل تنفيذه إلى سابقة، لناحية إفهام الموظفين في السلك الدبلوماسي على وجه التحديد، بأن عليهم عدم إظهار أي حرص على مصالح لبنان الاستراتيجية، وأن عليهم تنفيذ الأوامر التي تصدر عن الوزير بمعزل عن صحتها. وهو ما سيدفع بالدبلوماسيين إلى عدم المبادرة للقيام بأي خطوات ضرورية في أعمالهم العادية. كما سيعطي انطباعاً للدول المضيفة لهم، بأن معاقبتهم عبر الضغط على حكومتهم أمر ممكن.
وقد تبيّن أن القرار الذي أُبلغ إلى مراد أمس من قبل المستشار في وزارة الخارجية هادي الهاشم، قد وقّعه الوزير بتاريخ 14 أيلول، أي قبل سفره إلى نيويورك للمشاركة مع الرئيس ميقاتي في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. لكنّ بو حيب طلب تأخير إبلاغ مراد بالقرار إلى حين مغادرته نيويورك، وهو ما حصل. فتمّ إبلاغ المستشار هاشم الذي كان في عداد الوفد اللبناني بقرار تكليفه القيام بمهام القائم بأعمال بعثة لبنان في الأمم المتحدة مكان مراد. وطلب إلى هاشم إبلاغ مراد بتنفيذ القرار فوراً. وقد نفّذ هاشم القرار بعد وقت قصير من مغادرة بو حبيب نيويورك متوجّهاً إلى واشنطن في زيارة عائلية.
سوريا - الصين: نهاية الحذر... بداية الانخراط
لطالما شكّلت العلاقات السورية - الصينية، تاريخياً، وحاضراً خلال السنوات العشر الأخيرة، محلّ جدل وتنظير بين المراقبين والمحلّلين. في سنوات ما قبل الأزمة، ولأكثر من 40 عاماً سابقة على الحرب، كانت تلك العلاقات تتّسم بالصداقة والتعاون، حيث «تعدّ سوريا من أوليات الدول التي أقامت علاقات مع الصين الجديدة»، على حدّ تعبير الرئيس الصيني، شي جين بينغ، خلال لقاء القمّة أمس، مع الرئيس السوري، بشار الأسد. لكن، خلال سنوات الحرب، راقب كثيرون الموقف الصيني بحيرة، إذ حافظت الصين على موقف سياسي داعم للنظام الحاكم في دمشق، واستخدمت 8 مرات حق النقض «الفيتو» ضدّ مشاريع قرارات دولية تستهدف سوريا وحكومتها.
افتتاحية صحيفة النهار
 
سخونة تصاعدية ونفي “متأخر” لخلافات الخماسية!
بدا لافتا، ان لم يكن مستغربا للغاية، ان تتصاعد سخونة السجالات والتباينات الداخلية حيال ملف الحوار وعلى خلفية الانطباعات السلبية التي تركها اجتماع ممثلي المجموعة الخماسية في نيويورك في مطلع الأسبوع الحالي، ومن ثم يصدر للمرة الأولى نفي فرنسي وغربي متأخر للخلافات التي ذكر انها حصلت خلال اجتماع الخماسية مقترنا بلوم الاعلام ال#لبناني واتهامه بنشر اخبار عارية عن الصحة !
 
فبعد أربعة أيام من انعقاد الأجتماع الذي لم يصدر عنه أي بيان، كما لم يصدر أي توضيح من أي من الدول الممثلة في المجموعة رغم المناخ السياسي والإعلامي السلبي الذي اعقب الاجتماع، نقلت امس مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين عن مسؤولين رفيعين فرنسي وغربي “استغرابهما” نشر الإعلام اللبناني أخباراً وصفاها بانها “عارية من الصحة” عن اجتماع الدول الخمس حول لبنان في نيويورك”، وشرحا انه “كان اجتماعا على مستوى مديري الخارجية لاتاحة المجال أمام الجانب الفرنسي ان يحيطهم علماً بما قام به المبعوث الرئاسي الفرنسي جان – ايف #لودريان في لبنان” .
 
وقال المسؤول الفرنسي لـ”النهار” انه “كان اجتماعا ضروريا لوضعهم في تفاصيل ما قام به الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لودريان، ولم يحصل ايّ خلاف كما تردد في الصحف اللبنانية”.
 
أما المصدر الغربي فأبدى بدوره “استغرابه لنشر معلومات مغلوطة لا اساس لها عن خلافات أو نقل كلام لا وجود ولا اساس له عن مساعِدة وزير الخارجية الاميركي باربارا ليف”. واكد ما قاله المسؤول الفرنسي، مشيراً الى ان “الاجتماع كان عاديا وجيدا وركز على حضّ القيادات اللبنانية على تحمّل مسؤولية مستقبل بلدهم وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وتنفيذ الإصلاحات”. واستغرب المسؤولان المشار اليهما ” نشر اخبار كاذبة عن خلافات”، واكدا انهما “يجهلان مصادر المعلومات المغلوطة التي نُشرت في الإعلام اللبناني”.
 
جاء ذلك فيما المشهد الداخلي يشهد تصاعدا واضحا في السخونة السياسية حيال تعقيدات الازمة الرئاسية والغموض المتدحرج الذي اعقب اجتماع المجموعة الخماسية ولم يفض في اقل الأحوال الى أي وضوح في الاتجاهات باستثناء معالم التحرك القطري الراهن الذي يتردد انه يهيء لمجيء موفد يحمل أفكارا للتسوية.
 
ونقل في هذا السياق عن مسؤول بارز في “#حزب الله” عدم توقعه أي تقدم من التحركات المقبلة المتصلة بالملف الرئاسي وان المعطيات التي لدى هذا المسؤول تشير الى ان الموفد القطري سيطرح على القوى السياسية ثلاثة أسماء لمرشحين، عسكريان ومدني.
 
وزاد الطين بلة تداخل التداعيات السياسية بالهواجس الأمنية عقب حادث اطلاق الرصاص على مدخل السفارة الأميركية. وجديد هذا الامر ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد عودته من نيويورك امس، عقد لقاء مع السفيرة الأميركية دوروثي شيا في السرايا وجدد خلاله ادانة الاعتداء الذي تعرضت له السفارة الاميركية في لبنان، مؤكدا أن الاجهزة الامنية تكثف تحقيقاتها لكشف ملابسات الاعتداء والضالعين فيه واعتبر الاعتداء على السفارة الاميركية “اعتداء على سيادة لبنان وامنه”.
 
وادلت السفيرة الاميركية بتصريح مقتضب عبرت فيه “عن تقديري لرسائل الدعم التي صدرت عن المسؤولين السياسيين في البلد بمن فيهم دولة الرئيس،كما عن مختلف الفئات والاحزاب السياسية والشركاء الامنيين الاخرين . هذا الدعم يعني لنا الكثير كسفارة أميركية”. وقالت “نحن ندرك تماما أن السلطات تحقق في حادثة إطلاق رجل مسلح النار باتجاه السفارة. ونحن نقدر الالتزام الذي عبر عنه شركاؤنا الامنيون والمسؤولون السياسيون في هذا البلد بانهم لن يألو جهدا لجهة التحقيق في هذه الحادثة وملاحقة المرتكب ومحاسبته. نحن في السفارة الاميركية لا نشعر بالخوف اثر هذه الحادثة فاجراءاتنا الأمنية متينة جدا وعلاقتنا صلبة ونحن نتابع عملنا في السفارة كالمعتاد”.
 
في غضون ذلك بدأ المشهد السياسي يرسم معالم سخونة تصاعدية حيال الملف الرئاسي وسط معطيات تستبعد أي عوامل إيجابية وشيكة سواء على صعيد الوساطتين الفرنسية والقطرية التي لم يعد ممكنا الجزم باي اتجاه واضح ستسلكه كل منهما في ظل الغموض السائد منذ اجتماع نيويورك الأخير (على رغم النفي المشار اليه أعلاه للخلافات) او على صعيد الإخفاق المثبت لطرح رئيس مجلس النواب #نبيه بري في الدعوة الى الحوار ، وباعترافه بنفسه بهذا الامر .
 
الاشتراكي – “القوات”
 
والجديد في التداعيات السياسية لهذا الواقع ان وتيرة التباينات العلنية بين الحزب التقدمي الاشتراكي و”#القوات اللبنانية” خصوصا، تصاعدت على نحو لافت في الساعات الأخيرة. وسجل في هذا السياق انتقاد مجلس قيادة الحزب التقدّمي الإشتراكي بعد اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط ، حيث جرى استعراض الواقع السياسي والملفات الاقتصادية والمعيشية وتلك ذات الصلة بالقطاعات الأساسية، لا سيما منها القطاع التربوي وضرورة أن تتولى الحكومة القيام بدورها في تأمين كل المستلزمات المطلوبة لتأمين انطلاق العام الدراسي.
 
واستغرب المجتم#عون إصرار البعض على اعتبار الحوار مضيعة للوقت فيما الوقت يضيع على اللبنانيين منذ قرابة العام على الشغور الرئاسي، فيما لا خيارات أخرى متاحة”.
 
وفي الاثناء دار سجال مباشر بين عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبد الله وعضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب جورج عقيص . وقال الأول : “أن نتمايز مع القوات اللبنانية في الموقف من الحوار، فهذا أمر طبيعي يرتبط بالمنطلقات الفكرية المختلفة، والتباعد في مقاربة كيفية حماية الكيان وهويته ودوره. أما أن نختبئ وراء البطريركية المارونية و#اللجنة الخماسية لنبرر المساهمة في تعطيل المؤسسات وكل محاولات الإنقاذ، فهو النتعة بل اكثر”. ورد عقيص “لا أعلم لمن يتوجه الدكتور عبدالله فنحن لا نختبئ وإذا كنا مقصودين كقوات لبنانية او كمعارضة ببطريركية ولا بلجنة خماسية غيرنا يختبىء بمقولة حوار لتبرير إضاعة الوقت وإهدار الفرص بانتخاب رئيس . يجب أن يرى الدكتور عبدالله من يعطل وينتقده أما اللجنة الخماسية فإذا أعلنت موقفًا في الدوحة يناسب تطلعاتنا وموقفنا وهو الموقف المبدئي الصحيح وهو اجراء إنتخابات رئاسية بأسرع وقت وعدم تعطيل النصاب ومواصفات الرئيس يجب ان تكون سيادية وإنقاذية وإصلاحية هذا الشيء لا يمكن أن ننتقده”. واعتبر ان “الحوار هو إضاعة للوقت وإمعان في تعطيل الرئاسة”، مشددًا على أنّ “الدستور يوجب علينا أن ننتخب رئيسًا للجمهورية”. وأضاف “واضح من يعطّل هذا الإنتخاب وهو يخترع حججًا لتبرير تعطيله منها عقد طاولة حوار”.
 
.. “التيار” – بري
 
بموازاة ذلك رد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم على قول بري “يبدو ان الكنيسة القريبة ما بتشفي” بقوله “الكنيسة اكيد بتشفي ان كانت قريبة او بعيدة، بس الكنيسة اصول ودستور، مش ابداعات ظرفية. خلّينا نلتزم بالدستور الوطني ونطبّق القوانين العامة ومش عايزين حدا من بعيد، فينا نعيش سوا بسلام”.
 
من جهته، رد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران #باسيل على بري الذي اتهمه ضمنا بافشال الحوار من دون ان يسميه سائلا “ما فهمت كيف يكون الحرص على الحوار لانتخاب رئيس هو رفض للحوار؟ كل شغلة لها شروطها وظروفها حتى تنجح. اذا قلنا انه لازم نتفق بالحوار على برنامج العهد بخطوطه العريضة حتى ننتخب رئيس على اساسه وينجح بعهده، منكون عم نرفض الحوار أو حريصين على إنجاح العهد؟! إذا قلنا إنو رؤساء الأحزاب لازم يكونوا بالحوار لحتى يكون في قرار مش بس كلام، منكون عم نرفض الحوار؟! .. نحن قلنا ومنكرر أننا مع حوار جدّي ينجح، من لا يريد الحوار هو من يرفض تأمين ظروف النجاح له”.
 
عون – باسيل
 
يشار الى ان قائد الجيش العماد جوزف عون افتتح امس شبكة طرق في جرود منطقة الهرمل، شملت طرقات مراكز وادي فيسان ومراح الشعب وقنافذ وحرف السماقة، وأزاح الستار عن نصب تذكاري في كل من هذه المراكز، وذلك بحضور محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر وعدد من فاعليات المنطقة.
 
وتربط الطرق المفتتَحة المراكز المذكورة في ما بينها، وتسهّل مكافحة تهريب الأشخاص والبضائع والممنوعات، وتتيح وصول المواطنين إلى أراضيهم. وفي رد واضح على الاتهامات التي تستهدفه من رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل قال العماد عون ” نسمع بعض الأصوات المشككة بدور الجيش في حماية الحدود انطلاقًا من مواقف سياسية معروفة. لم نرَ هؤلاء يبادرون إلى دعم الجيش بل يحاولون عرقلة عمله وإثارة الشبهات حوله، ولم نرَ لهم مشاركة فاعلة في معالجة أزمة النزوح السوري. نقول لهم أننا مستمرون لأن هدفنا هو الوطن ومصلحته، فيما هدفكم مصلحتكم الشخصية. نحن نموت ليحيا الوطن، وأنتم تُميتون الوطن من أجل مصالحكم”.
 
***************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
 
بري التقى الموفد القطري… وبو حبيب يعتبر المبادرة الفرنسية “ماشية بمفردها”
تقديرات ديبلوماسية: حادثة السفارة رسالة إيرانية إلى واشنطن
 
بقيت حادثة إطلاق النار على السفارة الأميركية في عوكر ليل الأربعاء الفائت في واجهة الاهتمام السياسي والديبلوماسي، الى جانب التحقيقات الجارية من أجل «ملاحقة المرتكب ومحاسبته»، كما صرّحت السفيرة الأميركية دوروثي شيا. كما لم يغب عن المراقبين أنّ الحادثة أتت في سياق من الأحداث المتنقلة، فمن جريمة اغتيال الياس الحصروني مسؤول حزب «القوات اللبنانية» في عين ابل، مروراً باستهداف مركز «القوات» ليل الأربعاء – الخميس في زحلة، ثم حادثة السفارة، بدت كلها كأن هناك مسلسلاً أمنياً متنقلاً. حتى أنّ قطع طريق خلدة عصر أمس في الاتجاهين، ولو لفترة وجيزة أثار القلق من أبعاده الأمنية. فهل من معطيات تميط اللثام عن هذا المسلسل؟
 
ليس هناك من جواب وافٍ على السؤال، انما بحسب معطيات التحقيق الجاري في حادثة السفارة، تبيّن أنّ هناك «ثغرة» استفاد منها المسلح المجهول، كي يطلق الرصاصات الـ 15 من رشاشه الحربي في اتجاه مبنى السفارة. وهذه»الثغرة» كانت في المنطقة التي تقع مسؤوليتها على الأمن اللبناني.
 
وبحسب المصادر إنّ «كل ما يحصل على الأراضي اللبنانية هو مسؤولية أمنية لبنانية». وقالت: «إنّ التساهل يجعل المرتكب يتمادى، وما حصل على مستوى السفارة خطير، وإذا لم يتبيّن الفاعل، سينضم هذا الملف الى ملف الاغتيالات السياسية، لأنّ من اغتال لديه من التنظيم ما يكفي للقيام بعمله». وأضافت: «إن منطقة السفارة الأميركية في عوكر، هي حزام أمني بامتياز ولا يمكن لفرد أن يخرق هذا الحزام، ما يعني أنّ هذه الرسالة، في ذكرى تفجير السفارة عام 1984، هي رسالة أمنية متطورة. وهناك جهة رصدت وراقبت ورأت ثغرة يمكن الدخول منها ففعلت».
 
في موازاة ذلك، قالت أوساط ديبلوماسية غربية: «إنّ حدود دور «حزب الله» على المستوى الداخلي هي سياسية، لكن كل ما يتعلّق بالشأن السوري أو الإسرائيلي أو الأميركي، فهو ايراني، وبالتالي فهذه رسالة ايرانية الى الولايات المتحدة من لبنان متعددة الأوجه تبدأ من دور أميركا في ضبط الحدود العراقية السورية ولا تنتهي بالقول إنّ الولايات المتحدة حريصة على الاستقرار في لبنان، لأنه إذا كانت الولايات المتحدة تدعم الجيش اللبناني فهذا الفريق يريد أن يظهر أنّ الأمن في لبنان في يده وليس في يد الجيش أو أي فريق آخر».
 
وكانت السفيرة الأميركية زارت أمس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وأكدت أنّ بعثة بلادها الديبلوماسية «لا يمكن إخافتها»، وأن «إجراءاتنا الأمنيّة متينة جداً وعلاقتنا صلبة، ونحن نتابع عملنا في السفارة كالمعتاد». وقال مراقبون لـ»نداء الوطن»، «إنّ اطلاق النار على سفارة عوكر هو بمثابة إنذار بأنّ مظاهر الاطمئنان التي رافقت سلوك الديبلوماسيين الأميركيين في لبنان في الفترة السابقة، رأت فيه طهران، وجماعتها في لبنان استفزازاً، فجاءت الحادثة بمثابة دعوة لكي يراجعوا مظاهر الاطمئنان هذه».
 
ومن الأمن الى السياسة، بعد تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس عبر» نداء الوطن» وجود مبادرة قطرية تجاه لبنان، استقبل الرئيس بري أمس الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني.
 
أما وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، فصرّح خلال وجوده في نيويورك، «أن المبادرة الفرنسية ماشية، لكن بمفردها»، وقال «لا خلاف بين أعضاء اللجنة الخماسية خلال اجتماعها في نيويورك، لكنّه لم يحصل اتفاق ما أدّى إلى عدم إصدار بيان». وأشار إلى «أنّنا فهمنا أنّ القطريّين سألوا فرنسا عن المدّة الزّمنيّة لمهمّة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، ولكن لم يكن هناك جواب فرنسي».
 
وعن أزمة النازحين السوريين، قال بو حبيب :»إنّني مع نظيري السّوري فيصل المقداد على اتّصال، وبعد عودتي إلى لبنان نحدد موعداً للقائنا في سوريا، من أجل البحث في أزمة النّزوح»، وأعرب عن خشية لبنان من «التّعرّض لموجة نزوح جديدة إثر الأحداث في سوريا».
 
وذكر بو حبيب أنه التقى وزير الخارجيّة الإيرانيّة حسين أمير عبداللهيان، وتمّ التّباحث في الملف الرئاسي اللبناني.
 
***************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية: بعد الخماسية.. الحوار الداخلي يترنح.. الجبهة مفتوحة بين داعمي فرنجية والتقاطعات
 
لعل أدقّ القراءات التي قاربت الاجتماع الأخير لممثلي دول «اللجنة الخماسية» في نيويورك، هو انّ هذه اللجنة بالنحو الذي انتهى اليه اجتماعها، لم تعكس فقط انّها كانت مطوّقة بتباينات من داخلها، بل انّها وجّهت إلى الداخل اللبناني رسالةً لا لبس فيها، مفادها انّها تخلّت عن مهمّتها، وقرّرت إعادة تصدير الملف الرئاسي الى منشئه، ومنحت لنفسها إجازةً مفتوحة غير محدّدة بسقف زمني، لمراقبة ما قد يستجد من تطورات او تداعيات مرتبطة به في دولة المنشأ.
احتمالات مزدحمة
الأجواء الداخلية مزدحمة بالكثير من الاسئلة، وخصوصاً انّ المراصد السياسيّة على اختلافها، لم تلتقط حتى الآن اي إشارة توضيحية من أي من دول الخماسية حول ما جرى في اجتماع نيويورك، فالإرباك سمة الداخل على كل مستوياته، ومكوّنات الانقسام الداخلي، وبمعزل عن التحليلات والسيناريوهات والفرضيات الواقعية واللاواقعية التي هطلت في الايام الاخيرة بغزارة على المشهد الداخلي، مصدومة ليس فقط بحقيقة انّها آخر من يعلم، وجاهلة للسبب الحقيقي الذي دفع باللجنة إلى توجيه هذه الرسالة السلبية من نيويورك تحديداً، إلى الداخل اللبناني في هذا التوقيت بالذات ولأي هدف. بل انّ صدمتها اكبر بما بدا أنّه تجاهل لها في أمر يعنيها.
 
قد يبدو الوقوف على ما جرى في نيويورك اولوية لدى كل اللاعبين المحليين على المسرح الرئاسي، الّا انّ ثمة أولوية باتت تتقدّم عليها، جوهرها تلمّس ما يخبئه الآتي من الايام، وخصوصاً انّ فشل اجتماع الخماسية، شرّع باب الاحتمالات واسعاً في الداخل اللبناني، وطلائع هذه الاحتمالات تلوح في الأفق القريب، حيث أنّ عدوى فشل اجتماع نيويورك، تقترب من أن تصيب مسعى الحوار الرئاسي الذي يقوده رئيس مجلس النواب نبيه بري وتفشّل انعقاده، جراء تطويقه من جهة برفض «القوات اللبنانية» وحلفائها في «الشارع السيادي»، للحوار والتوافق على رئيس للجمهورية، وبإثقاله من جهة ثانية بحمولة زائدة من الشروط، طرحها «التيار الوطني الحر».
خوف مبرر!
 
هذا الجو المقفل على مستوى «الخماسية»، والذي لا يبشّر بإيجابيات على مستوى الحوار الداخلي، طوّق المشهد اللبناني بمخاوف على غير صعيد. وعلى ما تقول مصادر سياسية لـ«الجمهورية»، فإنّ «هذه المخاوف مبرّرة. فالخارج، وكما عكس اجتماع الخماسيّة، سحب يده من فرصة الحل التي أتاحها عبر المهمّة التي أُوكلت إلى الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، والداخل كيّف نفسه مع الشغور الرئاسي، وتحكمه إرادة التعطيل واغتيال فرصة الحوار التي أتاحها رئيس مجلس النواب. وما بين سحب فرصة الخارج، والتعطيل الكيدي لفرصة الداخل نتيجة وحيدة؛ تحضير الأرضية اللبنانية لتطوّرات وربما منزلقات ليست في حسبان أحد».
 
اختبار النضج
 
وربطاً بذلك، أبلغت مصادر موثوقة إلى «الجمهورية» قولها، «إنّ ما استجد على صعيد اللجنة الخماسية، وضع المكونات السياسية في لبنان، عن قصد او عن غير قصد، امام ضرورة أخذ العِبَر مما حصل في الخماسية، التي بيّن بما لا يرقى اليه الشك، انّها وضعت الملف اللبناني وراءها، وكل طرف فيها يشدّ في اتجاه مناقض للآخر، وكذلك امام اختبار نضجها السياسي والتشارك في حل صُنع في لبنان، يضع الأزمة على سكة الانفراج. وطاولة الاختبار قائمة في مبادرة الرئيس بري التي باتت تشكّل حاجة اكثر من ايّ وقت مضى، وفرصة اخيرة متاحة لصياغة حل داخلي، وإن ضاعت هذه الفرصة، فسيطول الوقت كثيراً لكي تتولّد فرصة بديلة لها، هذا اذا تولّدت».
 
المبادرة بين المطبّات
 
وفي السياق ذاته، اكّدت مصادر مؤيّدة لمبادرة بري لـ«الجمهورية»، انّه على الرغم من الأجواء التي بدأت توحي بأنّ طريق الحوار الداخلي باتت متعثرة، وعبورها دونه مشقات ومطبّات، وعلى الرغم ايضاً من انّ الدعوات المتتالية للأطراف المحليين إلى الحوار باتت اشبه بمن ينادي مَن في القبور، فإنّ رئيس المجلس متمسّك بمبادرته، وما استجدّ من تطورات على خط الخماسية، زاده تمسّكاً بها، بل شكّل دافعاً اضافياً للتأكيد على الحاجة لها، حيث لا بديل عنها، ولا خيار سواها، وكذلك على الضرورة القصوى في الانخراط في الحوار الرئاسي الذي ترمي اليه، بعيداً من ايّ شروط او اعتبارات او حجج تصبّ في خانة المماطلة وتطويل أمد الأزمة.
 
وخلصت المصادر إلى القول: «لنعترف اننا قبل الخماسية كنا وحدنا، وبعد الخماسية صرنا وحدنا ومتروكين لقدرنا. الخطأ، او بالأحرى الخطيئة التي ارتُكبت بحق لبنان ورئاسة الجمهورية، هي تغليب منطق التنافر على منطق الحوار والتوافق. ولنعترف ايضاً اننا لم نعد نملك سوى ان نتلاقى ونتحاور، على ما قال الرئيس بري بكل انفتاح، وبكلمة طيبة، والكلمة الطيبة على ما يُقال تفكّ اللحام، وتكسر العود اليابس. هي فرصتنا الاخيرة لنخرج من ازمتنا، والاّ فإنّ الإمعان في الهروب من هذا الحوار، معناه ان نتحضّر جميعاً لسقوط أعمق وأخطر مما نحن عليه حالياً».
 
القرار النهائي قريب
 
وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ رئيس المجلس يزين المعطيات ويدرس كل الاحتمالات والخيارات، ولن يطول الأمر به ليتخذ القرار النّهائي في شأن طاولة الحوار.
 
وإذا كانت صورة المواقف الداخلية لا تشجع على التفاؤل في إمكان التئام طاولة الحوار، فإنّ مصادر سياسية تراهن على أن تشكّل الزيارة الرابعة للموفد الفرنسي جان ايف لودريان دفعاً ايجابياً نحو هذا الحوار. الاّ انّ مصادر موثوقة تلفت إلى انّ لودريان، رغم انّه ابلغ رئيس مجلس النواب وغيره ممن التقاهم في زيارته الثالثة، بأنّه سيعود في زيارة رابعة، لم يؤكّد مجيئة بعد. واكثر من ذلك، فإنّ مرجعاً مسؤولاً يشكّك في إمكان حضور لودريان، وقال لـ«الجمهورية»: «قبل اجتماع الخماسية كنت اتوقع عودته سريعاً، واما بعد اجتماع الخماسية وفشلها في مقاربة ايجابية للملف اللبناني، فلم أعد اتوقّع ذلك. وحتى ولو حضر فماذا سيحمل معه او سيفعل… بالتأكيد لا شيء، وخصوصاً انّه في زيارته الاخيرة كان صريحاً في تأكيده لبعض من التقاهم انّه استنفد كل محاولاته وخياراته وافكاره، في مسعاه لحث اللبنانيين على الحوار، ولم يعد يملك شيئاً».
 
تحذير ديبلوماسي
 
على انّ هذا الواقع الداخلي المربك، يتوازى مع نظرة سوداوية الى مستقبل الوضع في لبنان. عبّرت عنها مصادر ديبلوماسية غربية بقولها لـ«الجمهورية»، انّها لا تشارك القائلين بفشل اجتماع اللجنة الخماسية، بل ينبغي مقاربة هذا الاجتماع من زاوية انّ الملف اللبناني ما زال يحظى بأولوية مشتركة بين دول الخماسية، والّا لما كان الاجتماع قد عُقد من أساسه.
 
وكشفت المصادر، انّ اللجنة الخماسية، ومن لحظة انطلاق اعمالها حدّدت لنفسها مهمّة ان تكون عاملاً مساعداً للبنانيين على إتمام استحقاقاتهم الدستورية في اسرع وقت ممكن، وعبّرت عن ذلك في بياناتها المتتالية، وضمن هذا السياق اندرجت مهمّة لودريان. وهذا يعني انّ الأطراف السياسية في لبنان معنية بملاقاة اللجنة حول ما تؤكّد عليه لناحية ضرورة التوافق في ما بينها على رئيس للجمهورية. والسيد لودريان أكّد لجميع الاطراف اللبنانيين على الحاجة الماسّة الى اطلاق حوار عاجل وبنّاء يحقق هذه الغاية.
 
ورداً على سؤال، عمّا ينتظر لبنان فيما لو استمر المنحى التعطيلي القائم على ما هو عليه، حذّرت المصادر الديبلوماسية من أنّ «لبنان، وكما نعلم جميعاً، بات في وضع شديد التعقيد، فهو يعاني منذ اربع سنوات، وتأخّر القوى السياسية في حسم الملف الرئاسي سينحى به حتماً الى واقع اكثر تعقيداً وتأزماً، تتفاقم فيه هذه المعاناة ليس لسنة او سنتين بل لسنوات».
مرحلة شدّ حبال
 
على انّ السؤال الذي يفرض نفسه في هذا المجال: وسط هذه الأجواء السوداوية، على أيّ وقائع سينضبط المشهد الداخلي في الايام المقبلة؟
 
الوقائع الداخلية لا تؤشر إلى تبدّل سحري يقرّب الاطراف الداخلية من بعضها البعض، ويوحّد نظرتها إلى الملف الرئاسي، وبالتالي فإنّ الصورة كما تعكسها مصادر واسعة الاطلاع لـ»الجمهورية»، تفيد بأنّ لبنان في ظل التناقضات المتحكّمة به، على شفير سباق محموم بين الحوار ورافضيه. وتؤشر الوقائع المتصدامة إلى مرحلة أكثر قساوة وحدّة في السجال والخطاب، مما سبق وشهدناه بين داعمي رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، وبين ما تُسمّى التقاطعات السياسية الرامية الى إخراجه من الحلبة الرئاسية».
 
فيما قال مصدر مسؤول لـ«الجمهورية»: «حتى الأمس القريب كنت متفائلاً، وأملت خيراً من زيارة لودريان، وكذلك من اجتماع اللجنة الخماسية، ولكن اقول بصراحة الآن، انني اصبحت متشائماً الى حدّ أنني بتّ أتوقع الأسوأ».
ثم استدرك قائلاً: «لا اقول اننا عدنا الى المربّع الاول او نقطة الصفر، لأنّنا من الأساس ما زلنا تحت الصفر، ورفض الحوار والتوافق، وإحلال لغة التصادم والاستفزاز بديلاً عنهما، أخشى انّهما سيؤديان إنْ آجلاً أم عاجلاً الى واقع كارثي».
 
موفد قطري… وشوشرة
 
في سياق متصل، وفي الوقت الذي تداولت فيه أوساط سياسية وإعلامية حول حركة يجريها موفد قطري في لبنان حول الملف الرئاسي، برز امس تحرّك لافت لبعض الغرف السوداء، حيث عمدت إلى ترويج أخبار لا تمتّ الى الواقع بصلة، وهو الامر الذي اعتبرته مصادر سياسية بمثابة شوشرة وتضليل للرأي العام وإيهامه بوقائع وهمية.
 
وكان لافتاً ايضاً، نسب بعض الامور المرتبطة بالوزير سليمان فرنجية، إلى مصادر في «حزب الله»، الذي نفاها جملة وتفصيلاً. علماً انّ ما حُكي عن حركة لموفد قطري، لم يظهر منها اي تفصيل بسيط إلى العلن.
 
وقد أصدرت العلاقات الاعلامية في «حزب الله» بياناً مساء امس جاء فيه: «نقلت بعض وسائل الغعلام أخباراً منسوبة الى مصادر في «حزب الله». تؤكّد العلاقات الاعلامية مجدداً انّه ليس لدينا مصادر في «حزب الله» ولا نعتمد هذا الاسلوب في تظهير مواقفنا السياسية. وبالتالي فإننا غير معنيين اطلاقاً بما يرد خارج إطار مواقفنا المعلنة والصريحة».
 
«التيار الوطني الحر»
 
‏إلى ذلك، قالت مصادر «التيار الوطني الحر» قالت لـ«لجمهورية»: «نحن لم نرفض الحوار، ولم نقل للرئيس بري اننا نرفض الحوار، بل قلنا له نريد التشاور مع كافة الأحزاب والأطراف، مع «القوات» و«الكتائب» و«الاشتراكي» و«المستقلين»… وطالبناه بإطلاعنا على برنامج الحوار. لكننا حتى الساعة لم نعرف ما هو، بل انّ الرئيس بري أجابنا: «البرنامج هوي شغلة الحكومة»!
 
ونحن بالمقابل نسأله: اذاً هو حوار ع شو؟
وقلنا بأننا لا نريد أن يترأس الحوار طرف اعترف بنفسه بأنّه كذلك، ولذلك قال سابقاً لا يريد ترؤس الحوار، إلاّ أنّه عندما علم بأننا جاريناه بالحوار، تراجع ولم يعد يريده، وكأنّه أراد سبباً لتطيير الحوار». وختمت مصادر التيار بالقول: «استبداد مع حوار ما بيمشوا، فالحوار يلزمه مرونة بخاصة أننا لسنا من نفرض مرشحنا».
 
الأسد في بكين
 
من جهة اخرى، اتفقت بكين ودمشق على إقامة «شراكة استراتيجية»، حسبما أعلن شي جينبينغ خلال لقائه الرئيس السوري بشار الأسد امس في هانغجو شرق البلاد، على هامش دورة الألعاب الآسيوية. وتعدّ هذه أول زيارة رسمية للأسد منذ نحو عقدين إلى الدولة الحليفة، فيما يجهد للحصول على دعم لإعادة إعمار بلاده التي دمّرتها الحرب.
 
وتندرج الزيارة في إطار عودة الأسد تدريجاً منذ أكثر من سنة إلى الساحة الدولية بعد عزلة فرضها عليه الغرب.
 
***************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
 
الراعي: لبنان على فوهة بركان
 
عبّر البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي عن خشيته على «حياد لبنان الإيجابي»، مشدداً على أنه «من صميم هويته ويبعده عن محاور النزاعات الإقليمية والدولية».
 
وخلال حفل عشاء أقامته الأبرشية المارونية في أستراليا لمناسبة يوبيلها الذهبي، عدّ الراعي أنه «عندما كان التأثير المسيحي فاعلاً، كان لبنان سويسرا الشرق، وبدأ هذا التأثير بالانحسار، وها هو اليوم يُهمّش بعدم انتخاب الرئيس الماروني بقدرة معطلي هذا الانتخاب المعروفين، وما من قوة تردعهم، ولا ندري ما السبب طالما أن المرشحين موجودان».
 
ونبه الراعي إلى أن عدد النازحين السوريين في لبنان فاق المليونين، «وهذا عبء مخيف سياسياً وأمنياً واقتصادياً وثقافياً»، مستجهناً كيف أن «المجتمع الدولي لا يريد سماع أيّ كلام عن عودتهم لأسباب سياسية». وأضاف: «نقول للنازحين إن سوريا وطنهم وعليهم الحفاظ عليه، ولبنان على فوهة بركان».
 
‏وتساءل البطريرك: «لماذا يُعاقب المجتمع الدولي لبنان؟ هل لأنه فتح أبوابه للنازحين السوريين؟ مطلوب من الأسرة الدولية تأمين المساعدات للنازحين في سوريا، لا في لبنان». وقال: «معلوم أنّ النازحين في حالة ذهاب وإياب عبر المعابر غير الشرعية». وطالب اللبنانيين في أستراليا، بـ«طرح موضوع النازحين على السلطات الأسترالية لمساعدتنا».
 
***************************************
 
افتتاحية صحيفة اللواء
 
برّي وجَّه الدعوات.. وباسيل يرفض إعطاءه رصيد الحوار
الموفد القطري بدأ مهمته.. ورد قوي من قائد الجيش على التيار وشيّا: لا نشعر بالخوف
 
على مسافة أيام قليلة من نهاية شهر أيلول، بدت الرهانات اللبنانية، مع الانتظارات والتداعيات أقرب الى «التأمل المرير» لعدم جدوى التحركات الخارجية او اعادة ما انقطع من روابط وأواصر بين اطراف الداخل، في ضوء انضمام بكركي، من الخارج الى وضع تصوّر مغاير لتصوّر رئيس المجلس للحوار.
بدا الجوّ مكفهراً، على الرغم من ان الرئيس نبيه بري يتابع العمل على مبادرته، عبر تلقي الاجابات الخطية، لا سيما من رؤساء الكتل النيابية، ببند واحد لا غير: هو انتخاب رئيس الجمهورية.
وكشف النقاب عن ان الرئيس بري وجَّه رسائل رسمية لكل من كتلتي «الجمهورية القوية» و«لبنان القوي»، فجاء الجواب القواتي رفضاً واضحاً، أمَّا التيار الوطني الحر، فإنه جاء ردّه سلسلة اشتراطات، رآها ضرورية، وتصب بالتالي، في إبعاد بري عن ترؤس الحوار، ورفض أي صيغة تربط الجلسات بالنتائج، والاكتفاء بمقاربات او عناوين عريضة، الامر الذي رأت فيه اوساط عين التينة وضعاً للعصي في الدواليب، لا أكثر ولا أقل، وتبرئة ساحة الفريق العوني من دم نسف الحوار، وتداعياته.
يُشار الى ان بري ارسل رسالته الى باسيل، عبر النائبين آلان عون والياس بوصعب.
كما بعث رئيس المجلس برسالة الى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مع النائب ملحم الرياشي.
ونُقل عن الرئيس بري تأكيده انه هو الذي سيدير الحوار.
ويفترض ان يكون الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني التقى مساء امس رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد لإبلاغه بأن الخماسية وقطر في مقدمتها تميل الى تسمية العماد جوزاف عون للرئاسة كخيار ثالث.. واذا تعذر فلا مانع من طرح اسم المدير العام للامن العام بالإنابة الياس البيسري.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أنه من السابق  لأوانه تقييم المسعى القطري الذي لا يزال  في بداياته، وبالتالي لا يمكن الحكم على فعاليته في تغيير منحى المراوحة الذي يسلكه ملف الرئاسة. ولفتت المصادر نفسها الى أن قطر كما الدول المعنية بهذا الملف ترغب في استعجال إجراء الانتخابات، قائلة أن الموفد القطري على دراية باللعبة الدستورية له.
ورأت أنه إذا كانت هناك من تسوية ما قد تُنسج فإنها لن تولد غداً وقبل أن تعلن المواقف صراحة وبلورة أسس أية تسوية لن تحصل أية انتخابات، معلنة في الوقت نفسه أن هناك من رسم صورة تشاؤمية عن هذا  الاستحقاق وأن الخيار الثالث لم ينطلق البحث به بعد.
ولم تنفِ مصادر سياسية ما تردد من معلومات عن خلافات نشبت ،بين ممثلي الولايات المتحدة وفرنسا خلال اجتماع ممثلي  اللجنة الخماسية المؤلفة من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة مؤخرا بخصوص تعثر مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي إيف لودريان لحل أزمة الانتخابات الرئاسية في لبنان وقالت : ان  ما حصل هو مطالبة ممثلة الولايات المتحدة الأميركية، ممثل فرنسا  بإطار زمني محدد لإنجاز هذه المهمة، وان لا يبقى الوقت مفتوحا، إلى ما لا نهاية لانه من الضروري الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، وتأليف حكومة جديدة تتولى وقف الانهيار الحاصل، وتعيد وضع البلد على الطريق الصحيح، والبدء بعملية النهوض المالي والاقتصادي والمعيشي.
وشددت المصادر  على ان الخلاف الحاصل بين ممثل فرنسا وممثلة الولايات المتحدة الأميركية، ترك تداعيات سلبية على اجتماع اللجنة، وصولا إلى تعذر اصدار بيان عنها ،كما كان متوقعا، ولكن الامر لم يصل إلى حد توصل اللجنة الى تفاهم  بين اعضائها، لإنهاء دور الموفد الرئاسي الفرنسي إيف لودريان لحل ازمة الانتخابات الرئاسية، واسناد هذه المهمة الى دولة قطر،كما يذهب البعض إلى القول ،بالتزامن  مع المواقف التي اعلنها امير قطر من على منبر الأمم المتحدة بهذا الخصوص.
واكدت ان التفاهم الحاصل يتضمن قيام  دولة قطر بمواكبة التحرك الفرنسي، من خلال علاقاتها الجيدة مع الأطراف السياسيين الأساسيين، وقنواتها المفتوحة مع الدول المؤثرة بالوضع اللبناني وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية وايران، ما يؤدي إلى التعاون لتذليل الصعوبات وتقريب وجهات النظر، تمهيدا للتوصل الى قواسم مشتركة تساعد في حل ازمة الفراغ الرئاسي وتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وتوقعت المصادر ان يؤدي التحرك الفرنسي القطري الى عودة لودريان إلى لبنان مطلع شهر تشرين الاول المقبل، لاستئناف مهمته، في الوقت الذي يكون الموفد القطري الموجود بلبنان منذ ايام ،قد مهَّد الطريق لهذه العودة،  بتذليل معظم الصعوبات والمحاذير التي تعترض طريق حل الأزمة القائمة، وعندها يتكامل تحرك الموفدين معاً، في سبيل التوصل إلى اتفاق بين الاطراف المعنيين باتجاه الحل المطلوب، اذا ساعدت الاجواء والمواقف الاقليمية والدولية  بذلك.
وفي السياق، نفت العلاقات الاعلامية في حزب الله ما جرى تداوله (MTV) عن مصادر في حزب الله حول المسعى القطري في ملف الرئاسة في لبنان، مشيرة الى ان لدى مصادر في حزب الله، هي لا تعتمد هذا الاسلوب.
 
شيا: لا نشعر بالخوف
 
وفي اطار متابعة الاعتداء على السفارة الاميركية، زارت السفيرة الاميركية في بيروت دورثي شيا السراي الكبير، والتقت الرئيس نجيب ميقاتي، حيث جرى التطرق الى الاعتداء الذي تعرضت له السفارة من قبل مسلح اول من امس، وجرى تكرار للادانة والتأكيد على تكثيف التحقيقات لكشف المعتدين والضالعين  في الاعتداء.
واكدت: نحن في السفارة الاميركية لا نشعر بالخوف، فإجراءاتنا الامنية متينة جدا، وعلاقتنا صلبة ونحن نتابع عملنا في السفارة كالمعتاد.
اضافت: نحن ندرك تماما أن السلطات تحقق في حادثة إطلاق رجل مسلح النار باتجاه السفارة. ونحن نقدر الالتزام الذي عبَّر عنه شركاؤنا الامنيون والمسؤولون السياسيون في هذا البلد بأنهم لن يألوا جهدا لجهة التحقيق في هذه الحادثة وملاحقة المرتكب ومحاسبته.
واوفد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وفداً ضم النائبين غسان حاصباني ورازي الحاج والمسؤول في جهاز العلاقات الخارجية مارك سعد، الى مقر سفارة الولايات المتحدة الأميركية في عوكر حيث التقوا مع طاقم السفارة واطلعوا على الاضرار وادانوا الاعتداء الاخير على مقر السفارة.
 
عون يرد
 
وفي اول رد على انتقادات التيار الوطني الحر، قال العماد عون: «إننا نسمع بعض الاصوات المشككة بدور الجيش في حماية الحدود، انطلاقاً من مواقف سياسية معروفة، ولم نرَ هؤلاء يبادرون الى دعم الجيش بل يحاولون عرقلة عمله، واثار السمات حوله، ولم نرَ لهم مشاركة فاعلة في معالجة ازمة النزوح السوري، وما بعثوا وزراءهم الى مجلس الوزراء.
وفي الحركة الدبلوماسية،  إستقبل نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، في مكتبه في المجلس، سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو، حيث دار نقاش حول موضوع الاستحقاق الرئاسي ومهمة جان إيف لودريان والمرحلة التي وصلت إليها. كما تم عرض لأفكار عدة من شأنها تسهيل المساعي الفرنسية بغية إنجاح هذه المهمة والتوصّل الى انتخاب رئيس للجمهورية.
على صعيد دبلوماسي ومالي آخر،  التقى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان وليد بن عبدالله بخاري في مقر إقامته باليرزة على مأدبة إفطار القائم بأعمال حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري. وكان اللقاء مناسبة جرى خلالها «بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها واستعراض مجمل المستجدات والتطورات الراهنة».
 
سجالات
 
وسط ذلك، استمرت السجالات بين النواب من كتل مختلفة،وقد رد عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب فادي كرم، على حسابه عبر منصة «إكس» على قول بري «يبدو ان الكنيسة القريبة ما بتشفي» فقال: الكنيسة اكيد بتشفي إن كانت قريبة او بعيدة، بس الكنيسة اصول ودستور، مش ابداعات ظرفية. اضاف:«خلّينا نلتزم بالدستور الوطني ونطبّق القوانين العامة ومش عايزين حدا من بعيد، فينا نعيش سوا بسلام.
وكتب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عبر حسابه في منصة «اكس»:ما فهمت كيف الحرص على الحوار لانتخاب رئيس هو رفض للحوار؟! كل شغلة لها شروطها وظروفها حتى تنجح. اذا قلنا انه لازم نتفق بالحوار على برنامج العهد بخطوطه العريضة حتى ننتخب رئيس على اساسه وينجح بعهده، منكون عم نرفض الحوار أو حريصين على إنجاح العهد؟! إذا قلنا إنو رؤساء الأحزاب لازم يكونوا بالحوار حتى يكون في قرار مش بس كلام، منكون عم نرفض الحوار؟!
في الموازاة، رد عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب بلال عبدالله عبر منصة «اكس» على حديث صحافي لعضو تكتل الجمهوية القوية النائب جورج عقيص وكتب: أن نتمايز مع القوات اللبنانية في الموقف من الحوار، فهذا أمر طبيعي يرتبط بالمنطلقات الفكرية المختلفة، والتباعد في مقاربة كيفية حماية الكيان وهويته ودوره. أما أن نختبئ وراء البطريركية المارونية واللجنة الخماسية لنبرر المساهمة في تعطيل المؤسسات وكل محاولات الإنقاذ، فهو النتعة بل اكثر.
ورد عقيص:«لا أعلم لمن يتوجه دكتور عبدالله. فنحن لا نختبئ وإذا كنا مقصودين كقوات لبنانية او كمعارضة لا نختبئ ببطريركية ولا بلجنة خماسية غيرنا يختبىء بمقولة حوار لتبرير إضاعة الوقت وإهدار الفرص بانتخاب رئيس».
فتح اوستراد خلدة
على الأرض، أُعيد فتح السير على اوتوستراد خلدة بالاتجاهين، وحركة المرور  كثيفة، وعناصر من مفرزة سير بعبدا لتسهيل السير في المحلة.
 
 
***************************************
افتتاحية صحيفة الديار
موجة النزوح السوري الجديدة في صلب الاهتمام الأمني… ملف عين الحلوة لم يُحلّ
 لا أموال في الخزينة العامّة… فهل يطبع المركزي الليرة لتمويل القطاع العام؟
 
في خِضم الصراع السياسي الذي يشلّ مفاصل الدولة على كل الأصعدة، وفي ظل الانقسام الدولي حول الملف الرئاسي، تأتي حادثة إطلاق النار على السفارة الأميركية لتنذر الدخول بمرحلة جديدة من الصراع السياسي قد يكون طابعها الأساسي أمّنيا بإمتياز. فالسفارة تتمتّع بحماية أمنية كبيرة وموجودة في منّطقة أمنية توجد فيها الأجهزة الأمنية والعسكرية بكثرة، فكيف استطاع الفاعلون النجاح في اختراق هذه المنّطقة وإطلاق النار على مدخل السفارة مباشرة مع كل الإجراءات الأمنية القائمة في المنّطقة.
إطلاق النار على السفارة الأميركية
 
يقول مصدر سياسي مُطّلع لجريدة «الديار» ان إطلاق النار على السفارة الأميركية يشكّل رسائل في كل الاتجاهات، ليس فقط للسفارة الأميركية وسياستها في لبنان، بل أيضًا للسياسيين اللبنانيين القابعين في محميات أمنية، أن لا شيء يمنع الوصول إليهم. وبالتالي يتخوّف المصدر من أن تكون إشارة بدء الاحداث الامنية قد انطلقت منذرة بمرحلة خطرة. وإذ استبعد المصدر أن يكون هناك حرب بين فصائل لبنانية، إلا أنه يطرح احتمال مواجهات مسلّحة محدودة في الزمان والمكان إذا ما حصلت عملية اغتيال ضد شخصية سياسية أو أمنية ذات حيثية.
 
هذا التخوّف من عمليات أمنية وربما اغتيال ضد شخصيات (سياسية و/أو أمّنية) يواكبه تخوّف من ملف عين الحلوة الذي لم يُقفل حتى الساعة بحكم أن الصراع الفلسطيني – الفلسطيني القائم بين فتح من جهة وحماس من جهة أخرى بواسطة المجموعات المسلّحة الخاضعة لحماس أو المُتحالفة معها، أصبح له بعدٌ إقليمي يتمثّل بالصراع القائم بين بعض الدول الإقليمية التي تؤثّر في الفصائل الفلسطينية. ويُشير مصدر أمني في حديثٍ للديار أن هناك احتمالا كبيرا لتجدّد الاشتباكات في عين الحلوة مع توقّعات بتفوّق للمجموعات المتشدّدة مدعومة بنزوح لسوريين مشبوهي الانتماء، يقول المصدر ان وجهة بعضهم هي مخيّم عين الحلوة والباقي يتوزّعون في المخيمات السورية في البقاع.
 
وعن العلاقة بين حادثة إطلاق النار على السفارة الأميركية في عوكر والأحداث في مخيّم عين الحلوة، يقول المصدر الأمني ان عملية إطلاق النار على السفارة الأميركية أكبر من أن تنفّذها مجموعات مسلّحة تجيد قتال الشوارع. الاعتداء على السفارة يحتاج إلى عمل استخباراتي يبدأ بالرصد والمتابعة وصولًا إلى وضع خطّة وتنفيذها، وما حصل بالسفارة كان عالي الدقّة من ناحية أن منفذي عملية إطلاق النار دخلوا المنطقة الأمنية، نفّذوا خطتّهم وخرجوا منها من دون رصدهم وهو ما يعني أن هناك دقّة في التخطيط ومعرفة للأرض، مشدّدًا على أن القوى الأمنية تتابع باهتمام كبير النازحين السورين الجدد لمعرفة هدف قدومهم إلى لبنان وإذا ما كان يخفي خططا أمنية أو هو نزوح اقتصادي بحت مع تفاقم الأوضاع المعيشية في سوريا.
 
يُشير مصدر وزاري سابق تابع للمعارضة أن انسداد الأفق السياسية هي السبب الأول وراء تنامي الأحداث الأمنية من عوكر إلى زحلة مرورًا بطرابلس وغيرها من المناطق. ويُضيف أن ما لا قدرة للقوى السياسية على تغييره بالمفاوضات، تقوم بمحاولة تغييره على الأرض من خلال الأحداث الأمنية مع تأكيد المصدر الوزاري السابق أن لا حرب مطروحة في الأفق إذ انها ليست من مصلحة القوى السياسية بغضّ النظر عن انتمائها للمحاور. ويتخوّف المصدر من ان تزداد عمليات السطو المسلّح نتيجة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والتي قدّ تدفع الناس إلى القيام بجرائم.
الملف الرئاسي
 
على صعيد الملفّ الرئاسي، شكّل فشل اجتماع المجموعة الخماسية التي تُعنى بالشأن اللبناني يوم الثلاثاء المُنصرم عقبة جديدة أمام إتمام الاستحقاق الرئاسي. وإذا قالت المصادر الصحافية ان مُهمّة لو دريان لم تنته في لبنان بدليل عودته المرتقبة إلى بيروت خلال الشهر المقبل، فان التحليلات تشير إلى أن انقسام المجموعة الخماسية يحدّ من احتمالات نجاح مهُمة المبعوث الفرنسي خصوصًا أن هناك أصوات داخل المجموعة أشارت بوضوح إلى فشلّ مُهمة المبعوث الفرنسي وبالتالي لا تتأمّل الأوساط المراقبة الكثير من عودة لو دريان.
 
وفي انتظار نضوج المعطيات الإقليمية والدولية، يستمر الخطاب العقيم بين أهل السلطة حول دعوة رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي الى الحوار لسبعة أيّام ثم الذهاب الى جلسات انتخاب مفتوحة بدورات متتالية. فرفض القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية والنوّاب التغييريين والمستقلين المشاركة في الحوار والشروط التي وضعها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل للمشاركة في الحوار تحول دون إجراء الحوار، خصوصًا بعض تصريح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من أوستراليا والذي اعتبر الحوار «بمن حضر» تعطيلا للدور المسيحي.
منصوري وتمويل الحكومة
 
كل هذا في ظل تفاقم الأوضاع المالية والاقتصادية واستطرادًا الاجتماعية. وإذا كانت أجور القطاع العام لهذا الشهر (أي أيلول) تم توفيرها من قبل مصرف لبنان بالدولار الأميركي عبر شرائها من السوق، إلا أن المخاوف الجدّية هو حول الأشهر التي تلي أيلول. وبحسب مصادر مصرف لبنان، هناك انقسام في المجلس المركزي للمصرف بين من يريد أن يتوقّف المركزي عن دفع الأجور بالدولار الأميركي على أن يتمّ دفعها بالليرة اللبنانية بالإضافة إلى علاوة توازي الفارق بين سعر الصرف وسعر السوق السوداء، ومن يريد الاستمرار في دفعها بالدولار حتى نهاية العام على أن تقوم الحكومة بإيجاد حلّ في موازنة العام 2024.
 
إلا أن مرّجعا اقتصاديا كبيرا صرّح لجريدة «الديار» أنه في كلتا الحالتين لا وجود للأموال في خزينة الدولة اللبنانية وهو ما يعني أن حاكم المصرف المركزي بالإنابة وسيم منصوري، سيُلزم من قبل الطبقة السياسية طبع الليرة اللبنانية وتمويل الحكومة سواء مباشرة بالليرة أو عبر شراء الدولارات في السوق السوداء كما كان يفعل الحاكم السابق رياض سلامة. ويتوقّع المرجع الاقتصادي عودة ارتفاع الدولار في السوق السوداء في المرحلة المُقبلة مع بدء العمل بمنصة «بلومبرغ» بحكم الحاجة المُستمرّة من قبل الحكومة ومن قبل التجار الى الدولارات وبحكم أن حجم التداول على منصة «بلومبرغ» سيكون مُخفضًا لأن الأموال الموجودة في السوق ليست كلها نظيفة مما يعني أن المُتهرّب من دفع الضرائب (مثلًا) لن يذهب إلى منصة بلومبرغ وسيقصد السوق السوداء لإجراء عمليات التحويل. من هذا المُنطلق، يرى المرجع الاقتصادي أن منصة «بلومبرغ» لن تحلّ مشكلة تعدّد الأسعار في السوق، لا بل على العكس ستزيدها حدّة، خصوصًا أنه من دون حلّ حكومي لمشكلة النقد الموجود في السوق.
الكهرباء والاتصالات
 
على صعيد اقتصادي آخر، تعود مشكلتا الكهرباء والاتصالات إلى الواجهة مع فشل الإجراءات الوزارية في حلّ مشاكل هذين القطاعين. وتساءل مصدر مراقب في حديث لجريدة «الديار» عن مصير الأموال التي تجبيها وزارة الاتصالات وماذا تفعل بها، منتقدًا وزير الاتصالات الذي وعد في السابق أنه مع رفع التعرفة ستُحلّ المشاكل، إلا أن هذا الأمر لم يتحقق وهو ما دفع الحكومة إلى رفع الكلفة سبع مرّات ليُطرح السؤال عن كيفية احتساب هذه التعرفة وإذا ما كان المعنيون يُجيدون القيام بالحسابات. أما على صعيد الكهرباء، فقال المصدر ان فشل وزير الطاقة والمياه في تأمين الكهرباء نابع من التدخلات السياسية وهو ما يجعل فشل تأمين الكهرباء أمرا حتّميا. وعن تصريح وزير الطاقة في ما يخص إعادة طرح مناقصة لجلب بواخر جديدة، قال المصدر ان هذا الأمر كمن «يلحس المبرد»، فالكل يعلم أن أكثر من 47 مليار دولار أميركي هدرتها وزارة الطاقة والمياه على الفيول والبواخر من دون نتيجة ودعا الحكومة إلى رفض طرح الوزير خصوصًا أننا ننتظر وصول الفيول العراقي في الأسابيع والأشهر المقبلة.
 
 
 
***************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
 
قائد الجيش: فليسكت المزايدون
 
افتتح قائد الجيش العماد جوزاف عون شبكة طرقات في جرود منطقة الهرمل، شملت طرقات مراكز وادي فيسان ومراح الشعب وقنافذ وحرف السماقة، وأزاح الستار عن نصب تذكاري في كل من هذه المراكز، وذلك بحضور محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر وعدد من فاعليات المنطقة.
تربط الطرقات المفتتَحة المراكز المذكورة في ما بينها، وتسهّل مكافحة تهريب الأشخاص والبضائع والممنوعات، وتتيح وصول المواطنين إلى أراضيهم.
كما زار العماد عون مركزَي مراح الشعب وحرف السماقة حيث اطّلع على الإجراءات المتخذة لمراقبة الحدود وضبطها، والتقى بالعسكريين ونوّه بإرادتهم وإيمانهم وعزيمتهم واحترافهم في أداء المهمة رغم الصعوبات الكبيرة الناجمة عن الطقس وطبيعة الأرض، معتبرًا أن أمن الوطن يعود في جزء كبير منه إلى أمن الحدود.
وتوجه إليهم بالقول: «أنتم عيون لبنان الساهرة، ومهمتكم هنا مقدسة. قبل انتشار الجيش عند الحدود، كانت مفتوحة أمام تهريب المخدرات والسلاح ومرور الإرهابيين، لكنها اليوم مضبوطة إلى حد بعيد بفضل الوحدات العسكرية المنتشرة هنا.
القيادة مدركة لحجم إنجازاتكم وتضحياتكم وتسعى لتحسين ظروف خدمتكم ومعيشتكم بمختلف السبل المتاحة، وبفضلكم سيذكر التاريخ أن الجيش أنقذ لبنان».
كما زار العماد عون الشيخ ياسين علي جعفر، والتقى عددًا من فاعليات المنطقة من رجال دين ورؤساء بلديات ومخاتير وزعماء عشائر وذوي شهداء، وشكرهم على حُسن استقبالهم ومحبتهم للجيش، مؤكدًا أن عشائر المنطقة مثال في كرم الأخلاق، وأنها بريئة من المجرمين والخارجين عن القانون الذين يحاولون الاحتماء بعشائرهم. كما لفت إلى أن أهالي منطقة بعلبك الهرمل قدموا خيرة أبنائهم ليخدموا في المؤسسة العسكرية، وقد سقط الكثير منهم شهداء وجرحى.
وأضاف: «الجيش يبذل أقصى طاقته لإقامة مشاريع تسهّل حياة السكان في هذه المنطقة عن طريق المساعدات من اللبنانيين والدول الصديقة في إطار مهمته الإنمائية، إلى جانب مهمته الأساسية في حفظ الأمن والاستقرار. لقد أُنجِزت الطرقات التي افتتحناها اليوم بفضل المساعدات من السلطات الأميركية ومن لبنانيين محبين للمؤسسة العسكرية. هذه المساعدات بأشكالها المختلفة مكّنت الجيش من الاستمرار، وبالتالي ساهمت في بقاء الوطن. نسمع بعض الأصوات المشككة بدور الجيش في حماية الحدود انطلاقًا من مواقف سياسية معروفة. لم نرَ هؤلاء يبادرون إلى دعم الجيش بل يحاولون عرقلة عمله وإثارة الشبهات حوله، ولم نرَ لهم مشاركة فاعلة في معالجة أزمة النزوح السوري. نقول لهم إننا مستمرون لأن هدفنا هو الوطن ومصلحته، فيما هدفكم مصلحتكم الشخصية. نحن نموت ليحيا الوطن، وأنتم تُميتون الوطن من أجل مصالحكم».
وأكد أن نزوح السوريين يمثل خطرًا وجوديًّا يهدد لبنان واللبنانيين ولا بد من معالجته على مستوى الأفراد والمؤسسات جميعها، وقال: «الجيش بعيد كل البعد عن العنصرية، وهو يولي حقوق الإنسان أولوية قصوى ويضعها في صلب مهمته، لكن هذه الحقوق وُجدت لتحفظ كرامة الإنسان لا لتدمر المجتمع».
من جهة أخرى، شكر محافظ بعلبك الهرمل الجيش على تضحياته وجهوده الرامية إلى استتباب الأمن، وسهره على السلم الأهلي، الأمر الذي هيأ الظروف لموسم سياحي ناشط هذا العام.
وقال: «حاول الكثيرون دق إسفين الخلاف بين الجيش وعشائر بعلبك الهرمل، لكنهم تناسوا أن العشائر قدمت خيرة أبنائها للمؤسسة العسكرية، ولا أحد يزايد عليها بمحبة الجيش. أجدد شكر الجيش على جهوده ضمن المحافظة لمكافحة التهريب والإتجار بالبشر، وكذلك على أدائه المشرّف في مختلف مناطق لبنان».
وثمّن مبادرة الجيش إلى افتتاح الطرقات، معتبرًا أن طريق الإنماء يبدأ بإنماء الطريق، وأن هذه الطرقات تجسد دور المؤسسة العسكرية في التقريب بين اللبنانيين عبر ربط المناطق والمحافظات بعضها ببعض.
 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram