غسان جديد النموذج والقدوة... هل اغتالته خطة العودة إلى دمشق ؟ 

غسان جديد النموذج والقدوة...  هل اغتالته خطة العودة إلى دمشق ؟ 

Whats up

Telegram

سامي سماحة

كان يعرف من إغتال غسان جديد أنه يغتال عقلاً أكبر من عميد دفاع في الحزب السوري القومي الإجتماعي .
 كان يعرف أن إغتيال الشهيد غسان جديد هو إغتيال للحزب السوري القومي الإجتماعي . 
من إغتال غسان جديد كان يعرف أنه يغتال تلميذاً لأنطون سعاده ليس كبقية التلاميذ ويعرف أنه يغتال تلميذاً أدرك غاية الحزب، فارتقى بمعانيها وعمل تحت طبقة الثرثرة والصياح لتحقيقها .
لم يكن غسان جديد عميداً للدفاع يرغب بسلطة حزبية واكتساب لقب، فالألقاب تأتي إليه بعد الانجازات التي صنعها، ومن تاريخ أفعاله التي كانت تّشير إلى فرادته في تطبيق نظرية التفكير العملي .
 غسان جديد لم يكن رومل الأمة السورية فقط ... 
غسان جديد هنيبعل الأمة السورية . 
لم تعرف الأمة شبيهاً له منذ أن بدأت الحقبة العثمانية حتى يومنا الحاضر . 
كانت الأمة السورية حاضرة في ذهنه وتفكيره وطريقة عمله، لذلك كانت خطته الأولى العودة إلى دمشق، لتكون مركز انطلاق الحزب إلى إنجاز وحدة سورية الطبيعية .
لم تكن العودة إلى دمشق تنظيراً ومقالات وأحاديث جلسات وإجتماعات .
كانت العودة إلى دمشق خططاً ومخيمات وقيادات عسكرية وأهداف قريبة وبعبدة ونال البقاع الحصّة الأكبر منها، بحيث انزرعت المخيمات على طول البقاع بآلاف القوميين الذين ينتظرون الأمر لتنفيذ المهمة .
وأُجريت التجربة بنجاح، تام وبقي تحديد ساعة  الصفر التي تأجلت بعد العدوان الثلاثي على مصر .
كان غسان جديد خارج الإصطفافات الداخلية وخارج المحاور، لم تستطع رموز المحاور من الإقتراب منه، لأنها كانت تعلم جيداً أنه لن يتوافق معها ولا مع خططها، ولأنها كانت تعلم أن ما يرمي إليه غسان جديد أكبر بكثير مما تفكر هذه الرموز على تنوعها .
كان غسان ضامن وحدة الحزب، والمعرقل الأكبر لأي انشقاق، لأنه إكتسب ثقة القوميين من إشتراكه في المعركة ضد الأعداء في حرب النكبة، وفي سجل سلوكه المميز في جيش الجمهورية السورية .
لم يُترجم الخلاف على السلطة في الحزب إلى انشقاق إلا بعد استشهاد الشهيد غسان جديد .
إن العودة إلى دمشق تعني العودة إلى خطة الثورة القومية الإجتماعية الأولى والانطلاقة الجديدة للحزب السوري القومي الإجتماعي . وبالتالي يُصبح الحزب السوري القومي الإجتماعي أكبر من القيادات التي خطّطت وعدلّت الدستور على قياسها، وتصبح المرحلة أمام اختيارات جديدة لقيادات الدولة وقيادة الحزب .
أخافتهم العودة، وهدّدت أدوارهم، فعملوا جاهدين على تعطيلها، ومن دلائل التعطيل، الخلاف الذي ظهر بعد التأجيل، واستمرار المخيمات لعدة شهور دون البتّ بمصيرها، وهذا يؤشر إلى وجود رأيين :
الأول يقول بتحديد موعد جديد 
الثاني يقول بإلغاء العملية 
يبقى السؤال الأول  : 
لماذا لم تحاول قيادة الحزب  تنفيذ خطة العودة إلى دمشق ؟ ولماذا اكتفت بالإنخراط في الواقع اللبناني ... ؟
تفتح ذكرى استشهاد غسان جديد ملف الانعطافات الكبيرة التي حدثت للحزب بعد استشهاد الزعيم، ولن يكون فتح هذه الملفات من أجل الإدانة أو التمجيد بل من أجل العِبرة .
أما السؤال الثاني :
هل قتلت خطة العودة إلى دمشق، عميد الدفاع الشهيد غسان جديد ؟
ومن له مصلحة بعدم العودة إلى دمشق ؟
كثر لهم مصلحة في إغتيال غسان جديد، فمنهم المحلي ومنهم الأقليمي ومنهم الدولي .
وحدها بلادنا والحزب السوري القومي الإجتماعي لهما مصلحة بعودة الحزب إلى دمشق .
 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram