افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 26 شباط 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 26 شباط 2021

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء:

 

بايدن أبلغ الملك سلمان… ملف الخاشقجي يحاصر وليّ العهد… طارت زيارة ماكرون بكركي تموضع دعواتها على حدود متغيّرات المنطقة... ومناصرون للتصعيد القلق من الانهيار الكبير يحرّك وساطات إبراهيم... ومصفاة الراعي أحد العروض

 

 

 يقول دبلوماسي متابع للملف النووي الإيراني ومسارات التفاوض غير المباشر حوله، أن مفوّض السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل والمبعوث الأميركي للملف النووي الإيراني روبرت مالي، يعكفان على صياغة مشروع الخطوات المتزامنة التي يجب أن تلتزمها واشنطن وطهران في طريق العودة إلى الاتفاق النووي، في اجتماع غير رسمي يستضيفهما ضمن صيغة الـ 5+1 في النصف الأول من الشهر المقبل، ليتم تقديمها كورقة أوروبية أميركية مشتركة تضمن عودة إيران التدريجيّة عن خطواتها التي اتخذتها تباعاً منذ عامين، رداً على الانسحاب الأميركيّ من الاتفاق النووي، وعجز أوروبا عن تنفيذ موجباتها رغم بقائها تحت مظلة الاتفاق، بعدما منحت عاماً لأوربا لتفعيل وعودها بآليّات مالية تتجاوز العقوبات الأميركية.


وفقاً للدبلوماسي نفسه، ستتواصل الإجراءات التي تتيح لإيران تحريك قرابة عشرين مليار دولار، خلال الفترة الفاصلة عن الاجتماع المنتظر، منها خمسة مليارات قرض من صندوق النقد الدولي لتمويل احتياجاتها في مواجهة كورونا، ومنها خمسة عشر ملياراً من ودائع إيرانيّة مجمّدة في مصارف كوريا الجنوبية واليابان والعراق بسبب العقوبات الأميركيّة.
بالتوازي، أفرجت واشنطن بقرار من الرئيس جو بايدن عن التحقيق الخاص بقتل الصحافي جمال الخاشقجي، بعد اتصال لبايدن بالملك سلمان بن عبد العزيز أبلغه خلاله بالقرار، بينما تحدّثت الصحف الأميركية عن توقعات أكيدة بنشر الفقرات التي تكشف تورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بقرار القتل، وعن مسار صعب ينتظر ولي العهد الذي قد يكون أحد عروضه للتسوية مغادرة الحكم مقابل إقفال الملف من دون عقوبات وتصادم سياسي، ووفقاً لمصادر سياسية لبنانية كانت تراهن على زيارة للرئيس الفرنسي امانويل ماركون الى الرياض للقاء ابن سلمان في محاولة لرفع القيود السعودية على عودة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري الى الحكم، فإن زيارة ماكرون كانت من ضحايا ملف الخاشقجي، الذي قرأت المصادر في الحديث عن مرض ابن سلمان وإجرائه عملية جراحية بداية لاحتجاب ولي العهد السعودي تمهيداً لغيابه عن المشهد، للحفاظ على العلاقات الأميركية السعودية في أفضل حالاتها، وهو ما تحتاجه السعودية في هذه المرحلة.


الشأن الحكومي الذي كان ينتظر التطورات المتوقعة من زيارة ماكرون للرياض، بدا جامداً بلا حراك، بينما الحراك الوحيد لسعر الدولار ولأسعار السلع صعوداً مع أحاديث عن دراسات موثقة لقرب ساعة الانهيار الكبير، وهو ما يتحرك المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لمحاولة تفاديه بمبادرات ومساعٍ ترجمتها زيارته لبكركي، حيث قالت مصادر متابعة لموقف بكركي إنها تبدو أقدر على التحرك بعدما أعادت ترسيم مواقفها وطروحاتها على خطوط تأخذ بالاعتبار المتغيرات الدولية والإقليمية، التي تشير لتراجع فرضيات التصادم الأميركي الإيراني لحساب التسويات والتفاهمات، وقالت المصادر إن بكركي التي كانت تسعى لإقامة توازن بوجه حزب الله في ظل التجاذب الحاد الأميركي الإيراني عبر دعوات الحياد والتدويل، شرحت مبادراتها بلسان البطريرك بشارة الراعي على قاعدة لا تستفز حزب الله وتفتح معه قنوات الحوار، ما يسهل مهمة بكركي الحكومية، ويعقد مهمة بعض الصاعدين الى بكركي لدفعها للتصعيد، الذين يبدون في غربة عن موقف بكركي بنسخته المعدلة، بينما قد يكون المخرج الحكومي الممكن في ظل مد الجسور بين بكركي وحزب الله، عبر لوائح تعدّها بكركي لبعض أسماء الوزراء بما يضمن عدم تشكل الثلث المعطل، ويضمن عدم وضع اليد من غير المسيحيين على المواقع المسيحية، كمطلبين لكل من الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، على ان يختار رئيس الجمهورية منها ثلاثة أسماء يختار منها الرئيس المكلف اسماً.


وفيما تراجع الملف الحكومي إلى أسفل سلم الأولويات، برزت الحركة السياسية باتجاه الصرح البطريركي من قوى سياسية متعددة تتوسع اليوم عبر تنظيم زيارات لوفود شعبية إلى بكركي لتأييد ودعم مواقف الكنيسة المارونية الأخيرة.
وفيما أشار زوار بكركي لـ"البناء" إلى أن "كلام البطريرك عن المساعدة الدولية للبنان لا يعني التدخل في الشؤون الداخلية للبنان ولا يعني الاستقواء بالخارج ضد فئة معينة ولا إخضاع لبنان للفصل السابع، بل الهدف دعوة لعقد مؤتمر دولي لحث الأطراف الداخلية على تأليف الحكومة والعمل على تأمين حشد دولي لدعم لبنان مالياً لإنقاذه من أزماته المتفاقمة". تخوفت مصادر سياسية من أهداف الحملة السياسية والإعلامية لاستدراج تدخل خارجي في شؤون لبنان وصولاً إلى طرح الموضوع أمام الأمم المتحدة كما فعلت القوات اللبنانية والتي تحمل في طياتها دعوة لصدام داخلي وتوتير الوضع الأمني والسياسي أكثر. وأشارت المصادر لـ"البناء" إلى أن "التدويل سيؤدي إلى الفدرالية والتقسيم واستدراج انتداب دولي جديد لا يزال لبنان يعاني من أنواعه وأشكاله منذ عهد المتصرفية والحكم العثماني إلى الانتداب الفرنسي مروراً بالاحتلال الإسرائيلي للبنان"، مشددة على أنه "لا يمكن عزل لبنان عن محيطه العربي والقومي والجغرافي ووضعه تحت وصاية دولة". وحذرت المصادر من "توجه لافتعال مشاكل داخلية وتوترات طائفية وأزمات اجتماعية ومعيشية لنقل صورة للخارج بأن لبنان مهدّد بأمنه واستقراره ولا يستطيع حكم نفسه وحلّ أزماته ودفع بعض الدول الغربية لإثارة التدويل في مجلس الأمن الدولي"، لكن المصادر أكدت بأن "هذا المشروع لن يمرّ فهناك توازنات داخلية وإقليمية ودولية جديدة أفرزتها الأحداث خلال العقد الماضي لا تسمح بمرور أيّ من هذه المشاريع".
وتوقفت المصادر أمام الحج السياسي لعدد من الكتل السياسية والنيابية الرئيسية في البلد إلى مراجعها الدينية وما الهدف من ذلك؟ كما فعلت كتل القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وغيرهما من الأفرقاء المسيحيين وكتلة المستقبل التي زارت دار الفتوى، ما يزيد من حدة التموضع والانقسام الطائفي والمذهبي في بلد يعاني من أزمات وانهيارات اجتماعية، فيما تنادي هذه الأطراف بالدولة المدنية واللاطائفية ودولة القانون! وتساءلت عن سبب زجّ المرجعيّات الروحيّة ورجال الدين بتفاصيل الحياة السياسية وتوريطهم بمشاريع ومواقف تؤسس لتوترات طائفية وأمنية، فهل يخدم هذا الدولة المدنية؟ وهل نحن في دولة أو في مجلس ملة؟ وهل هدف الكتل النيابية استرضاء أو الاحتماء بمرجعياتها الدينية؟ مشيرة إلى أن "العلة تكمن أولاً وأخيراً بهذا النظام الطائفي القائم ولا حل لأزمة لبنان إلا بتغييره".
وقال الراعي أمام الوفود التي زارته: "علينا تشخيص مرضنا وطرح معاناتنا انطلاقاً من 3 ثوابت هي وثيقة الوفاق الوطني والدستور والميثاق، وكل ما يجري الخلاف عليه اليوم في الداخل هو بسبب التدخلات الخارجية". كما دعا الراعي كل فريق إلى "وضع ورقة حول مشكلتنا في لبنان لتقديمها كورقة واحدة إلى الأمم المتحدة من دون الرجوع إلى أي دولة".
وقد زار بكركي وفد من التيار الوطني الحر والتقى البطريرك الماروني مار بشارة الراعي وبحث معه الأوضاع العامة. وقال النائب روجيه عازار باسم الوفد "أبلغنا البطريرك ان "التيار" على استعداد للبحث والمساعدة في اي طرح يعزّز هذه الأهداف على قاعدة الحوار الشامل بين اللبنانيين". وتابع "أما المصطادون في الماء العكر، فنقول لهم إن هذا الصرح اكبر وأنقى من ان تطاوله سهام الكيد والسلبية. وما بينه وبين "التيار الوطني"، قيادة وجمهوراً، لن تقوى عليه ألسنة السوء والأيام شواهد". وخلال اللقاء تلقى الراعي اتصالاً من باسيل.
كما تلقى الراعي اتصالاً من الرئيس المكلف سعد الحريري، وجرى النقاش في المستجدات السياسية. واستقبل البطريرك المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم. وبعد اللقاء، أشار اللواء إبراهيم إلى أننا "بحثنا في موضوع تشكيل الحكومة، أنا اتولى جزءاً من المساعي وغبطته يتولى الجزء الآخر، لذلك، لا بد من التلاقي من حين الى آخر لاستكمال الجهود على أمل أن تتحسن الامور".


في المقابل، أشارت مصادر مطلعة على موقف مرجعية عاملة على خط التأليف لـ"البناء" إلى أن "بعض المبادرات لا سيما مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري اصطدمت بجدار الرفض من بعبدا وكل المبادرات التي طرحت وصلت إلى طريق مسدود". وقالت: "إذا كانت مبادرة الرئيس بري لم تصل إلى خواتيمها السعيدة، فكل المبادرات الأخرى لا تملك المقومات اللازمة وبالتالي لن يكتب لها النجاح لإنقاذ الوضع الحكومي"، ولفتت الى أنه لا تبدو في الأفق حلول لأزمة الحكومة نتيجة الاشتباك الإقليمي والصراع وعدم الثقة بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري.
وسجلت المصادر مؤشرات سلبية عدة تعزّز الاعتقاد بألا حكومة في المدى المنظور:
الأول السفير السعودي في لبنان وليد البخاري الذي زار المرجعيّات الروحيّة لم يقم بأي زيارة إلى المسؤولين السياسيين لا سيما الرؤساء الثلاثة. وهذا يؤشر الى أن السفير السعودي وبعد مرور ثلاثة أشهر على غيابه، لم يحمل معه أي مبادرة أو حل للمساعدة بتأليف الحكومة. وفي سياق ذلك علمت "البناء" أن "بعض المسؤولين اللبنانيين والعرب يبذلون جهوداً مع السعودية من خلال اتصالات ولقاءات مع مسؤولين سعوديين لتسهيل ولادة الحكومة فكان الجواب السعودي بالربط بين تسهيل التأليف في لبنان مقابل أن يقوم حزب الله بإقناع أنصار الله في اليمن بوقف الهجمات الصاروخيّة على المملكة".
المؤشر الثاني الموقف الفرنسي الذي لم يول الأهمية لزيارة الحريري الأخيرة الى باريس ورفض طرح أي مبادرة جديدة للحل ورفض الرئيس ايمانويل ماكرون زيارة لبنان إلا بعد تأليف الحكومة.
الثالث كان من المتوقع أن يزور ماكرون السعودية لمناقشة ملفات عدة معها ومن ضمنها الملف اللبناني لكن الزيارة لم تحصل ما يخفي موقفاً سعودياً حاسماً بعدم التدخل للتسهيل بلغ الرئاسة الفرنسية فأرجأت الزيارة.
وخلصت المصادر للإشارة الى أنه صحيح أن المشكلة داخلية، لكن الاشتباك الاقليمي لا يعزز فرصة إنقاذ الحكومة.


في موازاة ذلك، أكدت كتلة المستقبل النيابية في إطار جولة على القيادات الروحية بدأتها من دار الفتوى أن "الحريري يعمل استناداً إلى الدستور، وهو حريص على حقوق جميع اللبنانيين الذين نبذوا اللغة الطائفية والمذهبية التي دمّرت البلاد". وخلال زيارتها مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، برئاسة بهيّة الحريري. قال النائب وليد البعريني باسم الكتلة: "نقلنا للمفتي أن الرئيس الحريري ومنذ تكليفه، عمل جاهداً للوصول إلى حكومة مهمة من أصحاب الاختصاص غير الحزبيين، المشهود لهم بالكفاءة لإجراء الإصلاحات الضرورية، ووقف الانهيار وإعادة إعمار ما دمّره انفجار المرفأ، والحريري كرَّس كل علاقاته الخارجية وهو يقوم بزيارات عدة لدول شقيقة وصديقة، لتأمين شبكة دعم عربية ودولية للبنان، تساعده في تخطي المشاكل التي يعيشها".


في المقابل أكدت كتلة الوفاء للمقاومة بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب محمد رعد على "وجوب التوصل بسرعة الى تفاهم يقضي بحكومة جديدة فاعلة لا أسيرة عدد معين ولا عدم توازن"، مشيرة إلى أن "ضرر التأخير بتشكيل الحكومة أكبر من ضرر أيّ تنازل". ولفتت الكتلة في مجال آخر، إلى أنه "مع تعيين قاضي تحقيق جديد بقضية انفجار مرفأ بيروت المريع الذي حصل في الرابع من آب 2020، تطالب الكتلة بالمتابعة الدقيقة والوازنة لمعرفة كامل الحيثيات وتؤكد على نشر التحقيق التقني الذي أنجز من الأجهزة المختصة بالتعاون مع أجهزة دولية، ولا يجوز أن يستمر توقيف الموقوفين الأبرياء لأن في ذلك ظلماً غير مبرر". ولفتت إلى "ضرورة قيام لبنان عبر وزاراته بحملة في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ضد التسرّب النفطي لما يمثل اعتداء بيئياً من قبل "إسرائيل" التي تهدد السلامة البيئية في منطقتنا".


وفي ظل الجمود الحكومي، تتفاقم الأوضاع المعيشية والاقتصادية ما يضع البلد أمام انفجار اجتماعي محتوم إذا ما استمر الوضع على حاله، فيما يتمادى سعر صرف الدولار بالارتفاع في السوق السوداء من دون أي رادع وبلغ 9525 ليرة للشراء مقابل 9575 ليرة للمبيع مع ترجيح الخبراء أن يقفز إلى ما فوق الـ10 آلاف ليرة خلال الأيام القليلة المقبلة.
ولا يكفي المواطن ارتفاع سعر الصرف وأسعار السلع والمواد الغذائية في السوبرماركات وأيضاً أسعار المحروقات التي ترتفع تدريجياً من دون حسيب أو رقيب، حيث يسعى التجار الى رفع السعر تحت حجة ارتفاع سعر برميل النفط عالمياً، سجلت مختلف المناطق اللبنانية مزيداً من التقنين القاسي في التيار الكهربائي بسبب التأخير بفتح اعتمادات للشركات في مصرف لبنان. وتوقعت مؤسسة كهرباء لبنان في بيان أمس، أن "تتحسن التغذية تدريجياً فور المباشرة بتفريغ حمولتي الناقلتين البحريتين، Grade A) و(Grade B) لافتةً الى أنه من المرتقب وصول شحنة محملة بمادة الغاز أويل مساء السبت 27 شباط بما سيساهم بتحسن اضافي للتغذية بالتيار الكهربائي في حال تم استكمال الإجراءات المصرفية، وصدور موافقة المورد لتفريغ حمولتها".
وفيما بدأ انعكاس ارتفاع أسعار المحروقات على السوق لا سيما على قطاع النقل تردد عن توجّه لرفع تعرفة "السرفيس" الى 5000 ليرة لبنانيّة ابتداء من أول آذار المقبل. إلا أن المكتب الإعلامي لوزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال ميشال نجار، نفى الخبر مؤكداً أنه عار عن الصحة.


وفي السياق نفسه، نفى رئيس اتحادات ونقابات النقل البري بسام طليس في تصريح المعلومات عن رفع تعرفة السرفيس الى 5000 ليرة بداية الشهر المقبل.


على صعيد مصرفي، وفيما عزت مصادر مصرفيّة سبب ارتفاع سعر الصرف الى زيادة الطلب عليه بسبب اقبال المصارف على شراء الدولارات من السوق السوداء لكي ترفع سيولتها واحتياطاتها لتنفيذ تعميم مصرف لبنان. كرّر الأخير الطلب من المصارف ارسال كافة بياناتها الى لجنة الرقابة على المصارف التي تقوم بدورها بالتدقيق بها وإرسال التقارير المتعلقة بها الى مصرف لبنان وذلك بعد تاريخ 28 شباط 2021".


على صعيد آخر، أشار وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن إلى أن "الوزارة أعطت 24 إفادة لشركات خاصة لاستيراد اللقاح، ولكن لم تتمكن أي شركة من تحقيق ذلك حتى الآن"، وأعلن أن "هذه الشركات ليست من بعلبك، ولا تربطني أي علاقة بأي منها". ورأى حسن أن "ما حصل مع النواب هو درس للجميع ولكل الإدارات والمؤسسات"، وأضاف: "استخلصنا العبر والهدف هو تنقية المسار للمستقبل".

 

*******************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

"إسرائيل" ترضخ للصواريخ الدقيقة "إسرائيل" تحرّك "الخطّ الأحمر": لن نتحمّل أكثر من ألف صاروخ دقيق في لبنان!

 

 بعد التقليل من أهمية تهديد الصواريخ الدقيقة لدى المقاومة للجمهور الإسرائيلي، لجأ العدو إلى "تجزئة" هذا التهديد، قبل أن يبدأ بخفص سقوفه: في البداية، تحدّث عن وجود عدد ضئيل من الصواريخ، ثم تحدّث عن عشرات الصواريخ، قبل أن يرجّح وجود المئات منها في حوزة المقاومة. آخر ما "كشفه" العدو الذي يرفض تكبيل يديه تجاه أعدائه، هو أنه لن يتحمّل وجود أكثر من 1000 صاروخ دقيق في لبنان! العدّاد، بطبيعة الحال، مرشّح للارتفاع مستقبلاً


هي نتيجة مألوفة ومتوقّعة، وباتت طبيعية جداً، في معادلة بناء القوة العسكرية للمقاومة. تسعى إسرائيل لـ"الحؤول دون"، وتهدّد بأنها "لن تسمح وإلّا"، ومن ثم تتراجع لتتعايش قسراً مع واقع جديد بات يكبّل يديها أكثر في مقاربة الساحة اللبنانية عسكرياً. هذه هي حال إسرائيل مع سلاح حزب الله الدقيق، بل وفائق الدقة، كما يرد أخيراً من تل أبيب.


ما ورد في الإعلام العبري، وعلى لسان جهات رفيعة المستوى، يدفع إلى التهكّم. وفقاً لهذه الجهات: امتلاك حزب الله سلاحاً صاروخياً دقيقاً، وتحديداً ما بين 500 و1000 صاروخ هو سقف أعلى، إن جرى تجاوزه، فيلزم "إسرائيل" بالعمل.


حديث "الجهات الرفيعة المستوى" غير معلوم إن كان تهديداً أم "تعزية ذات". والمفارقة أنه يأتي بعد يومين فقط من حديث آخر لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، أكّد فيه أنه "لن نساوم على تطوير صواريخ عالية الدقة، في سوريا ولبنان".


في السابق، قيل الكثير إسرائيلياً عن الصواريخ الدقيقة. الويل والثبور لحزب الله وللبنان وللبنانيين، إن أبصر "مشروع الدقّة" النور وخرج من مرحلة "التفكير به" إلى مرحلة الإنتاج، وأي خطوة في هذا الاتجاه وفقاً للتهديدات "تُلزم إسرائيل بالعمل".


التهديد كان قاطعاً، وعلى لسان كبار المسؤولين الإسرائيليين، بل كان التهديد في حينه جزءاً لا يتجزأ وحاضراً دائماً لدى أيّ موقف أو تصريح يصدر عن شخصيات أو محافل أو مصادر في "إسرائيل"، تتناول الشأن اللبناني. أيضاً، رسائل التهديد نُقلت إلى لبنان عبر زائريه من شخصيات رسمية وغير رسمية وفدت إلى لبنان، ومنها من جاء خصّيصاً كي ينقل التهديد ويؤكد جديته، بأن "إسرائيل" لن تهتم ولن تقف أمام ما سيجري لاحقاً لأنها قرّرت أن تتحرك لضرب "مشروع الدقة"، إن لم يتوقف.


استمر "مشروع الدقة"، فيما استمرت "إسرائيل" بإيصال تهديداتها علناً أو عبر آخرين. وفي السياق، كانت تعمد بين الحين والآخر إلى طمأنة جمهورها عبر إنكار الواقع باللعب على الكلمات بأن "مشروع الدقة" لدى حزب الله هو "مجرد فكرة" لم تجد تعبيراتها العملية، وبالتالي لا إنتاج لصواريخ دقيقة حتى الآن. السبب كما كانت الأذن الإسرائيلية تسمع، هو إصرار تل أبيب وعملها على الحؤول دونه. وكان هذا الموقف، الموجّه إلى الداخل، خليطاً من الأماني وإنكار الواقع وقلة الحيلة وارتفاعاً غير معقول وغير محتمل لمقاربة متطرّفة، قد تقدم عليها "إسرائيل" في مواجهة "الدقة".


في السياقات، لجأت "إسرائيل"، إضافة إلى التهديدات، إلى العمل على إدخال الآخرين في المعركة ضد "الدقة". والجهة التي كان يُعول عليها كثيراً، هي الولايات المتحدة الأميركية، التي سارعت بطبيعة الحال إلى تبني مقاربة "إسرائيل" والاصطفاف خلفها وإلى جانبها، في المعركة على الصواريخ الدقيقة. فواشنطن معنيّة تماماً، كما تل أبيب، في الحؤول دون امتلاك الحزب هذا النوع من الاقتدار العسكري. ليس هذا القرار محصوراً بما يتعلق بأمن "إسرائيل"، وهو أولوية واضحة جداً لديها، بل أيضاً بما يتصل بأجندتها الخاصة بها في المنطقة، التي لا يمكن أو يصعب تحقيقها، مع تعاظم قدرة أعدائها على الإيذاء، إن لها مباشرة أو لأتباعها، الأمر الذي يعني السياسة الأميركية في الإقليم على أكثر من صعيد.


المساندة الأميركية كانت تهديدية واستخبارية، مع العمل على الداخل اللبناني كي يكون وقوداً للمعركة ضد حزب الله. ووسّعت "إسرائيل" مواكبة تحرّكها الدعائي الذي وصل إلى منابر دولية لعرض "المظلومية" وللحديث عن أماكن مختلفة في لبنان ينشط فيه "مشروع الدقة". والمفارقة أنه في الوقت الذي كانت فيه الحملة تستعر ضد الصواريخ الدقيقة، كان يقال للجمهور الإسرائيلي إن مشروع الدقة "مجرّد فكرة".


سعت إسرائيل أيضاً لتحقيق غايتها عبر تحريض اللبنانيين وبيئة حزب الله المباشرة على المقاومة، عبر سرديات مختلفة. من بينها تقارير شارك فيها رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، بشكل استعراضي، عما قيل إنها مصانع للصواريخ الدقيقة تنشط بين الأحياء السكنية. الغاية كانت الإشارة إلى الجمهور اللبناني أن حزب الله يتسبّب بتهديد له، عبر "زرع المصانع" بين المدنيين التي ستكون عرضة لهجمات إسرائيلية تدميرية. كان الأمل بأن يؤدي ذلك إلى انقلاب في لبنان والبيئة المباشرة للمقاومة على حزب الله وإن بوصفه مقاومة. وهو كما العادة، خطأ تقديري متوافق جداً مع أخطاء تقديرية إسرائيلية سابقة تتعلّق بالعلاقة بين حزب الله وجمهوره.


في كل سياقات "مشروع الدقة"، كانت إسرائيل تعمل وتعد العدّة، العسكرية والأمنية ورواية ما بعد الفعل على السواء، ضد الصواريخ الدقيقة لحزب الله. وكانت المحاولة الفاشلة في حي ماضي (شارع معوض)، في الضاحية الجنوبية لبيروت في آب 2019، واحداً من مساعي "إسرائيل" الأمنية التي تحولت نتيجة الفشل العملياتي من عمل أمني بلا بصمات دالة عليها، إلى عمل عسكري صاخب، أدى لاحقاً بعد الرد عليه إلى تكريس أكثر للردع في مواجهة العدو. كانت تل أبيب، حينذاك، أمام استحقاق غير سهل وما زالت، مع سجلّات وفرضيات وأفكار مختلفة وأحاديث عن ضغوط يعاني منها حزب الله، وأخرى ترى أن رد الحزب ليس أمراً حتمياً، أو أنه سيقتصر على أهداف عسكرية إسرائيلية وحسب، بما بات يُعرف بـ"جولة أيام قتالية". وحين كانت "إسرائيل" تجادل نفسها، كان إنتاج الصواريخ الدقيقة مستمراً.


لا يخفى أن أسهم العمل العدائي الأمني، وفي أحيان العسكري، كانت ترتفع ربطاً بمتغيرات تطرأ على الساحة اللبنانية والإقليمية، ظنت محافل القرار في تل أبيب أن بإمكانها لجم حزب الله أو تخفيف رده على اعتداءات قد تلجأ إليها ضد اقتداره العسكري الدقيق. في حينه، كانت أسهم الحرب مرتفعة، وألزمت المقاومة، كما بات معروفاً، باستنفار وحداتها المختلفة. كان الجانبان في تموضع حربي واضح. وكما العادة، عندما تدرك "إسرائيل أنها أخطأت تقدير فاعلية "الظروف" التي ترى أنها تضغط على حزب الله، تتراجع إلى الخلف، لتعود إلى سياسة التهديدات بلا أفعال.


التوثّب كان سمة السنوات الماضية، تماماً كما كان التوثّب المقابل للرد وربما المواجهة الواسعة اللاحقة على الرد. لم تكن المعركة تتوقّف. انتظرت "إسرائيل" الفرصة التي لم تأت. بل إن جاءت كما قدّرت، فوّت عليها حزب الله الفرصة، عبر إظهار إرادة وجدية الرد والذهاب بعيداً في أعقابه، مهما كانت التبعات.


معقولية الحرب، أو الأيام القتالية التي تؤدي إلى حرب، كانت تعلو وتنخفض وفقاً لتقدير توثّب العدو وقرار المواجهة لديه. ما حال دون المجازفة، ولا يزال، هو الكلفة والثمن اللاحقان على الاعتداءات، الأمر الذي أبعد العدوان، وإنْ أبقاه على طاولة اتخاذ القرار في تل أبيب من دون إبعاده بالمطلق.


في السياقات أيضاً، عمدت "إسرائيل" إلى تجزئة تهديد الصواريخ الدقيقة، وإن ظهّرت أن خطها الأحمر ثابت: لن نسمح بالسلاح الدقيق. الهدف كما كان واضحاً، وهو الداخل الإسرائيلي لطمأنته. قيل في البدء إن حزب الله نجح في توفير أجزاء من مكوذنات تصنيع الصواريخ الدقيقة، لكن ما زالت مكوذنات أخرى غير متوفرة. كان الهدف هو التأكيد على أن "مشروع الدقة"، رغم نجاحات حزب الله بالتزوّد بمكوّناته، ما زال "مجرد فكرة". من ثم تجاهلت إسرائيل وامتنعت عن الحديث عن المكوّنات، وعمدت إلى تجزئة التهديد الصاروخي الدقيق نفسه. وكانت هذه التجزئة تمهيداً لاقرار إضافي لم يعد الواقع يسمح بتجاوزه: هناك نوعان من التهديد الدقيق. يتعلق الأول بصواريخ موجودة في لبنان يُعمل على تطويرها كي تصبح دقيقة ومجنّحة وما إلى ذلك، والثاني يتعلق بتصنيع صواريخ تكون من الأساس دقيقة. وهنا جاءت التوليفة: الجزء الثاني أكثر تهديداً من الجزء الأول، وإن كان الجزءان تهديداً لا يُحتمل من ناحية "إسرائيل".


أعقب التجزئة إقرارٌ لاحق بأن حزب الله نجح في تطوير وتصنيع عدد محدود جداً من الصواريخ الدقيقة، التي لا تتجاوز عدد أصابع اليدين. ثم أعقب ذلك حديثٌ عن عشرات الصواريخ... ولاحقاً عن مئات. وما سيَرِدُ من المقبل من الأيام، واضح جداً وقابل للتقدير.


وللدلالة على حجم التهديد من ناحية إسرائيل، نعيد التذكير بأنه "يكفي أن يكون لديك عشرون صاروخاً دقيقاً لتغيّر وجه المعركة"، بحسب ما ورد على لسان أحد قادة العدو العسكريين، قائد المنطقة الشمالية السابق في جيش الاحتلال، اللواء يؤال سترايك، لدى إجابته على واحد من أسئلة الدقّة المتداولة في الكيان.


في أخبار اليومين الماضيين، مفارقة مع ما ورد أمس. إذ أكد رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو أنه لن يسمح بصواريخ "عالية الدقة" في سوريا ولبنان. والمفارقة ليست إجمال سوريا في التهديد، بل إيحاؤه أن السلاح الدقيق غير موجود و"إسرائيل" لن تسمح بوجوده.


مع ذلك، معاينة كلمات نتنياهو كما وردت بالعربية على الموقع الرسمي لرئاسة حكومة العدو، من شأنها الإشارة أيضاً إلى نوع آخر من التجزئة، وإن من نوع آخر أكثر دقة. وفقاً لتهديده، "إسرائيل" لن تسمح بصواريخ "عالية الدقة". و"العالية" هنا هي الجديد في كلامه، فهل يقصد التفريق بين صاروخ دقيق مع هامش خطأ مترٍ أو مترين، وآخر مع هامش خطأ سنتمترات؟


ولكي لا نقع في خطأ التقديرات، والركون إلى امتلاك القوة و"إنتاجات" مشروع دقة الصواريخ وغيره من الوسائل القتالية الدقيقة، على أهمية ذلك، يشار إلى أن أصل امتلاك صواريخ متطورة لا يعني - ولا يمكن أن يعني - شيئاً من ناحية "إسرائيل"، إنْ لم تكن إرادة استخدام هذه القدرة موجودة، وهو ما تدركه تل أبيب جيداً، خاصة ما يتعلق منه بالموقف الدفاعي لحزب الله. وعلى هذه الحيثية تحديداً تدور معركة "إسرائيل" وتطلعاتها. وهي تتحيّن الفرصة لاستغلالها إنْ لاحت لها: متى؟ وكيف؟ وما هي مدة تأثير أي ضغوط على حزب الله أو أزمات أو غيرها مما يمنعه من تفعيل إرادة الرد على اعتداءات "إسرائيل"، الأمر الذي يتيح لها التحرك والاعتداء؟ المعركة الحالية بين الجانبين هنا، بعد أن كاد ما يغايرها ينتفي وبلا جدوى ملموسة في تحقيق النتيجة ضد حزب الله.
إذاً هي معركة على قراءة وتقدير نيات حزب الله وإرادته، وعلى قراءة وترقّب أي ظرف يمنعه من تفعيل قدراته رداً على "إسرائيل". في معركة كهذه، الخطأ وارد، ووارد جداً. إلا أنها طبيعة الأمور ونتيجة ملازمة لتوثّب دائم لدى عدو لا يرضى أبداً بتكبيل يديه ومنعه من فرض إرادته على الآخرين. فهل ما كفل إلى الآن منعَه عن الاعتداء العسكري، ينسحب أيضاً على المرحلة الراهنة؟

 

*********************************************************************

 

 

افتتاحية صحيفة النهار

أسبوع بكركي يملأ الفراغ ويتوّج شعبياً

على رغم انعدام أي افق عملي وواضح لفتح المسار المعطل والمقفل لتأليف الحكومة الجديدة وسط القطيعة المتجددة بين قصر بعبدا وبيت الوسط، اتخذ جانب من الحركة الاستثنائية الكثيفة التي تشهدها بكركي وبعض الاتصالات واللقاءات التي جرت مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي طابع محاولة متقدمة جديدة لاختراق الانسداد في المسار الحكومي. واذا كانت كفّة استبعاد توقع أي تطور جدي إيجابي لجهة ردم الهوة الواسعة بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لا تزال راجحة بشكل شبه كامل، فان ذلك لم يحجب الدلالات التي اكتسبها الاتصال المباشر الذي اجراه الرئيس سعد الحريري امس بالبطريرك الراعي وتركز الكلام خلاله على الازمة الحكومية ومن ثم الزيارة  اللافتة التي قام بها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم عصر امس لبكركي في سياق تحركه أيضا على المسار الحكومي. وجاءت محاولات تحريك ملف الانسداد الحكومي في وقت تواصلت فيه الحركة التصاعدية الكثيفة التي تشهدها بكركي هذا الأسبوع بحيث اتسعت لمروحة واسعة من القوى السياسية والحزبية التي لم يكن توافدها الى بكركي أمراً عابراً. واذا كان الموقف المحوري من هذه الحركة اللافتة يتصل بالتعبير عن الاتجاهات المختلفة من موضوع دعوة البطريرك الراعي الى مؤتمر دولي من اجل لبنان، فان ذلك لا يحجب الأهمية الكبرى أيضا لجانب اخر من المشهد تظهر معه بكركي كأنها المرجعية الأساسية التي تملأ الخواء الكامل والعجز القاتل اللذين باتا يطبعا واقع العهد والسلطة والسياسة عموما في لبنان. ففي الساعات الـ 48 الأخيرة وحدها تقاطرت الى بكركي وفود من تكتل “الجمهورية القوية” و الحزب التقدمي الاشتراكي و”تكتل لبنان القوي” و”لقاء سيدة الجبل” و”التجمع الوطني” و”حركة المبادرة الوطنية” فيما تجري الاستعدادات الكثيفة لتجمع شعبي كبير بعد ظهر السبت في باحة الصرح البطريركي في بكركي تعبيرا عن التأييد لمواقفها وتوجهاتها الوطنية السيادية. وتستعد قوى عدة وأبرزها  القوى والأحزاب المسيحية التي كانت منضوية تحت لواء تحالف 14 آذار لحشد مناصريها في هذا التجمع ولا سيما منها أحزاب القوات والكتائب والأحرار الى العديد من الجماعات التي انخرطت في انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 .

 

الراعي والوفود 

وسط هذه الحركة ذكر البطريرك الراعي امس أنه “عندما كنا نعيش زمن الحياد كان لبنان يعيش الازدهار والتقدم وخسرنا كل شيء عندما فرض علينا الا نكون حياديين”، لافتاً إلى “أنّنا وصلنا إلى مكان لا نستطيع التفاهم مع بعضنا لذلك كان طرحنا لمؤتمر دولي”. وأضاف الراعي “علينا تشخيص مرضنا وطرح معاناتنا انطلاقاً من 3 ثوابت هي وثيقة الوفاق الوطني والدستور والميثاق، وكل ما يجري الخلاف عليه اليوم في الداخل هو بسبب التدخلات الخارجية”. كما دعا الراعي كل فريق إلى “وضع ورقة حول مشكلتنا في لبنان لتقديمها كورقة واحدة إلى الأمم المتحدة من دون الرجوع إلى أي دولة”.

وفي غضون ذلك أدرجت زيارة وفد من “التيار الوطني الحر” امس لبكركي في اطار تبديد الانطباعات السلبية التي ترددت عن الرسالة التي وجهها رئيس التيار النائب جبران باسيل الى الفاتيكان، وقيل انها كانت في اطار الالتفاف على طرح  البطريرك في شأن المؤتمر الدولي. وتلقى الراعي اتصالا من باسيل خلال استقباله وفد التيار. ونقل الوفد عن البطريرك تشديده على “ان يتم الاستحقاق الحكومي في أسرع وقت من ضمن الاصول والقواعد الميثاقية والدستورية وعلى اساس الشراكة الوطنية الكاملة. وأبلغنا البطريرك ان “التيار” على استعداد للبحث والمساعدة في اي طرح يعزز هذه الاهداف على قاعدة الحوار الشامل بين اللبنانيين”. واعلن الوفد “إن هذا الصرح اكبر وأنقى من ان تطاوله سهام الكيد والسلبية. وما بينه وبين “التيار الوطني” قيادة وجمهورا، لن تقوى عليه ألسنة السوء والايام شواهد ونريد ان نؤكد ان من الطبيعي ومن واجبات “التيار” ان يتواصل مع الكرسي الرسولي وكل المرجعيات الدينية الوطنية والخارجية، ولا احد سينجح في تصوير اي لقاء او مراسلة وكأنه موجه من احد ضد احد آخر، وهذا ما نعانيه في كل عمل او في كل كلمة خير ويقابل بسوء. واطلعنا غبطته على تفاصيل الكتاب الذي وجهناه الى قداسة البابا عبر السفير البابوي في لبنان”.

 

وقدم وفد من “لقاء سيدة الجبل” و”التجمع الوطني” و”حركة المبادرة الوطنية” الى البطريرك الراعي مذكرة تؤيد مواقفه ودعت الى قيام “جبهة وطنية عريضة لتحرير الشرعية، والحياد الإيجابي، والمؤتمر الدولي من أجل الطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية من أجل لبنان”.

 

اما اللواء عباس ابرهيم، فاكد انه بحث مع البطريرك في موضوع تشكيل الحكومة “حيث أتولى أنا جزءا من المساعي وغبطته يتولى الجزء الآخر، لذلك لا بد من التلاقي من حين الى آخر لاستكمال الجهود على أمل أن تتحسن الأمور”.

 

وباشرت  “كتلة المستقبل” امس جولة على القيادات الروحية لابلاغها بالإطار الذي يعمل الرئيس الحريري من ضمنه اذ انه ان ” يعمل استنادا إلى الدستور، وهو حريص على حقوق جميع اللبنانيين الذين نبذوا اللغة الطائفية والمذهبية ويعمل جاهدا للوصول إلى حكومة مهمة من أصحاب الاختصاص غير الحزبيين، المشهود لهم بالكفاءة لإجراء الإصلاحات الضرورية، ووقف الانهيار وإعادة إعمار ما دمره انفجار المرفأ وأن الرئيس الحريري يقوم بزيارات عدة لدول شقيقة وصديقة، لتأمين شبكة دعم عربية ودولية للبنان، تساعده في تخطي المشاكل التي يعيشها”.

 

التمديد للمحكمة

بعيدا من هذه الأجواء أعلنت المحكمة الخاصة بلبنان امس ان الأمين العام للأمم المتحدة  مدد ولاية المحكمة لمدة سنتين إضافيتين اعتبارًا من 1 آذار 2021، أو إلى حين انتهاء القضيتين القائمتين أمامها إذا حصل ذلك قبل انتهاء فترة التمديد، أو إلى حين نفاد الأموال المتوافرة إذا حصل ذلك قبل انتهاء فترة التمديد. وجرى التمديد لولاية المحكمة عملاً بقرار مجلس الأمن 1757 (2007).

 

وأعاد الأمين العام، في البيان الذي أصدره تأكيد التزام الأمم المتحدة دعم المحكمة في جهودها الهادفة إلى وضع حد للإفلات من العقاب من أجل مقاضاة المسؤولين عن الجرائم المندرجة ضمن اختصاصها.

 

وقالت رئيسة المحكمة، القاضية إيفانا هردليشكوفا في هذا الصدد: “أنا ممتنة للمجتمع الدولي على دعمه المتواصل لعمل المحكمة، فهذه رسالة عالمية قوية بأن الجرائم الإرهابية لن تمر بدون عقاب. وأنا ملتزمة بشدة مع زملائي في المحكمة بإنجاز ولاية المحكمة في الوقت المحدد وبتحقيق العدالة للمتضررين من خلال إجراءات عادلة وشفافة”.

 

***************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

الجيش ليس “أداة سلطة”: الطريق “سالكة وآمنة” إلى الصرح غداً

بكركي تقود محور السيادة وبعبدا التحقت بـ”محور الممانعة”

 

“لأننا لم نعد قادرين على التفاهم”… عبارة اختصرت المعضلة الأساس في البلد وجسّد من خلالها البطريرك الماروني بشارة الراعي الحاجة الملحّة لرعاية أممية ودولية للبنان، وسط ما يشهده من حالة انقسام عمودي آخذة بالتجذّر يوماً بعد آخر بين محورين، محور السيادة والحياد وحفظ الهوية والكيان الذي تقود دفته بكركي، و”محور المقاومة والممانعة” الذي يقوده “حزب الله” في لبنان وترعاه إيران في المنطقة والتحق به رئيس الجمهورية ميشال عون مسخّراً موقع الرئاسة الأولى في قصر بعبدا في خدمة أجندة هذا المحور، حسبما جاهر القيادي العوني بيار رفول معلناً بالفم الملآن أنّ رئيس الجمهورية و”التيار الوطني الحر” ينتميان إلى محور الممانعة “وهذا شرف لنا”، مستبشراً خيراً برفع العقوبات الأميركية عن “الحوثيين” وبدء التفاوض معهم، باعتباره مؤشراً إلى بدء التفاوض الأميركي مع “العونيين” لأنّ “محورنا، أي محور الممانعة والمقاومة، انتصر”.

 

وبين العهد العوني الذي شدد رفول على أنّ طرحه لحماية لبنان هو “مثلث جيش وشعب ومقاومة”، وبين الطرح البطريركي الذي لا يرى بديلاً ولا رديفاً لحماية لبنان خارج إطار الشرعية وأحادية قرارها وسلاحها ضمن إطار مثلث “السيادة والحياد والميثاق”، تتباعد الطروحات وتكبر الهوة، لتعود بكركي، كما عند كل استحقاق مفصلي في تاريخ البلد إلى التشكل على صورة صخرة سيادية تلتف حولها القوى الرافضة للخضوع أمام الهيمنات والوصايات الداخلية والخارجية، والقوى المؤمنة بنهائية الكيان اللبناني والحريصة على عدم زواله وذوبان هويته تحت مدّ الأطماع والصراعات الإقليمية.

 

وفي هذا السياق، تتصاعد وتيرة الزيارات والاتصالات الداعمة لطروحات الراعي السيادية، عشية التظاهرة الحاشدة غداً في بكركي، وسط استئناف حركة المشاورات المكوكية حول الملف الحكومي مع البطريرك الماروني، الذي تلقى اتصالاً أمس من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تباحثا خلاله في مستجدات هذا الملف، بالتزامن مع زيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بكركي مؤكداً العمل على “استكمال الجهود” وتلاقي المساعي لحلحلة أزمة التأليف.

 

أما على خريطة المواقف السياسية من طروحات بكركي، فقد أخذت ملامحها بالتشكل بوضوح على الساحتين الوطنية والمسيحية، حيث الأغلبية الساحقة من القوى المسيحية بادرت إلى التقاط فرصة “الحياد والرعاية الدولية للبنان” التي لاحت من بكركي، باستثناء “التيار الوطني الحر” الذي التحق بسرب مسيحيي “محور الممانعة” وأصبح يغرد بعيداً عن المزاج المسيحي العام. وكذلك على الساحة الوطنية بات من الواضح أنّ طرح الراعي استقطب قوى وشخصيات وحركات وتجمعات من مختلف الطوائف والمذاهب تأييداً لخيار الشراكة الوطنية في تحرير قرار الدولة وحيادها على قاعدة استعادة الثوابت المشتركة بالارتكاز إلى مسلّمات وثيقة الوفاق ودستور الطائف والشرعيتين العربية والدولية.

 

في حين استرعت الانتباه المواقف “الاشتراكية” المتقدمة في الإعراب عن تأييد طروحات بكركي على وقع تصاعد حدة انتقاد رئيس “الحزب التقدمي” وليد جنبلاط لكل من العهد العوني و”حزب الله” في مقاربتهما للأزمة اللبنانية، لا سيما مع سؤاله “الحزب” أخيراً ما إذا كان يؤمن بأنّ “لبنان هو الوطن النهائي أم أنه مجرد منصة صواريخ وقاعدة متقدمة لإيران على البحر المتوسط؟ لتتدرج بعدها المؤشرات الدالة على التموضع “الاشتراكي” في خندق سيادي واحد مع بكركي، من زيارة الوزير السابق غازي العريضي وما حملته من مواقف ورسائل، وصولاً خلال الساعات الأخيرة إلى تصويب النائب أكرم شهيب مباشرة على ثنائية عون – “حزب الله” باعتبارها “صلب المشكلة… فرئيس الجمهورية ميشال عون الذي أخذ شعب لبنان رهينة يقف في واجهة الأزمة، وحزب الله خلفه”.

 

ميدانياً، وبينما تتكثف التحضيرات الشعبية لزيارة بكركي غداً دعماً لمواقف البطريرك الراعي، سُجّلت في المقابل محاولات تشويش على هذا التحرك عبر ضخ حملة شائعات هادفة إلى تخويف الناس من المشاركة فيه، وصلت إلى حدّ فبركة أنباء تتحدت عن أنّ الجيش اللبناني سيقيم حواجز في جونية والمناطق المحيطة لعرقلة وصول المتظاهرين إلى الصرح البطريركي. الأمر الذي وضعته مصادر عليمة في خانة “الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة” مطمئنةً إلى أنّ طريق اللبنانيين “سالكة وآمنة” إلى بكركي، وقالت لـ”نداء الوطن”: “الجيش بخلاف ما يشاع، سوف يتخذ التدابير اللازمة من أجل تسهيل وصول الحشود إلى بكركي وحمايتهم لا عرقلتهم، وكل كلام غير ذلك هدفه إستهداف المؤسسة العسكرية والبطريرك الراعي على حدّ سواء”، مضيفةً: “الجيش ملتزم بحماية الشعب حسب تأكيدات قيادته، ولن يستطيع أحد جرّه إلى مشكل مع أهل بلده أو إدخاله في الزواريب السياسية أو إستخدامه كأداة للسلطة أو لأي جهة كانت من أجل تحقيق مآرب سياسية”.

 

 

************************************************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

لبنان: تحذيرات من انقطاع الكهرباء بشكل كامل الشهر المقبل  

يعاني اللبنانيون منذ نحو أسبوع من تقنين شديد في التيار الكهربائي؛ إذ تجاوزت ساعات التقنين في العاصمة بيروت 8 ساعات يومياً، بينما شهدت مناطق أخرى انقطاعاً يومياً في تغذية الكهرباء تجاوز الـ12 ساعة، وذلك في وقت حذر فيه وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر من أن وزارته لن تستطيع سداد ثمن الوقود اللازم لتوليد الكهرباء بعد شهر مارس (آذار) المقبل.

 

وتعود أسباب أزمة الكهرباء الحالية، بحسب ما أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان، إلى انخفاض مخزون «الفيول أويل» إلى مستوياته الدنيا، إذ أشرف على النفاد، ما نتج عنه تراجع في التغذية بالتيار الكهربائي بنحو 400 ميغاواط من إجمالي الطاقة المنتجة والبالغة نحو 1400 ميغاواط.

 

وأوضحت المؤسسة، في بيان، أمس، أنه ورغم وصول الناقلتين البحريتين المحملتين بمادتي «الفيول أويل» (Grade A) و(Grade B) إلى المياه الإقليمية اللبنانية، ورسوهما قبالة الشاطئ اللبناني، تعذر تفريغ حمولتيهما بسبب عدم فتح الاعتمادات اللازمة وصعوبة استكمال الإجراءات المصرفية وصدور موافقة الموردين.

 

يُشار إلى أن لبنان وبعد انتهاء عقديه مع الكويت وشركة «سوناطراك» الجزائرية بداية العام الحالي، استبدل بالعقود طويلة الأجل مع الشركات، عمليات شراء فورية للفيول تعرف في السوق النفطية باسم Spot Cargo، أي شراء شحنة الفيول فوراً، إلا أن هذه العملية مهددة بسبب شح احتياط مصرف لبنان من العملات الأجنبية.

 

وأشارت مؤسسة كهرباء لبنان إلى أن من المتوقع أن تتحسن التغذية في التيار الكهربائي تدريجياً فور المباشرة بتفريغ حمولتي الناقلتين البحريتين، لافتة إلى أنه من المرتقب وصول شحنة محملة بمادة الغاز أويل مساء يوم غد السبت، بما سيسهم بتحسن إضافي للتغذية بالتيار الكهربائي في حال تم استكمال الإجراءات المصرفية، وصدور موافقة المورد لتفريغ حمولتها.

 

ويحذر كثيرون من أن لبنان مقبل على أزمة أكبر في موضوع الكهرباء، وذلك لأسباب عدة؛ منها شح احتياطي الوقود اللازم لتوليد الكهرباء وعدم توافر الأموال لتأمينه، بحسب ما يرى عضو مجلس القيادة في الحزب «التقدمي الاشتراكي» والمتخصص في ملف الكهرباء محمد بصبوص.

 

وكان وزير الطاقة أعلن أنه طلب من الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وحسان دياب الموافقة على قرض طارئ لمؤسسة كهرباء لبنان بقيمة 1500 مليار ليرة (996 مليون دولار بسعر الصرف الرسمي) لشراء المزيد من الوقود، وإلا سيكون لبنان أمام أزمة حقيقية، الشهر المقبل.

 

وجاء تصريح الوزير غجر بعد أقل من شهرين على إعلانه عن التوصل إلى اتفاقية بين لبنان والعراق لمد لبنان بمليون برميل من الفيول للكهرباء، و500 ألف برميل من النفط الخام، يمكن استبدال كميات من الفيول أو المنتجات النفطية بها، الأمر الذي يدفع بصبوص إلى الترجيح أن الاتفاقية لم تترجم أو أنها في الأصل كانت في إطار الدعاية من قبل وزارة الطاقة، إذ لم يكن الاتفاق على «الفيول أويل» الذي يحتاج إليه لبنان لتوليد الكهرباء، بل «الفيول الثقيل» الذي يحتاج إلى تكرير ليصبح قابلاً للاستخدام في توليد الكهرباء أو يسمح للبنان بمقايضته، وهذا غير قابل للترجمة عملياً.

 

ويعتبر بصبوص أن ما يزيد من أزمة الكهرباء أن وزارة الطاقة بحاجة أيضاً إلى الدولار ليس فقط لاستيراد الفيول، بل للشركات المشغلة لمعامل الكهرباء في لبنان، ولا سيما أن المعنيين في مؤسسة كهرباء لبنان ووزارة الطاقة لم يبادروا إلى إيجاد بديل قبل انتهاء عقد شركة «برايم ساوث» المشغلة لمعملي دير عمار والزهراني، ما وضعهم أمام خيار واحد وهو الطلب من الشركة نفسها تمديد العقد في آخر لحظة، الأمر الذي سمح للشركة بوضع شروطها، ومنها دفع مستحقاتها عن السنة الماضية وجزء من مستحقات هذا العام بالدولار الجديد، ما يعني المزيد من الأعباء المالية.

 

يُشار إلى أن معملي دير عمار والزهراني يشكلان 55 في المائة من إجمالي الطاقة الكهربائية الإنتاجية في لبنان، أي ما يوازي 900 ميغاواط ونحو 9 إلى 10 ساعات تغذية يومياً.

 

ويعتبر بصبوص أن المشكلة الأساسية في ملف الكهرباء هي طرق المعالجة التي افتقدت، منذ سنوات، الالتفات إلى المشكلة الأكبر، وهي الهدر الذي يبلغ 40 في المائة، والاستمرار باعتماد التراضي في العقود.

 

*********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

التأليف ينتظر ضغط بكركي… والراعي وابراهيم يتقاسمان مساعي التوفيق

ظلت بكركي الحدث السياسي أمس حيث خطفت الأضواء السياسية والإعلامية في حركة لقاءات ومواقف معظمها مؤيّد دعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى عقد مؤتمر دولي لإنهاء التعثُّر الذي يواجه قيام الدولة بدورها ومسؤولياتها. وسيشكل غداً تتويجاً لهذه الحركة في ظل تظاهرة شعبية دعت إليها منظمات وجمعيات مدنية وتلقى تأييداً من الأحزاب القريبة من الصرح البطريركي. وتكمن أهمية هذه التظاهرة في رمزيتها لجهة انها الأولى من نوعها منذ زمن بعيد تحت عنوان سياسي واضح، وستخضع للمراقبة والتقييم الدقيقين، إن لجهة حجمها، أو لناحية الخطوة التي ستليها وما إذا كانت ستقف عند هذا الحد أم ستكون فاتحة لتظاهرات أخرى، وما بينهما المواقف التي سيطلقها الراعي، وطريقة تعامل القوى السياسية مع هذا التطور الآخذ في التفاعل.

وفي الوقت الذي تتصدّر فيه بكركي المشهد السياسي يكاد الحدث الحكومي يغيب تماماً عن الصورة، فلا اتصالات بارزة معلنة، ولا زيارة جديدة مرتقبة للرئيس المكلف سعد الحريري لرئيس الجمهورية ميشال عون، فيما الوساطات شبه مجمدة مبدئياً بفعل وصول سعاة الخير إلى الحائط المسدود بين الشروط والشروط المضادة، ولا يبدو انّ اقتراح توسيع الحكومة من 18 إلى 20 وزيراً كمخرج سلك طريقه نتيجة رفض الحريري البحث فيه، فيما الأجواء التي تنقل عن بعبدا تدلّ الى وجود أزمة ثقة عميقة مع «بيت الوسط» يصعب ترميمها لبناء تعاون مشترك.

 

وسألت مصادر متابعة للملف الحكومي عبر «الجمهورية»: كيف يمكن كسر «ستاتيكو» الفراغ القائم، خصوصاً أن الأوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية تواصل تدهورها، حيث ان الفراغ الراهن يختلف عنه في مراحل سابقة كانت تحتمل التفريغ؟ وكيف يمكن التوفيق بين الفراغ المتمادي، وبين الانهيار المتواصل، خصوصاً ان المجتمع الدولي قال كلمته وفي أكثر من مناسبة وعلى لسان أكثر من دولة من ان لا مساعدات للبنان قبل تأليف «حكومة مهمة»، وقبل ان تشرع الحكومة العتيدة في تقديم رزمة الإصلاحات المطلوبة؟

 

فلا أجوبة حتى اللحظة، ولا مؤشرات الى حلحلة مرتقبة، ويبدو ان الوقت الضائع حكومياً سيعبّأ، وحتى إشعار آخر، من خلال ثلاثة عناوين أساسية: الأول، صحّي مع متابعة مسألة اللقاحات واستقدامها تباعاً إلى لبنان ومحاصرة وباء كورونا. والثاني مع الغلاء المعيشي في الأسعار في كل القطاعات والخوف من انقطاع الكهرباء، وانعكاس كل هذا الوضع على الناس المعبّأة. والعنوان الثالث سياسي مع الحركة التي تشهدها بكركي والمواقف التي يطلقها سيدها شرحاً للأسباب الموجبة لدعوته الى مؤتمر حواري برعاية الأمم المتحدة.

 

جمود التأليف

وقد خرق جمود التأليف أمس اتصال رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، بالبطريرك الراعي «تمّ في خلاله البحث في موضوع تشكيل الحكومة»، بحسب معلومات رسمية.

 

بين الحريري والراعي

وقبَيل لقاء الراعي وابراهيم بقليل كان البطريرك قد تلقى اتصالاً، وعلمت «الجمهورية» انّ الحريري بعدما هنّأ الراعي بعيد ميلاده الثمانين الذي صادف امس، توسعت المكالمة بينهما لتطاول الجديد المتصل بعملية التأليف حيث جرى عرض لآخر المواقف كلها وما يعوق استئناف اللقاءات بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. ولم تشأ مصادر «بيت الوسط» الكشف عمّا دار في الاتصال، مؤكدة انه «بقي في العموميات ولم يسمح الاتصال بغير تناول هذه العناوين».

 

وهل يمكن انعقاد لقاء بين الحريري والراعي في وقت قريب؟ قالت المصادر: «يمكن ان يتم هذا اللقاء في اي وقت، ولكن لا اقتراح ولا موعداً للقاء من هذا النوع حتى الآن في برنامج الحريري للايام المقبلة».

 

وقد سبق هذا الاتصال استقبال الراعي المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي قال بعد اللقاء: «زيارة غبطة البطريرك دائماً مفيدة وتعطي دفعاً، ومن يريد العمل للبنان ومصلحته عليه أن يأخذ الدفع من غبطته. لقد قلت لغبطته إنّ العالم قائم على الرجاء والأمل، ونحن لن نملّ أو نكلّ وسنكمل بالعمل الذي نقوم به. وتحدثت مع غبطته عن موضوع تشكيل الحكومة حيث أتولى أنا جزءاً من المساعي وغبطته يتولى الجزء الآخر، لذلك لا بد من التلاقي من حين الى آخر لاستكمال الجهود على أمل أن تتحسن الأمور».

 

وقالت مصادر واسعة الاطلاع تواكب حركة ابراهيم في الأيام الاخيرة لـ»الجمهورية» انّ مرحلة التنسيق بينه وبين البطريرك التي اتفقا عليها منذ ثلاثة اسابيع ما زالت قائمة. وكشفت انّ ابراهيم التقى رئيس الجمهورية صباح أمس، وناقش معه ما آلت اليه مساعيه عقب سلسلة من اللقاءات التي عقدها وكان ابرزها مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة وقبله مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.

 

ولفتت المصادر الى انّ الإتصالات التي اجراها ابراهيم كانت ايجابية في ضوء ما توافر لديه من معطيات تشجّعه على المضي في مساعيه الجارية، وهو ما تبلغته دوائر قصر بعبدا عقب زيارته بكركي مع احتفاظها بما آلت اليه هذه المساعي من تفاصيل متحدثة عن مجموعة من اللقاءات التي لا بد من استكمالها مع بقية الاطراف المؤثرة.

 

تحرك فرنسي

وفي هذه الاثناء سُجِّل تحرك فرنسي في اتجاه رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي استقبل في اللقلوق السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو، «وكان عرض طويل لملف العلاقات الثنائية والاهتمام الفرنسي بما يتصل بتشكيل ‏الحكومة وتنفيذ الإصلاحات وكل ما هو مطلوب من لبنان على الصعد السياسية والمالية والاجتماعية، انطلاقاً من المبادرة الفرنسية، وتمّ التأكيد على استمرار التواصل بين الجانبين». على ما أوردت «الوكالة الوطنية للإعلام».

 

«التيار الحر»

وكان الراعي قد استقبل أمس وفداً نيابياً من «التيار الوطني الحر»، وتلقى خلال اللقاء اتصالاً من رئيس «التيار» النائب جبران باسيل.

 

وبعد اللقاء، قال النائب روجيه عازار باسم الوفد: «كانت مناسبة للبحث في المستجدات السياسية والهموم العامة، وفي مقدمها الاستحقاق الدستوري المتصل بتأليف حكومة قادرة بتركيبتها وبرنامجها على تحقيق الإصلاح المطلوب واكتساب ثقة اللبنانيين قبل كل شيء». وأشار الى «أنّنا لمسنا حرص أبينا البطريرك على أن يتم الاستحقاق سريعاً، ضمن الأصول والقواعد الميثاقية والدستورية وعلى أساس الشراكة الوطنية الكاملة».

 

وأضاف: «إستمعنا باهتمام الى طروحات البطريرك في شأن توفير الظروف الدولية الداعمة للبنان بهدف إخراجه من الازمات الضاغطة، ولا سيما منها الأزمة الاقتصادية. ولمسنا منه حرصه على تثبيت الشراكة والسيادة الوطنية وإعلاء شأن الدولة، ونحن نتفق معه على هذه المبادئ. وأبلغناه أنّ «التيار» على استعداد للبحث والمساعدة في أي طرح يعزّز هذه الاهداف على قاعدة الحوار الشامل بين اللبنانيين». وعمّا إذا كان «التيار» سيشارك في تحرُّك السبت المقبل في اتجاه بكركي، قال عازار: «فهمنا أنّ الأحزاب لن تشارك في هذا التحرُّك، ويجب ألّا نشارك نحن أو غيرنا ولتكن مشاركة شعبية».

 

ضرر التأخير

وفي المواقف السياسية شددت كتلة «الوفاء للمقاومة» في اجتماعها الاسبوعي أمس على «وجوب التوصل بسرعة إلى تفاهم يفضي لولادة حكومة جديدة فاعلة ومنتجة لا تكون أسيرة عدد من جهة ولا مهددة بعدم التوازن من جهة أخرى». ورأت «أنّ ضرر التأخير في تأليف الحكومة أصبح أكثر بكثير من ضرر أي تنازل من شأنه أن يساهم في تسريع ولادتها التي باتت أكثر من ضرورة».

 

الانتخابات الفرعية

وعلى صعيد الانتخابات الفرعية، قال وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال العميد محمد فهمي لـ»الجمهورية» انّ موعد هذه الانتخابات «سيكون عقب انتهاء عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية وشهر الصيام عند المسلمين». وأوضح «انها ستتأجل لهذا السبب الى ما بعد نيسان المقبل، على أن يعود إلى رئيسي الجمهورية وحكومة تصريف الأعمال اتخاذ القرار السياسي بإجرائها او إلغائها».

 

واكد فهمي انّ وزارة الداخلية «جاهزة لتنظيم الانتخابات»، لكنه قال «انّ كلفتها ستكون باهظة لأنها تقارب الثمانية مليارات ليرة، وعلى وزير المال ان يحدد ما اذا كان قادراً على تأمين هذا المبلغ». واشار الى «انّ جائحة كورونا تشكل أيضاً تحدياً أمام الانتخابات الفرعية»، مُبدياً خشيته من ان يمتنع بعض الموظفين عن الحضور الى مراكز الاقتراع ربطاً بالاسباب الصحية، «كذلك هناك احتمال أن تكون نسبة الناخبين منخفضة جداً بسبب الخوف من خطر الوباء، إلّا انّ هذه الاعتبارات لن تمنع وزارة الداخلية من استكمال استعداداتها انسجاماً مع مسؤولياتنا القانونية والدستورية».

 

كورونا

على الصعيد الصحي، اعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي أمس حول مستجدات فيروس كورونا عن تسجيل 3469 إصابة جديدة (3467 محلية و2 وافدة)، ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات الى 366302. كذلك سُجّلت 52 حالة وفاة جديدة، ليصبح العدد الإجمالي للوفيات 4560.

 

إستقالة أولى

وفي خطوة مفاجئة ولافتة اعلنت الدكتورة تاليا العراوي عن استقالتها من الهيئة الوطنية المشرفة على برنامج اللقاح بعدما اتهمت وزير الصحة بإخراج 50 % من اللقاحات خارج المنصة القانونية (تحتاج الى تدقيق أكثر)، خصوصاً انّ هناك اجواء توحي انّ هذه الاستقالة تؤسس لمرحلة يمكن ان تؤدي الى استقالات اخرى.

 

وأسف وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حمد حسن لأن «تؤدي الانقسامات في لبنان إلى التشويش على إنجاز وطني سجلته الحكومة في هذه الأيام العصيبة، فالخطة الوطنية للقاح متينة ومتماسكة وتستجيب لمعايير المرجعيات الصحية العالمية، فلمَ نعكّرها؟».

 

كذلك، أوضح حسن، في حديثٍ الى «تلفزيون لبنان»، أنّ «النواب الـ16 الذين حصلوا على اللقاح لم يأخذوا دور غيرهم، وكانوا من المسجلين على المنصة، ولم يأتِ التلقيح عشوائياً أو شاملاً للجميع. وكان النواب من الفئات المستهدفة، فضلاً عن تقديري لدورهم الواجب والمسؤول في التشريعات لزوم اللقاح. وكانت محطة مجلس النواب من ضمن برنامج الحملات المتنقلة على مؤسسات رعائية ومقرات رسمية وروحية».

 

ولفت الى أن «ليس من وصاية دولية على الخطة الوطنية للتلقيح، بل هناك تنسيق مع اللجنة المكلفة من البنك الدولي لضمان منع تهريب اللقاح أو بيعه واستثماره، أما الأمور التفصيلية والتطبيقية فهي قرار سيادي، ومن صلب مرجعية الوزارة». وكشف أنّ «عدد الذين تسجلوا حتى الآن على المنصة يبلغ سبعمئة وثلاثين ألفاً، من بينهم ثمانية وثمانون ألف وسبعمئة شخص يتجاوزون الخمسة والسبعين عاماً تسجلوا في الأيام الأخيرة».

 

الوضع الاقتصادي والمالي

وعلى الصعيد الاقتصادي والمالي والمعيشي بدأت تداعيات ارتفاع اسعار الدولار في السوق السوداء وبلوغه 9500 ليرة تظهر في مفاصل الحياة اليومية. وبالاضافة الى ارتفاع اسعار السلع كافة على رفوف المتاجر، وتراجع القدرة الشرائية للمواطن، سُجل أمس ارتفاع جديد وثالث في فترة قصيرة لأسعار ربطة الخبز على رغم من ان الطحين لا يزال مدعوماً. وهذه المرة اختارت وزارة الاقتصاد رفع الاسعار بالمواربة من خلال خفض وزن الربطة، بحيث أصبح وزنها الجديد 910 غرامات، مع الابقاء على السعر كما هو.

 

الكهرباء

في الموازاة، لا تزال أزمة الكهرباء مثل قصة ابريق الزيت. وكلما تم تذليل عقبة تظهر أخرى. وهذا ما حصل امس، اذ وصلت ناقلتان بحريتان محمّلتان بمادتي «الفيول اويل» الى المياه الاقليمية اللبنانية، لكن تعذّر تفريغ حمولتيهما بسبب عدم فتح الاعتمادات المستندية اللازمة، بحسب بيان أصدرته مؤسسة الكهرباء. الامر الذي ادّى الى انخفاض مخزون الفيول الى مستوياته الدنيا، حيث أشرف على النفاد، ما نتج منه تراجعاً في التغذية بالتيار، بحيث شهدت كل المناطق اللبنانية بما فيها منطقة بيروت الادارية ارتفاعاً ملحوظاً في عدد ساعات التقنين.

 

المصارف

الى ذلك، برز امس موقف لافت لمصرف لبنان من خلال تأكيده «وجوب تقيّد المصارف بالمِهَل كافة المنصوص عليها في تعاميمه، لزيادة رأس المال وتأمين السيولة الخارجية من دون أي تعديل». وأوضح في بيان أصدره «أنّه بعد 28 شباط 2021، يتوجب على المصارف إرسال كافة بياناتها الى لجنة الرقابة على المصارف التي تقوم بدورها بالتدقيق فيها وإرسال التقارير المتعلقة بها الى مصرف لبنان».

 

وهذا البيان يعني عملياً انّ مصرف لبنان قطع الطريق على احتمال تمديد المهلة المعطاة للمصارف لتنفيذ تعميم اعادة الهيكلة. وهذا يعني انّ ملفات المصارف المخالفة وغير القادرة على الالتزام بالتعميم ستكون على طاولة مصرف لبنان لدرسها واتخاذ القرار المناسب في شأنها. وتشمل الاجراءات وضع اليد على المصرف الذي يتبين انه عاجز عن رفع رأسماله وتأمين سيولة بنسبة 3 % من حجم ودائعه في المصارف المراسلة. فهل سيشهد البلد في الفترة المقبلة تسليم عدد من المصارف مفاتيحها لمصرف لبنان ليتولى إدارتها؟ وهل يستطيع مصرف لبنان ان يقوم بهذه المهمة في حال كان عدد المصارف المقصّرة كبيراً؟

 

التمديد للمحكمة

من جهة ثانية أعلنت المحكمة الخاصة بلبنان، في بيان، أن الأمين العام للأمم المتحدة مدد ولايتها «لسنتين إضافيتين اعتباراً من 1 آذار 2021، أو إلى حين انتهاء القضيتين القائمتين أمامها إذا حصل ذلك قبل انتهاء فترة التمديد، أو إلى حين نفاد الأموال المتوافرة إذا حصل ذلك قبل انتهاء فترة التمديد. وجرى التمديد لولاية المحكمة عملاً بقرار مجلس الأمن 1757 (2007)». ولفتت الى أنّ «الأمين العام أعاد، في البيان الذي أصدره، التأكيد على التزام الأمم المتحدة بدعم المحكمة في جهودها الهادفة إلى وضع حد للافلات من العقاب من أجل مقاضاة المسؤولين عن الجرائم المندرجة ضمن اختصاصها».

 

وقالت رئيسة المحكمة القاضية إيفانا هردليشكوفا في هذا الصدد: «أنا ممتنّة للمجتمع الدولي على دعمه المتواصل لعمل المحكمة، فهذه رسالة عالمية قوية بأنّ الجرائم الإرهابية لن تمر من دون عقاب. وأنا ملتزمة بشدة مع زملائي في المحكمة بإنجاز ولاية المحكمة في الوقت المحدد وبتحقيق العدالة للمتضررين من خلال إجراءات عادلة وشفافة».

 

وأشار البيان الى أنّ «الرئيسة هردليشكوفا كانت قد طلبت تمديد الولاية لمدة سنتين لكي يتاح للمحكمة خفض أنشطتها تدريجاً وإنهاء العمل القضائي القائم أمام الغرف المختلفة».

 

*************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

يوم البحث عن الحكومة: دعوة للجم الإنقسام بانتظار الإنفراج!

بكركي تحتج على تجاوز دورها بالاتصال مع السفير البابوي.. وتبريرات انقطاع الكهرباء تؤكد عقم المعالجات

 

يمكن وصف يوم أمس، بأنه يوم البحث عن الحكومة قبل ثلاثة أيام فقط، من نهاية شباط الجاري، أي بعد مرور أكثر من 130 يوماً على صدور مرسوم تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف حكومة جديدة في 22/10/2020، اصطلح على وصفها بـ«حكومة مهمة» من اخصائيين، أي غير حزبيين، تحظى بقبول المجتمع الدولي، من أجل توفير المساعدات الضرورية، لمنع انهيار البلاد، بعد تجاوز كل الأزمات المالية والنقدية والخدماتية كل الخطوط الحمر..

 

بمواكبة فرنسية، تحرك المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، فزار بكركي مرتين صباحاً ومساءً، من أجل تدوير الزوايا، والدمج بين سلسلة الطروحات المتداولة، من مبادرة الرئيس نبيه برّي إلى فتح الباب امام البحث في عدد الوزراء، في محاولة للتفاهم على خرق ما، والتوصل إلى انفراج الوضع، بعد الانسداد الخطير، الذي ضرب هذه العملية الدستورية.

 

وكشف المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم انه بحث موضوع تشكيل الحكومة مع البطريرك الراعي، وقال: أنا اتولى جزءاً من المساعي، وغبطته يتولى الجزء الآخر.

 

وفي المعلومات ان إبراهيم يُشدّد على الحد من التجاذبات لتمرير المرحلة بأقل انقسام ممكن.

 

وفيما استقطبت بكركي مجمل الحركة السياسية وزيارات الوفود الحزبية والشعبية المؤيدة لدعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي لعقد مؤتمر دولي لحل الازمة التي يتخبط بها لبنان، خرق اتصال الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري بالبطريرك الراعي جمود حركة الاتصالات والمشاورات لتشكيل الحكومة العتيدة، وفيما لم يعلن اي شي عن مضمون الاتصال المذكور، تحدثت معلومات انه تناول الحديث عن عمومية الأوضاع ولم يتطرق الى التفاصيل. وكان لافتا على هامش الالتفاف الحاصل حول بكركي زيارة وفد من التيار الوطني الحر للبطريرك الراعي بغياب رئيسه جبران باسيل الذي حاول استدراك غيابه باتصال استلحاقي بالبطريرك لكنه لم يفلح في تبديد التباينات والخلاف المستفحل مع بكركي حول مسؤولية الفريق الرئاسي والعوني في اعاقة تشكيل الحكومة الجديدة.

 

واستنادا الى ما تسرب عن الاحاديث التي جرت بين البطريرك ووفد التيار الوطني الحر، فقد تخللها عتاب حاد من الراعي لخطوة باسيل امس الاول تسليم رسالة إلى السفير البابوي، باعتبارها خطوة لتجاوز بكركي، وهو ما لا يرضى به البطريرك لانه لم يقفل أبواب الصرح البطريركي امام اي طرف مهما كانت التباينات معه حادة، ولان مصير الرسالة ستكون عنده في النهاية استنادا الى موقع وعلاقة الثقة الراسخة بين بكركي مع الفاتيكان.

 

اما النقطة الثانية التي اثارها البطريرك مع وفد التيار، تناولت موضوع تشكيل الحكومة، وجدد البطريرك استياءه الشديد من التعنت الرئاسي والتعقيدات التي تحوط عملية تشكيل الحكومة، وابدى البطريرك اسفه للطريقة التي يتم التعاطي من خلالها بعملية التشكيل، معتبرا انها لا تصب في مصلحة العهد ولا مصلحة اللبنانيين والبلد عموما.

 

وابدى عتبه على عدم مبادرة رئيس الجمهورية انطلاقا من موقعه الجامع للتواصل المستمر مع الرئيس المكلف للتوصل الى تفاهم مشترك لتشكيل الحكومة ومشددا على ضرورة تقديم التنازلات المشتركة للتوصل الى تشكيل الحكومة بالنهاية لان مصلحة لبنان تتجاوز المصالح الشخصية والحزازات الضيقة. وكشفت المعلومات انه بعد الاجتماع حاول باسيل بالاتصال الهاتفي تبرير سبب تغيبه عن الوفد وارساله الرسالة للسفارة البابوية ولكن من دون جدوى.

 

اما الاهم في حركة بكركي فيكمن بالالتفاف الذي ستشهده يوم غد السبت من خلال زيارات الوفود الشعبية والسياسية من كل المناطق والطوائف ولا سيما المسيحية منها، وذلك لاعلان تاييدها لمواقف البطريرك الراعي من تشكيل الحكومة وحياد لبنان والدعوة للمؤتمر الدولي، فيما تؤشر هذه الحركة الى زيادة عزلة العهد مسيحيا وشعبيا على نحو لافت برغم كل محاولات التيار الوطني الحر للالتفاف على هذه الحركة من خلال الزيارة التي قام بها وفد منه، والاثنين يزور وفد كتلة المستقبل بكركي، لوضع البطريرك الراعي في أجواء ما قدمه الرئيس الحريري لتأليف الحكومة.

 

وهكذا في ظل التلكؤ في تشكيل الحكومة وبعدما وصلت البلاد إلى حد الانهيار شبه التام وجمود عملية تشكيل الحكومة ولو استمرت بعض المساعي هنا وهناك، استقطبت المرجعيات الروحية الحركة السياسية بعد تلكؤ المرجعيات السياسية في إنقاذ البلاد مما تتخبط فيه، فكانت دار الفتوى وبكركي مقصداً للتكتلات السياسية لعر ض الاوضاع والبحث عن حلول. فيما المواقف حول تشكيل الحكومة على حالها، ولو ان بعض المعلومات افاد ان الرئيس ميشال عون بصدد إتخاذ خطوات معينة لحلحة الأزمة الحكومية بعد إستشارات مع الكتل النيابية.

 

وذكرت مصادر رسمية متابعة ان الحراك الحاصل مجدداً سواء اتصال الرئيس الحريري بالبطريرك بشارة الراعي او زيارة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم لبكركي ولقاء الراعي وإعلانه انه يتولى جزءاً من المساعي لحل الازمة الحكومية، يؤشّر لإحتمال التوصل إلى حلحلة ما ولو لم تتوافر اي تفاصيل عن هذا الحراك.

 

وقد باشرت كتلة المستقبل امس، جولة على القيادات الروحية استهلتها بزيارة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، برئاسة رئيسة الكتلة النائبة بهية الحريري: وقال النائب وليد البعريني بأسم الوفد: ان «الرئيس المكلف سعد الحريري يعمل استنادا إلى الدستور، وهو حريص على حقوق جميع اللبنانيين الذين نبذوا اللغة الطائفية والمذهبية التي دمرت البلاد. والرئيس الحريري كرَّس كل علاقاته الخارجية وهو يقوم بزيارات عدة لدول شقيقة وصديقة، لتأمين شبكة دعم عربية ودولية للبنان، تساعده في تخطي المشاكل التي يعيشها.

 

بكركي والتدويل

 

وتحولت بكركي إلى مقصدٍ للقوى السياسية «فزارتها امس، وفود من تكتل «لبنان القوي والتيار الوطني الحر» ، و»لقاء سيدة الجبل» و»التجمع الوطني» و«حركة المبادرة الوطنية»، واللواء عباس ابراهيم، بعد زيارة وفدي تكتل «الجمهورية القوية» و الحزب التقدمي «الاشتراكي» امس الاول.من باب البحث في كل المستجدات السياسية، لا سيما طرح البطريرك بشارة الراعي حول عقد مؤتمردولي لإنقاذ لبنان. فيما اجرى الرئيس المكلف سعد الحريري اتصالا بالبطريرك بشارة الراعي وبحث معه في موضوع تشكيل الحكومة.

 

وقال اللواء ابراهيم بعد لقاء الراعي: بحثنا في موضوع تشكيل الحكومة، أنا اتولى جزءاً من المساعي وغبطته يتولى الجزء الآخر، لذلك، لا بد من التلاقي من حين الى آخر لاستكمال الجهود على امل ان تتحسن الامور.

 

وضم وفدا من «التيار الوطني الحر»، النواب: سيزار ابي خليل، سليم عون، روجيه عازار، جورج عطاالله، وسليم خوري. وجاءت زيارته بعد التفسيرات التي اعطيت للمذكرة التي رفعها التكتل الى البابا بينيدكتوس. وتلقى الراعي قبيل اللقاء اتصالا من رئيس «التيار» النائب جبران باسيل اكد فيه للراعي «على استمرار التواصل بين الطرفين والاتفاق مع غبطته حول افكارعدة، وانه سيزور بكركي في اي لحظة. فرد الراعي ساعة البدك البيت بيتك».

 

وقال النائب عازار باسم الوفد: لمسنا حرص أبينا البطريرك على ان يتم الاستحقاق في أسرع وقت من ضمن الاصول والقواعد الميثاقية والدستورية وعلى اساس الشراكة الوطنية الكاملة. واستمعنا باهتمام الى طروحات صاحب الغبطة في شأن توفير الظروف الدولية الداعمة للبنان بهدف اخراجه من الازمات الضاغطة ولا سيما منها الازمة الاقتصادية. ولمسنا منه حرصه على تثبيت الشراكة والسيادة الوطنية وإعلاء شأن الدولة ونحن نتفق معه على هذه المبادئ. وأبلغناه ان «التيار الوطني الحر» على استعداد للبحث والمساعدة في اي طرح يعزز هذه الاهداف على قاعدة الحوار الشامل بين اللبنانيين.

 

واوضح ان ما بين بكركي وبين «التيار الوطني»، قيادة وجمهوراً، لن تقوى عليه ألسنة السوء والايام شواهد. وختم: نريد ان نؤكد ان من الطبيعي ومن واجبات «التيار» ان يتواصل مع الكرسي الرسولي وكل المرجعيات الدينية الوطنية والخارجية، ولا احد سينجح في تصوير اي لقاء او مراسلة وكأنه موجه من احد ضد احد آخر.

 

وقال الراعي:عندما كنا نعيش زمن الحياد كان لبنان يعيش الازدهار والتقدم وخسرنا كل شيء عندما فرض علينا الا نكون حياديين. لكنّنا وصلنا إلى مكان لا نستطيع التفاهم مع بعضنا، لذلك كان طرحنا لمؤتمر دولي.

 

وأضاف الراعي: علينا تشخيص مرضنا وطرح معاناتنا انطلاقاً من ٣ ثوابت هي: وثيقة الوفاق الوطني والدستور والميثاق، وكل ما يجري الخلاف عليه اليوم في الداخل هو بسبب التدخلات الخارجية.

 

كما دعا الراعي كل فريق إلى «وضع ورقة حول مشكلتنا في لبنان لتقديمها كورقة واحدة إلى الأمم المتحدة من دون الرجوع إلى أي دولة.

 

وواصلت فرنسا عبر سفيرتها في بيروت آن غريو، تحركها للمساهمة في تذليل العقد، فزارت النائب باسيل، وجرى التطرق إلى آلية الإصلاحات بعد تأليف الحكومة (O.T.V).

 

الكهرباء

 

على صعيد انقطاع الكهرباء، أبلغ وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر الرؤساء ميشال عون ونبيه برّي وحسان دياب، حاجة مؤسسة كهرباء لبنان إلى 1500 مليار ليرة من أجل تغطية عمليات شراء الفيول اويل، والمازوت لمعامل إنتاج الكهرباء.

 

وأعلنت مؤسسة كهرباء لبنان بأنّه، وعلى الرغم من وصول الناقلتين البحريتين المحملتين بمادتي الفيول أويل (Grade A) و(Grade B) إلى المياه الإقليمية اللبنانية، ورسوهما قبالة الشاطئ اللبناني، فقد تعذر تفريغ حمولتيهما بسبب عدم فتح الاعتمادات المستندية اللازمة (باخرة الـ Grade B) وصعوبة إستكمال الإجراءات المصرفية وصدور موافقة الموردين لغاية تاريخه للتفريغ (باخرة الـ Grade A)، الأمر الذي أدّى الى انخفاض مخزون هاتين المادتين الى مستوياته الدنيا حيث أشرف على النفاذ، مما نتج عنه تراجعًا في التغذية بالتيار الكهربائي بحوالي //400// ميغاواط من إجمالي الطاقة المنتجة والبالغة حوالي //1,400// ميغاواط، بحيث شهدت جميع المناطق اللبنانية بما فيها منطقة بيروت الإدارية ارتفاعًا ملحوظًا في عدد ساعات التقنين.

 

وتوقعت أن تتحسن التغذية تدريجيًا فور المباشرة بتفريغ حمولتي الناقلتين البحريتين، مع الإشارة إلى انه من المرتقب أيضًا وصول شحنة محملة بمادة الغاز أويل مساء نهار السبت الواقع فيه 27/02/2021، بما سيساهم بتحسين إضافي للتغذية بالتيار الكهربائي في حال تمّ إستكمال الإجراءات المصرفية، وصدور موافقة المورد لتفريغ حمولتها.

 

ملاءة المصارف بالدولار

 

وأوضح مصرف لبنان أنه بعد تاريخ 28 شباط 2021، يتوجب على المصارف ارسال كافة بياناتها الى لجنة الرقابة على المصارف التي تقوم بدورها بالتدقيق بها وإرسال التقارير المتعلقة بها الى مصرف لبنان.

 

كما يؤكد مصرف لبنان، انه ووفقاً لنص المادة 70 من قانون النقد والتسليف، فإن استقرار القطاع المصرفي هو من واجباته وأولوياته، وبالتالي فإن مقاربته ستكون هادفة الى اتخاذ كافة الاجراءات الآيلة الى معالجة وضع المصارف وصولاً الى تعزيز استقرار الوضع المصرفي وضمانة اموال وحقوق المودعين.

 

كما أنه سيتم التنسيق ما بين مصرف لبنان ولجنة الرقابة والهيئة الخاصة وهيئة الاسواق والهيئة المصرفية العليا باشراف حاكم مصرف لبنان بغية انجاح التعميم 154 بكل بنوده»، والهادف إلى تأمين السيولة بالدولار (3٪) مع نهاية شباط الجاري.

 

معايير التلقيح

 

على صعيد الافضليات في عمليات التلقيح، والتجاوزات التي حصلت وتحصل، كرّر رئيس اللجنة الوطنية للقاح الدكتور عبد الرحمن البزري ان ما حدث في مجلس النواب يجب الا يتكرر، وهو خطأ لا يغتفر، وخارج إرادة اللجنة.

 

في إشارة إلى ان معايير التلقيح عمرية ومهنية، مؤكداً استمرار عمليات التلقيح.

 

تحرك متقاعدي قوى الأمن

 

وفي التحركات المطلبية، نظم متقاعدو قوى الامن الداخلي في محافظتي الشمال وعكار وقفة احتجاجية أمام قيادة سرية درك عكار الإقليمية وسراي حلبا الحكومي في محافظة عكار، مطالبين بـ»رفع الظلم» اللاحق بهم وبزملائهم في الخدمة الفعلية «بشأن الخدمات الطبية والاستشفائية وكل المطالب المحقة».

 

وانتقد المتقاعد العميد سالم الايوبي عمليات التوظيفات العشوائية في القطاع العام التي تمت خلال الانتخابات النيابية الاخيرة، حيث قال: «بلغ عدد الموظفين حوالي ال30 الف خلافا للقوانين وخدمة لأزلام السياسيين، ورواتب هؤلاء اتت على حساب رواتب العسكر. بدأت بالتدبير رقم3 وهذه مكتسبات لنا أخذوها لإرضاء الأزلام والمحاسيب الذين وظفهم السياسيون خلافا للقانون».

 

من أتى بالمتفجرات

 

على صعيد التحقيقات بانفجار المرفأ، كشف محامي مدير عام أمن الدولة اللواء انطوان صليبا، نضال خليل، عن أن «من أتى بالمتفجرات الى المرفأ هو من فجّرها بعدما اكُتشفت فعلته بوجود نيترات الامونيوم من قبل جهاز أمن الدولة».

 

وقال المحامي خليل، في حديث عبر الـmtv: «يجب التحقيق لمعرفة من اتصل بالرئيس حسان دياب ومحاسبته لعدم زيارة المرفأ».

 

ولفت الى ان «كلمة مواد متفجرة كانت واردة في مانيفست الباخرة بحسب المستندات التي كانت مع الرائد النداف»، مشيرًا إلى ان «أموراً كثيرة خاطئة تحصل في ملف المرفأ، واضاف «كل من مات في الانفجار هو ضحية وهو قتل عمداً».

 

366302 إصابة

 

صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي عن تسجيل 3469 إصابة جديدة و52 حالة وفاة بفايروس كورونا ليرتفع العدد إلى 366302 إصابة مثبتة مخبرياً بالكورونا منذ 21 شباط 2019.

 

 

***********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

اسرائيل تخطط لضرب«الصواريخ الدقيقة» : حزب الله نجح في التحايل التكنولوجي

 «حج» سياسي الى المرجعيات الروحية «لملء الفراغ» الحكومي…«حركة بلا بركة»

 عون يبحث عن مخارج لالغاء «التكليف» ورهان بكركي على جذب انتباه الخارج ! –

 ابراهيم ناصرالدين

 

تملأ الكتل النيابية، والمسؤولون في الدولة، «الفراغ» السياسي والاخلاقي في البلاد بحراك دون افق جدي باتجاه المرجعيات الروحية وبكركي الباحثة عن مخارج للازمة السياسية خارج الحدود دون اي مؤشرات خارجية ملموسة تشير الى وجود اهتمام الحد الادنى ببلد يعتقد ساكنوه انهم محور الكون، فيما يراهن البطريرك على جذب الانتباه الدولي والاقليمي لطروحاته بعدما تتبلور صيغة تفاهم اقليمية ودولية في المنطقة.

 

وفيما يغرق السياسيون في لبنان في «مستنقع» التفاهة السياسية، ويواصلون الرقص فوق «جثث» ضحاياهم غير آبهين بمصير البلاد الغارقة في العتمة، والجوع، والفوضى،ويترك المواطنون لمواجهة مصيرهم في مواجهة حفنة من التجار والحرامية المتواطئين مع منظومة رسمية فاسدة حيث تستمر عملية النهب المنظم لما تبقى من مدخراتهم. ولم يكن ينقص هذا المشهد السوداوي، الا «العنتريات» الفارغة المثيرة للقرف، والاشمئزاز، والشفقة في آن واحد على خلفية «تهريبة» اللقاحات الى المجلس النيابي والقصر الجمهوري، ليكتمل معها مشهد السباق المحموم بين الانهيار الاقتصادي والمالي والسقوط الاخلاقي والصحي.

 

في المقابل تسابق اسرائيل الزمن انتخابيا، وسط قلق متنامي من تاليف حكومة يمينية متطرفة فوق «الجثة» السياسية لبنيامين نتانياهو، وتزامنا مع «هلع» من سياسة الرئيس الاميركي جو بايدن ازاء الملف النووي الايراني، عاد ملف الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله الى الواجهة من جديد من دخول قيادات عسكرية وامنية على خط الدعوة الى التحرك سريعا للتخلص من خطر محدق بات يطال الامن الاستراتيجي الاسرائيلي، واذا كانت ثمة حرص على عدم التهور في مقاربة هذا الملف الى ان الجديد كان في الدعوة الى استغلال اي «ظرف مناسب» لتوجيه ضربة موضوعية لهذا السلاح الذي يأتي في مرتبة ثانية في خطورته بعد السلاح النووي الايراني!..فهل يدرك من يتولى المسؤولية اليوم طبيعة المرحلة الصعبة المقبلة حيث يعاد رسم التحالفات والخرائط في المنطقة؟

 

 مواجهة «الصواريخ الدقيقة»

 

إذا اجتاز حزب الله حافة كمية أو نوعية السلاح الدقيق، فسنكون مطالبين بالعمل حياله. هذا قرار ثقيل ولكن لن نتمكن من الفرار منه، كلام للعميد عيران نيف، رئيس شعبة أساليب القتال والحداثة في الاحتلال الاسرائيلي، نشرته صحيفة «اسرائيل هايوم» المقربة من نتانياهو بالامس، وفيه تقديرات عسكرية بضرورة التحرك العاجل لمعالجة هذه المعضلة التي تؤرق اسرائيل.

 

وفي تقرير صحافي ينشر في ملحق السبت تحت عنوان مشروع الدقة لدى حزب الله، يقول نيف: «فضلاً عن النووي الإيراني، هذا هو التهديد الأكبر على إسرائيل اليوم. هذا هو الحدث. وعليه تجرى تقويمات الوضع. هذا هو السيناريو في المناورات. كل شيء موجه إلى هناك. وفي هذه الأثناء، نحاول العمل بطرق إبداعية أخرى لا تسمح لهم بالوصول إلى نقطة اللاعودة».

 

من جهته قال رئيس شعبة الاستخبارات أمان اللواء تمير هيمان، إن لحزب الله اليوم بضع عشرات من الصواريخ والمقذوفات الصاروخية الدقيقة. وثمة قلق إسرائيلي من مساعي حزب الله للتزود بكمية أكبر بكثير من السلاح الدقيق، لأجل ضرب أهداف نوعية في الحرب القادمة، مثل قواعد لسلاح الجو، ومنشآت بنية تحتية وطاقة ومؤسسات حكم.

 

 متى تتحرك اسرائيل؟

 

بدوره اوصى رئيس شعبة الاستخبارات الأسبق اللواء احتياط عاموس يدلين، وهو يشغل اليوم رئاسة معهد بحوث الأمن القومي، بضرورة فحص وتحديد التوقيت الصحيح للعمل ضد «الصواريخ الدقيقة»، في ظل احتمال أن يؤدي اي تحرك إلى تصعيد واسع، وقال» وجود مئات الصواريخ الدقيقة لدى المحور الإيراني، وبخاصة لدى حزب الله، تلحق بإسرائيل ضربة مدنية واسعة وتشل منظومات حيوية، هو تهديد استراتيجي لا يمكن السماح لتطوره.

 

ويعتقد يدلين أنه إذا سرّع حزب الله تعاظم قوته فستكون إسرائيل مطالبة بالنظر في ضربة مانعة لحرمانه من هذه القدرة. وتعتقد محافل أخرى بأنه يحظر على إسرائيل المبادرة إلى خطوة كهذه تؤدي إلى الحرب، ولكن عليها أن تنظر في استغلال فرصة تصعيد موضعي في حدود الشمال كي تضرب القدرة الصاروخية لحزب الله!.

 

 دخول نصرالله على «الخط»

 

هذا التهديد الاكثر وضوحا لاستغلال اي توتر امني لشن ضربات في العمق اللبناني، دفعت الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى توجيه «رسالة» واضحة لحكومة الاحتلال بعدم وجود ضمانة بان يكون اي تصعيد محدودا في المكان والزمان، كما تقول اوساط مقربة من حزب الله، فالمتابعة الميدانية الحثيثة للمناورات الاسرائيلية الاخيرة من قبل اجهزة الرصد التابعة للمقاومة اعطت الانطباع بوجود «شيء جديد» يحضر في كيان العدو لخوض معركة محدودة يجري خلالها استهداف مواقع يعتقد الاسرائيليون انها تحتوي على صواريخ دقيقة، ولهذا كان كلام السيد نصرالله واضحا ومحددا بدقة في اطلالته الاخيرة لمنع اي محاولة لحكومة الاحتلال المأزومة سياسيا وفي الملف النووي الايراني من «تنفيس» الاحتقان على الساحة اللبنانية.

 

 حزب الله يغير استراتيجيته؟

 

وفي هذا الاطار لفتت صحيفة «هارتس» الى ان الجيش الإسرائيلي بذل في السنوات الأخيرة جهداً عظيماً لمنع تسلح حزب الله بصواريخ دقيقة من خلال الهجمات الجوية في سوريا، لكنها اعترفت في المقابل ان حزب الله نجح في تغيير خططه وانتقل من تهريب الصواريخ إلى لبنان إلى تهريب « الادوات الدقيقة». وهذه الرزمة التكنولوجية المتطورة تتضمن حاسوباً صغيراً، وجهاز جي.بي.اس لتحديد الموقع الجغرافي، ومجنحات لتوجيه الصواريخ، ومن خلال تعديلات بسيطة نسبياً يمكن تحويل الصواريخ العادية إلى صواريخ دقيقة..

 

«الخطوط الحمراء»

 

ونقلت الصحيفة عن محافل رفيعة المستوى اعتقادها انه يجب وضع خطوط حمراء واضحة في كل ما يتعلق بمشروع الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله، لأنه تهديد تقليدي قد يصل إلى حجم غير مسبوق. وباعتقاد هؤلاء فان وصول كمية الصواريخ الدقيقة الى حدود 500 او 1000 صاروخ سيلزم إسرائيل بالتحرك؟

 

 حكومة متطرفة

 

ووفقا لمصادر متابعة للتطورات الاسرائيلية، فان مكمن الخطورة يكمن ايضا في نتائج الانتخابات الاسرائيلية المقررة الشهر المقبل، وبرأيها لم تكن هناك يوماً انتخابات خطيرة مثل هذه، وقد تستيقظ إسرائيل والمنطقة في اليوم التالي للانتخابات على حكومة متطرفة للغاية فوق «جثة» بينيامين نتانياهو،فمقابل هزيمته قد نكون امام حكومة يفرض اليمين المتطرف سطوته عليها، وقد نكون امام تحالف ميرتسو جدعون ساعر، او حزب العمل مع افيغدور ليبرمان أو يئير لبيد مع نفتالي بينيت. وسنكون وفي نهاية المطاف، دورة أخرى لسفك الدماء، مثلما يريد جميع رؤساء أحزاب اليمين.

 

لا جديد حكومي

 

سياسيا، لا جديد حكومي، والتحرك «اليتيم» للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم باتجاه بكركي، كان في اطار «التشاور» في ظل استمرار التعثر الحكومي، وتشير المعلومات الى ان الحراك لا يزال خجولا في نتائجه حكوميا، بينما حرص اللواء ابراهيم على التأكيد للبطريرك الراعي بان اي طرف سياسي لا يرغب في ان يكون في موقع سجالي مع بكركي، وعرض وجهة نظره المتحفظة على مسألة «التدويل» ومخاطره خصوصا اذا كان لا يحظى بالاجماع الداخلي، وكان الراعي صريحا بالتأكيد ان دعوته تأتي بعدما سدت في وجهه «الابواب» الداخلية، والامر ليس موجها ضد احد، وخصوصا حزب الله، وكل ما اريده هو حماية الدستور.وقد اكد اللواء ابراهيم بعد اللقاء ان اي شخص يريد العمل للبنان ولمصلحة لبنان يأخذ الدفع من غبطته، وقال» بحثنا موضوع تشكيل الحكومة انا اتولى جزءا من المساعي وغبطته يتولى الجزء الآخر على امل ان تتحسن الامور».

 

 تبني «خجول» للتحرك الشعبي

 

وقبيل التحرك الشعبي المرتقب يوم السبت المقبل في بكركي، الذي يأتي تلبية لدعوة من مجموعات شبابية تحت عنوان «بكركي لا تمزح»، فان المفارقة ان المشاركين في التحرك يتحركون بشكل غير رسمي، حيث تحاذر القوات اللبنانية تبني الدعوة من خلال ترك حرية الخيار للحزبيين والمناصرين لجهة المشاركة من عدمها، وهذا الموقف يعكس عدم رغبة «معراب» في لعب دور «رأس الحربة» في تبني طرح التدويل رسميا مع العلم ان مصادرها تؤكد ان موقفها حيال دعوة بكركي واضح ومعروف!والقرار نفسه اتخذه حزب الكتائب بالنسبة للمشاركة مع العلم انه يتبنى مسألة «الحياد» وتطبيق القرارات الدولية.

 

 الراعي «والتدويل»

 

وفيما لم تحصل بكركي على وعود خارجية بتبني طرحها، وتراهن على جذب انتباه خارجي للملف اللبناني، شرح البطريرك الراعي مفهوم طروحاته مؤكدا أنه «عندما كنا نعيش زمن الحياد كان لبنان يعيش الازدهار والتقدم وخسرنا كل شيء عندما فرض علينا الا نكون حياديين»، لافتاً إلى «أنّنا وصلنا إلى مكان لا نستطيع التفاهم مع بعضنا لذلك كان طرحنا لمؤتمر دولي». وأضاف الراعي «علينا تشخيص مرضنا وطرح معاناتنا انطلاقاً من 3 ثوابت هي وثيقة الوفاق الوطني والدستور والميثاق، وكل ما يجري الخلاف عليه اليوم في الداخل هو بسبب التدخلات الخارجية». كما دعا الراعي كل فريق إلى «وضع ورقة حول مشكلتنا في لبنان لتقديمها كورقة واحدة إلى الأمم المتحدة من دون الرجوع إلى أي دولة».

 

«ملء الفراغ»

 

في هذا الوقت، استمرت بعض القوى السياسية بتنظيم زيارات الى بكركي «لملء» الفراغ السياسي في البلاد، فبعد وفد «الجمهورية القوية» و «الاشتراكي» امس الاول، زار وفد من «لبنان القوي» الصرح البطريركي امس، واتصل رئيس تكتل «لبنان القوي» النائب جبران باسيل بالبطريرك خلال لقائه الوفد، وعلم ان التيار الوطني الحر لا يزال عند موقفه الرافض لمسألة التدويل، ولا يزال متمسكا بمعاييره لتشكيل الحكومة لحماية حقوق المسيحيين.وقد اوضح الوفد النيابي ان «الرسالة» التي وجهها رئيس التيار جبران باسيل الى الفاتيكان ليست في اطار الالتفاف على البطريركية، وهو في اطار التواصل المستمر مع الكرسي الرسولي، وقد تم اطلاع الراعي على تفاصيل الكتاب الذي وجهه الى البابا عبر السفير البابوي.

 

 عون لن يبقى متفرجا؟

 

ووفقا للمعلومات، فان وفد «لبنان القوي» طرح امام البطريرك الراعي الثغرات الموجودة في الدستور حيث لم يحدد المشترع مهلا للتسمية والتكليف والتشكيل ومنح الثقة، ولفتوا الى انهم تقدموا بتعديلات دستورية لسد هذه الثغرة التي تشكل جزءا من المشكلة راهنا حيث يضـع الرئيس الحريري التكليف في جيبه، معلقا البلاد على حبال «المراوغة»، وقد اجهضت هذه المحاولة بعد اتهام «التيار» بالاعتداء على صلاحيات رئيس الحــكومة.

 

وبحسب مصادر مطلعة، المح الوفد امام الراعي الى ان صبر الرئيس بدا ينفد ازاء تعمد الحريري لافشال العهد، وهو لن يقبل تحميله مسؤولية الانهيار، وسيعمد قريبا لدعوة الكتل النيابية الى بعبدا لوضعها امام مسؤولياتها، للبحث في كيفية تغيير الواقع الحالي، ويجري في بعبدا اليوم البحث عن مخارج قانونية ودستورية تجبر الرئيس المكلف اما على تقديم حكومة مقبولة او الاعتذار.

 

 الحريري: لا تراجع

 

وفي وقت لاحق زار وفد من «لقاء سيدة الجبل» و«التجمع الوطني» و«حركة المبادرة الوطنية» بكركي، كما تلقى الراعي اتصالا هاتفيا من الرئيس المكلف سعد الحريري، ووفقا للمعلومات لم يبد الرئيس المكلف اي اشارة الى تراجعه عن حكومة ال18، لافتا الى ان لا جديد في الاتصالات مع الرئاسة الاولى، واشار الى انه سيستكمل جولاته الخارجية بانتظار «الفرج الداخلي».!

 

 ضرورة التنازل

 

وفيما ابلغ الحريري الراعي عن زيارة مرتقبة لوفد من كتلة المستقبل النيابية الى بكركي خلال الساعات المقبلة،زارت الكتلة في اطار جولة باشرتها على القيادات الروحية مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وقد اكد الوفد بعد اللقاء ان «الرئيس المكلف سعد الحريري يعمل استنادا إلى الدستور، وهو حريص على حقوق جميع اللبنانيين الذين نبذوا اللغة الطائفية والمذهبية التي دمرت البلاد». وامام حالة «المراوحة» الحكومية القاتلة اكدت كتلة «الوفاء للمقاومة» على وجوب التوصل بسرعة الى تفاهم يقضي بحكومة جديدة فاعلة لا أسيرة عدد معين ولا عدم توازن، لان ضرر التأخير بتشكيل الحكومة أكبر من ضرر أي تنازل.

 

 ارقام «كورونا» الى ارتفاع

 

وفيما يستمر الجدل الاعلامي والسياسي حول «تهريب» اللقاحات الى بعض النواب والقصر الجمهوري، مع اصرار وزير الصحة حمد حسن على حالة «الانكار» ازاء الخطيئة المرتكبة، أعلنت وزارة الصحة العامّة عن «تسجيل 3469 إصابة جديدة بكورونا وتسجيل 52 حالة وفاة جديدة، وبذلك يصبح العدد الإجمالي للوفيات 4560.

 

وقد كتب مدير مستشفى رفيق الحريري فراس الابيض عبر حسابه على «تويتر» قائلا: «بعد مرور عام على وصول أول حالة إصابة بفيروس كوفيد إلى لبنان على متن طائرة، ما زلنا غير قادرين أو غير راغبين في السيطرة على حدودنا. لاحظ 15 حالة إيجابية وصلت على رحلة واحدة من النجف.

 

 «انكار» وزير الصحة!

 

وفي محاولة منه لحرف مسار «الفضيحة» أسف وزير الصحة العامة بان تؤدي الانقسامات في لبنان إلى التشويش على إنجاز وطني سجلته الحكومة في هذه الأيام العصيبة، فالخطة الوطنية للقاح متينة ومتماسكة وتستجيب لمعايير المرجعيات الصحية العالمية، فلم نعكرها»؟ وأوضح أن «النواب الستة عشر الذين حصلوا على اللقاح لم يأخذوا دور غيرهم، وكانوا من المسجلين على المنصة، ولم يأت التلقيح عشوائيا أو شاملا للجميع. وكان النواب من الفئات المستهدفة، فضلا عن تقديري لدورهم الواجب والمسؤول في التشريعات لزوم اللقاح.!!

 

 تبرير «جنون» الدولار؟

 

ماليا، وفي محاولة منها لتبرير الارتفاع المريب للدولار في السوق السوداء، أعلنت نقابة الصرافين أن «منذ بدء الإقفال العام لم يعد يصل إلى الصرافين الدولار المدعوم من مصرف لبنان ما يحول دون إمكان تلبية طلبات المواطنين». واشارت إلى أن المبالغ المسلمة إلى الصرافين، لم تكن كافية لتلبية المتطلبات اليومية، وكانت تنخفض تباعا حيث أنها وصلت إلى مبلغ 10.000$ وهو ما يعتبر كمية ضئيلة في اليوم الواحد لكل صراف نظرا إلى حاجات السوق اللبناني والطلب الكثيف والمتزايد على الدولار الأميركي.

 

في هذا الوقت،حسم مصرف لبنان مسألة تمديد المهل للمصارف من عدمه واصدر بيانا صارما اكد فيه انه خلافاً لما يتم تداوله في العديد من المقالات والتحليلات، يؤكد مصرف لبنان على وجوب تقيد المصارف بالمهل كافة المنصوص عليها في تعاميمه لزيادة رأس المال وتأمين السيولة الخارجية دون أي تعديل.كما يوضح مصرف لبنان أنه بعد تاريخ 28 شباط 2021، يتوجب على المصارف ارسال كافة بياناتها الى لجنة الرقابة على المصارف التي تقوم بدورها بالتدقيق بها وإرسال التقارير المتعلقة بها الى مصرف لبنان.

 

 

********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

الراعي: لنوحد أوراقنا اللبنانية ونقدّمها الى الأمم المتحده  

 

أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي «ان طرحنا لمؤتمر دولي جاء لاننا غير قادرين على التفاهم ولا على قيام اي حوار او اتفاق مع بعضنا»، معتبرا ان «ان المجتمع الدولي مسؤول عن عضو فاعل ومؤسس في الامم المتحدة وعليه ان يمد يد المساعدة رسميا وجديا». ودعا «كل فريق الى وضع ورقة حول مشكلتنا في لبنان لتقديمها ورقة واحدة الى الامم المتحدة».

 

مذكرة

 

كلام الراعي جاء خلال استقباله وفدا من «لقاء سيدة الجبل» و»التجمع الوطني» و»حركة المبادرة الوطنية»، قدم له مذكرة تلاها الدكتور رضوان السيد، ومما جاء فيها ما يلي:

 

لقد دعوتم إلى تحرير الشرعية، وإلى الحياد، وإلى الإنقاذ الوطني وتباشيره حكومة أختصاصيين غير حزبيين. ووصلتم أخيرا للمناداة بمؤتمر دولي لإنقاذ لبنان، يساعد في استعادة الثوابت والأصول وعلى رأسها وثيقة الوفاق الوطني والدستور، وقرارات الشرعية الدولية.

 

إننا نقف معكم وخلفكم في الدعوة التي نفهمها ونثق بها نداء صادقا ومسؤولا في اتجاهين:

 

– في اتجاه جميع اللبنانيين، كي يتضامنوا في تحرير الشرعية من تعددية السلاح والاستئثار بالقرار، وحماية الدولة من مصائر الفشل والإفلاس السياسي والمالي والأخلاقي، والإصغاء لصيغة عيشهم المشترك بحماية وثيقة الوفاق الوطني والدستور.

 

– وفي اتجاه الأسرة الدولية، للوفاء بالتزاماتها تجاه لبنان ومنها تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بسيادة لبنان، لاسيما القرار 1701 الذي نص في مقدمته على استناده إلى مرجعية اتفاق الطائف، فضلا بالطبع عن القانون الدولي.

 

الراعي

 

ورد البطريرك بكلمة رحب فيها بالمشاركين «في هذا اللقاء الجامع»، وقال:  اريد ان اتوقف عند نقطتين، لماذا نتحدث عن الحياد وعن مؤتمر دولي. نتكلم عن الحياد لان طبيعة لبنان انه بلد حيادي، كون نظامه تعدديا، اي التعددية الدينية والثقافية، نظامه الانفتاح على كل الدول شرقا وغربا، نظامه ليبرالي، نظام حريات عامة وديموقراطية، وهذا معناه ان لبنان دولة التلاقي والحوار، وهذا اصبح كمكسب تطالب الدول العربية به، وهم الذين يقولون اننا عندما نأتي الى لبنان، نشعر اننا نعيش في وطن الحريات والتلاقي».

 

وتابع: «ولان لبنان هكذا ووضعه التاريخي والسياسي والجغرافي يمكن ان يسمح له ان يخوض حروبا لان مساحته صغيرة جدا، نؤكد ان لبنان بطبيعته وجغرافيته ليس للحروب، وفي المرحلة التي مر بها لبنان وتاريخه قبل ان يصبح دولة، لم تحصل فيه اي حروب انما جميع من سكنوه قاموا باتصالات وروابط اقتصادية ومالية وتجارية، واصبح لبنان بحد ذاته وواقعه التاريخي والسياسي والجغرافي جسرا حضاريا وثقافيا بين الشرق والغرب. وكل الدول دخلت الى هذا المشرق من خلال لبنان، لذلك فانه بطبيعته حيادي. عشنا هذا الحياد منذ العام 1920 الى حين بدء الحرب الاهلية في العام 1975، ومر لبنان بعد ذلك باحتلالات وظهور ميليشيات وبتنا نتخبط لانزال حتى اليوم».

 

وقال: «اذا، نحن نستعيد هويتنا ولسنا بصدد خلق شيء جديد، هذه هي هويتنا اللبنانية عندما كنا نعيش زمن الحياد دون كلمة الحياد، وهذا موجود في كل بيانات الحكومات السابقة، والسياسة الخارجية للبنان هي عدم الانحياز، او الحياد، او التحييد. وكلها مذكورة في البيانات الوزارية. في الفترة ما قبل العام 1975، كان لبنان يعيش الازدهار والتقدم، وخسرنا هذه الامور كلها عندما اصبحنا خارج الحياد، وفرض علينا الا نكون حياديين، في حين اننا لسنا كذلك. وهذا هو السبب الذي من اجله نطالب بالحياد».

 

واضاف: «عندما تكون مريضا تذهب الى الطبيب لتطالب باستعادة صحتك وعافيتك. والمؤتمر الدولي برعاية الامم المتحدة لاننا وصلنا وللاسف الى وقت لا نستطيع التفاهم مع بعضنا، وليس هناك من حوار او اتفاق. ولانتخاب رئيس للجمهورية بقينا سنتين ونصف السنة دون رئيس، وكذلك اليوم بالنسبة لتشكيل الحكومة تكرر الامر، ونحن اليوم منذ سنة وأربعة اشهر بدون حكومة فعلية، اي منذ استقالة الرئيس سعد الحريري في 17 تشرين ونحن لا نزال نتخبط. وبعدها تشكلت حكومة الرئيس حسان دياب ولم يعترف بها الا الداخل وليس الخارج، الى حين تقديم استقالتها بعد انفجار المرفأ. وتمت تسمية السفير مصطفى اديب بعد ذلك واعتذر، وكلف الرئيس الحريري كمنقذ وكشخصية، وهو غير قادر على التأليف فماذا نفعل، واين اصبح البلد؟ نحن غير قادرين على التفاهم على اي شيء وغير قادرين حتى على قيام حوار او اي اتفاق، لهذا قلنا ان لبنان عضو مؤسس وملتزم وفاعل في الامم المتحدة وفي جامعة الدول العربية ولا يجب ان نتركه يموت امام انظارنا، لذلك قلنا ان المجتمع الدولي مسؤول عن عضو فاعل ومؤسس وعليه ان يمد يد المساعدة رسميا وجديا، ومن هنا كان طرحنا لمؤتمر دولي».

 

ورأى «ان معاناتنا تنطلق من 3 ثوابت، الاولى: وثيقة الوفاق الوطني التي صدرت عن اتفاق الطائف ولا يتم تنفيذها لا روحا ولا نصا. الثانية: الدستور حيث نحن اليوم في مكان والدستور في مكان اخر، وهذا معناه ان هناك شيئا في الدستور اسمه ثغرات يتم تجاوزها والاتفاق عليها، والدليل على ذلك اننا لا نستطيع ان نتفاهم مع بعضنا، وكل ما يجري الخلاف عليه اليوم في الداخل هو بسبب التدخلات الخارجية والداخلية. واليوم، بالنسبة لتأليف الحكومة هناك خلاف على قراءة النص الذي يقول ان رئيس الجمهورية يوقع بالاتفاق مع رئيس الحكومة، وابسط الامور نختلف عليها. وعلينا ان نقول بجرأة ان هذه هي قصتنا بالنسبة لوثيقة الوفاق الوطني وهذه هي الامور التي هي الاساس في مشاكلنا. اما الثالثة فهي الميثاق الوطني الذي حدده اتفاق الطائف، ميثاق العيش معا، وان لبنان هو وطننا النهائي، وهذا يجب ان نعيشه سويا مسلمين ومسيحيين، لا ان نعيشه كشيعي وسني ودرزي وماروني وروم كاثوليك و… العيش المشترك هو بين المسلمين والمسيحيين ويبنون البلد معا».

 

ودعا البطريرك الراعي «كل فريق الى وضع ورقة حول مشكلتنا في لبنان لتقديمها ورقة واحدة الى الامم المتحدة من دون الرجوع الى اي دولة للسؤال عن الحل ورأيها به، انما من خلال طرح المشكلة وطلب المساعدة لها». وقال: «الناس لم يعد باستطاعتها تحمل كل الازمات المالية والاقتصادية والسياسية، لم يصل اي بلد في العالم الى ما وصلنا اليه، لذلك لا نستطيع البقاء مكتوفي الايدي ومشاهدة ابنائنا يعانون الفقر والعوز».

 

كما استقبل  الراعي  وفدا من «التيار الوطني الحر»، ضم النواب: سيزار ابي خليل، سليم عون، روجيه عازار، جورج عطاالله، وسليم خوري.

 

وتلقى خلال اللقاء اتصالا من رئيس «التيار» النائب جبران باسيل.

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram