وفاة برنارد مادوف أكبر محتالي العصر الحديث في سجن فيدرالي

وفاة برنارد مادوف أكبر محتالي العصر الحديث في سجن فيدرالي

Whats up

Telegram

توفي برنارد مادوف - مهندس أكبر عملية احتيال باستخدام السلسلة الهرمية في التاريخ - في سجن فيدرالي عن عمر يناهز 82 عامًا.

برنارد مادوف

توفي مادوف في المركز الطبي الفيدرالي التابع لسجن بوتينر في ولاية كارولينا الشمالية لأسباب طبيعية، ولا يُعتقد أنها مرتبطة بفيروس كوفيد-19، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست.

أقر مادوف بأنه مذنب في 11 جناية في عام 2009، وتشير تقديرات المدعين العامين إلى أن عمليات الاحتيال على عملائه التي نظمها بلغت نحو 65 مليار دولار.

حُكم على مادوف في عام 2009 بالسجن في منشأة فيدرالية لمدة 150 عامًا بتهمة ارتكاب جرائم وصفها القاضي ديني تشين بأنها "شر غير عادي" ولا يمكن مقارنتها بأي جريمة أخرى من جرائم ذوي الياقات البيضاء في التاريخ.

رفض قاضٍ في يونيو / حزيران الماضي، طلبًا بإفراج بدافع الرأفة، قائلاً إن مادوف ارتكب "واحدة من أبشع الجرائم المالية في كل العصور. ما زالوا الكثير من الناس يعانون نتيجة أفعاله".

أكبر عمليات الاحتيال في التاريخ

قال المحققون أن عملية الاحتيال بدأت منذ أوائل السبعينيات، وطالت نحو 37 ألف شخص في 136 دولة على مدى أربعة عقود بحلول الوقت الذي تم فيه القبض على مادوف في 11 ديسمبر / كانون الأول 2008، بعد أن سلمه ابناه.

كان من بين ضحاياه من المشاهير كل من المخرج ستيفن سبيلبيرغ، والممثل كيفن بيكون، ومالك نيويورك ميتس السابق فريد ويلبون، وولاعب كرة القاعدة الشهير ساندي كوفاكس، والحائز على جائزة نوبل للسلام إيلي وايزل، كما كان هناك مستثمرين عاديين، مثل بيرت روس، الذي خسر 5 ملايين دولار نتيجة لعملية الاحتيال. .

أصر مادوف على أن عملية الاحتيال لم تبدأ حتى أوائل التسعينيات، وأرجع الأمر إلى "توقف السوق بسبب بداية الركود وحرب الخليج. وقال: "لقد اعتقدت أن الأمر لن يتعدى مجرد عملية تداول قصيرة الأجل يمكن تعويضها بمجرد أن يصبح السوق متقبلًا. لكن ما حدث هو تاريخي المأساوي من عدم القدرة على التعافي".

 

أكتشف المحققون إن مادوف لم ينفذ صفقة واحدة لصالح عملائه لعدة أعوام، بل كان يستخدم بدلاً من ذلك ما يسمى بإستراتيجية تحويل الانقسام الضرب كما ادعى، والذي يعني ببساطة إيداعه أموال المستثمرين في حساب بنك تشيس، وسداد أموال العملاء الجدد بأموال من عملاء سابقين - مخطط احتيال هرمي كلاسيكي - وتزويد عملائه ببيان لحساب مزيف. وكانت "عوائد" الاستثمار التي ظهرت في تلك التصريحات - حوالي 50 مليار دولار في المجمل - مجرد خيال.

كان من أهم تداعيات الفضيحة زعزعة ثقة المستثمرين في منظومة الرقابة المالية، وأدت إلى تغييرات كبيرة في هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، والتي فشلت في اكتشاف عملية الاحتيال لأعوام على الرغم من التحذيرات المتكررة، بما في ذلك تحذير من المحقق المستقل هاري ماركوبولوس، الذي بدأ في تحليل عوائد مادوف غير المنطقية وأعلن أنها احتيالية في وقت مبكر من عام 2000. كما وجد تحقيق لاحق أجراه المفتش العام للوكالة، إتش ديفيد كوتز، أنه بدلاً من متابعة دليل واضح على الاحتيال، قرر موظفو إنفاذ القانون في الهيئة أخذ كلمة مادوف بأن عمليته كانت مشروعة. وكتب كوتز: "عندما قدم مادوف إجابات مراوغة أو متناقضة لأسئلة مهمة في شهادته، قبلوا ببساطة تفسيراته باعتبارها معقولة".

دفعت الأزمة المالية عملائه إلى تقديم طلبات لاسترداد أموالهم، وهو ما لم يستطع الوفاء به، وفشل في الاستمرار في عملية الاحتيال أكثر من ذلك.

واعترف في 10 ديسمبر / كانون الأول 2008، لابنيه، مارك وأندرو، بأن عمل الاستشارات الاستثمارية كان كذبة بالكامل. وكان مادوف يأمل في المماطلة لتوزيع مكافآت بمئات الملايين من الدولارات للموظفين، ثم إنهاء الشركة. لكن مارك وأندرو، اللذين كانا من كبار المديرين في العملية التجارية للشركة - والتي كانت تعمل بشكل منفصل عن الأعمال الاستشارية الاحتيالية - لم يكن لديهما أموال لتمويل تلك الخطة، وأبلغا السلطات على الفور.

داهم مكتب التحقيقات الفيدرالي مكتبه بعد ذلك بيوم، في 11 ديسمبر / كانون الأول 2008، في مبنى ليبستيك في ثيرد أفينيو في وسط مانهاتن.

أقر مادوف في 12 مارس / آذار 2009، بأنه مذنب في 11 جريمة فيدرالية واعترف بتشغيل أكبر مخطط احتيال بونزي خاص في التاريخ.

حُكم عليه بعد ثلاثة أشهر بأقصى عقوبة: 150 عامًا في السجن مع استرداد 170 مليار دولار.

عائلة مادوف

أصر مادوف أثناء محاكمته على أن الفكرة كانت فكرته بالكامل، وأن عائلته لا تعرف شيئًا، على الرغم من أن زوجته، روث، احتفظت بالسجلات ذات مرة، وكان أبناؤه من كبار المسؤولين في شركته، كما كان شقيقه الأصغر، بيتر، مسؤول الامتثال.

 

لكن الوصي المفوض من قبل المستثمرين لتتبع الأموال، إرفينغ بيكار، لم يقتنع بادعاءاته. ورفع دعوى قضائية ضد عشرات الأشخاص والكيانات، بما في ذلك أفراد عائلة مادوف، وأدعى أنهم إما كانوا على علم بعملية الاحتيال أو غضوا الطرف بينما كانوا يجنون ملايين الدولارات.

كان الشك أكثر من اللازم بالنسبة إلى الابن الأكبر مارك. ففي عام 2010، بعد عامين من يوم اعتقال والده، انتحر مارك ليصبح ثالث انتحار مرتبط بعملية الاحتيال. وكان عمره يوم انتحاره 46 عامًا. وبعد أربع سنوات، توفي شقيقه أندرو بسبب سرطان الغدد الليمفاوية عن عمر يناهز 48 عامًا.

توصل بيكارد في النهاية إلى تسوية مع ممتلكات الأبناء، ومع روث مادوف، التي استمرت في إنكار أي معرفة بالاحتيال، ويقال إنها تعيش حياة متواضعة في ولاية كونيتيكت.

أدانت المحكمة في النهاية، بالإضافة إلى مادوف، أكثر من عشرة أشخاص، بمن فيهم بيتر مادوف، بارتكاب جرائم فدرالية، لكن لم يُتهم أي من الأشخاص الآخرين بمعرفة الاحتيال. كما دفع بنك جي بي مورغان تشيس، البنك الرئيسي لمادوف، 2.6 مليار دولار للحكومة الأميركية وضحايا مادوف عام 2014 لتسوية مزاعم بأنه لم يحافظ على إجراءات تدقيق كافية.

أسقط المدعون التهم الموجهة ضد البنك بعد أن طبق بعض الإصلاحات التي لم يتم تحديدها.

استرداد الأموال

استرد بيكارد اعتبارًا من منتصف عام 2020، أكثر من 14 مليار دولار لعملاء مادوف، أو ما يقارب 75 سنتًا مقابل كل دولار استثمروه في الأصل، وهو رقم لم يُسمع به عادةً في عمليات احتيال بونزي.

حاول مادوف مرارًا وتكرارًا من السجن، الحصول على إقرار بفضله في استرداد تلك المبالغ، مدعيا أنه ضغط على أكبر مستثمريه لإعادة بعض أموالهم. وكتب عام 2013: "كانت تلك الأطراف تدرك جيدًا أدلة الإدانة التي امتلكتها بشأن نشاطها المتواطئ، وقد تقدمت بحكمة في التسويات".

وقال مادوف مخاطبًا ضحاياه بعد إصدار الحكم ضده عام 2009: "أنا آسف. أعلم أن هذا لا يساعدكم".

لكن بيكارد والمحققين الفيدراليين قالوا إن مادوف لم يقدم لهم أي مساعدة ذات مغزى.

من هو؟

ولد برنارد لورانس مادوف في حي كوينز بولاية نيويورك في 29 أبريل / نيسان 1938، وهو ابن سيلفيا ورالف مادوف، وكان يعمل سباكًا قبل أن يصبح سمسار في البورصة.

اشتهر برنارد مادوف في وول ستريت لأكثر من 50 عامًا، وهو مدير أموال كبير أسس شركته الخاصة في سن 22 وأصبح رئيسًا غير تنفيذي لبورصة ناسداك في عام 1990. وكان له الفضل في المساعدة في تطوير بعض الأنظمة وهياكل السوق التي نقلت سوق الأسهم إلى ما هو أبعد من قاعات التداول، وأدت إلى ظهور تداول إلكتروني حديث.

لكن حياة مادوف انهارت عام 2008، في ذروة الأزمة المالية عندما تمّ القبض عليه.

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram