افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 16 نيسان 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 16 نيسان 2021

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء:

 

تقدُّم متسارع في فيينا لعودة متزامنة للاتفاق… و13 ألف توقيع لرفع العقوبات عن سورية عون يحوّل توقيعه المرسوم ورقة ضغط بوجه هيل لـ "مفاوضات تحفظ الحقوق" بوتين يهاتف الحريريّ بدل اللقاء… والشركات الروسيّة مهتمّة بالمرفأ والنفط

 

 

بينما تمضي إيران في التخصيب المرتفع لليورانيوم عند نسبة الـ 60%، ويلوّح الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني ببلوغ نسبة الـ 90%، رداً على العمليات التي استهدفت البرنامج النووي الإيراني أملاً بإعاقته وتخديماً للضغط التفاوضيّ، تقاطعت المعلومات الدبلوماسية من فيينا عند تأكيد تطور بارز على خط التفاوض رفع التفاؤل ببلوغ نقطة حاسمة خلال الأيام المقبلة لصالح العودة للاتفاق، ضمن مفهوم التزامن بين رفع العقوبات الأميركية وعودة إيران إلى موجباتها، وتقول المعلومات إن دوراً روسياً أساسياً في تقديم الضمانات للفريقين سيكون عنصراً رئيسياً في تحقيق هذا التقدّم، وفقاً لورقة روسية تدعو واشنطن لرفع فوريّ لكل العقوبات التي تعيق التجارة الإيرانيّة والتي تطال مؤسسات النفط والغاز وفتح الاعتمادات والمؤسسات المصرفيّة، مقابل عودة إيران الى التخصيب المنخفض لليورانيوم، وفتح الباب مجدداً أمام الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة ومفتشيها للعودة الى إيران.


من بيروت نحو الفاتيكان ونيويورك تحرّكت تواقيع ثلاثة عشر ألف اسم داعية لرفع العقوبات والحصار عن سورية، والتقى بدعوة من الأحزاب الوطنية جمع من الشخصيات لإعلان الوثيقة، من أمام مقرّ الأمم المتحدة ومنظمة الأسكوا في بيروت، حيث تحدث باسم الموقعين المطران دانيال كورية.


لبنانياً، لا تزال زيارة معاون وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل في الواجهة، مع كلام حكومي لهيل بدا في منتصف الطريق بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، وهو ما قالت مصادر متابعة للزيارة إنه يرتبط بالطريقة التي أدار من خلالها رئيس الجمهورية ملف مرسوم ترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان، بحيث بات مشروع المرسوم، "نصف مرسوم"، فهو قابل للتحوّل الى مرسوم ملزم يصعب تعديله من أية حكومة مقبلة من دون أزمة وطنية كبرى تتهم خلالها، أي حكومة تسعى لتعديله بالتنازل عن الحقوق الوطنيّة، ولا ينقص ليحدث ذلك سوى توقيع رئيس الجمهورية، الذي أبلغ هيل أنه سيمتنع عن التوقيع إذا ضمن عودة المفاوضات بضمانة وساطة أميركيّة منصفة، وامتناع كيان الاحتلال عن البدء بالتنقيب في حقل كاديش الواقع في قلب المنطقة التي تحدّدها الخرائط اللبنانية الجديدة، طالباً معونة أمميّة تقنية للمساعدة في مطابقتها مع القواعد التقنيّة والقانونية الدولية. وتعتبر المصادر أن تصرف رئيس الجمهورية نجح في دفع الموقف الأميركي نحو قبول الطلبات اللبنانية، لكنه ترك تأثيراً على التعامل الأميركي مع موقع رئيس الجمهورية من تشكيل الحكومة، بعدما تحسّن موقع رئيس الجمهورية موضوعياً بسبب إمساكه بورقة المرسوم، خصوصاً أن متابعة المفاوضات تحتاج إلى تسريع ولادة حكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري من وجهة النظر الأميركيّة، ومن وجهة نظر الفريق المناوئ لرئيس الجمهورية، ما بات يستدعي مسارعة الرئيس الحريري لملاقاة رئيس الجمهورية في منطقة وسط لتسريع تشكيل الحكومة.
في هذه الأثناء، كان الرئيس الحريري في موسكو يتابع لقاءاته مع كبار المسؤولين الروس، ويتلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدلاً من اللقاء الذي كان متوقعاً بين الحريري وبوتين، وقال بيان صادر عن مكتب الحريري إن الاتصال مع بوتين استمر خمسين دقيقة وإن الحريري عومل كرئيس حكومة خلال زيارته، بينما كان لافتاً كلام الحريري بحضور رئيس الحكومة الروسية عن دعوة الشركات الروسية إلى المشاركة في الأعمال في لبنان، فيما قالت مصادر روسية إن موسكو مهتمة بمشروع إعمار واستثمار مرفأ بيروت وبمشاريع توليد الطاقة الكهربائيّة، ولها اهتمام خاص بملفات التنقيب عن النفط والغاز في المياه اللبنانية.


وتصدّر ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية محادثات وكيل وزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل لا سيما خلال لقائه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بعبدا. وإذ كرّر هيل المطالبة بالإسراع في تأليف الحكومة، أعلن استعداد بلاده للمضي قدماً في وساطتها بين بيروت والكيان الإسرائيلي.


ووفق بيان المديرية العامة لرئاسة الجمهورية شدد عون خلال المحادثات مع الوفد الأميركي برئاسة هيل، على "أهمية الاستمرار في مفاوضات ترسيم الحدود واستكمال الدور الأميركي من موقع الوسيط النزيه والعادل. وأكد الرئيس عون على أنه "يحق للبنان أن يطور موقفه وفقاً لمصلحته وبما يتناسب مع القانون الدولي ووفقاً للأصول الدستورية". وطالب عون: أولاً، "باعتماد خبراء دوليين لترسيم الخط وفقاً للقانون الدولي. ثانياً، التزام عدم القيام بأعمال نفطية أو غازية وعدم البدء بأي أعمال تنقيب في حقل كاريش وفي المياه المحاذية". كما أكد عون "أنه مؤتمن على السيادة والحقوق والمصالح ولن يفرط بها، وثانياً تجنيب لبنان أي تداعيات سلبية قد تتأتى عن أي موقف غير متأنٍّ. ثالثاً بذل كل الجهود ليكون ترسيم الحدود موضع توافق بين اللبنانيين وليس موضع انقسام بهدف تعزيز موقف لبنان في المفاوضات".


وكان لافتاً تصويب هيل على حزب الله من بعبدا، ما يدعو للتساؤل إذا ما كان ذلك رسالة الى المعنيين بتأليف الحكومة لعدم تمثيل حزب الله في الحكومة. فأشار هيل إلى أن "حزب الله والنشاطات غير الشرعيّة يمنعان قيام دولة سليمة كما أن إيران تموّل ذلك"، مضيفاً "أميركا لن تترك أصدقاءها ولبنان ونحن مستعدون لتسهيل المفاوضات على الحدود البحرية التي ستكون لها منافع اقتصادية لمعالجة الأزمة".


ومن بعبدا، انتقل هيل الى السراي الحكومي والتقى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وتمّ البحث في الوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان. وأكد دياب حاجة البلاد إلى تشكيل حكومة لمعالجة مختلف الأزمات، والشروع بورشة إصلاحات، انطلاقًا من الخطة التي وضعتها حكومته.


وسأل هيل دياب، بحسب معلومات "البناء" عن رؤية الحكومة وأدائها تجاه الشعب اللبناني في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، فكان ردّ رئيس الحكومة بالتأكيد بأن الحكومة تقوم بواجباتها للحد من الأزمات قدر الإمكان، ضمن الإطار الذي يسمح به الدستور لتصريف الأعمال.
وحضر الملف اللبناني بشقيه الحكومي والسياسي والاقتصادي في لقاءات ومباحثات رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في موسكو. وجرى اتصال هاتفي بين ‏الحريري والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.


وتركز الاتصال الذي وصفته مصادر الوفد اللبناني بالممتاز على موضوع الأزمة الحكومية في لبنان. وتمّ التفاهم على مواصلة البحث بين الجانبين الروسي واللبناني للاستفادة من الدعم الروسي للبنان في مختلف المجالات وتسهيل الأرضية أمام الشركات الروسية للاستثمار في لبنان والشركات اللبنانية للاستثمار في روسيا. وأفاد بيان صادر عن الكرملين "أنه تم التأكيد من قبل الجانب الروسي على موقف روسيا المبدئي في دعم سيادة لبنان واستقلاله ‏ووحدة أراضيه‎.‎ كذلك تناول البحث المسائل الإقليمية الملحّة واستعداد الجانبين للعمل المشترك من أجل تهيئة ‏الظروف الملائمة لعودة اللاجئين السوريين في لبنان"‎.‎ أضاف البيان أن "الجانبين تطرقا الى عدد من قضايا التعاون المشترك مشددين على ضرورة ‏تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وتفعيل الاتصالات بين الهيئات المختصة في ‏مجال مكافحة عدوى فيروس كورونا بما في ذلك تزويد لبنان بلقاحات روسية"‎.‎


وكان لافتاً ما صرّح به مستشار الحريري جورج شعبان بأن "التعاطي مع الحريري في روسيا كان على أساس "رئيس حكومة" وهذا ما أظهرته البيانات الرسمية للكرملين ووزارة الخارجية".


في المقابل لفت رئيس تيار المرده سليمان فرنجية أن "الحكومة وترسيم الحدود والشؤون السياسية والاقتصادية والتطورات الاقليمية والدولية كانت موضوع اللقاء مع ديفيد هيل".
ولفتت أوساط سياسية لـ"البناء" إلى أن "الجهود الدولية الرامية لتأمين توافق حول تأليف الحكومة في لبنان مستمرة ولم تتوقف، لكنها لم تصل الى خواتيم إيجابية حتى الساعة"، ورأت أنه "رغم الحراك الدولي لكن الظروف لم تنضج بعد بانتظار جملة ملفات واستحقاقات من المتوقع أن تنعكس على الساحة اللبنانية كالمفاوضات الأميركية الغربية - الايرانية حول الملف النووي، ومفاوضات إنهاء الحرب المستمرة في اليمن والحل السياسي في سورية والانتخابات الرئاسية السورية في ظل استمرار الحصار المالي والاقتصادي المفروض على دمشق من خلال قانون قيصر الذي يصيب لبنان أيضاً ويحول دون انفتاحه الاقتصادي على المحيط الجغرافي العربي"، مشدّدة على أن لبنان لن يخرج من أزمته في ظل استمرار هذا الحصار الخارجي والأميركي تحديداً على سورية ولبنان.


وفي هذا السياق، توافد العديد من الشخصيّات والفاعليات وممثلي الأحزاب والقوى والفصائل اللبنانية والفلسطينية ورجال الدين وممثلي الجمعيات والاتحادات الطالبيّة، ووفد من قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى باحة مقر الأمم المتحدة في بيروت ـ "الاسكوا" لتنفيذ وقفة تنديداً بالحصار الجائر على سورية وللمطالبة بوقف كلّ الإجراءات القسريّة والقهريّة التي تنتهك الحقوق والقيم الإنسانية.


واستُهلّ الاعتصام بكلمة لمطران بيروت للسريان الأرثوذكس المطران دانيال كورية الذي تلا نصّ مذكرة موجّهة إلى بابا الفاتيكان فرانسيس، وأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ورئيسة مفوضيّة الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين. وتحمل المذكرة تواقيع آلاف الشخصيات السياسية والحزبية والدينية والاجتماعية والأكاديمية العلمية والثقافية والفنية والطالبيّة والإعلاميّة.


وأشارت المذكرة الى أن "الحرب الإرهابيّة المفروضة على الشعب السوريّ، والتي دخلت عامها الحادي عشر، طالت ببلائها مختلف جوانب حياة السوريين، الذين ظلوا صامدين متمسّكين بأرضهم يدافعون عن وحدة وطنهم وسيادته، ويحاربون الإرهاب نيابةً عن البشريّة جمعاء، وهذه حقيقة أدركها العالم". واعتبرت المذكرة أنّ "الحصار المفروض على الشعب السوري وامتداده الى اللبنانيين، نادراً ما شهدته البشرية في وحشيته وشموليته لمختلف جوانب الحياة والصحة في ظل انتشار وباء كورونا".


وشدّدت المذكرة على ضرورة الإسراع في دعم عملية إعادة الإعمار في سورية من أجل تحفيز عودة النازحين والمهجّرين السوريين إلى ديارهم وتوفير فرص الحياة الكريمة لهم، وأشارت إلى أن الدولة السوريّة أصدرت كل ما يعطي الثقة والأمان للنازحين لعودتهم الطوعيّة الكريمة، وتوفير البنى التحتية اللازمة لعودتهم علماً أنهم غادروا مناطقهم خوفاً من اضطهاد التنظيمات الإرهابيّة إلى أماكن تواجدهم داخل سورية، إضافةً إلى لبنان ودول النزوح الأخرى.


وأكد عميد القضاء في الحزب السوري القومي الاجتماعي المحامي ريشار رياشي باسم الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية أنّ "منع عودة النازحين السوريين وإرهاق اللبنانيين أيضاً بهذا الملف وعرقلة إعادة إعمار سورية تحت حجج مختلفة، كلّ ذلك من وسائل الضغط والقهر، فما لم يحصلوا عليه بواسطة الحرب يحاولون تحصيله عبر سياسة الحصار التجويعيّ لكسر إرادة صمود شعبنا".


في غضون ذلك، حضرت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية لا سيما المحروقات والرغيف، في اجتماعات الرئيس دياب في السراي الحكومية حيث ترأس اجتماعاً ضمّ الى جانب وزير الاقتصاد راوول نعمة رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، وممثلين عن نقابة صناعة الخبز في لبنان، على أن يعقد وزير الاقتصاد اجتماعات لاحقة مع رؤساء النقابات لوضع آليات للحلول.


وعلمت "البناء" أن الاجتماع لم يتوصل الى حل لأزمة الخبز والخلاف لا يزال سيد الموقف بين النقابة ووزارة الاقتصاد، فيما يحمّل وزير الاقتصاد النقابات مسؤوليّة التمنّع عن تسليم الافران الخبز، تفيد نقابة الافران لـ"البناء" أن "سبب الأزمة هو ارتفاع كلفة صناعة الخبز بعد ارتفاع أسعار المواد الأوليّة التي تنتج الخبز مثل الخميرة والأكياس والسكر"، موضحة أن "من أوقف التوزيع على السوبرماركات ليس الأفران بل الموزعون بسبب ارتفاع الكلفة".


على صعيد موازٍ، سجل سعر صفيحة البنزين 95 أوكتانا ارتفاعاً 100 ليرة لتصبح بـ 38800 ليرة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان لتصبح بـ 40000 ليرة، ترأس دياب اجتماعًا حول موضوع أزمة المحروقات، حضره وزير الطاقة والمياه ريمون غجر والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وعضو نقابة أصحاب المحطات في لبنان جورج البراكس، وممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا.


وأكد غجر أن "السبب الأساسي للشح الحاصل هو التهريب إلى خارج الأراضي اللبنانية بسبب الفرق في الأسعار بين لبنان وسورية"، وطمأن المواطنين بأن الحكومة لن ترفع الدعم عن المحروقات خلال وقتٍ قريب وبالتالي لا داعي للهلع وتخزين البنزين. وطالب غجر من القوى الأمنية ومن الجيش اللبناني تفعيل الرقابة على الحدود الرسميّة وغير الرسميّة للحد من التهريب.


وعلمت "البناء" أن "عمليات تهريب المحروقات الى سورية تزايدت الى حد كبير في الآونة الأخيرة ولم تنفع كل المحاولات للحد منها، إذ أن عمليات التهريب تحصل بالاتفاق بين المهرّبين من لبنانيين وسوريين مع عدد كبير من شركات استيراد النفط والموزعين وتقاسم الأرباح فيما بينهم"، وقد طرحت بعض الحلول في الاجتماع لكن مصادر مطلعة على الملف لفتت لـ"البناء" إلى أنه رغم كل الحلول المطروحة فإن لا حل لأزمة المحروقات والبنزين تحديداً إلا برفع الدعم كي تقف عمليات التهريب وتقنين استخدام مادة البنزين مع اعتماد البطاقة التمويلية وحصر الدعم بالعائلات الأكثر فقراً وبالتالي تخفيف حجم استيراد هذه المواد ما يؤدي الى تخفيف الضغط على الدولار في مصرف لبنان".


وأصدر مصرف لبنان دعوة إلى المصارف كافة للمشاركة في الدورة التدريبية التي سوف يعقدها بشأن المنصة الالكترونية لعمليات الصرافة يوم الاثنين المقبل. كما دعا مؤسسات الصرافة كافة للمشاركة في الدورة التدريبية التي سوف يعقدها مصرف لبنان حول المنصة الالكترونية لعمليات الصرافة الثلاثاء والأربعاء والخميس المقبلين.


على صعيد آخر، قرّر المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، إخلاء سبيل الموقوفين: الرائد في أمن الدولة جوزيف النداف، الرائد في الأمن العام شربل فواز، الرقيب أول الجمركي الياس شاهين، الرقيب أول الجمركي خالد الخطيب، جوني جرجس ومخايل المر، وردّ طلبات بقية الموقوفين.

 

***********************************************************************

 

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

هيل يعرض استئناف المفاوضات وفق "الأسس السابقة": قطر تخرق الحظر على دياب

 

 

 تريد واشنطن إقفال ملفّ تعديل مرسوم ترسيم الحدود البحرية، مفترضة أن هذا الإقفال تليه العودة إلى طاولة المفاوضات على الأسس السابقة، وفق ما أعلن ديفيد هيل. لكن في المقابل، انتزع رئيس الجمهورية موافقة الوسيط الأميركي على الاستعانة بخبراء دوليين لترسيم الحدود، وهو ما كان يرفضه العدو الإسرائيلي. من جهة أخرى، قررت قطر خرق الحظر العربي المفروض على رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، واستقباله الأحد المقبل


إلى أجل غير مسمى، طُوي ملف تعديل مرسوم الحدود البحرية. هذه المرة، كان الدور الأميركي في الدفع نحو هذه النتيجة علنياً ومباشراً، من خلال الفيتو الذي عبّر عنه مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل شخصياً على أي تعديل في أسس التفاوض. لكن مع ذلك، لم تعلن رئاسة الجمهورية موت المشروع نهائياً. استبدلته بخطوات متدرجة تتوقع أن تؤدي إلى النتيجة نفسها، أي إلى حفظ حق لبنان في مياهه، والأهم منع العدو الإسرائيلي من التنقيب في حقل "كاريش"، الذي يدخل في المنطقة التي يرى الجيش أنها مياه لبنانية. وعلى ما أعلن وزير الخارجية شربل وهبي، فإن الخطوة الأولى تتمثل في زيارة اليونان وتحذيرها من خطورة عمل شركاتها في تلك المنطقة. الأهم، بحسب ما تشير مصادر معنية، هو انتزاع موافقة الجانب الأميركي على الاستعانة بخبراء دوليين لتحديد الحدود، وهو ما كان يرفضه العدو بشكل كامل.


بناء على ما تقدم، وبعد تأكيد هيل ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات، يبدو أن هذه المفاوضات لن تتأخر قبل الانطلاق، من دون أن يعرف كيف سيتعامل الوفد المفاوض مع التطورات الجديدة. هل يكمل من حيث بدأ، أي من خلال المطالبة بـ 1430 كيلومتراً مربعاً إضافية إلى المنطقة اللبنانية المحددة بموجب المرسوم 6433 أم يتراجع عنه للمطالبة بالـ 860 كيلومتراً التي تصرّ "إسرائيل" على تقاسمها مع لبنان؟


من ناحيته، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أهمية استمرار المفاوضات، واستكمال الدور الأميركي "من موقع الوسيط النزيه والعادل". وفي الوقت نفسه، ترك عون الباب مفتوحاً على إمكانية العودة إلى تفعيل مسألة المرسوم، مشيراً الى أنه "يحقّ للبنان أن يطوّر موقفه وفقاً لمصلحته وبما يتناسب مع القانون الدولي ووفقاً للأصول الدستورية".


وطالب الرئيس عون بـ"اعتماد خبراء دوليين لترسيم الخط والالتزام بعدم القيام بأعمال نفطية أو غازية وعدم البدء بأيّ أعمال تنقيب في حقل كاريش وفي المياه المحاذية"، مؤكداً أنه لن يفرّط "بالسيادة والحقوق والمصالح اللبنانية". كما شدد على "ضرورة أن يكون ترسيم الحدود موضع توافق بين اللبنانيين".


أما هيل، فقال بعد لقائه عون، أمس، إن "أميركا تقف على أهبة الاستعداد لتسهيل المفاوضات بشأن الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل على الأسس التي بدأناها في هذه المباحثات". وأكد أنه "يمكن، عند الاقتضاء، استقدام خبراء دوليين للمساعدة في إطلاعنا جميعاً".
ولاحقاً، أصدرت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية بياناً تلاه المستشار الإعلامي والسياسي لعون، أنطوان قسطنطين، وفيه تأكيد من رئيس الجمهورية على نقاط ثلاث:
1- هو مؤتمن على السيادة والحقوق والمصالح ولن يفرّط بها.
2- تجنيب لبنان أيّ تداعيات سلبية قد تتأتّى عن أيّ موقف غير متأنٍّ.
3- بذل كل الجهود ليكون ترسيم الحدود موضع توافق بين اللبنانيين وليس موضع انقسام بهدف تعزيز موقف لبنان في المفاوضات.


وكان هيل قد تطرّق في تصريحه، بعد اللقاء، إلى الأزمة الاقتصادية والسياسية. وقال: "لقد حان الوقت الآن لتشكيل حكومة وليس عرقلة قيامها، الآن هو وقت الإصلاح الشامل. فأميركا والمجتمع الدولي هما على استعداد للمساعدة. لكن لا يمكن المساعدة من دون الشريك اللبناني. وأولئك الذين يواصلون عرقلة تقدم أجندة الإصلاح، يغامرون بعلاقتهم مع الولايات المتحدة وشركائها ويعرّضون أنفسهم للإجراءات العقابية". أضاف: "أما الذين يعملون على تسهيل التقدم، فيمكنهم الاطمئنان لدعمنا القوي".


وكما في كل لقاءاته، لم ينس هيل تحميل مسؤولية الانهيار إلى حزب الله، فاعتبر أن "تكديس حزب الله للأسلحة الخطرة والتهريب والأنشطة غير المشروعة والفاسدة الأخرى تقوّض مؤسسات الدولة الشرعية وتسلب من اللبنانيين القدرة على بناء بلد مسالم ومزدهر". كما قال إن "إيران هي التي تغذّي وتموّل هذا التحدّي للدولة وهذا التشويه للحياة السياسية اللبنانية". لكنه في الوقت نفسه عاد وأكد أن "العودة المتبادلة إلى الامتثال للاتفاق النووي مع إيران تصبّ في مصلحتنا وفي مصلحة الاستقرار الإقليمي، لكنها لن تكون سوى بداية عملنا". وفي رسالة إلى الحلفاء في لبنان، طمأن هيل إلى أن أميركا "لن تتخلّى عن مصالحها وأصدقائها في لبنان" بعد إحياء الاتفاق النووي.


الحريري ــــ بوتين: اتصال لا لقاء
إلى ذلك، كان لافتاً أن زيارة سعد الحريري لموسكو لم تتوّج بلقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بل تم الاكتفاء باتصال هاتفي أجراه الحريري من مقر إقامته في قصر الضيافة التابع لوزارة الخارجية الروسية. لكن مستشار الحريري جورج شعبان أوضح في اتصال مع "الجديد"، أن ذلك لم يكن مفاجئاً، وكان الوفد على علم به، وهو يعود إلى الإجراءات التي يتّبعها الكرملين للوقاية من فيروس كورونا. كما ذكر أن الحريري استُقبل رسمياً بصفته رئيس حكومة لبنان.


وكان لافتاً أن البيان الرسمي الصادر عن مكتب الحريري، استناداً إلى ما وصفه بـ"مصادر الوفد اللبناني"، أشار إلى أن الاتصال، "الذي استمر لخمسين دقيقة، كان ممتازاً. وتركّز على الأزمة الحكومية في لبنان، حيث تم التشديد خلاله على ضرورة تشكيل الحكومة الجديدة في أسرع وقت ممكن. كما تطرق البحث إلى آفاق التعاون بين لبنان وروسيا في مجال مكافحة جائحة كورونا وإمكانية تزويد روسيا للبنان بكميات من اللقاح اللازم. وتم التفاهم على مواصلة البحث بين الجانبين الروسي واللبناني للاستفادة من الدعم الروسي للبنان في مختلف المجالات وتسهيل الأرضية أمام الشركات الروسية للاستثمار في لبنان والشركات اللبنانية للاستثمار في روسيا".


من جهته، أفاد بيان صادر عن الكرملين بأن "الحريري أطلع بوتين على تطورات الوضع الداخلي في لبنان، كما على الإجراءات المبدئية من أجل تشكيل الحكومة الجديدة وتخطّي الأزمة الاقتصادية". وتم التأكيد من قبل الجانب الروسي على موقف روسيا المبدئي في دعم سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه.


وفي سياق متصل، أجرى الحريري محادثات مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين في مقر رئاسة الوزراء الروسية، تناولت آخر التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.


وقال الحريري لمضيفه إن "صعوبة الوضع الآن هي في تشكيل حكومة من الاختصاصيين لكي نقوم بكل الإصلاحات المطلوبة. ولكن حين نشكل الحكومة ونجري الإصلاحات اللازمة، نريدكم أن تعلموا أننا نرغب في رؤية كل الشركات الروسية تأتي إلى لبنان لكي تستثمر فيه في المرافق الموجودة، سواء الكهرباء أو المرافئ أو الطرقات أو كل ما يتعلق بالبنى التحتية".


دياب إلى قطر: لن أرفع الدعم
وفيما كان الحريري يجري محادثات رسمية بصفته رئيساً للوزراء، كان الرئيس حسان دياب يترأس اجتماعاً حول موضوع أزمة المحروقات، حضره وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، إضافة إلى عدد من المديرين العامين وأصحاب شركات النفط.


وبعد الاجتماع، قال وزير الطاقة: "تبيّن لنا أن السبب الأساسي لأزمة البنزين هو التهريب إلى خارج الأراضي اللبنانية بسبب الفرق في الأسعار بين لبنان وسوريا. فسعر صفيحة البنزين في لبنان 40 ألف ليرة لبنانية، أما السعر الرسمي في سوريا فيصل إلى 140 ألف ليرة، وفي السوق السوداء إلى 240 ألف ليرة". وقال إن الحل هو بضبط سعر هذه المادة، ولن يرفع الدعم قبل اعتماد البطاقة التمويلية من ضمن خطة الترشيد. ودعا غجر المواطنين إلى عدم التهافت على شراء البنزين وتخزينه لأن الحكومة لن ترفع الدعم خلال وقت قريب.
في اللقاء، أعاد دياب تأكيده أنه في ظل حكومة تصريف الأعمال لن يرفع الدعم، إلا إذا أقرّ مجلس النواب قانوناً يغطي اعتمادات البطاقة التمويلية.


من جهة أخرى، لم تتبلّغ دوائر رئاسة الحكومة من نظيرتها العراقية موعداً لدياب لزيارة بغداد، بدلاً من موعد 17 نيسان الذي أرجئ سابقاً من قبَل الجانب العراقي، من دون شرح الأسباب ولا تحديد موعد بديل. وفي الوقت عينه، علمت "الأخبار" أن دياب سيزور العاصمة القطرية الدوحة، يوم الأحد المقبل، على أن يكون يوم الثلاثاء. ولن يرافق دياب إلى الدوحة أحد من الوزراء، إذ يقتصر الوفد على دياب ومستشاره خضر طالب، ومدير المراسم في رئاسة الحكومة لحود لحود، والباقي أمنيون. ولا يزال دياب يحيط خبر الزيارة بطوق من السرية، علماً بأنها ستكون الأولى له إلى الخارج منذ تولّيه رئاسة الحكومة، بعد إلغاء زيارته إلى القاهرة قبل أشهر، ومن دون معرفة مصير زيارته المرجأة إلى بغداد.


************************************************************************

 

 

افتتاحية صحيفة النهار  

 

“نافذة” أميركية على الترسيم والحكومة حرف جامد!

لعلها مفارقة لافتة وبرزت امس في خلفية المشهد السياسي الداخلي، ولم تحظ بالتدقيق الذي تستحقه، وتمثلت في ان واشنطن وموسكو الغارقتين في صراع ديبلوماسي واستخباراتي واعلامي تصاعدي حاد بينهما يذكر بالحرب الباردة، لم تبخلا على لبنان بفسحة اهتمامات ارتسمت عناوينها بين اليوم الثاني والاخير لزيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل لبيروت وزيارة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في يومها الثاني لموسكو. هذا “الامتياز” اللبناني على جانبيه الأميركي والروسي اثار واقعياً نفحات جديدة من الرهانات على تحريك المسار المقفل لتشكيل الحكومة على أمل ان تفعل الضغوط الدولية، التي بلغت ذروة غير مسبوقة، فعلها في جعل الافرقاء اللبنانيين ولا سيما منهم المنخرطين في تعطيل تشكيل الحكومة يعيدون حساباتهم ويستجيبون لارادة المجتمع الدولي في استيلاد الحكومة العتيدة. ومع ذلك فان مجريات لقاءات هيل في بيروت والحريري في موسكو ستخضع لفترة رصد وتدقيق لمعرفة مدى تآثيرها على حسابات المعطلين بدفع المسار الحكومي الى التحرك مجددا. ولا يمكن وفق المعطيات المتوافرة اسباغ تفاؤل متسرع حيال أي اختراق جدي ووشيك في الانسداد السياسي، اذ ان الموفد الأميركي ابلغ المسؤولين والقادة السياسيين موقف الإدارة الأميركية من استعجال حكومة فهم انها تتقارب تماما مع مواصفات المبادرة الفرنسية، كما من إعادة مفاوضات ترسيم الحدود وفق المنطلقات الأساسية التي انطلقت على أساسها ناهيك عن الموقف الثابت من “حزب الله ” ولم ينتظر أجوبة الحكم والسياسيين لانه أدى مهمته ولم يطرح مبادرة او وساطة.

 

والتطور الاساسي في حصيلة جولة هيل في اليوم الثاني لزيارته برز عبر مواقفه في قصر بعبدا من ملف الحكومة والوضع المأسوي للبنان عموما كما من ملف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية اللبنانية الإسرائيلية الذي وان لم يقفله هيل على إعادة حضور الرعاية الأميركية، الا ان موقفه اتخذ دلالات بارزة لاقترانه بالموقف الأميركي التقليدي الحاد والصارم منذ أيام إدارة ترامب من “حزب الله”. وإذا كانت معلومات تشير الى ان رئيس الجمهورية ميشال عون استشعر بعلامات إيجابية ومريحة له من موقف هيل حيال عدم امتناع ادارته عن المضي في رعاية مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، كما من عدم ممانعته الاستعانة بخبراء دوليين، فان ذلك لم يخف معالم الحرج الذي استشعرته بعبدا وحلفائها جراء الهجوم العنيف الذي خص به هيل “حزب الله ” من بعبدا بالذات بما فسر بانها رسالة أميركية مزدوجة لعون والحزب معاً. كما ان الحرج نفسه برز في ملف الحكومة اذ رغم تخصيص هيل معظم بيانه لاعادة تحديد موقف بلاده الصارم من تشكيل حكومة تطلق المسار الإصلاحي، فان بيان بعبدا انحصر بموضوع المفاوضات وتجاهل تماما أي ذكر لملف تشكيل الحكومة.

 

ملف المفاوضات

ووفق بيان المديرية العامة لرئاسة الجمهورية  شدد رئيس الجمهورية على “أهمية الاستمرار في مفاوضات ترسيم الحدود واستكمال الدور الأميركي من موقع الوسيط النزيه والعادل ومع تأكيد أسس انطلاق المفاوضات، اعتبر عون أنه يحق للبنان أن يطور موقفه وفقا لمصلحته وبما يتناسب مع القانون الدولي ووفقا للأصول الدستورية. وطالب باعتماد خبراء دوليين لترسيم الخط وفقا للقانون الدولي والتزام عدم القيام بأعمال نفطية أو غازية وعدم البدء بأي أعمال تنقيب في حقل كاريش وفي المياه المحاذية”.

 

وإذ حرص هيل على إعادة تكرار دعوته الى تشكيل “حكومة مستعدة وقادرة على العمل على عكس مسار الانهيار الجاري”. اعلن بوضوح ان “اولئك الذين يواصلون عرقلة تقدم أجندة الإصلاح، يغامرون بعلاقتهم مع الولايات المتحدة وشركائها ويعرضون أنفسهم للاجراءات العقابية أما الذين يعملون على تسهيل التقدم، فيمكنهم الاطمئنان لدعمنا “.  واعلن أن “تكديس حزب الله للأسلحة الخطرة والتهريب والأنشطة غير المشروعة والفاسدة الأخرى يقوض مؤسسات الدولة الشرعية… وإيران هي التي تغذي وتمول هذا التحدي للدولة وهذا التشويه للحياة السياسية اللبنانية ” .وفي موضوع المفاوضات قال” أن أميركا تقف على أهبة الاستعداد لتسهيل المفاوضات بشأن الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل على الأسس التي بدأناها في هذه المباحثات… ويمكن، عند الاقتضاء، استقدام خبراء دوليين للمساعدة في اطلاعنا جميعا”.

 

والتقى هيل لاحقا رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب ورئيس حزب القوات اللبنانية سميرجعجع في معراب والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل في السفارة الأميركية وختم زيارته مساء بتلبية دعوة رئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوض الى مأدبة عشاء في حضور شخصيات. وأفادت معلومات ان هيل استمع من البطريرك الراعي الى شرح مفصل حول طرحه للحياد والمؤتمر الدولي وضرورة الا تأتي الحلول نتيجة المفاوضات في المنطقة على حساب لبنان ، كما سلم الى هيل مذكرة تضمنت هذه المواضيع بالإضافة الى موضوع النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين .

 

الحريري وبوتين

في المقابل حضر الوضع في لبنان والمنطقة في الاتصال الهاتفي الذي حصل بين الرئيس سعد ‏الحريري والرئيس الروسي فلاديمير بوتين من مقر الضيافة التابع لوزارة الخارجية الروسية عبر تقنية الترجمة الفورية واستمر خمسين دقيقة. وتركز الاتصال الذي وصفته مصادر الوفد اللبناني بالممتاز على موضوع الأزمة الحكومية في لبنان، وتم التشديد خلاله على ضرورة تشكيل الحكومة الجديدة بأسرع وقت ممكن. كما تطرق البحث إلى آفاق التعاون بين لبنان وروسيا في مجال مكافحة جائحة كورونا وإمكانية تزويد روسيا لبنان كميات من اللقاح اللازم. وتم التفاهم على مواصلة البحث بين الجانبين الروسي واللبناني للاستفادة من الدعم الروسي للبنان في مختلف المجالات وتسهيل الأرضية أمام الشركات الروسية للاستثمار في لبنان والشركات اللبنانية للاستثمار في روسيا.‏

 

واجرى الحريري بعد الظهر محادثات مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين في مقر رئاسة الوزراء الروسية اكد خلالها رئيس الوزراء الروسي “استعدادنا للقيام بما يلزم لتطوير العلاقات في مختلف المجالات في المرحلة المقبلة، بما يخدم مصلحة شعبينا”.

 

ورد الرئيس الحريري بكلمة شكر فيها رئيس الوزراء الروسي على استضافته واكد ان ” لبنان اليوم يعيش في ضائقة اقتصادية واجتماعية وصحية صعبة جدا، زادها وطأة تفشي فيروس كورونا، ونحن نأمل منكم مساعدة لبنان في تأمين اللقاح الروسي الذي أثبت فعاليته، للبنانيين والمقيمين، خاصة وأنه لدينا كما تعلمون نحو مليون ونصف المليون لاجئ”. وأضاف: “صعوبة الوضع الآن هي في تشكيل حكومة من الأخصائيين لكي نقوم بكل الإصلاحات المطلوبة. ولكن حين نشكل الحكومة ونجري الإصلاحات اللازمة، نريدكم أن تعلموا أننا نرغب برؤية كل الشركات الروسية تأتي إلى لبنان لكي تستثمر فيه في المرافق الموجودة، سواء الكهرباء أو المرافئ أو الطرق أو كل ما يتعلق بالبنى التحتية”.

 

*************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

موسكو تدعم الحريري رئيساً لـ”حكومة الاستقرار”

هيل من بعبدا: إيران تشوّه الحياة السياسية اللبنانية

برزت أمس الرسائل الأميركية التي عبّر عنها مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل بشكل واضح وحاسم من قصر بعبدا، مشدداً بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون على أنّ “القادة اللبنانيين فشلوا في الاضطلاع بمسؤوليتهم في وضع مصلحة البلد في المقام الأول”، وأكد أنّ “الوقت حان لتشكيل حكومة وليس عرقلة قيامها”، وأنّ “الوقت الآن هو وقت الإصلاح الشامل”، محذراً في المقابل “الذين يواصلون عرقلة تقدّم أجندة الإصلاح” من أنهم “يعرّضون أنفسهم للإجراءات العقابية”.

 

وبعد تشديده على أنّ “تكديس “حزب الله” للأسلحة الخطرة والتهريب والأنشطة غير المشروعة والفاسدة الأخرى يقوّض مؤسسات الدولة الشرعية”، لفت هيل إلى أنّ هذا الحزب “يسلب من اللبنانيين القدرة على بناء بلد مسالم ومزدهر، وإيران هي التي تغذّي وتموّل هذا التحدي للدولة وهذا التشويه للحياة السياسية اللبنانية”.

 

أما في ما يتعلق بالمفاوضات الحدودية البحرية بين لبنان وإسرائيل، فجدد الموفد الأميركي استعداد بلاده لتسهيل هذه المفاوضات “على الأسس التي بدأناها في المباحثات”، تاركاً الباب موارباً أمام إمكانية “استقدام خبراء دوليين للمساعدة عند الاقتضاء” في ما يتصل بمسألة ترسيم الحدود. وعلى الأثر، ألحقت المديرية العامة في رئاسة الجمهورية كلمة هيل ببيان مكتوب قرأه المستشار أنطوان قسطنطين وأكد فيه على أنّ عون شدد أمام الموفد الأميركي على “أهميّة الاستمرار في مفاوضات ترسيم الحدود واستكمال الدور الأميركي من موقع الوسيط النزيه والعادل، مع التأكيد على أسس انطلاق المفاوضات، وعلى حق لبنان في أن يطوّر موقفه وفقاً لمصلحته وبما يتناسب مع القانون الدولي والأصول الدستوريّة”.

 

في موسكو، نغّصت “المحادثات الهاتفية” بين الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على أجواء الزيارة الروسية، فأوقعتها شكلاً في شباك المتربصين بالحريري، ليسلك المتحاملون على الحفاوة الروسية الرسمية بزيارته مسلك التشكيك بأسباب عدم اللقاء المباشر بينه وبين بوتين، مقابل التعامي عن شكل استقباله بصفته “رئيس حكومة لبنان”، والتعمية على مضمون المحادثات “الممتازة” التي أجراها مع الرئيس الروسي من “مقر الضيافة” على مدى خمسين دقيقة، والاجتماع الرسمي “البنّاء” مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين.

 

وإذ نقلت أوساط واسعة الاطلاع في موسكو أنّ الإدارة الروسية تتعامل مع الحريري على أنه “رئيس حكومة الاستقرار في لبنان”، أوضحت مصادر مواكبة للزيارة أن بوتين كان قد تلقى الجرعة الثانية من اللقاح المضاد لكورونا عشية وصول الحريري وتعامل مع كل ضيوفه الرسميين على الشكل الذي تعامل فيه مع الحريري، وآخرهم رئيس الوزراء الليبي الذي تحادث هاتفياً مع الرئيس الروسي خلال تواجده راهناً في موسكو، كاشفةً أنّ الرئيس المكلف سمع تأكيداً من بوتين على العمل “لإنقاذ لبنان”، واعداً بأن يستمر الجانب الروسي في التواصل “مع كافة الأطراف المؤثرين لحثهم على لعب دور فاعل والضغط في سبيل الإسراع في تشكيل حكومة تكنوقراط لا ثلث معطلاً فيها”، وذلك انطلاقاً من تشديد الرئيس الروسي على أنّ “موسكو حريصة على مساعدة لبنان وستتحرك في سبيل إنقاذه من المحنة التي يمرّ بها”. ولفتت المصادر إلى أهمية اللقاء الذي سيجريه اليوم الرئيس المكلف مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والذي سيحمل “طابعاً إقليمياً” لا سيما غداة عودة الأخير من زيارة مكوكية إلى المنطقة شملت القاهرة وطهران.

 

وفي الشق الاقتصادي، نقلت المصادر أنّ الحريري سمع “كلاماً داعماً وواعداً بأن الشركات الروسية مستعدة للاستثمار في لبنان في مختلف المجالات، لا سيما في إعادة إعمار وتشغيل المرفأ، وفي البنى التحتية ومجال الطاقة”، كما تلقى وعداً من الرئيس الروسي بتزويد لبنان بكميات من لقاح “سبوتنيك في”.

 

***********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

الموفد الأميركي ينتقد من قصر بعبدا أسلحة «حزب الله» وتقويضه مؤسسات الدولة

هيل هدد بـ«إجراءات عقابية» ضد من يعرقلون الإصلاحات

 

بيروت : كارولين عاكوم

واصل وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل لقاءاته في لبنان أمس، وكان ملف الحكومة والإصلاحات إضافة إلى مفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل قضايا أساسية في اجتماعاته، حيث أكد استعداد بلاده للمساعدة ولمح إلى عدم ربط الملف اللبناني بالمفاوضات الأميركية – الإيرانية كما انتقد احتفاظ «حزب الله» بسلاحه وانعكاس ذلك على الوضع في لبنان.

وشملت لقاءات هيل رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب والبطريرك الماروني بشارة الراعي ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وفيما لم يدل بأي تصريح بعد لقائه جعجع ودياب والراعي، أطلق مجددا مواقف عالية السقف من القصر الرئاسي، محملا المسؤولين اللبنانيين ما آلت إليه الأوضاع في لبنان ومشيرا إلى أن «حزب الله» ومن خلفه إيران يمنعان قيام دولة في لبنان، معلنا إمكانية الاستعانة بخبراء أميركيين في قضية ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، وهو ما طلبه الرئيس عون خلال اللقاء.

وأعلن هيل أنه بحث مع القادة اللبنانيين الأزمة السياسية التي طال أمدها وتدهور الأوضاع الاقتصادية، قائلا «لقد أتيت إلى لبنان بناء على طلب وزير الخارجية أنتوني بلينكن لتأكيد التزام إدارة الرئيس جو بايدن المستمر تجاه الشعب اللبناني ورغبتنا المشتركة في الاستقرار والازدهار في لبنان».

وأضاف: «الشعب اللبناني يعاني لأن القادة اللبنانيين فشلوا في الاضطلاع بمسؤوليتهم في وضع مصلحة البلد في المقام الأول ومعالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المتصاعدة. فالناس فقدوا جنى عمرهم ولم يعد بإمكانهم الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية، وهم يكافحون من أجل إطعام أسرهم».

وعاد وذكر بزياراته السابقة إلى لبنان وبالوعود التي تلقاها من المسؤولين من دون أن تنفذ قائلا «كنت قد زرت لبنان في ديسمبر من العام 2019 ومرة أخرى في أغسطس 2020. وسمعت حينها دعوة إلى التغيير، لا لبس فيها، من قبل لبنانيين من جميع الخلفيات. هذه المطالب هي عالمية: كالشفافية، والمساءلة، ووضع حد للفساد المستشري، وسوء الإدارة الذي تسبب في مثل هذه الصعوبات. لو تمت تلبية هذه المطالب، لكان لبنان اليوم على طريق تحقيق إمكاناته الهائلة. ومع ذلك، لم يحرز حتى الآن سوى تقدم ضئيل للغاية. لكن الأوان لم يفت بعد».

 

وجدد مطالبة «قادة لبنان بإبداء مرونة كافية وتشكيل حكومة مستعدة وقادرة على العمل على عكس مسار الانهيار الجاري. لقد حان الوقت الآن لتشكيل حكومة وليس عرقلة قيامها، الآن هو وقت الإصلاح الشامل. فأميركا والمجتمع الدولي على استعداد للمساعدة. لكن لا يمكن المساعدة دون الشريك اللبناني. وأولئك الذين يواصلون عرقلة تقدم أجندة الإصلاح، يغامرون بعلاقتهم مع الولايات المتحدة وشركائها ويعرضون أنفسهم للإجراءات العقابية. أما الذين يعملون على تسهيل التقدم، فيمكنهم الاطمئنان لدعمنا القوي».

وكان لـ«حزب الله» حصة من مواقف هيل، حيث اعتبر أن «تكديس الحزب للأسلحة الخطرة والتهريب والأنشطة غير المشروعة والفاسدة الأخرى يقوض مؤسسات الدولة الشرعية. إنه يسلب من اللبنانيين القدرة على بناء بلد مسالم ومزدهر. وإيران هي التي تغذي وتمول هذا التحدي للدولة وهذا التشويه للحياة السياسية اللبنانية»، مضيفا «هذا يأخذني إلى موضوع تجديد المفاوضات الأميركية حول برنامج إيران النووي. إن العودة المتبادلة إلى الامتثال للاتفاق النووي مع إيران تصب في مصلحتنا وفي مصلحة الاستقرار الإقليمي، لكنها لن تكون سوى بداية عملنا. فيما نتطرق إلى العناصر الأخرى لسلوك إيران المزعزع للاستقرار، لن تتخلى أميركا عن مصالحها وأصدقائها في لبنان».

وشدد هيل على أن أميركا «تقف على أهبة الاستعداد لتسهيل المفاوضات بشأن الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل على الأسس التي بدأناها في هذه المباحثات. هذه المفاوضات لديها إمكانية فتح الأبواب أمام فوائد اقتصادية كبيرة للبنان، وهذا أمر بالغ الأهمية على خلفية الأزمة الاقتصادية الحادة التي تواجهها البلاد. ويمكن، عند الاقتضاء، استقدام خبراء دوليين للمساعدة في اطلاعنا جميعا».

من جهته، كان تأكيد من قبل الرئيس ميشال عون على «أهمية الاستمرار في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل واستكمال الدور الأميركي من موقع الوسيط النزيه والعادل»، مشيرا إلى أنه «يحق للبنان أن يطور موقفه وفقاً لمصلحته وبما يتناسب مع القانون الدولي ووفقاً للأصول الدستورية».

وطالب الرئيس عون بحسب بيان الرئاسة بـ«اعتماد خبراء دوليين لترسيم الخط والالتزام بعدم القيام بأعمال نفطية أو غازية وعدم البدء بأي أعمال تنقيب في حقل كاريش وفي المياه المحاذية»، مؤكدا أنه لن يفرط «بالسيادة والحقوق والمصالح اللبنانية»، مشددا على «ضرورة أن يكون ترسيم الحدود موضع توافق بين اللبنانيين».

وقالت مصادر مطلعة على موقف رئاسة الجمهورية لـ«الشرق الأوسط» أن الموفد الأميركي لم يتطرق إلى صيغة الحكومة وشكلها إنما كان تأكيد منه على أولوية الإصلاحات التي من شأنها أن تفتح الباب أمام المساعدات وتدعم خطة النهوض. وفيما يتعلق بموضوع الترسيم، لفتت المصادر إلى أن عون حريص على أهمية عودة المفاوضات، نافية القول أن عدم توقيع المرسوم من شأنه أن يضعف الموقف اللبناني، ومؤكدة أن عون لا يزال عند موقفه حيال مسار مرسوم الترسيم فيما يرفض الرئيس حسان دياب الدعوة إلى جلسة للحكومة.

وخلال لقائه دياب، نقل هيل «قلق الإدارة الأميركية إزاء عدم تشكيل حكومة جديدة»، وجرى البحث في الوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، بحسب بيان رئاسة الحكومة، فيما أكد دياب على «حاجة البلاد إلى تشكيل حكومة لمعالجة مختلف الأزمات، والشروع بورشة إصلاحات، انطلاقا من الخطة التي وضعتها حكومته».

 

**************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

هيل بين «التأليف» و«الترسيم»… وباسيل يتجاوز «الثلث» الى عشرة

توزّعت الاهتمامات امس بين جولة مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد هيل «المترامية الاطراف» في لبنان وما تنطوي عليه من رسائل في كل الاتجاهات منها الحكومي ومنها الحدودي، وبين زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري لروسيا التي بَدت انها «استثنائية وواعدة» في ضوء ما تخللها من مواضيع بحث بدأت بالوضع الحكومي وانتهت بالاوضاع الاقتصادية والمالية والاستثمارية والصحية، والتي ينتظر ان تُتوّج بلقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف العائد من جولة في المنطقة تناولت كل الملفات والازمات المطروحة فيها، والتي يتأثر لبنان بها بشكل او بآخر. وتوقع المراقبون ان تشهد الايام المقبلة تسليط الاضواء مجددا على ملف التأليف الحكومي في ظل تواصل الدعوات الدولية الى الاسراع في إنجازه.

 

صفر هي علامة التطور على جبهة التأليف الحكومي الذي جمّد منذ اسبوع، وتحديدا قبل زيارة الموفد المصري. وكانت آخر التحركات على خطّه، بحسب معلومات «الجمهورية»، 4 اجتماعات ليلية على مدى يومين إنعقدت على خط «حزب الله» ـ باسيل من جهة وبري ـ الحريري من جهة ثانية، واصطدمت كل الجهود بتفاصيل اظهرت بحسب قول مصادر متابعة لـ»الجمهورية» أن لا أحد يريد تشكيل حكومة، وأن ارتفاع المهر دلالة الى ذلك، وفي حصيلة المفاوضات تبين ان الطرفين وافقا على حكومة تضم 24 وزيرا لكن لم يعد هناك صيغة 8-8-8 إنما 8 لفريق رئيس الجمهوية ومعه الطاشناق والبقية موزعة على القوى السياسية المشاركة في الحكومة مع سقوط نظرية الاحتساب بسبب خلط اوراق التحالفات. كما تبين ايضاً ان باسيل كان يتحدث ويفاوض على 8+2 أي 10 وزراء في حكومة 24، ما يعني انه تجاوز «الثلث المعطل».

 

جولة هيل ورسائله

في غضون ذلك تتبّعت الاوساط السياسية امس وقائع جولة هيل المتواصلة على المراجع الرسمية والقيادات السياسية والدينية، وقد شملت امس رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميّل ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

 

بين عون وهيل

وقالت مصادر اطلعت على ما دار في اللقاء بين عون وهيل لـ»الجمهورية» انه تركز على ثلاثة ملفات، هي:

– ملف تشكيل الحكومة والذي لم يستغرق البحث فيه اكثر من دقائق معدودة، وبعدما استمع هيل الى رأي رئيس الجمهورية في إشارته الى ما يعوق تشكيلها بالصيغة التي كررها اكثر من مرة الى اليوم، ردّ هيل بأنه سمع من الرئيس سعد الحريري امس كلاماً مغايراً اعتبارا من ان تشكيل الحكومة هو من مهمته وانه يتحمّل المسؤولية في نجاحها او فشلها وفي أدائها، وأنه يريد اطلاق يده لتشكيل الفريق الذي يُرضي المجتمع الدولي ويفتح الباب امام المساعدات.

 

ورد عون قائلاً لهيل: وماذا لو تركت للحريري العملية ولم ينل ثقة الكتل النيابية؟

 

فرد هيل قائلاً: فلتسقط الحكومة وفق نظامكم الديموقراطي وتصرف الاعمال وتستكمل الدورة الدستورية.

– ملف الاصلاحات، حيث شدد هيل على انّ ما هو مطلوب من لبنان بات واضحاً والعالم قال كلمته ايضا، وان لائحة الاصلاحات واضحة ولم تعد خافية على احد وسبق ان تناولتها المبادرة الفرنسية. واذا لم تشكل الحكومة لمثل هذه الغاية ووفق المعايير التي يتحدث عنها المجتمع الدولي والمؤسسات المانحة ولا سيما منها صندوق النقد الدولي، فإنها لن تلقى اي مساعدة مالياً أو ديناً اضافياً. ولفت الى ان لبنان تعهّد منذ زمن بكثير مما لم يُنفّذ حتى اليوم، وهو امر ليس سوياً.

– ملف الاصلاحات الذي قاد الى البحث في الملف الاقتصادي والنفط وصولا الى ترسيم الحدود البحرية، فعبّر هيل عن أسفه لما آل اليه الوضع الاقتصادي والنقدي، لافتاً الى انه لم يعرف لبنان يوماً بهذه الحال غير الطبيعية. وقال لعون: «انكم تمتلكون ثروة نفطية، فلماذا التأخير في استثمارها؟». وهذا ما قاد الى البحث في ملف ترسيم الحدود وتجميد المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي.

 

ورد عون شارحاً الظروف التي رافقت تشكيل الوفد اللبناني ودوره في ادارة الملف، فهو من يفاوض الدول في عقد المعاهدات منوّهاً بالدور الذي يقوم به الوفد العسكري المفاوض ولافتاً الى تضامن اللبنانيين معه.

 

وعندما وصل الحديث الى المرسوم المطروح تعديله، لفت هيل الى ان لا حاجة لتغيير الخرائط كل فترة من الفترات، وان ما مطروح يعوق استئناف المفاوضات.

 

ورد عون قائلاً انه لن يوقع المرسوم المطروح لتعديل المرسوم 6433 إذا عادت اسرائيل الى المفاوضات، وفي حال العكس وعدم الاعتراف بحقوق لبنان بالمنطقة الاضافية بعد تصحيح الترسيم القديم يعود في اي لحظة الى توقيع المرسوم الجديد، وليكن ما يكون.

 

وعندها لفت هيل الى انّ هناك امكانية ليضم الوفد الأميركي المفاوض، متى شُكّل مجدداً، خبراء في ترسيم الحدود والعودة الى قانون البحار والقوانين الدولية للبت بالخلافات بين لبنان واسرائيل.

 

ورد رئيس الجمهورية مرحّباً بالفكرة لانها قد تكون فرصة لتأكيد حق لبنان في ما يطالب به ان عادوا الى قانون البحار الذي استند اليه لبنان في تحديد المنطقة وتثبيت حقوقه.

 

طَي تعديل المرسوم 6433

وفي هذه الاجواء كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ»الجمهورية» ان مشروع مرسوم تعديل المرسوم 6433 سيبقى مجمّداً في القصر الجمهوري، ولن يوقعه عون بعدما تبلّغ بشكل شبه نهائي عدم وجود اي نية بالدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء بالرغم من كل الآراء التي تقول بالعكس، وهو مصرّ على رأيه بأنّ صيغة المراسيم الجوالة كافية ليؤدي الغاية منه وتسجيله في دوائر الامم المتحدة.

 

وكان عون قد دعا خلال لقائه هيل، إسرائيل الى عدم العمل في التنقيب في حقل كاريش النفطي في المنطقة البحرية التي يعتبرها لبنان متنازعاً عليها. واعتبر عون أنه «يحق للبنان أن يطوّر موقفه وفقاً لمصلحته وبما يتناسب مع القانون الدولي ووفقاً للأصول الدستوريّة»، مطالباً «باعتماد خبراء دوليين لترسيم الخط وفقاً للقانون الدولي، والالتزام بعدم القيام بأعمال نفطيّة أو غازيّة وعدم البدء بأي أعمال تنقيب في حقل كاريش وفي المياه المحاذية».

 

وأكد هيل، من جهته، أنّ بلاده مستعدة لتسهيل استئناف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل التي كانت قد توقفت العام الماضي على خلفية سجالات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها. وقال: «حان الوقت لتشكيل حكومة وليس عرقلة قيامها، الآن هو وقت الإصلاح الشامل»، معتبراً أنّ «أولئك الذين يواصلون عرقلة تقدّم أجندة الإصلاح، يغامرون بعلاقتهم مع الولايات المتحدة وشركائها ويعرّضون أنفسهم للإجراءات العقابية».

 

لم يذكر «الحزب»

وفي معلومات لـ»الجمهورية» انّ هيل لم يأت على ذكر اسم «حزب الله» خلال لقائه مع عون، والذي لم يتجاوز الـ 35 دقيقة، كما انه لم يتحدث عن السلاح وصواريخ «حزب الله»، فجاءت المقاطع التي اشار اليها في بيانه المكتوب الذي تلاه من منصّة القصر الجمهوري متوسّعاً اكثر في هذه النقاط التي لم يتناولها بالبحث مع رئيس الجمهورية.

 

«القوات»

الى ذلك، قالت مصادر حزب «القوات اللبنانية» لـ»الجمهورية» ان جعجع ركّز في لقائه مع هيل على خمس نقاط أساسية:

ـ النقطة الأولى تتعلّق بالحكومة، فأكد جعجع لهيل استحالة ان يتحقق اي شيء مع التركيبة الحالية، وهذا ما يجعل «القوات» غير مهتمة بالتأليف الذي قد لا يحصل أساساً بدليل الفراغ منذ حوالى ستة أشهر إلى اليوم، وفي حال تشكيلها ستكون نسخة طبق الأصل عن الحكومات التي سبقتها، ما يعني انّ أوضاع البلد والناس لن تتحسّن، لأن الإصلاح الذي يشكل الشرط الأساس لمساعدة لبنان غير ممكن مع الأكثرية الراهنة.

ـ النقطة الثانية تتصلّ بالانتخابات النيابية المبكرة، فشرح جعجع لضيفه أهمية هذه الانتخابات التي تشكّل، بالنسبة إلى «القوات»، المدخل الوحيد لإخراج لبنان من أزمته المالية وتعثُّر الدولة اللبنانية، فمن دون إنتاج سلطة جديدة لا أمل بالإصلاح ولا الإنقاذ.

ـ النقطة الثالثة ترتبط بانفجار المرفأ الذي لا يمكن ان تطوى صفحته بالتمييع ومع مرور الوقت، وانه بعد أكثر من ثمانية أشهر على هذه الجريمة التي دمّرت نصف العاصمة وذهب ضحيتها أكثر من 200 شخص وستة آلاف جريح لم تتوصل التحقيقات إلى أي نتيجة عملية بعد، ولن تصل إلى نتيجة مع التركيبة السلطوية القائمة. وتمنى جعجع على هيل ان تدعم واشنطن طلب «القوات» لدى الأمم المتحدة في تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية لكشف ملابسات هذا الانفجار.

ـ النقطة الرابعة تتعلّق بترسيم الحدود ووقوف «القوات» خلف موقف اللجنة الفنية التقنية الرسمية في المؤسسة العسكرية، والسلطات اللبنانية.

ـ النقطة الخامسة تمنى فيها جعجع على ضيوفه مواصلة واشنطن دعمها ومساعدتها للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي نظراً لدورهما في الحفاظ على الأمن والاستقرار، ولأنهما يشكلان العمود الفقري الأخير للاستقرار في ظل الانهيار المالي الكارثي.

 

رسالة أميركية واضحة

ولم يكن اللقاء بين هيل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة امس عادياً من حيث التوقيت والشكل.

 

فقد اختار هيل ان يتناول طعام الغداء إلى مائدة سلامة في منزل الأخير في كسروان، ترافقه السفيرة الأميركية دوروثي شيا.

 

واعتبرت مصادر مطلعة انّ هيل ما كان ليقوم بهذه الخطوة لو لم تكن الادارة الاميركية راغبة في توجيه رسالة واضحة الى من يعنيهم الامر مفادها انها لا تزال تعتبر رياض سلامة الركن الاساسي في الهيكلية المالية، وانها لا تتوافق مع الاصوات التي تحاول ان تحمّل حاكم المركزي مسؤولية الانهيار. كما انّ سلامة تلقى من خلال هذا اللقاء جرعة دعم في معركته الحالية لمنع المس بالاحتياطي الالزامي في مصرف لبنان، في حين ان السلطة التنفيذية، ولو كانت في وضع تصريف الاعمال، ترغب في مواصلة الدعم بصرف النظر عن مصير هذا الاحتياطي.

 

واعتبرت المصادر نفسها ان التعاطي الرسمي الداخلي مع سلامة لا بد ان يأخذ من الآن فصاعدا الموقف الأميركي في الحسبان، وسيكون صعباً استمرار محاولة تحويل الرجل الى كبش فداء لحماية المسؤولين الحقيقيين عن الانهيار.

 

«المركزي» ينفي

وكانت قناة «أل بي سي» بثّت انّ هيل​ استفسر عن ​الوضع المالي​ في لبنان، وانّ سلامة​ أبلغه أنه غير راض عن جملة من القضايا المالية من بينها اطلاق المنصة المرتبطة بالدولار، «لكونها لن تحل المشكلة»، معتبراً «أن الحل يأتي من خلال ​تأليف​ ​حكومة​ فاعلة».

 

لكن مصرف لبنان نفى، في بيان، ان يكون سلامة ابلغ الى هيل انه غير راض عن جملة من القضايا المالية ومن ضمنها اطلاق المنصة المرتبطة بالدولار. وأكد «أن هذا الخبر عار من الصحة ولا يمت للحقيقة بصِلة على الإطلاق، بل على العكس إنّ مصرف لبنان هو الذي أعد المنصة ويعمل على اطلاقها في أسرع وقت».

 

الحريري في روسيا

الى ذلك تتبعت الاوساط السياسية وقائع زيارة الحريري لروسيا حيث كانت له امس محادثات مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الحكومة ميخائيل ميشوستين.

 

ووزّع الكرملين بيانا أمس حول الاتصال الهاتفي الذي تم بين بوتين والحريري، وأفاد «انّ الاخير أطلع بوتين على تطورات الوضع الداخلي في لبنان، كما على الإجراءات المبدئية من أجل تشكيل الحكومة الجديدة وتخطي الأزمة الاقتصادية. وتم التأكيد من قبل الجانب الروسي على موقف روسيا المبدئي في دعم سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه. كذلك تناول البحث المسائل الاقليمية الملحة واستعداد الجانبين للعمل المشترك من أجل تهيئة الظروف الملائمة لعودة اللاجئين السوريين الموجودين في لبنان».

 

وقال مستشار الرئيس الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان لـ»الجمهورية» انّ زيارة الحريري لموسكو «كانت ناجحة بكل المقاييس شكلاً ومضموناً، سواء من حيث الاستقبال الرسمي الذي جرى له او من حيث الموكب والمرافقة وتخصيصه بخمسين دقيقة من اتصال الفيديو بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الترجمة الفورية، إذ جرى هذا الاتصال من قصر الضيافة في وزارة الخارجية في حضور مسؤولين من روسيا، وكان قد تم الاتفاق عليه مسبقاً حيث ان الرئيس بوتين اخذ التلقيح الثاني ضد كورونا قبل يومين، وبالتالي تعذّر عليه اللقاء المباشر مع الحريري. كذلك كان رئيس وزراء ليبيا قد اجرى ايضا مكالمة هاتفية مماثلة مع الرئيس الروسي».

 

واضاف شعبان: «أما في المضمون فكان هناك تفهم روسي لموقف الحريري لجهة تشكيل حكومة اختصاصيين لا ثلث معطّلاً فيها لأي من القوى السياسية، وان موسكو تعتبر ان حكومة بهذه المواصفات برئاسة الحريري هي الوحيدة القادرة على انقاذ لبنان وتمكينه من الحصول على مساعدات».

 

واكد شعبان «ان هناك اهتماماً روسيّاً بتحقيق الاستقرار في لبنان لأنه يؤثر على الوضع في المنطقة كلها، وقد أبدى الجانب الروسي استعداده للاستمرار في التواصل مع كل الدول والقوى لمساعدة لبنان». وكشف «ان الحريري بحث مع رئيس الحكومة الروسية ايضاً في موضوع الطلاب اللبنانيين العالقين في لبنان بسبب كورونا، والذين يدرسون في الجامعات الروسية لجهة تسهيل عودتهم الى روسيا والتساهل معهم في موضوع الاقساط الجامعية نظراً للأوضاع المالية المعروفة في لبنان. وتطرق البحث الى عودة شركة الطيران الروسية «ايروفلوت» الى بيروت».

 

وختم شعبان مؤكداً «ان شركات روسية عملاقة أبدت رغبتها المساهمة في مشاريع انمائية في لبنان سواء على صعيد الكهرباء او الطاقة او المرفأ او البنية التحتية والجسور، وهذه الشركات لديها القدرة على التمويل».

 

بيت الوسط مرتاح

وفي «بيت الوسط» ترك الإتصال الذي اجراه الحريري ببوتين واولى اللقاءات التي عقدها في موسكو اجواء ايجابية، وتوقفت مصادره لـ»الجمهورية» عند مضمون بيان الكرملين عن الاتصال الهاتفي بدل اللقاء، حيث ان تدابير كورونا ألغت لقاءات بوتين نهائياً في موسكو.

 

كما توقفت المصادر امام «إصرار القيادة الروسية على تكليف الحريري بتشكيل حكومة من الاختصاصيين والمحايدين كما حددتها المبادرة الفرنسية، لتقوم بما هو منتظر منها من تجاوبٍ دولي مع حاجات لبنان المختلفة على كل المستويات». واضافت «انّ: المسؤولين الروس يمتلكون عدة مشاريع مقترحة لمشاريع اقتصادية واستثمارية في لبنان في اكثر من قطاع حيوي، وانّ المزيد من التفاصيل التي تحدث فيها الحريري مع بوتين في لقاء الخمسن دقيقة سيترجمها اللقاء الطويل المقرر اليوم مع وزير الخارجية سيرغي لافروف وسبل ترجمتها، فهو المكلّف بهذا الملف».

 

وانتهت المصادر للإشارة الى ان اللقاء مع لافروف سيكون له شكل ومضمون آخر، فلن ينسى احد انه عائد الى موسكو من جولة واسعة قادته الى عواصم عدة في الخليج العربي والقاهرة وطهران حيث التقى المعنيين بملفات لها تأثيرها على مجرى الحياة السياسية في لبنان، لا سيما منها الإستحقاق الحكومي وما يمكن ان يقود اليه من انعكاسات سياسية واقتصادية ومالية.

 

سياسة الدعم

من جهة ثانية، وبعد الكتاب الذي وجّهه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى وزير المال غازي وزني، والذي يحضّ فيه الحكومة على وضع تصور واضح لسياسة الدعم التي تريد اعتمادها بغية وضع حد للهدر الحاصل، ارتفعت حرارة ملف الدعم الذي يتَهيّبه المعنيون به ويحاول كل منهم تجنب إحراق اصابعه بجَمره.

 

وفيما يرفض دياب أي ترشيد للدعم خلال شهر رمضان خشية من التداعيات الاجتماعية التي سيرتّبها، نَبّهت مصادر وزارية الى ان الوقت يضيق ويجب وضع خطة متوازنة لترشيد الدعم بالترافق مع إيجاد بدائل للمواطنين، وفي طليعتها البطاقة التمويلية.

 

لكن اوساطاً قريبة من السرايا الحكومية لفتت الى انّ البطاقة تحتاج إلى وقت لكي تصبح قيد الاستعمال، موضحة انه من الصعب أن تكون جاهزة للاستخدام في نهاية أيار المقبل، وذلك في انتظار الانتهاء من التدقيق في «داتا» نحو 800 الف عائلة ستكون في حاجة اليها، اضافة الى تفاصيل أخرى يجب إنجازها.

 

الى ذلك، أبلغ وزني الى «الجمهورية» انّ القرار في شأن مصير الدعم ومستقبله هو قرار من اختصاص الحكومة ككل ولا يعود اليه.

 

وعُلم ان وزني ارسل كتاباً الى رئاسة مجلس الوزراء ضَمّنه موقف مصرف لبنان، داعياً فيه الى «اتخاذ ما ترونه مناسباً في هذا الشأن، لا سيما انّ الموضوع يتعلق بالحكومة وليس بوزير المالية».

 

 

*************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

مهمة هيل تنتهي بتأنيب المسؤولين وخلاف على الترسيم ولقاء مع سلامة

اتصال بين بوتين والحريري في موسكو.. وحزب الله مستاء من التصريحات ضده في بعبدا

 

أبرز ما آلت إليه محادثات مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط السياسية ديفيد هيل:

 

1 – توجيه تأنيب للمسؤولين الكبار المعنيين بتأليف الحكومة، التي هي الشرط الضروري واللازم من أجل تكوين شراكة مع المجتمع الدولي، لا سيما مع الولايات المتحدة لتقديم ما يلزم من مساعدات بعد الإصلاحات.

 

2 – إبراز الخلاف الاميركي- اللبناني حول ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل إلى العلن.. فوفقاً للدبلوماسي الأميركي، الذي رافق الاعداد للمفاوضات، وساهم في اطلاقها، فقد أعلن ان أميركا تقف على اهبة الاستعداد لتسهيل المفاوضات بشأن الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل على الأسس التي بدأناها في هذه المباحثات.. ملمحاً إلى امكانية الاستعانة «بخبراء دوليين للمساعدة».

 

وهذا الموقف، الذي أعلن من بعبدا، لم يرق للرئيس ميشال عون، الذي خاض معه نقاشاً حول هذا الملف، الذي خضع لتدقيق وتحضير، شارك فيه المستشار الرئاسي الوزير سليم جريصاتي، باجتماع تحضيري مع هيل، قبل اللقاء مع الرئيس عون، الذي ما لبث ان أصدر بيانا، جاء فيه ان رئيس الجمهورية متمسك بدور أميركي من موقع الوسيط النزيه والعادل، مع التأكيد على أسس انطلاق المفاوضات، من زاوية انه يحق للبنان ان يطور موقفه وفقا لمصلحته، وبما يتناسب مع القانون الدولي ووفقا للأصول الدستورية.. ومن زاوية ان الرئيس عون مؤتمن على السيادة والحقوق والمصالح، ولن يفرّط بها.

 

وحسب البيان فالرئيس عون طالب أولاً باعتماد خبراء دوليين لترسيم الخط وفقا للقانون الدولي. ثانيا، الالتزام بعدم القيام بأعمال نفطية أو غازية وعدم البدء بأي أعمال تنقيب في حقل كاريش وفي المياه المحاذية.

 

وفي السياق، رأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن لا تراجع في موقف رئيس الجمهورية في عدم التوقيع على مرسوم الحدود البحرية، مشيرة إلى أنه أبلغ وكيل وزير الخارجية الأميركية بالموقف اللبناني لجهة عدم التفريط بالحقوق وشرح له المقاربة الرسمية لهذا الملف متحدثا أيضا عن أحقية لبنان في تطوير موقفه وهذا الموقف اللبناني سينقله هيل إلى المعنيين. وأوضحت المصادر أن المسؤول الأميركي أكد استعداد بلاده في المساعدة غير أن ما يجدر التوقف عنده هو كلام هيل عن الموضوع الحكومي والاستياء مما وصلت إليه الأزمة في لبنان والاتهام المباشر في سوء الإدارة في الوضع. ولاحظت أنه على الرغم من تكرار الموقف الأميركي حيال حزب الله إلا أن المسؤول الأميركي لم يضع تحفظات على الحكومة وهذه إشارة، فالمهم هو حكومة إصلاح ومعاقبة معرقلي الاصلاح.

 

3 – الملف الحكومي: علمت «اللواء» أن النقاش بين رئيس الجمهورية وهيل لم يدخل في تفاصيل الملف الحكومي لكن برزت رغبة مشتركة في الاستعجال في التأليف كي تنفذ الخطوات الإصلاحية.

 

وكان هيل قال: لطالما طالبنا قادة لبنان بإبداء مرونة كافية وتشكيل حكومة مستعدة وقادرة على العمل على عكس مسار الانهيار الجاري. لقد حان الوقت الآن لتشكيل حكومة وليس عرقلة قيامها، الآن هو وقت الإصلاح الشامل. فأميركا والمجتمع الدولي هم على استعداد للمساعدة. لكن لا يمكن المساعدة دون الشريك اللبناني. وأولئك الذين يواصلون عرقلة تقدم أجندة الإصلاح، يغامرون بعلاقتهم مع الولايات المتحدة وشركائها ويعرضون أنفسهم للاجراءات العقابية. أما الذين يعملون على تسهيل التقدم، فيمكنهم الاطمئنان لدعمنا القوي.

 

واضاف: بعد لقاء الرئيس عون: أتيت إلى لبنان لتأكيد التزام إدارة جو بايدن المستمر تجاه الشعب اللبناني ورغبتنا المشتركة في الاستقرار والازدهار في لبنان. أضاف:الشعب اللبناني يعاني. لأن القادة اللبنانيين فشلوا في الاضطلاع بمسؤوليتهم في وضع مصلحة البلد في المقام الأول ومعالجة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية المتصاعدة.

 

ومن السرايا، نقل هيل قلق الإدارة الأميركية إزاء عدم تشكيل حكومة جديدة، في وقت أكد الرئيس دياب حاجة البلاد إلى تشكيل حكومة لمعالجة مختلف الأزمات، والشروع بورشة إصلاحات، انطلاقًا من الخطة التي وضعتها حكومته.

 

وأفادت المعلومات ان هيل بحث مع دياب في عنوانين: اولاً تشكيل حكومة سريعاً، وتأكيد ان المجتمع الدولي لا يستطيع مساعدة لبنان من دون شريك له انطلاقاً من حكومة قادرة التواصل معه، وثانياً ترسيم الحدود للعمل على اعادة استئناف المفاوضات وفق مساحة 860 كلم.

 

واليوم يغادر هيل بيروت بعد لقاءات في بيروت، برفقة سفيرة الولايات المتحدة دوروثي شيا والوفد المرافق الذي ضم المساعدين دانييل نيومن وبنجمن أمبوري، شملت الرؤساء عون وبرّي ودياب، والبطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ورئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل ورئيس «حركة الاستقلال» ميشال معوض ومساء مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

 

وحسب معلومات تلفزيونية، فإن هيل استفسر عن الوضع المالي في لبنان، وقد أبلغه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أنه غير راض عن جملة من القضايا المالية من بينها اطلاق المنصة المرتبطة بالدولار، لكونها لن تحل المشكلة، معتبراً أن «الحل يأتي من خلال تأليف حكومة فاعلة».

 

لكن، مصرف لبنان نفى ان يكون حاكم المصرف رياض سلامة ابلغ وكيل وزارة الخارجية الاميركية السفير دايفيد هيل انه غير راض عن جملة من القضايا المالية ومن ضمنها اطلاق المنصة المرتبطة بالدولار.

 

وأكد في بيان أن هذا الخبر عار عن الصحة ولا يمت للحقيقة بشيء على الإطلاق، بل على العكس فإن مصرف لبنان هو الذي أعد المنصة ويعمل على اطلاقها بأسرع وقت.

 

وجاد هذا السجال عشية إطلاق منصة مصرف لبنان اليوم.

 

وقالت مصادر سياسية واكبت لقاءات رئيس دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الاميركية دايفيد هيل مع حزب الكتائب وحزب القوات اللبنانية ان النقاش تطرق إلى موضوع إجراء انتخابات نيابية مبكرة لترجمة رغبة الانتفاضة الشعبية التي جرت في التاسع عشر من تشرين بتغيير الطبقة السياسية، لمباشرة التغيير المطلوب وإجراء الاصلاحات اللازمة في مختلف مؤسسات الدولة. إلا أن هيل اعتبر ان  اجراء انتخابات مبكرة لا يحل المشكلة، والاولوية هي لتشكيل الحكومة الجديدة سريعا لكي تتولى معالجة الازمة المالية والاقتصادية التي يواجهها  لبنان من مختلف جوانبها وهذه الحكومة تتولى ايضا القيام بالاصلاحات الهيكلية المطلوبة في مختلف الوزارات وادارات الدولة.

 

من جهة ثانية لاقى تصريح هيل في القصر الجمهوري بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون والمواقف التي اطلقها ضد حزب الله استياء بالغا من مؤيدين للحزب، بسبب عدم صدور اي موقف عن الرئاسة الاولى، يستنكر هذه المواقف او يرفضها على الاقل، الامر الذي يعتبر وكأنه بمثابة تأييد لها، وهو ما لا يوافق الحزب عليه.

 

الحريري في موسكو

 

على صعيد الاتصالات الخارجية، خلافاً للبرنامج الموزع، استعيض عن اللقاء الذي كان مقررا بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس الحريري بمكالمة هاتفية، لأسباب تردّد انها تتعلق بإجراءات تتصل بكورونا في الكرملين، وحفاظاً على صحة بوتين الذي تلقى قبل أيام الجرعة الثانية من اللقاح.

 

وجرى الاتصال من مقر الضيافة التابع لوزارة الخارجية الروسية عبر تقنية الترجمة الفورية استمر خمسين دقيقة وبحضور المسؤولين في الوزارة والمبعوث الخاص للرئيس الحريري الى روسيا جورج شعبان، تناول مجمل الأوضاع في لبنان والمنطقة.

 

وحسب المكتب الاعلامي للحريري، تركز اللقاء الذي وصفته مصادر الوفد اللبناني بالممتاز، على موضوع الأزمة الحكومية في لبنان، وتم التشديد خلاله على ضرورة تشكيل الحكومة الجديدة في أسرع وقت ممكن.

 

كما تطرق البحث إلى آفاق التعاون بين لبنان وروسيا في مجال مكافحة جائحة كورونا وإمكانية تزويد روسيا للبنان بكميات من اللقاح اللازم. وتم التفاهم على مواصلة البحث بين الجانبين الروسي واللبناني للاستفادة من الدعم الروسي للبنان في مختلف المجالات وتسهيل الأرضية أمام الشركات الروسية للاستثمار في لبنان والشركات اللبنانية للاستثمار في روسيا.

 

وكان الكرملين قد أعلن في بيان له «ان الرئيس الحريري أطلع الرئيس بوتين على تطورات الوضع الداخلي في لبنان، كما على الإجراءات المبدئية من أجل تشكيل الحكومة الجديدة وتخطي الأزمة الاقتصادية. وتم التأكيد من قبل الجانب الروسي على موقف روسيا المبدئي في دعم سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه.

 

كذلك تناول البحث المسائل الاقليمية الملحة، واستعداد الجانبين للعمل المشترك من أجل تهيئة الظروف الملائمة لعودة اللاجئين السوريين الموجودين في لبنان.

 

أضاف البيان: ان الجانبين تطرقا الى عدد من قضايا التعاون المشترك، مشددين على ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وتفعيل الاتصالات بين الهيئات المختصة في مجال مكافحة عدوى فيروس كورونا، بما في ذلك تزويد لبنان بلقاحات روسية.

 

وفي المعلومات أيضا أن الرئيس بوتين أبدى اهتماما بتوسيع التبادل التجاري مع لبنان والمساهمة في استثمارات في قطاع النفط والغاز والكهرباء والبنى التحتية المختلفة، كما جرى حديث في إمكانية إيجاد إطار للتعاون بين رجال أعمال من البلدين وتطرق الحديث أيضا إلى وضع الطلاب اللبنانيين في روسيا وعودة شركة aeroflot لتشغيل خط الطيران بين موسكو وبيروت.

 

وأجرى  الحريري بعد الظهر محادثات مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين في مقر رئاسة الوزراء الروسية، تناولت آخر التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.وقال الحريري خلال اللقاء:  لبنان اليوم يعيش في ضائقة اقتصادية واجتماعية وصحية صعبة جدا، زادها وطأة تفشي فيروس كورونا، ونحن نأمل منكم مساعدة لبنان في تأمين اللقاح الروسي الذي أثبت فعاليته، للبنانيين والمقيمين، خاصة وأنه لدينا كما تعلمون نحو مليون ونصف المليون لاجئ.

 

وأضاف: صعوبة الوضع الآن هي في تشكيل حكومة من الأخصائيين لكي نقوم بكل الإصلاحات المطلوبة. ولكن حين نشكل الحكومة ونجري الإصلاحات اللازمة، نريدكم أن تعلموا أننا نرغب برؤية كل الشركات الروسية تأتي إلى لبنان لكي تستثمر فيه في المرافق الموجودة، سواء الكهرباء أو المرافئ أو الطرقات أو كل ما يتعلق بالبنى التحتية.

 

ويلتقي الحريري اليوم وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف.

 

العودة إلى التعليم

 

تربوياً، أعلن وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب العودة إلى التعليم المدمج، بدءاً من 21 نيسان الجاري، على ان تجري الامتحانات الرسمية للشهادات في مرحلة التعليم الثانوي بدءاً من 26 تموز المقبل، مع إدخال تعديلات على المقررات.

 

وفي سياق متصل، صدر عن جمعية مصارف لبنان: بعد مراجعة إحصاءات المصارف العاملة، تبين أنه في خلال العامين الدراسيين 2019-2020 و2020-2021، قامت المصارف بتحويلات مالية الى الطلاب اللبنانيّين في الخارج بقيمة إجمالية قدرها 240 مليون دولار أميركي، وقد استفاد من هذه التحويلات زهاء 30 ألف طالب لبناني توافرت فيهم الشروط المطبقة».

 

504800 إصابة

 

صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 2501 إصابة جديدة بفايروس كورونا و31 حالة وفاة في الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 504800 إصابة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2020.

 

***********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

«تجميد» مرسوم التعديل… عون يبرر التراجع… الى استراتيجية بري درّ!

 هيل يتبنى موقف الحريري: ليشكل حكومة واسقطوها في مجلس النواب

 الدبلوماسي الاميركي «يهوّل» بتصعيد «اسرائيلي» : الوضع «هش» جنوباً؟

 ابراهيم ناصرالدين

 

علَّق مرسوم تعديل الحدود البحرية الى اجل غير مسمى، لا توقيع رئاسي ولا عقد جلسة حكومية استثنائية، والاهم ان احدا لا يملك اجابات واضحة حول خلفية حرب «طواحين الهواء» وحملات التخوين التي سبقت وصول المرسوم الى بعبدا قبل تجميد عملية التوقيع. التبرير الرئاسي والوعود بحفظ حقوق لبنان، لم تكن تحتاج الى كل ما سبق، خصوصا ان رئيس الجمهورية ميشال عون تبنى عمليا ما كان يرفضه سابقا اي اقتراح رئيس مجلس النواب نبيه بري القائل بالتمسك باتفاق الاطار وابلاغ الامم المتحدة بالموقف اللبناني دون اصدار مراسيم ملزمة تؤدي الى نسف عملية التفاوض، فما الذي حصل حتى عدنا الى نقطة البداية؟ لا جواب… طبعا وجود وكيل وزير الخارجية الاميركية ديفيد هيل في بيروت كان له وقعه على مسار الترسيم، فواشنطن متمسكة بموقفها الرافض لاقدام الجانب اللبناني على اي خطوة أحادية الجانب، ووفقا لمعلومات «الديار» حذر هيل في بعبدا من ان خطوة تعديل الترسيم ستؤدي الى انهيار عملية التفاوض، ناصحا «بخبث» بعدم الاقدام على خطوات غير مدروسة في توقيت شديد الحساسية في المنطقة حيث تدور حرب «مستترة» في البحر بين اسرائيل وايران، لافتا في كلام تحذيري مباشر يحمل «رسائل» اسرائيلية الى لبنان بأن الهدوء على الحدود الجنوبية يبقى هشّا، وغير مستقر ومعرض للاهتزاز في حال حصول استفزازات في غير مكانها. وهو ما اعتبرته مصادر معنية بالملف بأنه مجرد تهويل بعيد عن الواقع.

 

هيل الذي لم ينس التحريض على حزب الله من القصر الجمهوري، تحدث بلغة تصعيدية اتجاه على سوريا رافضا اعطاء اي اشارة ايجابية حيال حصول لبنان على استثناءات في اطار تطبيق قانون قيصر… اما حكوميا، فكان واضحا تبني الدبلوماسي الاميركي لموقف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي سبق ووضعه في اجواء زيارته الى روسيا مستفسرا عما اذا كان في الامر «استفزازا» للادارة الاميركية في ظل التصعيد المتبادل بين واشنطن وموسكو، الا ان الدبلوماسي الاميركي طمأنه الى عدم «مبالاة» الولايات المتحدة بالدور الروسي في لبنان كونه محدود وغير فاعل! وقد دعا هيل الرئيس عون الى اطلاق يد الحريري في تشكيل الحكومة، وبعدها لتسقط في المجلس النيابي!   

 

كلام هيل حول موسكو  فسرته أوساط مطلعة على انه «قوطبة» على ما يحكى عن تحرك روسي – فرنسي مرتقب الاسبوع المقبل لتحريك «المياه» الراكدة حكوميا، مع العلم ان توبيخ الدبلوماسي الاميركي للمسؤولين اللبنانيين يبقى محل تساؤل كبير لان الادارات الاميركية السابقة كانت الداعمة الاولى للطبقة السياسة الحاكمة والتي لم تتغير في سلوكها وكانت تحظى بالحماية ولا تزال، وكان لافتا في هذا الاطار زيارة هيل الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في منزله حيث استبقاه على الغذاء، وفي ذلك «رسالة» دعم اميركي للحاكم حيث استفسر الدبلوماسي الاميركي منه عن الوضع الاقتصادي والمالي، فابدى سلامة عدم رضاه عن عدد من الاجراءات التي تفرض عليه بالسياسة وآخرها منصة صرف الدولار التي يرى فيها انها لن تحل أزمة انهيار العملة الوطنية، مشددا ان لا حل الا بتشكيل حكومة.

 

 لا أحد يخونني!

 

في هذا الوقت، برر رئيس الجمهورية ميشال عون امام زواره عدم توقيعه على المرسوم بالتاكيد ان المسألة ليست دستورية وانما موقف مبدئي لانه لا يريد ان يتهم يوما ما بانه خائن..واشار الى ان التوقيع يعني اقرارا نهائيا بان هذه هي حدود لبنان البحرية واي تراجع عنها سيكون بمثابة خيانة وطنية، ولن يقبل ان «يخونني احد»، يقول عون الذي يعتبر صدور المرسوم بمثابة اعلان حرب، ولذلك من الافضل ترك الامور لعملية التفاوض!

 

العودة الى اقتراح بري؟

 

وفي هذا السياق، استغربت اوساط سياسية بارزة، الموقف المستجد للرئيس ميشال عون، وتساءلت عن سبب خوضه معركة تخوين الاخرين لدفعهم لتوقيع المرسوم ثم تراجع هو عن ذلك! مع العلم انه سبق وتبلغ موقفا واضحا وصريحا من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري اكد فيه عدم صوابية توقيع المرسوم لان التراجع لاحقا سيكون بمثابة التخلي عن الثروات اللبنانية، واقترح الاكتفاء بارسال رسالة الى الامم المتحدة لتثبيت ان المنطقة البحرية متنازع عليها، وهو امر كاف يؤدي الى وقف اي عملية تنقيب اسرائيلية في تلك المنطقة، ثم تحسم الحقوق وتحدد من خلال عملية التفاوض غير المباشر، لكن البعض يهوى خوض المعارك الخاسرة، وبعد حملة من التخوين المبرمجة ضد الآخرين، عاد لتبني موقف رئيس مجلس النواب الذي كان بالامكان تبنّيه بعيدا عن كل هذا الصخب، خصوصا ان الرئيس عون لم يحقق أي أرباح سياسية تذكر، بل وضع نفسه في دائرة الاتهام «بمحاباة» الاميركيين، الا اذا كان الانتصار بالنسبة اليه يتحقق من خلال معادلة «الامر لي»؟!

 

 موقف حزب الله من الترسيم؟

 

في هذا الوقت، كان لافتا ولا يزال عدم دخول حزب الله في «لعبة» المناكفات الداخلية حول توقيع مرسوم تعديل الحدود البحرية، ووفقا لمصادر مقربة من الحزب، اثبتت الاحداث ان ما قام به هو «عين الصواب» لان الحروب «الدونكيشوتية» التي خيضت من قبل الاطراف الداخلية على ملف شديد الحساسية انتهى الى ضياع الحقيقة، وكذلك المسؤوليات حول ملف كان بالامكان علاجه «برسالة» الى الامم المتحدة توقف التنقيب الاسرائيلي وتخضع المنطقة المتنازع عليها للتفاوض، ومن غير المعروف حتى الان ما الذي حتم فتح كل تلك المعارك الداخلية ومعها حملات التخوين المتبادلة لينتهي الامر في النقطة التي بدأ منها؟! اما حزب الله فما يزال على موقفه الثابت منذ اليوم الاول لانطلاق عملية التفاوض، ما تقرّه الدولة اللبنانية كحدود يرتب على المقاومة مسؤولية الدفاع عنها، ونقطة على اول السطر. اما استخدام هذا الملف في «حرب الزواريب» الضيقة في الداخل اللبناني فتبقى دون طائل وتضعف الموقف اللبناني على «طاولة» المفاوضات.

 

 عون لن يوقع؟

 

وعلم في هذا السياق ان الرئيس عون ابلغ الدبلوماسي الاميركي عدم نيته توقيع مرسوم التعديل، واوحى له ان الحكومة لن تعقد جلسة استثنائية للقيام بذلك، ما يعني ان الامور ستبقى على حالها وسيتم حلها من خلال عملية التفاوض، مع التمسك بعدم التفريط بالحقوق اللبنانية. وجاء في بيان صادر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية بعد المحادثات ان رئيس الجمهورية ميشال عون أهمية الاستمرار في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل واستكمال الدور الأميركي من موقع الوسيط النزيه والعادل، مؤكداً أنه «يحق للبنان أن يطوّر موقفه وفقاً لمصلحته وبما يتناسب مع القانون الدولي ووفقاً للأصول الدستورية». وقد طلب عون أولاً، باعتماد خبراء دوليين لترسيم الخط وفقاً للقانون الدولي. ثانياً، التزام عدم القيام باعمال نفطية أو غازية وعدم البدء بأي أعمال تنقيب في حقل كاريش وفي المياه المحاذية. وكذلك اكد الرئيس عون أنه مؤتمن على السيادة والحقوق والمصالح ولن يفرّط بها، ويريد تجنيب لبنان أي تداعيات سلبية قد تتأتى عن أي موقف غير متأن. وهو يبذل كل الجهود ليكون ترسيم الحدود موضع توافق بين اللبنانيين وليس موضع انقسام بهدف تعزيز موقف لبنان في المفاوضات.

 

 هيل يحذر من التصعيد جنوباً

 

ووفقا لمصادر مطلعة، حاول رئيس الجمهورية استكشاف الأسباب الكامنة وراء تعثر استئناف المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أميركية، طالبا من واشنطن الضغط على اسرائيل للعودة الى المفاوضات مع احتفاظ لبنان بتحصيل حقوقه وفق القوانين المرعية الاجراء، وطرح في هذا السياق ادخال خبراء دوليين لتحديد الترسيم النهائي. من جهته وافق هيل على الفكرة واعدا بنقلها الى الجانب الاسرائيلي، لكنه حذر من الوضع الدقيق على الحدود الجنوبية، لافتا الى ان احتمالات التصعيد تبقى قائمة في ظل الوضع المعقد في المنطقة الا ان بلاده لا تحبذ اتخاذ لبنان اجراءات أحادية الجانب، ودعا صراحة الى عدم اقرار اي تعديلات على خط الترسيم البحري لان ذلك لن يؤدي الى تعقيد المفاوضات وانما انهيارها. وفي هذا السياق، تشير المعلومات الى ان الادارة الاميركية تعمل على تعيين موفدين جدد الى مفاوضات الترسيم، وقد لا يبقى السفير الاميركي جون دوروشير على رأس الفريق المفاوض.

 

 «تهويل» يتناقض مع الواقع؟

 

ويأتي «تهويل» هيل من التصعيد الاسرائيلي، بعد معلومات اميركية لصحيفة نيويورك تايمز اشارت الى ان الاسرائيليين ابلغوا الاميركيين عدم نيتهم المضي في المواجهة البحرية مع ايران، ولهذا ترى مصادر دبلوماسية في بيروت ان كلام هيل مجرد تهديد فارغ لدفع اللبنانيين للتراجع عن حقوقهم ، خصوصا بعدما كشفت وسائل إعلامٍ اسرائيلية، عن تحذيرات مماثلة تلقتها القيادات في السياسية الاسرائيلية من مصادر امنية تفيد بوجوب التهدئة مع إيران، لان التصعيد سيتحول الى معركة خاسرة.

 

 اسرائيل تخشى التصعيد!

 

ونقل موقع «واللا» الاسرائيلي عن مصدرٍ امني قوله بشأن «الحرب البحرية» الجارية مع ايران، إن التقديرات الإسرائيليّة غير الصحيحة أدت إلى كشف الاستهدافات البحرية للسفن الإيرانية وحولتها إلى معركة علنية، وكل هذا بسبب والتقديرات غير الصحيحة من قبل الجيش الإسرائيلي. وأكد المصدر الامني على ضرورة التهدئة مع إيران لأنها معركة خاسرة، مستشهداً بمهاجمة سفينةٍ إسرائيليّةٍ بالقرب من الإمارات، الثلاثاء.

 

وبحسب تلك الاوساط، تبيّن من المعلومات ان عرقلة إبحار ناقلات النفط جرى لفترةٍ طويلةٍ بشكلٍ سريٍّ وضمن مساحة الإنكار، لكن في لحظة معينة وبسبب تقديرات غير صحيحة ونشاطات استثنائية قام بها الجيش الإسرائيلي لم تعد هذه المعركة سرية وتحولت إلى علنية، ونتيجة انفضاح أمر الاستهدافات الإسرائيلية صار الإيرانيون يضطرون إلى الإفادة عنها في وسائل الإعلام ونتيجة لهذه الحوادث يمكن الافتراض أنّ الإيرانيين زادوا من حماية سفنهم.

 

ووصف المصدر الأمني ان مهاجمة السفينة الإيرانية «سافيز» في البحر الأحمر، كان «خطأ»، موضحاً أنّ من هاجمها لم يقدّر بشكلٍ صحيحٍ العواقب وتدنّي أهميتها في نظر الإيرانيين، وارتكبَ خطأً باعتبارها هدفاً. والان الايرانيون سوف يردّون وبشكل اكثر كثافة.

 

من جهتها اشارت  قناة «كان» الإسرائيليّة ان السيناريوهات المطروحة التي تخشاها المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة، في «الحرب البحرية» مع إيران، ستكون نتائجها وخيمةً جدًا على إسرائيل، فيما اعتبرت القناة الـ12 اعتمادًا على مصادر رفيعةٍ في تل أبيب، أنّه «في الحرب البحريّة مع إيران، وضعت إسرائيل نفسها في مكان هي الأضعف».

 

 «سجال» حكومي بين هيل وعون!

 

حكوميا، كشفت مصادر مطلعة على زيارة هيل ان الدبلوماسي الاميركي الذي دعا الى الإسراع بتشكيل الحكومة، حذر باسلوب دبلوماسي الرئيس ميشال عون من التمادي في تعطيلها، ووفقا للمعطيات حمّل هيل فريق الرئيس عون مسؤولية تأخير «الولادة» الحكومية، وتحدث بصراحة مطلقة طالبا اطلاق يد الرئيس المكلف سعد الحريري بتشكيلها، فرد عليه الرئيس قائلا، لا يمكن ذلك لان الحكومة معرضة للسقوط في مجلس النواب اذا لم تتم استشارة الكتل الرئيسية، فكان جواب هيل مباشرا ومفاجئا، وقال «عندها لتسقط في مجلس النواب فتصبح حكومة تصريف اعمال!».

 

وفيما اعاد الرئيس عون تحميل الرئيس المكلف سعد الحريري مسؤولية عدم تأليف الحكومة من خلال تجاوز المعايير الميثاقية في التأليف وتفضيله الرحلات الخارجية على الحوار الداخلي البناء، حذر هيل من اضاعة الوقت، وفي «غمز» من «قناة» الرئاسة الاولى دعا الى مراجعة كل طرف لحساباته وعدم الوقوف امام المصالح الشخصية والتخلي عن الشروط المعرقلة لتاليف حكومة تتوافق مع متطلبات المجتمع الدولي لمساعدة لبنان.

 

في المقابل حمّل الرئيس الادارة الاميركية السابقة جزءا من المسؤولية في العرقلة من خلال العقوبات التي تم فرضها على مسؤولين لبنانيين بعضهم يمثل شريحة كبيرة من الشعب اللبناني، في اشارة الى العقوبات على رئيس «تكتل لبنان القوي» جبران باسيل، الا ان الدبلوماسي الاميركي سارع الى اهمال الاشارة وانتقل بالبحث الى مسألة ترسيم الحدود البحرية.

 

 توبيخ القيادات اللبنانية!

 

من جهته كرر هيل من قصر بعبدا اللازمة الفرنسية المعتادة بتوبيخ القيادات اللبنانية، وقال «أن الشعب اللبناني يعاني لأن القادة اللبنانيين فشلوا في الاضطلاع بمسؤوليتهم في وضع مصلحة البلد في المقام الأول ومعالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المتصاعدة»، قائلاً «فالناس فقدوا جنى عمرهم ولم يعد بإمكانهم الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية، وهم يكافحون من أجل إطعام أسرهم».

 

وأضاف «لطالما طالبنا قادة لبنان بإبداء مرونة كافية وتشكيل حكومة مستعدة وقادرة على العمل على عكس مسار الانهيار الجاري. لقد حان الوقت الآن لتشكيل حكومة وليس عرقلة قيامها، الآن هو وقت الإصلاح الشامل. فأميركا والمجتمع الدولي هم على استعداد للمساعدة. لكن لا يمكن المساعدة دون الشريك اللبناني. وأولئك الذين يواصلون عرقلة تقدم أجندة الإصلاح، يغامرون بعلاقتهم مع الولايات المتحدة وشركائها ويعرّضون أنفسهم للاجراءات العقابية. أما الذين يعملون على تسهيل التقدم، فيمكنهم الاطمئنان لدعمنا القوي». وكالعادة لم ينس هيل توجيه الاتهامات الى حزب الله متهما اياه بتكديس الاسلحة  الخطرة والتهريب والأنشطة غير المشروعة والفاسدة الأخرى يقوّض مؤسسات الدولة الشرعية. واعرب هيل عن استعداد بلاده لتسهيل المفاوضات بشأن الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل على الأسس التي بدأناها في هذه المباحثات. هذه المفاوضات لديها إمكانية فتح الأبواب أمام فوائد اقتصادية كبيرة للبنان، وهذا أمر بالغ الأهمية على خلفية الأزمة الاقتصادية الحادة التي تواجهها البلاد. ويمكن، عند الاقتضاء، استقدام خبراء دوليين للمساعدة في اطلاعنا جميعاً».

 

 دعم اميركي للجيش؟

 

في هذا الوقت، وفي ظل معلومات عن اتجاه اميركي لتقديم مساعدة تقدر بـ 60 مليون دولار لدعم الجيش في ظل الازمة المالية الحادة في البلاد،علم ان هيل اطلع من قائد الجيش العماد جوزيف عون على وضع المؤسسة العسكرية، ووجه الى عدة اسئلة حول حاجات الجيش في ظل انخفاض قيمة الانفاق داخل المؤسسة مركزا على المهمات العملانية ومدى تأثرها بالوضع الاقتصادي السيىء. وقد وعد الدبلوماسي الاميركي برفع التوصيات اللازمة للتسريع بالمساعدات غير المرتبطة بتشكيل حكومة جديدة، مجددا الدعم غير مشروط للمؤسسة العسكرية.

 

الحريري يضغط خارجيا

 

في هذا الوقت، يملأ الرئيس المكلف سعد الحريري الوقت بزيارات خارجية يحاول من خلالها الضغط على رئيس الجمهورية ميشال عون الذي تشير أوساطه الى انه ليس في وارد التنازل عن مواقفه مهما بلغت الضغوط الداخلية والخارجية، وقد باشر الرئيس المكلّف سعد الحريري محادثاته في موسكو التي وصلها الأربعاء، وفيما كان مقررا ان يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تم الاستعاضة عن اللقاء باتصال هاتفي جرى خلاله البحث بالتطورات اللبنانية الداخلية، واكد بوتين على موقف روسيا المبدئي في دعم سيادة لبنان واستقلاله ‏ووحدة أراضيه كذلك تناول البحث المسائل الإقليمية الملحة واستعداد الجانبين للعمل المشترك من أجل تهيئة ‏الظروف الملائمة لعودة اللاجئين السوريين المتواجدين في لبنان. وأوضح بيان روسي «أن الجانبين تطرقا إلى عدد من قضايا التعاون المشترك»، مشددين وتم التاكيد على  ضرورة ‏تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وتفعيل الاتصالات بين الهيئات المختصة في ‏مجال مكافحة عدوى فيروس كورونا بما في ذلك تزويد لبنان «باللقاحات».

 

«اخلاءات» المرفا

 

في خطوة قضائية متوقّعة بعد 7 أشهر على التوقيف، وبعد مطالبة أهالي بعض الموقوفين بالإفراج عن عدد من الضباط والمديرين العامين الذين قاموا بواجباتهم في ما يتعلق بالتخلّص من نيترات الأمونيوم ولا يتحمّلون مسؤولية عدم استجابة الرؤساء على الفور لكتبهم ومراسلاتهم، قرر المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار إخلاء سبيل عدد من الموقوفين وهم: الرائد في أمن الدولة جوزيف النداف، الرائد في الأمن العام شربل فواز، الرقيب أول الجمركي الياس شاهين، الرقيب أول الجمركي خالد الخطيب، جوني جرجس ومخايل المر، وردّ طلبات بقية الموقوفين وعددهم 19 بينهم المدير العام للجمارك بدري ضاهر وسلفه شفيق مرعي.

 

 

********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

هيل: قادة لبنان فشلوا .. والحزب يمنع قيام الدولة  

 

أكد وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد هيل أن سوء الادارة في لبنان أدى الى الحال المتردي الذي وصلت إليه الاوضاع، مشيرا الى أنه «حان الوقت لتشكيل حكومة توقف الإنهيار وأميركا مستعدة للمساعدة ولكنها تريد لمس الإصلاحات»، مشددا على التزام حكومة بلاده موضوع لبنان، واعلن أن الشعب اللبناني يعاني لأن القادة فشلوا في معالجة المشكلات الإجتماعية والاقتصادية المتصاعدة. وأشار إلى أن «حزب الله والنشاطات غير الشرعية تمنع قيام دولة سالمة كما أن إيران تمول ذلك»، واعلن انه بلاده «مستعدة  لتسهيل المفاوضات على الحدود البحرية التي ستكون لها منافع اقتصادية لمعالجة الأزمة».

 

في بعبدا: واصل المسؤول الأميركي جولة لقاءاته في بيروت برفقة سفيرة الولايات المتحدة دوروثي شيا والوفد المرافق الذي ضم المساعدين دانييل نيومن وبنجمن أمبوري، واستهلها بزيارة قصر بعبدا، حيث التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي اكد خلال اللقاء «أهمية الاستمرار في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل واستكمال الدور الأميركي من موقع الوسيط النزيه والعادل»، مشيرا الى أنه «يحق للبنان أن يطور موقفه وفقا لمصلحته وبما يتناسب مع القانون الدولي ووفقا للأصول الدستورية».

 

وطالب الرئيس عون باعتماد خبراء دوليين لترسيم الخط والالتزام بعدم القيام بأعمال نفطية أو غازية وعدم البدء بأي أعمال تنقيب في حقل كاريش وفي المياه المحاذية»، مؤكداً انه لن يفرط «بالسيادة والحقوق والمصالح اللبنانية»، مشدداً على «ضرورة ان يكون ترسيم الحدود موضع توافق بين اللبنانيين».

 

بعد اللقاء، قال هيل في بيان:

 

أضاف: «الشعب اللبناني يعاني. لأن القادة اللبنانيين فشلوا في الاضطلاع بمسؤوليتهم في وضع مصلحة البلد في المقام الأول ومعالجة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية المتصاعدة. فالناس فقدوا جنى عمرهم ولم يعد بإمكانهم الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية، وهم يكافحون من أجل إطعام أسرهم».

 

وتابع: «كنت قد زرت لبنان في كانون الأول من العام 2019 ومرة أخرى في آب 2020. وسمعت حينها دعوة الى التغيير، لا لبس فيها، من قبل لبنانيين من كل الخلفيات. هذه المطالب هي عالمية: كالشفافية، والمساءلة، ووضع حد للفساد المستشري، وسوء الإدارة الذي تسبب في مثل هذه الصعوبات. لو تمت تلبية هذه المطالب، لكان لبنان اليوم على طريق تحقيق إمكاناته الهائلة. ومع ذلك، لم يحرز حتى الآن سوى تقدم ضئيل للغاية. الأوان لم يفت بعد».

 

واردف: «لطالما طالبنا قادة لبنان بإبداء مرونة كافية وتشكيل حكومة مستعدة وقادرة على العمل على عكس مسار الانهيار الجاري. لقد حان الوقت الآن لتشكيل حكومة وليس عرقلة قيامها، الآن هو وقت الإصلاح الشامل. فأميركا والمجتمع الدولي هم على استعداد للمساعدة. لكن لا يمكن المساعدة دون الشريك اللبناني. وأولئك الذين يواصلون عرقلة تقدم أجندة الإصلاح، يغامرون بعلاقتهم مع الولايات المتحدة وشركائها ويعرضون أنفسهم للاجراءات العقابية. أما الذين يعملون على تسهيل التقدم، فيمكنهم الاطمئنان لدعمنا القوي».

 

اضاف: أن «تكديس حزب الله للأسلحة الخطرة والتهريب والأنشطة غير المشروعة والفاسدة الأخرى يقوض مؤسسات الدولة الشرعية. إنه يسلب من اللبنانيين القدرة على بناء بلد مسالم ومزدهر. وإيران هي التي تغذي وتمول هذا التحدي للدولة وهذا التشويه للحياة السياسية اللبنانية. هذا يأخذني إلى موضوع تجديد المفاوضات الأميركية حول برنامج إيران النووي. إن العودة المتبادلة إلى الامتثال للاتفاق النووي مع إيران تصب في مصلحتنا وفي مصلحة الاستقرار الإقليمي، لكنها لن تكون سوى بداية عملنا. فيما نتطرق إلى العناصر الأخرى لسلوك إيران المزعزع للاستقرار، لن تتخلى أميركا عن مصالحها وأصدقائها في لبنان».

 

وختم: «وأخيرا، أود كما فعلت اليوم، أن أعيد القول أن أميركا تقف على أهبة الاستعداد لتسهيل المفاوضات بشأن الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل على الأسس التي بدأناها في هذه المباحثات.

 

في السراي: بعدها انتقل هيل والوفد المرافق الى السراي، حيث التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وبحث معه في الوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، وذلك بحسب بيان للرئاسة.

 

في بكركي: ثم انتقل وكيل الخارجية الأميركية برفقة شيا،  الى بكركي، حيث التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

 

وأبدى هيل «اهتماما بطروحات الراعي ومواقفه»، واستمع منه إلى «شرح مفصل حول الحياد والمؤتمر الدولي».

 

وأكد الراعي «ضرورة ألا تأتي الحلول بنتيجة المفاوضات في المنطقة على حساب لبنان».

 

كما سلم هيل مذكرة تضمنت المواضيع المذكورة، إضافة الى موضوع النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين وضرورة تطبيق القرارات الدولية ودعم لبنان لتخطي الأزمة الاقتصادية الحالية الخانقة.

 

في معراب: ومن بكركي توجه هيل برفقة شيا الى معراب، حيث التقى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في المقر العام للحزب، في حضور رئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب الوزير السابق ريشار قيومجيان. وتباحث المجتمعون في آخر التطورات السياسية في البلاد والمنطقة.

 

الجميل ومعوض: كما زار هيل والوفد المرافق  رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل، بحضور الوزير السابق آلان حكيم، رئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب الدكتور ميشال أبي عبدالله ومنسق العلاقات الخارجية في الحزب مروان عبد الله، وتم البحث في آخر التطورات بلبنان والمنطقة.

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram