افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 30 نيسان 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 30 نيسان 2021

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة النهار

 

 فرنسا تطلق آلية العقوبات ضد معطّلي الحل

 

باستثناء العامل الجديد الذي طرأ مع تحريك ملف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بين لبنان وإسرائيل وعودتها في الأيام القليلة المقبلة، والذي كشفته “النهار” امس، تتجه البلاد الى جمود سياسي ممدد مع العطلة الطويلة التي تبدأ اليوم وتنتهي الثلثاء المقبل لمناسبة عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي وكذلك لمناسبة عيد العمل. واذا كانت معطيات تناولت في اليومين الأخيرين جهودا ومشاورات ناشطة جديدة بين بكركي و”بيت الوسط ” عقب عودة الرئيس المكلف سعد الحريري الى بيروت حول أفكار مطروحة لتعديلات على مشروع التركيبة الحكومية العتيدة، فان المعلومات الموثوقة المتوافرة حول الملف الحكومي امس، أكدت ان لا وجود لأي رهان واقعي يستدعي انعاش الآمال جدياً في إمكان تحريك الجمود القائم وان الوضع لا يزال على حاله ولو ان أصحاب الإرادات المتمسكة بعدم التراجع امام الانسداد يمضون قدما في محاولاتهم.

 

ومع ان التواصل مستمر فعلا بين البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي والرئيس الحريري ان عبر اتصالات مباشرة او عبر موفدين، فان المعلومات المتوافرة في هذا السياق لم تؤكد ما تردد على نطاق واسع أخيرا ان البحث انتقل الى صيغة الـ  24 وزيرا بديلا من صيغة الـ 18، بل ان أي عودة الى تفاصيل التركيبة الحكومية المفترضة لم تحصل بعد، وهي تنتظر إشارات خضراء عدة لا يبدو انها اضيئت ولا يعرف متى واذا كانت ستضاء في وقت قريب. وقد يكون اكثر ما يثير الخشية من التمديد الطويل بعد للافراج عن أي مسعى جدي لتشكيل الحكومة ما بدأ يترسخ كانطباع ثابت لدى أوساط ديبلوماسية غربية وعربية كما لدى اوساط سياسية لبنانية من ان لبنان صار رهينة بالكامل لاعتبارات إقليمية مرتبطة بالتطورات الجارية بين ايران والولايات المتحدة والغرب عموما بما يستبعد معه أي تطور إيجابي لجهة الملف الحكومي قبل الانتخابات الإيرانية وجلاء الاتجاهات المرتبطة بالملف النووي الإيراني. ولفتت هذه الأوساط الى ان تركيز العهد وحلفائه على اتهام الرئيس المكلف بتجميد التأليف بزعم انتظار موافقة المملكة العربية السعودية على تسهيل طريقه يرتبط عمليا بمحاولات حجب الحقائق والتستر عليها وترك العهد يلعب الدور الشكلي الأساسي في التعطيل فيما يسنده جوهريا “حزب الله” في لعبة توزيع أدوار مكشوفة ولم تعد تخفى على كل الدول المعنية بمراقبة الوضع في لبنان. ولعل هذا العامل لعب دوراً أساسياً في اندفاع الولايات المتحدة الى إعادة تحريك المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل على نحو لم يتوقعه احد وذلك من باب اقفال نوافذ التوترات الإقليمية الإضافية التي تخدم مصالح دول كإيران التي توظف الساحة اللبنانية في حساباتها وصراعاتها وصفقاتها الدولية.

 

لودريان

اما  الموقف الأبرز على المستوى الخارجي ولو لم يكن مفاجئا فكان لوزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان من خلال إعلانه امس بدء تنفيذ إجراءات تقييد دخول مسؤولين لبنانيين متورطين في عرقلة تشكيل الحكومة الى الأراضي الفرنسية. وقال في هذا السياق في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية مالطا “هناك موضوع إقليمي نطرحه بانتظام وهو الوضع في لبنان الذي أود أن أتحدث عنه ببضع كلمات. إنها قضية إقليمية، إنها قضية متوسطية، إنها مسألة أوروبية.  إنك تعلم التدهور الخطير للوضع الاقتصادي والاجتماعي والإنساني وحقيقة أن القادة السياسيين يواصلون عرقلة تشكيل حكومة كفوءة قادرة على إصلاح البلاد.  أعني هنا كما قلت بالفعل خلال زيارتي السابقة عندما كنت عائدًا من لبنان، لقد أدليت ببعض التعليقات الجادة حول الوضع في هذا البلد.  أود أن أقول ذلك مرة أخرى هنا: يجب أن يفهم المسؤولون عن الانسداد أننا لن نظل مكتوفين .  لقد بدأنا مناقشات مع شركائنا الأوروبيين حول الأدوات المتاحة لنا لزيادة الضغط على اللاعبين في النظام السياسي الذين يعرقلون مخرجًا من الأزمة.  وعلى الصعيد الوطني، بدأنا تنفيذ إجراءات تقييدية من حيث الوصول إلى الأراضي الفرنسية ضد الشخصيات المتورطة في الانسداد السياسي الحالي أو المتورطة في الفساد.  ونحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات إضافية ضد كل من يعيق الخروج من الأزمة ، وسنفعل ذلك بالتنسيق مع شركائنا الدوليين”.

 

باسيل في موسكو

في غضون ذلك اجرى رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل محادثات في موسكو امس مع نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ثم مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وعرض في مؤتمر صحافي عناوين فضفاضة عدة قال انه بحثها مع لافروف وبوغدانوف ومنها “مشرقية لبنان ووجوب انشاء السوق المشرقية التي تضمّ لبنان وسوريا والعراق والاردن (وفلسطين طبعاً عند انشاء الدولة) وحماية التنوّع والأقليّات في المنطقة وخصوصيّة لبنان ودور المسيحيين المتناصف فيه”. وقال ان “لبنان اليوم، نتيجة الضغوط عليه ونتيجة الفساد في داخله انهار، وتلزمه إصلاحات جذرية وبنيويّة لإنهاضه. وهذا يتطلّب قراراً سياسياً لبنانياً غير مكتملة عناصره، ويلزمه حكومة من الإختصاصيين تكون مدعومة من القوى السياسية والبرلمانية الأساسية لكي تتمكّن من تحقيق هذه الإصلاحات، دون ان يكون فيها القدرة لأحد على السيطرة عليها وعلى منع هذه الإصلاحات من التحقّق”. لكنه اعتبر ان “الحكومة لازمة ولكنّها غير كافية، اذا لم تتمتّع بالقرار والإرادة والقدرة على الإصلاح. هذا شأن لبناني، روسيا لا تتدخل بالشؤون الداخلية، ولكنّها تدفع باتجاه الإصلاح وهذا ما نشكرها عليه، ونحن كلّنا بانتظار ان يأخذ رئيس الحكومة المكلّف قراره بالسير بتشكيل الحكومة والأهم قراره بالإصلاح” . وذهب باسيل الى اعتبار ان “الانتخابات الرئاسية السورية وتثبيت الرئيس الأسد ستكونان عوامل مسرّعة ومطمئنة ومشجّعة لعودة النازحين” .

 

اما على الصعيد المالي فلفت امس تأكيد رئيس الجمهورية ميشال عون في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع “تويتر”، “ان هناك مسافة ايام تفصلنا عن استحقاق تسليم المستندات والوثائق من قبل مصرف لبنان الى شركة التدقيق الجنائي المالي”. وقال “هناك استحقاق زمني لتسليم مستندات ووثائق مصرف لبنان لشركة التدقيق المالي الجنائي، ونحن والشعب اللبناني نرصد، والمسافة أيام”.

 

السعودية والحظر

في المقابل سُجلت حلحلة محدودة في ملف الحظر السعودي على المنتجات الزراعية اللبنانية، اذ سمحت المملكة للشاحنات اللبنانية الموجودة عند الحدود السعودية بدخول أراضيها. وتعقيبا، شكر وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي السعودية على مبادرتها الإنسانية، وتوجه “بالشكر والامتنان الى الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان ونظيره  وزير الداخلية عبد العزيز بن سعود بن نايف على البادرة الانسانية الطيبة بالسماح للبضائع اللبنانية التي كانت عالقة عند الحدود السعودية وفي ميناء جدة بالدخول الى المملكة. علماً ان فهمي لم يتفاجأ بالايجابية السعودية، وهو على يقين بأن مملكة الخير لن تألو جهدا لاعادة النظر بموقفها الأخير خصوصا في المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان وشعبه”.

 

*************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

باريس تتجاوز “التعقيدات الأوروبية”: منع دخول المعرقلين والفاسدين إلى فرنسا

باسيل “يستنجد” بمارين لوبن… وموسكو “تحجّمه”!

 

بانفصام كبير عن الواقع، يواصل العهد وتياره سياسة الإنكار والقفز فوق الحقائق، حيث لا يزال رئيس الجمهورية ميشال عون يسطّر مواقف وتصريحات يومية لا يكاد يتجاوز صداها جدران قصر بعبدا، فتراه بالأمس يتحدث بصيغة “نحن والشعب اللبناني” بينما هذا الشعب بأغلبيته الساحقة والمسحوقة تحت حكمه، أصبح يطالب جهاراً نهاراً باستقالته وتنحيته، ومنهم من بات يطالب بمحاكمته وإدانته، أما رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل فمستمر في ادعائه الهزلي تمثيل “مسيحيي المشرق”، وهو في لبنان بالكاد يستطيع إحكام قبضته على تياره المتداعي، وينازع بشق الأنفس للحفاظ على تمثيله الوزاري ووجوده السياسي والنيابي.

 

بشكل جليّ، باتت تفليسة المنظومة الحاكمة تجد انعكاساتها الواضحة على حالة التخبط وانعدام التوازن التي يمرّ بها باسيل، إلى درجة لم يعد يتوانى معها عن محاباة العدو الإسرائيلي لإعادة تعويمه في بحور الترسيم والتطبيع، وصولاً إلى “استنجاده باليمين المتطرف في أوروبا”، لا سيما في فرنسا حيث كشفت معلومات موثوق بها أنّ “زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبن كانت قد اتصلت برئيس وزراء هنغاريا فيكتور اوربان، وتمنت عليه إرسال وزير خارجيته بيتر سيارتو إلى لبنان في زيارة دعم لجبران باسيل، باعتباره يتشارك معها في الأفكار المعادية للمهاجرين وضرورة دعم بقاء بشار الأسد على رأس السلطة في سوريا”.

 

وبهذا المعنى، جاء تأكيد باسيل من موسكو أمس على أهمية “تثبيت الرئيس الأسد” في الانتخابات الرئاسية السورية، محاولاً بذلك دغدغة مشاعر القيادة الروسية من خاصرتها السورية، آملاً استدراجها إلى التخندق معه في مقاربتها الملف الحكومي اللبناني، غير أنّ موسكو بدت في المقابل غير مهتمة بالاستثمار في “حصان خاسر” على المضمار السياسي اللبناني، بل على العكس من ذلك حرصت على “تحجيم باسيل سواء في شكل استقباله أو في مضمون المحادثات التي أجرتها معه”.

 

ففي الشكل، وتأكيداً على ما كانت “نداء الوطن” قد كشفت النقاب عنه أمس من رفض القيادة الروسية طلب باسيل عقد مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تعاملت معه موسكو بطريقة “مهينة” كما وصفتها مصادر ديبلوماسية، لا سيما وأنها سمحت له بعقد مؤتمر صحافي مشترك مع “موظف درجة عاشرة” في وزارة الخارجية. أما في المضمون، فكان الرد الروسي الأبرز على محاولة باسيل التصويب من موسكو على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، عبر بيان صادر عن الخارجية الروسية مساءً إثر استقبال نائب وزير الخارجية ومبعوث الرئيس الروسي الى الشرق الأوسط وافريقيا ميخائيل بوغدانوف أمس، السفير اللبناني لدى روسيا شوقي بو نصار بناءً على طلب الأخير، بحيث شددت موسكو في البيان على أنّ “الجانب الروسي أكد أهمية تشكيل حكومة جديدة برئاسة رئيس الوزراء سعد الحريري في أقرب فرصة ممكنة، تكون قادرة على إيجاد حلول فعالة للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة في المجتمع اللبناني”.

 

وتزامناً، تسمّرت القوى السياسية مساء أمس أمام خبر “فرض قيود” على دخول شخصيات لبنانية مسؤولة عن عرقلة عملية تشكيل حكومة المهمة الإنقاذية وأخرى ضالعة في الفساد، إلى الأراضي الفرنسية، وهو ما رأت فيه مصادر مواكبة لمستجدات الأجواء الفرنسية “بداية ترجمة عملية لتلويح باريس المتكرر بمعاقبة المعرقلين اللبنانيين لتطبيقات المبادرة الفرنسية، بمندرجاتها الحكومية والإصلاحية”، مشيرةً إلى أنّ “الإدارة الفرنسية قررت على ما يبدو تجاوز تعقيدات فرض عقوبات مشتركة مع الاتحاد الأوروبي على المسؤولين اللبنانيين المتهمين بعرقلة ومنع تنفيذ أجندة الإصلاح ومكافحة الفساد، عبر خطوات فرنسية أحادية بانتظار استكمال النقاشات الدائرة في بروكسل حيال مسألة فرض عقوبات أوروبية على المعرقلين، نظراً لكون هذه النقاشات ستستغرق وقتاً طويلاً للاستحصال على إجماع أعضاء دول الاتحاد الأوروبي إزاء هذه الخطوة”.

 

وبينما انهمكت الأوساط السياسية اللبنانية ليلاً في محاولة التنقيب عن الأسماء المستهدفة في الإجراءات الفرنسية الجديدة، أكدت المصادر أنّ المعطيات المتوافرة حتى الساعة تؤكد بأنّ “باريس لم تنتهِ بعد من إعداد قائمة الأسماء المعنية بهذه الإجراءات، إنما أقرت مبدأ فرض القيود على شخصيات لبنانية متهمة بالعرقلة والفساد”. في حين نقلت الزميلة رندة تقي الدين من باريس عن مصادر فرنسية رفيعة تأكيدها لـ«نداء الوطن» أن الإدارة الفرنسية لن تقوم بإعلان أسماء الشخصيات اللبنانية المستهدفة بالقيود الجديدة.

 

وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، قد أعلن أمس أنّ بلاده فرضت قيوداً على دخول شخصيات لبنانية تعتبر مسؤولة عن عرقلة الحياة السياسية اللبنانية أو ضالعة في الفساد، وقال: “نحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات إضافية في حق كل من يمنعون الخروج من الأزمة، وسنفعل ذلك بالتنسيق مع شركائنا الدوليين”، من دون أن يتطرق إلى تحديد أسماء الشخصيات التي يستهدفها الإجراء الفرنسي.

 

 

*************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

الراعي يسعى لجَمع عون والحريري.. ومفاوضات الترسيم تستأنف الإثنين

يدخل لبنان اليوم في إجازة طويلة نسبياً مع الجمعة العظيمة والفصح المجيد لدى الطوائف المسيحية التي تتّبع التقويم الشرقي، وما بينهما عيد العمال الذين أصبحوا بلا عمل، وقد تكون مناسبة هذه السنة من أسوأ ما شهده العمال في تاريخهم، ولكن تزامن العيد مع قيامة السيّد المسيح يضفي الأمل على اليأس والإحباط، ويجعلهم يتحلّون بالإيمان بأن القيامة آتية لا محالة مهما طال أمد الجلجلة.

 

تراجعت السخونة السياسية وهدأت الجبهات وحلّت مكانهما المعالجة الهادئة للعلاقة مع المملكة العربية السعودية في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات في ظل إبداء المسؤولين اللبنانيين حَزماً في مقاربة هذه القضية، كما تركزّت الأنظار على موسكو التي استقبلت رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل بعد استقبالها الرئيس المكلف سعد الحريري وقبله وفد “حزب الله” برئاسة رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، بالإضافة إلى لقاءات أخرى مرتقبة وقد تمّت جدولتها ومن المتوقع حصولها قريباً، ما يؤشر إلى الدور الذي تلعبه روسيا لبنانياً، وكأن المبادرة انتقلت إليها مع العتب الفرنسي على عدم تجاوب القوى المعنية بالتأليف مع مبادرتها ومساعيها.

 

 

لكنّ الحرص الروسي على تأليف الحكومة سريعاً وبرئاسة الحريري، لم يفلح حتى اللحظة في ترجمة الرغبة الروسية في إخراج الحكومة من عنق العقد والفراغ، وذلك على رغم فتح أبوابها للقاء المسؤولين اللبنانيين والاستماع إلى وجهات نظرهم وتشجيعهم على المضي قدماً في التأليف وتجاوز الاعتبارات الشخصية في الوقت الذي يواصل لبنان انهياره.

 

 

وما هو ظاهر للعيان انّ موسكو تقدمت لبنانياً، وهذا لا يعني تراجع أدوار الدول الأخرى وفي طليعتهم الولايات المتحدة الاميركية التي يبقى لها وحتى إشعار آخر الكلمة الفصل، ولا يبدو انّ واشنطن مهتمة بالتأليف بقدر اهتمامها بالترسيم في ظل معلومات عن استئناف مفاوضات الترسيم من دون ان يعرف بعد القواعد التي سيرتكز عليها هذا الاستئناف الذي سيشغل الرأي العام اللبناني ويعيد الاهتمام والأولوية إلى هذا الملف الحيوي.

 

 

وبالتوازي مع الدور الروسي الساعي إلى إخراج لبنان من الفراغ الحكومي، تَتكتّم الأوساط المتابعة على خلفية الزيارة الاخيرة التي قام بها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى القصر الجمهوري واجتماعه الطويل مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، إذ كان الراعي قد دأبَ على زيارة عون عشيّة سفره إلى الخارج والتي تدخل في إطار الزيارات البروتوكولية، إلا ان الزيارة الأخيرة جاءت خارج السياق البروتوكولي، وقد وضعتها الأوساط المتابعة ضمن احتمالين:

 

– الاحتمال الأول ان يقطع البطريرك الطريق على التأويلات عن سوء العلاقة وتَردّيها بين بكركي وبعبدا، خصوصا لجهة الحملات التي يشنها “التيار الوطني الحر” على خلفية مواقفه، وتحديداً انتقاده العنيف لتصرُّف المدعي العام لجبل لبنان القاضية غادة عون، واتهامه بأنه أقرب إلى وجهة نظر الحريري من وجهة نظر العهد. وبالتالي، رغبَ البطريرك في هذه الزيارة التي حصلت بعد أيام على زيارة باسيل للصرح البطريركي من أجل ان يبرِّد المواجهة ضده.

 

– الاحتمال الثاني، وهو الأرجح، ان يكون البطريرك أراد إحياء وساطته بين عون والحريري، وبالتالي إعادة تقريب وجهات النظر بينهما، والدفع نحو لقاء جديد يجمعهما، لأنه لا يمكن ان تتألف الحكومة سوى بالتفاهم بينهما، ولكنه يحاول هذه المرة ان يهيّئ ظروف هذا اللقاء بعيداً من الأضواء ومن خلال حصر التباينات والخلافات والتمهيد للقاء مثمر وناجح.

وفي هذا السياق سألت اوساط مطلعة عبر “الجمهورية”: هل ستنجح موسكو بعدما فشلت باريس؟ وهل الوساطة المتجددة للراعي، في حال صحّت المعلومات، سيختلف مصيرها هذه المرة عن الوساطة السابقة؟ وهل الأمل في ولادة الحكومة ما زال ممكناً؟ وهل ستحمل عطلة العيد إلى جانب الدعوات بالقيامة الحقيقية للبنان لقاءات تُفضي إلى ولادة الحكومة؟ أم ان هذا الملف وضع على الرف ومن الصعوبة بمكان ان تتألف الحكومة في ظل أزمة ثقة لا توصف بين عون والحريري؟

 

إجراءات فرنسية

في ظل هذه التساؤلات، اكد وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان، في مؤتمر صحافي عقده أمس مع نظيره المالطي افاريست بارتولو، ووزّعت السفارة الفرنسية نصه، وتطرّق فيه الى الوضع اللبناني “ان الاوضاع في لبنان مسألة اقليمية ومتوسطية ومسألة للأوروبيين. وان تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية فيه، هو نتيجة استمرار المسؤولين السياسيين في عرقلة تشكيل حكومة كفوءة والقيام بإلاصلاحات في البلاد”. واضاف: “أكرر هنا ما قلته خلال زيارتي في تموز 2020 عندما عدت من لبنان حيث أدليتُ بتصريحات جادة. واكرر اليوم أن المسؤولين عن العرقلة يجب ان يفهموا اننا لن نكون مكتوفين، لقد بدأنا مع شركائنا الاوروبيين العمل على الخطوات التنفيذية للضغط عليهم، وبدأنا في فرنسا بإجراءات لمنع الدخول الى الأراضي الفرنسية، لشخصيات نعتبرها معرقلة للعملية السياسية وضالعة في الفساد”.

وختم: “نحن نحتفظ بإمكانية تبنّي خطوات اضافية ضد كل من يعوق الخروج من الأزمة، وسنقوم بذلك بالتنسيق مع شركائنا الدوليين”.

وكان لودريان قد قال الشهر الفائت إن بلاده ستتخذ إجراءات في حق من عرقلوا حل الأزمة في لبنان، مشيراً إلى أن “الأيام المقبلة ستكون مصيرية”. وأوضح يومذاك أنّ “التعامي الذي يمارسه المسؤولون اللبنانيون ورفضهم الاتفاق على تشكيل الحكومة هو جريمة”، مشيراً إلى أنه “في حال لم يتحمّل بعض المسؤولين اللبنانيين مسؤوليتهم.. ستتحمل فرنسا مسؤوليتها”.

 

باسيل في موسكو

وعلى صعيد الاستحقاق الحكومي لم يسجل اي جديد امس، فيما أعلن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، خلال مؤتمر صحافي عقب لقائه وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في موسكو، أنه طلب اليه “لعب الدور اللازم لحَضّ رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على إنهاء ملف التأليف، وعقد مؤتمر في لبنان لتشجيع عودة النازحين”. وأكد أنّ “روسيا لا تتدخّل في الشؤون الداخلية للدول لكنّنا شجعناها على القيام بدور تحفيزي للأفرقاء للإسراع في التأليف، لأنّه يوجد تقصير في إنجازه”.

ولفت باسيل الى أنّ “لبنان انهار الآن نتيجة الضغوط عليه والفساد في داخله، وتلزمه إصلاحات جذرية وبنيوية لإنهاضه، وهذا يتطلّب قراراً سياسياً لبنانياً غير مكتملة عناصره، ويلزمه حكومة من الاختصاصيين تكون مدعومة من القوى السياسية والبرلمانية الأساسية لكي تتمكّن من تحقيق هذه الإصلاحات، من دون أن تكون فيها القدرة لأحد على السيطرة عليها وعلى منع هذه الإصلاحات من التحقق”. وقال: “إذا كان لبنان متوجهاً الى اعتماد خيار صندوق النقد الدولي فهذه الإصلاحات معروفة، وعلى رأسها التدقيق الجنائي، إضافةً الى ضبط التحويلات الى الخارج وإعادة الأموال المحوَّلة الى الخارج وغيرها”. ورأى أنه “لا يُمكن إجراء الإصلاح وإعادة بعض الحقوق للبنانيين من دون ذلك، حتى ولو تَوجّه لبنان الى الشرق بدلاً من الغرب، أو إذا بقي متوسطاً بين الشرق والغرب. فلا يُمكن إنهاض لبنان من دون إصلاحه”.

وكان باسيل قد استهلّ زيارته لموسكو، أمس، بلقائه نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، ثم لبّى بعدها دعوة لافروف الى الغداء.

 

مفاوضات الترسيم

وتزامناً مع الحديث المتجدد عن إمكان استئناف المفاوضات لترسيم للخط البحري في 3 ايار المقبل، قالت مصادر الوفد اللبناني الى هذه المفاوضات لـ”الجمهورية” ان “لا موعدا رسميا بعد وان لبنان ينتظر دعوة رسمية من الجانب الاميركي الذي يرعى ويسهل المفاوضات لم تصل بعد، وانّ ما حصل كان مجرد استمزاج رأي لمدى استعداداتنا للمشاركة في الجلسة الخامسة التي علّقت منذ 2 كانون الاول العام الماضي”.

وكشفت مصادر معنية بالمفاوضات لـ”الجمهورية” ان رئيس الوفد الاميركي جون دو روشيه سيصل الى بيروت بعد غد الأحد يرافقه اثنان من مساعديه، وهو سيحمل معه الدعوة الرسمية الى استئناف المفاوضات الاثنين المقبل.

 

نقطة الاستئناف

وفي المعلومات ايضاً ان الجانب الاميركي نال موافقة اسرائيل على استئناف المفاوضات في هذا الموعد المحدد. وقالت مصادر الوفد لـ”الجمهورية” انه “من الطبيعي ان تستأنف المفاوضات في جلستها الخامسة المؤجلة من حيث انتهت في الجلسة الرابعة منها في 29 تشرين الثاني من العام الماضي، فالجانب الإسرائيلي رفض الطرح اللبناني المتصل بالخط 29، ونحن ما زلنا متمسكين به في انتظار ما سيكون عليه موقف الجانبين الاميركي والاسرائيلي”.

 

خط إسرائيلي وهمي

اما بالنسبة الى الخط الاسرائيلي الجديد الذي سمّي الخط 321 فهو ما زال خطا وهميا تحدث عنه الجانب الاسرائيلي عند البدء بالمفاوضات، وتحديداً قبَيل استئناف المفاوضات في الجلسة الاولى البروتوكولية التي عقدت في 14 تشرين الأول الماضي، وهو خط سبقَ للبنان ان أعطى رأيه فيه واعتبره مجرد رأي ولا سند قانونياً له في اي من المعايير التي يحددها قانون البحار، وسبق لهم ان تحدثوا عنه في وسائل الاعلام ولم يحمله الوفد يوماً الى طاولة المفاوضات غير المباشرة طوال الجلسات الاربع الماضية.

 

بعبدا تنتظر

وفي هذه الاجواء كشفت مصادر قريبة من قصر بعبدا ان رئيس الجمهورية ينتظر الدعوة الاميركية الى المفاوضات، ولفتت الى ان الوفد اللبناني جاهز لاستئنافها من حيث انتهت ولا دخل لها بمصير تعديل المرسوم 6433. واكدت ان أمر تعديل هذا المرسوم طوي نهائياً، وهو امر لا علاقة له بمصير المفاوضات الجارية، فالوفد اللبناني حمل طروحاته إلى المفاوضات وسيبقى من ضمن سقوفها ولن يطرأ اي تعديل وان كان البعض ينتظره عليه ان يَعي هذه الحقيقة الناجزة.

وفي غضون ذلك، اعلن مكتب وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز أمس أن الجانب الإسرائيلي “يدرس إمكانية استئناف التفاوض على أساس المنطقة المتنازَع عليها المعروفة”.

وعلى صعيد الازمة مع المملكة العربية السعودية التي نتجت من تهريب الرمان المخدر والقرار السعودي بوقف اسيتراد المنتوجات الزراعية والفواكه اللبنانية، وفيما تواصلت التحقيقات والاجراءات لكشف ملابسات ما حصل، توجّه وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال العميد محمد فهمي في بيان له “بالشكر والامتنان الى الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الامير محمد بن سلمان ونظيره وزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف على المبادرة الانسانية الطيبة، للسماح للبضائع اللبنانية العالقة على الحدود السعودية وفي ميناء جدة بالدخول الى المملكة”. وأكد انه “على يقين في أنّ مملكة الخير لن تألو جهداً لإعادة النظر بموقفها الأخير، وخصوصاً في المرحلة الدقيقة التي يمر فيها لبنان وشعبه”.

وفي اطار الاجراءات المتخذة لمكافحة التهريب أعطى وزير المال غازي وزني، بعد اجتماع مع رئيس المجلس الأعلى للجمارك أسعد الطفيلي والمدير العام للجمارك بالتكليف ريمون خوري ومدير دائرة المناقصات جان علية، توجيهاته بمتابعة تطبيق المرسوم 6748 الذي يتعلق بنظام السكانر. وشدّد وزني على ضرورة الإسراع في موضوع الاستشارات الفنية لإنجاز دفتر الشروط لإطلاق مناقصة السكانر نظراً لأهمية وضرورة مكافحة التهريب.

 

حفظ شكوى

ومن جهة ثانية، أصدر النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات قراراً قضى بحفظ الشكوى التي قدّمها ميشال مكتف ضد الخبراء الأربعة الذين رافقوا النائبة العامة الإستئنافية القاضية غادة عون الى “شركة مكتف” في منطقة عوكر، وهم: دافيد سلوم، إيدي عازار، جوزف خوري وفيكتور صوما، وذلك بجرم انتحال صفة خبير وقدح وذم وخرق سرية مصرفية والدخول عنوة الى حرم مؤسسة خاصة.

واعتبر عويدات في قراره أنه “سنداً لأحكام المادة 185 عقوبات، لا يعد جريمة الفعل المرتكب إنفاذاً لأمر شرعي صادر عن السلطة، لأن أي مأمور من قاض خلال تنفيذ أمر تفتيش، لا يملك حق التحقق من مشروعية الأمر المعطى له، بغض النظر عن مشروعية الإجراءات التي اعتمدت”.

 

كورونا

صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي أمس حول مستجدات فيروس كورونا تسجيل 1336 إصابة جديدة (1319 محلية و17 وافدة) ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 525577. كذلك سجلت 25 حالة وفاة جديدة ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات الى 7249 منذ تفشي الوباء في شباط 2020.

 

 

**************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

باسيل يبحث مع لافروف تعزيز الدور الروسي في لبنان

رئيس «التيار الوطني الحر» أعرب عن ارتياح لـ«تطابق المواقف» مع موسكو

  رائد جبر

أجرى رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير السابق جبران باسيل، مباحثات موسعة، أمس، في وزارة الخارجية الروسية، تضمّنت جولة حوار مع وزير الخارجية سيرغي لافروف، تبعتها، وفقاً لمصدر روسي، «مباحثات تفصيلية» مع نائبه ميخائيل بوغدانوف.

وركزت المباحثات على الوضع اللبناني الداخلي وملف تشكيل الحكومة، والصعوبات التي يواجهها لبنان حالياً على الصعيدين الاقتصادي والمعيشي، وتطرقت بشكل مسهب إلى مجالات تعزيز التعاون بين موسكو وبيروت في المجالات المختلفة. كما تناول الطرفان الوضع الإقليمي، خصوصاً في سوريا وانعكاساته على لبنان والمنطقة.

وأعرب باسيل، في مؤتمر صحافي، عن ارتياحه لسير المحادثات التي وصفها بأنها كانت «مثمرة وبناءة». وقال إنه لمس «تطابقاً أو تقارباً واسعاً في المواقف مع موسكو حيال الوضع في لبنان والمنطقة».

وقال إن النقاشات مع المسؤولين في الخارجية الروسية تناولت ثلاثة ملفات رئيسية؛ أولها الوضع العام في المنطقة، وآليات «تعزيز التعاون مع موسكو لضمان استقرار المنطقة وتطوير ما وصفها بـ(السوق المشرقية) التي تضم عدداً من بلدان المنطقة، بما يساعد في المستقبل في إعادة إعمار سوريا والعراق ودعم استقرار وازدهار لبنان». وزاد أن الطرفين أكدا أن استقرار لبنان «ضرورة حيوية لاستقرار المنطقة، وحماية الأقليات فيها»، مشيراً إلى الأهمية الخاصة لدور المسيحيين من أجل تمكين لبنان من لعب دوره الإقليمي وتعزيز مكانته وحضوره.

وشكّل الوضع اللبناني الداخلي ثاني محاور المباحثات، وقال باسيل إن الطرفين أكدا أهمية الإسراع بتشكيل حكومة تكنوقراط تمثل القوى السياسية في لبنان، وتكون ضمانة لعدم احتكار السلطة من أي طرف. وربط هذا الموضوع بأهمية دفع الجهود لمحاربة الفساد وإطلاق عجلة الإصلاحات المطلوبة بشكل سريع. وأشاد بـ«الدعم الروسي» في هذا المجال، وقال إن موسكو «لا تتدخل في شؤون لبنان الداخلية، لكنها تعمل على إنجاح جهوده لتجاوز الأزمات الحالية».

وفي المحور الثالث، بحث الطرفان الملفات الإقليمية، وأشار باسيل إلى أن موسكو تعمل على إقامة «توازن دولي في المنطقة يقوم على تبادل المصالح وتحقيق العدالة وليس الهيمنة». وشدد على أنه سمع حديثاً روسياً واضحاً حول «دعم لبنان المتنوع وضمان أمن الأقليات، ومعارضة التدخل الخارجي، فضلاً عن المساعدة في ملف إعادة اللاجئين السوريين». وزاد أنه تم طرح فكرة عقد مؤتمر في لبنان لبحث ملف اللاجئين. وأشار إلى «أهمية الموقف الروسي في دعم التسوية في سوريا، والموقف البناء حيال الانتخابات الرئاسية في هذا البلد».

وتوقف عند الأهمية الخاصة لتعزيز الحضور الروسي عبر المشروعات الاقتصادية الكبرى، خصوصاً على صعيد إمدادات الكهرباء ومشروعات تدشين البنى التحتية لطرق نقل النفط والغاز، وسكك الحديد التي يمكن أن تربط لبنان مستقبلاً بسوريا والعراق. وأوضح أن الدعم الروسي «مطلوب بقوة لإعادة تأهيل الاقتصاد اللبناني والمساعدة في مشروعات البنية التحتية».

وأبلغ «الشرق الأوسط»، مستشار الرئيس ميشال عون لشؤون العلاقات مع روسيا أمل أبو زيد، الذي كان حاضراً مع باسيل، أن الوفد اللبناني شدد، خلال اللقاءات، على ضرورة الانطلاق من فكرة تشكيل الحكومة في أسرع وقت، مع إزالة العراقيل حول ذلك، والطلب من الرئيس المكلف سعد الحريري العمل مع رئيس الجمهورية لإنجاز هذا الاستحقاق. وقال إنه لمس «تفهماً كاملاً» من الجانب الروسي لوجهات نظر «التيار الوطني الحر» في هذا الملف، وزاد أن موسكو أكدت استعداداً لمواصلة بذل الجهود من أجل التوصل إلى تفاهم لبناني.

ورأى المستشار الرئاسي أن الزيارة «شكلت رداً مباشراً على جميع الشائعات التي تحدثت عن وجود نوع من اللوم الروسي للتيار الوطني الحر أو للوزير باسيل بشكل شخصي». وزاد أن موسكو أعربت عن استعدادها للانخراط في الملفات الاقتصادية في لبنان، والانفتاح على المشروعات الأساسية التي تصب في تعزيز فكرة السوق المشرقية، وتشكل استكمالاً لجهود روسيا في إقامة التوازن بين القوى الدولية في المنطقة.

 

****************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

ارتياح لبناني لبادرة السعودية: السماح للشاحنات بدخول أراضيها

باسيل يحمل لائحة مطالب إلى موسكو.. وبوغدانوف إلى بيروت لدفع عملية التأليف

 

تماماً كما الطقس في نهاية نيسان، هكذا بدا الجو السياسي أمس، هبة باردة، وهبة ساخنة. تفاؤل بتلاقي الأدوار لتأليف حكومة تحت شعار «لا غالب ولا مغلوب»، بصرف النظر عن السقف السياسي، مادام مطلب التشكيل بات مطلباً دولياً وإقليمياً ولبنانياً، نظراً للمخاطر الناجمة عن الاستمرار بالتلاعب في مصائر اللبنانيين، الذين تسوء احوالهم يوماً بعد يوم.. وتشاؤم، قياساً على محاولات ماضية، وتشكل شبه اقتناع بصعوبة التعايش بين التيار البرتقالي وقيادته والتيار الأزرق وبقيادته أيضاً..

 

ففي ظل هذا المناخ غير المستقر، ترددت معلومات عن ان مساعد وزير الخارجية الروسي للشرق الأوسط وشمال افريقيا ميخائيل بوغدانوف يتجه لزيارة لبنان لدفع عملية تأليف الحكومة، بالتزامن مع جهود البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الرامية إلى احداث خرق في جدار الثقة من خلال جمع الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، وسط معلومات عن الرئيس نبيه برّي، يتحضر بدوره إلى معاودة التحرّك، إذا ما لاحت في الأفق بوادر إرادة بالتوصل إلى تأليف الحكومة..

 

وقالت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن هناك من يراهن على إمكانية أن تنجح مبادرة البطريرك الماروني في تحضير الأجواء المناسبة للملف الحكومي من خلال تواصله مع المعنيين بهذا الملف، وطرح أفكار لتقريب المسافات. لكنها اشارت إلى أن الأمور لا تزال في بداياتها وبالتالي لا يمكن حسم أي شيء . ولفتت المصادر إلى أنه حتى الآن ليست هناك من مساع جديدة بعد من افرقاء كانوا يعملون وفق حكومة الـ ٢٤ وزيرا دون إمكانية حل بعض النقاط المتصلة بتسمية الوزراء وحتى الحقائب وغير ذلك.

 

واعتبرت أنه من الممكن تلمس نتائج مساعي البطريرك الراعي قريبا مع العلم ان ما من استعدادات لاي فريق للتنازل.

 

وفي انتظار زيارة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الى بكركي للبحث في الصيغة الحكومية الجديدة، ذكرت المعلومات ان مستشار الحريري الدكتور غطاس خوري زار البطريرك بشارة الراعي مؤخراً وتداول معه في الصيغة المطروحة للحكومة لينقلها الى الحريري وربما يُصار الى تحديد موعد للقاء بينهما.

 

وفيما لم يصدر عن اوساط الرئيس الحريري اي مؤشر او تفصيل عن هذه المساعي بإستثناء تمسكه برؤيته لحكومة اختصاصيين بلا ثلث معطل وانه مستعد للنقاش في اي صيغة تحت هذه المعايير، ذكرت المعلومات ان البطريرك يركز في مبادرته على اعادة التواصل بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، وتشكيل حكومة بلا نصف او ثلث معطل لأي طرف، وتكون حقيبة الداخلية من حصة رئيس الجمهورية، وعلى حق اي فئة سياسية بالمشاركة في الحكومة حسب حجمها.

 

في غضون ذلك، نُقِلَ عن وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان قوله: أن فرنسا بدأت في صدد اتخاذ إجراءات تقيد دخول أشخاص يعرقلون العملية السياسية في لبنان إلى الأراضي الفرنسية. وستبدأ بوضع قيود محددة على دخول أراضيها للمسؤولين اللبنانيين. مشيرا الى أن القيود ستفرض على السياسيين الضالعين بالفساد.

 

وتابع لودريان قائلاً: نحتفظ بحق إتخاذ إجراءات إضافية بحق كل من يعيق حل الأزمة اللبنانية بالتنسيق مع شركائنا.

 

وفي السياق، ذكرت معلومات صحافية ان «لا لوائح جاهزة في الإيليزيه بالأسماء، بعد وقد يصطدم المسافرون إلى باريس بمنع سفر مفاجئ».

 

وحثت أوساط أوروبية، صديقة للبنان، المسؤولين الى المسارعة في تشكيل حكومة قبل الصيف المقبل لئلا يخسر لبنان دعم فرنسا التي ستدخل قريبا في اجواء معركة الانتخابات الرئاسية فينصرف الرئيس ايمانويل ماكرون انذاك لمتابعتها ويفقد لبنان فرصة الاهتمام بأزمته لاسيما بعد ما لمسه من تقصير واهمال ولا مبالاة ونكث بالوعود من المسؤولين في بيروت، عندها سيدخل البلد الصديق في الفراغ القاتل وتفتح الابواب على كل السيناريوهات الجهنمية من دون استثناء.

 

وأشارت مصادر مواكبة لعملية تشكيل الحكومة ان التكتم المطبق مايزال مستمرا حول مايمكن تسميته بالتفاهم او المبادرة التي اتفق بخصوصها البطريرك الماروني بشارة الراعي مع رئيس الجمهورية ميشال عون لاخراج عملية تشكيل الحكومة من دوامة الجمود وقالت: ان التحركات والاتصالات التي بدأها البطريرك الراعي مع الرئيس المكلف سعد لترجمة مضمون هذا الاتفاق يتم  بواسطة موفدين لكلا الطرفين بعيدا من وسائل الإعلام وحتى من اقرب المقربين، مع حرص هؤلاء على التزام الصمت وتجنب تسمية مايقوم به البطريرك بالمبادرة ، انما هو في إطار استكمال تحركه الذي بدأه منذ اشهر ورفع الصوت عاليا لحث كافة المسؤولين على تجاوز الخلافات والاسراع بتشكيل الحكومة الجديدة.

 

من جهتها نقلت مصادر ديبلوماسية في موسكو فحوى مادار في لقاءات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وميخائيل بوغدانوف مع النائب جبران باسيل، حيث كرر المسؤولون الروس موقف الحكومة الروسية الثابت الداعم لاستقرار وسيادة واستقلال لبنان لانعكاساته الايجابية على المنطقة عموما وتحديدا الدول المجاورة.واكدوا انهم يسعون باستمرار من خلال لقاءاتهم مع مختلف الاطراف السياسيين اللبنانيين لمساعدة لبنان ليتمكن من تجاوز الازمة المالية والاقتصادية التي يواجهها. وشددوا على ان مفتاح حل الأزمة هو تسريع تشكيل الحكومة الجديدة لكي تباشر مهماتها بمعالجة هذه الازمة،محذرين من مخاطر استمرار عرقلة تشكيل الحكومة على الأوضاع في لبنان وانعكاساتها السلبية على المنطقة. والاهم استنادا للمصادر المذكورة هو تكرار موقف الحكومة الروسية الداعم لتشكيل حكومة مهمة برئاسة سعد الحريري من الأخصائيين وغير الحزبيين من دون حصول اي طرف فيها على الثلث المعطل تحت اي ذريعة اوحجة ما،في حين لوحظ ان باسيل حاول قلب الحقائق من خلال رمي مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة على الرئيس المكلف بشكل مباشر والادعاء بانه يسعى بتجاوز حقوق البعض وفرض وقائع لايمكن تجاهلها، الا ان هؤلاء المسؤولين  ردوا عليه بجواب قاطع مفاده انهم لمسوا جدية واصرارا من الرئيس المكلف لدى زيارته لموسكو لتاليف حكومة المهمة الانقاذية المرتكزة على المبادرة الفرنسية تكون قادره على القيام بالمهمات المنوطة بها لإجراء الإصلاحات اللازمة وحل الازمة ، وهم يعتقدون انه من الضروري دعم وتاييد  هذا التوجه بعيدا عن المشاحنات والخلافات التي تعترض تشكيل الحكومة الجديدة ،مركزين على مسؤولية كل الاطراف بتسهيل مهمة تشكيل الحكومة.

 

على صعيد آخر وصفت مصادر ديبلوماسية اوروبية الموقف الفرنسي ألذي اعلنه وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان بالامس من موضوع العقوبات الاوروبية التي  ستفرض على القيادات والمسؤولين اللبنانيين الذين يعرقلون عملية التشكيل والتحضيرات بخصوصها، بانه موقف متقدم ويعبر عن مدى استياء المسؤولين الفرنسيين من مواقف وتصرفات المسؤولين اللبنانيين المعرقلين تشكيل الحكومة الجديدة، واعربت عن اعتمادها بان هذا الموقف الفرنسي المتقدم منسق مع التحرك الروسي وزيارة باسيل للعاصمة الروسية لممارسة الضغوط اللازمة لتسريع الخطى لإنجاز التشكيلة الحكومية باقصر وقت ممكن.

 

كل ذلك، مع استمرار معالجة تداعيات ملف شحنة الرمان الملغوم بالمخدرات إلى السعودية على مستويات امنية وقضائية وديبلوماسية وإن القرار السعودي بالسماح بالشاحنات المحملة بالمنتجات الزراعية بالدخول إلى أراضي المملكة مؤشر إيجابي ويشجع على التواصل معلنة أن المسألة غير مقفلة على الإطلاق.

 

ففي بادرة إيجابية، لاقت ترحيباً لبنانياً واسعاً، سمحت المملكة العربية السعودية للشاحنات اللبنانية الموجودة عند الحدود السعودية بدخول أراضيها، في إجراء تخفيفي للحظر المفروض على دخول المنتجات الزراعية اللبنانية بعد ضبطها «تهريبة» الكبتاغون، فشكر وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي السعودية على مبادرتها الإنسانية، وقال في بيان صادر عنه  «يتوجه وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي بالشكر والامتنان الى الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان ونظيره  وزير الداخلية عبد العزيز بن سعود بن نايف، على البادرة الانسانية الطيبة بالسماح للبضائع اللبنانية التي كانت عالقة عند الحدود السعودية وفي ميناء جدة بالدخول الى المملكة. علماً اننا لم نتفاجأ بالإيجابية السعودية وعلى يقين بأن مملكة الخير لن تألو جهدا لاعادة النظر بموقفها الأخير خصوصا في المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان وشعبه».

 

«وقام فهمي امس، وبعيدا من الإعلام، بكبسة على منطقة الشحن في مطار رفيق الحريري الدولي، واطلع على تفاصيل اجراءات التفتيش المعتمدة لكافة انواع الشحنات التي تدخل او تخرج عبر المطار، وعن قدرة أجهزة السكانر المعتمدة على كشف أي مواد موجودة داخلها.

 

باسيل في موسكو

 

أبعد من تأليف الحكومة، حاول النائب جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر تضمين زيارته إلى موسكو، كعاصمة شرقية كبرى، بعدما فرضت عليه دولة كبرى غربية، عقوبات، وتدرس دول في الاتحاد الأوروبي، على رأسها فرنسا اتخاذ إجراءات عقابية بحق الأشخاص المتورطين بعرقلة العملية السياسية في لبنان، أو متورطين بالفساد، وذلك بتقييد دخولهم إلى الأراضي الفرنسية، تضمينها دعوة روسيا لتنظيم مؤتمر في لبنان للتشجيع على عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، خلافاً من المبادرة الروسية التي أطلقت السنة الماضية.

 

إضافة إلى اغراء الروس بالانخراط في عمليات الاستثمار في لبنان، متوقفاً عند ما وصفه «اصلاحات» على رأسها التدقيق الجنائي، من زاوية «عدم انهاض لبنان من دون إصلاحه».

 

وكان باسيل، باشر لقاءاته في موسكو امس، باجتماع مع نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ثم التقى لاحقاً وزير الخارجية سيرغي لافروف واستكمل المحادثات معه إلى غداء عمل. واشارت مصادر باسيل الى انه خرج مرتاحا من لقاء لافروف لتفهمه موقفه من تشكيل الحكومة والاصلاح المطلوب. وهو تمنى على الروس ان يلعبوا دورا تحفيزياً في الاسراع بتشكيل الحكومة، وقال: هناك تقصير في إنجاز هذا الامر لذلك تمنيناعلى الوزير لافروف ان يلعب دوراً لحثّ الرئيس المكلف على إنهاء ملف التشكيل. ونحن كلنا بإنتظار ان يأخذ الرئيس المكلف قراره بتشكيل الحكومة والاهم قراره بالاصلاح.

 

وعقد باسيل مؤتمراً صحافياً مما قال فيه: عرضنا اولاً لمشرقية لبنان وأهميّة دوره ووجوده في هذا المشرق، وكيف ان لبنان بتنوّعه واستقراره يمكن ان يكون عاملاً ايجابياً لإزدهار المنطقة. ولبنان اليوم، نتيجة الضغوطات عليه ونتيجة الفساد في داخله انهار، ويلزمه إصلاحات جذرية وبنيويّة لإنهاضه. وهذا يتطلّب قراراً سياسياً لبنانياً غير مكتملة عناصره، ويلزمه حكومة من الإختصاصيين تكون مدعومة من القوى السياسية والبرلمانية الأساسية لكي تتمكّن من تحقيق هذه الإصلاحات، دون ان يكون فيها القدرة لأحد على السيطرة عليها وعلى منع هذه الإصلاحات من التحقّق.

 

اضاف: الحكومة لازمة ولكنّها غير كافية، اذا لم تتمتّع بالقرار والإرادة والقدرة على الإصلاح. هذا شأن لبناني، روسيا لا تتدخل بالشؤون الداخلية، ولكنّها تدفع باتجاه الإصلاح وهذا ما نشكرها عليه، ونحن كلّنا بانتظار ان يأخذ رئيس الحكومة المكلّف قراره بالسير بتشكيل الحكومة والأهم قراره بالإصلاح.

 

وختم: شكراً لروسيا على ما ابلغني به الوزير لافروف من تقديم روسيا لقاحات مجانية بناءً على رسالة خطية موجهة من رئيس الجمهورية اللبنانية اضافة الى اللقاحات التجارية.

 

وقال الوزير لافروف كانت هناك ضغوط لمنع تأليف الحكومة واليوم هناك حلحلة.

 

مفاوضات الحدود

 

في تطور جديد، علمت «اللواء» ان رئيس الوفد الأميركي الوسيط  الى المفاوضات غير المباشرة بين لبنان والكيان الاسرائيلي حول الحدود البحرية جون ديروشير، سيزور لبنان بين يومي السبت والاحد المقبلين، ما يُرجّح امكانية استئناف المفاوضات يوم الاثنين في 3 ايار.لكن مصادر المعلومات اوضحت ان هذا الموعد مبدئي وغير نهائي، وان موقف الوفد اللبناني في ما يتصل بمساحة ترسيم الحدودعلى حاله من دون اي تغيير.

 

وقبيل إطلاق منصة المصرف المركزي لتداول سعر صرف الدولار على منصة «صيرفا» بين المركزي والمصارف لتمويل مشاريع والاستيراد والتوريد قال الرئيس عون في تغريدة له: ان هناك مسافة ايام تفصلنا عن استحقاق تسليم المستندات والوثائق من قبل مصرف لبنان الى شركة التدقيق الجنائي المالي.

 

وقال الرئيس عون:ّ «هناك استحقاق زمني لتسليم مستندات ووثائق مصرف لبنان لشركة التدقيق المالي الجنائي، ونحن والشعب اللبناني نرصد، والمسافة أيام».

 

اقفال مراكز العاينة

 

وتنفيذاً لتهديداتها بإقفال مراكز المعاينة الميكانيكية، أقفل اتحاد النقل البري، مع ساعات فجر أمس.

 

كل مراكز المعاينة الميكانيكية (بيروت– البقاع– الجنوب- الشمال)، واصطفت عشرات الشاحنات والصهاريج والفانات والأوتوبيسات والسيارات على المداخل والطرق المحيطة بالمراكز، وذلك للمطالبة بـ«تطبيق القانون وإدارة هذه المراكز من الدولة وإلحاق الموظفين والعاملين فيها في ملاك وزارة الداخلية والبلديات».

 

كما أقفلت مراكز الحدت، الزهراني، العيرونية زغرتا، التي شارك في الاعتصام فيها نقيب «سائقي الشمال العموميين» شادي السيد، مسؤول الشاحنات محمد الخير، ومسؤول «لجنة الباصات» مصطفى بطيخ، في حضور رئيس بلدية الفوار حمد خضر.

 

وللغاية، عقد رئيس اتحادات النقل البرّي بسام طليس مؤتمراً صحفياً، في مركز المعاينة الميكانيكية في الحدت، بحضور عدد من النقابيين، ومما قال: أتينا الى مركز المعاينة في الحدت، بعد إقفال كل المراكز منذ السادسة صباحا، وبعد اجتماعنا مع رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب حول موضوع المعاينة ومواضيع اخرى، وقدّمنا مستنداتنا ووثائقنا وتحدّثنا بهذا الشأن، والرئيس دياب أكد ما قلناه، خصوصا للناحية القانونية والنظامية، وسألنا إذا كنا نقبل بألا تكون هناك معاينة ميكانيكية، ونحن من جهتنا اكدنا له تمسكنا بالمعاينة اكثر من اي فريق لبناني آخر، لكننا متمسكون ايضا بالقانون وضمان استمرارية عمل الموظفين».

 

وإذ كشف طليس عن اقتراحات ثلاثة قدّمها بإسم زملائه، على أن تُدرس، وسيستمر الاعتصام حتى يوم الأربعاء المقبل صباحا، بانتظار الاتصالات التي سيجريها الرئيس دياب مع المعنيين، أكد: «لن نقبل ولن يكون هناك تسويف على الاطلاق ما لم يصدر القرار الرسمي».

 

وعلى الصعيد الصحي، وفي الوقت الذي تسجل فيه الإصابات بفايروس كورونا تراجعاً، وتراجعاً أيضاً في عداد الوفيات، غرَّد مدير مستشفى الحريري الجامعي الدكتور فراس الأبيض معرباً عن قلقه من خبر ان العراقيين يقصدون الهند بداعي السياحة الطبية، مما يزيد خطورة انتقال متحور الكورونا الهندي إلى العراقيين، ومن ثم قد تنتقل العدوى إلى لبنان، إذ بيننا وبين العراق عدّة رحلات جوية يومياً..

 

525577 إصابة

 

إلى ذلك، اعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 1336 إصابة جديدة بفايروس كورونا و25 حالة وفاة، خلال الساعات الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 525577 اصابة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2020.

 

 

***********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

 

العودة الى مفاوضات الترسيم: اختبار اميركي لـ «نوايا» عون وباسيل

«عصا» فرنسية تواكب تحرّكاً مع موسكو لاخراج لبنان من «البازار»

 رهان على «ليونة» سعودية… ولافروف يُحذر من التلاعب بالتوازنات

 ابراهيم ناصرالدين

 

لعبة «بيي اقوى من بيك» بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مستمرة على الرغم من سخافتها، وهي تعكس ضحالة وتفاهة القيادات السياسية المتحكمة بمصير اللبنانيين، فلا رحلات الحريري الخارجية ساهمت في اخراج البلاد من ازماتها، ولا منافسة باسيل له في التقاط الصور مع «اي كان»، يمكن ان تخرج الساحة اللبنانية من «عنق زجاجة»، يتحمل الرجلان جزءا كبيرا من المسؤولية عنها في مرحلة «شهر عسل» التسوية الرئاسية.

 

وامام هذه الخفة اللبنانية رفعت باريس منسوب الضغط مع اعلان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أن بلاده بدأت في اتخاذ إجراءات تقيد دخول أشخاص يعرقلون العملية السياسية في لبنان إلى الأراضي الفرنسية،مشيرا الى إن فرنسا ستتخذ بالتعاون مع شركائها إجراءات مماثلة في حقّ المتورطين في الفساد. هذه «العصا» الفرنسية تسير بخطوات متلازمة مع مجهود تبذله باريس بالشراكة مع موسكو باتجاه السعودية وايران في محاولة لاستغلال المناخات الايجابية النسبية لاخراج لبنان من ازمته. في المقابل، تسعى واشنطن لاستغلال «الفوضى» اللبنانية على «طاولة» التفاوض مع العدو الاسرائيلي في ملف ترسيم الحدود البحرية، ومع الاعلان المفاجىء عن استئناف التفاوض مبدئيا يوم الاثنين المقبل، نُقل عن السفيرة الاميركية دوروثي شيا دعوتها الطرف اللبناني الى التعامل مع الملف بمرونة اكبر هذه المرة، فيما يعتبر الاميركيون الجولة المقبلة اختبارا لنوايا رئيس الجمهورية ميشال عون والنائب جبران باسيل اللذين اوحيا لمساعد وزير الخارجية الاميركية ديفيد هيل ان عملية التفاوض هذه المرة ستكون مختلفة عما سبق.!

 

 الترسيم الحدودي

 

اذا لم تحصل عقبات سياسية او فنية، يفترض ان تُستأنف المحادثات الحدودية البحرية غير المباشرة بين لبنان و «إسرائيل» يوم الاثنين المقبل. وعلم في هذا السياق، ان الجانب اللبناني لم يبلغ الامم المتحدة بعد قراره حول مسألة العودة الى عملية التفاوض، وطالب من الجانب الاميركي بيانا رسميا، وقد ابدت واشنطن موافقتها على الامر على ان يصدر بيان رسمي في هذا الشان، وبانتظار وصول الوسيط الاميركي جون ديروشيه الى بيروت، فان الوفد اللبناني سيعقد جلسة تنسيقية مع رئيس الجمهورية خلال الساعات المقبلة، وحتى الان لم يتلق الوفد اي معطى جديد يغير من موقفه على «طاولة» التفاوض فيما يتصل بحقوق لبنان البحرية وفقا للخط 29.

 

 شيا تدعو لبنان الى «المرونة»!

 

ووفقا لاوساط مطلعة، تاتي العودة «الاسرائيلية» الى المفاوضات، بطلب اميركي، بمثابة اختبار «لنوايا» الرئاسة الاولى بعدما اوقف رئيس الجمهورية ميشال عون توقيع المرسوم 6433 وعقب المؤتمر الصحافي للنائب جبران باسيل الذي قدم خلاله طروحات جديدة «تدغدغ» مشاعر الاميركيين، ولفتت انتباه العدو الاسرائيلي خصوصا اقتراح استثمار الآبار المشتركة في المنطقة البحرية المتنازع عليها بواسطة شركة ثالثة.

 

ووفقا لزوار السفارة الاميركية في عوكر، رفع مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل تقريره الى الخارجية الاميركية بعد زيارته بيروت وجرى تبادل  المعلومات مع «اسرائيل» حول هذا الملف، وقد جاء تحريك عملية التفاوض بناء على تقييم اميركي بامكانية الاستفادة من الانقسام اللبناني الراهن حول هذا الملف، في ظل حاجة فريق رئيس الجمهورية الى فك العزلة الدولية عنه. ولهذا ستكون الجولة المقبلة اذا ما عقدت عملية «جس نبض» لطروحات باسيل ومدى مطابقتها مع ما يحمله الوفد اللبناني المفاوض الى الناقورة وبعدها «سيبنى على الشيء مقتضاه». وقد لخصت السفيرة الاميركية دوروثي شيا التوقعات الاميركية من استئناف المفاوضات بالقول لبعض من التقتهم، يجب ان يكون الجانب اللبناني اكثر «مرونة» في الجولة الجديدة.

 

طروحات لن تمر

 

ووفقا لتلك المصادر، لا يمكن لطرح باسيل استثمار الآبار المشتركة ان يمر بسهولة، كما ان اقتراحاته حول خطوط التفاوض مجرد اقتراحات غير قابلة للصرف، وكذلك تكليف طرف دولي للتحكيم، وسيكتشف الاميركيون ان باسيل قدم طروحات غير قابلة للصرف داخليا، ودونها عقبات كثيرة، خصوصا ان الاستثمار المشترك للمنطقة البحرية المتنازع عليها، تنطوي على تطبيع غير المباشر مع العدو الاسرائيلي. وذكرّت تلك الاوساط، بان الرئيس عون سبق وحاول مع بدء المفاوضات إلى تعيين المدير العام في رئاسة الجمهورية انطوان شقير رئيساً للوفد، إضافة إلى تعيين مدير مكتب وزير الخارجية هادي هاشم ومستشار باسيل عضواً في الوفد، لكنه اصطدم بمعارضة من «الثنائي الشيعي» الذي اصدر بيانا مشتركا شديد اللهجة عن قيادتي امل وحزب الله قبل ساعات من انطلاق المفاوضات في 14 تشرين الأول الماضي يعترض فيه على التمثيل السياسي في الوفد، ما اضطر عون للتراجع وإسناد رئاسته للعميد بسام ياسين.واليوم لا تغيير في موقف «الثنائي» وخصوصا حزب الله الذي وان كان قد اعلن  لتزامه بقرار الدولة تحديد الحدود البحرية، لكنه لن يسمح ابدا باي خطوات تطبيعية مع «اسرائيل».

 

 اخراج لبنان من «البازار»؟

 

اذا، تزامنا مع بدء باريس اجراءات عقابية بحق معرقلي التسوية في لبنان، علمت «الديار» ان اتصالات رفيعة المستوى على خط باريس -موسكو جرت خلال الساعات القليلة الماضية لاستكشاف طبيعة التحولات في الخطاب السعودي الجديد بعد مقابلة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الاخيرة والتي ارسل من خلالها اشارات ايجابية باتجاه ايران، وعلم في هذا السياق، ان الجانبين الروسي والفرنسي ينسقان المواقف باتجاه فتح خطوط مباشرة مع القيادة السعودية لمحاولة اخراج الساحة اللبنانية من «بازار» التفاوض وجعلها ساحة اختبار للنوايا بين الجانبين الايراني والسعودي. وتشير اوساط ديبلوماسية مطلعة الى ان موسكو تعمل على خط طهران في محاولة لجس نبض القيادة الايرانية قبل دخولها في معمعة الانتخابات في حزيران المقبل، فيما تسعى باريس للتواصل مع القيادة السعودية وتستعجل الحصول على ردود اولوية يمكن البناء عليها لاطلاق تسوية عمودها الفقري المبادرة الفرنسية على ان يجري مراعاة مصالح القوى الاقليمية النافذة بعدما اتضح ان الولايات المتحدة الاميركية غير معنية في مقاربة الملف اللبناني الا من زاوية المفاوضات الغازية مع «اسرائيل». وتبدو حاجة باريس ملحة ايضا في الاستعجال بانضاج الحل اللبناني قبل الدخول في الموسم الرئاسي الصيف المقبل.

 

 تفاؤل فرنسي – روسي

 

وفي هذا الاطار، تشير المعلومات الى وجود قناعة فرنسية -روسية مشتركة بوجود امكانية لتحقيق اختراق في «الجدار» السعودي في ظل الحاجة السعودية لعقد تسويات تزامنا مع العودة الاميركية المرتقبة الى الاتفاق النووي مع ايران، ويعتقد على نطاق واسع بان الليونة في الخطاب السعودي املته ضرورات عسكرية وسياسية واقتصادية، بدءا من العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية التي باشرت ضغوطا سياسية وتسليحية على الرياض، وأعادت فتح المفاوضات مع إيران لإعادة الاتفاق النووي وتخفيف العقوبات عليها، مرورا بالتراجع الاستراتيجي على الجبهة اليمينية والصعوبات الاقتصادية المتعلقة بتراجع أسعار النفط.

 

 لماذا تراجعت الرياض؟

 

وفي هذا الاطار، اكدت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، استبق اتفاقا بين واشنطن وطهران، ليؤيد محادثات سرية في العراق مع إيران.وقالت الصحيفة ان ولي العهد السعودي «العنيد» أدرك أن اتجاه الرياح تغير في الشرق الأوسط، وها هو يريد «علاقة جيدة» مع أكبر خصم للسعودية في الشرق الأوسط. فمنذ انتخاب جو بايدن في واشنطن، لم يعد الوقت مناسباً للمواجهة مع طهران.وفي سياق التأكيد على حاجة السعودية الى التسوية نقلت لوفيغارو عن مسؤول عراقي تاكيده حصول محادثات سرية بين طهران والرياض في بغداد، كاشفا ان السعوديين هم من أرادوا هذه اللقاءات. اقترحوا باكستان لكن إيران رفضت. وعندما اقترحت السعودية العراق قبلت طهران لأن لها نفوذا حقيقيا هناك. واللافت في كلام المسؤول العراقي تاكيده ان الاتصالات السرية السعودية – الإيرانية في بغداد، تحظى بدعم الولايات المتحدة، وكذلك الصين، الشريك التجاري الرئيسي لإيران والسعودية.

 

 ما اسباب التفاؤل؟

 

وما يعزز تلك المناخات الايجابية، التقدم الحاصل في فيينا، وقد نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية تقريرا قالت فيه إن فريق بايدن الديبلوماسي يسارع باتجاه التسوية مع ايران حيث تفكر إدارة بايدن برفع العقوبات المتعلقة بالإرهاب عن المصرف المركزي الإيراني، واشارت الى أن العودة للاتفاق النووي لن تحصل في ليلة وضحاها، لكنها قد تحصل وبسهولة هذا العام. ويخطط فريق بايدن للمناورة للتحايل على الكونغرس، فلو استطاع الفريق تحقيق الصفقة، فعندها يمكن لوزارة الخارجية الزعم أنها عادت إلى نفس الاتفاق الذي صوّت عليه الكونغرس عام 2015 حيث تتعرض الادارة الاميركية لضغوط من قبل المشرعين الجمهوريين وفي هذا السياق، حذّر السيناتور الجمهوري ليندزي غراهام، ومورغان دي أورتاغوس، المستشار السياسي والمتحدث السابق لوزارة الخارجية الأمريكية، بايدن من العودة إلى الاتفاق وفي مقال تحت عنوان: «خطة إنقاذ بايدن لإيران بـ 90 مليار دولار» قالا إن العودة مرة ثانية إلى خطة العمل المشتركة الشاملة الموقعة مع إيران في 2015، ستكون بمثابة حدث زلزالي وسيقود إلى الفوضى وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط. وبرايهما اذا تم إحياء خطة العمل المشتركة الشاملة، فستحصل إيران على 50 مليار دولار من صادرات النفط بقيمة السوق اليوم. وسيتم رفع العقوبات الأخرى التي قد تقوي قطاع الحديد والأدوية وسيعود الإقتصاد الإيراني للانتعاش بما يقارب الـ 40 مليار دولار ايضا، ولن يمضي وقت طويل قبل أن تبدأ حقائب المال بالوصول إلى حزب الله وحماس.. حسب تعبيرهما..

 

 هل ينجح فصل المسارات؟

 

ولان التقديرات الديبلوماسية تتحدث عن مسار طويل تحتاجه المحادثات بين الرياض وطهران حتى يتم إذابة الجليد بشكل جدي بينهما، اخذت موسكو باريس المبادرة لمحاولة فصل المسار اللبناني عن المفاوضات الرئيسية علّ الامور تنضج في الايام اوالاسابيع القليلة المقبلة، على ابعد تقدير. لكن مصادر مطلعة على هذا الحراك تبقى حذرة في توقعاتها وتدعو الى عدم الافراط في التفاؤل على الرغم من تحسن المناخات الاقليمية، وتلفت في هذا السياق الى وجود لاعبين آخرين يمكن ان يتركوا تاثيرات سلبية على واقع المنطقة مما قد يؤثر على الساحة اللبنانية التي ستخضع في الاسبوع المقبل الى اختبار نوايا جديد اذا ما استؤنفت مفاوضات ترسيم الحدود البحرية.

 

 ليونة سعودية؟

 

وفي مؤشر على «ليونة» سعودية محتملة  استجابت الرياض على نحو محدود مع «المناشدات» اللبنانية وسمحت للشاحنات اللبنانية الموجودة عند الحدود السعودية بدخول أراضيها، على الرغم من ابقاء الحظر على المنتجات الزراعية اللبنانية.. وتعقيبا، شكر وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي المملكة على مبادرتها الإنسانية.

 

 لافروف وباسيل والمسيحيين؟

 

داخليا، وبانتظار زيارة مفترضة للرئيس المكلف سعد الحريري الى بكركي التي تعمل على تسويق مباردة تبدو متعثرة حتى الان كونها لم تحمل جديدا، في ظل رفض الرئيس المكلف لاي تسوية لا تمنحه القدرة على ادارة حكومته دون السطوة الرئاسية، لا تزال المواقف على تباعدها بين بعبدا «وبيت الوسط»، وفي موسكو بحث باسيل الازمة الحكومية مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف الذي سيزور لبنان قريبا، وفيما اقر لافروف خلال اللقاء بوجود ضغوط حالت دون تشكيل الحكومة، مشيرا الى ان الامور الان تتجه نحو الحلحلة، طالب باسيل المسؤولين الروس بالضغط على الحريري للاسراع في تشكيل الحكومة، وشدد على ضرورة ان يكون لبنان مستقرا ومزدهرا، وعندما نقل اليه لافروف مخاوف الحريري على اتفاق الطائف، واتهامه للفريق الرئاسي بمحاولة التلاعب بالتوازنات الطائفية في لبنان، محذرا من خطر هذا التلاعب على استقرار لبنان ووجوده، شدد باسيل على ان خصوصية دور المسيحيين في لبنان على المحك، واي محاولة لانهاء دورهم او اضعافه سيواجه بقوة من قبل الرئيس عون الذي لن يقبل بعودة «عقارب الساعة» الى الوراء، وهو امر يحاول الحريري فرضه، ولكن عندما يلتزم بوحدة المعايير في تشكيل الحكومة كل الامور ستحل..؟

 

وفي المؤتمر الصحافي اكد باسيل على الدور الكامل للمسيحيين، وقال انه من دونه لن يكون هناك وجود كامل، ومن دون ذلك في لبنان لن يبقى مسيحيون في الشرق.. وخلص باسيل الى القول «روسيا لا تتدخل بالشؤون الداخلية، لكنها تدفع باتجاه الإصلاح وهذا ما نشكرها عليه، ونحن كلنا بانتظار ان يأخذ رئيس الحكومة المكلف قراره بالسير بتشكيل الحكومة والأهم قراره بالإصلاح».

 

عون يضع سلامة «تحت الضغط»

 

ماليا، اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر»، ان هناك مسافة ايام تفصلنا عن استحقاق تسليم المستندات والوثائق من قبل مصرف لبنان الى شركة التدقيق الجنائي المالي. وقال «هناك استحقاق زمني لتسليم مستندات ووثائق مصرف لبنان لشركة التدقيق المالي الجنائي، ونحن والشعب اللبناني نرصد، والمسافة أيام». ووفقا لاوساط مطلعة يعمل رئيس الجمهورية على وضع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة «تحت الضغط» ويصوب عليه لدفعه الى عدم التراجع عن وعوده والزامه بتنفيذ ما سبق وتم الاتفاق عليه.

 

****************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

عقوبات فرنسية..وتحذيرات أوروبية”شكّلوا الحكومة  

 

على متن الرحلات الجوية بين بيروت وموسكو، يتنقل المسؤولون والقادة السياسيون، ذهابا وايابا. باستثناء «السياحة والاستجمام»، لا نتائج عملية على مستوى تشكيل الحكومة تسجل. هم كما يذهبون يعودون، الرئيس المكلف يغط في بيروت، ورئيس التيار الوطني الحر يحطّ  في موسكو، والموقف هو هو، في لبنان لا حكومة وفي روسيا حرص على الاستقرار، دعم المبادرة الفرنسية، تأييد حكومة من اختصاصيين غير سياسيين برئاسة سعد الحريري من دون ثلث معطل لأي مكون، قادرة على تنفيذ الاصلاحات واستعداد للمساعدة، في المُحصّلة المفتاح ليس في الجيب الروسي.

 

اما على متن الرحلات البرية بين لبنان والسعودية فليست الحال افضل، باستثناء ملامح مرونة ابدتها الرياض وقدّرتها بيروت ببيان لوزير الداخلية يعبق بالكلام المعسول وعبارات الود والعطف والشكر والامتنان لمملكة الخير، فيما المطلوب أمر آخر، اجراءات ردعية تكفل عدم تحوّل لبنان الى معبر لمهربي المخدرات واعلان نتائج التحقيقات في شأن شحنة الرمان وكبتاغونه السوري، ونقطة عالسطر.

 

الشاحنات تمر

 

على هذا الخط المتوتر «اقتصاديا» سُجلت امس حلحلة «تجارية» محدودة جدا من قبل الرياض. فرغم الحظر على المنتجات الزراعية اللبنانية، سمحت المملكة للشاحنات اللبنانية الموجودة عند الحدود السعودية بدخول أراضيها. وتعقيبا، شكر وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي السعودية على مبادرتها الإنسانية.

 

«كبسة» في المطار

 

فهمي قام امس، وبعيدا من الإعلام، بكبسة على منطقة الشحن في مطار رفيق الحريري الدولي واطلع على تفاصيل اجراءات التفتيش المعتمدة لكافة انواع الشحنات التي تدخل او تخرج عبر المطار، وعن قدرة أجهزة السكانر المعتمدة على كشف أي مواد موجودة داخلها.

 

باسيل في موسكو

 

في الداخل، لا حركة حكوميا بعد في انتظار زيارة مفترضة للرئيس المكلف سعد الحريري الى بكركي. اما رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل فاستهل لقاءاته في موسكو امس، باجتماع مع نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف.

 

عقوبات ونصيحة

 

في السياق اعلن وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان في تصريح له بأن فرنسا بدأت تنفيذ إجراءات تقيّد دخول أشخاص يعرقلون العملية السياسية في لبنان أو متورطين في فساد إلى الأراضي الفرنسية.

 

ولفت وزير الخارجية الفرنسية الى اننا نحتفظ بحق اتخاذ إجراءات إضافية بحق كل من يعيق حل الأزمة اللبنانية بالتنسيق مع شركائنا.

 

بدروها

 

دعت مصادر دبلوماسية اوروبية المسؤولين اللبنانيين الى المسارعة في تشكيل حكومة قبل الصيف المقبل لئلا يخسر لبنان دعم فرنسا التي ستدخل قريبا في اجواء معركة الانتخابات الرئاسية فينصرف الرئيس ايمانويل ماكرون انذاك لمتابعتها ويفقد لبنان فرصة الاهتمام بأزمته لاسيما بعد ما لمسه من تقصير واهمال ولامبالاة ونكث بالوعود من المسؤولين في بيروت، عندها سيدخل البلد الصديق في الفراغ القاتل وتفتح الابواب على كل السيناريوهات الجهنمية من دون استثناء.

 

الى جانب اللبنانيين

 

من جانبها، أكدت السفيرة الفرنسية آن غريو «وقوف بلادها  إلى جانب اللبنانيين في محنتهم واستمرارها في دعم البرامج الإنسانية لخدمة جميع الناس»، وأشادت «بالإنموذج الذي تقدمه مؤسسة عامل القائم على تعزيز قيم المواطنة والتضامن نحو بناء لبنان الأفضل».  موقفها جاء خلال تفقدها «مؤسسة عامل الدولية» و»فاوندايشون ميريو للأم والطفل» في بلدة دورس.

 

الرئيس يرصد

 

ماليا، وبينما الاوضاع المعيشية تزداد صعوبة وستتدهور اكثر اثر رفع الدعم في الاسابيع القليلة المقبلة،  اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر»، ان هناك مسافة ايام تفصلنا عن استحقاق تسليم المستندات والوثائق من قبل مصرف لبنان الى شركة التدقيق الجنائي المالي. وقال «هناك استحقاق زمني لتسليم مستندات ووثائق مصرف لبنان لشركة التدقيق المالي الجنائي، ونحن والشعب اللبناني نرصد، والمسافة أيام».

 

اللقاء الديمقراطي

 

وأشارت كتلة اللقاء الديمقراطي بعد اجتماعها برئاسة النائب تيمور جنبلاط الى «إن رفض المعنيين لأي طرح تسووي في تأليف الحكومة يدفع لمزيد من التأزم، وينذر في ضوء الواقع المعيشي والاقتصادي الخانق بانفجار كبير سيدفع ثمنه الجميع من دون استثناء.

 

استئناف المفاوضات

 

وسط هذه الاجواء، اعلنت «رويترز» ان المحادثات الحدودية البحرية بين لبنان وإسرائيل قد تُستأنف الأسبوع المقبل. من جهتها افادت مصادر معنية «ان  هذه المحادثات ستعقد الاثنين المقبل بعد وصول الوسيط الاميركي جون دوروشر، مشيرة الى ان موقف الوفد اللبناني في ما يتصل بمساحة الترسيم على حاله من دون اي تغيير.

 

ضبط التهريب

 

من جهة ثانية، وفي اطار عمليات ضبط التهريب اليومية التي تقوم بها وحدات الجيش على الحدود، صدر عن قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه بيان اشار الى ان «وحدات الجيش المنتشرة في البقاع والشمال اوقفت ثلاثة مواطنين، وضبطت صهريجاً وآلية نوع بيك آب محملة بحوالى 2634 ليتراً من مادة البنزين و610 ليترات من مادة المازوت المُعدة للتهريب الى الأراضي السورية. سُلّمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram