افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الخميس 6 أيار 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الخميس 6 أيار 2021

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة البناء:

 

الترسيم مؤجَّل والمرسوم مؤجَّل… وواشنطن ستعيد ترتيب أوراقها قبل توجيه دعوة جديدة موقف سعوديّ يُضعف المظلة الفرنسيّة… والحريري: خيارات مفتوحة وهوامش ضيّقة نصرالله يطلّ غداً: التطبيع لن يحمي الكيان.. ومحور المقاومة صاعد وخصومه للتراجع

 

 رأت مصادر دبلوماسية في تجميد المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية، بعد جولة رد الاعتبار للمسار خطوة أميركية طبيعية، وضعت معادلة تأجيل الترسيم مقابل تأجيل المرسوم الذي توقف عند بوابة قصر بعبدا، وأن التحريك الذي نتج عن تلويح رئيس الجمهورية بالتوقيع لا يزال فاعلاً لمنع ذهاب كيان الاحتلال نحو بدء الاستثمار في حقل كاريش، بانتظار إعادة ترتيب الأوراق أميركياً، وهو ما لا يمكن توقعه قبل تبلور المشهد الإقليمي الجديد، سواء على مسار الاتفاق النووي مع إيران، أو العلاقات السعودية الإيرانية والسعودية السورية، وانعكاسها جميعاً على الوضع اللبنانيّ ومسار حكومته الجديدة من جهة، ومستقبل مسارات أنابيب الغاز في المتوسط العالقة بين واشنطن وموسكو، ومستقبل العلاقات الروسيّة الأميركيّة التي تنتظر قمة الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن، وبالتالي فإن التحريك قد يتم مجدداً لإبقاء الأمور على حالها حتى الصيف، حيث يمكن أن تكون الصورة قد تبلورت بما يتيح توقع امتلاك الجانب الأميركيّ مشروعاً للوساطة قابل للتداول كبديل عن خط هوف.


في الشأن السياسيّ ينتظر لبنان نتائج زيارة وزير الخارجية الفرنسيّة جان إيف لودريان الذي وصل منتصف الليل الى بيروت، بعدما ترك غموضاً حول لقاءاته خصوصاً لقاءه بالرئيس المكلف بتشكيل المكلف سعد الحريري، والكلام المتداول من فريق الرئيس الحريري بالتلويح بالاعتذار، فيما بدا أنه ربط للاعتذار باللقاء بلودريان، أو بالضغط الذي قد يحمله لودريان على الحريري للقاء رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، تحت طائلة اعتبار الحريري مصدر تعطيل المبادرة الفرنسية، ورأت مصادر متابعة للملف الحكومي أن أصل الجو الفرنسي السلبي الذي تمثل بتراجع المظلة الممنوحة للرئيس الحريري مرتبط بضغط سعودي تداولته مصادر إقليمية عديدة، عنوانه رفض أي محاولة لاعتبار ترؤس الحريري للحكومة إلزاماً للسعودية بدعم هذه الحكومة. وقالت المصادر إن ما تصفه المصادر المقرّبة من الحريري بالخيارات المفتوحة، بين الاعتذار والنجاح بتشكيل حكومة، وبقاء الأمور على حالها، ليس تعبيراً عن شعور بالراحة السياسيّة بل بالهوامش التي تضيق أمام الحريري، خصوصاً إذا بقي على سقوف متشنّجة في مقاربة الملف الحكومي، الذي يمكن حلحلته ببعض المرونة المتبادلة، فيما يخص كيفية تسمية الوزيرين المسيحيين اللذين لا تشملهما تسمية المرجعيات النيابية والسياسية، لأن الاعتذار سيصيب الحريري أكثر من معارضيه الذين ينتظرون الاعتذار ويراهنون على انفتاح سعودي للمشاركة في تسمية البديل، وسيكون وضع الحريري صعباً، وسيكون أشد صعوبة إذا ذهب لتحريك شارعه في ظروف سيُتّهم فيها خارجياً وداخلياً بالمسؤولية عن أخذ لبنان إلى الفوضى، بينما إبقاء الوضع على حاله سيضعه في أزمة متصاعدة مع الفرنسيين، خصوصاً أن مخارج واقعية يمكن إيجادها وفقاً لمساعٍ فرنسية يتشارك فيها مع باريس رئيس مجلس النواب نبيه بري، لإقناع الحريريّ بالعقلانية والواقعية، وتحميل فريق رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر مسؤولية الفشل إذا لم يتمّ التجاوب مع هذه الحلول.
في مشهد المنطقة تتجه الأنظار نحو الداخل الفلسطيني مع إحياء يوم القدس، في ظل تحضيرات وتهديدات وجهتها الفصائل الفلسطينية لجيش الاحتلال، ومن المنتظر أن يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم في كلمة مخصّصة للمناسبة، بعدما كانت له مشاركة في إحياء لقادة محور المقاومة تحضيراً لفعاليات يوم القدس، قال السيد نصرالله خلالها، إن كيان الاحتلال إلى زوال وإن مشاريع التطبيع لن تحميه، وبالمقابل فإن محور المقاومة صاعد ويزداد قوة وحضوراً، بينما تتراجع محاور خصومه.
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن هبة القدس في الأسابيع الماضية أظهرت حضور شباب القدس البواسل في الميدان ومواجهتهم آلة البطش الصهيونية. مشيراً إلى أن تفاعل الضفة ودخول قطاع غزة عسكرياً بشكل مدروس لنصرة القدس تطوّر مهم جداً.
وفي كلمة له خلال فعالية "المنبر الموحّد" دعماً لفلسطين رأى أن الأحداث الأخيرة تؤكد تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه وعدم تخلّيه عن أي من هذه الحقوق. واعتبر السيد نصر الله أن الأجيال الفلسطينية الشابة ما زالت تحمل الدم والروح والاستعداد للتضحية وتسير في طريق النصر المقبل. قال إن ثبات محور المقاومة وتجاوزه لأخطر مرحلة استهدفت وجوده في المنطقة وعلى مستوى الإقليم يحتّم رفع المسؤوليّة تجاه قضية الأمة.
وأكد أن محور المقاومة جاد وصادق وحقيقي على عكس كلام الأنظمة العربيّة فيما مضى، وأنه يتكامل ويتضامن ويتعاون وينسّق، مما يجعلنا نشعر بأن القدس أقرب. وأضاف أنه في الوقت الذي نشهد فيه صلابة محور المقاومة رغم الصعوبات والحروب والحصار والتحريض، نرى تداعي المحاور الأخرى التي كانت تقود الحروب على المقاومة في المنطقة.
وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن الدول المطبّعة لم تكن في يوم من الأيام جزءاً من المعركة حتى يكون خروجها مؤثراً على مسار هذه المعركة. وتابع أن المسؤولية اليوم هي تقديم كافة أشكال الدعم للمقاومة الفلسطينية، وأن تشتد قوة محور المقاومة لأن مستقبل المنطقة يصنعه هذا المحور. وأضاف أن الصهاينة يعرفون في قرارة أنفسهم أن هذا الكيان لا مستقبل له، وأن عمره المتبقي قصير جداً، ولذلك هم يُضيّعون جهودهم ودماءهم بلا طائل. ورأى أن المنطق السليم الذي يجب أن يوجه إلى كل المحتلين والغزاة أن عليهم ترك الأرض التي احتلوها، وإلا ستتمّ إعادتهم بالقوة أو بغيرها إلى الأماكن التي أتوا منها.
وبقي المشهد الحكومي ضبابياً وتحت تأثير حملة التسريبات والمعلومات المتضاربة التي غرقت بها الساحة الإعلامية والسياسية حول ما سيحمله في جعبته وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان الذي يصل اليوم إلى بيروت إضافة إلى مصير التكليف الذي يحمله الرئيس المكلف سعد الحريري منذ ثمانية أشهر، وما إذا كان سيقلب الطاولة ويخلط الأوراق ويلجأ إلى الاعتذار في نهاية المطاف.
ولم ينتظر لودريان وصوله إلى بيروت للإدلاء بدلوه وإبلاغ المسؤولين اللبنانيين الرسائل المباشرة والحاسمة. بل استبق ذلك بتغريدة على تويتر قال فيها: "سأكون في لبنان غداً مع رسالة شديدة الحزم للقادة السياسيين ورسالة تضامن كامل مع اللبنانيين. الحزم في وجه الذين يعرقلون تشكيل الحكومة لقد اتخذنا إجراءات وطنية، وهذه مجرد البداية".
وأضاف: "تؤكّد زيارتي أيضًا تضامن فرنسا في مجال التعليم والطبابة والآثار، ودعمها اللبنانيين الذين يبذلون قصارى جهدهم من أجل بلدهم".
وفيما اعتصمت أوساط بيت الوسط بالصمت، أكدت مصادر تيار المستقبل لـ"البناء" أن "لا قرار حتى اللحظة في بيت الوسط بالاعتذار وكل ما يُشاع من معلومات وتحليلات حول ذلك هي من نسج الخيال. والقرار الأخير بهذا الشأن ملك الرئيس الحريري وحده وهو لا يزال متمسك حتى اللحظة بتأليف حكومة جديدة كطريق وحيد للإنقاذ ضمن شروط المبادرة الفرنسية أي حكومة اختصاصيين ومستقلين لا ثلث معطل لأحد". لكن وبحسب الأوساط فإن "خيار الاعتذار وارد في حال وجد الحريري أن الأبواب مقفلة ولا يمكنه الاستمرار بهذه المهمة". ونفت الأوساط ما يُشاع عن تسوية خارجية لتكليف شخصية سنية أخرى كالرئيس نجيب ميقاتي وغيره. واضعة ذلك في إطار الماكينة الإعلامية التي تعمل للضغط على الحريري لدفعه للاعتذار.
ورجحت الأوساط أن يلتقي لودريان الحريري منطقياً. متسائلة: "كيف لوزير الخارجية الفرنسي أن يأتي لحل الأزمة الحكومية ويستثني أحد أطرافها الأساسيين أي الرئيس المكلف بتأليف الحكومة والمعني الأول بها؟ وهذا يفقد فرنسا دورها الوسطي والوسيط لمساعدة اللبنانيين على إيجاد الحل". وأوضحت أن "الحريري سيجري مشاورات مع لودريان وبعدها سيكوّن رؤية حول المستقبل ويبني على الشيء مقتضاه ويحسم خياراته".
وعن موقف الحريري في حال طلب الفرنسيون منه مباشرة لقاء رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لتسهيل الحل، شددت الأوساط على أن "الحريري لا يقفل الباب على أحد ومن يطلب موعداً منه للاستفسار أو توضيح أمرٍ ما إن كان باسيل أو غيره بصفة رئيس كتلة نيابية، فهو مستعدّ رغم أنه لم يلتقِ رؤساء الكتل منذ تكليفه بل حصر لقاءاته برئيس الجمهورية وأحياناً مع رئيس المجلس النيابي، علماً أن باسيل لم يسمِ الحريري في الاستشارات النيابية ويعلن جهراً أنه لن يمنح حكومته الثقة ويرفض وجوده على رأس الحكومة في الأصل".
ولفتت الأوساط نفسها إلى أن "الحريري يدرس الواقع المحلي والتطورات على المستويين الإقليمي والدولي وسيجري مروحة مشاورات قبل اتخاذ أي قرار". ونفت الأوساط المعلومات التي نقلت عن أن السعوديين أبلغوا السوريين خلال اللقاء الأخير الشام بأن "المملكة غير معنيّة بالحريري".
كما نفت أن يكون الحريري على قطيعة مع السعودية. مشيرة الى أن "مشكلة المملكة ليست مع الحريري بل مع الدولة اللبنانية التي سلمت جزءاً من قرارها لحزب الله خدمة للمشروع الخارجي". وذكّرت بأنه لو كان لدى الحريري مشكلة مع السعودية أو العكس لما كان الحريري يعتزم توقيع 16 اتفاقية معها عندما كان رئيساً للحكومة عام 2016".
ولفت عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار إلى أن "الأمور أمام أفق مسدود والرئيس الحريري لا بدّ أن يتخذ قراراً في نهاية المطاف لن يكون غريباً عنه وعن تمسكه بحفظ مصلحة البلد". فيما نفت مصادر التيار الوطني الحر أن يكون رئيس التيار يريد إخراج الحريري من المعادلة، مشيرة لـ"البناء" الى أن "التيار يريد تأليف الحكومة اليوم قبل الغد ومستعد للتعاون مع الرئيس المكلف لتذليل العقد المتبقية أمام التأليف ولطالما دعاه إلى زيارة رئيس الجمهورية واستئناف الحوار وتدوير الزوايا وتقديم تشكيلة كاملة تتضمن الأسماء وتوزيعها على الطوائف والقوى النيابية وفق المعايير الموحدة والأصول الدستورية والميثاقية".
وأفادت معلومات "البناء" الى أن "أحداً من القوى السياسية الأساسية لا يملك تصوراً أو سيناريو للمرحلة المقبلة في حال تقدم الحريري باعتذاره"، مشيرة الى أن "أمام الحريري فرصة أخرى لتأليف الحكومة قبل نضوج الحوارات الدولية الإقليمية وبدء ترجمتها في ساحات المنطقة وتتوّج على شكل حكومة تسوية في لبنان قد لا يكون للحريري مكان فيها لا سيما إذا كانت تسوية سعودية - إيرانية - سورية".
ورأى مصدر دبلوماسي أنه "على المستوى المحلي لا يوجد أي معطى يشير الى إمكان ولادة الحكومة، على الرغم من أن الحريري عاد من جولاته الخارجية بانطباعين: الاول التمسك به شخصياً لرئاسة الحكومة، الإصرار على حكومة في الإطار الذي رسمته المبادرة الفرنسية، أي شخصيات مستقلة دون ثلث معطل".
وعن تلويح الحريري بالاعتذار، قال المصدر: "كل الاحتمالات واردة وعلى الطاولة، لكن أقله حتى اللحظة، الأجواء الداخلية والخارجية تفيد بأن موعد الاعتذار لم يحن بعد، لا بل هناك محاولة لاستعجال التأليف". وأضاف: "فرنسا تعود الى لبنان بتكليف أميركي من اجل ملء الوقت الضائع، وقبل أن نرى بالعين المجردة التوقيع مجدداً على الاتفاق النووي الأميركي الإيراني، فإن كل ملفات المنطقة بما فيها لبنان ستبقى معلقة".
ولفت السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، بعد لقائه وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة، إلى "أنّنا أجرينا جولة أفق، تحدّث فيها وهبة عن الأوضاع اللبنانيّة والحرص على الوصول إلى تشكيل حكومة يكون فيها مخرج للبنان، وأهميّة التكامل مع سورية في الأوضاع الاقتصاديّة والأمنيّة".
وأشار في مؤتمر صحافي، إلى أنّ "وهبة أبدى حرصًا على تشجيع النازحين السوريّين الراغبين بالعودة إلى بلدهم، وهم يشكّلون الأغلبيّة الكبرى، وقد قدّمت سورية كلّ التسهيلات الّتي تضمن العودة الآمنة والكريمة لأبنائها". وأعلن أنّ "سورية ترحّب بكلّ المراجعات الإيجابيّة والمبادرات الّتي تريد الوصول الى الأمام أكثر، وسورية صاحبة مصلحة في تصويب أي شقيق أو بلد كانت له اتجاهات خاطئة في المواقف". لافتًا إلى أنّ "السعودية دولة شقيقة وعزيزة والأشقّاء السعوديّين في مراجعة ونرجو ألّا تكون طويلة، ومقدّماتها نراها من خلال اللقاء بعدد من الدبلوماسيّين، ونقدّر ما سمعناه من المسؤولين الكبار في السعودية عبر الإعلام".
على صعيد آخر، تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مسار الإجراءات التي اتخذت في الاجتماع الذي عقد الأسبوع الماضي في بعبدا، للتشدّد في مكافحة التهريب من المعابر البرية والبحرية والجوية اللبنانية، لا سيما بعد تكرار الحوادث التي سجلت في الآونة الأخيرة. كما تابع ما توصل اليه التحقيق من معطيات في عملية التهريب بواسطة صناديق الرمان الى السعودية لا سيما التوقيفات التي تمّت في هذا الصدد.
وأشار وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي، إلى أن "شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي قامت بأعمال مميّزة في موضوع التهريب، وبتنسيق كامل، واضح وشفاف مع كافة الدول الشقيقة والصديقة وخاصة الدول الخليجية ومنها السعودية، وهناك إحصاءات بهذا الخصوص".
وأفادت وزارة الداخلية أن من خلال التحقيق مع الموقوف حسن دقّو تبيّن أنه متورّط في تهريب أكبر شحنة مخدّرات في العالم والتي تقدّر بحوالى 94 مليون حبّة كبتاغون ضبطت في ماليزيا وكانت متوجّهة الى السعودية. ووزّعت الوزارة مستندات بأبرز العمليات التي تمّ تنفيذها في إطار مكافحة المخدرات سنة 2021".
وبعد مداهمتها شركة ميشال مكتف للصيرفة في عوكر ومصادرة داتا المعلومات وملفات من مكاتب الشركة، داهمت المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون أمس، شركة "Prosec" لتحويل الأموال في بعبدا، بعد رفضها تسليم "الداتا".
على صعيد ملف ترسيم الحدود، علمت "البناء" أن "الوفد الإسرائيلي والوسيط الأميركي اعترضا في جلسة الثلاثاء على إصرار الوفد العسكري اللبناني المفاوض على بدء المفاوضات من خط 29 الذي وسّع المنطقة المتنازع عليها الى مساحة 2290 كلم مربع ما دفع بالوسيط الاميركي الى تأجيل الجلسة الثانية التي كانت مقررة أمس لمزيد من المشاورات السياسية". وفي هذا السياق، أفادت مصادر رسمية أن "المفاوضات تأجلت حتى إشعار آخر، لأن الوفد اللبناني رفض الطرح الأميركي والاسرائيلي بتركيز النقاش حول خط هوف أي ضمن النقطة 1 والنقطة 23، وان المفاوضات كان يجب ان تُستأنف بلا شروط مسبقة وليس بفرض حصر النقاش بخطوط حدودية محددة سلفاً، والّا فلا تعود هذه مفاوضات بل إملاءات". وأوضحت أن "استئناف المفاوضات رهن الاتصالات التي سيجريها الرئيس ميشال عون مع الوسيط الأميركي جون دورشير الذي ما زال موجوداً في بيروت".
وفي خطوة قضائيّة متقدمة في الحفاظ على حقوق لبنان، أبلغ المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري الوزارات المعنية، والأجهزة الأمنية قرار النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم الحجز على البواخر ومنعها من مغادرة لبنان. كما أبلغ القاضي الخوري وزارة المالية قراراً ثانياً صدر عن القاضي إبراهيم قضى بعدم دفع أي مستحقات لشركة كارباور شيب التركية المشغلة لبواخر الطاقة في لبنان، وذلك لضمان حقوق الدولة في تحصيل البند الجزائي الموقع بـ 25 مليون دولار أميركي في حال التثبت من دفع عمولات.
وأعلن المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء "عن ترحيل 59 حاوية تحتوي على مواد شديدة الخطورة كان تم العثور عليها في مرفأ بيروت وأماكن أخرى بعد كارثة انفجار 4 آب. وتولت شركة "كومبي ليفت" الألمانية معالجة توضيب هذه المستوعبات بشكل آمن على مدى الأشهر الماضية وفقاً لعقد موقع مع الشركة لإخراج هذا الخطر من لبنان".
 

****************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

لودريان يهدّد والحريري يجمّد الاعتذار

 

 بعدَ التلويح بالاعتذار، وضع الرئيس المكلف سعد الحريري هذا الخيار جانباً، مبدئياً، بينما تتجه الأنظار إلى زيارة وزير الخارجية الفرنسي الذي يصل اليوم الى بيروت، علماً بأن التعويل عليها لا يبدو كبيراً لإنهاء الأزمة الحكومية


بالرسائِل عن بُعد، استبقَ وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان زيارته للبنان، وبلغة لا تخلو من التهديد بمعاقبة المسؤولين بسبب سلوكهم المُشين بحق البلد، استكمل الزائر الذي سيحطّ اليوم في بيروت كلاماً سابقاً عن البدء بإجراءات منع الدخول إلى الأراضي الفرنسية، لشخصيات "نعتبرها معرقلة للعملية السياسية وضالعة في الفساد"، قائلاً في تغريدة له على وسائل التواصل "سنتعامل بحزم مع الذين يعطّلون تشكيل الحكومة، ولقد اتّخذنا تدابير وطنية، وهذه ليست سوى البداية".


من دون معرفة الأسباب، تأجّل سفر وزير الخارجية الفرنسي يوماً عن الموعد الذي كانَ مُقرّراً، علماً بأن ذلك لن يُقدّم أو يؤخر في حال الاستعصاء في الملف الحكومي الذي لم يشهد جديداً سوى وضع رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري خيار "التنحّي" جانباً، بعدَ أن لوّح به أكثر من مرة في الأسابيع الأخيرة، وأبلغه لمن يهمه الأمر... لكن أحداً لم يهتم!


عدا عن ذلك، تستعر الحروب الصغيرة الدائرة في الداخل، ربطاً بما يجري في الإقليم. وفي انتظار اتضاح اتجاهات المنطقة، باتَ بعض الأطراف يتصرّف من منطلق المُنتصِر في المعادلة السياسية، إذ لم تتوقف منذ أيام حملات التبشير بقرب استقالة الحريري وهزيمته في وجه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ربطاً بالمعلومات التي تتحدث عن سحب المملكة العربية السعودية يدها منه، وعدم تمسّك الآخرين به، وتحديداً باريس.


وعزّز هؤلاء حملتهم بالحديث عن عدم إدراج الحريري على جدول لقاءات لو دريان وحصرها برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك بشارة الراعي وجهات من المجتمع المدني، علماً بأن معلومات تحدثت أمس عن "تعديل للمواعيد وعقد اجتماع مع الرئيس المكلف".


مصادر مطلعة، اعتبرت أن الزيارة تُعطى أكثر من حجمها، كما لو أنها الفرصة الأخيرة أمام لبنان، مشيرة إلى أن "الفرنسيين يحملِون عصا العقوبات بيد، وفي اليد الأخرى مبادرتهم التي فقدت تأثيرها، فكيف يريدون لأحد أن يتجاوب معهم؟". وقالت المصادر إن "صدى الصوت الفرنسي أكبر من الحجم الحقيقي لدولة تلعب دوراً في ظل غياب اللاعبين الأصليين، أي في الوقت الضائع، ولا قدرة لديها على فرض مشروع محدد، نظراً إلى أن سياستها تفتقِد الأدوات التنفيذية".


كذلك اعتبرت أوساط سياسية بارزة أن الزيارة ليست ذات أهمية، إلا في حال طرأت مفاجأة جديدة من شأنها خلط الأوراق، وهنا تحدثت الأوساط بكلام جرى التداول به، عن محاولات فرنسية لجمع الحريري وباسيل معاً، على اعتبار أنهما المعرقلان الرئيسيان لتأليف الحكومة، فإذا "تمكّن لودريان من جمعهما، فساعتئذٍ يمكن القول إن الزيارة حققت تقدماً ما". وبينما قالت الأوساط إن "خيار الاعتذار وُضع جانباً، مبدئياً"، اعتبرت أن الحديث عن "خاسر ورابح في الداخل سابق لأوانه، وأن المعادلات الإقليمية الجديدة لن تكون لها ترجمة قريبة وفورية، بل تحتاج إلى وقت". ولفتت إلى أن هناك عنصراً يجب عدم تجاهله، ألا وهو أن "الحريري لم يعتذر ولا يزال رئيساً مكلفاً وموجوداً في المعادلة الداخلية، ولا يزال أطراف أساسيون يفضّلونه على غيره"، ثم إن صعوبات الاتفاق على أسس المرحلة المقبلة أعقد من مسألة الاتفاق على اسم رئيس الحكومة، وبالإمكان أن يأخد وقتاً أكثر من أشهر التكليف، وهذا كله يُدفع من روزنامة "ما تبقّى من العهد"، وبالتالي خسارة الحريري لا تعني بالتأكيد فوز الآخرين.

 

************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار 

 

لودريان مهدداً: سنتعامل بحزم مع المعطّلين

 

 

حال الوصول المتأخر لوزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت الى ما بعد منتصف الليل الفائت دون تمكن الكثيرين من المعنيين الرسميين والسياسيين من تلمس بعض المعطيات الدقيقة التي تتضمنها زيارته التي توصف على نطاق واسع بانها ستكون حاسمة لمسار المبادرة الفرنسية في لبنان ابنة الثمانية اشهر وتاليا لمصير أزمة تشكيل الحكومة الجديدة .

 

ولكن لودريان نفسه لم يتأخر في استباق لقاءاته في بيروت، فأرسل مساء من خلال تغريدة عبر “تويتر” العنوان الأكثر تشددا لزيارته اذ كتب:”سأكون في لبنان يوم غد (اليوم) موجهاً رسالة شديدة اللهجة الى المسؤولين السياسيين ورسالة تعبر عن تضامننا التام مع اللبنانيين وسنتعامل بحزم مع الذين يعطلون تشكيل الحكومة . لقد اتخذنا تدابير وطنية وهذه ليست سوى البداية “. وأضاف: تؤكّد زيارتي أيضًا تضامن فرنسا في مجال التعليم والطبابة والآثار، ودعمها اللبنانيين الذين يبذلون قصارى جهدهم من أجل بلدهم” .

 

ووسط حبس الانفاس الذي يطبع المشهد الداخلي ترقباً للقاءات التي سيجريها لودريان اليوم، وما يمكن ان يشكل مفاجآت في برنامج الوزير الذي بقي سريا وغير مفصح عنه حتى بعد وصوله الى بيروت، أجمعت اكثر من جهة معنية بزيارة وزير الخارجية الفرنسي وباللقاءات التي سيجريها على ان البلد سيكون امام  ساعات مفصلية، لأن مهمة لودريان لم تعد تحتمل الأجواء والانطباعات والمعلومات التي سبقت وصوله أي مواقف نصفية او تقديرات مبهمة. ففيما هو يحمل في يد الحوافز الفرنسية والأوروبية من اجل تشجيع اللبنانيين على الانخراط الحازم في ورشة انقاذية إصلاحية تتولاها حكومة المهمة الانقاذية، يحمل باليد الأخرى سيف العقوبات التقييدية لشخصيات لبنانية ستتهم بإعاقة الحل السياسي الإصلاحي، وتاليا تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة. كما ستتهم شخصيات أخرى بالتورط في الفساد. ولعل المفارقة اللافتة تمثلت في ان معظم المعطيات استبقت زيارة لودريان باستبعاد اختراق او انفراج جدي من شأنه ان يطلق عملية تشكيل الحكومة ويخرجها من نفق الابتزاز والتعطيل الا اذا كان في جعبة رئيس الديبلوماسية الفرنسية امر طارئ ما يبدد مجمل الانطباعات المتشائمة وينقذ في الوقت نفسه المبادرة الفرنسية نفسها من مصير سلبي يتهددها.

 

الاعتذار ليس حتميا   

وإذا كان من الطبيعي ان تتركز الأنظار بل والمخاوف على تنامي الكلام عن امكان اقدام رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على الاعتذار عن إكمال مهمته في تشكيل الحكومة، فان المعطيات التي تؤكّدها مصادر مسؤولة في “تيار المستقبل” لـ”النهار” تشير إلى أنّ الاعتذار لم يصبح أمراً حتميّاً بالنسبة إلى توجّهات “بيت الوسط”، باعتبار أن الحريري لم يتّخذ قراراً بالاعتذار عن عدم التأليف حتى اللحظة؛ لكن الاعتذار أضحى خياراً ممكناً ووارداً ومرتبطاً بجملة من الاعتبارات والظروف في حال استمرار الإغلاق الكامل على إمكان استيلاد حكومة اختصاص غير حزبيّة. وتلفت الى ان خيار الاعتذار كان مستبعداً في مرحلة سابقة، لكنّه بات قائماً ومبنيّاً على بعض المعطيات راهناً. وتقوم هذه المعطيات على اعتبار أنّه إذا لم تؤدِّ الضغوط الأخيرة في سبيل التأليف إلى نتائج على طريقة محاولة تحريك المياه الراكدة، فإنّ البلد لا يستطيع الانتظار أكثر في ظلّ المراوحة ما يعني الاتجاه نحو الانهيار الكامل. وتلفت المصادر إلى أنّ ما لا يمكن أن يقبله الحريري هو تصنيفه في خانة المعطّلين أو المعرقلين، موجّهةً أصابع الاتهام بالتعطيل باتجاه النائب جبران باسيل لكونه يستخدم الاستحقاق الحكومي لاعتبارات شخصية. وتفيد المعطيات بأنّ مجموعة أفكار بدأت تُبحث في حال سلوك طريق الاعتذار، ومن بينها العمل على تحصين استحقاق الانتخابات النيابية العامة 2022، من خلال الاتجاه إلى تمتين الوضع مع الحلفاء ومنع تأجيل الانتخابات، التي ستكتب عنوان المرحلة المقبلة من شدّ الحبال بين المحاور السياسية، علماً أن هذه الأفكار لا تزال في طور وضع الاحتمالات ولم تتحوّل إلى خريطة طريق حتى الآن.

 

في المقابل تشير الأوساط المطلعة على أجواء رئيس الجمهورية الى ان بعبدا لا تزال تترقّب وتنتظر ما يمكن أن يطرحه لودريان من أفكار، وإذا كان ثمّة من أسئلة تحتاج إلى ايضاحات في ملفات الساعة القابلة للتداول. وتقول إنّ رئيس الجمهورية يعتزم ايضاح كلّ التفاصيل المتعلّقة بالملف اللبناني، بما في ذلك موضوع الحكومة وموضوع ترسيم الحدود البحريّة. وترى الأوساط أنّ أحداً لا يستطيع الجزم في ما ستحمل معها زيارة لودريان، خلافاُ لما يتناقل على الصعيد اللبناني، وهو قد يحمل عتباً أو حلّاً أو مبادرة أو إنذارات، فيما الموقف الفرنسي المعلن واضح لناحية ضرورة تشكيل حكومة متخصّصة تساهم في تنفيذ الإصلاحات. ولا يعلّق فريق العهد على الخيارات التي يمكن أن يتّخذها الرئيس المكلّف في الأيام المقبلة، مع اعتبار خيار الاعتذار بمثابة شأن خاص وقرار يعني الحريري.

 

وفي هذا السياق دعا مجلس المطارنة الموارنة إلى تشكيل حكومة قادرة على إيقاف الانهيار، واكد على المعنيين ان يضعوا جانبا كل حساباتهم وغاياتهم الخارجة عن إرادة الإنقاذ، وناشد العواصم الصديقة القيام بمبادرات إنسانية عاجلة تساعد الشعب اللبناني على الصمود.  ودان المجلس “بشدة التفلت المتمادي على المعابر الحدودية الشرقية والشمالية، كما في مرفأ بيروت ومطارها، التي باتت تستخدم جهارا لتهريب المخدرات، الأمر الذي كلف لبنان مزيدا من الحصار الاقتصادي شمل صادراته الزراعية إلى المملكة العربية السعودية وسائر بلدان الخليج.

 

مكافحة التهريب

وفي اطار الاستنفار الأمني لمواجهة ازمة التهريب اعلن وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي بعد ترؤسه اجتماعا امنيا  إلى أن “شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي قامت بأعمال مميزة في موضوع التهريب، وبتنسيق كامل، واضح وشفاف مع كل الدول الشقيقة والصديقة ولا سيما منها الدول الخليجية ومنها السعودية، وهناك احصاءات بهذا الخصوص”. ولفت فهمي، إلى أن “ما كنا نقوم به هو عمل باللحم الحي، فهناك ضعف بالمنظومة ككل، وهناك اسباب لوجستية، كما أن الهيكلية بحد ذاتها تحتاج تحسيناً. ونحن بدأنا العمل بهذا الموضوع، بالتالي سنرى خلال اسبوعين او ثلاثة كأقصى حد، تعديلاً بالمستوى العملاني بما خص التصدير، أما ما يتعلق بالمعدات، فالأمر سيأخذ وقتاً أطول”. كما أبدى استعداد لبنان “لتلقي أي مساعدة من أي دولة، وخصوصا الشقيقة، التي تحب مساعدة لبنان في الوقت الحالي خصوصا بالآلات الحديثة لكشف ما يمكن كشفه، واذا لا، نحن خلال مدة معينة سنؤمن أجهزة الكشف على كل المرافق التي يتم التصدير منها”.

 

وقد أفادت وزارة الداخلية انه من خلال التحقيق مع الموقوف حسن دقّو تبيّن أنه متورّط في تهريب أكبر شحنة مخدّرات في العالم والتي تقدّر بحوالى 94 مليون حبّة كبتاغون ضبطت في ماليزيا وكانت متوجهة الى المملكة العربية السعودية.

 

************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

رندة تقي الدين

الحملة الرئاسية بدأت وماكرون بحاجة إلى “انتصار ديبلوماسي”

“عاصفة حزم” فرنسية: لودريان يتصدّى للمعرقلين “وجهاً لوجه”

 

“سأكون في لبنان مع رسالة شديدة الحزم للقادة السياسيين ورسالة تضامن كامل مع اللبنانيين”… على إيقاع تغريدة “الحزم في وجه الذين يعرقلون تشكيل الحكومة” يطأ وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان الأراضي اللبنانية معلناً نيته الصريحة بأن يتصدى لمعرقلي التأليف “وجهاً لوجه” في بيروت، بالقول عشية جولته على المسؤولين: “اتخذنا إجراءات وطنية، وهذه ليست سوى البداية”، في رسالة بدت للمتابعين تأكيداً على كون باريس اتخذت إجراءات عملانية بحق المعرقلين، وربما شملت تحديد بعض الأسماء على قائمة الممنوعين من الاستحواذ على تأشيرة دخول إلى الأراضي الفرنسية.

 

وتندرج زيارة لودريان إلى لبنان في سياق تشديد الضغوط على القيادات السياسية اللبنانية، وهي ضغوط لم تتوقف طيلة المرحلة الماضية رغم استمرار العراقيل وارتفاع منسوب الامتعاض الفرنسي من أداء المسوؤلين اللبنانيين بسبب عدم تشكيلهم حكومة مهمتها إنقاذ البلد من الانهيار. غير أنّ أكثر من ديبلوماسي في باريس لا يزال يعتقد أنّ زيارة وزير الخارجية الفرنسي لن تكسر الجمود في الوضع السياسي اللبناني ولن تفكك العقدة الداخلية لتشكيل الحكومة. وبحسب المعلومات فإنّ لودريان يعتزم القول مجدداً للقيادات اللبنانية إنهم سبق أن التزموا أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتنفيذ خريطة الطريق التي رسمها لإنقاذ لبنان، وبالتالي ما عليهم الآن سوى أن ينفذوا التزاماتهم وإلا تعرضوا لعقوبات فرنسية متدرّجة، تبدأ بمنع دخولهم الأراضي الفرنسية.

 

وبحسب مراقبين فرنسيين متابعين عن كثب للوضع اللبناني وللعلاقة الفرنسية – اللبنانية، لا يمكن للرئيس الفرنسي أن يتخلى عن القضية اللبنانية ويتوقف عن ممارسة الضغط لأنّ لبنان يحتل حيزاً مهماً من الاهتمام على الساحة الفرنسية، كما أنّ ماكرون بحاجة إلى “انتصار دبلوماسي” عشية موعد انتخابات الرئاسة بعد أقل من سنة، إذ بدأت فترة الحملة الانتخابية، ورغم أنّ ماكرون لم يعلن بعد عن نواياه بالترشّح لولاية رئاسية ثانية، لكنّ ترشحه شبه مؤكد.

 

وبينما لا توجد شكوك في احتمال حصول المزيد من الانهيار في لبنان، أتى التحرك الفرنسي الذي نال تأييداً كبيراً من الطبقة السياسية الفرنسية، من أقصى اليمين إلى اليسار، عندما زار ماكرون لبنان غداة انفجار المرفأ، لكنه بقي عاجزاً عن تحقيق أي ربح لحساب ديبلوماسيته الخارجية تحت وطأة التعطيل السائد في الحياة السياسية اللبنانية وفشل الطبقة الحاكمة في البلد، وهذا الأمر سرعان ما أثار انتقادات من معارضي ماكرون الذين وجدوا “فرصة ذهبية” للتشهير بجهوده في الملف اللبناني معتبرين انها فشلت. ولذلك فإنّ ماكرون يحتاج اليوم إلى جهود لودريان الذي تجمعه علاقة متينة به، لا سيما وأنه يُعتبر ركناً أساسياً ذا وزن ثقيل في الحزب الاشتراكي الفرنسي، وكان قد شغل منصب وزير الدفاع طوال فترة رئاسة فرنسوا هولاند، وبقي طيلة فترة رئاسة ماكرون في منصبه وزيراً للخارجية، فضلاً عن أنه مستشار للمجلس الإقليمي في منطقة البروتاني، وعليه فإنّ ماكرون يعتمد على وزير خارجيته مستقبلاً لجلب أصوات “اليسار الاشتراكي” وله هامش تحرك كبير وحرية كلام كبيرة كوزير لخارجية، خصوصاً وأنّ الرئيس الفرنسي تقليدياً يهيمن وفريقه على الملفات الخارجية المهمّة ومن بينها الملف اللبناني.

 

وعشية زيارته لبنان، نسق لودريان مع ماكرون مضمون ما سيحمله من رسائل وما سيقوله مباشرة للرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري حين يلتقيهم. إذ إنه وعلى عكس ما أشيع في بيروت، سيلتقي رئيس الحكومة المكلف لكنّ تحديد موعد اللقاء تأخّر “لأسباب بروتوكولية”، وفق ما شرح دبلوماسي غير معني بالزيارة لـ”نداء الوطن”، موضحاً أنه عموماً لا يؤخذ موعد من رئيس حكومة مكلف طالما أنه لا يمارس مهامه الرئاسية بعد كالرؤساء الرسميين.

 

وكان لودريان قد وضع نظيره الأميركي أنطوني بلينكن في صورة زيارته لبنان، على هامش مؤتمر مجموعة وزراء خارجية الدول السبع الصناعية في لندن، بحيث لا يزال الوضع السياسي اللبناني معطلاً، مع إشارته إلى ما قاله في مالطا عن العقوبات المحتملة على المعطلين، فوافقه بلينكن على هذا التوجه مبدياً تأييد الولايات المتحدة لموقف فرنسا، علماً أنّ واشنطن كانت منذ البداية مؤيدة للتحرك الفرنسي في لبنان وأصبحت تعتمد على باريس لتولي الملف اللبناني وإيجاد الحل له، كون الإدارة الاميركية الجديدة لديها انشغالات أهم واكبر من الملف اللبناني. وعلى هذا فإنّ لودريان يزور لبنان بزخم دولي وبتكليف من ماكرون لإبداء دعم فرنسا لمنظمات المجتمع المدني التي تبقى، مع الجيش اللبناني، ركيزة الدعم والاهتمام الفرنسيّين في غياب تشكيل الحكومة.

 

 

************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

الجيش اللبناني متخوف من آثار الأزمة الاقتصادية… ويخشى الأسوأ

مصدر عسكري: أبلغنا المسؤولين بدقة الوضع… وتأليف الحكومة يريحنا

ثائر عباس

لم يتوقف الجيش اللبناني كثيراً عند بعض الدعوات التي صدرت تطالبه بتسلّم زمام الأمور للخروج من الأزمة متعددة الأوجه، السياسية والاقتصادية والأمنية، التي تضرب البلاد، رغم إدراكه خطورة الاشتباك السياسي القائم، وانعكاساته المحتملة أمنياً واجتماعياً.

فالجيش، كما يقول مصدر عسكري لبناني «يلتزم دوره الوطني الجامع، ولا يلتفت إلى كل ما يخرج عن هذا الدور، والأجدى أن يفعل عمله الأمني من دون الالتفات إلى المهاترات السياسية»، لكن المصدر يشدد في المقابل على أهمية «الاستقرار السياسي، الذي يدعم أي جهد أمني يقوم به الجيش وسائر القوى الأمنية في وقت مفصلي، كالوقت الذي نمر به حالياً». ويعتبر أن تأليف الحكومة، من شأنه تخفيف العبء الأمني، ويعكس مسار الانهيار.

ويعترف المصدر بأن «الاشتباك السياسي يؤثر على الجيش لأن الجيش جزء من الشعب»، مشدداً على أن الجيش «يحاول ضبط الوضع قدر المستطاع، لكن الجيش لا يستطيع أن ينجز حلاً سياسياً، وتأليف الحكومة يريحه». وعن المخاوف من التفلت الأمني وجديتها، يقول المصدر إن رفع الدعم (عن المواد الأساسية من قبل مصرف لبنان) قد يلعب دوراً في هز الوضع الأمني، لأن الناس قد تتحرك احتجاجاً، كما قد تحصل زيادة في منسوب الجرائم خصوصاً أننا نشهد سرقات من نوع مختلف أخيراً، سواء سرقة بطاريات محطات الهاتف أو بوابات المقابر، وصولاً إلى سرقة قوالب ‏الجبن، كما حصل أخيراً.

‏وينبه المصدر إلى أن سقف هذه التطورات قد يكون صعباً أكثر إذا لم يتم تأليف حكومة تسعى لوقف الانهيار، مشيراً إلى أن القوى الأمنية ترفع تقارير بالوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني إلى المسؤولين، وتنبههم إلى خطورة الواقع، متحدثاً عن اتجاه واضح لمسار الأمور، ومنبهاً إلى أن «البلد معرض لانهيار الأمن الاجتماعي».

وينفي المصدر بشدة وجود حالات فرار من الخدمة العسكرية، جراء انهيار القيمة الشرائية لرواتب الجنود، لكنه يعترف بصعوبة الوضع، مشيراً إلى أن القيادة العسكرية تحاول أن تساعد الجنود قدر الإمكان على تجاوز الأزمة وتخفيف آثارها عليهم، لأن الجندي يحتاج إلى أن يشعر بالأمان حيال عائلته عندما يتركها ويذهب إلى الخدمة، كما تحاول أن ترفع معنوياتهم من خلال تكثيف التوعية بأهمية ومحورية الدور الذي يلعبه الجيش في هذه المرحلة.

وحاول الجيش التخفيف من أعباء الوضع الاقتصادي الصعب من خلال تدعيم بيوت الجندي وتوسيع التعاونيات الخاصة بالعسكريين، التي يستفيد منها المدنيون أيضاً، من خلال تأمين أكبر كمية ‏ممكنة من المواد (التموينية) المدعومة. أما بخصوص التنقلات، فقد حاول الجيش مساعدة الجنود على التخفيف من أعبائهم، من خلال إعادة ضبط مواعيد خدمة العسكريين لتسهيل تنقلهم وتأمين وسائل النقل للجيش، كما وزع الجيش مساعدات وصلته من الخارج‏ على العسكريين، كما تم تعزيز الطبابة العسكرية ‏رغم التخفيضات الكبيرة التي طالتها في موازنة 2020.

ويقول المصدر إن «الجيش مشدود… وأمامه مهمة كبيرة تتراوح بين ضبط الحدود والأمن الداخلي ومواجهة خطر إسرائيل والإرهاب. أضف إليها عبئاً كبيراً يتمثل بتوزيع المساعدات المخصصة للمواطنين‏، كما مشاركته في عملية حصر الأضرار في مرفأ بيروت بعد الانفجار ورفع الأنقاض». ويعتبر المصدر الأمني أنه إذا زادت الظروف صعوبة فسيكون الوضع أصعب على الجيش، ولهذا نكثف عملنا الأمني، لكن الأمن الاجتماعي أساسي، والجوع يجعل الناس أكثر قابلية للخروج على القانون.

‏أما فيما يتعلق بعمليات الإرهاب، فيقول المصدر إن الخوف لم يعد يشبه عام 2018. لكنه أشار إلى محاولات تسلل مستمرة، ومن الواضح أن تنظيم «داعش» لم يستسلم؛ فهناك خلايا يتم اكتشافها، كان بعضها لافتاً، حيث ضمت خلية اكتشفت في بلدة كفتون (شمالا) 20 شخصاً، وخلية عرسال (شرقاً) 18 شخصاً، وأهميتها في أنها ليست «ذئاباً منفردة» كما اعتاد التنظيم، مما يعني أنه يحاول بناء قاعدة له تساعده على التأثير على الوضع الداخلي إذا ذهبت الأمور نحو الأسوأ

 

**************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

«توتير» سياسي يسبق لودريان.. وباريس تتوعّد.. والحريري ينتظر

هي الفترة الأكثر غموضاً التي يشهدها لبنان منذ استقالة حكومة حسان دياب قبل تسعة اشهر، مروراً بالتكليف المقطوع للسفير مصطفى اديب، والتكليف المستعصي للرئيس سعد الحريري منذ تشرين الاول من العام الماضي.

الطاقم القابض على الدولة والحكومة، في ذروة إرباكه، يترقّب ما سيتمخّض عن زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان، الذي التقى خلال الساعات الماضية نظيره الاميركي انتوني بلينكن في لندن وكان لبنان حاضراً بينهما، وتبادلا وجهات النظر حول الزيارة وجدول اعمالها وغاياتها. وبحسب مصادر ديبلوماسية فإنّ زيارة لودريان تحظى بدعم اميركي واضح حيالها، علماً ان الترتيبات انجزت لعقد لقاءات اليوم مع كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري، اضافة الى لقاءات اخرى معلنة وغير معلنة، تشمل عددا من الشخصيات، على ان تنتهي الزيارة بمؤتمر صحافي يعقده لودريان يوم غد الجمعة يتناول فيه كل وقائع الزيارة ونتائجها، ليغادر بعده عائداً الى باريس.

 

رسالة شديدة اللهجة

واستبق لودريان وصوله الى بيروت بتغريدة قال فيها: سأكون في لبنان يوم غد (اليوم) موجّهاً رسالة شديدة اللهجة الى المسؤولين السياسيين، ورسالة تعبّر عن تضامننا التام مع اللبنانيين، وسنتعامل بحزم مع الذين يعرقلون تشكيل الحكومة، ولقد اتخذنا تدابير وطنية، وهذه ليست سوى البداية. اضاف: تؤكد زيارتي ايضاً تضامن فرنسا في مجال التعليم والطبابة والآثار، ودعمها اللبنانيين الذين يبذلون قصارى جهدهم من اجل بلدهم».

 

شائعات

وكان المشهد الداخلي قبل ذلك، قد تقلّب على ايقاع تسريبات وشائعات سابقة لزيارة لودريان، جرى ضخّها من غرف ومطابخ سياسية، يبدو جلياً انّ غايتها الاستثمار على حضور رئيس الديبلوماسية الفرنسية قبل وصوله، وتجييره لمصلحتها على حساب الخصوم على حلبة الحكومة، وعلى حساب كل الآخرين على الحلبة السياسية بشكل عام.

 

قالت الشيء وعكسه!

تلك التسريبات والشائعات قالت الشيء وعكسه، وأدت كما هو واضح، وظيفة خبيثة بتوتير الداخل، ودفعت العلاقة المتوترة بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل وبيئتيهما السياسية وغير السياسية، الى نقطة الغليان الشديد وخصوصاً بعدما شرعت تلك الغرف في تسريبات متتالية عن غالب ومغلوب في الملف الحكومي، وانّ رئيس الجمهورية (ومعه جبران باسيل) كسر الحريري ويوشك أن يحقق ما يريده لجهة إبعاده عن رئاسة الحكومة، وان الحريري بفعل «الفيتو» السعودي القاطع عليه انتهى، ويوشك ان يصبح خارج الحكومة، وربما خارج السياسة نهائياً.

 

ما سرّ الصمت؟

وَقع هذا الترويج كان مستفزّاً في بيت الوسط، والرئيس الحريري بلغ ذروة الامتعاض، وعلى ما تؤكد مصادر موثوقة لـ»الجمهورية» فإن ما ساهم في ذلك هو الغموض الذي شاب الموقف الفرنسي:

 

اولاً، لناحية الصمت الفرنسي الكلّي حيال جدول العقوبات التي فرضتها باريس على شخصيات لبنانية معطلة للحل في لبنان، ولتشكيل حكومة المبادرة الفرنسية. حيث ساوى هذا الصمت الصالح بالطالح، اذ انه شجّع مجموعة المسربين على ادراج الجميع في خانة معطلي الحل في لبنان، وتعميم العقوبات لتشمل مقربين من الحريري وجبران باسيل. والمثير للانتباه في هذا السياق ان باريس ورغم هذا الارباك الذي تسببه الصمت وعدم الاعلان عن المعاقبين، تركت الامر يتمادى ويتفاعل، ولم يصدر عنها ما يؤكد هذا التعميم او ينفيه.

 

ثانياً، الصمت الفرنسي المطبق حيال زيارة لودريان الى بيروت، وعدم التصريح او التوضيح للغاية الحقيقية منها، فحتى الآن كل ما يتصل بالزيارة مبهم. فلا الجانب الفرنسي قال شيئاً سوى ما قاله لودريان عن الرسالة الشديدة اللهجة، ولا احد من افراد الطاقم الحاكم في لبنان من أعلى هرمه الى أدناه يملك ادنى فكرة عن تلك الرسالة ولا عما يوجد في جعبة لودريان، ولا احد منهم محيط باللغز الذي يستوطن هذه الزيارة، ولا بالسر الكامن خلف توقيتها في هذه اللحظة اللبنانية المشتعلة فوق اكوام من الازمات والسيناريوهات السوداء، ولا بماهيّة الهدف الذي يريد الفرنسيون ان يسجلوه في مرمى معطلي الحل في لبنان.

 

وربطاً بذلك، فإنّ المقاربات السياسية في الداخل تبدو متناقضة، ومنطلقة من رغبات اكثر مما هي منطلقة من معطيات حولها، حيث ثمة من يعتبر انّ لودريان آت لإبلاغ العقوبات التي قررتها فرنسا بحق معطلي الحل. في مقابل ذلك كلام يتردد في اوساط وصالونات سياسية عن ان الوزير الفرنسي آتٍ بعصا غليظة ليصالح فيها سعد الحريري وجبران باسيل، و»ليربّي» فيها معطلي المبادرة الفرنسية، ويدفعهم الى وقف اللعبة العبثية التي يمارسونها، والايفاء بالالتزامات التي قطعوا لإنجاح المبادرة. على ان اكثر المقاربات مبالغة، هي تلك التي تحدثت عن ان لودريان آت ليرعى اعلان الحريري اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة، وليضع اللمسات الاولى على حكومة جديدة بلا سعد الحريري… وما زال الكلام مستمراً.

 

ثالثاً، الصمت الفرنسي المطبق حيال إمكان شمول برنامج لقاءات لودريان، لقاء مع الرئيس المكلف الى جانب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب. وترك الامور بين هبّة لبنانية تستبعد اللقاء وتتحدث عن رفض وزير الخارجية الفرنسية اللقاء بالرئيس المكلف، وهبّة لبنانية اخرى تنفي هذا الرفض وتؤكد قيام لودريان بزيارة بيت الوسط للقاء الحريري.

 

إعتذار واستقالة معاً؟!

هذه الاجواء لم ترح الحريري وفريقه السياسي، وأيضاً المتناغمين معه في ملف تأليف الحكومة. وقالت مصادر موثوقة لـ»الجمهورية»: ان امتعاض الرئيس الحريري مبرّر حيال خطوة تعتبر مهينة له سياسيا وشخصيا. وكذلك حيال محاولة استضعافه وتصويره طرفا محشورا؛ السعودي يرفضه ولم تعد لديه هوامش يتحرك فيها، وان امامه خيارات محدودة جدا امّا ان يقبل بحكومة وفق شروطهم، وهذا انتحار، وامّا ان يعتذر ويرحل وهذا انتحار ايضا.

 

وتضيف المصادر «انها تأمل ان تكون كل الالتباسات التي احاطت بزيارة لودريان قد عولجت وزالت ربطاً بحركة اتصالات جرت في الساعات الاخيرة. فكل الاحتمالات مفتوحة امام الرئيس المكلف، وتحددها التطورات اللاحقة، كما انّ الرئيس المكلف قد دخل مرحلة القرار الحاسم. امّا بالاستمرار في تحمّل المسؤولية، واما الذهاب الى الخيارات الصعبة، لقلب الطاولة سواء بخيار الاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة، او بخيار استقالة كتلة تيار المستقبل من مجلس النواب. وهو ما بدأ نواب من كتلة المستقبل يجاهرون به علناً.

 

لماذا الزيارة؟

ووسط هذا الصمت والغموض الذي يرافقه، أثيرت علامات استفهام لدى مستويات سياسية مختلفة، حول سبب زيارة لودريان الى لبنان في هذه اللحظة، وتبلّغت «الجمهورية» من احد كبار المسؤولين قوله: بالتأكيد ليس ما يمنع ابداً حضور الوزير لودريان الى لبنان، لكن حتى الآن لا أعرف لماذا سيأتي وماذا يحمل وماذا سيقدم؟ خصوصاً انّ المعطيات المتوفرة لا توحي بامتلاك باريس اي امر نوعي مختلف عما كان لديها في السابق، ليمكنها من الدفع في المبادرة الفرنسية الى حيز التنفيذ الفوري وتشكيل حكومة على اساسها.

وردا على سؤال عما اذا كانت باريس قد قررت الدخول في مواجهة على الحلبة اللبنانية، سأل المسؤول الكبير: مواجهة بينها وبين من؟ حتى في موضوع العقوبات فإنّ باريس تحاذر حتى

الآن المجاهرة بها او بمن شملت او بحجمها.

 

اضاف: لا اعتقد ان باريس بصدد الانتقال من كونها عامل استقرار في لبنان، وهو ما عبّرت عنه في التفاتتها تجاه لبنان، بعد انفجار مرفأ بيروت وإطلاق مبادرتها الانقاذية، الى مهدد للاستقرار فيه.

 

واكد المسؤول الكبير ان اولوية باريس انجاح مبادرتها واعادة تزخيمها، وبالتالي ووفق ما هو واضح على الخط الفرنسي، فإن باريس ليست في صدد مواجهة من شأنها ان تهدد الاستقرار في لبنان. قد ترفع نبرتها قليلاً انما ليس الى الحد الذي يقود الى مواجهة. من هنا، فإنّ زيارة لودريان لن تأتي بالحل معها، بل هي قد لا تخرج عن سياق التمنيات الفرنسية على الاطراف في لبنان للالتزام بالمبادرة الفرنسية وتشكيل حكومة على اساسها.

 

واعتبر المسؤول الكبير انّه قد حُمِّلت الزيارة قبل حصولها اكثر مما تحتمل، وجرى تصويرها على انها ستُحدث نقلة نوعية في لبنان، والشريحة الواسعة من اللبنانيين باتت تترقّب ما سيتأتى عنها. وهذه الشريحة ستصاب بالخيبة حتماً لأنها لن تقدم شيئاً اكثر من كلام قديم تكراراً للدعوات باسم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للايفاء بالتزاماتهم.

 

المستقبل

الى ذلك، راوح الملف الحكومي في موقعه السلبي، وبدا المشهد الداخلي انه رُكن على حافة انتظار نتائج زيارة لودريان، في وقت كانت فيه لقاءات نيابية من كتل مختلفة تعقد في المجلس النيابي، ومحور الحديث فيها ما تردد عن امكان اعتذار الرئيس الحريري عن عدم تأليف الحكومة.

 

وفيما تتجنّب اوساط بعبدا مقاربة الحديث عن اعتذار الحريري، مشيرة الى ان رئيس الجمهورية ما زال ينتظر ان يتسلّم مسودة حكومية من الرئس المكلف، لوحظ تأكيد نواب تيار المستقبل على ان الاجواء غير مريحة، والافق يبدو انه قد اقفل بالكامل، واللافت ان اوساط المستقبل ما زالت تعول على جهود الاصدقاء للمساعدة في فك العقدة الحكومية المعطلة للتأليف، وتأمل في ان تؤدي زيارة لودريان الى حل حكومي، الا انها اشارت الى انها تنتظر كيف ستتم الزيارة وماذا سيطرح خلالها، وفي ضوء ذلك يبنى على الشيء مقتضاه.

 

وردا على سؤال عن اعتذار الحريري، قالت الاوساط: هذا واحد من الخيارات المطروحة، والرئيس الحريري قد اتخذ قراره وينتظر، ولكن لا شيء محسوما او ثابتا حتى الآن، فلن نستعجل الامور، هناك جهود تبذل، وهناك مسعى يقوم به البطريرك الراعي لناحية ايجاد مخرج لعقدة تسمية الوزيرين المسيحيين في الحكومة، فلننتظر الامور لأنها لم تنته بعد.

 

وحول الشائعات التي تطلق حول «فيتوات» على الحريري ومنعه من تشكيل حكومة، قالت الاوساط: لا شك ان مطلقي هذه الشائعات يرفضون الحل في لبنان، بل يريدون استمرار الازمة، وهذه الشائعات لا ترقى الى الحد الذي تستأهل فيه الرد عليها، وفي مطلق الاحوال فإنّ الجواب سيكون صادماً ومحبطاً لكل هؤلاء.

 

ثنيٌ عن الاعتذار

الى ذلك، كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ»الجمهورية» عن محاولات في الساعات الماضية قامت بها جهات سياسية فاعلة متفهمة لموقف الحريري، لثَنيه عن الاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة، واخراج هذه الفكرة من رأسه اذا كان في هذا الوارد.

 

وبحسب المصادر فإنها تتفهّم اذا كان الحريري يلوّح بالاعتذار امام «المتحاملين عليه» ليردعهم عن اي محاولة للمَس به، ولكن لا نؤيده في ذلك ان اقدم عليه، لأنّ اعتذار الحريري إن حصل، ستكون نتيجته الاولى كارثية بالمعنى السياسي على الحريري، فاعتذاره معناه الانتحار السياسي، وكأنّه يستسلم لعون ويرضخ لجبران ويمنحهما ما يريدانه على طبق من ذهب، اضافة الى آثاره الوخيمة على البيئة والجمهور الازرق بشكل عام. واما على المستوى الحكومي، فالاعتذار سيعقد الامور بشكل كبير جدا، ويوقع البلد في أزمة بديل عن الحريري لتشكيل الحكومة، حيث لن يمتلك احد الجرأة من أن يتقدم للترشيح لرئاسة الحكومة مفتقداً الغطاء الحريري والغطاء السني بكل عام.

 

***********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

توسيع مروحة لودريان.. والهدف زحزحة «معادلات العرقلة»!

قرار الحريري في جيبه.. ومواعيد العتمة في أدراج الكهرباء

 

 

قبل أن تطأ قدما الزائر الفرنسي، وزير الخارجية جان ايف لودريان أرض مطار بيروت الليلة الماضية، رسم اطاراً دبلوماسياً، واضحاً لزيارته: تأنيب الطبقة السياسية، عبر رسالة «شديدة الحزم» والتضامن مع اللبنانيين، عبر توفير الدعم في مجالات التعليم والطبابة والآثار، حفاظاً على لبنان بلد هؤلاء اللبنانيين.

 

ووفقاً لمصادر دبلوماسية معنية فإن هدف محادثات لودريان مع الشخصيات التي سيلتقيها زحزحة «معادلات العرقلة» من امام تأليف الحكومة، والانصراف إلى ورشة الانقاذ مع ازدياد التأزم المعيشي والحياتي، مع اشتداد أزمة السيولة الخانقة.

 

ونصحت مصادر سياسية مطلعة عبر «اللواء» بانتظار ما يحمله الوزير الفرنسي من رسائل مباشرة تتصل بالملف الحكومي وقالت أنه لن يخرج عن سياق ما أعلنه سابقا من مواقف مرتفعة السقف، وأتت تغريدته الأخيرة لتصب في هذا السياق.

 

وأوضحت المصادر أن التحرك الفرنسي يأتي في ظل حراك خارجي يقوم على عدد من الملفات مشيرة إلى أن الأفكار معروفة لدى الجانب الفرنسي حكومة وإصلاحات ومنع التدهور على قاعدة ما طرحه الرئيس الفرنسي في زيارته الأخيرة إلى لبنان والتي ابدى الأفرقاء التزامهم بها.

 

وأفادت أن الوزير لودريان لن يدخل في بعض تفاصيل التأليف لكنه سيصر على قيام الحكومة فورا  والانتقال إلى مرحلة العمل من أجل  معالجة الوضع.

 

إلى ذلك قالت المصادر إن لا معلومات  جازمة أو دقيقة حول اعتذار الرئيس المكلف ولفتت إلى أنه لا بد من ترقب ما بعد حركة رئيس الديبلوماسية الفرنسية.

 

وأكدت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة ان الرئيس المكلف سعد الحريري بأنتظار زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى لبنان وما يحمله في جعبته لتسريع الخطى لتشكيل الحكومة الجديدة، ليبني على الشيء مقتضاه والموقف الذي يتخذه بخصوص استمرار مهمته لتشكيل الحكومة ام لا.

 

وقالت ان الحريري يضع نصب عينيه المصلحة العامة للبلد والناس على الدوام، وليس مصلحته الشخصية، كما هي حال معظم السياسيين واستنادا الى هذه المعادلة الوطنية يتخذ مواقفه.

 

ولاحظت المصادر ان تركيز الوزير الفرنسي في مواقفه قبل ساعات من زيارته الى لبنان على الجهات والاطراف التي تعطل تشكيل الحكومة الجديدة، تعطي اشارات واضحة على من يلومهم وينتقدهم وزير الخارجية الفرنسية، باعتبار أن هذه الجهات اصبحت معروفة من الجميع بالداخل والخارج.

 

اما بخصوص تجنب الجانب الفرنسي الكشف عن كل برنامج زيارة الوزير لودريان الى لبنان وحصرها بمواعيد معلنة مع كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف سعدالحريري والبطريرك الماروني بشارة الراعي،فمرده الى استمرار الاتصالات لتحديد مواعيد بقية لقاءاته والتي عرف منها لقاء مرتقب مع المطران الياس عودة في مقر البطريركية ولقاء مع ممثلي المجتمع المدني وزيارة لمؤسسة عامل ولقاءات بمقر السفارةمع ممثلي الاحزاب والاطراف السياسيين الستة، التيار الوطني الحر، حزب الله، الكتائب، القوات اللبنانية، الحزب التقدمي الاشتراكي والمردة.

 

وتوقعت المصادر ان يبلغ لودريان المسؤولين رسالة حازمة لحثهم على تشكيل الحكومة ويكشف الأسماء والجهات التي تتولى تعطيل تشكيل الحكومة.

 

وكان لودريان استبق وصوله الى بيروت بتغريدة عبر حسابه على «تويتر»: سأكون في لبنان غدا (اليوم) مع رسالة شديدة الحزم للقادة السياسيين ورسالة تضامن كامل مع اللبنانيين. الحزم في وجه الذين يعرقلون تشكيل الحكومة لقد اتخذنا إجراءات وطنية، وهذه مجرد البداية.

 

وأضاف: تؤكّد زيارتي أيضًا تضامن فرنسا في مجال التعليم والطبابة والآثار، ودعمها اللبنانيين الذين يبذلون قصارى جهدهم من أجل بلدهم.

 

وخلافاً لما تم ترويجه عن استثناء لو دريان للرئيس الحريري من لقاءاته، افادت مصادر اعلامية فرنسية انه حسب البروتوكول  فإن مواعيد الوزير الفرنسي مع غير الشخصيات الرسمية تتحدد فور وصوله وهو بالتأكيد سيلتقي الحريري بإعتباره المعني الاساسي بتشكيل الحكومة للوقوف على معطياته حول تأخير التشكيل.

 

وحول ما يتردد عن إحتمال إعتذار الحريري، قال  نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش في مداخلة تلفزيونية: أن خيار اعتذار الرئيس الحريري كان مستبعداً، لكن اتضح اليوم انه موجود لكسر الجمود، وهذا الخيار ليس مرتبطاً بنتائج زيارة لودريان بل إذا وصلت الأمور الى حائط مسدود.

 

بكركي لحكومة قادرة

 

وفي سياق المواقف،  طالب المطارنة الموارنة لتشكيل حكومة قادرة على إيقاف الانهيار، وناشدوا العواصم الصديقة القيام بمبادرات إنسانية عاجلة تساعد الشعب اللبناني على الصمود.  وفي اجتماعهم الشهري، شجب الآباء «بشدة التفلت المتمادي على المعابر الحدودية الشرقية والشمالية، كما في مرفأ بيروت ومطارها، التي باتت تستخدم جهارا لتهريب المخدرات، الأمر الذي كلف لبنان مزيدا من الحصار الاقتصادي شمل صادراته الزراعية إلى المملكة العربية السعودية وسائر بلدان الخليج. وهم إذ يطالبون الوزارات والإدارات المعنية بالحزم في مراقبة منافذ لبنان على العالم، دخولا وخروجا، يدعون إلى مؤازرة صارمة لذلك من قبل الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، ويرجون تبعا لذلك استئناف التصدير إلى الدول الخليجية الشقيقة، التي طالما عرِفت بمحبتها للبنان وغيرتها عليه وعلى أهله».

 

مفاوضات الحدود

 

تم تأجيل الجولة السادسة من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية غير المباشرة، والتي كانت مقررة عند الحادية عشرة من قبل ظهر امس إلى موعد لم يُحدّد بعد، ربما في انتظار اتصالات قال رئيس الجمهورية انه سيجريها مع الوسيط الاميركي جون دوروشير، بعد تمسك الوفد اللبناني في اجتماع امس الاول في الناقورة بالخط  البحري 29، الامر الذي رفضه الجانبان الاميركي والاسرائيلي.

 

وعلى هذا الاساس وحسب مصادر رسمية، يعتبر لبنان ان المفاوضات كان يجب ان تُستأنف بلا شروط مسبقة وليس بفرض حصر النقاش حول خط هوف او خطوط اخرى محددة سلفا، والّا فإنها لا تعود مفاوضات بل إملاءات. ولكن الأمل ما زال معقوداً على ما ستتوصل اليه اتصالات الرئيس عون مع الوسيط الاميركي الذي ما زال موجوداً في بيروت.

 

متابعة التهريب

 

تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مسار الإجراءات التي اتخذت في الاجتماع الذي عقد الأسبوع الماضي في قصر بعبدا، للتشدد في مكافحة التهريب من المعابر البرية والبحرية والجوية اللبنانية، لاسيما بعد تكرار الحوادث التي سجلت في الآونة الأخيرة. كما تابع ما توصل اليه التحقيق من معطيات في عملية التهريب بواسطة صناديق الرمان الى المملكة العربية السعودية لاسيما التوقيفات التي تمت في هذا الصدد.

 

بدوره، اشار وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي، إلى أن «شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي قامت بأعمال مميزة في موضوع التهريب، وبتنسيق كامل، واضح وشفاف مع كافة الدول الشقيقة والصديقة وخاصة الدول الخليجية ومنها السعودية، وهناك احصاءات بهذا الخصوص». وقال بعد اجتماع أمني عقد في الداخلية: سنرى خلال اسبوعين او 3 كأقصى حد، تعديلاً بالمستوى العملاني بما خص التصدير، أما بما يتعلق بالمعدات، فالأمر سيأخذ وقتاً أطول.

 

كما أبدى استعداد لبنان «لتلقي أي مساعدة من أي دولة، وخاصة الشقيقة، التي تحب مساعدة لبنان في الوقت الحالي خاصة بالآلات الحديثة لكشف ما يمكن كشفه، واذا لا، نحن خلال مدة معينة سنؤمن أجهزة الكشف على كل المرافق التي يتم التصدير منها».

 

الى ذلك، أفادت وزارة الداخلية انه من خلال التحقيق مع الموقوف حسن دقّو، تبيّن أنه متورّط في تهريب أكبر شحنة مخدّرات في العالم، والتي تقدّر بحوالى 94 مليون حبّة كبتاغون ضبطت في ماليزيا وكانت متوجهة الى المملكة العربية السعودية. ووزّعت الوزارة مستندات بأبرز العمليات التي تمّ تنفيذها في إطار مكافحة المخدرات سنة 2021.

 

واشارت مصادر المعلومات إلى انّ رئيس الهيئات الاقتصادية محمد شقير أرسل آلية الى السعودية تقوم على وضع «سكانر» على الحدود اللبنانية تأتي به شركة تدقيق عالمية وعلى استخدام كلاب بوليسية وختم كل «كونتينر» يخرج من لبنان بالشمع الأحمر على ألا يفتح إلا عند وصوله الى السعودية كما أصدر شقير لائحة متصدرين ذهبية، والمملكة وافقت على الآلية التي أرسلها.

 

 

مصرفياً، تسلّم امس وزير المالية في حكومة تصريف الاعمال غازي وزني كتاباً من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حول موضوع المنصة الالكترونية لعمليات الصرافة التي سينشئها المصرف المركزي بهدف تأمين ثبات القطع.

 

اقفال

 

وحضر طعن المجلس الدستورية بسلفة الكهرباء امام اجتماع لجنة الاشغال العامة والنقل، برئاسة النائب نزيه نجم وحضور وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر والمدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك. وجرى البحث في ارتدادات القرار، وما سيحدث إذا ما توقف توافر الفيول للمعامل للاستمرار بانتاج الكهرباء.

 

وفي محاولة لتجنب الكارثة، كشف مصدر نيابي ان موعداً طلب مع وزير المال للبحث في إيجاد مخرج لتوفير الاعتمادات، بانتظار ان يبت المجلس الدستوري في أساس الطعن المقدم من كتلة القوات اللبنانية.

 

والأخطر ما كشفه نجم عن ان الوزير زوّد النواب بلائحة مواعيد اقفال المعامل: معمل الذوق يتوقف في 18/5 في حال لم نؤمن الاموال لشراء الفيول فقد وصلت باخرتان ولم تفتح لهما اعتمادات، وهناك اثنتان على الطريق واثنتان تم توقيفهما. في حال عدم توفر الفيول سنقدم برنامجا بكيفية إقفال المعامل في ظل غياب الاموال والحكومة. ذوق مكايل في 18/5، الجية في 8/6، الزهراني في 13/6، ودير عمار في 2/6، الباخرتان فاطمة غول واورهان في 29/5 و21/5 والذوق في 20/5 والجية في 22/6».

 

مداهمة فاشلة لغادة عون

 

قضائياً، دهمت المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون شركة Prosec لتحويل الأموال في بعبدا بعد رفضها تسليم «الداتا».

 

وبعد المداهمة التي استمرت قرابة ساعتين لم تتمكّن خلالهما من دخول الشركة، قالت عون:»أمن الدولة هنا وأحد لم يتحرّك والأمور واضحة والجميع تابع مفصّلا ما حصل، والحكم عندهم ويكفي هذه التصرفات العشوائية والعنفية بحق القانون ويكفي العمل وكأنكم خارج اطار القانون».

 

وقبل أن تغادر قالت: «لا أريد الدخول بسجال وأنتم شهود وقمت بتنظيم محضر بكل الوقائع».

 

ترحيل حاويات

 

في مجال آخر، اعلن المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء أمس «عن ترحيل ٥٩ حاوية تحتوي على مواد شديدة الخطورة كان تم العثور عليها في مرفأ بيروت وأماكن أخرى بعد كارثة انفجار ٤ آب . وتولت شركة «كومبي ليفت (Combi Lift) الألمانية معالجة توضيب هذه المستوعبات بشكل آمن على مدى الاشهر الماضية وفقا لعقد موقع مع الشركة لاخراج هذا الخطر من لبنان.

 

529907 إصابة

 

صحياً، سجل لبنان 1012 إصابة جديدة بفايروس كورونا و22 حالة وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 529907 حالة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

*************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

لودريان في بيروت: رسالة حزم للقادة السياسيين والاجراءات ضد المعطّلين مجرد بداية – محمد بلوط

الحريري يستحضر الاعتذار… ومعلومات عن درس «مغامرة» باستقالة نوابه من المجلس

البطاقة التمويلية: مشروع لا يحظى بالغطاء النيابي وتحفظات على الكلفة وتمويله من الاحتياط

 

وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان في لبنان مجددا في بيروت في زيارة حاسمة بعد جمود وانقطاع طويل . ماذا سيفعل وماهي فرص نجاح مهمته اليوم لانعاش المبادرة الفرنسية واستيلاد الحكومة اللبنانية؟ الاوساط السياسية اللبنانية تترقب اجواء ونتائج الزيارة وما يحمله لودريان من ادوات ضاغطة ومعطيات لوضع النقاط الفرنسية على الحروف اللبنانية.

 

وعشية زيارته غرد لودريان موجها تحذيرا للقادة السياسيين قائلا: «ساكون في لبنان غدا (اليوم) مع رسالة شديدة الحزم للقادة السياسيين اللبنانيين ورسالة تضامن مع اللبنانيين. الحزم في وجه الذين يعرقلون تشكيل الحكومة. لقد اتخذنا اجراءات وطنية وهذه مجرد بداية. تؤكد زيارتي ايضا ان تضامن فرنسا في مجال التعليم والطبابة والاثار ودعمنا للبنانيين الذين يبذلون قصارى جهدهم من اجل بلدهم».

 

ووفقا للمعلومات التي توافرت للديار امس من اكثر من مصدر فان جدول الزيارة التي تستمر يومين يلحظ بشكل رسمي ومحدد لقاءه مع كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس نبيه بري الذي سيلتقيه في عين التينة عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم قبل ان يزور قصر بعبدا في وقت لاحق.

 

اما لقاءه مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري فبقي موضع تكهنات واخبار متناقضة، مع العلم ان فكرة تسربت في الاربع والعشرين ساعة الماضية وجرى التداول بها تقضي بان يجمع الوزير الفرنسي الحريري والنائب جبران باسيل في قصر الصنوبر بعد لقاء الرئيس المكلف في بيت الوسط. لكن مصادر المستقبل والتيار الوطني الحر نفت علمها بالموضوع، في حين أستبعد نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش لقاء الحريري باسيل قبل انتاج الحكومة.

 

وقالت المعلومات ان الكلام عن لقاء او عدم لقاء لودريان مع الحريري هو مجرد تكهنات ومعلومات صحفية في ظل تكتم الخارجية الفرنسية والسفارة في بيروت على جدول الزيارة خارج اطار لقائي عون وبري.

 

وعشية الزيارة قال مصدر سياسي مطلع للديار انه على الرغم من تكتم المسؤولين الفرنسيين حول مهمة لودريان وما يحمله في شأن الاجراءات الرادعة للمعطلين او الضغوط لتشكيل الحكومة فان الاعتقاد السائد لدى المراجع اللبنانية هو ان هناك خيارين يمكن ان ينتجان عن الزيارة: اما التاليف السريع للحكومة او اعتذار الرئيس الحريري.

 

ورفض المصدر التكهن مسبقًا بنتائج الزيارة لكنه حرص على القول بان مهمة لودريان تبدو صعبة في ظل التعقيدات الموجودة والازمة المستمرة والمتفاقمة بين بعبدا وبيت الوسط.

 

واضاف ان ما هو مؤكد ان لودريان ياتي الى بيروت بقرار رئاسي حاسم لا يتعلق بالاجراءات الرادعة التي تحدث عنها مؤخرا بحق المعطلين بل ايضا وضع المسؤولين اللبنانيين امام حقيقة الحسم الفرنسي : تشكيل الحكومة فورا وإلّا تحملوا النتائج.

 

اعتذار الحريري واستقالة النواب؟

 

واذا كانت زيارة لودريان تكتسب اهمية كبيرة اليوم فان قضية اعتذار الحريري قفزت الى الواجهة بقوة بعد معلومات وتسريبات متتالية بانه صار على قاب قوسين من اعلانها.

 

وحصلت «الديار» امس على مزيد من المعلومات المفصلة حول هذا الموضوع ورغبة الحريري بالاعتذار عن الاستمرار بالتكليف. وكشفت مصادر موثوقة عن انه بدا في اجتماع مع نواب من كتلته واخر مع مقربين غير مرتاح الى حد الاحباط. وتحدث باسهاب عن انسداد افاق التاليف، قائلا» لن استطيع ولا اقبل ان يبقى البلد في هذا الفراغ القاتل، ولا اريد ان ابقى مكبلا ومتفرجا على انهيار البلد، يجب القيام بشيء لانني تحملت المسؤولية من احل مصلحة البلد والانقاذ وان اي خطوة تصب في هذا الاطار ساقدم عليها دون تردد».

 

ولم يتحدث الحريري عن الاعتذار مباشرة امام النواب، لكنه وضع الدائرة الصغيرة المحيطة والمقربة منه بان الاعتذار بات مطروحا جديا بعد ان كان مستبعدا، ولم يمانع من ان يتحدث بعضهم عن هذا الخيار مثلما فعل نائبه علوش عندما اكد امس في حديث تلفزيوني ان الاعتذار بات مطروحا.

 

ورفضت مصادر مقربة من الحريري الربط بين هذه الخطوة المتوقعة وبين موضوع اللقاء او عدم اللقاء مع لودريان. وقالت ان ألرئيس المكلف شعر مؤخرا ان التراكمات المتعلقة بتعطيل الجهود لتشكيل الحكومة وضعت هذا الاستحقاق امام طريق محكم الاغلاق، وان قرار الاعتذار يتعلق بموضوع تشكيل الحكومة وفق المواصفات التي ينشدها الشعب وخارج اطار التعطيل من خلال بالثلث المعطل.

 

وربطت مصادر اخرى بين رغبة الحريري اليوم بالاتجاه للاعتذار وبين المعلومات الاخيرة التي تحدثت عن ان محاولة كسبه الغطاء السعودي قد فشلت وان الرياض ما زالت متشددة تجاهه.

 

وينقل احد نواب المستقبل عن اجواء اللقاء مع الرئيس الحريري بانه بدا هذه المرة غير مرتاح للاجواء وما احاط ويحيط بعملية تاليف الحكومة، وان احساس من سمعه يؤكد انه سيقدم قريبا على خطوة الاعتذار لكن ليس بشكل فوري او بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي.

 

وما سمعه المحيطون بالحريري وصل ايضا الى مراجع بارزة بطرق مختلفة. وتقول المعلومات ان الحريري المح الى انه بصدد الاقدام على خطوة ثانية بعد الاعتذار قد تكون استقالة كتلته النيابية من المجلس.

 

وقالت مصادر سياسية ان اقدامه على مثل هذه الخطوة يعتبر مغامرة ومقامرة غير محسوبة، لافتة الى انها ستكون بمثابة قفزة في المجهول خصوصا بالنسبة للحريري وتياره.

 

ولاحظت ان تسرب مثل هذه المعلومات يأتي بعد تقديم كتلة القوات اللبنانية مؤخرا اقتراح قانون بتقصير ولاية المجلس الحالي. وتساءلت هل يندفع الحريري الى هذا الحد؟ وهل ينتقل الى جبهة المعارضة رغم ازمة علاقاته مع اطراف معارضة اخرى؟ ولفت في هذا المجال ما قالته النائب رولا الطبش امس لاحدى محطات التلفزة «ان اعتذار الرئيس الحريري وارد، ونحن لسنا متمسكين بالمقاعد النيابية في البرلمان ولا بأي موقع.»

 

وفيما حرصت اوساط بيت الوسط على عدم الحديث عن هذا الموضوع قال مصدر مطلع في المستقبل للديار مساء امس «ان الوضع غير مريح للغاية والآفاق مسدودة، وان الرئيس الحريري يدرس بدقة وبعناية الموقف منذ فترة، وان خيار الاعتذار صار مطروحا جديا، وهو يدرس سلبيات وايجابيات كل خطوة انطلاقا من مصلحة البلد ومن الاسباب والاهداف التي حفزته لترشيح نفسح لرئاسة الحكومة.»

 

واشار ردا على سؤال الى ان اتصالات جرت في اليومين الماضيين بين الحريري وقيادات سياسية.

 

 التيار

 

وفي المقابل حرص مصدر بارز على عدم التعليق مباشرة على اخبار رغبة الحريري بالاعتذار لكنه قال للديار «لقد كان موقفنا من تشكيل الحكومة واضحا من البداية وما زلنا نؤكد كل مرة عليه ، والمشكلة ليست عندنا بل عند الآخرين».

 

والمح الى ان الاسباب الحقيقية وراء الحديث عن الاعتذار اليوم هي في مكان آخر تتعلق بازمة علاقته بالسعودية.

 

 حزب الله

 

من جهة ثانية رفض مصدر نيابي في حزب الله التعليق على الموضوع، واكتفى بالقول الحزب لعب ويلعب دور المسهل لتشكيل الحكومة، وقد قدمنا في الاسابيع القليلة الماضية مقترحات وقمنا بمساع عديدة لتذليل العقبات من امام تشكيل الحكومة لكن الامور بقيت على حالها.

 

خلاف على البطاقة التمويلية

 

على صعيد آخر تتجه البلاد الى مزيد من الفوضى والى كارثة اجتماعية ومعيشية مع اقتراب موعد رفع الدعم في ظل غياب خطوات بديلة واضحة ومضمونة حتى الان.

 

ومن المقرر ان يترأس رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب اليوم اجتماعا وزاريا ثانيا لمتابعة مناقشة مشروع البطاقة التمويلية من اجل حسمه واقراره، لكن الاجواء التي توافرت للديار تؤكد ان المشروع المذكور يواجه تحفظات داخل الحكومة وخارجها، وان هناك كتل نيابية كبيرة تتحفظ على كثير من جوانبه لا سيما ما يتعلق بكيفية تمويله وبحجم كلفته، وترفض العديد منها مد ايد الى احتياطي مصرف لبنان من جديد معتبرة ان هذا الامر هو مزيد من استنزاف اموال المودعين بعد ان استنزف الدعم ايضا حوالي ستة مليارات ومئتي مليون دولار ذهب قسم منها الى جيوب الشركات والتجار والمهربين.

 

ويبدي الرئيس دياب حماسا للمشروع بدعم وتأييد الرئيس عون والتيار الوطني الحر، بينما تتحفظ باقي الكتل عليه بمواقف متفاوتة.

 

وعلمت الديار ان هناك محاولة لاحداث تعديلات كبيرة على المشروع الذي يفترض ان يلازمه ترشيد الدعم.

 

وقال مصدر نيابي بارز للديار امس اننا ننتظر الاطلاع على تفاصيل المشروع، لكن ما نعلمه انه بحاجة الى درس ومراجعة مفصلة خصواصا بالنسبة الى كلفته وكيفية تمويله بإلاضافة الى تحديد المستفيدين منه خصوصا ان اكثر من ثلاثة ارباع اللبنانيين سيحتاجون الى دعم ومساعدة مالية بعد رفع الدعم.

 

ولوحظ ان وزراء حزب الله لم يحضروا الاجتماع الوزاري الاول، ما يعطي انطباعا ان لدى الحزب تحفظات واضحة عليه.

 

وكشفت معلومات للديار ان هناك اقتراحات وافكار عديدة مطروحة منها تخفيض معدل قيمة البطاقة التمويلية الى النصف وبالتالي تخفيض قيمة المشروع الى نصف مليار دولار بدلا من كلفته المحسوبة اليوم بما يزيد عن المليار دولار.

 

وقال مصدر مطلع ان هناك محاذير جدية وكبيرة من الاعتماد على احتياطي مصرف لبنان وبالتالي تمويل المشروع من ودائع الناس، مشيرا الى ان هناك خيارين: اما تامين التمويل من مصادر اخرى وهذا خيار صعب وغير متاح حتى الآن، او تشكيل الحكومة وهذا الخيار الامثل ليس لهذه المشكلة فحسب بل ايضا للازمة الاقتصادية والمالية في البلاد.

 

 ازمة التهريب والقرار السعودي

 

من جهة اخرى ما يزال قرار السعودية بمقاطعة المنتجات الزراعية اللبنانية على خلفية ضبط الرمان الملغم بالمخدرات يتفاعل وسط معلومات عن تشدد السلطات السعودية وتوسيع قرارها ليشمل ايضا الخضار والفواكهة اللبنانية المعلبة ما يعني انه بات يطاول القطاعين الزراعي والصناعي.

 

وقد ترأس وزير الداخلية محمد فهمي امس اجتماعا امنيا لبحث موضوع التهريب وتداعيات القرار السعودي والاجراءات التي ستتخذها الجهات اللبنانية المعنية لضبط الوضع وتحسين شروط التصدير.

 

واعلن عن تعديلات مهمة في اجراءات المستوى العملاني لعمليات التصدير خلال اسبوعين او ثلاثة، مشيرا الى ان تأمين اجهزة ومعدات السكانر يحتاج لفترة اطول.

 

وناشد الدول لتقديم المساعدة للبنان في هذا المجال، مشيرا ان الاجهزة الامنية المختصة تعمل باللحم الحي.

 

 منصة تسعير الدولار

 

وفي مجال آخر تاجل للمرة الثالثة اطلاق منصة مصرف لبنان لتحديد وضبط سعر الدولار في السوق السوداء الى الاسبوع المقبل بعد ان كان مقررا ان يبدأ العمل بها هذا الاسبوع.

 

وذكرت المعلومات ان المنصة الالكترونية ستنطلق يوم الاثنين المقبل لضبط سعر الدولار على العشرة الاف ليرة في المصارف ومراكز الصيرفة المشاركة بالمنصة.

 

وجاءت هذه المعلومات بعد كتاب وجهه امس حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى وزير المال غازي وزني لهذه الغاية.

 

 

 

***************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

تأجيل مفاوضات الترسيم…هل يحمل لودريان مفاجأة؟  

 

مع ان المعوّل عليه من حصاد في حقل زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى بيروت غدا لن يؤمن الغلّة السياسية المرجوة الكفيلة بتشكيل الحكومة الحريرية المرفوضة رئاسيا، باعتبار ان زيارات رئيس دولته للبنان لم تفعل فعلها في الزام المسؤولين اللبنانيين بنقل مشاكساتهم وخلافاتهم الشخصية والفئوية الى خارج الحلبة الحكومية، فإن الترقب الداخلي لما قد يحمله رئيس الديبلوماسية الفرنسية بقي متصدرا واجهة الحركة والمواقف.

 

فقبيل وصوله منتصف ليل امس، بدا الملف الحكومي يلفّه دخان داكن واجواء ملبّدة. والى حين اتضاح ما سيقوله ومَن سيلتقي من المسؤولين ومَن لن يلتقي، كثر الحديث بقوّة عن احتمال اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري في حال لمس تبدلا في وجهة نظر الفرنسيين تجاهه وتجاه «شروط» تأليف الحكومة العتيدة وطبيعتها.

 

الاعتذار وارد

 

في هذا الاطار، أشار نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش في مداخلة تلفزيونية الى أن خيار اعتذار الرئيس الحريري كان مستبعداً لكن اتضح اليوم انه موجود لكسر الجمود، وهذا الخيار ليس مرتبطاً بنتائج زيارة لودريان بل إذا وصلت الأمور الى حائط مسدود. أضاف «لا لقاء حتى الساعة سيجمع الحريري بلودريان خلال زيارة الأخير لبنان». من جانبه، شدد عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار على أهمية زيارة وزير الخارجية الفرنسية في توفير معطيات حكومية أساسية.  وعن أي لقاء سيجمع الحريري بلودريان، نفى الحجار امتلاكه معلومات عنه لكنه اعتبر أنّ عدم حصوله ليس منطقياً. ولفت الى أن «الأمور أمام أفق مسدود والرئيس الحريري لا بد وان يتخذ قراراً في نهاية المطاف لن يكون غريباً عنه وعن تمسكه بحفظ مصلحة البلد».

 

التأليف والتهريب

 

من جهتهم، دعا المطارنة الموارنة إلى تشكيل حكومة قادرة على إيقاف الانهيار، وتوجه الآباء الى المعنيين ليضعوا جانبا كل حساباتهم وغاياتهم الخارجة عن إرادة الإنقاذ، وناشدوا العواصم الصديقة القيام بمبادرات إنسانية عاجلة تساعد الشعب اللبناني على الصمود.  وفي اجتماعهم الشهري، شجب الآباء «بشدة التفلت المتمادي على المعابر الحدودية الشرقية والشمالية، كما في مرفأ بيروت ومطارها، التي باتت تستخدم جهارا لتهريب المخدرات.

 

عون يتابع

 

في السياق، تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مسار الإجراءات التي اتخذت في الاجتماع الذي عقد الأسبوع الماضي في قصر بعبدا، للتشدد في مكافحة التهريب من المعابر البرية والبحرية والجوية اللبنانية، لاسيما بعد تكرار الحوادث التي سجلت في الآونة الأخيرة. كما تابع ما توصل اليه التحقيق من معطيات في عملية التهريب بواسطة صناديق الرمان الى المملكة العربية السعودية لاسيما التوقيفات التي تمت في هذا الصدد.

 

اجتماع امني

 

بدوره، اشار وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي، بعد اجتماع أمني عقد في الداخلية، إلى أن «ما كنا نقوم به هو عمل باللحم الحي، فهناك ضعف بالمنظومة ككل، وهناك اسباب لوجستية، كما أن الهيكلية بحد ذاتها تحتاج تحسيناً. ونحن بدأنا العمل بهذا الموضوع، بالتالي سنرى خلال اسبوعين او 3 كأقصى حد، تعديلاً بالمستوى العملاني بما خص التصدير، أما بما يتعلق بالمعدات، فالأمر سيأخذ وقتاً أطول».

 

حسن دقّو

 

الى ذلك، أفادت وزارة الداخلية ان من خلال التحقيق مع الموقوف حسن دقّو تبيّن أنه متورّط في تهريب أكبر شحنة مخدّرات في العالم والتي تقدّر بحوالى 94 مليون حبّة كبتاغون ضبطت في ماليزيا وكانت متوجهة الى المملكة العربية السعودية. ووزّعت الوزارة مستندات بأبرز العمليات التي تمّ تنفيذها في إطار مكافحة المخدرات سنة 2021.

 

امتعاض سعودي؟

 

على خط عينه، أفادت معلومات mtv عن امتعاض سعوديّ من الاجتماع الذي حصل في بعبدا منذ أيام والذي بحث في ملف التهريب. كما اشارت  إلى انّ رئيس الهيئات الاقتصادية محمد شقير أرسل آلية الى السعودية تقوم على وضع «سكانر» على الحدود اللبنانية تأتي به شركة تدقيق عالمية وعلى استخدام كلاب بوليسية وختم كل «كونتينر» يخرج من لبنان بالشمع الأحمر على ألا يفتح إلا عند وصوله الى السعودية كما أصدر شقير لائحة متصدرين ذهبية، والمملكة وافقت على الآلية التي أرسلها.

 

غادة عون تداهم

 

قضائيا، وفي ما يمكن تصنيفه في خانة «التمرد» على قرار مجلس القضاء الاعلى وقبل ان تقول هيئة التفتيش كلمتها، دهمت المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون شركة Prosec لتحويل الأموال في بعبدا بعد رفض الشركة تسليم «الداتا».

 

ترحيل حاويات خطرة

 

في مجال آخر، اعلن المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء اليوم «عن ترحيل 59 حاوية تحتوي على مواد شديدة الخطورة كان تم العثور عليها في مرفأ بيروت وأماكن أخرى بعد كارثة انفجار 4 آب». وتولت شركة «كومبي ليفت (Combi Lift) الألمانية معالجة توضيب هذه المستوعبات بشكل آمن على مدى الاشهر الماضية وفقا لعقد موقع مع الشركة لاخراج هذا الخطر من لبنان».

 

تعثر الترسيم

 

على صعيد آخر، بدا ان مفاوضات الترسيم تعثّرت مجددا. ففيما تمسك الوفد اللبناني امس في الناقورة بالخط 29، الامر الذي رفضه الجانبان الاميركي والاسرائيلي، تم تأجيل الجولة السادسة من مفاوضات ترسيم الحدود غير المباشرة، والتي كانت مقررة عند الحادية عشرة إلى موعد لم يُحدّد بعد، ربما في انتظار اتصالات قال رئيس الجمهورية مساء امس انه سيجريها مع الوسيط الاميركي.

 

كتاب سلامة

 

ماليا، وعشية اطلاقها المقرر مبدئيا الاثنين المقبل بحسب معلومات «المركزية»، تسلّم امس وزير المال في حكومة تصريف الأعمال كتاباً من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حول موضوع المنّصة الإلكترونية لعمليات الصرافة التي سينشئها المصرف المركزي بهدف تأمين ثبات القطع.

 

لودريان: سأكون شديد الحزم

 

أشار وزير خارجية ​فرنسا​ ​جان إيف لودريان​ في تصريح على وسائل التواصل الإجتماعي، إلى أنه «سأكون في ​لبنان​ اليوم مع رسالة شديدة الحزم للقادة السياسيين ورسالة تضامن كامل مع اللبنانيين. الحزم في وجه الذين يعرقلون تشكيل الحكومة: لقد اتخذنا إجراءات وطنية، وهذه مجرد البداية». وأضاف: «تؤكّد زيارتي أيضًا تضامن فرنسا في مجال التعليم والطبابة و​الآثار​، ودعمها اللبنانيين الذين يبذلون قصارى جهدهم من أجل بلدهم».

اذا كنت ترغب بمتابعة اخبار موقع " icon News" اضغط على الرابط التالي :

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram